Publizieren – Why Open Access?مجلة العلوم التربوية
جامعة قطر

تاريخ الاستلام: 23/60/2023                            تاريخ التحكيم: 12/08/2023                         تاريخ القبول: 17/10/2023

تطويرُ برامجِ الدِّراسات العُليا بكليةِ التَّربية في جامعة صنعَاء على ضوءِ التجاربِ المُعاصرة للدِّراساتِ البينيَّة تصوُّرٌ مقترَح

عبد الغني أحمد علي الحاوري

أستاذ أصول التربية المشارك، ورئيس قسم الموهوبين بمركز الإرشاد التربوي والنفسي، جامعة صنعاءاليمن

Alhaweri666@gmail.com

https://orcid.org/0009-0002-5149-7718

ملخص

هدف البحثُ إلى معرفةِ واقع برامج الدراسات العليا بكلية التربية في جامعة صنعاء وفق مدخل الدراسات البينية، واستقراء التجارب العربية والعالمية في تطوير برامج الدراسات العليا، وإلى تقديم تصور مقترَح لتطوير برامج الدراسات العليا بكلية التربية في جامعةِ صنعاء في ضوء تلك التجارب. وقد استخدم البحث المنهج الوصفي التحليلي، وتوصل إلى أن أعضاء هيئة التدريس بكلية التربية غير موافقين على أن تنفَّذ برامجُ الدراسات العليا بالكلية وفق الدراسات البينية، كما كشف البحث أن كثيرًا من الجامعات العربية والعالمية مهتمة بتطوير برامجها العليا بما يتلاءم مع بينية التخصصات، وقد طَرحت برامج جديدةً ذات توجه بيني مثل: تخصُّص نظم المعلومات، وبرنامج نظم الوسائط المتعددة، وبرنامج إدارة التعليم الدولي، وبرنامج إدارة الفنادق، وبرنامج الحفاظ على التراث وإدارة المواقع، وبرنامج علم النفس الفسيولوجي، وبرنامج الاقتصاد السلوكي، وبرنامج التغذية الإكلينيكية، وغيرها من البرامج، وقدمت الدعم المالي للأبحاث وللباحثين الذين يُجرون أبحاثهم وفق مدخل التخصصات البينية، كما شكَّلت فرق العمل التي تجمع بين تخصصات بينية مختلفة. وقد خرج البحث بتصور مقترح لتطوير برامج الدراسات العليا بكلية التربية، يتضمن: المنطلقاتِ، والأهدافَ، والآليات والمعوقات، كما اقترح برامج جديدة مثل: برنامج التربية الدولية، وبرنامج التربية الرقمية، وبرنامج التربية الشامل، وبرنامج التربية الإعلامية، وبرنامج التعايش المشترك.

الكلمات المفتاحية: تطوير برامج الدراسات العليا، الدراسات البينية، التجارب المعاصرة، جامعة صنعاء

للاقتباس: الحاوري، عبد الغني أحمد علي. (2025). تطوير برامج الدراسات العليا بكلية التربية في جامعة صنعاء على ضوء التجارب المعاصرة للدراسات البينية تصور مقترح. مجلة العلوم التربوية، جامعة قطر، 25(1)، ص119-150. https://doi.org/10.29117/jes.2025.0212

© 2025، الحاوري، الجهة المرخص لها: مجلة العلوم التربوية، دار نشر جامعة قطر. نُشرت هذه المقالة البحثية وفقًا لشروط Creative Commons Attribution Non-Commercial 4.0 International (CC BY-NC 4.0). تسمح هذه الرخصة بالاستخدام غير التجاري، وينبغي نسبة العمل إلى صاحبه، مع بيان أي تعديلات عليه. كما تتيح حرية نسخ العمل، وتوزيعه، ونقله، بأي شكل من الأشكال، أو بأية وسيلة، ومزجه وتحويله والبناء عليه، ما دام العمل الأصلي يُنسب إلى المؤلف. https://creativecommons.org/licenses/by-nc/4.0

Publizieren – Why Open Access?Journal of
Educational Sciences Qatar University

Received: 23/06/2023                          Peer-Reviewed: 12/08/2023                 Accepted: 17/10/2023

Developing Postgraduate Programs at the Faculty of Education, Sana'a University, in Light of Contemporary Experiences of Interdisciplinary Studies

Abdulghani Ahmed Ali Alhawri https://orcid.org/0009-0002-5149-7718

Associate Professor of Educational Fundamentals; Head of the Gifted Students Department at the Educational and Psychological Counseling Center, Sana'a University–Yemen

Alhaweri666@gmail.com

Abstract

The aim of this research is to identify the reality of postgraduate programs at the Faculty of Education, Sana'a University, according to the approach of interdisciplinary studies, and to review Arab and international experiences in developing postgraduate programs. It also aims to provide a proposed vision for the development of postgraduate programs at the Faculty of Education, Sana'a University, based on those experiences. The research used the descriptive-analytical method and found that faculty members at the Faculty of Education do not agree that postgraduate programs at the college are being conducted according to interdisciplinary studies. The research revealed that many Arab and international universities are interested in developing their postgraduate programs to align with the interdisciplinary approach. They have introduced new programs with an interdisciplinary focus such as Information Systems, Multimedia Systems, International Education Management, Hotel Management, Heritage Preservation and Site Management, Psychophysiology, Behavioral Economics, Clinical Nutrition, and others. Financial support was also provided for research and for researchers who conduct their studies according to the interdisciplinary approach. Interdisciplinary work teams were formed, which brought together different specializations. The research concluded with a proposed vision for the development of postgraduate programs at the Faculty of Education, including objectives, mechanisms, barriers, and proposed new programs such as International Education, Digital Education, Comprehensive Education, Media Education, and Coexistence Education.

Keywords: Development of postgraduate programs; Interdisciplinary studies; Contemporary experiences; Sana'a University

 

Cite this article as: Alhawri, A.A.A. (2025). Developing Postgraduate Programs at the Faculty of Education, Sana'a University, in Light of Contemporary Experiences of Interdisciplinary Studies. Journal of Educational Sciences, Qatar University, 25(1), pp. 119-150. https://doi.org/10.29117/jes.2025.0212

© 2025, Alhawri, JES & QU Press. This article is published under the terms of the Creative Commons Attribution Non-Commercial 4.0 International (CC BY-NC 4.0), which permits non-commercial use of the material, appropriate credit, and indication if changes in the material were made. You can copy and redistribute the material in any medium or format as well as remix, transform, and build upon the material, provided the original work is properly cited. https://creativecommons.org/licenses/by-nc/4.0


مقدمة

يمرُّ العالمُ اليوم بالعديد من المتغيرات، لعل في مقدمتها: العولمةَ، والتطور التكنولوجي، والدخول إلى مجتمع المعرفة، وغيرها من المتغيرات التي فرضت واقعًا جديدًا في مختلف الجوانب الاجتماعية، والثقافية، والعلمية، والاقتصادية، والسياسية.

والمجالُ البحثي والأكاديمي ليس بمنأى عن تلك المتغيرات؛ فهو الآخر فرضت عليه تلك المتغيرات واقعًا جديدًا، وطالبته بالتغيير في سياساته، ومناهجه، ورؤاه؛ فالتغيير سُنة الحياة، ومن لم يتغير بما يواكبُ العصر ويجاري التحديات والمتغيرات التي تعتمل فيه فإنه يحكم على نفسه بالتأخر والتراجع. ومن أبرز التطورات في المجال البحثي ما يسمى بالدراسات البينية، التي تعد ضرورة بحثية فرضها التطور المعرفي، وتعقُّد المشاكل وغموض الأدوار، وهي مهمة لأنها تحقق وحدة المعرفة، وتكامل التخصصات، وهي فوق هذا وذاك تنأى بالتخصص الواحد عن أن يعيش في جزيرة مستقلة، أو أن يتقوقع على ذاته.

فالمبالغةُ في رسم الحدود بين التخصصات تؤثر سلبيًا في تفكير الفرد، وتحدُّ من قدراته العقلية، وتجعله منغلقًا على نفسه في دائرة بحثية ضيقة، بل تؤدي إلى فقدانه سماتِ العلم وخصائصَه من حيث المرونة، والشمول، والانفتاح (العاني، 2015). وقد سادت العلومَ الاجتماعية نزعةُ الانفصالية والتجزؤ، واشتغل كل تخصص بذاته إلى درجة التقوقع، والعيش في جزر منعزلة، مما أدى إلى تشويهِ السياق الشمولي للمعرفة، وضعف القدرة على رؤية الأفكار بعلاقاتها، وتداخلاتها، وإطارها الواسع (إبراهيم، 2016).

ورغم ما وصلت إليه العلومُ المتخصصة من تقدم؛ فإنها وجدت نفسَها حائرة في تلبية متطلبات الحياة، عاجزة عن حل المشكلات المعقدة، ومن ثم كان لا بد من التفكير بجدية في الانفتاح بين التخصصات، والدعوة إلى وحدة المعرفة، والأخذ بالعلوم البينية (زاهر، 2018). وتمثل الدراسات البينية في الوقت الحالي أحد ركائز المستقبل الحقيقي في الجامعات، ومؤسسات البحث العلمي؛ خاصة أن لها دورًا فعالًا في إثراء جوانب المعرفة الشاملة، والارتقاء بمهارات التفكير والتحليل (البلوي، 2021). وهي تعدُّ مرحلة من مراحل تطور العلم فرضت نفسها بعد مرحلتي الموسوعية والتخصصية؛ فقد هيمنت النزعة الموسوعية قرونًا عديدة، في حين هيمنت النزعة التخصصية على مسار العلوم في القرنين الماضيين (قطيط، 2016).

وقد أصبحت المجتمعاتُ الإنسانيةُ تواجه العديد من التحديات البيئية، والصحية، والاقتصادية، والاجتماعية، وهو ما يؤكد الحاجة الملحة إلى مواجهة تلك التحديات والمخاطر من خلال الدراسات البينية، والتفكير الإبداعي والنقدي الذي يتطلب تجاوُز الحدود فيما بين التخصصات المعرفية للباحثين (عبده، 2015). ومن ثَم يأتي إجراء هذا البحث في سياق الجهود التي تعمل على مواجهة تلك التحديات، من خلال إعداد برامج تربوية تتسم بالشمول والتكامل بين مختلف التخصصات التي تضمها كليات التربية.

وتقوم الدراساتُ البينيةُ على مجموعةٍ من الأبعاد الفلسفية والتربوية؛ فالبعدُ الفلسفي يتمثل في التربية الشاملة التي نادى بها الفيلسوف الأمريكي جون ديوي، وتؤكد على أنه لكي تُحل أي مشكلة لا بد أن تتضافر وتتكامل مجموعة من العلوم والمهارات والمعارف، وهو ما يعني أن الإنسان مزود بمجموعة من الاستعدادات والإمكانات التي تمكِّنه من التكامل، والنمو، والجمع بداخله لثقافات وعلوم متعددة؛ ومن ثَم فدراسة الإنسان تحتاج إلى النظر إليه من زوايا متعددة، والاستعانة بتخصصات كثيرة (عواشريه، 2008).

أما البعدُ التربوي، فقد جاء استجابةً لمتطلبات تربوية، وضروراتٍ فكرية وثقافية وعلمية يحتاج إليها الإنسان في حياته العامة، بحيث يكون العقل الإنساني قادرًا على استيعاب المعرفة على نحوٍ متكامل ومتداخل ومنظم؛ فدور العلوم الإنسانية لا يكمن في إشباع الحاجات المادية للمجتمع بتخريج موظفين ومهنيين يسدون نقصًا في مجال سوق العمل، بل يكمن في دورها في بناء الثقافة، والفكر، والمعرفة، وإكساب الطلابِ القدرةَ على الربط بين الأشياء وعلى فهم المنظومات في كُلياتها (البلوي، 2021).

وتسعى الدراساتُ البينية إلى توظيف وجهاتِ النظر التخصصية المختلفة لتفسير الظواهر والمشكلات المختلفة، والتقييمِ النقدي للمعرفة في مجموعة كبيرة من التخصصات، وتوظيف طُرق المعرفة المتعددة، وتكوين فهمٍ فوق معرفي لطبيعة المعرفة، والتخصصات المختلفة، والدمج والتركيب والموازنة والاستيعاب للمعرفة المستقاة من عدة تخصصات مختلفة؛ بغية الوصول إلى ناتجٍ أكبرَ مما كان يمكن تحقيقه من خلال أي من وجهات النظر التخصصية المنفردة (Clinton, 2009)، بالإضافة إلى حل المشكلات الاجتماعية التي لا يمكن حلُّها من خلال منظور تخصصي واحد، والتعامل بإيجابية مع التغييرات المعرفية التي تسبب ضبابية بين التخصصات المختلفة (Duerr, 2008).

كما أنها تهدف إلى الإبداعِ في طرق التفكير؛ بمعنى تطويرِ القدرة على عرض القضايا، ومزج المعلومات من وجهات نظر متعددة، مع الأخذ في الاعتبار استخدامَ أساليب البحث والتقريب بين التخصصات المتنوعة؛ لتحديد المشاكل واقتراح الحلول للبحوث خارج نطاق النظام الواحد. وتهدف كذلك إلى تحقيق التكامل؛ بمعنى الإدراك والمواجهة للاختلافات بين التخصصات؛ للوصول إلى وحدة المعرفة المتكاملة الأكثر شمولا، وإنتاج المعرفة، من خلال إجراء الدراسات، وتقديم الحلول المجتمعية التي يتطلب حلُّها تضافُر مجموعة من التخصصات (مركز الأبحاث الواعدة في البحوث الاجتماعية، 2017).

وتكتسب الدراساتُ البينية أهميةً كبيرة؛ نظرًا لانسجامِها مع الثورة المعلوماتية، ومجتمع المعرفة التي فَرضت على المجتمع المعاصر توجهاتٍ وأفكارًا مغايرة تؤكد على وحدة المعرفة، والتكامل بين التخصصات؛ للوصول إلى مخرجات موضوعية، وتفسير الظواهر، وحل المشكلات المعقدة (قطيط، 2018). وهي ضروريةٌ لحل إشكالية العزلة التي فُرضت على التخصصات حتى منتصف القرن العشرين، وعملت على الربط بين مختلف العلوم، والتخصصات الطبيعية، والإنسانية، والاجتماعية، في توليفة تتسم بالإبداع، وتصطبغ بالوحدة والتكامل (محمد وزوين، 2016).

وتؤدي الدراساتُ البينيةُ دورًا مهمًا في تعزيز الحقول العلمية وتطويرها، وسدِّ الفجوة المعرفية بين التخصصات لتكون أكثر شمولا، ولتفتح آفاقًا معرفية جديدة؛ فبعض الجامعات المتقدمة أنشأت مراكزَ بحثيةً ذات تخصصات بينية، وأنشأت كليات خاصة بالدراسات العليا تجمع بين العلوم الإنسانية والعلوم التطبيقية (البلوي، 2021). كما تسهم الدراسات البينية في الوصول إلى مخرجات أكثر عمقًا وإبداعًا؛ كونها تستخدم أساليب ومناهج بحثية متداخلة للوصول إلى حلول خارج نطاق النظام والمجال العلمي الواحد، الأمر الذي يؤدي إلى تحسين كفاءة البحث التربوي وفاعليته (قطيط، 2018). وتشجع برامج الدراسات العليا ذاتُ البعد البيني الباحثين على تناولِ الإطار النظري ومعالجة الدراسات السابقة وفق النظرة البينية الواسعة، الأمر الذي يؤدي إلى كسر العزلة التي تعيشها التخصصاتُ العلمية، ويعزز القدرة على حل المشكلات التربوية برؤية أكثر شمولًا وإبداعًا.

في حين يساعد الإشرافُ البحثي المشترك أعضاءَ هيئة التدريس على الانفتاحِ على التخصصات المختلفة، بما يمكِّنهم من تحقيق النظرة الشمولية للمعرفة، ويوفر الفرصة لتبادل الخبرات البحثية والعلمية بين المشرفين، ويساعدهم على العمل بروح الفريق الواحد، وهو في الوقت نفسِه يعد استجابة لمتغيراتِ العصر ومتطلبات الزمن. كل ذلك يتطلب أن ينتشر الوعيُ بأهمية الدراسات البينية على نطاقٍ واسع داخل كليات التربية وبين أعضاءِ هيئة التدريس، وهذا يتطلب إعداد أعضاءِ هيئة التدريس وتأهيلهم الأكاديمي وفق مدخل الدراسات البينية، وعقدَ العديد من الدورات التدريبية والندوات والورش والمؤتمرات العلمية، التي تسهم في نشر ثقافةِ الدراسات البينية، وتؤدي إلى تعزيز الوعي بجدوى إجراء الدراساتِ البينية.

ويمكن القولُ إن الدراساتِ البينيةَ أصبحت تشكِّل حراكًا تعليميًا جديدًا، يطلق عليه البعض علوم المستقبل؛ فإنها تقوم على إحداث التفاعل والتكامل بين البرامج العلمية؛ بُغية الكشفِ عن المشكلات التي تواجه العملية التعليمية من زوايا متعددة، وتكمن أهميتها في تمكين الباحثين من تبادل المعارف، وتكاملِ الخبرات بين البرامج والتخصصات المختلفة، وكونِها تؤسس لمناهج وأدوات تفكير متكاملة، وتبصِّر الباحثين بجملة البدائل المتوقعة التي تساعد على الاختيار الواعي لمستقبل أفضل، وتؤدي إلى مخرجات ذات جودة عالية (مرجين، 2015). كما تبرز أهميتُها في أنها تواجه العديد من التحديات البيئية، والصحية، والاقتصادية، والاجتماعية، من خلال التأمل، والبحث، والتفكير الإبداعي والنقدي، الذي يتطلب تجاوز الحدود فيما بين التخصصات المعرفية للباحثين (عبده، 2015).

وفي جانب آخر، فإن الدراساتِ البينيةَ تواجهها مجموعةٌ من المعوِّقات مثل: ابتعادِ أعضاء هيئة التدريس الذين يعملون في الدراسات البينية عن مجال تخصصهم، وافتقارِ الجيل القديم من الأساتذة إلى أسلوب الدراسات البينية وأساليبه التعليمية، وغيابِ الرؤية الدقيقة بكيفية بناء الدراسات البينية بالجامعات؛ نتيجة لضعفِ العلاقة بين الجامعات وسوق العمل، فضلًا عن ضعف كفاءة بيئة العمل اللازمة لإجراء للدراسات البينية، وندرة توفُّر الوقت الكافي لأعضاء هيئة التدريس لاشتراكهم في الأبحاث البينية؛ نتيجةً لانشغالهم بالأعمال الأكاديمية، وصعوبة في تشكيل الفرق البحثية البينية، إضافة إلى قلة الخبرة في مجال الدراسات البينية، وضعف فهم خصائصها، وطبيعة المناخ البحثي الذي تجري فيه (زاهر، 2018، والعاني، 2015).

مشكلةُ البَحث

تتمثَّل مشكلةُ البحث في وجودِ العديد من المشكلات التربوية المركَّبة التي عجزت برامجُ الدراسات العليا بكلية التربية بجامعة صنعاء بتخصصاتها المختلفة عن تقديم الحلول العملية والناجعة لها على نحوٍ مستقل ومنفرد؛ فتلك الحلول التي تُقدم لا تلامس جوهر المشكلة، ولا تتعمق في أسبابها وكنهها، وهو الأمر الذي يؤدي إلى خلل في النتائج، ويجعلها بعيدة عن الحلول الحقيقية، ومن ثَم ينجُم عنه عدم الثقة في الدراسات والأبحاث التي تُجرى. فالانفصال بين التخصصات، وعدم وجود تعاون مشترك بين الأقسام المختلفة، سواءً كان ذلك التعاون على شكل إشراف مشترك، أو إجراء أبحاث بينية، بالإضافة إلى ضعفِ الوعي من قبل أعضاء هيئة التدريس بأهمية الدراسات البينية، وعدم اقتناعهم بجدوى مثل تلك الدراسات؛ كلُّ ذلك فاقم من وجود المشكلة، وأدى إلى خلل في النتائج، بل جعلها بعيدة عن الحلول الحقيقية، ومن ثَم أدى إلى عدم الثقة في مخرجات الدراسات والأبحاث ونتائجهما.

هذه المشكلةُ تعاني منها أغلبُ الكليات والجامعات العربية؛ إذ يندر الاتصال العلمي، أو العمل الجماعي الحقيقي، أو النقد العلمي الموضوعي في إطار التخصصات والأقسام العلمية بالجامعات العربية (إبراهيم، 2016). وهو ما يشير إليه علي (2000) - وهو أحد أعلام التربية في العالم العربي - الذي يؤكد على أن هناك مظاهرَ لأزمة في المعرفة التربوية في ظل غياب الفلسفة التربوية، والتقوقع التربوي، وتشوهات التكوين والبناء البحثي.

أسئلة البحث

السؤال الرئيس للبحث يتمثل في:

كيف يمكن تطويرُ برامج الدراسات العليا بكلية التربية في جامعة صنعاء، على ضوء التجارب المعاصرة للدراسات البينية؟

 ويتفرع عنه الأسئلة الآتية:

  1. ما واقعُ برامج الدراسات العليا بكلية التربية في جامعة صنعاء على ضوء الدراسات البينية؟
  2. ما التصورُ المقترح لتطوير برامج الدراسات العليا بكلية التربية في جامعة صنعاء، في ضوء التجارب المعاصر للدراسات البينية؟

أهداف البحث

1.    معرفة واقع برامج الدراسات العليا بكلية التربية في جامعة صنعاء على ضوء التجارب المعاصرة للدراسات البينية.

2.    تقديم تصور مقترح لتطوير برامج الدراسات العليا بكلية التربية في جامعة صنعاء على ضوء التجارب المعاصرة للدراسات البينية.

أهميةُ البحث

تكمن أهمية البحث الحالي، ببُعديَه النظري والإجرائي، في الآتي:

أولًا، من الناحية النظرية:

يعد البحثُ الحالي بحسب علم الباحث من أوائل الأبحاث اليمنية التي تتناول موضوع الدراسات البينية بالاهتمام، وعرضُ الدراسات السابقة يكشف افتقار المكتبة إلى أي دراسة يمنية.

ثانيًا، من الناحية التطبيقية:

1.    يسهم البحثُ الحالي في تطوير برامج الدراسات العليا بكلية التربية، بالاعتماد على مدخل جديد من مداخل التطوير، هو مدخل الدراسات البينية.

2.    يساعد رؤساءَ الأقسام، وعمادة كلية التربية، والمهتمين بالشأن التربوي في تطوير التخصصات التربوية بحيث تواكب العصر، وتتجاوب مع تطورات المعرفة.

3.    يسهم في معالجة أوجُه الخلل في التخصصات، ويقدم مقترحاتٍ لبرامج وتخصصات بينية جديدة تسهم في حل المشاكل المعقدة، وتراعي وحدة المعرفة، واحتياجات سوق العمل.

حدودُ البحث

الحدودُ الموضوعية: ركز البحثُ الحالي على واقعِ الدراسات البينية بكلية التربية في جامعة صنعاء (برامج الدراسات العليا، الإشراف البحثي المشترك، ثقافة الدراسات البينية)، وقد اقتَصر على هذه المحاور؛ كونها الأكثر ارتباطًا ببرامج الدراسات العليا، ويمثل معرفتها معرفة بالواقع الذي تعيشه هذه البرامج، كما ركز البحثُ على استقراء التجارب العربية والعالمية في الدراسات البينية، وعلى كيفية تطوير برامج الدراسات العليا بكلية التربية، على ضوء مدخل الدراسات البينية.

الحدودُ المكانية: كلية التربية، جامعة صنعاء.

الحدودُ الزمانية: الفصل الدراسي الثاني للعام 2022.

الحدودُ البشرية: أعضاء هيئة التدريس بكلية التربية.

مصطلحاتُ البحث

البحوثُ البينية يُقصد بها «عمليةُ الإجابة عن سؤال أو حل مشكلة ما، كما أنها بمنزلة نمط من البحوث يعتمد على تبنِّي مفهوم التكامل، ويُقصد به حرفيًا (العمل معا)؛ بمعنى المزج بين النظريات، والمفاهيم، والمناهج، والأدوات، والبيانات، والمعلومات من خلال فرعين أو أكثر من فروعِ المعرفة» (عبده، 2015، 159).

وهي «دراساتٌ تعتمد على حقلين أو أكثر من حقول المعرفة؛ لمعالجة موضوع ما، أو إشكالية معقدة يصعب التعامل معها على نحوٍ كافٍ عن طريق تخصص واحدة» (قطيط، 2018، 125). كما تعني «دمج المعرفة وأنماط التفكير في اثنين أو أكثر من التخصصات أو المجالات؛ بهدف تحقيق فهم أعمق مثل: تفسير ظاهرة ما، أو حل إشكالية معينة، أو خلق ناتج بطرقٍ كان من الصعب الوصول إليها من خلال تخصص واحد» (Davies, 2007).

ويعرِّفها الباحثُ إجرائيًا بأنها: تلك الدراسات والبرامج الأكاديمية والإشراف العلمي، التي تجمع بين تخصصين أو أكثر من التخصصات التربوية، وتُحلُّ من خلالها المشكلات المعقدة التي يصعب حلها من خلال تخصص علمي واحد.

الدراسات السابقة

بالرجوع إلى الدراساتِ السابقة، نجد أن بعضها ركَّز على استقصاء واقعِ تفعيل الدراسات البينية، والمعوقات التي تقف أمام تفعيها، وكذا اتجاهات أعضاء هيئة التدريس نحوها، ومن تلك الدراسات دراسة هولي (Holley, 2009)، التي سعى فيها إلى معرفة الاتجاهات الاستراتيجية نحو الدراسات البينية في الأبحاث المموَّلة من حكومة الولايات المتحدة الأمريكية، وقد استخدمت الدراسة المنهج الوصفي، وحللت بياناتِ (21) جامعة حكومية، كما اعتمدت على تحليل الكتب، والبحوث، والوثائق الأوَّلية، والخطط الاستراتيجية، والخطابات التي يلقيها المسؤولون بالجامعة في المناسبات المختلفة، وكشفت الدراسة أن الجامعات تبذل جهدًا كبيرًا في إجراء البحوث البينية، وتنشر ثقافةَ البحوث البينية وسط أعضاء هيئة التدريس؛ لما لها من قدرة على حل المشكلات المجتمعية المعقدة.

أما دراسة العاني (2015)، فكشفت أن اتجاهاتِ أعضاء هيئة التدريس بكلية التربية جامعة السلطان قابوس نحو الدراسات البينية كانت إيجابية، وأن لديهم رغبة في إجرائها؛ لأن المبالغة في رسم الحدودِ بين التخصصات تنعكس سلبيًا على تفكيرهم، وأن الانفصال بين التخصصات أدى إلى ندرة الابتكار والتجديد، إضافة إلى أن هناك توجهًا لدى أعضاء هيئة التدريس في تفعيل التعاون بين التخصصات التربوية المختلفة.

وعمَّا يتعلق بواقع الدراسات البينيةِ في التخصصات التربوية والمعوقات التي تواجهها، فقد كشفت دراسةُ الأحمري (2021) أن واقعَ الدراسات البينية في التخصصات التربوية بالجامعات السعودية جاء بدرجة متوسطة، وأن الاستفادة قد تحققت من الشراكة البينية، غير أن تلك الدراسات البينية تواجه مجموعة من المعوقات البحثية والمالية. كما أظهرت نتائج دراسة الدخيل (2021) أن واقعَ تفعيل الدراسات البينية في العلوم الإنسانية بجامعةِ القصيم كان ضعيفًا، وأن معوقات ذلك هي شكُّ أعضاء هيئة التدريس بالتخصصية، وعدم الاقتناع بجدوى الدراسات البينية، فضلًا عن ضعف التمويل لمشاريع الأبحاث المشتركة. وفي السياقِ نفسِه، كشفت دراسة آل داود (2023) أن واقع الدراسات البينية التربوية في كلية التربية بجامعة الملك سعود كان ضعيفًا، وأن السبب في ذلك مجموعة من المعوقات، منها معوقات مالية، وإدارية، وغيرها من المعوقات.

بالمقابل، ركَّزت مجموعةٌ من الدراسات على بيان أهمية الدراسات البينية، ودورها في التطوير التربوي وحل المشكلات، منها دراسة نيول (Newell, 2010)، التي سعت إلى توضيح دور الدراسات البينية في علاج بعض المشكلات المعقدة التي يصعب حلُّها من منظور تخصص منفرد، وأوضحت النتائجُ أن تفعيل هذه الدراسات يسهم في إنتاج معرفة إنسانية مبدعة، وأن استخدامها في مجال العلوم الاجتماعية والإنسانية ما يزال في المراحل الأولى.

كما أشارت دراسة كاسي (Casey, 2010) إلى مجموعةٍ من الفوائد المستقبلية المتوقعة من تطبيق الدراسات البينية في التعليم، من أهمها: القدرةُ على إنتاج المعرفة، وتعزيز قدرة الباحثين على العمل التعاوني، وتنمية مهارات التفكير النقدي والإبداعي لدى الطلاب. وأكدت نتائج دراسة زاهر (2018) أنه لا يمكن للدراسات البينية أن تتطورَ ما لم يكن هناك ثقةٌ فعلية ومتبادلة بين أعضاء هيئة التدريس بالمؤسسات الأكاديمية، بحيث يصبح البحث الجماعي أداةَ تكوين هذه الثقة، وأكدت ضرورة تأسيس معاهدَ ومؤسساتٍ متخصصة تقوم على الدراسات البينية التي تُلحق بمؤسسات البحث العلمي.

من جانب آخر، اهتمت دراساتٌ أخرى بكيفية تطوير الدراسات البينية، وتقديم التصورات المختلفة التي من شأنها النهوض بتلك الدراسات، ومن تلك الدراسات: دراسة أبو الحمائل (2009)، التي هدفت إلى صوغ رؤية استشرافية تتكامل فيها وجهات نظر التربويين بشأن مستقبل الدراسات البينية الجامعية في عصر المعلوماتية، وتوصلت الدراسة إلى ضرورة إعادة هندسةِ الدراسات العليا لتتلاءم مع المتطلبات السياسية، والاجتماعية، والاقتصادية، والإدارية، والثقافية، والنفسية للقرن الحادي والعشرين، وإعادةِ هيكلة المقررات الدراسية، بحيث يمكن ربطُها بالأنشطة الاقتصادية للمجتمع، وضرورة مراعاة سوق العمل في برامج الدراسات العليا.

وتوصلت دراسةُ ترهارت (Terhart,2017) إلى تقديم تصوُّر مقترح لكيفية تطبيق الدراسات البينية في المجال التعليمي التربوي بألمانيا، يتفق مع التوجه نحو إعادة بناء الأنظمة التعليمية وتطويرها، ودراسة المشكلات التي سبَّبها تعدد التخصصات الأكاديمية، وفي السياق نفسِه توصلت دراسة إبراهيم (2016) إلى تقديم تصورٍ مقترح لتفعيل الدراسات البينية بين أعضاء هيئة التدريس، يتضمن: الفلسفة، والأهداف، وآليات التنفيذ التي تشمل: التخطيط، والتهيئة، والتدريس، بالإضافة إلى متطلبات نجاح تطبيق التصور، ومن أهمها: وضعُ الحوافز التشجيعية لأفضل الدراسات والأبحاث القائمة على الدراسات البينية، وعقد المؤتمرات والندوات واللقاءات العلمية وورش العمل عن الدراسات البينية، وإعادةُ هيكلة التخصصاتِ المختلفة بما يسمح بالتكامل، وإنشاء مراكزَ ووحداتٍ علمية ذات طابع خاص تهتم بالدراسات البينية.

أما دراسةُ قطيط (2018)، التي سعت إلى استكشافِ الأسس والمقومات لبينية التخصصات، بصفتِها توجهًا معاصرًا في البحث العلمي، ودورها المأمول في التطوير الإبستمولوجي والمنهجي لبحوث الإدارة التربوية، فقد توصلت إلى صياغة برادايم مقترح وفق عدد من المنطلقات والمحددات، يتضمن: الإبستمولوجيا؛ أي مبادئ المعرفة ومصادرها، وأصولها المنطقية، لتشكيلِ المفاهيم والمصطلحات وتطور مدلولاتها وقضاياها النظرية ومقارباتها للواقع؛ والميثودولوجيا التي تعبر عن منهجية البحث وتقنياته، والمراحل العلمية التي تُقطَع من أجل الكشف عن واقع ما، أو البرهان على فرضياتها وقيمها.

في حين توصلت دراسةُ الضبع والحنفي (2021) إلى تصوُّر مقترح لتطوير الدراسات البينية، يتضمن المنطلقاتِ، والرؤيةَ، والرسالة، والأهداف، ومجالات التصور، التي تشمل: طلبة الدراسات العليا، والمشرف العلمي، والأنظمة والقوانين، والإمكانات البشرية، والتمويل، والتنمية المهنية لأعضاء هيئة التدريس، كما تضمَّن التصورُ آلياتِ التنفيذ من خلال: تطوير مهارات التفكير العلمي، والإبداعي، والابتكاري لأعضاء هيئة التدريس بالجامعات المصرية، والعمل على خلق مُناخٍ مناسب لأعضاء هيئة التدريس لتبادل الأفكار والخبرات، وإنشاء مراكزَ بحثيةٍ تقوم على البحوث البينية، ونشر ثقافة الشراكة البينية للإشراف العلمي في العلوم الاجتماعية المختلفة، وتوعية طلبة الدراسات العليا بأهمية الدراسات البينية في تطوير التخصص العلمي، وإنتاجِ المعرفة الإبداعية.

وفي السياق ذاتِه، سعت دراسةُ البلوي (2021) إلى معرفة الجهود التي تناولها العلماءُ في العلوم البينية، والاطلاع على أبرز الخبرات العالمية في العلوم البينية، وتوصلت الدراسةُ إلى خريطة مفاهيمية، وأُطر نظرية تكاملية توضح الارتباطاتِ بين تخصصات الدراسات العليا المختلفة، ومراجعة المحتوى المعرفي لبعض المسارات في تخصصات كليات التربية والكليات الأخرى، وترسيخ ثقافةِ البحوث البينية في بحوث طلبة الدراسات العليا، واستحداث تخصصاتٍ بينية تسهم في الارتقاء بنوعية البرامج المقدمة في الدراسات العليا بكليات التربية؛ لتكون أكثر إسهامًا وتوافقًا مع الاحتياجات التنموية.

وتعقيبًا على الدراساتِ السابقة، يتبين أن معظم تلك الدراساتِ تتفق مع الدراسة الحالية في الأهداف التي سعت إليها، المتمثلة في معرفة واقع الدراسات البينية في التخصصات التربوية بكليات التربية، كدراسة الأحمري (2021)، ودراسة الدخيل (2021)، ودراسة آل داود (2023)؛ وتقديم تصور مقترح لتفعيل الدراسات البينية، كما هو لدى دراسة أبو الحمايل (2009)، ودراسة تيرهارت (Terhart, 2017)، ودراسة إبراهيم (2016)، ودراسة الضبع والحنفي (2021)، غير أن الدراسة الحالية تختلف عن الدراسات السابقة في أنها تسعى إلى تقديم تصور مقترح لتفعيل الدراسات البينية بالاستفادة من الخبرات والتجارب العالمية والعربية، وقد استفادت الدراسة الحالية كثيرًا من الدراسات السابقة في بناء الإطار النظري وفي إعداد الأداة، ومقارَنة النتائج وتفسيرها ومناقشتها.

إجراءاتُ البحثِ ومنهجيتُه

المنهج

استخدم الباحثُ المنهجَ الوصفي التحليلي لوصف واقع برامج الدراسات العليا بكلية التربية في جامعة صنعاء، واستقراء التجارب العربية والعالمية في الدراسات البينية، كما استخدَم المنهج البنائي لبناء التصور المقترح الخاص بتطوير برامج الدراسات العليا بكلية التربية، وفق التجارب المعاصرة في الدراسات البينية.

مجتمعُ البحث

تكوَّن مجتمعُ البحثِ من أعضاء هيئة التدريس بكلية التربية في جامعة صنعاء، البالغ عددهم (114) عضوَ هيئة تدريس.

عيِّنةُ البحث

تكوَّنت عينةُ البحث من عدد (39) عضوَ هيئة تدريس بكلية التربية، وقع الاختيارُ عليهم بالطريقة القصدية، والجدول الآتي يوضح ذلك:

جدول (1): عينة البحث بحسب التخصص والدرجة العلمية

القسم/الدرجة العلمية

أستاذ مساعد

أستاذ مشارك

أستاذ

إجمالي

مناهج وطرق تدريس

4

6

4

15

إدارة وتخطيط

3

2

0

5

أصول تربية

4

2

1

6

علم نفس

6

3

0

9

تقنيات تعليم

2

2

0

4

إجمالي

19

15

5

39

 يتضح من الجدول أن حجمَ العينة (39)، وقد شمل كل التخصصاتِ الموجودة بكلية التربية، وقد حاول الباحث ضمَّ تخصصات المناهج (مناهج التربية الإسلامية، ومناهج الاجتماعيات، ومناهج الرياضيات، ومناهج العلوم) كلِّها في تخصص واحد؛ حتى يسهل عليه عند المناقشة والتحليل.

أداةُ البحثِ وخطواتُ بنائها

استخدم البحثُ الاستبيانَ الذي أجاب عنه أعضاء هيئة التدريس بكلية التربية في جامعة صنعاء؛ لمعرفة واقع برامج الدراسات العليا وفق مدخل الدراسات البينية، وقد اتُّبعت الخطوات الآتية:

  1. الاطِّلاعُ على الأدب التربوي والدراسات السابقة ذات الصلة بالموضوع.
  2. الخروجُ بالأداة في صورتها المبدئية وقد تضمنت ثلاثة محاور، هي (ثقافة الدراسات البينية، وبرامج الدراسات العليا، والإشراف العلمي المشترك)، وعدد (29) فقرة.
  3. عرضُ الأداة على عدد (7) من أعضاء هيئة التدريس بكلية التربية من تخصصات مختلفة؛ لأخذ آرائهم وملاحظاتهم عن مدى ملاءمتها لقياسِ ما أُعدت لقياسه، ومدى انتماء المحاور إلى الأداة، وانتماء الفقرات إلى محاورها.
  4. الخروجُ بالأداة في صورتها النهائية بعد استيعاب ملاحظات المحكمين، وعليه فقد أصبحت الأداة تتضمن ثلاثة محاور (المحاورُ المذكورة سابقًا نفسُها)، و(23) فقرة؛ إذ يُجرى التعديل والحذف وإعادة صياغة بعض الفقرات.

صدقُ الأداة:

جرى التأكدُ من صدق الأداة، من خلال عرضها على (7) من المحكمين أعضاء هيئة التدريس بكلية التربية، ممن يمتلكون الخبرة الواسعة والوعي بأهمية الدراسات البينية.

ثباتُ الأداة:

حصلت الأداة ككل على ثبات عال، هو (.85) والجدول (2) يوضح ذلك:

جدول (2): معامل ألفا كرونباخ للأداة ككل ومحاورها الثلاثة

م

المحور

معامل ألفا كرونباخ

1

ثقافة الدراسات البينية

0.70

2

برامج الدراسات العليا

0.65

3

الإشراف البحثي المشترك

0.92

الأداة ككل

0.85

 يلاحَظ من خلال الجدول أن الأداةَ تتمتع بثبات عالٍ، هو (0.85)، وهو ما يؤكد الموثوقية فيها لتطبيق ما أعدت لقياسه، وقد حصلت المحاور على ثبات متفاوت ما بين (0.65)، و(0.92)

إجراءاتُ التطبيق

بعد أن أصبحت الأداةُ جاهزةً للتطبيق، وُزِّعت على أعضاءِ هيئة التدريس بكلية التربية في جامعة صنعاء، وقد طُلب منهم الإجابة عن جميع فقراتها، وتحديد بدائل الإجابة لكل فقرة وفق البدائل (موافق بشدة، موافق، محايد، غير موافق، غير موافق بشدة)، وقد أخذت البدائلُ القيم الآتية بحسب الترتيب (5، 4، 3، 2، 1)، كما حُدِّد الوسط المرجح، وتقديره اللفظي كما يأتي:

قيم الوسط المرجح

تقديره اللفظي

1-1.80

غير موافق بشدة

1.81-2.60

غير موافق

2.61-3.40

محايد

3.41-4.20

موافق

4.21-5

موافق بشدة

وقد وُزِّع عدد (56) استمارة، رجع منها عدد (40) استمارة، واستُبعدت استمارة واحدة لعدم اكتمال الإجابة عنها، ومن ثَم تبقَّى عدد (39) استمارة، هي التي أُدخلت بياناتُها برنامج SPSS.

نتائجُ البحث

نتائجُ السؤالِ الأول

ونصُّه: ما واقعُ برامج الدراسات العليا بكلية التربية في جامعة صنعاء، وفق مدخل الدراسات البينية؟

استُخرجت المتوسطات والانحرافات المعيارية للأداة ككل، وللمحاور الثلاثة والجدول (3) يوضح ذلك:

جدول (3): المتوسطات والانحرافات المعيارية للأداة ككل وللمحاور الثلاثة مرتبة تنازليًا بحسب المتوسط الحسابي

المحور

المتوسط

الانحراف المعياري

التقدير اللفظي

الإشراف البحثي المشترك

2.83

0.890

محايد

برامج الدراسات العليا

2.45

0.597

غير موافق

ثقافة الدراسات البينية

2.42

0.484

غير موافق

الاستبيان ككل

2.58

0.519

غير موافق

 يتضح من الجدول (3) أن أعضاءَ هيئة التدريس بكلية التربية غير موافقين على أن تنفَّذَ برامج الدراسات العليا بالكلية وفق الدراسات البينية؛ فقد حصلت الأداةُ ككل على متوسط (2.58)، وانحراف معياري (0.519)، وهذا المتوسط يقع في إطار التقدير اللفظي غير موافق، وقد حصل محورُ الإشراف المشترك على أعلى متوسط، هو (2.83)، في حين حصل محور ثقافة الدراسات البينية على متوسط (2.42)، ويمكن اعتبار هذه النتيجة منطقية وواقعية؛ إذ إن فاقد الشيء لا يعطيه، فكيف لنا أن نتوقع أن يكون الواقعُ منسجمًا أو متلائمًا مع الدراسات البينية، إذا كانت هذه الدراسات لا تؤخذ في الاعتبار، سواءً في أثناء إعداد أعضاء هيئة التدريس أو في ترقيته، ولا تُدعم ولا يشجَّع الباحثون على إجرائها، فضلًا عن انعدام المؤتمرات والندوات والورش العلمية التي تعزز انتشار ثقافة الدراسات البينية لدى أعضاء هيئة التدريس؟ بالإضافة إلى ذلك، يمكن عزو هذه النتيجة إلى قِدَم معلومات بعض أعضاء هيئة التدريس خاصة قدامى الخريجين وعدم مواكبتهم للتطورات العلمية والبحثية في المجال التربوي، فضلًا عن اعتقاد الغالبية منهم بعدم أهمية مثل هذه الدراسات لأنها لن تغير شيئًا من الواقع، ولن تحل المشكلة؛ كون الجهاتِ المختصة والوزارات المعنية لن تأخذ بنتائج الأبحاث، سواءً نتجت من خلال تخصص واحد أو من خلال تخصصات مشتركة.

وتتفق هذه النتائجُ مع نتائجِ دراسة الدخيل (2021)، التي أظهرت أن واقعَ تفعيل الدراسات البينية بجامعة القصيم كان ضعيفًا، وأن ذلك يعود إلى العديد من المعوقات، من أبرزها عدمُ اقتناع أعضاء هيئة التدريس بجدوى الدراسات البينية. كما تتفق هذه النتائج مع نتائج دراسة آل داود (2023)، التي كشفت عن واقعٍ ضعيف تعاني منه الدراساتُ البينية في كلية التربية بجامعة الملك سعود. وفي المقابل، تختلف هذه النتائج مع نتائج دراسة هولي (Holley, 2009)، التي أشارت إلى أن الجامعاتِ الأمريكيةَ تبذل جهودًا كبيرة في إجراء البحوث البينية، وتضطلع بمهمة نشر ثقافة الدراسات البينية وسط أعضاء هيئة التدريس.

وللمزيد من التوضيح على مستوى فقرات كل محور، فقد تحقَّق الآتي:

1.    محورُ ثقافة الدراسات البينية:

استُخرجت المتوسطاتُ والانحرافات المعيارية لفقرات هذا المحور، والجدول (4) يوضح ذلك:

جدول (4): المتوسطات والانحرافات لفقرات محور ثقافة الدراسات البينية، مرتبة تنازليًا بحسب المتوسط الحسابي

م

الفقرة

المتوسط

الانحراف المعياري

التقدير اللفظي

1

تسهم الدراسات البينية في تحقيق التكامل بين التخصصات وإنتاج المعرفة، بأفضلَ مما تسهم به الدراسات ذات التخصص الواحد.

3.56

0.739

موافق

2

لدى أعضاء هيئة التدريس وعي بأهمية أجراء الدراسات البينية.

2.75

1.087

محايد

3

يأخذ الإعداد الأكاديمي لأعضاء هيئة التدريس الدراساتِ البينية في الاعتبار.

2.38

0.814

غير موافق

4

تشجع قيادةُ الجامعة أعضاء هيئة التدريس على إجراء الدراسات بين الأقسام والتخصصات داخل الكلية.

2.35

0.986

غير موافق

5

يهتم مسؤولو الجامعة بنقل التجارب والخبرات الناجحة في مجال الدارسات البينية.

2.33

1.00

غير موافق

6

تؤكد لوائحُ الجامعة على إجراء الدراسات البينية، شرطًا لترقية أعضاء هيئة التدريس.

2.30

0.950

غير موافق

7

تحرص عمادة الكلية على عقد الدورات التدريبية والندوات والمؤتمرات العلمية لأعضاء هيئة التدريس؛ للتوعية بأهمية الدراسات البينية.

2.20

1.004

غير موافق

8

تعمل قيادةُ الجامعة على إنشاء المراكز البحثية المتخصصة في إجراء الدراسات البينية.

2.15

1.039

غير موافق

9

تعتمد الجامعة ميزانيةً للأبحاث ذات الصبغة البينية.

1.84

0.744

غير موافق

المجال ككل

2.42

0.484

غير موافق

 يتضح من الجدول (4) أن أعلى متوسط حصلت عليه الفقرة «تسهم الدراسات البينية في تحقيق التكامل بين التخصصات وإنتاج المعرفة، بأفضلَ مما تسهم به الدراسات ذات التخصص الواحد»؛ فقد حصلت على متوسط (3.56) وانحراف معياري (0.739) وهو يقع في إطار التقدير اللفظي موافق، ما يعني أن أعضاءَ هيئة التدريس لديهم وعي بأهمية الدراسات البينية في تحقيق التكامل بين التخصصات، غير أن هذا الوعي لا ينعكس على أرض الواقع في شكل دراسات بينية. وهذه النتيجةُ تتفق مع نتائج دراسة نيول (Newell, 2010)، التي أشارت إلى أن الدراساتِ البينيةَ تسهم في إنتاج معرفة إنسانية مبدعة. إضافة إلى ذلك، أكدت دراسة كاسي (Casey, 2010) أن الدراساتِ البينيةَ تحقق مجموعة من الفوائد، من أبرزها: إنتاج المعرفة على نحوٍ أفضل، وتنمية قدرات الباحثين على الإبداع والتفكير النقدي.

كما يتضح من الجدول السابق أن أدنى متوسطٍ حصلت عليه الفقرة «تعتمد الجامعة ميزانية للأبحاث ذات الصبغة البينية»؛ إذ حصلت على متوسط (1.84)، وانحراف معياري (0.744)، وهذا أمر متوقع؛ فإذا كانت ميزانية البحث العلمي عمومًا منعدمة؛ فكيف لنا أن نتوقع رصد ميزانية خاصة بالدراسات البينية، وهو يشير إلى أن قيادة الجامعة وربما قيادة الجامعات اليمنية عمومًا- غيرُ مهتمة بإجراء الدراسات البينية، والأبحاث المشتركة، ووحدة المعرفة، والتكامل بين التخصصات، ولم تدرك أهمية مثل هذه الدراسات في حل الكثير من المشاكل التي عجزت التخصصات المنفردة عن حلها؟ وتتفق هذه النتيجة مع نتائج دراسة آل داود (2023)، التي أشارت إلى بعض المعوقات التي تقف أمام تفعيل الدراسات البينية بجامعة الملك سعود، منها المعوقات المالية، وأشارت كذلك دراسة الدخيل (2021) إلى ضعف التمويل لمشاريع الأبحاث المشتركة بجامعة القصيم، وإلى كوْنه من أبرز المعوقات التي تمنع تفعيل الدراسات البينية.

2.    محورُ برامجِ الدراسات العليا:

استُخرجت المتوسطات والانحرافات المعيارية لفقرات هذا المحور، والجدول (5) يوضح ذلك:

جدول (5): المتوسطات والانحرافات لفقرات محور برامج الدراسات العليا، مرتبة تنازليًا بحسب المتوسط الحسابي

م

الفقرة

المتوسط

الانحراف المعياري

التقدير اللفظي

1

تحرص الكليةُ على تشجيع طلبة الدراسات العليا على معالجة الدراسات السابقة وكتابة الإطار النظري من منظور بيني.

2.74

0.751

محايد

2

يوجد من بين الرسائل التي أُعدت ونوقشت عدةٌ ذاتُ صبغة بينية.

2.71

0.646

محايد

3

يشجَّع طلبة الدراسات العليا على دراسة الظواهر الاجتماعية وفق منظور الدراسات البينية.

2.69

1.004

محايد

4

تسعى قيادة الكلية ورؤساء الأقسام إلى تطوير البرامج العليا، بما يحقق بينية التخصصات وتكامل المعرفة.

2.51

0.555

غير موافق

5

يشجَّع طلبة الدراسات العليا على استخدام أكثر من منهج في دراسة الظاهرة.

2.48

1.048

غير موافق

6

تهتم كلية التربية بفتح برامج دراسات عليا ذات بُعد بيني.

2.20

0.767

غير موافق

7

تتوفر لدى الكلية والأقسام خريطةٌ بحثية للأبحاث التي تتطلب دراسات بينية.

1.82

0.823

غير موافق

المجال ككل

2.45

0.597

غير موافق

 يتضح من الجدول (5) أن أعلى متوسطٍ حصلت عليه الفقرة «يحرص أعضاء هيئة التدريس على تشجيع طلبة الدراسات العليا على معالجة الدراسات السابقة وكتابة الإطار النظري من منظور بيني»؛ فقد حصلت على متوسط (2.74)، وانحراف معياري (0.751) وهو يقع في إطار التقدير اللفظي محايد، ويمكن تفسير ذلك بأنه انعكاس للوعي الذي يتمتع به أعضاء هيئة التدريس بأهمية الدراسات البينية في تحقيق التكامل وإنتاج المعرفة، وكشفت عنه نتائج الجدول (4).

كما يتضح من الجدول أن أدنى متوسط حصلت عليه الفقرةُ «تتوفر لدى الكلية والأقسام خريطة بحثية للأبحاث التي تتطلب دراسات بينية»؛ إذ حصلت على متوسط (1.82)، وانحراف معياري (0.823) وهو يقع في إطارِ التقدير اللفظي غير موافق، وهذا أمر متوقع أيضًا؛ فإذا لم يكن لدى الكلية والأقسام خريطة بحثية للأبحاث عمومًا؛ فكيف لها أن توفر هذه الخريطة للأبحاث البينية وهي التي الدراسات البينية - لم يتعمق الوعي بها، ولم تنتشر ثقافتها، ولم يطالَب أعضاء هيئة التدريس بإجرائها، أو ترصَد ميزانية تشجيعية لمن ينفذها؟ وهذه النتيجة تتفق مع نتائج دراسة نيول (Newell, 2010)، التي أشارت إلى أن استخدام الدراسات البينية في مجال العلوم الاجتماعية والإنسانية ضعيف ولايزال في المراحل الأولى، مما يكشف أن هذه المجالاتِ لا تمتلك استراتيجية بحثية أو خطة للقيام بالدراسات البينية المشتركة.

3.    محورُ الإشراف البحثي المشترك:

استُخرجت المتوسطاتُ والانحرافات المعيارية لفقرات هذا المحور، والجدول (6) يوضح ذلك:

جدول (6): المتوسطات والانحرافات لفقرات محور الإشراف البحثي المشترك، مرتبة تنازليًا بحسب المتوسط الحسابي

م

الفقرة

المتوسط

الانحراف المعياري

التقدير اللفظي

1

يميل أعضاء هيئة التدريس إلى الانفتاح على التخصصات الأخرى للعلوم الاجتماعية؛ للخروج من العزلة التخصصية.

3.42

1.035

موافق

2

لدى أعضاء هيئة التدريس الرغبة في الشراكة البينية في الإشراف العلمي مع زملاء لهم من أقسام أخرى.

3.02

1.035

محايد

3

يعي أعضاء هيئة التدريس أهميةَ الإشراف المشترك في التخفيف من حدة الانغلاق على التخصص.

2.93

1.123

محايد

4

يفضل أعضاءُ هيئة التدريس معالجة الظواهر الاجتماعية وفق منظور بيني، بدلا من منظور التخصص الواحد.

2.82

1.169

محايد

5

يتمتع المشرفون على دراسات بينية بالعمل بروح الفريق الواحد.

2.70

0.863

محايد

6

يوجد العديدُ من المشكلات البحثية التي حتَّمت على الأقسام الاستعانة بمشرفين من تخصصات أخرى.

2.64

1.308

محايد

7

يُشرف بعض أعضاء هيئة التدريس بالكلية على رسائلَ علميةٍ ذات تخصصات مغايرة لتخصصاتهم.

2.56

1.038

غير موافق

المجال ككل

2.87

0.890

محايد

 يتضح من الجدول (6) أن أعلى متوسطٍ حصلت عليه الفقرة «يميل أعضاء هيئة التدريس إلى الانفتاح على التخصصات الأخرى للعلوم الاجتماعية؛ للخروج من العزلة التخصصية»؛ فقد حصلت على متوسط (3.42)، وانحراف معياري (1.035 وهو يقع في إطار التقدير اللفظي موافق، وهذه نتيجة إيجابية، تعبر عن مستوى جيد من الوعي بأهمية الدراسات البينية لدى أعضاء هيئة التدريس، ما يعني أن على عمادة الكلية ورؤساء الأقسام محاولةَ الاستفادة من هذا الميل في تشجيع أعضاء هيئة التدريس على إجراء الدراسات البينية، وتقديم الدعم اللازم لهم. وتتفق هذه النتيجة مع نتائج دراسة العاني (2015)، التي كشفت وجود رغبة لدى أعضاء هيئة التدريس بكلية التربية جامعة السلطان قابوس لإجراء الدراسات البينية؛ لإدراكهم أن المبالغةَ في رسم الحدود بين التخصصات ينعكس سلبيًا على تفكيرهم ونمو مهاراتهم وقدراتهم.

كما يتضح أن أدنى متوسطٍ حصلت عليه الفقرة «يُشرف بعض أعضاء هيئة التدريس بالكلية على رسائلَ علميةٍ ذات تخصصات مغايرة لتخصصاتهم»؛ إذ حصلت على متوسط (2.56)، وانحراف معياري (1.038)، وبتقدير لفظي غير موافق، وهو ما يعني أن الوعي بأهمية الدراسات البينية لم تصل بأعضاء هيئة التدريس إلى مستوى الممارسة؛ فمع أنهم أظهروا ميلًا إلى الانفتاح على التخصصات الأخرى، ورغم وعيهم بأهمية الدراسات البينية في تحقيق التكامل بين التخصصات وإنتاج المعرفة، فإنهم أحجموا عن تطبيق ذلك الميل، وترجمة تلك الرغبة على أرض الواقع من خلال الإشراف البحثي المشترك والدراسات البينية، وهو ربما يشير إلى عقبات إدارية وأكاديمية تقف وراء إحجامهم عن ممارسة ذلك النوع من الدراسات.

نتائجُ السؤال الثاني

ونصُّه: ما التصورُ المقترَح لتطويرِ برامج الدراساتِ العليا بكلية التربية في جامعة صنعاء، في ضوء التجارب المعاصرة للدراسات البنية؟

بعد أن أظهرت النتائجُ أن واقعَ برامج الدراسات العليا بكلية التربية بجامعة صنعاء لا يسير وفق الدراسات البينية، خرج البحثُ بتصورٍ مقترح لتطوير برامج الدراسات العليا بكلية التربية بجامعة صنعاء معتمدًا في ذلك على المنهج البنائي؛ لبناء ذلك التصور الذي يُعرف بأنه: المنهج الذي يُتبع لإنشاء أو تطوير برنامج أو هيكل معرفي جديد لم يكن معروفًا من قبل بالكيفية نفسها (الأغا والأستاذ، 2004). وقد عرض الباحثُ التصور المقترح على مجموعة من الأساتذة المحكَّمين المتخصصين في الإدارة التربوية، ومناهج التدريس، وأصول التربية وعلم النفس؛ لأخذ ملاحظاتهم وآرائهم عن التصور، والعناصر التي يتضمنها، وقد تفضلوا بتقديم العديد من الملاحظات القيمة التي أُخِذ بها وأُعيدَ بناء ذلك التصور في ضوئها، بحيث أصبح التصور في صورته النهائية يتضمن: المنطلقاتِ، والأهدافَ، والمكونات، وآليات تنفيذ التصور، بالإضافة إلى معوقات تنفيذ التصور وسبل التغلب عليها، كما يأتي:

أولًا: المنطلَقات والأسُس التي يقوم عليها التصور

  1. تنامِي الحاجةِ إلى البحوث البينية؛ نتيجة لتعقُّد الظواهر والقضايا التربوية التي تحتاج إلى معالجة بحثية شاملة.
  2. تزايدُ التوجهات العالمية نحو المقاربات البينية.
  3. تزايدُ التوجه نحو التعددية المنهجية، والمناهج المختلطة في البحوث التربوية لتحسين جودة النتائج.
  4. التفكيرُ الأحادي والعيش في جزر منعزلة لا يولِّد معرفة حقيقية، ولا يحل مشكلة واقعية.
  5. تعزيزُ التوجه نحو الجودة الشاملة والاعتماد الأكاديمي بكليات التربية، وتمكينها من مواكبة التطورات الحديثة في ظلِّ مجتمع المعرفة الذي نعيش فيه.
  6. بالإضافة إلى ما تقدَّم، يقوم التصورُ المقترح على مجموعة من التجارب والخبرات العربية والعالمية التي اطُّلِع عليها، وقد مثلت رافدًا مهمًا، وموردًا أساسيًا لبناء التصور المقترح، وسوف نستعرض التجاربَ العربية، وبوجهٍ خاص التجارب السعودية والمصرية والعمانية، ثم نستعرض التجارب العالمية مثل التجربة الأمريكية والكندية والبريطانية، كما يأتي:

1.    التجاربُ العربية

توجد العديد من التجارب العربية، من أهمها التجربة السعودية، والتجربة المصرية، والتجربة العمانية، كما يأتي:

‌أ.      التجربةُ السعودية:

تعد جامعةُ الملك عبد العزيز من الجامعات السبَّاقة في تطبيقِ بعض البرامج البينية؛ فقد حرصت قياداتها على تحديث البرامج الجامعية وتطويرها، ويأتي في طليعة تلك البرامج: برنامجُ علم النفس الذي اعتُمد وحُددت أهدافه بما يعكس احتياجاتِ المجتمع، كما أن كلية التربية بالجامعة تعمل على التطوير الشامل لبرامجها في مختلف التخصصات، بما يسهم في دراسات معمقة تضم مختلف التخصصات والعلوم مثل: علم النفس الفسيولوجي، وعلم الأعصاب، وعلم الأدوية العلاجية، وعلم الحاسوب وتقنية المعلومات (البلوي، 2021).

كما استحدَثت كليةُ علوم الأرض برامجَ الماجستير التنفيذي البيني في تخصص إدارة الأزمات والكوارث، الذي يضم عدة كليات، ويتضمن ثلاثة مسارات (بيئي، وأمني، وطبي)؛ لتلبية الحاجات الضرورية والملحة لإعداد الكوادر الوطنية المتخصصة وتأهيلها. وتتكون البرامج من مسارات تعليمية، تتمثل في إدارة الأزمات والكوارث البيئية، التي تشمل الأزمات والكوارث الطبيعية مثل: الزلازل، والفيضانات، وتلوُّث البيئة الناتج عن الحرائق وشركات النفط، والمواد الكيميائية؛ وإدارة الأزمات والكوارث الأمنية، التي تتمثل في التهديدات التي تمس أمن الدولة؛ وإدارة الأزمات والكوارث الطبية الناتجة عن حدوث الأزمات والكوارث البيئية والأمنية، وتسهم هذه المسارات في دراسة كيفية التعامل مع تأثيراتها المدمرة والوسائل المناسبة للتعامل مع أزمات وكوارث تفشي الأمراض والأوبئة التي تؤثر في صحة الفرد والمجتمع وسلامتهما، ودراسة سبل التغلب عليها، وتقليل الخسائر الناتجة عنها (البلوي، 2021).

أما عن جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن، فقد عملت على إلحاقِ المسار العيادي لقسم علم النفس بالتخصصات الطبية، وعلوم الصحة والتأهيل، كما أوْلت اهتمامًا للاقتصاد السلوكي الذي يساعد في اتخاذ القرار الاقتصادي التمويلي، ورسم السياسات الاقتصادية بما يتفق ورغبات المستهلكين (حمزة، 2016)، كما استحدثت الجامعةُ برنامج التغذية الإكلينيكية الذي يجمع بين العلوم الصحية، وتقنية المعلومات، وبرنامج علم النفس الإكلينيكي الذي يجمع بين العلوم والنظريات والمعرفة الإكلينيكية (الصويان، 2016).

أما جامعةُ الملك سعود، فقد أولت عنايةً كبيرة للدراسات البينية؛ فعقدت الورش العلمية التي تُعنى بنشر ثقافة التخصصات البينية وحاجة سوق العمل إلى هذه التخصصات، وقد استحدثت بعضَ البرامج البينية في المراحل الجامعية مثل: برنامج المعلومات الصحية، الذي يتداخل فيه تخصص الحاسب الآلي مع تخصص صحة المجتمع، وكذا برنامج الميكانيكا الحيوية، الذي يشترك في إعداده أقسامُ التربية الرياضية، والهندسة الميكانيكية، والعلاج الطبيعي (الصويان، 2016).

‌ب.  التجربةُ المصرية:

ننتقي من التجربة المصرية تجربةَ جامعة حلوان، التي يوردها الدكتور محمد نجيم، وملخصها ما يأتي (نجيم، 2015):

·       عملُ جامعةِ حلوان على طرح برامج دراسات بينية منفردة؛ لإتاحة المجال أمام الدارسين المتفوقين لاستكمال نقلهم من مستويات الدبلوم والماجستير والدكتوراه، وتنظيم الأنشطة، والفعاليات العلمية لدعم الدراسات والبحث العلمي البيني.

·       بناءٌ وتطوير لقاعدة علمية تعليمية بحثية في مجالات العلوم البينية، والتكنولوجية، والإنسانية المعاصرة، بما يرسخ فكرة التداخل والاندماج بين مختلف المعارف والعلوم، والتنوع العلمي والثقافي.

·       توفيرُ البيئة العلمية والعملية الفاعلة والمتكاملة التي تدعم عمليات التعلم، والتعليم، والبحث، والتدريب، وتطبيق كل الموارد البشرية بالجامعة لها.

·       إعدادُ موارد بشرية مهنية وأكاديمية ذات خصائص مهارية وتدريبية عالية قادرة على تقديم حلول مبتكرة لمختلف المشكلات، وعلى الريادة والشراكة بما يفي بالاحتياجات التنموية للبلاد.

·       طرحُ العديد من البرامج البينية سواءً في مرحلة البكالوريوس، أو مرحلة الدراسات العليا، ولعل من أهمها:

§       البكالوريوس في نظم المعلومات وإدارة الأعمال، وهو برنامج بيني بين كلية التجارة وإدارة الأعمال، وكلية الحاسبات والمعلومات.

§       برنامج الماجستير في إدارة التعليم الدولي، وهو برنامج بيني بين عدة كليات، هي: الآداب، والتربية، والتجارة، والسياحة، والفنادق، ويعد هذا البرنامج من البرامج الممتدة؛ فإنه يمنح درجة مشتركة بين جامعة حلوان، وجامعة لود فاجسيورج Lodz Universiry of Technology ببولندا.

§       بالإضافة إلى البرامج السابقة، فإن الجامعة قد شرعت في إنشاء كلية للدراسات العليا تضم في جنباتها العديد من البرامج، وأهمها:

-      برنامج تصميم الوسائط المتعددة وإنتاجها، وهو برنامج بيني بين تخصص الإعلام بكلية الآداب وكلية التربية الموسيقية، وكلية الحاسبات والمعلومات.

-      برنامج الإرصاد والطقس العالي، وهو برنامج بيني بين تخصصات الجغرافيا بكلية الإدارة، والاستشعار عن بُعد بكلية العلوم.

-      برنامج قانون الفضاء، وهو برنامج بيني بين كلية العلوم وكلية الحقوق.

‌ج.   التجربةُ العمانية:

تعد جامعةُ السلطان قابوس من أبرز الجامعات العمانية التي تعمل على تطوير برامجها وتخصصاتها باستمرار، وقد أقرَّت برنامج الدكتوراه في تخصص المعلومات بحيث يكون بينيَّ التخصص، ويشترك في تدريس بعض مقرراته الدراسية والإشرافِ على الأطروحات العلمية بعضُ الأقسام الأخرى مثل: نظم المعلومات، والإدارة، وعلم الحاسب الآلي. أما برنامج الماجستير، فتتضح علاقاته البينية من خلال الموضوعات التي نوقِشت في رسائله العلمية؛ فيلاحَظ وجود عدد من التخصصات مثل: الموارد البشرية، والتسويق، والشبكات الاجتماعية، والحكومة الإلكترونية والوعي المعلوماتي، والمخطوطات والوثائق، والتكنولوجيا. أما عن دبلوم المكتبات الطبية، فإن علاقات القسم البينية قد تشكَّلت من خلال التخصصات المرتبطة بالعلوم الصحية التي ينتمي إليها الطلبة المنتظمون فيه، وحتَّمت على القسم إيجاد علاقة بمؤسساتها المهنية؛ لفرض تدريب طلبة البرنامج (الحجي وعبد الله، 2015).

بعد استعراضِ التجارب العربية في الدراسات البينية، يلاحَظ أنها تجارب جيدة، وخطوات مهمة خَطَتها تلك الجامعات العربية، وما أثار اهتمام الباحث تأكيدُ تلك التجارب على:

-      طرحِ برامج جديدة ذات توجه بيني يندمج فيها تخصصان أو أكثر مثل: تخصص نظم المعلومات، وبرنامج نظم الوسائط المتعددة، وبرنامج إدارة التعليم الدولي، وبرنامج إدارة الفنادق، وبرنامج الحفاظ على التراث وإدارة المواقع، وبرنامج علم النفس الفسيولوجي، وبرنامج الاقتصاد السلوكي، وبرنامج التغذية الإكلينيكية، وغيرها من البرامج.

-      الاهتمامِ بتأهيل الكوادر البشرية والأكاديمية وفق خلفية بينية، تكون قادرة على التعامل مع المشكلات المعقدة.

-      عقدِ الورش والندوات والمؤتمرات العلمية؛ بغرض نشر ثقافة التخصصات البينية وحاجة سوق العمل.

2.    التجاربُ العالمية

توجد بعض التجارب العالمية في الدراسات البينية، ولعل في مقدمتها التجربةَ الأمريكية، والتجربة الكندية، والتجربة البريطانية، وغيرها من التجارب، كما يأتي:

‌أ.      التجربةُ الأمريكية:

ظهرت العديدُ من المبادراتِ التي تهدف إلى تعزيز البحوث البينية في أمريكا، فمثلا أُسِّس معهد متداخل التخصصات في نيومكسيكو في (1984) يقوم على أساسِ تطبيق الرياضيات المتقدمة، والمهارات الحاسوبية على مجموعة من التخصصات، كما أُنشئ معهد بيكمان للعلوم والتكنولوجيا المتقدمة، وقد منحته جهاتٌ مختلفة مبادراتٍ ضخمةً، مثل: وزارة الدفاع، والمؤسسة الوطنية للعلوم، ويعمل هذا المعهد على الأخذ بفكرة التخصصات المتداخلة، ويسعى الباحثون فيه إلى حل المشكلات المعقدة مثل: تغير المناخ، والاستدامة، والصحة العامة، وغيرها (غانم، 2016).

وفي السياقِ نفسِه، أصدرت الأكاديميةُ الوطنية الأمريكية تقريرًا في (2004)، أشارت فيه إلى تسهيل إجراء الأبحاث البينية وزيادة ميزانيتها، كما وضعت المؤسسات الوطنية للصحة برنامجًا لتحفيز البحوث متداخلة التخصصات. إضافة إلى ذلك، يوجد أكثر من (4000) مشروع بحثي يتلقى تمويلًا من المؤسسات الوطنية للصحة، تصنَّف على أنها مشروعات متداخلة التخصصات، وفي بعض الجامعات الأمريكية، مثل جامعة سان فرانسيسكو، تمنَح الدرجة الخاصة بالدراسات البينية بصفتها درجةً مكافئة لبرنامج الماجستير في الآداب أو الماجستير في العلوم (البلوي، 2021).

وفي جامعة ولاية ستانيسلاوس، تُقدَّم برامجُ الدراسات البينية الخاصة بالماجستير في الآداب والعلوم بصورة مبتكرة؛ من أجل الإيفاءِ باحتياجات الطلاب واهتماماتهم التي لا يمكن تلبيتها باستخدام برامج الماجستير التقليدية؛ فيدرَّس برنامج يجمع ما بين اثنين أو أكثر من التخصصات في برنامج مميز ذي موضوع منسق، ويصمَّم ذلك البرنامج بصورة استثنائية للحالات الفردية المتميزة؛ من أجل إتاحة الفرصة لهم للتعلم الذاتي، ولتوفير خبرة تعليمية وثيقة الصلة بالاحتياجات المتميزة لأولئك الأفراد (Official website of Stanislaus state University, 2017).

أما جامعةُ رود أيلاند، فتولي اهتمامًا شديدًا للبحوث القائمة على التخصصات البينية، إضافة إلى أن الخطة الأكاديمية قد أكدت على أهمية إيلاء المزيد من الاهتمام للجهود الخاصة بالدراسات البينية؛ فتشكَّل فريق عمل خاص بالأنشطة القائمة على التخصصات البينية، وتشكَّلت لجنة مشتركة للتخطيط الأكاديمي، كذلك شُجِّعت الأقسام على استضافة ورش العمل على مستوى التخصصات المختلفة، وتلقِّي الدعم المالي لإقامة تلك الورش. كما تعمل الجامعة على دمج العديد من التخصصات المختلفة بما يواكب العصر ومتطلبات سوق العمل (University of Rhode Island, 2013).

‌ب.  التجربةُ الكندية:

تعدُّ جامعةُ مونتريال الكندية من أهم الجامعاتِ الكندية التي تشجع على التعاون بين التخصصات المختلفة، وقد اهتمت بالبرامج متعددة التخصصات، وأنشأت كلياتٍ خاصةً للدراسات العليا، تجمع بين العلوم التطبيقية والعلوم الإنسانية، وتستوعب تخصصاتٍ بينيةً تمتد في أكثر من قسم علمي، وأحيانًا أكثر من كلية، وتتميز الجامعة بأنها تتيح للطالب أن يجتاز التخصصاتِ البينيةَ بين الكليات المختلفة التي يريد أن يدمج بينها، وله الحريةُ في اختيار عدة تخصصات، كما تمنح الجامعة الشهاداتِ العليا في التخصصات المزدوجة مثل: شهادة الدكتوراه في العلوم الإنسانية والتطبيقية، وعلوم الحاسوب الحيوية، وعلوم الإحصاء الاجتماعية (أمين، 2014).

ومن البرامج المتاحة في جامعة مونتريال برنامجُ العلوم الصحية والميكانيكا الحيوية، وهو برنامج تشترك في إعداده أقسامُ التربية الرياضية، والهندسة الميكانيكية؛ وبرنامج الطب الرياضي، الذي يشترك في إعداده أقسامُ التربية الرياضية والطب (أبو الحمائل،2009).

‌ج.   التجربةُ البريطانية:

في جامعة كامبريدج بالمملكةِ المتحدة، تعتمد كثيرٌ من التخصصات البحثية والمعارف العلمية على البحوث البينية في الدراسة والتحليل للتحديات التي تفرضها العولمة، ومنها على سبيل المثال: اللامساواة، والمشكلات البيئية، والتنمية المستدامة، وانتشار الامراض. ومن أمثلة تلك التخصصات البحثية التي ظهرت في الآونة الأخيرة «التكنولوجيا الحيوية»؛ وهذا التخصص يمثل مجالًا بحثيًا جديدًا يعتمد على تكامُل عدد من العلوم الطبيعية، ويوجد أيضًا تخصص تكنولوجيا المعلومات، الذي يعتمد على العلوم التكنولوجية، والطبيعية، وكذلك العلوم الاجتماعية والإنسانية (DEA, 2008).

من خلال استعراضِ التجارب العالمية، وخاصة التجربة الأمريكية، يتضح أنها خطَت خطواتٍ مبكرةً في هذا المجال منذ ستينيَّات القرن الماضي، ما يعني أن التجربة أكثر رسوخًا، وثقافة الدراسات البينية أكثر انتشارًا في الوسط الجامعي والأكاديمي، وما يميز التجاربَ العالمية عمومًا ما يأتي:

-      تقديمُ الدعم المالي للأبحاث وللباحثين الذين يُجرون أبحاثهم وفق مدخل التخصصات البينية؛ فهناك أكثر من (4000) مشروع بحثي يتلقى التمويل اللازم من الجهات المختصة لاستكمال إجرائه وتنفيذه.

-      إتاحةُ الحرية لطلبة الدراسات العليا لدراسة عددٍ من التخصصات المختلفة في برنامج واحد مثل: التسويق، والدعاية، والعلاج بالفن، وإنتاج الأفلام الوثائقية، وغيرها.

-      تشكيلُ فِرق العمل التي تجمع بين تخصصات بينية مختلفة، وإجراء الأنشطة والأبحاث المشتركة.

-      إنشاءُ بعض الجامعات لكليات خاصة للدراسات العليا تراعي بينية التخصصات، وتجمع بين التخصصات الطبيعية والتخصصات الاجتماعية.

-      إبداعُ تخصصات وبرامج جديدة ذات بُعد بيني مثل: برنامج العلوم الصحية، وبرنامج الميكانيكا الحيوية، وبرنامج الطب الرياضي.

ثانيًا: أهدافُ التصورِ المقترح

  1. تقديمُ رؤية لتطوير برامج الدراسات العليا بكليات التربية في جامعة صنعاء، وتمكينها من استيعاب متغيرات العصر، وتطورات المعرفة، وتداخُل التخصصات.
  2. نشرُ ثقافة الدراسات البينية والتخصصات المتداخلة داخل جامعة صنعاء عمومًا، وكلية التربية بوجهٍ خاص.
  3. إيجادُ الآليات العملية والواقعية التي تعمل على تأهيل كلية التربية في جامعة صنعاء؛ لتطوير برامجها العليا وفق مدخل الدراسات البينية.
  4. اقتراحُ مجموعة من البرامج الجديدة التي تنتج عن المزج بين تخصصين أو أكثر من التخصصات التربوية، أو تخصص تربوي أو أكثر مع تخصص آخر أو أكثر غير تربوي مثل العلوم السياسية، أو العلوم الطبية، أو الآثار والمتاحف، أو الإعلام.

ثالثًا: مكوِّناتُ التصور المقترح

يتضمن التصورُ المقترح ثلاثة مكونات، هي: الدراسات العليا، والبحث والإشراف المشترك، ونشر الوعي بأهمية الدراسات البينية، كما يأتي:

1.    الدراساتُ العليا، ويتضمن: اقتراح برامج جديدة، أو إدماج برامج قائمة، كما يأتي:

‌أ.      دمجُ تخصص أصول التربية مع تخصص الإدارة والتخطيط التربوي في تخصص يمكن تسميته «أصول التربية والإدارة».

‌ب.  دمجُ تخصص الاجتماعيات بكلية التربية مع تخصص الآثار بكلية الآداب في تخصص يمكن تسميته «التربية الأثرية أو التربية المتحفية».

‌ج.   دمجُ تخصص الرياضيات بكلية التربية مع تخصص علم الاجتماع بكلية الآداب في تخصص يمكن تسميته «برنامج الرياضيات الاجتماعية».

‌د.     دمجُ عدة تخصصات من كليات مختلفة، تضم: التربية، وعلم الاجتماع، وقسم السياسة، وعلم النفس في تخصص جديدة يمكن تسميته «التربية الشاملة».

‌ه.     دمجُ بعض التخصصات التربوية مع تخصصات الإحصاء في برنامج يمكن أن يطلَق عليه «برنامج الإحصاء التربوي».

‌و.    دمجُ بعض التخصصات التربوية مع تخصص القانون في برنامج يمكن تسميته «برنامج التربية القانونية أو التربية الحقوقية».

‌ز.     إبداعُ برامج جديدة مثل: برنامج التربية الدولية، وبرنامج التربية الرقمية، وبرنامج التربية الشاملة (يضم الجوانب الصحية، والنفسية، والسياسية، والاجتماعية، والقيمية، وبرنامج التربية الإعلامية، وبرنامج التعايش المشترك).

‌ح.   إعادةُ هيكلة التخصصات التي لا تخدم سوق العمل.

2.    البحثُ والإشراف المشترك، ويشمل:

‌أ.      تطويرَ مراجعة الأدب النظري والدراسات السابقة ذات العلاقة بطريقة توليفة على أساس بيني؛ لرصد إسهامات التخصصات المختلفة في الظاهرة.

‌ب.  تعزيزَ المهارة لدى الباحثين لتتبع جذور المفاهيم، والمصطلحات، وشبكة علاقاتها مع بعض التخصصات الأخرى.

‌ج.   تشجيعَ الباحثين على توظيف المنهج النقدي في البحوث التربوية، بما يدعم الانتقال من الحل الوحيد إلى تعدد البدائل، ومن الحقائق الثابتة إلى نسبية المعرفة.

‌د.     تشجيعَ أعضاء هيئة التدريس على الإشراف على رسائل الماجستير والدكتوراه لطلبة من تخصصات مختلفة.

‌ه.     إزالةَ العوائق الإدارية والأكاديمية، وتمكين أعضاء هيئة التدريس من التدريس في مساقات الماجستير والدكتوراه لطلبة من تخصصاتٍ أخرى غير تخصص الأساتذة.

‌و.    تعزيزَ التكامل بين المناهج الكمية والكيفية في الأبحاث.

‌ز.     الربطَ المنطقي بين الإطار المنهجي والنظري في التفسير، وتطوير منهجية بناء الفرضيات وبناء أهداف البحث.

‌ح.   استخدامَ بعض المنهجيات مثل: الدراسات الطولية، ودراسة الحالة، وتحليل المحتوى، والمقابلات المعمقة.

‌ط.   التأصيلَ الإبستمولوجي والمنهجي لبينية التخصصات، والتأسيس لفلسفة تقوم على وحدة المعرفة وتكاملها، وجَسر الهوة بين التخصصات التربوية المختلفة.

‌ي.   التعاونَ بين التخصصات التربوية المختلفة؛ لتحديد المشكلات التي تحتاج إلى معالجة بينية.

‌ك.   تشجيعَ أعضاء هيئة التدريس بكلية التربية من مختلِف الأقسام والتخصصات على إجراء الدراسات والأبحاث البينية.

‌ل.    ربطَ البحث العلمي وبرامج الدراسات العليا بقضايا التنمية الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية، بنظرة شمولية متكاملة.

‌م.     إنشاءَ قاعدة بيانات للدراسات البينية، تكون مرجعًا للباحثين وطلبة الدراسات البينية.

3.    نشرُ الوعيِ بأهمية الدراسات البينية، ويشمل:

‌أ.      تشجيعَ أعضاء هيئة التدريس على الاشتراك في مشاريع أبحاث بينية، واعتبار ذلك أحد شروط الترقية.

‌ب.  تنميةَ قدرات الباحثين وأعضاء هيئة التدريس في التحليل والتفسير لنتائج الأبحاث، بطريقة أكثر عمقًا وشمولا لأبعاد ومجالات أخرى، وربط الظواهر البحثية بمحيطها الأوسع.

‌ج.   النظرةَ الكلية لوحدة المعرفة، وإزالةَ الحواجز بقدر المستطاع بين التخصصات.

‌د.     عقدَ المؤتمرات، والندوات، والورش العلمية لأعضاء هيئة التدريس وطلبة الدراسات العليا، التي توضح مفهوم الدراسات البينية وأهدافَها وأهميتها ومنهجيتها.

‌ه.     وضعَ خريطة مفاهيمية، وأطرٍ نظرية تكاملية، توضح الارتباطات بين تخصصات الدراسات المختلفة.

‌و.    مراجعةَ الأقسام للمحتوى المعرفي للتخصصات التربوية.

‌ز.     تشجيعَ طلبة الدراسات العليا على إجراء البحوث البينية.

‌ح.   توفيرَ عدد من الخبراء والمهتمين بالدراسات البينية.

‌ط.   تطويرَ البنية البحثية والمراكز البحثية، بحيث تأخذ في الاعتبار تأسيس كيانات أو إدارات متخصصة تراعي بينية التخصصات.

‌ي.   تقديمَ الدورات المتخصصة لأعضاء هيئة التدريس والقيادات الأكاديمية؛ لتوضيح أهمية الدراسات البينية، وطرق تفعيلها، ودورها في تحقيق التنمية المستدامة.

‌ك.   مراعاةَ الأخذ بالبحوث البينية عند تقييم أعضاء هيئة التدريس وترقيتهم.

رابعًا: آلياتُ تنفيذِ التصور

‌أ.      إنشاءُ مركز بحثي يتبع كلية التربية، يُعنى بإجراء الدراسات والأبحاث التي تمثل حلقة وصل بين مختلف الأقسام والتخصصات بالكلية.

‌ب.  تشكيلُ لجنة أكاديمية تمثل الأقسام المختلفة؛ من أجل وضع استراتيجية شاملة وخطة واضحة المعالم؛ لتطوير الدراسات البينية بين الأقسام المختلفة بكلية التربية.

‌ج.   تشكيلُ فرَق من الأساتذة في تخصصات متعددة؛ لوضع مناهج دراسية مشتركة.

‌د.     إنشاءُ وحدات ذات طابع خاص، تهتم بإجراء الدراسات البينية.

‌ه.     تشكيلُ لجان علمية؛ لتحديد أولويات تمويل البحوث البينية، وأبرز الموضوعات ذات الأهمية الكبيرة.

‌و.    وضعُ آلية واضحة لعملية الإشراف المشترك على أبحاث طلبة الماجستير والدكتوراه.

‌ز.     إصدارُ مجلة علمية محكَّمة، تهتم بنشر الدراسات والأبحاث ذات التخصصات البينية.

‌ح.   عقدُ شراكات عربية وعالمية ذات بعد بيني، والاستفادة من خبرات الآخرين وتجاربهم بشأن الدراسات البينية.

‌ط.   التواصلُ والتفاعل مع مراكز الأبحاث البينية الإقليمية والعربية، وتبادُل الخبرات ووجهات النظر.

‌ي.   توفيرُ أدلة علمية تتضمن توجهاتٍ ونماذجَ تفصيليةً لأفكار بحثية من مختلف التخصصات والأقسام التربوية.

‌ك.   وضعُ مكافأة مالية تشجيعية للباحثين وللأبحاث المتميزة التي تأخذ بالبعد البيني.

‌ل.    تطويرُ الأنظمة واللوائح والقوانين المنظمة للعمل البحثي بالأقسام العلمية، بما يسهم في دعم الدراسات البينية وتفعيلها.

‌م.     تقديمُ الدعم المالي، والمادي، والمعنوي للباحثين وأعضاء هيئة التدريس الذين يُجرون الدراسات البينية.

خامسًا: معوِّقات تنفيذ التصور المقترح وسُبل التغلب عليها

1.    عدمُ تقبُّل الأقسام والتخصصات التربوية الحالية لفكرة الدراسات البينية أو التخصصات البينية؛ أولًا: نتيجةً لكونها جديدة، وثانيًا: لضعف أو انعدام المعرفة الخاصة بالدراسات البينية لدى أعضاء هيئة التدريس بتلك التخصصات والأقسام:

وللتغلب على هذا المعوق، ينبغي العملُ على نشر ثقافة التخصصات البينيةِ لدى أعضاء هيئة التدريس بالكليات التربوية، وشرح أهميتها في حل الكثير من المشاكل المعقدة التي لا يمكن حلها من منظور تخصص واحد، بالإضافة إلى ذلك ينبغي عقدُ الورش، والندوات، والمؤتمرات العلمية التي تعمل على نشر ثقافة الدراسات البينية، وكذلك سرد مجموعة من التجارب العربية والعالمية الناجحة في تطوير برامجها العليا وفق مدخل الدراسات البينية.

2.    ضعفُ مستوى الوعي لدى القيادات الأكاديمية في الجامعات اليمنية بفكرة التخصصات البينية، ومن ثَمَّ عدم تقديمها لأي دعم مالي، أو مادي، أو معنوي، للتخصصات البينية:

وللتغلب على هذا المعوق، تُقدَّم رؤيةٌ متكاملة للتخصصات البينية للقيادات الإدارية والأكاديمية بالجامعات اليمنية، تتضمن أهميتها ودورها في تحقيق التنمية، مشفوعةً بالتجارب العربية والعالمية التي قطعت شوطًا لابأس به في هذا المجال، مع البيان والتوضيح للكثير من المشكلات التربوية والمجتمعية في مختلف المجالات، التي لم تتمكن التخصصات المنفردة الحالية من حلِّها، وذلك من خلال البحث عن جهات خاصة بإمكانها تقديم الدعم المالي والمادي لعقد المؤتمرات والورش العلمية، التي تبين أهمية وجود البرامج والتخصصات البينية وضرورته.

3.    بعضُ العوائق القانونية التي يمكن أن تواجه إبداع برامج جديدة:

وللتغلب على ذلك، تُراجَع اللوائحُ والقوانين ويُعمَل على تطويرها بما يساعد على التوجه البيني، والاستفادة من القوانين واللوائح العربية وغير العربية في حل مثل تلك الإشكالية.

التَّوصيات

1.    تشجيعُ أعضاء هيئة التدريس بكلية التربية في جامعة صنعاء وبقية الجامعات اليمنية على الإشراف البحثي المشترك على طلبة الدراسات العليا، وإزالة العقبات الأكاديمية والإدارية التي تقف أمام ذلك.

2.    تشجيعُ الباحثين وطلبة الدراسات العليا بكليات التربية في الجامعات اليمنية على دراسة الظواهر التربوية والمشاكل التعليمية، وفق منظور الدراسات البينية.

3.    نشرُ ثقافة الدراسات البينية داخل الجامعات اليمنية عمومًا، وداخل كلية التربية جامعة صنعاء على وجه الخصوص.

4.    اعتمادُ المخصَّصات المالية الكافية لتنفيذ الدراسات البينية وإجرائها.

5.    استقصاءُ المزيد من التجارب العربية والعالمية في الاهتمام بالدراسات البينية وفي البرامج المشتركة.

6.    مراعاةُ التدرُّج في الأخذ بالدراسات البينية، بحيث يكون البدء أولا بنشر ثقافة الدراسات البينية، ثم محاولة إبداع برامج جديدة داخل كليات التربية، ثم اقتراح برامج بينية بين كليات الجامعة.

المقترَحات

1.    دراسةُ اتجاهات أعضاء هيئة التدريس والقيادات الأكاديمية بالجامعات اليمنية نحو التخصصات المتداخلة والدراسات البينية.

2.    دراسةٌ أوسعُ للتجارب العربية والعالمية، والاستفادة من تطويرها لبرامج الدراسات العليا في جامعاتها.

3.    دراسةُ أبرز البرامج والتخصصات المقترحة من خلال عدة كليات مثلا: البرامج المقترحة من تداخُل كلية التربية مع كلية الحاسوب، أو البرامج المقترحة من تداخُل كلية التربية مع كلية الطب، والبرامج المقترحة من تداخُل كلية التربية مع كلية الآداب، وغيرها.

4.    إجراءُ دراسة من شأنها إعداد رؤية مقترَحة لتمويل الدراسات البينية بالكليات والجامعات اليمنية.

المراجع

أولًا: العربية

إبراهيم، محمود مصطفى محمد. (2016). الدراسات البينية لدى أعضاء هيئة التدريس في العلوم الاجتماعية ودورها في تحقيق التنمية المستدامة دراسة ميدانية. مجلة البحث العلمي في التربية، (17). https://jsre.journals.ekb.eg/article_9761.html

أبو الحمائل، أحمد. (2009). رؤية استشرافية لمستقبل التخصصات البينية للدراسات العليا الجامعية في عصر المعلومات. مؤتمر المعلومات وقضايا التنمية العربية، جامعة سيناء بالتعاون مع الشبكة العربية للتعليم المفتوح والتعلم عن بعد، القاهرة، 22-24 مارس. https://search.shamaa.org/fullrecord?ID=255478

الأحمري، إلهام محمد. (2021). الدراسات البينية في التخصصات التربوية بالجامعات السعودية ودورها في جودة البحث التربوي دراسة ميدانية. مجلة جامعة القدس المفتوحة للأبحاث والدراسات التربوية والنفسية، 12(37). https://journals.qou.edu/index.php/nafsia/article/view/3542

الأغا، إحسان خليل والأستاذ، محمود. (2004). مقدمة في تصميم البحث التربوي. مكتبة الطالب الجامعي بالأقصى، فلسطين.

آل داود، بدر بن عبد العزيز. (2023). واقع الدراسات البينية ومعوقات تفعيلها في كلية التربية بجامعة الملك سعود من وجهة نظر طلبة الدراسات العليا بالكلية. مجلة العلوم النفسية والتربوية، 7(13). https://journals.ajsrp.com/index.php/jeps/article/view/6339

أمين، عمار عبد المنعم. (2014). الدراسات البينية: رؤية لتطوير التعليم الجامعي. بحث منشور على موقع الأميرة نورة بنت عبد الرحمن.

البلوي، لطيفة علي. (2021). التخصصات البينية وانعكاساتها على أنظمة التعليم دراسة تحليلية. المجلة الأردنية الدولية إريام للعلوم الإنسانية والاجتماعية، 3(عدد خاص).

الحجي، خلفان بن زهران وعبد الله، خالد عتيق. (2015). تخصص علم المعلومات وحتمية العلاقة مع العلوم الأخرى: تجربة قسم دراسات المعلومات بجامعة السلطان قابوس. المؤتمر الدولي الثالث لكلية الآداب والعلوم الاجتماعية «العلاقات البينية بين العلوم الاجتماعية والعلوم الأخرى: تجارب وتطلعات»، جامعة السلطان قابوس، 15-17 ديسمبر. https://www.shuaa.om/en/dar/tkhss-lm-almlwmat-whtmyt-allaqt-m-allwm-alakhry-tjrbt-qsm-drasat-almlwmat-bjamt-alsltan-qabws

الدخيل، أمل سليمان. (2021). رؤية مستقبلية لتفعيل الدراسات البينية في العلوم الإنسانية بجامعة القصيم في ضوء بعض الخبرات الدولية. رسالة دكتوراه، كلية التربية، جامعة القصيم، المملكة العربية السعودية. https://search.shamaa.org/fullrecord?ID=307832

زاهر، ضياء الدين. (2018). العلوم البينية منهجية القرن الحادي والعشرين. مستقبل التربية العربية. المركز العربي للتعليم والتنمية، 25(113). https://search.mandumah.com/Record/965650/Description

الصويان، نورة. (2016). بناء المناهج التعليمية في الدراسات البينية في العلوم الاجتماعية- دراسة تحليلية نقدية. المؤتمر الدولي الثالث «مستقبل الدراسات البينية في العلوم الإنسانية والاجتماعية»، جامعة حلوان، 15-16 مارس.

الضبع، رباح رمزي والحنفي، رشا مصطفى السيد. (2021). الشراكة البينية للإشراف العلمي مدخل لتجويد الدراسات العليا بالجامعات المصرية. المجلة التربوية، كلية التربية بسوهاج، 1(80). https://journals.ekb.eg/article_126907.html

العاني، وجيه. (2015). اتجاهات أعضاء هيئة التدريس نحو الدراسات البينية بكلية التربية جامعة السلطان قابوس. المؤتمر الدولي الثالث لكلية الآداب والعلوم الاجتماعية «العلاقات البينية بين العلوم الاجتماعية والعلوم الأخرى: تجارب وتطلعات»، جامعة السلطان قابوس، 15-17 ديسمبر. https://search.mandumah.com/Record/892294

عبده، هاني خميس. (2015). البحوث البينية وتقدم المجتمعات الإنسانية خلال الألفية الجديدة: تجارب علمية وخيارات مستقبلية. مجلة الآداب والعلوم الاجتماعية، جامعة السلطان قابوس، (3). https://search.mandumah.com/Record/892326

علي، سعيد إسماعيل. (2010). تجديد المعرفة التربوية. المؤتمر العلمي الثاني عشر «حالة المعرفة التربوية المعاصرة: مصر أنموذجًا»، مج6.

عواشرية، السعيد. (2008). برامج التعليم العالي في الدول العربية بين التمحور حول اكتساب المعرفة وإنتاجها وإشكالية هشاشتها الجزائر نموذجًا، ورقة مقدمة إلى المؤتمر الثاني للتخطيط وتطوير التعليم والبحث العلمي في الدول العربية: نحو بناء مجتمع معرفي، جامعة الملك فهد للبترول والمعادن المنعقد خلال الفترة 24-27 فبراير، الظهران، السعودية.

غانم، إسلام. (2016). مستقبل الدراسات البينية في العلوم الإنسانية: علم الأنثروبولوجيا نموذجًا. المؤتمر الدولي الثالث «مستقبل الدراسات البينية في العلوم الإنسانية والاجتماعية»، جامعة حلوان، 15-16 مارس. https://www.researchgate.net/publication/349492641_mstqbl_aldrasat_albynyt_fy_allwm_alansanyt_lm_alanthrwbwlwjya_nmwdhja_future_of_interdisciplinary_study_in_the_human_and_social_sciences_Anthropology_example

قطيط، عدنان محمد. (2018). برادايم مقترح لتحسين كفاءة البحث الإداري التربوي في مصر في ضوء مدخل التخصصات البينية. مجلة كلية التربية، جامعة عين شمس، 42(2). https://search.shamaa.org/fullrecord?ID=281057

محمد، نجلاء وزوين، سها حمدي. (2016). فاعلية وحدة مقترحة في العلوم والدراسات الاجتماعية قائمة على الدراسات البينية في تنمية مهارات التفسير والحسن العلمي والجغرافي لدى تلاميذ الصف الأول الإعدادي. المجلة العلمية بكلية التربية، جامعة أسيوط، 32(4)، أكتوبر. https://search.shamaa.org/fullrecord?ID=124828

مركز الأبحاث الواعدة في البحوث الاجتماعية ودراسة المرأة. (2017). الدراسات البينية. جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن.

نجيم، ماجد محمد فهمي. (2015). الدراسات والبحوث البينية: تجربة جامعة حلوان. المؤتمر الدولي الثالث لكلية الآداب والعلوم الاجتماعية «العلاقات البينية بين العلوم الاجتماعية والعلوم الأخرى: تجارب وتطلعات»، جامعة السلطان قابوس، 15-17 ديسمبر. https://www.researchgate.net/profile/Samir‑Bakhit/publication/329530283_mntq_tsnyf_allwm_wtkamlha_fy_nzam_dywy_alshry_llmktbat_rwyt_thlylyt_nqdyt/links/5c0e4e5f92851c39ebe25acd/mntq-tsnyf-allwm-wtkamlha-fy-nzam-dywy-alshry-llmktbat-rwyt-thlylyt-nqdyt.pdf

ثانيًا: الأجنبية

References

Abu Alhamayila, A. (2009). Ruyat aistishrafiat limustaqbal altakhasusat albayniat lildirasat aleulya aljamieiat fi easr almaelumati. (in Arabic) Mutamar almaelumat waqadaya altanmiat alearabiati, jamieat sina' bialtaeawun mae alshabakat alearabiat liltaelim almaftuh waltaealum ean bueda, alqahirata, 22-24 mars.

Al'ahmari, I. M. (2021). Aldirasat albayniat fi altakhasusat altarbawiat bialjamieat alsaeudiat wadawruha fi jawdat albahth altarbawii " (in Arabic) Dirasat maydania ", majalat jamieat alquds almaftuhat lil'abhath waldirasat altarbawiat walnafsiati, maj 12, ea37, kanun al'uwl.

Albalwaa, L. E. (2021). Altakhasusat albayniat waineikasatuha ealaa 'anzimat altaelim - dirasat tahliliatun, (in Arabic) Almajalat al'urduniyat alduwaliat 'iiryam lileulum al'iinsaniat walaijtimaeiati, mij3, eadad khasin.

Aldabueu, R. R. & Alhanafii, R. M. A. (2021). Alshirakat albayniat lil'iishraf aleilmii madkhal litajwid aldirasat aleulya bialjamieat almisriati, (in Arabic) Almajalat altarbawiati, kuliyat altarbiat bisuhaj, yanayir, ja1 (80).

Aleani, W. (2016). Aitijahat 'aeda' hayyat altadris nahw aldirasat albayniat bikuliyat altarbiat jamieat alsultan qabus. (in Arabic) Almutamar alduwalii althaalith bikuliyat aladab waleulum alaijtimaeia " alealaqat albayniat bayn aleulum alaijtimaeiat waleulum alakhraa: tajarib watatalueati" 15-17 disambir, jamieat alsultan qabus, eaman.

Alhaji, K. Z. & Aeabd Allah, K. E. (2015). Tukhasis eilm almaelumat wahatmiat alealaqat mae aleulum al'ukhraa - tajribat qism dirasat almaelumat bijamieat alsultan qabus. (in Arabic) Almutamar alduwalii althaalith likuliyat aladab waleulum alaijtimaeia " alealaqat albayniat bayn aleulum alaijtimaeiat waleulum al'ukhraa: tajarib watatalueati, jamieat alsultan qabus, 15-17 disambir.

Amin, E. A. (2014). Aldirasat albayniat ruyat litatwir altaelim aljamieii, (in Arabic) Bahath manshur ealaa mawqie al'amirat nurat bint eabd alrahman.

Alsuwyan, N. (2016). Bina' almanahij altaelimiat fi aldirasat albayniat fi aleulum alaijtimaeiati- dirasat tahliliat naqdiatun. (in Arabic) Almutamar alduwalii althaalith " mustaqbal aldirasat albayniat fi aleulum alansaniat walaijtimaeiati", jamieat hulwan, 15-16 mars.

Casey, J. (2010). Interdisciplinary approach – Advantages, disadvantages and the future benefits of interdisciplinary studies. ESSAI. 7(26), pp 76-81.

Clinton, G. (2009). Integrating the disciplines: Successful interdisciplinary subjects. Center for the study of Higher Education, The University of Melbourne.

Davies, M & Devlin, M. (2007). Interdisciplinary higher education implications for teaching and learning. Melbourne Center for the study of Higher Education.

Eabduhu, H. K. (2015). Albuhuth albayniat watuqadim almujtamaeat al'iinsaniat khilal al'alfiat aljadidati: tajarib eilmiat wakhiarat mustaqbaliatun, (in Arabic) Majalat aladab waleulum alaijtimaeiati, jamieat alsulutat qabus, ea3.

Ealay, S. I. (2010). Tajdid almaerifat altarbawiati. (in Arabic) Almutamar aleilmiu althaani eashra, halat almaerifat altarbawiat almueasirati: misr anmwdhjan, maj 6.

Eawashriatu, A. (2008). baramij altaelim aleali fi alduwal alearabiat bayn altamahawur hawl aiktisab almaerifat wa'iintajiha wa'iishkaliat hashashatiha - aljazayir nmwdhjan, (in Arabic) waraqat muqadimat 'iilaa almutamar althaani liltakhtit watatwir altaelim walbahth aleilmii fi alduwal alearabiati: nahw bina' mujtamae maerifi, jamieat almalik fahd lilbitrul walmaeadin almuneaqad khilal alfatrat 24-27 fibrayr, alzahran, KSA.

Ghanim, I. (2016). Mustaqbal aldirasat albayniat fi aleulum al'iinsaniati: eilm alanthirubulujya nmwdhjan. (in Arabic) Almutamar alduwalii althaalith " mustaqbal aldirasat albayniat fi aleulum alansaniat walaijtimaeiati", jamieat hulwan, 15-16 mars.

Holley, K. A. (2009). Interdisciplinary Strategies as Transformative change in Higher Education. Innovative Higher Education. vol (34).

Ibrahim, M. M. M. (2016). Aldirasat albayniat ladaa 'aeda' hayyat altadris fi aleulum alaijtimaeiat wadawriha fi tahqiq altanmiat almustadama " dirasat maydaniatun" (in Arabic), Majalat albahth aleilmii fi altarbiati, ei17.

Quhayta, E. M. (2018). Bradayim muqtarah litahsin kafa'at albahth al'iidarii altarbawii fi misr fi daw' madkhal altakhasusat albayniati, (in Arabic) Majalat kuliyat altarbiati, jamieat eayn shamn, ea42, ji2.

Markaz Al'abhath Alwaeidat Fi Albuhuth Aliajtimaeiat Wadirasat Almar'ati. (2017). Aldirasat albayniatu. (in Arabic) Jamieat al'amirat nurat bint eabd alrahman.

Muhamadu, N. & zuin, S. H. (2016). Faeiliat wahdat muqtarahat fi aleulum waldirasat alaijtimaeiat qayimatan ealaa aldirasat albayniat fi tanmiat maharat altafsir walhasan aleilmii waljughrafii ladaa talamidh alsafi al'awal al'iiedadii, (in Arabic) Almajalat aleilmiat bikuliyat altarbiati, jamieat 'asyuta, mij32, ea4, aiktubar.

Newell, W. H. (2010). A theory of Interdisciplinary Studies. Issues in Integrative studies. 19, 1-25.

Nijim, M. M. F. (2015). Aldirasat walbuhuth albayniatu: tajribat jamieat hulwan. (in Arabic) Almutamar alduwaliu althaalith likuliyat aladab waleulum alaijtimaeia " alealaqat albayniat bayn aleulum alaijtimaeiat waleulum al'ukhraa: tajarib watatalueati" 15-17 disambir, jamieat alsultan qabus, eaman.

Official website of Stanislaus State University. (2017).

Tehart, E. (2017). Interdisciplinary research on education and its disciplines; Processes of change and lines of conflict in unstable academic example. European Educational Research Journal, 16(6), 921-936.

University of Rhode Island. Joint committee on Academic Planning. (2013).

Wilson, S & Zamberlan, L. (2012). Show me yours; Devloping a faculty-wide interdisciplinary initiative in built environment higher education. Contemporary Issuer in Education Research, Fourth Quarter. 5(4).

Zahir, D. (2018). Aleulum albayniat manhajiat alqarn alhadi waleishrina, mustaqbal altarbiat alearabiati. (in Arabic) Almarkaz alearabii liltaelim waltanmiati, mij25, ea113.

 

تصريحات ختامية:

-      يصرح المؤلف/المؤلفون بالحصول على موافقة الأشخاص المتطوعين للمشاركة في الدراسة وعلى الموافقات المؤسسية اللازمة.

-      تتوفر البيانات الناتجة و/أو المحلَّلة المتصلة بهذه الدراسة من المؤلف المراسل عند الطلب.

Final declarations:

-      The authors declare that he/she/they got the required voluntary human participants consent to participate in the study, as well as the necessary institutional approvals.

-      The datasets generated and/or analyzed during the current study are available from the corresponding author upon reasonable request.