الوساطة العقارية باعتبارها عملية تنموية

الملخص

يسعى هذا البحث إلى تبني التصور الحالي لمفهوم الوساطة باعتبارها آلية لحل المشكلات في مجال البناء والتشييد ومن قبل الممارسين في المجالات الأخرى ذات الصلة، مثل إدارة العقارات. وفي حين أن هذا هو أحد الأهداف الأساسية للوساطة، إلا أن الخطر المصاحب له يتمثل في حصر قيمة الوساطة في هذا الإطار فحسب. إذا كان هذا هو الحال، فهذا يعني قصر قيمة الوساطة أو مدى نجاحها في أضيق الحدود. ومن هنا فإن هدف هذا البحث هو طرح المفهوم الأوسع والقيمة الأكبر للوساطة في مجال البناء. يمكن اعتبار هذه القيم بمثابة مجموعة من التوجهات والمهارات والمفاهيم المرتبطة ببعضها، والتي من شأنها التأثير إيجابياً على الأشخاص المشاركين. وبالتالي فإن التنمية على مستوى الأفراد سيعقبها بالضرورة تغيراً على مستوى المؤسسات. وهذا بدوره يؤدي إلى تغيير ثقافي واسع في الصناعة والمهن المرتبطة بها إجمالاً، فضلاً عن وضع بصمة إيجابية على التعليم في مجال البناء والتشييد. تتناول المقالة في افتتاحيتها لمحة عامة حول تطور الوساطة ثم تعقبها بدراسة على استخداماتها الحالية في مجال البناء. وعندئذ تطرح تساؤلاً حول كيفية تصور نجاح الوساطة. ويشير البحث إلى أن التطبيق الحالي للوساطة العقارية وطريقة قياس مدى نجاحها تتم على نطاق ضيق للغاية. كما يؤكد على ضرورة التأسيس لنهج أوسع لمفهوم الوساطة العقارية. وأخيراً، تستشهد المقالة بأمثلة ونماذج من المؤلفات والكتابات حول الوساطة المثالية لتطوير قيمة الوساطة كعملية تنموية