أهم التَّحدِّيات العقديَّة والفكريَّة المُعاصرة لمقرر الثَّقافة الإسلاميَّة في الجامعات
جمال أحمد زيد الكيلاني
عميد كلية الشريعة، جامعة النجاح الوطنية - فلسطين
shar@najah.edu
عامر جود الله
أستاذ العقيدة ومقارنة الأديان، جامعة النجاح الوطنية - فلسطين
amerjodallah@najah.edu
تاريخ الاستلام: 06/03/2022 تاريخ التحكيم: 12/08/2022 تاريخ القبول: 12/10/2022
أهداف البحث: يهدف البحث إلى عرض أهم التحديات العقدية والفكرية المعاصرة التي ينبغي لمقرر الثقافة الإسلامية تحصين طلاب الجامعات منها، خاصة تحدي الإلحاد المعاصر، وفصل الاعتقاد عن العمل، ثم بيان كيفية مواجهة هذه التحديات، وتحويل المعتقدات، والقيم، والعادات الأصيلة لثقافتنا، من التكديس إلى ثقافةٍ تُوَجّهُ سلوك الشباب.
منهج الدراسة: اتبع الباحثان المنهجين الوصفي والتحليلي؛ حيث قاما بعرض أهم التحديات العقدية والفكرية المعاصرة لثقافتنا الإسلامية، وتوضيحها، ثمَّ بيان أهم الأفكار المقترحة لتحصين شباب الأمة من مخاطرها.
النتائج: ثقافتنا الإسلامية لا زالت تواجه العديد من التحديات في عصر العولمة، ومن أخطرها التحديات العقدية، خاصة التي تفصل بين الاعتقاد والعمل، والإلحاد الجديد، مما يستدعي مواجهتها من خلال تأصيل عقدي علمي متين، والتحديات الفكرية المعاصرة، ومن صورها المفاهيم الخاطئة حول علاقة الدِّين بالدنيا، ومفهوم الحُرية في الإسلام، مما يستدعي تعميق الموقف الشرعي حولها.
أصالة البحث: تكمن القيمة العلمية للبحث في عرض أهم التحديات العقدية، والفكرية المعاصرة لثقافتنا الإسلامية، وعلى وجه الخصوص تحدي الإلحاد المعاصر؛ حيث بين البحث خطورة هذا التحدي ومعالمه، وأهم المقترحات لمواجهته، بما يحقق المناعة والحصانة لطلاب الجامعات.
الكلمات المفتاحية: التَّحديات، الثَّقافة، العقيدة، الفِكر، الحُريَّة
للاقتباس: الكيلاني، جمال أحمد زيد، وعامر جود الله. «أهم التَّحدِّيات العقديَّة والفكريَّة المُعاصرة لمقرر الثَّقافة الإسلاميَّة في الجامعات»، مجلة كلية الشريعة والدراسات الإسلامية، جامعة قطر، المجلد 42، العدد 1 (2024(، عدد خاص بالملتقى الدولي «مقرر الثقافة الإسلامية في الجامعات: تحديات الواقع وآفاق التطوير»
https://doi.org/10.29117/jcsis.2024.0372
©2024، الكيلاني، جمال أحمد زيد، وعامر جود الله. مجلة كلية الشريعة والدراسات الإسلامية، دار نشر جامعة قطر. نّشرت هذه المقالة البحثية وفقًا لشروط Creative Commons Attribution-NonCommercial 4.0 International (CC BY-NC 4.0). تسمح هذه الرخصة بالاستخدام غير التجاري، وينبغي نسبة العمل إلى صاحبه، مع بيان أي تعديلات عليه. كما تتيح حرية نسخ، وتوزيع، ونقل العمل بأي شكل من الأشكال، أو بأية وسيلة، ومزجه وتحويله والبناء عليه، طالما يُنسب العمل الأصلي إلى المؤلف. https://creativecommons.org/licenses/by-nc/4.0
Major Doctrinal and Intellectual Challenges for the Islamic Culture Course in the Universities
Jamal Ahmad Zaid Al-Kilani
Dean of the Faculty of Sharia, An-Najah National University-Palestine
Amer Joudallah
Professor of Creed and Comparing Religions, An-Najah National University-Palestine
Received: 06/03/2022 Peer-Reviewed: 12/08/2022 Accepted: 12/10/2022
Objectives: This study describes today's major doctrinal and intellectual threats that the Islamic Culture course in our universities should prepare students to address. These threats include atheism and the disconnection between belief and its practical implementation. How do we confront these threats? How do we transform our beliefs, values, and authentic customs from a state of stagnation into a culture guiding the behaviour of our youth?
Methodology: This study employs descriptive and analytical methods to present and clarify the most important doctrinal and intellectual threats to today's Islamic culture, listing commonly proposed remedies for protecting our youth from these dangers.
Top of Form
Results: Our Islamic culture still faces numerous threats in this era of globalisation, the most dangerous being doctrinal and intellectual. The disconnection between belief and its practical implementation and the emergence of new forms of atheism are doctrinal threats that we must address by establishing a solid theological groundwork. Misconceptions about the relationship between religion and the world in which we live and the concept of freedom in Islam represent intellectual threats that require further elaboration of the stance of the Sharia on these issues.
Originality: This study's scientific value lies in identifying today's major doctrinal and intellectual threats to our Islamic culture, particularly the contemporary threat of atheism. It elucidates the seriousness of these threats and their characteristics, listing the most commonly proposed remedies to confront them and achieve resilience and immunity for our university students.
Keywords: Threats; Culture; Creed; Thought; Freedom
Cite this article as: Al-Kilani, Jamal Ahmad Zaid & Amer Joudallah. “Major Doctrinal and Intellectual Challenges for the Islamic Culture Course in the Universities”, Journal of College of Sharia and Islamic Studies, Volume 42, Issue 1 (2024), Special issue on the International Symposium “The Islamic Culture Course in the Universities: Challenges and Development Prospects”
https://doi.org/10.29117/jcsis.2024.0372
© 2024, Al-Kilani, Jamal Ahmad Zaid & Amer Joudallah. Published in Journal of College of Sharia and Islamic Studies. Published by QU Press. This article is published under the terms of the Creative Commons Attribution-NonCommercial 4.0 International (CC BY-NC 4.0), which permits non-commercial use of the material, appropriate credit, and indication if changes in the material were made. You can copy and redistribute the material in any medium or format as well as remix, trans.form, and build upon the material, provided the original work is properly cited. The full terms of this licence may be seen at: https://creativecommons.org/licenses/by-nc/4.0
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، والصلاة والسلام على خاتم الرسل والأنبياء محمد بن عبد الله الذي منَّ الله تعالى به على المؤمنين يتلو عليهم آياته، ويزكِّيهم، ويُعلِّمهم الكتاب والحكمة. ورضي الله عن الصحابة أجمعين الذين آمنوا به وعزروه واتبعوا النور الذي أُنزل معه، ومن سار على دربهم إلى يوم الدِّين، وبعد؛
فإنَّه لا يخفى على القائمين على كليات الشريعة في العالمين العربي والإسلامي الأهمية الكبرى لمقرر الثقافة الإسلامية في الجامعات في بناء الوعي، وإخراج الإنسان من العجز إلى القدرة والإنجاز، بل هي المدخل الرئيس لبناء النهوض الحضاري، وتحرُّر إرادة الإنسان؛ خاصة وأنَّ مقرر الثقافة الإسلامية يستهدف الطلبة الجامعيين في جميع التخصصات، وفي أهم مرحلة من مراحل حياتهم وهي مرحلة الشباب التي تمتاز بأنها مرحلة القوة بجميع أنواعها، ومرحلة القابلية للتغيير والتشكُّل.
وتزداد الأهمية الكبرى لمقرر الثقافة الإسلامية في واقعنا المعاصر؛ نظرًا للتحديات الكبيرة في عصر العولمة التي تواجه ثقافتنا الإسلامية، سواء كانت هذه التحديات داخلية أم خارجية، وسواء كانت تحديات عقدية أم فكرية أم اجتماعية، مما يقتضي مواكبة هذه التَّحديات ومواجهتها؛ حتى نحقق المناعة الفكرية لشبابنا.
ومن هنا فإننا نُثمِّن بشكل كبير الدعوة الرائدة لملتقى مقرر الثقافة الإسلامية في الجامعات، تحت إشراف كلية الشريعة والدراسات الإسلامية في جامعة قطر.
وإدراكًا منا للأهمية القصوى لمقرر الثقافة الإسلامية في الجامعات في بناء جيل متمسك بثقافته الأصيلة، ومعتز بها، جاءت هذه المشاركة.
مشكلة البحث:
تتمثل مشكلة البحث في الأسئلة المحورية الآتية:
1- ما أهم التَّحديات العقدية المعاصرة التي ينبغي لمقرر الثقافة الإسلامية تحصين طلاب الجامعات منها؟
2- ما أهم التَّحديات الفكرية المعاصرة التي ينبغي لمقرر الثقافة الإسلامية تحصين طلاب الجامعات منها؟
3- كيف نحوِّل المعتقدات، والقيم، والعادات الأصيلة، من المعرفة النظرية إلى ثقافة توجِّه سلوك الشباب، وتحكمه؟
منهج البحث:
سيتبع الباحثان في هذا البحث المنهجين الوصفي والتحليلي؛ حيث سنقوم بعرض أهم التَّحديات العقدية، والفكرية المعاصرة لثقافتنا الإسلامية، وتوضيحها، ثمَّ بيان بعض الأفكار المقترحة لتحصين شباب الأمة من مخاطرها.
خطة البحث:
وللإجابة عن مشكلة البحث قسمنا البحث إلى ثلاثة مباحث كالآتي:
المبحث الأول: مفهوم الثقافة الإسلامية وأهميتها في الجامعات
المطلب الأول: الثقافة الإسلامية لغة واصطلاحًا
المطلب الثاني: أهمية مقرر الثقافة الإسلامية في الجامعات
المبحث الثاني: أهم التَّحديات العقدية المعاصرة في مقرر الثقافة الإسلامية
المطلب الأول: ماهية العقيدة والتَّحديات في مقررات الثقافة الإسلامية
المطلب الثاني: الانفصال بين الإيمان والتطبيق العملي في واقعنا المعاصر
المطلب الثالث: الإلحاد الجديد ودعوى موافقته للعلم المعاصر
المبحث الثالث: التَّحديات الفكرية المعاصرة في مقرر الثقافة الإسلامية
المطلب الاول: عرض العَلاقة بين الدنيا والآخرة في مقررات الثقافة الإسلامية
المطلب الثاني: موقع الحريات في مقررات الثقافة الإسلامية
المطلب الثالث: تحدي تحويل فكرنا الدِّيني إلى ثقافة توجِّه السلوك وتحكمه (صناعة الثقافة)
لا بد قبل البدء بيان أهم التَّحديات العقدية، والفكرية المعاصرة التي تواجه ثقافتنا الإسلامية من بيان المعنى اللغوي والاصطلاحي للثقافة لإسلامية، وأهمية مقرر الثقافة الإسلامية في الجامعات، فمن خلال ذلك يتضح مدى أهمية تطوير مقرر الثقافة الإسلامية؛ لمواجهة التَّحديات المعاصرة، وهو ما سنبينه من خلال المطالب الآتية:
الثقافة مأخوذة من الفعل الثلاثي ثقِفَ، ويطلق لغة على ثلاثة معان رئيسة وهي:
- الفهم والحذق، وسريع التعلم الضابط لما يحويه.
- الغلبة، والانتصار، والإدراك، ومنه قوله تعالى: ﴿فَإِمَّا تَثۡقَفَنَّهُمۡ فِي ٱلۡحَرۡبِ﴾ [الأنفال: 57]([1]).
- التقويم، والتهذيب، والتسوية من بعد اعوجاج، قال الليث: "والثِّقاف: حديدةٌ تكون مَعَ القَوَّاسِ والرّمَّاح يقوّم بهَا الشَّيْء المعوج"([2]).
تعددت التعريفات الاصطلاحية لكلمة ثقافة حتى وصلت إلى ما يقارب 164 تعريفًا([3])، وسنشير فيما يأتي إلى أهم هذه التعريفات الغربية والإسلامية:
فقد عرفها الفيلسوف الإنجليزي إدوارد تايلور بأنها: "الكل المعقد الذي يضم المعرفة، والمعتقدات، والفن، والأخلاق، والتقاليد، وكل الإمكانات الأخرى، والعادات التي يكتسبها الإنسان كعضو في المجتمع"([4]).
وعرفها المعجم الوسيط بأنها: "الْعُلُوم، والمعارف، والفنون، الَّتِي يطْلب الحذق فِيهَا"([5]).
ونلاحظ في التعريفات السابقة أنها تجعل "المعتقدات عنصرًا عاديًا من العناصر المكوِّنة للثقافة، في حين إنَّ مكانة العقيدة في كل الثقافات أنها الأساس، والمنطلق، والموجه للثقافة، ولكل أنواع النشاط، والسلوك الاجتماعي"([6]).
وعرَّف طارق السويدان الثقافة عمومًا بأنها: "مجموع المعارف، والقيم، الحاكمة للسلوك"([7])، ونلاحظ في هذا التعريف الاختصار الشديد، فقد قصر الثقافة على بعض عناصرها وهي المعارف، والقيم، في حين إن الثقافة تشمل أيضا الفنون، والآداب، والعادات، والتقاليد.
أمَّا الثقافة الإسلامية، فقد جاء في تعريفها أنها: "أسلوب حياة الأمة الإسلامية، وفقًا لأحكام الإسلام ومبادئه وتصوراته"([8])، وهذا ليس تعريفًا للثقافة الإسلامية؛ بل هو تعريف التصور الإسلامي للحياة.
ومن خلال ما تقدَّم من التعريفات الاصطلاحية للثقافة، يمكن القول: إنَّ الثقافة الإسلامية أفكار، ومعارف، وإدراكات، ممزوجة بقيم الإسلام وعقائده، ووجدانيات تعبرُ عنها أخلاق، وعبادات، وآداب، وسلوك، كما تُعبِّر عنها علوم، وآداب، وفنون متنوعة، مادية، ومعنوية.
ومن خلال الربط بين المعنى اللغوي والاصطلاحي للثقافة نرى أنَّ الثقافة تعني أنَّ على المثقف الذكي الظَّفر بمعاني الحق، والخير، وأنَّ من أهم أهداف الثقافة تهذيب السلوك الإنساني، ما يعني أنَّ عملية الثقافة عملية متجددة لا تنتهي؛ لتجدُّد الحاجة لذلك([9]).
كما أنَّ الثقافة ليست مجرد معلومات، ومعارف تُخزَّن في الذهن، بل هي معارف ومعتقدات وقيم وعادات وتقاليد، توجِّه السلوك وتحكمه، فإنْ لم يكن لها تأثير على السلوك فهي مجرد معلومات، ولا يُطلق عليها ثقافة، ولا نُغفل في هذا السياق دور التربية الأسرية في غرس الثقافة في أبنائها منذ الصغر([10]).
يعد مقرر الثقافة الإسلامية من أهم المقررات الدراسية التي يدرسها طلبة الجامعات، والمقصود بالمقرر الدراسي فِي الاصطلاح: "مَجْمُوعَة مَوْضُوعَات يُفْرض دراستها على الطَّالِب فِي مَادَّة مَا، فِي مرحلة مُعينَة"([11])، وبناء عليه يمكن القول إنَّ المقصود بمقرر الثقافة الإسلامية هو: الكتاب المخصص لعرض المواضيع والقضايا المتعلقة بالثقافة الإسلامية، مثل تعريف الثقافة الإسلامية، ومصادرها، والتحديات التي تواجهها.
من الأمور التي تدلنا على الاهتمام بالثقافة في هذا العصر، كثرة المؤسسات الرسمية، وغير الرسمية التي تنتسِب إلى الثقافة، وتضيفها إلى اسمها، بل إنَّ بعض الدول تخصِّص وزارات للثقافة([12]).
وتتجلى لنا أهمية الثقافة الإسلامية من معرفة مكوناتها، فهي على وصف المفكر عبد الكريم بكار: "نسيج من العقائد، والمفاهيم، والنُظم، والعادات، والتقاليد، وطرُز الحياة السائدة في بقعة محددة من الأرض، إنها طريقة عيش شعب بعينه، أو هي ما يجعل الحياة جديرة بالعيش"([13]).
ومن هنا تبرز الأهمية الكبرى للثقافة، فهي بهذا المعنى لها سُلطة كبيرة على كل عضو من أعضاء الجماعة، فهي التي تصوغ شخصيته من حيث مفاهيمه، وأفكاره وقيمه، ومعتقداته، وعاداته، ومن حيث سلوكه، فتحدد له ما يجب فعله، وما لا يجب فعله، وما يجوز، وما لا يجوز([14]).
وبناء على ما تقدَّم من معرفة العناصر الفاعلة المكونة للثقافة الإسلامية يجب الحذر الشديد من أحد سلبيات العولمة([15]) الثقافية، وهو محاولات تسطيح الثقافة؛ أي تهميش دور القيم، والأفكار، والأديان، والهوية الثقافية الحقيقية؛ حيث أصبحت الثقافة تعني لأي شعب هي فقط جملة الهوايات الرياضية([16])، وأنماط التراث الشعبي المتعلق باللباس التقليدي، وأصناف الطعام، وتم إشغال العالم كله ببرامج التسلية، وفق ما يعرف بالثقافة الشبابية، والأغنية الشبابية وغيرها، ويتم هذا التسطيح بوسائل غاية في الإغراء والإثارة، ومن خلال شاشات التلفاز، التي لا يخلو منها بيت، وتبث على مدار الساعة([17]).
ولا بد في سياق الإشارة إلى أهمية الثقافة الإسلامية من التأكيد على:
أنَّ الدِّين هو المكون الأول لثقافة الأمم، فهو الذي يحدد لها فلسفتها الأساسية عن سر الحياة، وغاية وجودها مما يجعل للحياة معنى ومذاقًا.
ومن هنا، فإنَّ الدّين الإسلامي له أكبر الأثر في ثقافتنا، وذلك عن طريق عقائده الإيمانية، وشعائره التعبدية، وقِيمه الخُلُقية، وأحكامه التشريعية، فهو دين يتغلغل في حياة الفرد، والأسرة، والمجتمع، ويؤثر في الفكر، والشعور، والإرادة، ويوجه العقل، والضمير، والسلوك، فكل حياة المسلم مرتبطة بدينه، فالله تعالى حي في وجدانه، حاضر على لسانه([18]).
وما سبق يدل بكل وضوح على أنَّ لكل أمَّة ثقافتها الخاصة بها؛ لأنَّ الثقافة ليست مجرد معارف ذهنية مجردة، بل هي معارف، وإدراكات ممزوجة بقيم واعتقادات، مجسدة في أعمال وسلوك، وتعبر عنها شعائر، وآداب، وفنون، ولهذا تختلف ثقافة الشعوب عن بعضها، وفي ذلك رد على المغالطة المكشوفة بدعوى عالمية الثقافة([19]).
تعدُّ العقيدة الإسلامية المكون الأساس للثقافة الإسلامية، فهي المحرك والدافع لتطبيق الشريعة الإسلامية، ومن هنا تأتي أهمية مواجهة التحديات المعاصرة التي تتعرض لها، وبيان ذلك في مقرر الثقافة الإسلامية؛ حتى يبقى لها صفاؤها وأثرها الفعَّال، وهو ما سنبينه من خلال المطالب الآتية:
العقيدة الإسلامية هي ما يربطه الإنسان ويعْقِده في قلبه عقدًا جازمًا من قضايا الإيمان بالله تعالى، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، والقدَر([20])، ونلحظ جانب القصور في هذا التعريف؛ حيث قصر معنى العقيدة على الإيمان النظري في القلب فقط، ولم يعد العمل جزءا من العقيدة.
يقول بسام العموش: "العقيدة: ما يعقده الإنسان في قلبه، وينطق به لسانه، وتستجيب له جوارحه"([21])، وبناء على هذا التعريف نرى أنَّ العمل يدخل في مُسمَّى العقيدة، بل هو جزء منها، وثمرة من ثمارها، إذ ما قيمة العقيدة إذا لم تثمر العمل الصالح؟ ولذلك نجد اقتران الإيمان بالعمل بصورة مطردة في القرآن الكريم، كما في قوله تعالى في سورة العصر: ﴿إِلَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ وَتَوَاصَوۡاْ بِٱلۡحَقِّ وَتَوَاصَوۡاْ بِٱلصَّبۡرِ٣﴾ [العصر: 3].
وحول مكونات الإيمان الحقيقي وعَلاقة العمل به يقول الدكتور القرضاوي: "إنَّ الإيمان في حقيقته ليس مجرَّد عمل لساني، ولا عمل بدني، ولا عمل ذهني.
إنَّ الإيمان في حقيقته عمل نفسي يبلغ أغوار النفس، ويُحيط بجوانبها كلها، من إدراك وإرادة ووجدان.
فلا بد من إدراك ذهني جازم تنكشف به حقائق الوجود على ما هي عليه من الواقع...، ولا بد أنْ يصحب هذه المعرفة الجازمة إذعان قلبي، وانقياد إرادي، يتمثل في الخضوع والطاعة لحكم من آمن به...، ولا بد أنْ يتبع تلك المعرفة، وهذا الإذعان حرارة وجدانية قلبية، تبعث على العمل بمقتضيات العقيدة، والالتزام بمبادئها الخُلقية والسلوكية...، والقرآن الكريم يعرِض دائمًا الإيمان في أخلاق حيَّة، وأعمال ناصعة، يتميز بها المؤمنون، من الكفرة والمنافقين، ﴿قَدۡ أَفۡلَحَ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ١ ٱلَّذِينَ هُمۡ فِي صَلَاتِهِمۡ خَٰشِعُونَ ٢ وَٱلَّذِينَ هُمۡ عَنِ ٱللَّغۡوِ مُعۡرِضُونَ٣﴾ [المؤمنون: 1-3]([22]).
أما التحديات العقدية فالمقصود بها الشبهات، والتشكيكات التي تواجه القضايا العقدية، كالتشكيك في وجود الله تعالى، ونبوة محمد عليه الصلاة والسلام، ومصدر القرآن الكريم.
يبين الدكتور البوطي لنا أحد الأسباب المهمة في حاجة الإنسان إلى العقيدة السليمة، فيذكر أنَّ الإنسان خُلِق لمهمة عظيمة؛ وهي عبادة الله تعالى، وعمارة الأرض، وإدارتها بالحق، ولذلك زوَّده سبحانه وتعالى وجهزه بصفات وملَكات جبارة لتحقيق هذه المهمة، كصفة العقل، وما يتفرع عنها من العلم والإدراك، والقدرة على تحليل الأشياء، وسبر أغوارها، والوصول إلى ما وراءها، وبث فيه معنى الأنانية، وما يتفرع عنها من النزوع إلى الأثرة والتملك، وبث فيه من أسباب القوة ومقومات التدبير، وما يتفرع عنها من النزوع إلى السيطرة والعظمة والجاه، ثم بث فيه مجموعة من العواطف والأشواق، والانفعالات تعد متممة لقيمة تلك الصفات وفوائدها كالحب والكراهية والغضب وما إلى ذلك.
ولكن هذه الصفات سلاح ذو حدين، إن استعمَل أحدهما جاء بالتنظيم العظيم للكون، وبالخير الوفير للإنسان، وإن استعمل الآخر جاء ذلك بالشر الوبيل والفوضى الهائلة، وأورث الإنسانية شقاء لا آخر له.
ومن نتائج الخطورة في هذه الصفات أنَّ من شأنها أنْ تحمل صاحبها على أنْ يستعمل صفة القوة في ظلم الآخرين، وأنْ يُشْبِع نزوعه للسيطرة والسلطان في بسط نفوذه وسلطانه على المستضعفين.
ولذلك كان لا بد من قوة أخرى توجِّه هذه الصفات إلى الوجهة الصالحة، وتمنع الإنسان من أنْ يستخدمها إلا فيما يفيد، والعقيدة الحقة عن الإنسان والكون والحياة هي الضامن الذي يقي الإنسان خطورة هذه الصفات، فتصبح هذه الصفات وسيلة عظمى لسعادة الإنسان فردًا وجماعة([23]).
تمثل العقيدة الإسلامية الأسس المتينة للبناء الإسلامي وإذا نظرنا إلى علاقة العقيدة بما سواها من مقومات الإسلام ومكوناته فإننا يمكن أنْ نُشبِّه العقيدة بأنها مِثل الدم الذي يسري في الجسد، ليس مركَّزًا على جزء دون جزء، ولا على مكان دون مكان، ولا على عضو دون عضو، ولكنه ينبث في الجسد كله؛ بحيث يمنح كل جزء فيه الحياة والحركة والنمو والقيام بالوظائف التي لا بد من القيام بها إذا وجد هذا الدم في الجسم، وهكذا تكون العقيدة، فهي عِماد الدِّين، والدافع للالتزام بجميع مكونات الإسلام من أخلاق، وعبادات، وأحكام.
ورغم هذه المكانة الكبرى للعقيدة الإسلامية إلا أننا نجد كثيرًا من المسلمين يفصل بين العمل والمعتقد، بل نستطيع القول: إنَّ المشكلة العقدية الأولى في الواقع المعاصر هي: "الانفصال، أو شبه الانفصال الذي وقع بين المرجعية العقدية وبين المظاهر التطبيقية في مختلف وجوه الحياة، فالدين عقيدة تتفرع منها شريعة تشمل كل أوجه التصرف الإنساني"([24])، ولا شك أنَّ أحد الأسباب التي أدت إلى الانفصال بين الاعتقاد والعمل هو قصر معنى العقيدة في بعض التعريفات على القضايا الغيبية دون العمل، وهو ما تمت مناقشته ونقده في بيان التعريف الصحيح للعقيدة.
ومن ثم، فلا بد من معالجة هذا التحدي الخطير لثقافتنا الإسلامية المعاصرة، وذلك من خلال التأكيد على منهج القرآن الكريم في الربط بين آيات الأحكام والعقيدة، وبين الأخلاق الإسلامية والعقيدة، وعدم عرض آيات الأحكام مفصولة عن المضامين العقدية المتصلة بها.
والناظر في القرآن الكريم يجد أنَّ آيات القرآن قرنت بين الإيمان وعمل الصالحات في آيات كثيرة، فالآيات التي جمعت بينهما بصيغة المفرد خمس عشرة آية، كما في قوله تعالى: ﴿إِلَّا مَن تَابَ وَءَامَنَ وَعَمِلَ صَٰلِحٗا فَأُوْلَٰٓئِكَ يَدۡخُلُونَ ٱلۡجَنَّةَ وَلَا يُظۡلَمُونَ شَيۡٔٗا٦٠﴾ [مريم: 60]، وقوله تعالى: ﴿إِلَّا مَنۡ ءَامَنَ وَعَمِلَ صَٰلِحٗا فَأُوْلَٰٓئِكَ لَهُمۡ جَزَآءُ ٱلضِّعۡفِ بِمَا عَمِلُواْ وَهُمۡ فِي ٱلۡغُرُفَٰتِ ءَامِنُونَ٣٧﴾ [سبأ: 37].
والآيات التي جمعت بين الإيمان والعمل في صيغة الجمع (آمنوا وعملوا) اثنتان وخمسون آية([25])، منها، قوله تعالى: ﴿وَٱلۡعَصۡرِ١ إِنَّ ٱلۡإِنسَٰنَ لَفِي خُسۡرٍ٢ إِلَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ وَتَوَاصَوۡاْ بِٱلۡحَقِّ وَتَوَاصَوۡاْ بِٱلصَّبۡرِ٣﴾ [العصر: 1-3]، وقوله تعالى: ﴿أَمَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ فَلَهُمۡ جَنَّٰتُ ٱلۡمَأۡوَىٰ نُزُلَۢا بِمَا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ١٩﴾ [السجدة: 19].
فيكون مجموع الآيات التي قرنت الإيمان بالعمل (67 آية)، وما أحوجنا إلى اتباع هذه المنهجية القرآنية في عرض آيات الأحكام العملية ودراستها، فقد تجلى فيها بشكل واضح الربط بين العقيدة والعمل، ولا شك أنَّ ربط آيات الأحكام بمرجعيتها العقدية فيه ضمان ومحفز لتطبيقها والعمل بها.
"فالتدين بالعقيدة يشمل الإيمان بها، والصدور عنها في كل تفكير وسلوك، وأي قصور في هذين الجانبين يعتبر إخلالا بالتدين في جانب العقيدة ... ولا بد من إبراز الأبعاد العملية لحقائق العقيدة مهما كانت نظرية وربطها بالمشاكل الواقعية الناجمة في الحياة بما يظهر أنها الفرقان المصحح لكل انحراف"([26]).
بل ما أحوجنا إلى صياغة الأحكام السلوكية في إطار المبادئ العقدية، كما أشار لذلك الدكتور عبد المجيد النجار؛ حيث قال: "وخذ إليك مثالا في ذلك أن السلوك الاقتصادي إطاره العقدي الإيمان بأن الملكية الحقيقية لكل شيء إنما هي ملكية الله تعالى، والإنسان ليس إلا مستخلفا على كل ما بين يديه من مقدرات، وفي هذا الإطار ينبغي أن يتنزل سلوكه في المجال الاقتصادي، إنتاجا وتوزيعا واستهلاكا"([27]).
وإنَّ من أهم أهداف القرآن الكريم في ربط آيات العقيدة بالأحكام غرس الهيبة والاحترام في نفوس المؤمنين لأحكام الشريعة؛ لأنها صادرة من عند الله ومن ثم فلها صفة الدِّين، وما له هذه الصفة فحقه أنْ يحترم ويطاع طاعة اختيارية في السر والعلن تنبعث من النفس وتقوم على الإيمان وفي هذا أعظم ضمان لتطبيق الشريعة، وإنَّ عدم الربط بين الحياة العملية للمسلمين، وبين مرجعيتهم العقدية، يهيئ للتأثر بالمعتقدات، والأفكار الفاسدة، غربية كانت، أو آسيوية، أو يونانية، أو هندية، أو فرعونية.
وإنَّ الخلل في عرض العقيدة بطريقة تعالج الواقع يؤدي إلى أمراض خطيرة في الأمة، فما أحوجنا إلى معرفة الآمر وقدْره سبحانه قبل معرفة الأوامر.
يبين الدكتور القرضاوي أنه منذ أكثر من قرنين تعرض الدِّين في أوروبا لمحنة شديدة بسبب موقف الكنيسة هناك من العلم والعلماء، والفكر والمفكرين، مما جعل كثيرًا من الناس يكفرون بالدِّين وبالله، وقد تطاير شرر الإلحاد من أوروبا إلى غيرها، وقامت على مبدأ الإلحاد دول كبرى تنص دساتيرها على أنْ لا إله والحياة مادة كما في دستور روسيا، وبما أنَّ العالم أصبح الآن قرية كونية كبرى فقد ابتلي عالمنا العربي والإسلامي بفئة من الملاحدة، ووجدنا هذه الأفكار الإلحادية تحدث بلبلة واضطرابا في أنفس كثير من الشباب في الجامعات، ووصل رذاذها إلى الشرق([28]).
وإنَّ دارس الشريعة الغيور على عقيدته ودينه وثقافة أمته، والذي يعيش في واقعه المعاصر ولا ينفصل عنه، يدرك أنَّ تحدي الفلسفات الإلحادية قد يزداد خطره في هذا الزمن على طلبة الجامعات تحديدًا وذلك لعدة أسباب في نظرنا منها:
1- الثورة غير المسبوقة في وسائل الاتصالات، والتواصل الاجتماعي، ومواقع الانترنت، فقد استغل أصحاب هذه الفلسفات هذه الوسائل في نشر أفكارهم، مما يجعل ثقافتنا وعلى رأسها العقيدة الإسلامية تحت القصف، وقد أشار الباحث عبد الله العجيري في كتابه المهم "ميليشيا الإلحاد" إلى الإلحاد الجديد وأبرز سماته وتطوراته والتي منها الحماسة والحرص الشديد على الدعوة إلى الإلحاد من خلال مواقع الانترنت التي رصد أخطرها، وعدائية الإلحاد الجديد الشديدة للدِّين، واستعمال هذا الإلحاد أداة الإرهاب في حرب الأديان([29]).
2- خداع الإلحاد الجديد للشباب الجامعي من خلال ادِّعائه موافقة العلم المعاصر في أطروحاته الإلحادية وخاصة في علم ميكانيكا الكم، وهو: فرع من الفيزياء متعلق بدراسة الظواهر المتناهية الصغر لعالم الذرة وما دونه، والخطورة هنا هو ادعاء بعض علماء الفيزياء المعاصرين التشكيك في الحتمية السببية في عالم الذرة، كما بيّن ذلك الدكتور سامي العامري في كتابه المهم "من خلق الله؟"، تحت عنوان خدعوك فقالوا([30]).
إنَّ ما سبق بيانه من خطورة التحدي الإلحادي الجديد لثقافتنا القائمة على الإيمان بالله تعالى وهو جوهر العقائد الإسلامية، كما إن جوهر هذا الإيمان هو توحيد الله تعالى([31])، تستدعي من أساتذة مقرر الثقافة الإسلامية في العالم الإسلامي الغيورين على عقيدتهم وثقافتهم أخذ الأمر على محمل الجد، وتوفير الحصانة القوية لشبابنا الجامعي من خلال توفير مادة علمية قوية ومبسطة ترصد الشبهات الإلحادية الجديدة وتفندها بأسلوب علمي رصين، ونحن في كلية الشريعة في جامعة النجاح الوطنية على أتم الاستعداد للقيام بهذه المهمة بالتعاون مع نخبة من أساتذة العقيدة في كليات الشريعة في العالم الإسلامي؛ خدمة لعقيدة التوحيد، وتحصينا لطلابنا الأعزاء، ويمكن الاستفادة من ذلك من إصدارات مركز تكوين للدراسات والأبحاث؛ فقد صدر لديهم عدة كتب قيمة ومهمة في هذا المجال أشرنا لبعضها سابقا، ونضيف إليها كتاب براهين وجود الله في النفس والعقل والعلم، للدكتور سامي العامري وهو كتاب ضخم أكثر من 700 صفحة، تناول فيه الباحث أهم ما يتعلق بهذا الموضوع، وخاصة ما جاء في الباب الرابع حول آيات الله في نظم الكون، وخاصة برهان الضبط الدقيق([32])، ومن الكتب المهمة في هذا المجال أيضا كتاب شموع النهار إطلالة على الجدل الإلحادي الديني المعاصر في مسألة الوجود الإلحادي، للشيخ عبد الله العجيري.
ولا شك أنَّ من أهم معايير تطوير مقرر الثقافة الإسلامية في الجامعات ليكون ذا فاعلية أنْ يسعى لتحقيق أهداف نوعية، ومن أهم معاييرها مدى استجابتها للتحديات المعاصرة([33])، كما أشار لذلك الدكتور محمد أبو بكر المصلح، العميد المساعد للشؤون الاكاديمية لكلية الشريعة والدراسات الإسلامية في جامعة قطر، ولا شك أنَّ التحدي الإلحادي الجديد هو أحد هذه التحديات المعاصرة لثقافتنا الإسلامية.
من التحديات الفكرية المعاصرة لثقافتنا الإسلامية التصور الخاطىء للعلاقة بين الدنيا والآخرة، وهو من أكثر ما يعاب على خطابنا الديني، فكثيرًا ما نسمع عبر الفضائيات والإذاعات أنَّ الدنيا ملعونة، وأنَّ القرآن الكريم ذمها واعتبرها لهوا ولعبا، كما في قوله تعالى: ﴿ٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّمَا ٱلۡحَيَوٰةُ ٱلدُّنۡيَا لَعِبٞ وَلَهۡوٞ وَزِينَةٞ وَتَفَاخُرُۢ بَيۡنَكُمۡ وَتَكَاثُرٞ فِي ٱلۡأَمۡوَٰلِ وَٱلۡأَوۡلَٰدِۖ﴾ [الحديد: 20]، ويدعو هذا الخطاب إلى ترك الدنيا تحت شعار الزهد، وأنَّ النبي عليه الصلاة والسلام كان فقيرًا.
وفي الحقيقة إنَّ هذا التحدي الفكري المتمثل في الفهم الخاطئ للعَلاقة بين الدنيا والآخرة، وتصوير أن الدِّين يعارض الدنيا؛ ويدعو إلى ترك العمل لها وعمارتها، من التحديات الخطيرة التي يجب توضيحها في مقرر الثقافة الإسلامية، وذلك من خلال الردود الفكرية المقترحة([34]) الآتية:
1- لم يحظر الإسلام على المسلم أنْ يعمل للدنيا وأنْ يملكها، وأنْ يحسنها حتى يملك الحسَنتين حسنة الدنيا وحسنة الآخرة، كما قال تعالى في مدح قوم: ﴿وَمِنۡهُم مَّن يَقُولُ رَبَّنَآ ءَاتِنَا فِي ٱلدُّنۡيَا حَسَنَةٗ وَفِي ٱلۡأٓخِرَةِ حَسَنَةٗ وَقِنَا عَذَابَ ٱلنَّارِ٢٠١﴾ [البقرة: 201]، فالإسلام يعدّ العمل لعمارة الدنيا عملًا صالحًا مع النية الصالحة، واعتبر الإسلام الخطر في إيثار الدنيا على الآخرة، وأنْ يجعلها الإنسان أكبر همه ومبلغ علمه، كما قال تعالى: ﴿فَأَمَّا مَن طَغَىٰ٣٧ وَءَاثَرَ ٱلۡحَيَوٰةَ ٱلدُّنۡيَا٣٨ فَإِنَّ ٱلۡجَحِيمَ هِيَ ٱلۡمَأۡوَىٰ٣٩﴾ [النازعات: 37-39]([35]).
2- جعَلَ الإسلام الدنيا وسيلة للآخرة، ومحرابًا لعبادة الله تعالى، وكان يمكن أنْ يكون هناك تعارض بين الدنيا والآخرة لو اعتبر الإسلام الأعمال الدنيوية عملًا دنيويًا محضًا، لكنَّ الإسلام، كما بين الشيخ محمد الغزالي، عدّ كل عمل دنيوي أريد به وجه الله تعالى عملًا من أعمال الآخرة([36])، وخير مثال على ذلك قوله عليه الصلاة والسلام: «مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَغْرِسُ غَرْسًا، أَوْ يَزْرَعُ زَرْعًا، فَيَأْكُلُ مِنْهُ طَيْرٌ أَوْ إِنْسَانٌ أَوْ بَهِيمَةٌ، إِلَّا كَانَ لَهُ بِهِ صَدَقَةٌ"([37]) .
3- لا بد من بيان أنَّ الادعاء بأنَّ الإسلام حث على ترك العمل للدنيا وعمارتها بحجة أنه يعارض الآخرة، سيؤدي إلى تعطيل الطاقات الإنسانية الجبارة التي منحها الله تعالى للإنسان وميزه بها عن سائر المخلوقات، بل إنَّ هذا التعطيل للدنيا سيؤدي إلى تعطيل الدِّين؛ لأنه سيجعل المسلمين عالة على غيرهم من الأمم.
4- في القرآن الكريم العديد من التشريعات المتعلقة بالمال وحفظه من أهمها قوله تعالى: ﴿وَلَا تُؤۡتُواْ ٱلسُّفَهَآءَ أَمۡوَٰلَكُمُ ٱلَّتِي جَعَلَ ٱللَّهُ لَكُمۡ قِيَٰمٗا﴾ [النساء: 5]، وقد وصف الله تعالى المال بأن الحياة تقوم به فهو عصب الحياة، وهو ذات الوصف الذي وصف الله به تعالى الكعبة البيت الحرام فقد جعلها سبحانه قياما للدين؛ فهي قبلة المسلمين في صلاتهم.
وخلاصة القول في العَلاقة بين الدنيا والآخرة أن لا تعارض مطلقا بينهما، فالله تعالى خلق الإنسان في هذه الدنيا ليعيد الله تعالى فيها ويعمرها بالطاعات؛ لتكون خير وسيلة له للوصول إلى الآخرة، ولقاء الله تعالى، والفوز برضاه وجنته، وهي الغاية الكبرى التي يسعى إليها الإنسان المؤمن، فلا يقدم الدنيا على الآخرة؛ لأنه يعرف حقيقتها، ولا يترك العمل في الدنيا؛ لأنَّ الإسلام عدّه عبادة، ومعيار النجاح في ذلك التوازن الذي أراده الإسلام، قال تعالى: ﴿وَٱبۡتَغِ فِيمَآ ءَاتَىٰكَ ٱللَّهُ ٱلدَّارَ ٱلۡأٓخِرَةَۖ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ ٱلدُّنۡيَاۖ وَأَحۡسِن كَمَآ أَحۡسَنَ ٱللَّهُ إِلَيۡكَۖ وَلَا تَبۡغِ ٱلۡفَسَادَ فِي ٱلۡأَرۡضِۖ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يُحِبُّ ٱلۡمُفۡسِدِينَ٧٧﴾ [القصص: 77].
من التحديات الفكرية المعاصرة والمهمة جدًا والتي ينبغي لمقرر الثقافة الإسلامية تجليتها وتوضيحها قضية الحرية، بدء بتوضيح مفهومها، ومرورًا ببيان مكانتها ومقامها في الإسلام والرد على دعوى تقييد الدِّين للحريات، وانتهاءً ببيان حدودها وضوابطها.
فلا شك أنَّ الحرية مفهوم جميل يتعلق به الإنسان وخاصة جيل الشباب، وقد أعددتُ رسالة الدكتوراه في الجامعة الأردنية حول مفهوم الحرية في الخطاب الإسلامي المعاصر دراسة عقدية فكرية([38])، وسأبين فيما يأتي بشكل موجز أهم القضايا المتعلقة بهذا التحدي الفكري:
1- مفهوم الحرية من أكثر المفاهيم الفكرية التي تم تزويرها والتلاعب بها واستغلالها؛ حيث تم تصوير الحرية الفكرية مثلًا بأن تجهر بشتم عقيدة الأمة، وتم تصوير الحرية الشخصية وخاصة للنساء أن تعمل ما تشاء دون أن تحد تصرفاتك آداب المجتمع، أو تعاليم الدِّين([39]).
2- مفهوم الحرية في الإسلام مفهوم واسع وشامل، فقد تأتي الحرية في الاصطلاح بمعنى: أنّ الإنسان له إرادة حرَّة وقُدرة يستطيع من خلالها أنْ يختار ما يريد فعله، وما لا يريد([40])، فالحريَّة بهذا المعنى نقيض الجبْر تمامًا، ومن هنا يسمِّيها العلماء الحريَّة الفطريَّة أو الطبيعيَّة([41])، يقول الطهطاوي: "الحريَّة الطبيعيَّة هي التي خُلِقت مع الإنسان وانطبع عليها، فلا طاقة لقوته البشرية على دفعها بدون أنْ يعدَّ دافعها ظالمًا"([42]).
3- وتأتي الحريَّة اصطلاحًا بمعنى تحرُّر الإنسان من السيطرة والتحكُّم، يقول الدكتور يوسف القرضاوي، بعد أنْ ذكَر أنَّ الناس ولدَتهم أمُّهاتهم أحرارًا، وأنَّه لا يجوز أنْ يُسْتَعبَدوا لأمثالهم من الخَلْق: "ولسنا نعني بالحريَّة اتباع الشهوات وانطلاق الغرائز السفْلى، فهذه بهيميَّة لا حريَّة، ولا نعني بها اتباع الشهوات، وبلْبلة الأفكار، وإثارة الفتن، فهذه فوضى لا حريَّة، إنَّما نعني بحريَّة المواطن أو الإنسان هنا: خَلاصُه من كل سيطرة تتحكَّم في فكره، أو وجدانه، أو حركته، سواء كانت سيطرة حاكِم مستبد، أم كاهن أم متسلِّط، أم إقطاعي ورأسمالي متجبِّر"([43])، يقول الدكتور طه عبد الرحمن: "الحريَّة هي: أنْ تتعبَّد للخالق باختيارك، وأنْ لا يستعبدك الخلْق في ظاهرك أو باطنك"([44])، وقد بيَّن الدكتور أحمد الريسوني أنَّ الحريَّة تُقسم إلى قسمين: الحريَّة الذاتيَّة الباطنيَّة: وهي حريَّة الإنسان في ذاته ومع نفسه، أي تحرُّر إرادته وقراره من ضغوط ميوله ورغباته ونزواته الذاتية، والحريَّة الخارجيَّة: وهي تحرُّر الإنسان من ضغط الموانع الخارجيَّة التَّعسفيَّة، وهنا تدخل الحريَّة في مواجهة الاستبداد وما فيه من قمع ومنع وتضييق، وبعد بيان هذين القسمين للحرية قال الريسوني معرفًا الحريَّة بأنَّها: "تَحَرُّرُ السلوك الإنساني من الضغوط الذاتية والخارجية، لفائدة دواعي العقل والحق"([45]).
4- إنَّ مقام الحرية في الشريعة الإسلامية مقام كبير، فقد بين لنا القرآن الكريم أنَّ الحرية خاصية إنسانية قال تعالى: ﴿إِنَّا عَرَضۡنَا ٱلۡأَمَانَةَ عَلَى ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَٱلۡجِبَالِ فَأَبَيۡنَ أَن يَحۡمِلۡنَهَا وَأَشۡفَقۡنَ مِنۡهَا وَحَمَلَهَا ٱلۡإِنسَٰنُۖ إِنَّهُۥ كَانَ ظَلُومٗا جَهُولٗا٧٢﴾ [الأحزاب: 72]، تبرز لنا هذه الآية الكريمة قيمة الحريَّة الإنسانيَّة ومقامها عندما تبيِّن لنا أنَّ أكبر المخلوقات في الكون عجِزت رغم عظمتها عن حمْل الأمانة بعد أنْ عَرَضَها الله تعالى عليها؛ والسبب في ذلك أنها مسيَّرة لا تمتلك حرية الاختيار، بينما قبِل الإنسان حمْلَها لطبيعته المؤهَّلة لذلك، وهذه الطبيعة الإنسانية القابلة للتكليف وحمل الأمانة، قد انفردت من بين المخلوقات بالقدرة على ما تعجز عنه المخلوقات كلها، في السماء وفي الأرض.. وفي هذا تكريم للإنسان، وإعلاء لقدْره، ووضعه في ميزان ترجَح فيه كفّته على سائر المخلوقات مجتمعة([46]).
ويعلن القرآن الكريم ويحددُ بكل وضوح أنَّ الإسلام جاء ليضع عن الناس إصرهم والأغلال التي كانت عليهم، يقول سبحانه وتعالى مُحدِدا أحد المهام الكبرى، والصفات العظمي للنبي عليه الصلاة والسلام: ﴿الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ ...﴾ [الأعراف: 157].
وقد ذكَّر موسى عليه السلام قومه بنعمة تحريرهم من العبوديَّة لفرعون، قال تعالى: ﴿وَإِذۡ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوۡمِهِۦ يَٰقَوۡمِ ٱذۡكُرُواْ نِعۡمَةَ ٱللَّهِ عَلَيۡكُمۡ إِذۡ جَعَلَ فِيكُمۡ أَنۢبِيَآءَ وَجَعَلَكُم مُّلُوكٗا وَءَاتَىٰكُم مَّا لَمۡ يُؤۡتِ أَحَدٗا مِّنَ ٱلۡعَٰلَمِينَ٢٠﴾ [المائدة: 20]، ففي هذه الآية يذكِّر موسى عليه السلام قومه بنعمتين مهمَّتين أنعمهما الله عز وجل عليهما، الأولى: أنَّه جعل فيهم أنبياء كُثُر عليهم السلام، والثانية: أنَّه جعلهم ملوكًا، ونلحظ أنَّ موسى عليه السلام أطلق هذا الوصف على جميع بني إسرائيل بخلاف وصف النَّبوة، مما يجعلنا نبحث عن معنى لهذا الوصف، وينقل ابن كثير في تفسيره عن السدي أنَّ معنى (ملوكًا) أنْ "يملك الرجل نفسه وماله وأهله"([47])، ويقول ابن عاشور حول هذا الوصف: "وهذا تشبيه بليغ، أي: كالملوك في تصرُّفهم في أنفسهم، وسلامتهم من العبودية التي كانت عليهم للقبط"([48])، فأيَّة مكانة للحريَّة في القرآن بأنْ يوصف صاحبها بأنَّه مَلِك، وأصحابها بأنَّهم ملوك، ولا شك أنَّ هذا الوصف للأحرار بأنَّهم ملوك وصف مُعبِّر وفيه دلالات وإشارات مهمة تقول لنا: أليس الحُر هو الذي يملك إرادته ونفسه؟ أليس الحُر هو الذي يستطيع أنْ يفعل ما يريد؟ أليست هذه ذاتها صفات الملوك؟
وعندما أراد النَّبي صلى الله عليه وسلم والمسلمون زيارة بيت الله الحرام معتمرين وصدَّتهم قريش عن أداء العمرة ومنعتهم من العبادة في بيت الله الحرام طلب منهم صلى الله عليه وسلم طلبًا واحدًا فقط وهو: أنْ يخلُّوا بيني وبين الناس([49])، أي: فقط أنْ يعطوه حريَّة الدَّعوة؛ ليمكن من دعوة الناس إلى الإسلام لا أكثر ولا أقل.
إنَّ كل ما سبق يدل دلالة واضحة على مكانة الحرية في الإسلام، وأنَّه لا تعارض مطلقًا بين الحرية والشريعة، وأن تشريعات الإسلام المتمثلة في الواجبات والمحرمات جاءت لتحمي هذه الحرية، وتنظمها، وتنميها وتهذبها، لا لتكبتها كما يدعي أصحاب الانفلات.
ولا ننسى في ختام بيان موقفنا الفكري من الحرية أن الأثر الأبرز لعقيدة التوحيد هو تحرير العباد من كل أنواع العبودية لغير الله تعالى، وفي ذلك يقول سيد قطب: "ثم نجيء إلى الأثر المتفرد الذي ينشئه التصور الإسلامي في ضمير المسلم، وفي حياته، وفي كيان المجتمع المسلم، وفي نشاطه بخاصية التَّوحيد التي يتضمنها، ويقوم عليها إنَّه تحرير الإنسان أو بتعبير آخر ميلاد الإنسان"([50]).
بيّنا فيما سبق من خلال تعريف الثقافة أنها المعتقدات والقيم والعادات التي تحكم السلوك وتوجهه، وبالتالي لا يطلق على هذه المكونات ثقافة ما لم تؤثر في السلوك الإنساني.
وثقافتنا الإسلامية ثقافة غنية تستمد مكوناتها من القرآن الكريم والسنة النبوية، وتنتقي من تراث الأمة الزاخر ما يلائمها ويناسبها في هذا العصر، ولا يتصور من أمة عريقة في الحضارة أن تهمل هذه الثقافة، وتبدأ من الصفر أو من التسول لدى الغير، لأن تسول الأغنياء رذيلة تنكرها الأخلاق، وجريمة يعاقب عليها القانون([51]).
ويبقى أحد التحديات الكبرى لمدرسي مقرر الثقافة الإسلامية في الجامعات هو كيفية تحويل فكرنا الدِّيني بكل مكوناته من عقيدة، وتشريع، وأخلاق، ومعاملات، إلى ثقافة تحكم السلوك وتوجهه؟
وهي دعوة للحوار حول ذلك من خلال الملتقى المهم والرائد حول مقرر الثقافة الإسلامية في الجامعات تحت رعاية كلية الشريعة في جامعة قطر.
ولا يخفى علينا أهمية المدرس القدوة في تحقيق ذلك فهو المنهاج الخفي، ولا يخفى علينا كذلك دور السياسيين ورموز المجتمع في تحقيق ذلك.
لكننا نؤكد في ختام هذه التحديات الفكرية لثقافتنا الإسلامية أنَّ الدور الأهم لتحويل عقيدتنا، وقيمنا وأخلاقنا إلى ثقافة توجِّه السلوك هو دور الإعلام الفعال بكل أنواعه المسموعة والمرئية والمقروئة؛ مما يحتم علينا المسؤولية الكبرى في حسن استثمار هذه الوسيلة الفعالة في خدمة ثقافتنا وأمتنا.
لا بد في نهاية هذا البحث من تسجيل أهم النتائج والتوصيات التي توصل إليها الباحثان وهي كالآتي:
1- لا زالت ثقافتا الإسلامية تواجه العديد من التحديات خاصة في عصر العولمة الذي أصبح العالم فيه قرية كونية صغرى.
2- يعدُّ مقرر الثقافة الإسلامية في الجامعات من أهم المقررات على الإطلاق لترسيخ ثقافتنا الإسلامية عند طلاب الجامعات؛ بما يوفر لهم القناعة بثقافهم؛ والحصانة من كل ما يهددها.
3- تعدُّ التحديات العقدية من أخطر التحديات المعاصرة التي تواجه ثقافتنا، وخاصة تحدي الفصل بين الاعتقاد والعمل، وتحدي الإلحاد الجديد، وهو ما يستدعي مواجهة هذين التحديين من خلال تأصيل عقدي علمي متين.
4- التحديات الفكرية المعاصرة لا زالت من أهم التحديات التي تواجه ثقافتنا، ومن صورها المفاهيم الخاطئة حول علاقة الدين بالدنيا، ومفهوم الحرية في الإسلام، مما يستدعي تعميق البيان الإسلامي حولهما.
5- من أهم الطرق الفاعلة لتحويل فكرنا الدِّيني بكل مكوناته إلى ثقافة تحكم السلوك وتوجهه وسائل الإعلام بكل أنواعها، فهي وسائل تعبير وتغيير؛ مما يقتضي ضرورة تفاعل أساتذة الشريعة في العالم الإسلامي مع هذه الوسائل وإتقان استخدامها؛ خدمة لديننا العزيز، وشريعتنا الغراء.
1- إعداد مادة علمية عميقة تعرض بشكل مبسط في مقرر الثقافة الإسلامية؛ لتحصين شباب الأمة من الأفكار الإلحادية المعاصرة، مع الاستفادة الكبرى من المعطيات العلمية في تحقيق ذلك.
2- تسليط الضوء على المنهجين القرآني والنبوي في الربط بين المعتقد والعمل في مقرر الثقافة الإسلامية؛ لمعالجة الانفصام بين الاعتقاد القلبي والسلوك العملي عند كثير من الناس وخاصة الشباب.
3- دراسة تأثير وسائل الإعلام في نشر الثقافة الإسلامية، وحسن استثمارها في مواجهة التحديات المعاصرة وخاصة العقدية والفكرية، وكيفية تحقيق أقصى استفادة منها في تحقيق ذلك.
أولًا: العربية
القرآن الكريم.
الأزهري، أبو منصور. تهذيب اللغة، تحقيق: محمد عوض مرعب. بيروت: دار إحياء التراث العربي، ط1، 2001.
البخاري، محمد بن إسماعيل. الجامع المسند الصحيح المختصر من أمور رسول الله صلى الله عليه وسلم وسننه وأيامه. القاهرة: دار طوق النجاة، ط1، 1422هـ.
بكار، عبد الكريم. إدارة الثقافة وقضايا معاصرة. القاهرة: دار السلام، ط1، 2010.
البوطي، محمد سعيد رمضان. كبرى اليقينيات الكونية: وجود الخالق ووظيفة المخلوق. دمشق: دار الفكر، ط26، 2006.
جود الله، عامر. مفهوم الحرية في الخطاب الإسلامي المعاصر، دراسة عقدية فكرية. [رسالة دكتوراه]، الجامعة الأردنية، 2018.
الخطيب، عبد الكريم. التفسير القرآني للقرآن. القاهرة: دار الفكر العربي، [د.ط.ت.].
الريسوني، أحمد. مقالات في الحريَّة. القاهرة: دار الكلمة، ط1، 2014.
سابق، سيد. العقائد الإسلامية. بيروت: دار الكتاب العربي.
السباعي، مصطفى. أخلاقنا الاجتماعية. دار السلام، ط4، 2010.
السويدان، طارق، وباشرحيل، فيصل. صناعة الثقافة تعريفها، قواعدها، خصائصها، مصادرها، أزماتها، صناعتها. الكويت: دار الإبداع الفكري، ط1، 2007.
السيد، عزمي طه. الثقافة الإسلامية. عمان: منشورات جامعة القدس المفتوحة، ط1، 2010.
الشاعر، ناصر. "العولمة والخطاب الإسلامي المنشود في ظلها". مجلة جامعة النجاح، فلسطين، مج19، ع3 (2005م).
الطهطاوي، رفاعة. المرشد الأمين للبنات والبنين. القاهرة: دار الكتاب المصري، ط1، 2012.
عارف، نصر محمد. الحضارة والثقافة والمدنية (دراسة لسيرة المصطلح ودلالة المفهوم. واشنطن: المعهد العالمي للفكر الإسلامي، ط1، 1994.
العامري، سامي. براهين وجود الله في النفس والعقل والعلم. بريطانيا: مركز تكوين للدراسات والأبحاث، ط1، 2018.
–––. فمن خلق الله؟ نقد الشبهة الإلحادية إذا كان لكل محلوق خالق فمن إذن خلق الله؟ في ضوء التحقيق الفلسفي والنقد الوسمولوجي. بريطانيا: مركز تكوين للدراسات والأبحاث، ط2، 2018.
ابن عاشور، محمد الطاهر. التحرير والتنوير "تحرير المعنى السديد وتنوير العقل الجديد من تفسير الكتاب المجيد". تونس: الدار التونسية للنشر، 1984م.
عبد الرحمن، طه. سؤال العمل: بحث عن الأصول العملية في الفكر والعلم. الرباط: المركز الثقافي العربي، ط2، 2012.
عبد العزيز، أمير. الثقافة الإسلامية. فلسطين: دار الحسن، ط1، 1985.
العجيري، عبد الله. ميليشيا الإلحاد مدخل لفهم الإلحاد الجديد. مركز تكوين، ط4، 2020.
العميري، سلطان. فضاءات الحريَّة (بحث في مفهوم الحرية في الإسلام وفلسفتها وأبعادها). القاهرة: المركز العربي للدراسات الإنسانية، ط2، 2013.
الغزالي، محمد. الإسلام والطاقات المعطلة. القاهرة: دار نهضة مصر، ط6، 2008.
القرضاوي، يوسف. الإيمان والحياة. القاهرة: مكتبة وهبة، ط18، 2012.
–––. الثقافة العربية الإسلامية بين الأصالة والمعاصرة. القاهرة: مكتبة وهبة، ط2، 2005.
–––. الحل الإسلامي فريضة وضرورة. بيروت: مؤسسة الرسالة، ط1، 1974.
–––. حقيقة التوحيد. القاهرة: مكتبة وهبة، ط1، 1979.
–––. خطابنا الإسلامي في عصر العولمة. القاهرة: دار الشروق، ط1، 2004.
–––. وجود الله تعالى. القاهرة: مكتبة وهبة، ط6، 2009.
قطب، سيد. خصائص التصور الإسلامي. القاهرة: دار الشروق، ط2، 1967م.
الكيلاني، جمال، وآخرون. الثقافة الإسلامية. فلسطين: المكتبة الأكاديمية، ط9، 2021.
ابن كثير، إسماعيل بن عمر. تفسير القرآن العظيم. بيروت: دار الكتب العلمية، ط1، 1419هـ.
مجمع اللغة العربية. المعجم الوسيط. القاهرة: دار الدعوة، [د.ط.ت].
المصلح، محمد أبو بكر. "مقاصد الخلق الخمسة وجوهر التربية الأصيل". مجلة كلية الشريعة والدراسات الإسلامية، جامعة قطر، 38، ع2 (2021). https://doi.org/10.29117/jcsis.2021.0273
–––. "هل مقرر الثقافة الإسلامية في الجامعات يستجيب بفاعلية للتحديات التي تواجه الجيل؟"، الحلقة الخامسة من سلسلة الثقافة الإسلامية من التدريس إلى التأسيس، شبكة يوتيوب، على الرابط: https://www.youtube.com/watch?v=tgygyYf8FZY
–––. "نحو إحياء مفهوم التربية الأصيل". مجلة كلية الشريعة والدراسات الإسلامية، جامعة قطر، مج36، ع2 (2019). https://doi.org/10.29117/jcsis.2019.0218
النجار، عبد المجيد. في فقه التدين فهمًا وتنزيلا. قطر: رئاسة المحاكم الشرعية، ط1، 1979.
ابن منظور، محمد بن مكرم. لسان العرب. بيروت: دار صادر، ط3، 1414هـ.
هندي، صالح ذياب. دراسات في الثقافة الإسلامية. عمان: دار الفكر، ط9، 1993.
ثانيًا:
References
Al-Qurʾān al-Karīm.
ʻAbd al-ʻAzīz, Amīr. Al-Thaqāfah al-Islāmīyah (in Arabic). Filasṭīn: Dār al-Ḥasan, 1st ed., 1985AD.
ʻAbd al-Raḥmān, Ṭāhā. Suʼāl al-ʻamal: baḥth ʻan al-uṣūl al-ʻamalīyah fī al-Fikr wa-al-ʻilm (in Arabic). al-Rabāṭ: al-Markaz al-Thaqāfī al-ʻArabī, 2nd ed., 2012AD.
Al-ʻĀmirī, Sāmī. Barāhīn wujūd Allāh fī al-nafs wa-al-ʻaql wa-al-ʻilm (in Arabic). Barīṭāniyā: Markaz takwīn lil-Dirāsāt wa-al-Abḥāth, 1st ed., 2018AD.
–––. Fa-man khalq Allāh? Naqd al-shubhah al-ilḥādīyah idhā kāna li-kull mḥlwq khāliq fa-man idhn khalq Allāh? fī ḍawʼ al-taḥqīq al-falsafī wa-al-naqd alwsmwlwjy (in Arabic). Barīṭāniyā: Markaz takwīn lil-Dirāsāt wa-al-Abḥāth, 2nd ed., 2018AD.
Al-Azharī, Abū Manṣūr. Tahdhīb al-lughah (in Arabic). Taḥqīq: Muḥammad ʻAwaḍ Murʻib. Bayrūt: Dār Iḥyāʼ al-Turāth al-ʻArabī, 1st ed., 2001AD.
Al-Bukhārī, Muḥammad ibn Ismāʻīl. Al-Jāmiʻ al-Musnad al-ṣaḥīḥ al-Mukhtaṣar min umūr Rasūl Allāh ṣallá Allāh ʻalayhi wa-sallam wsnnh wa-ayyāmuh (in Arabic). al-Qāhirah: Dār Ṭawq al-najāh, 1st ed., 1422AH.
Al-Būṭī, Muḥammad Saʻīd Ramaḍān. kubrá alyqynyāt al-kawnīyah: wujūd al-Khāliq wwẓyfh al-makhlūq (in Arabic). Dimashq: Dār al-Fikr, 26th ed., 2006AD
Al-Ghazālī, Muḥammad. Al-Islām wālṭāqāt al-muʻaṭṭilah (in Arabic). al-Qāhirah: Dār Nahḍat Miṣr, 6th ed., 2008AD.
Al-Khaṭīb, ʻAbd al-Karīm. Al-tafsīr al-Qurʼānī lil-Qurʼān (in Arabic). al-Qāhirah: Dār al-Fikr al-ʻArabī, [D.Ṭ].
Al-Kīlānī, Jamāl, wa-ākharūn. al-Thaqāfah al-Islāmīyah (in Arabic). Filasṭīn: al-Maktabah al-Akādīmīyah, 9th ed., 2021AD.
Al-Musleh, Mohamed Abubakr. "Hal muqarrar al-Thaqāfah al-Islāmīyah fī al-jāmiʻāt yastajīb bifāʻlyah lil-taḥaddiyāt allatī tuwājihu al-Jīl?" (in Arabic). Al-ḥalaqah al-khāmisah, Silsilat al-Thaqāfah al-Islāmīyah min al-tadrīs ilá al-taʼsīs, Youtube, https://www.youtube.com/watch?v=tgygyYf8FZY
–––. “The Five Purposes of Creation and the Authentic Essence of Tarbiya: A Study in Light of the Holy Qur’an”. (in Arabic). Journal of College of Sharia Islamic Studies, Vol. 38, Issue 2 (2021). https://doi.org/10.29117/jcsis.2021.0273
–––. “Towards Reviving the Authentic Concept of ‘Tarbiyah’” (in Arabic). Journal of College of Sharia & Islamic Studies, Vol. 36, Issue 2 (2019). https://doi.org/10.29117/jcsis.2019.0218
Al-Najjār, ʻAbd al-Majīd. Fī fiqh al-tadayyun fhman wtnzylā (in Arabic). Qaṭar: Riʼāsat al-maḥākim al-sharʻīyah, 1st ed., 1979AD.
Al-Qaraḍāwī, Yūsuf. Al-ḥall al-Islāmī farīḍah wa-ḍarūrat (in Arabic). Bayrūt: Muʼassasat al-Risālah, 1st ed., 1974AD.
–––. Al-īmān wa-al-ḥayāh (in Arabic). al-Qāhirah: Maktabat Wahbah, 18th ed., 2012AD.
–––. Al-Thaqāfah al-ʻArabīyah al-Islāmīyah bayna al-aṣālah wa-al-muʻāṣarah (in Arabic). al-Qāhirah: Maktabat Wahbah, 2nd ed., 2005AD.
–––. Ḥaqīqat al-tawḥīd (in Arabic). al-Qāhirah: Maktabat Wahbah, 1st ed., 1979AD.
–––. Khiṭābunā al-Islāmī fī ʻaṣr al-ʻawlamah (in Arabic). al-Qāhirah: Dār al-Shurūq, 1st ed., 2004AD.
–––. Wujūd Allāh taʻālá (in Arabic). al-Qāhirah: Maktabat Wahbah, 6th ed,, 2009AD.
Al-Raysūnī, Aḥmad. Maqālāt fī alḥryyah (in Arabic). al-Qāhirah: Dār al-Kalimah, 1st ed., 2014.
Al-Sayyid, ʻAzmī Ṭāhā. Al-Thaqāfah al-Islāmīyah (in Arabic). ʻAmmān: Manshūrāt Jāmiʻat al-Quds al-Maftūḥah, 1st ed., 2010AD.
Al-Shāʻir, Nāṣir. "al-ʻawlamah wa-al-khiṭāb al-Islāmī al-manshūd fī ẓillihā" (in Arabic). Majallat Jāmiʻat al-Najāḥ, Filasṭīn, mj19, ʻ3 (2005).
Al-Sibāʻī, Muṣṭafá. Akhlāqunā al-ijtimāʻīyah (in Arabic). Dār al-Salām, ṭ4, 2010AD.
Al-Suwaydān, Ṭāriq, wbāshrḥyl, Fayṣal. Ṣināʻat al-Thaqāfah taʻrīfuhā, qawāʻidihā, khaṣāʼiṣuhā, maṣādiruhā, azmāthā, ṣināʻatuhā (in Arabic). al-Kuwayt: Dār al-ibdāʻ al-fikrī, 1st ed., 2007AD.
Al-Ṭahṭāwī, Rifāʻah. al-Murshid al-Amīn lil-Banāt wa-al-banīn (in Arabic). al-Qāhirah: Dār al-Kitāb al-Miṣrī, 1st ed., 2012AD.
Al-ʻUjayrī, ʻAbd Allāh. Mīlīshyā al-ilḥād madkhal li-fahm al-ilḥād al-jadīd (in Arabic). Markaz takwīn, 4th ed., 2020AD.
Al-ʻUmayrī, Sulṭān. Faḍāʼāt alḥryyah (baḥth fī Mafhūm al-ḥurrīyah fī al-Islām wa-falsafatihā wa-abʻāduhā) (in Arabic). al-Qāhirah: al-Markaz al-ʻArabī lil-Dirāsāt al-Insānīyah, 2nd ed., 2013AD.
ʻĀrif, Naṣr Muḥammad. Al-Ḥaḍārah wa-al-Thaqāfah wa-al-madanīyah (dirāsah li-sīrat al-muṣṭalaḥ wa-dalālat al-mafhūm (in Arabic). Wāshinṭun: al-Maʻhad al-ʻĀlamī lil-Fikr al-Islāmī, 1st ed., 1994AD.
Bakkār, ʻAbd al-Karīm. Idārat al-Thaqāfah wa-qaḍāyā muʻāṣirah (in Arabic). al-Qāhirah: Dār al-Salām, 1st ed., 2010AD.
Beaman, L. G., Halafoff, A. & Kühle, L. (Eds.), The Sociology of Shari’a:Case Studies from aroundthe World in Boundaries of Religious Freedom: Regulating Religion in Diverse Societies. 2214, no. 1, Springer Nature Switzerland, 2019.
Hindī, Ṣāliḥ Dhiyāb. Dirāsāt fī al-Thaqāfah al-Islāmīyah (in Arabic). ʻAmmān: Dār al-Fikr, 9th ed., 1993AD.
Ibn ʻĀshūr, Muḥammad Al-Ṭāhir. Al-Taḥrīr wa-al-tanwīr "Taḥrīr al-maʻná al-sadīd wa-tanwīr al-ʻaql al-jadīd min tafsīr al-Kitāb al-Majīd" (in Arabic). Tūnis: al-Dār al-Tūnisīyah lil-Nashr, 1984AD.
Ibn Kathīr, Ismāʻīl ibn ʻUmar. Tafsīr al-Qurʼān al-ʻAẓīm (in Arabic). Bayrūt: Dār al-Kutub al-ʻIlmīyah, 1st ed., 1419AH.
Ibn manẓūr, Muḥammad Ibn Mukarram. Lisān al-ʻArab (in Arabic). Bayrūt: Dār Ṣādir, 3rd ed., 1414AH.
Jūd Allāh, ʻĀmir. Mafhūm al-ḥurrīyah fī al-khiṭāb al-Islāmī al-muʻāṣir, Dirāsah ʻaqadīyah fikrīyah (in Arabic). [Risālat Duktūrāh], al-Jāmiʻah al-Urdunīyah, 2018AD.
Majmaʻ al-lughah al-ʻArabīyah. al-Muʻjam al-Wasīṭ (in Arabic). al-Qāhirah: Dār al-Daʻwah, [D.Ṭ].
Quṭb, Sayyid. Khaṣāʼiṣ al-taṣawwur al-Islāmī (in Arabic). al-Qāhirah: Dār al-Shurūq, 2nd ed., [D.T].
Sābiq, Sayyid. Al-ʻaqāʼid al-Islāmīyah (in Arabic). Bayrūt: Dār al-Kitāb al-ʻArabī.
([1]) محمد بن منظور، لسان العرب (بيروت: دار صادر، ط3، 1414هـ)، حرف الفاء، فصل الثاء المثلثة، مادة ثقف؛ مجمع اللغة العربية، المعجم الوسيط (القاهرة: دار الدعوة، [د.ط.ت.])، ج1، ص98، مادة: ثقف.
([2]) أبو منصور الأزهري، تهذيب اللغة، تحقيق: محمد عوض مرعب (بيروت: دار إحياء التراث العربي، ط1، 2001)، ج9، ص81.
([3]) نصر محمد عارف، الحضارة والثقافة والمدنية: دراسة لسيرة المصطلح ودلالة المفهوم (واشنطن: المعهد العالمي للفكر الإسلامي، ط1، 1994)، ص22.
([7]) طارق السويدان، وفيصل باشرحيل، صناعة الثقافة - تعريفها، قواعدها، خصائصها، مصادرها، أزماتها، صناعتها (الكويت: دار الإبداع الفكري، ط1، 2007)، ص32.
([10]) محمد أبو بكر المصلح، "نحو إحياء مفهوم التربية الأصيل"، مجلة كلية الشريعة والدراسات الإسلامية، جامعة قطر، مج36، ع2 (2019)، ص114؛ محمد أبو بكر المصلح، "مقاصد الخلق الخمسة وجوهر التربية الأصيل"، مجلة كلية الشريعة والدراسات الإسلامية، جامعة قطر، 38، ع2 (2021)، ص192-193.
([15]) يقول ناصر الشاعر، وهو أحد المفكرين المهتمين بموضوع العولمة: "إنَّ العولمة هي حقبة تاريخية في سياق التطور البشري، بسبب الثورة التكنولوجية الهائلة، ولمَّا كان الغرب وعلى رأسه أمريكا هو الذي يمتلك حصة الأسد من هذه الثورة والقوة، فإنه بلا ريب سيستخدمها لمصالحه الخاصة، في المجالات الاقتصادية، والسياسية، والثقافية وغيرها". ناصر الشاعر، "العولمة والخطاب الإسلامي المنشود في ظلها"، مجلة جامعة النجاح، فلسطين، مج19، ع3 (2005)، ص999.
([16]) لا مانع من استثمار هذه الوسائل في التعبير عن ثقافة الشعوب، لكن الخطر في قصر مفهوم الثقافة على هذه العناصر، وعزل القيم، والأفكار، والمتعقدات عن مفهوم الثقافة.
([17]) Conrad Leyser, "The uses of the desert in the sixth-century west." Church history and religious culture, Vol. 86, No. 1 (2006), 113-134. https://www.jstor.org/stable/23922511
وانظر: جمال الكيلاني، وآخرون، الثقافة الإسلامية (فلسطين: المكتبة الأكاديمية، ط9، 2021)، ص38.
([18]) يوسف القرضاوي، الثقافة العربية الإسلامية بين الأصالة والمعاصرة (القاهرة: مكتبة وهبة، ط2، 2005)، ص17-18.
([21]) بسام العموش، قاموس العقيدة - ألف مصطلح في العقائد (عمان: الأكاديميون للنشر والتوزيع، ط1، 2009)، ص130.
([23]) محمد سعيد رمضان البوطي، كبرى اليقينيات الكونية: وجود الخالق ووظيفة المخلوق (دمشق: دار الفكر، ط26، 2006)، ص64-69.
([24]) عبد المجيد النجار، في فقه التدين فهمًا وتنزيلا (قطر: رئاسة المحاكم الشرعية، ط1، 1979)، ج2، ص40.
([30]) سامي العامري، فمن خلق الله؟ نقد الشبهة الإلحادية إذا كان لكل محلوق خالق فمن إذن خلق الله؟ في ضوء التحقيق الفلسفي والنقد الوسمولوجي (بريطانيا: مركز تكوين للدراسات والأبحاث، ط2، 2018)، ص10-62.
([32]) سامي العامري، براهين وجود الله في النفس والعقل والعلم (بريطانيا: مركز تكوين للدراسات والأبحاث، ط1، 2018)، ص441-445.
([33]) محمد أبو بكر المصلح، حلقة بعنوان: "هل مقرر الثقافة الإسلامية في الجامعات يستجيب بفاعلية للتحديات التي تواجه الجيل؟"، الحلقة الخامسة من سلسلة الثقافة الإسلامية من التدريس إلى التأسيس، شبكة يوتيوب، على الرابط: https://www.youtube.com/watch?v=tgygyYf8FZY
([34]) هذه بعض الردود المقترحة، وهناك العديد من الردود على تلك الشبهة الفكرية، ليس هنا مكان تفصيلها.
([37]) محمد بن إسماعيل البخاري، الجامع المسند الصحيح المختصر من أمور رسول الله صلى الله عليه وسلم وسننه وأيامه (القاهرة: دار طوق النجاة، ط1، 1422هـ)، ج3، ص103، كتاب المزارعة، بَابُ فَضْلِ الزَّرْعِ وَالغَرْسِ إِذَا أُكِلَ مِنْهُ، حديث رقم: 2320.
([38]) عامر جود الله، مفهوم الحرية في الخطاب الإسلامي المعاصر، دراسة عقدية فكرية [رسالة دكتوراه]، الجامعة الأردنية، 2018.
([40]) سلطان العميري، فضاءات الحريَّة - بحث في مفهوم الحرية في الإسلام وفلسفتها وأبعادها (القاهرة: المركز العربي للدراسات الإنسانية، ط2، 2013)، ص152.
([41]) Lori G. Beaman, Anna Halafoff, & Lene Kühle (Eds.), The Sociology of Shari’a:Case Studies from aroundthe World, In Boundaries of Religious Freedom: Regulating Religion in Diverse Societies. 2214, no. 1 (Springer Nature Switzerland, 2019), pp. 528-529.
([44]) طه عبد الرحمن، سؤال العمل: بحث عن الأصول العملية في الفكر والعلم (المغرب: المركز الثقافي العربي، ط2، 2012)، ص153.
([46]) عبد الكريم الخطيب، التفسير القرآني للقرآن (القاهرة: دار الفكر العربي، [د.ط.ت.])، ج11، ص764-767.
([48]) محمد الطاهر بن عاشور، التحرير والتنوير "تحرير المعنى السديد وتنوير العقل الجديد من تفسير الكتاب المجيد" (تونس: الدار التونسية للنشر، 1984م)، ج 6، ص161.