دور التربية الفكرية في مواجهة التطرف والغلوّ

الملخص

أهداف البحث: يهدف البحث إلى معالجة ظاهرة التطرّف من خلال معالجة أحد أهمّ أسبابها وهو الخلل الفكري بمعنى منهجية التفكير، فتربية الفكر على منهجية الواقعية والمقارنة والنقد والتبيّن تجعله لا يسقط في الآراء المتطرّفة التي كثيرا ما تنشأ عن المثالية المتغافلة عن الواقع وعن أحادية النظر والوثوقية المفرطة بكل ما يلقى من الأفكار.

منهج الدراسة: اعتمد البحث المنهج التحليلي الاستنتاجي الذي ينطلق من المسلمات المنطقية في تأدية المقدمات إلى نتائجها، ثم تعزيز ذلك بتتبّع واقعي لعيّنات عديدة من الوقائع والأحداث من التاريخ القديم والحديث تشهد بصحّة المسلمات التي وقع الانطلاق منها.

النتائج: توصّل البحث إلى أنّ التربية التي  تقوم في محتواها على علوم شرعية تأصيلية منهجية وعلوم إنسانية واقعية، وقائمة في منهجها على المدارسة الحوارية وعلى التعلّم الذاتي  كفيلة  بأن تنتج عقولا تتشكّل على طائفة من الصفات الفكرية الأساسية من مثل الحرية في النظر، والشمولية في البحث، والواقعية في المنطلق، والمقارنة النقدية، فتتكوّن العقول بتلك الصفات الفكرية الناشئة بالتربية قادرة على أن تبحث عن الحقّ في أحكام الشريعة بأوثق الطرق وأبينها، لتصل إلى ما هو مندرج ضمن حدود الله تعالى، دون أن تتجاوزه إلى الأطراف فتقع في التطرّف الذي قد يفضي إلى الإرهاب.

أصالة البحث: يعالج البحث مشكلة من مشاكل الواقع التي تؤرّق المجتمع الإسلامي بل الإنساني، وهي مشكلة التطرّف الذي كثيرا ما ينتهي بالإرهاب، وذلك بمعالجة أحد أهمّ أسبابها دون الاكتفاء بمعالجة الظواهر منها، وذلك من خلال الحجّة المنطقية العقلية والحجّة الواقعية التاريخية.