Publizieren – Why Open Access?مجلة العلوم التربوية
جامعـة قطـر

تاريخ الاستلام: 08/05/2023                  تاريخ التحكيم: 15/05/2023                     تاريخ القبول: 20/07/2023

مستوى الشُّعورِ بالأمنِ النفسيِّ لدى طلبةِ جامعة السُّلطانِ قابوس وفقًا لمتغيِّرَي الجنسِ والكليَّة*

خلود بنت سالم بن محمد باحشوان ORCID: 0000-0001-9939-7690

باحث، مركز البحوث الإنسانية، جامعة السلطان قابوسسلطنة عمان

khalood@squ.edu.om

إيهاب محمد عمارة[1] ORCID: 0000-0001-6657-3141

ملخص

هدفت هذه الدراسة إلى الكشف عن مستوى الشعور بالأمن النفسي لدى طلبة جامعة السلطان قابوس، وتكونت عينة الدراسة من (972) طالبا وطالبة من طلبة المرحلة الجامعية الأولى بجامعة السلطان قابوس مسجلين في الفصل الدراسي خريف 2022، ولمَّا كانت الحاجة إلى الأمن والانتماء تأتي ضمن الحاجات التي تلي الحاجات الفسيولوجية أهميةً؛ فإن الحصول على المنشود من مستوى الأمن والطمأنينة لدى الأفراد أصبح واجبًا ومسؤولية من واجبات الأفراد والمجتمعات. اختيرت عينة الدراسة بالطريقة المتيسرة، وطُبقت أداة الدراسة (مقياس الأمن النفسي) على عينة الدراسة، ومن ثم استُخدمت الحزم الإحصائية SPSS في تحليل نتائج الدراسة. وقد أظهرت النتائج وجود مستوى متوسط للأمن النفسي لدى طلبة جامعة السلطان قابوس، وعدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطَي رتب درجات الذكور والإناث من طلبة جامعة السلطان قابوس في مستوى الأمن النفسي بوجهٍ عام؛ إذ بلغت قيمة (Z= -0.108) بمستوى دلالة 0.914، وكذلك عدمَ وجود فروق ذات دلالة إحصائية في الأمن النفسي بوجهٍ عام بين طلبة الكليات الإنسانية وطلبة الكليات العلمية في جامعة السلطان قابوس؛ فقد بلغت قيمة (Z= -0.436) بمستوى دلالة 0.663. وأوصت الدراسة بتحقيق الأمن النفسي في المجتمع، من خلال معرفة أكثر المواضع التي يفتقد فيها المستجيبُ الأمن النفسي، ومحاولة إصلاحها، وإجراء المزيد من الدراسات التي تكشف عن العلاقة بين الأمن النفسي وبعض المتغيرات الأكاديمية.

الكلمات المفتاحية: الأمن النفسي، جامعة السلطان قابوس، الطمأنينة الانفعالية، الجنس، الكلية

للاقتباس: باحشوان، خلود بنت سالم بن محمد وعمارة، إيهاب محمد. (2024). مستوى الشُّعورِ بالأمنِ النفسيِّ لدى طلبةِ جامعة السُّلطانِ قابوس وفقًا لمتغيِّرَي الجنسِ والكليَّة. مجلة العلوم التربوية، جامعة قطر، 24(3)، ص197-230. https://doi.org/10.29117/jes.2024.0196

© 2024، باحشوان وعمارة، الجهة المرخص لها: مجلة العلوم التربوية، دار نشر جامعة قطر. نُشرت هذه المقالة البحثية وفقًا لشروط Creative Commons Attribution Non-Commercial 4.0 International (CC BY-NC 4.0). تسمح هذه الرخصة بالاستخدام غير التجاري، وينبغي نسبة العمل إلى صاحبه، مع بيان أي تعديلات عليه. كما تتيح حرية نسخ، وتوزيع، ونقل العمل بأي شكل من الأشكال، أو بأية وسيلة، ومزجه وتحويله والبناء عليه، ما دام يُنسب العمل الأصلي إلى المؤلف. https://creativecommons.org/licenses/by-nc/4.0


 


Publizieren – Why Open Access?Journal of
Educational Sciences
Qatar University

 

Received: 08/05/2023                  Peer-reviewed: 15/05/2023         Accepted: 20/07/2023

The Level of Feeling of Psychological Security among Sultan Qaboos University Students according to the variables of Sex and College*

Khulood Salim Mohammed Ba Hashwan ORCID: 0000-0001-9939-7690

Researcher, Humanities Research Center, Sultan Qaboos University–Oman

khalood@squ.edu.om

Ehab Mohammed Omara[2] ORCID: 0000-0001-6657-3141

Abstract

This study aimed to reveal the level of psychological security among students of Sultan Qaboos University. The sample of the study consisted of (972) male and female undergraduate students at Sultan Qaboos University enrolled in the fall semester 2022. The study sample was selected using the available method, and a tool was applied. The tool (psychological security measure) was applied on the study sample, Then, SPSS statistical packages were used to analyze the results of the study, and the results showed an average level of psychological security among Sultan Qaboos University students, and the absence of statistically significant differences between the average ranks of male and female degrees of Sultan Qaboos University students in the level of psychological security in general, as the value of (Z = -0.108) was at the level of significance 0.914, as well as the absence of statistically significant differences in psychological security in general among college students of Humanities and of scientific colleges at Sultan Qaboos University, where the value of (Z = -0.436) was with a significance level of 0.663. The study recommended achieving psychological security in society through identifying and recovering the areas where the respondents lack psychological security the most, and conducting more studies that show the relationship between psychological security and other relevant variables. The study recommended achieving psychological security in society, by knowing the places where the respondent lacks psychological security the most, trying to fix them, and conducting more studies that reveal the relationship between psychological security and some academic variables.

Keywords: Psychological security; Sultan Qaboos University; Emotional tranquility; Gender; College

 

Cite this article as: Ba Hashwan, K. S. M., & Omara, E. M. (2024). The Level of Feeling of Psychological Security among Sultan Qaboos University Students according to the variables of Sex and College. Journal of Educational Sciences, Qatar University, 24(3), pp. 197-230. https://doi.org/10.29117/tis.2024.0196

© 2024, Ba Hashwan, K. S. M., & Omara, E. M., JES & QU Press. This article is published under the terms of the Creative Commons Attribution Non-Commercial 4.0 International (CC BY-NC 4.0), which permits non-commercial use of the material, appropriate credit, and indication if changes in the material were made. You can copy and redistribute the material in any medium or format as well as remix, transform, and build upon the material, provided the original work is properly cited. https://creativecommons.org/licenses/by-nc/4.0



مقدمة

يعدُّ الأمن النفسي أحد المطالب الأساسية للفرد، باعتباره عاملا هاما في تكوين الشخصية الناضجة المنتجة والمحققة لذاتها، ولما له من تأثير في صحته النفسية (الحارثي وآخرون، 2020)، وبذلك يعد من الحاجات النفسية التي يجب إشباعها عند الفرد منذ الطفولة، وإلا سينشأ فاقدا للأمن النفسي، ومن ثَم يعرِّضه ذلك للإصابة بالاضطرابات النفسية (الزهراني، 2022)؛ ففي ظل الطمأنينة يؤدي الأفراد واجباتهم على أحسن وجه، وفي ظل الجو الآمن تنطلق الكلمة المعبرة، والفكر المبدع، والعمل المتقن المدروس، ويحيا الناس فرحين سعداء (الصوافي، 2019).

لقد ورد مفهوم الأمن خلال السنوات الماضية في أغلب أنحاء العالم منذ أن انتشر الإرهاب وأعمال العنف بين الدول، والأمن المباشر هو أحد أنواع الأمن وليس كلها، فقد بدأنا نسمع كثيرا عن أنواع الأمن: مثل الأمن النفسي (ارتباط وثيق بالشعور والإحساس)، والأمن الغذائي (توفر الغذاء وعلاقته بقضية تحقيق الأمن)، والأمن الاجتماعي (توفر الطمأنينة والرفاهية والتغلب على المرض والجهل والاعتداء على النفس) (Yu & Olga, 2018)، والأمن الثقافي والفكري (عدم وجود أي عوامل خارجية أو غزو فكري)، والأمن الاقتصادي (ثبات في الدخل واستقرار مادي)، والأمن المائي (توفر المياه)، وكلها مقومات لحياة الإنسان وعكسها تدمير لحياته؛ فإذا اختفى الأمن شاع الهم على المستوى الدولي أو الإقليمي أو المحلي (الصوافي، 2019؛ المبيضين، 2015).

وفي ترتيب ماسلو للحاجات، نجد أن الحاجة إلى الأمن والانتماء وتقدير الذات واحترامها تأتي ضمن الحاجات التي تلي الحاجات الفسيولوجية، التي هي أساسية لبقاء الإنسان، ويؤكد ماسلو على أهمية الحاجة إلى الأمن النفسي، ويرى أن الحاجة إلى الأمن النفسي لا تظهر عند الفرد إلا بعد أن تُشبع حاجاته الفسيولوجية ولو جزئيًا، ووصف ماسلو الشخص غير الآمن بأنه الشخص الذي يتصور العالم غابةً مهدِّدة، ومعظمَ البشر خطيرين وأنانيين، كما يشعر بأنه معزول ومرفوض من الآخرين، وهو بوجهٍ عام متشائم وغير سعيد (الصوافي، 2019).

ويعرَّف الأمن النفسي بأنه شعور الفرد بأنه آمن على نفسه، محبوب لدى أسرته ومجتمعه، وله مكانته الاجتماعية المستقرة وله أيضا بيئته الصديقة الودود التي لا تسبب له إحباطا أو تهديدا أو شعورا بأي نوع من أنواع القلق، بيئة اجتماعية تحتضنه بكامل المودة وتشعره بالانتماء القوي إليها والإحساس الصادق بالتفاعل معها، بيئة يشعر فيها الفرد بقدرته على العطاء (الزهراني، 2022).

ويتحدد الأمن النفسي بعملية التنشئة الاجتماعية وأساليبها من تسامح وعقاب وتسلط وديمقراطية (Grossmann et al., 2008)، ويرتبط بالتفاعل الاجتماعي والخبرات والمواقف الاجتماعية في بيئة آمنة غير مهددة؛ ونقص الأمن النفسي يرتبط إيجابا بالإصرار والتشبث بالرأي والجمود الفكري والاضطراب النفسي (الزهراني، 2022).

والأمن صفة يشترك فيها أبناء البشر باختلاف مراحلهم العمرية أو مستوياتهم الاجتماعية والثقافية؛ ومن ثم فوجوده يعزز فرص الإبداع والإنتاج، وهذا ما يحتاج إليه الطلبة وخاصة من هم في أعلى السلم التعليمي (طلبة الجامعات والكليات)؛ فهم المحرك الأساسي لأي وطن، كما أن المرحلة الجامعية مرحلة مهمة ومفصلية في حياة الفرد؛ إذ قد يواجه خلالها ضغوطاتٍ نفسية وصراعات حادة قد تؤثر في بناء الشخصية، كما تؤدي إلى اضطرابات سلوكية لقلة الأمن النفسي أو انعدامه (الصوافي، 2019؛ خوج، 2010).

مشكلةُ الدراسة

يعرَّف الأمن النفسي بأنه شعور الفرد بالرضا وتقبله لذاته، والراحة والطمأنينة، والقدرة على إقامة علاقات إيجابية بالآخرين، وإدراكه لدعم الآخرين ومساندتهم له (محمد، 2022). كما أثبتت الدراسات العلاقة الارتباطية القوية بين الأمن النفسي وقيم المواطنة (الولاء والانتماء - الحقوق والواجبات - المشاركة المجتمعية) (الجساس، 2020).

وفي البيئة العمانية أجرى الصوافي (2019) دراسة هدفت إلى التعرف على مستوى الأمن النفسي لدى طلبة جامعة نزوى وفق متغير النوع الاجتماعي، وتوصلت نتائجها إلى وجود مستوى عالٍ من الأمن النفسي لدى الطلبة بمتوسط حسابي بلغ (2.24). كما أظهرت نتائج دراسة الشندودية (2011)، التي أجريت على طلبة الصف الثاني عشر بمحافظة مسقط، وجود درجة كبيرة من الشعور بالأمن النفسي لدى عينة الدراسة، وعدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين الذكور والإناث في مجالات الشعور بالأمن والحب.

ولمَّا كانت الحاجة إلى الأمن والانتماء تأتي ضمن الحاجات التي تلي الحاجات الفسيولوجية في الأهمية؛ فإن الحصول على المنشود من مستوى الأمن والطمأنينة لدى الأفراد أصبح واجبًا ومسؤولية من واجبات الأفراد والمجتمعات. ولهذا جاءت هذه الدراسة للإجابة عن السؤالين الآتيين.

أسئلةُ الدارسة

-      ما مستوى الأمن النفسي لدى طلبة جامعة السلطان قابوس؟

-      هل توجد فروقٌ ذات دلالة إحصائية عند مستوى الدلالة (0.05) في مستوى الأمن النفسي لدى طلبة جامعة السلطان قابوس تعزى إلى متغيرَي الجنس والكلية؟

أهميةُ الدراسة

الأهميةُ النظرية:

-      كَوْنُ الأمن النفسي أحدَ أهم الحاجات التي تأتي في الترتيب بعد الحاجات الفسيولوجية.

-      التأثيُر الذي يمكن أن يشكله الأمن النفسي في التحصيل الدراسي والتوافق الأكاديمي لطلبة الجامعة.

الأهميةُ التطبيقية:

-      قد تسهم نتائج الدراسة في مساعدة المعنيين والمختصين في وضع الجوانب الوقائية والخطط العلاجية في حال الحاجة.

-      يمكن أن تكون هذه الدراسة نواة لدراسات مستقبلية لتطبيقها على طلبة جامعة السلطان قابوس، للبحث عن أكثر الأسباب تأثيرا في مستوى الشعور بالأمن النفسي لديهم.

أهدافُ الدراسةِ ومبرراتُها

-      الكشفُ عن مستوى الأمن النفسي لدى طلبة جامعة السلطان قابوس.

-      بيانُ الفروق في الأمن النفسي لدى طلبة جامعة السلطان قابوس وفقا لمتغيرَي الجنس والكلية.

حدودُ الدراسة

-      الحدودُ الزمنية: العام الأكاديمي 2022/2023.

-      الحدودُ المكانية: جامعة السلطان قابوس.

-      الحدودُ البشرية: طلبة جامعة السلطان قابوس.

-      الحدودُ الإجرائية: تتحدد بالأداة المستخدمة، التي تتمثل في مقياس الأمن النفسي من إعداد (شقير، 2005).

متغيراتُ الدراسة

-      متغيرُ الدراسة: الأمن النفسي.

-      المتغيراتُ الديموغرافية: الجنس (ذكر - أنثى)، الكلية (علمية - إنسانية).

مصطلحاتُ الدراسة

الأمنُ النفسي (Psychological Safety):

هو حالة يكون فيها إشباع الحاجات مضمونا، غير معرض للخطر، (مثل الحاجات الفسيولوجية، والحاجة إلى الأمن، والحاجة إلى الحب والمحبة، والحاجة إلى الانتماء والمكانة، والحاجة إلى التقدير، والحاجة إلى احترام الذات، والحاجة إلى تقدير الذات) (زهران، 1989).

ويعرِّفه واصف (2022) بأنه مستوى شعور الفرد بالراحة والاطمئنان والقبول والسلام الداخلي مما ينعكس على سلوكياته مع الآخرين، فيمتاز بالصحة النفسية والاتزان في ردود الأفعال والوصول إلى التوافق النفسي والاجتماعي.

ويعرَّف الأمن النفسي إجرائيا بأنه الحاجة إلى الشعور بأن البيئة الاجتماعية بيئة صديقة وشعور الفرد بأن الآخرين يحترمونه ويتقبلونه داخل الجماعة (شقير، 2005).

طلبةُ جامعة السلطان قابوس:

يُقصد بهم جميع الطلبة المقيدين في جامعة السلطان قابوس في مرحلة الدراسات الجامعية الأولى (بكالوريوس) والمسجلين في فترة تطبيق الدراسة.

الإطارُ النظري والدراسات السابقة

تتناول هذه الجزئية عرضًا للإطار النظري والدراسات السابقة ذات العلاقة بموضوع هذه الدراسة.

مفهومُ الأمن النفسي:

يعد مفهوم الأمن النفسي من المفاهيم العامة في مجال الصحة النفسية، فشعور الفرد بالطمأنينة النفسية والانفعالية والتوافق والاتزان ينعكس على حياته المختلفة وتقديره لذاته، إضافة إلى مواجهة ضغوط الحياة، وهو دافع للتعلم والتفوق وزيادة التحصيل الأكاديمي (خطاب وآخرون، 2017؛ المطيري، 2005؛ منسي، 2001).

ورد في لسان العرب لابن منظور (د. ت.) أن الأمن من أَمِن فلانٌ يأْمَنُ أَمْنًا وأَمَنًا، والأَمْنُ نَقِيضُ الْخَوْفِ كما جاء في التنزيل العزيز: ﴿وَءَامَنَهُم مِّنۡ خَوۡفِۢ [قريش: 4] وقوله تعالى: ﴿وَإِذۡ جَعَلۡنَا ٱلۡبَيۡتَ مَثَابَةٗ لِّلنَّاسِ وَأَمۡنٗا [البقرة: 125]، وقوله تعالى: ﴿وَهَٰذَا ٱلۡبَلَدِ ٱلۡأَمِينِ [التين: 3]؛ أي: الآمن. ويقال: لك الأمان؛ أي: قد آمنتك، وأمن البلد: اطمأن فيه أهله وأمن من سلم؛ أي: وثق به واطمأن اليه أو جعله أمينا عليه، يقول تعالى: ﴿قَالَ هَلۡ ءَامَنُكُمۡ عَلَيۡهِ إِلَّا كَمَآ أَمِنتُكُمۡ عَلَىٰٓ أَخِيهِ مِن قَبۡلُ [يوسف: 64].

ويتضح مما سبق تداخلُ المفهوم اللغوي للأمن مع مفهوم الطمأنينة وإحساس الفرد بالرضا والراحة النفسية، كما يتداخل مع مفهوم الخوف (عقل، 2009). أما اصطلاحا، فقد اختلفت آراء الباحثين حول تعريف الأمن النفسي لتداخله مع المفاهيم النفسية الأخرى، كالطمأنينة الانفعالية والأمن الذاتي والأمن الانفعالي والأمن الشخصي والأمن الخاص والسِّلم الشخصي (زهران، 1989؛ الكافوري، 2023؛ المهدي، 2020).

ويعدُّ ماسلو Maslow من أوائل من تطرق للأمن النفسي، وقد عرَّفه بأنه شعور الفرد بأنه محبوب مقبول من الآخرين، له مكان بينهم، يدرك أن بيئته صديقة ودوره غير محبط، يشعر فيها بندرة الخطر والتهديد والقلق (الصنيع، 1992).

كما عرَّفه الصنيع (1992، 33) بأنه «سكون النفس وطمأنينتها عند تعرضها لأزمة تحمل في ثناياها خطرًا من الأخطار، وكذلك شعور الفرد بالحماية من التعرض للأخطار الاجتماعية والاقتصادية والعسكرية المحيطة به».

أما خطاب وآخرون (2017، 466) فقد عرَّفوه بأنه «حالة نفسية عقلية يشعر فيها الفرد بالرضا عن ذاته وحياته، وتساعده على تحقيق التوافق النفسي والاجتماعي مع الآخرين».

أما زوتوفا وكاربتيان (Zotova & Karapetyan, 2018, 100)، فقد عرَّفاه بأنه «حالة من السلام الداخلي والثقة والموقف الإيجابي والرفاهية الذاتية والانفتاح والاسترخاء».

ويعرَّف الأمن النفسي عند الصوافي (2019، 147) بأنه «طمأنينة النفس وزوال الخوف والشعور بالحب والقبول والانتماء والمكانة في الجماعة، فيتقبل الفرد ذاته ويشعر بالاستقلالية ويبني علاقات إيجابية بالآخرين، وتكون له أهداف محددة في الحياة».

كما يعرفه زوتوفا وآخرون (Zotova et al., 2020, 864 ) بأنه «حالة ديناميكية من التوازن الداخلي لموقف الفرد تجاه العالم والناس من حوله، في إطار من تأثير توازن العالم الداخلي والخارجي، مما يسمح للفرد بالحفاظ على نشاطه الاجتماعي وتحقيق الإنجاز والرضا عن الحياة».

أهميةُ الأمن النفسي والحاجة إليه:

يعد الأمن النفسي من الضروريات التي إذا توفرت للفرد اضطلع بعمله على النحو المناسب. وقد أصبح الأمن النفسي مطلبا تسعى كل الدول والحكومات إلى تحقيقه (الشريف، 2003)؛ فحين يختل ويضطرب الكيان النفسي للإنسان يتأثر أداؤه، وبدوره يؤثر في المجتمع (الكافوري، 2023)؛ لذا فوجود قدر مناسب من الأمن النفسي يحقق للفرد النمو السليم والتوافق والاستقرار النفسي، كما أن إشباع الحاجة إلى الأمن لدى الفرد يؤدي إلى إشباع الحاجات الأخرى لحين الوصول لتحقيق الذات، والتمتع بصحة نفسية عالية، ويؤثر في سلامة الإنسان النفسية والذاتية (الغامدي، 2016؛ Shlyakhtunov, 2022). كما أن وجود الفرد في بيئة سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية جيدة يحقق له الشعور بالأمن النفسي الذي يؤثر في توجيه سلوكه؛ ولذا فجميع جوانب السلوك البشري يمكن تفسيرُها في ضوء الشعور بالأمن، والأمان (Zotova & Karapetyan, 2018).

إن حاجة الفرد إلى الأمن مرتبطة بدرجة فهمه لذاته؛ ففي حالة انخفاض الأمن يكون الفرد عرضة لتقييم نفسه بطريقة سلبية، على عكس المواقف التي تتسم بالأمان إذ يكون تقييمه لها إيجابيًّا، كما أن الفرد الذي لديه إمكانية التفكير والتصرف باستقلالية (تنظيم ذاتي) يكون لديه أمن أكثر من الفرد الذي يحدد المنافسة والمظاهر هدفًا للحياة et al, 2020) Zotova). ويُجمل السعدي (2016) أهم الحاجات لتحقيق الأمن النفسي فيما يأتي: الحاجة إلى الأمن الاجتماعي، وهي الحاجة إلى القبول في محيطهم الاجتماعي، وهي مشتركة لدى جميع البشر؛ والحاجة إلى الأمن الحيوي، وهي الحاجات البيولوجية الأساسية؛ والحاجة إلى الأمن المادي، وهي الحاجات المرتبطة بالقوة والصحة؛ والحاجة إلى الأمان، وهي الحاجات المتعلقة بالبعد عن الخوف والتوتر.

خصائصُ الأمن النفسي:

أظهرت نتائج الأبحاث والدراسات، بحسب ما ورد في دراسة أقرع (2005)، أهمَّ خصائص الأمن النفسي (بطرس، د.ت.):

1.   يتحددُ الأمن النفسي بالتنشئة الاجتماعية وأساليبها وبالتفاعل الاجتماعي والخبرات والمواقف الاجتماعية.

2.   يؤثرُ الأمن النفسي في الإنجاز بصفة عامة والتحصيل الدراسي للطلبة.

3.   المتعلمون أكثرُ أمنا من غيرهم غير المتعلمين.

4.   يرتبطُ شعور الوالدين بالأمن النفسي في فترة الشيخوخة بوجود الأولاد.

5.   لدى الآمنين نفسيا ابتكارٌ أعلى من غير الآمنين.

6.   يرتبط نقص الأمنُ النفسي ارتباطًا موجبًا بالإصرار والتشبث بالرأي والجمود العقائدي دون تفكير ومناقشة.

7.   يرتبط نقصُ الأمن النفسي بالتوتر والتعرض لأمراض القلب والاضطرابات النفسية.

كما أوضح الغامدي (2016) أن خصائص الأمن النفسي تتكوَّن خلال مراحل حياة الإنسان بصورة تراكمية مترابطة، وأنها عملية داخلية قابلة للقياس في ضوء ما أنجزه الفرد لنفسه ولمجتمعه، وأن تكوين الأمن النفسي يرتبط بنمط شخصية الذات ومفهومها، وأن له خصائصَ فلسفيةً تعتمد على فلسفة الشخص في الحياة؛ فمن الناس من يستطيع التكيف والتأقلم مع الظروف ومنهم من لا يستطيع ذلك، كما أن الأمن النفسي من المفاهيم الإنسانية التي يشترك فيها أبناء البشر ويسعون لتحقيقها، وهو من المفاهيم الكمية القابلة للقياس. هذا فضلا عن أن التعبير عن حالة الأمن النفسي يتحقق من خلال إحساس الفرد بالرضا عن نفسه وحياته؛ لذا فإن حالة الأمن تعتمد على الواقع والقيم السائدة وتصورات الفرد تجاه الواقع، ومن تلك القيم النشاط الإبداعي والحياة المثرية والنظرة الواسعة والشجاعة والبهجة والفضول (Zotova et al., 2020).

الاتجاهاتُ النظرية المفسِّرة للأمن النفسي

نظريةُ التحليل النفسي:

تقوم نظرية التحليل لصاحبها فرويد على أن الجهاز النفسي للإنسان مكوَّن من ثلاثة أقسام (الصنيع، 1992؛ المطيري، 2005):

1.   الهُو: وهو مستودعُ الغرائز لدى الإنسان، ويحوي كل ما هو موروث.

2.   الأنا: وهو جهازٌ وسيط بين الهو والعالم الخارجي. وهو المسؤول عن المحافظة على ذات الفرد من المهددات الداخلية والخارجية؛ إذ يقوم بتخزين الخبرات في الذاكرة، وتجنُّب المنبهات عن طريق الهرب والتكيف في الأوضاع المعتدلة، وعمل تعديلات على البيئة حوله عن طريق الأنشطة. كما يرى فرويد أن الفرد يستخدم ما سماه «بالحيل الدفاعية» عند التعرض للخطر، وهي طرق سلبية لا شعورية تدفع عن الأنا القلقَ والتوتر وتعطيه شعورًا مؤقتًا بالراحة لحفظ توازنه.

3.   الأنا الأعلى: وهو جهازٌ يمثل سلطة الوالدين والمجتمع والمثل العليا.

مما سبق يتضح ربطُ فرويد بين الأمن النفسي والبدني، وأن فشل الإنسان في الوصول إلى أهدافه يُشعره بالضعف والقلق؛ فإن مصادر الخطر الداخلية المرتبطة بالغرائز هي التي تقوده إلى التكيف وعدم الاستقرار مع محيطه، كما افترض فرويد أن أي خلل في الدور التنسيقي للأنا سيؤدي إلى الإحساس بالألم وفقدان اللذة المتوقعة من السلوك المتوقع، ومن ثم الإصابة بالاضطرابات السلوكية (الداهري، 2010؛ عقل، 2009).

النظريةُ الإنسانية:

تقوم النظرية حسب ماسلو على بعض المسلَّمات، منها (الصنيع، 1992؛ المطيري، 2005):

1.   أن كلًّا منا له طبيعةٌ داخلية ذات أساس بيولوجي ولا تتغير بذاتها.

2.   أن هذه الطبيعةَ ذات صيغتين، الأولى ذاتية والثانية خاصة بالجنس كله.

3.   أن هذه الطبيعةَ قابلة للاكتشاف والبحث والتقصي.

4.   أن هذه الطبيعة ذاتُ صفة حيادية، تتأثر بالظروف الوراثية والثقافية المتفاعلِ بعضُها مع بعض.

5.   أنه من الأفضل استحضارها بدلًا من كبتها.

6.   أن كبتَ هذه الطبيعة يصيب الفرد بالاعتلال الظاهري أو الباطني.

7.   أن هذه الطبيعة ليست مسيطرةً كما في الحاجات الفسيولوجية، وإنما يمكن التأثير فيها من القوى الخارجية.

8.   أنها تظل كامنة، ولكنها تضغطُ بإلحاح لتحقيقها.

9.   ضرورةُ التدخل الخارجي لكشف هذه الطبيعة، وتحويلها على النحو الإيجابي.

10. أن هذه الطبيعة تدفع الأفرادَ للتفكير بطريقة متكاملة.

11. أن الحاجاتِ الفسيولوجيةَ ليست الأساس الوحيد للدافعية، وإنما تنتظم مع حاجات أخرى داخل تسلسل هرمي، وأن هذا التسلسل الهرمي للحاجات الإنسانية يتكون من خمسة مستويات، كما يشير الغامدي (2016):

المستوى الأول: الحاجاتُ الفسيولوجية: وتشمل الحاجات الأولية كالأكل والشرب والتزاوج، ويتفاوت تحقيقها لدى الأفراد والمجتمعات حسب الواقع الاقتصادي.

المستوى الثاني: الحاجةُ إلى الأمن والطمأنينة: ولتحقيق ذلك لا بد من وجود قوانينَ وأنظمةٍ وتأمين مالي واجتماعي وغيرها، ولكن من الصعب إشباعها بدرجة كاملة.

المستوى الثالث: الحاجةُ إلى الأمن والانتماء: تنامت لدى الإنسان حاجة الانتماء إلى الجماعات، وتباينت طبيعة علاقاته؛ فبعضها علاقات قائمة على المحبة وأخرى على المصالح، كما تبايَن تقبُّل الآخرِ ووجهاتِ نظره.

المستوى الرابع: الحاجةُ إلى التقدير والاحترام: وهي حاجةُ الفرد إلى تقدير ذاته وتقدير الآخرين له، ويحتاج إشباعها إلى ضبط بحيث لا تتحول إلى غرور.

المستوى الخامس: الحاجةُ إلى تحقيق الذات: ويمكن تلخيصها في ممارسة الفرد ما يحب وحبِّه ما يمارس.

الحاجة إلى الأمنالحاجات الفسيولوجيةتحقيق الذاتحاجات الحب والانتماءالحاجة إلى التقدير

شكل (1): هرم ماسلو (الصنيع، 1996)

ويبدأ الإنسان إشباع هذه الحاجات من القاعدة وحتى القمة (بالنظر إلى الشكل 1)، ومن ثَم فإشباع حاجة الأمن تأتي في المستوى الثاني؛ أي إن الفرد يشبع حاجاته من الأمن بعد إشباع حاجاته الفسيولوجية (الصنيع، 1996).

إن الحاجة إلى الأمن عند ماسلو من الحاجات الأساسية واللازمة للنمو النفسي السوي والتوافق النفسي والصحة النفسية للفرد، وهي المحرك لتحقيق أمنه (أحمد، 2017؛ منسي، 2001)، كما أن إشباع تلك الحاجات يتحققُ بوسائل كثيرة حسب طبيعة الفرد ومراحل نموه، ولكن أهمها تجنبه لمصادر الألم والقلق والبحث عن الطمأنينة (الصنيع، 1992).

نظريةُ بورتر في الحاجات:

يرى بورتر (Porter) أن الحاجة الفسيولوجية لا تشكل دافعا لأن إشباعها حاصل ومضمون؛ لذا جاء ترتيبه مشابهًا لماسلو مع حذف الحاجات الفسيولوجية وإضافة الحاجة إلى الاستقلالية، على نحوِ ما يلي (أقرع، 2005):

1.    الحاجةُ إلى الأمن: كالدخل المادي والتقاعد، والعدالة، والتأمين، وغيرها.

2.    الحاجةُ إلى الانتساب: الانتماء إلى جماعات رسمية أو غير رسمية أو جماعة مهنية والقبول من زملاء العمل.

3.    الحاجةُ إلى تقدير الذات: وذلك بالحصول على مكانة أو مركز أو لقب والشعور باحترام الذات والآخرين والحصول على المكافآت والترقيات.

4.    الحاجةُ إلى الاستقلال: الشعور بتوفر فرص المشاركة في اتخاذ القرارات وضبط الفرد لمواقفه في عمله.

5.    الحاجةُ إلى تحقيق الذات: الشعور بالنجاح في العمل وتحقيق الأهداف.

نظريةُ ألدرفر في الكينونة والانتماء والنماء في الحاجات:

في ضوء عدم توفر الدعم الميداني الكافي لتنظيم الحاجات لدى ماسلو، طَرح ألدرفر (Alderfer) تصوُّرًا معدلًا للتنظيم الهرمي يتمثل في ثلاث حاجات محورية، وهي (أقرع، 2005):

1.   حاجاتُ كينونة (Existence): تشمل المتطلبات البيولوجية الأساسية إضافة إلى الحاجة إلى الأمن.

2.   حاجاتُ انتماء (Relatedness): تشمل رغبة الفرد في وجود اتصال وعلاقات طيبة تتسم بالديمومة.

3.   حاجاتُ نماء (Growth): وتشمل رغبة الفرد في التطور الذاتي.

نظريةُ هورني (مدرسة التحليل النفسي/ المدرسة النفسية الاجتماعية):

ترى هورني (Horney) أن جذور شعور الفرد بالأمن النفسي تعود إلى أسباب اجتماعية، أهمها علاقة الطفل بوالديه منذ بداية مرحلة الطفولة، وأن أصول السلوك العصابي يكمُن في إهمال الطفل وعدم مبالاة الوالدين به وفقدان الحب والاهتمام، مما يسبب شعوره بالقلق الأساسي (Basic Anxiety)، ومن ثَمَّ يلجأ إلى الحيل الدفاعية ليستعيد أمنه المفقود أو لتكوينِ صورة مثالية لنفسه. وهورني، على عكس فرويد، لا تؤمن بأن القلق جزء لا يمكن تجنبه في الطبيعة البشرية؛ بل هو نتاج عدم توفر الأمن في العلاقات الشخصية المتبادلة (الطهراوي، 2007).

النظريةُ الأدلرية (نظرية التحليل النفسي/علم النفس الفردي):

وسميت بالأدلرية نسبة إلى العالم أدلر (Adler)، وهو يرى أن عدم شعور الفرد بالأمن النفسي ناشئ عن الشعور بالدونية والتحقير، نتيجة الإحساس بالقصور العضوي أو المعنوي، مما يدفعه إلى تعويض ذلك بمزيد من الجهد الذي يكون إيجابيا نافعا للمجتمع أو سلبيا كالعنف والتطرف، وأطلق أدلر على هذه الظاهرة «التعويض النفسي الزائد» (الطهراوي، 2007)، فالأمن النفسي لدى أدلر يرتبط بقدرة الفرد على التكيُّف والتأقلم في ميادين العمل والحب والسعادة والمجتمع (الداهري، 2010؛ المطيري، 2005).

النظريةُ المعرفية:

أصحاب النظرية المعرفية يربطون شعور الفرد بالأمن النفسي بالتفكير العقلاني، ويرون أن الشخص السوي يعيش حياة طيبة بفضل طريقة تفكيره العقلانية، كألبرت أليس (A Elli) وبولبي (Bowlby)، اللذين يريان أن كل موقف نتعرض له يمكن تفسيرُه عن طريق النماذج التصورية أو المعرفية (Representation or Cognitive Models)، وأن هذه النماذج نستقبل بها المعلومات الواردة إلينا من البيئة المحيطة عبر أعضاء الحس، وكذلك تحدد تصوراتنا عن أنفسنا والعالم والآخرين (الطهراوي، 2007).

نظريةُ التعلُّم:

ترى نظرية التعلم أن الأمن، من حيث هو مفهوم، سلوك مُتعلم؛ إذ يتعلم الأطفال الأمن من محيطهم الأسري وهذا يحدث في الأسر المستقرة، والعكس صحيح (واصف، 2022).

أبعادُ تحقيق الأمن النفسي وأساليبه

أبعاد الأمن متعددة، منها: العسكرية، والاجتماعية، والاقتصادية، والتربوية، والثقافية، والنفسية، والأمن يتضمن الهدوء والثقة والطمأنينة النفسية نتيجة للشعور بعدم الخوف من أي خطر أو ضرر (أقرع، 2005؛ المبيضين، 2015).

يلجا الفرد لتحقيق أمنه النفسي إلى ما يطلق عليه «عمليات الأمن النفسي» المتمثلة في أنشطة يقوم بها الجهاز النفسي للتقليل أو التخلص من التوتر والشعور بالأمان، كما أنه يجد ذلك في انضمامه إلى جماعة تُشعره بالأمان (خطاب وآخرون، 2017)، ويرى ماسلو أن إشباع حاجات الأمن يتحققُ بوسائل عدة حسب طبيعة الفرد ومراحل نموه، وتلك الوسائل تهتم بتجنيبه القلقَ والألم وبالبحث عن السكينة والطمأنينة، ويقسِّم ماسلو الطمأنينة الانفعالية إلى أبعاد ثلاثة أساسية (جباك، 2020):

البعدُ الأول: شعور الفرد بأن الآخرين يتقبلونه ويحبونه ويعاملونه بدفء ومودة.

البعدُ الثاني: شعور بالفرد بالانتماء وإحساسه بأن له مكانة في الجماعة.

البعدُ الثالث: شعور الفرد بالسلامة وندرة الشعور بالخطر والتهديد والقلق.

كما يشمل الأمن النفسي حسب (Ihnatovych et al., 2022) ما يلي:

-      المستوى المناسبَ من التدريب النظري والعملي للفرد، الذي يوفر له الحماية وتحقيق أهدافه بغض النظر عن قدراته.

-      القدرةَ على تهيئة الظروف وتلبية الاحتياجات الفردية بغض النظر عن وجود تهديدات.

-      تنميةَ البيئة وتطويرها لصالح الفرد.

-      الحمايةَ من التهديدات المختلفة.

ويمكن أن يحقق الفرد الأمن كذلك بعمل دائم، وتأمين صحي، وبناء بيت، وحرية التنقل والسفر، وإشباع حاجته الأساسية، وحاجة الحب والتقدير، واكتساب المهارات التي تعينه، وأن يكون ضمن جماعة توفر له الطمأنينة والأمان، وكسب رضا الناس ومساندتهم الاجتماعية، إضافة إلى الاعتراف بالنقص وعدم الكمال، ومعرفة ما يجري حوله من أحداث، والتربية السليمة الموجهة، ودور المدرسة بصفتها بيئةً داعمة، ودور المرشد النفسي في التوجيه المناسب، والمنهج الإسلامي والالتزام بما جاء به؛ وذلك ليحقق للإنسان توازنَ جوانبه المادية والشخصية (أحمد، 2017).

العواملُ المؤثرة في الأمن النفسي

اختلف الباحثون في تحديد العوامل المؤثرة في الأمن النفسي؛ فمنهم من عدَّها عاملًا في حدوثه، ومنهم من عدَّها نتيجة، ومنهم من صنَّفها ذاتية وأخرى خارجية، وهي كما أشار السعدي (2016):

1.   الوراثةُ والبيئة: إذ تؤدي كل من العوامل الوراثية والبيئية دورا في إحداث تأثير بالشعور بالأمن النفسي، ولا يمكن أن ينفرد أيٌّ منهم بإحداث هذا التأثير.

2.   التنشئةُ الاجتماعية: فقد أوضحت عدد من الدراسات أن التنشئة الأسرية والعلاقات القائمة على الاحترام والتفاهم وأساليب المعاملة تعد مصادرَ أساسية لإشباع الفرد وإحساسه بالأمان.

إن الأسرة هي من أقوى المؤثرات التي تشكل سلوك الطفل وتحدد اتجاهاته ومعتقداته، كما أن الخبرات الأسرية التي يتعرض لها الطفل في بداية حياته تعدُّ من أهم المؤثرات بنموه الاجتماعي واللغوي والعاطفي، وتسهم العلاقات الأسرية القائمة على تعزيز ثقة الطفل في مواجهة التحديات والظروف على الشعور بالأمن النفسي (جاد الله، 1993)؛ فحين يشعر الفرد بالأمن ضمن بيئة أسرية يميل إلى تعميم الشعور ليشمل بيئته الاجتماعية، ويرى في الناس الخير والتعاون والتقدير، وينعكس ذلك على تقبله لِذاته والآخرين (عقل، 2009).

الآثارُ المترتبةُ على انعدام الأمن النفسي

من الناحية الفسيولوجية، عند شعور الفرد بانعدام الأمن النفسي يبدأ لديه اضطراب انفعالي مما يُفقده بعض السيطرة في ردود أفعاله، على نحوٍ يُمليه عليه الجزء المستقبِل في الدماغ (المهاد)، حسب نوع الضغوط النفسية التي تلقاها بصفتها مؤشرًا خارجيًّا، ويرسلها عن طريق الباراسمبثاواي في ردة فعل، مما يؤدي إلى بعض الأمراض والأعراض كقرحة المعدة والقولون العصبي والقلق والتوتر والصداع النصفي وغيرها من أمراض النفس جسمية (السعدي، 2016). ولا يقتصر ذلك على الناحية الجسمية فحسب؛ إذ إن انعدام الأمن النفسي يؤثر أيضًا بصورة سلبية في تمتع الفرد بالحياة والشعور بالرضا، ويؤثر كذلك في إشباع حاجاته الأخرى، كما يؤثر في التحصيل الدراسي بصورة سلبية، وقد يؤدي عدم تحققه إلى إصابة الفرد باضطرابات نفسية كالقلق والخوف وعدم القدرة على مواجهة المشكلات (الغامدي، 2016)، والقيام بأنماط سلوكية غير سوية كالسلوك العدواني أو الانطواء على النفس أو الرضوخ للتوسل والتملق، وهذه التأثيرات تختلف باختلاف الأشخاص والمراحل والمجتمعات (أقرع، 2005).

يشير هارت (Hart, 2019) إلى أن الناس أكثر عُرضة للشعور بعدم الأمان نتيجة العلاقات غير الآمنة بالآخرين، سواء بشأن قبولهم أو مظاهر عدم الثقة بكونك شخصًا جديرًا. وعلى عكس التقييمات الإيجابية التي تخلق الإحساس بالأمن والرفاهية، فإن التقييمات السلبية تؤجِّج المخاوف والحزن والغضب، وتؤثر في إحساس الفرد بالفاعلية. إن عدم إشباع الحاجة إلى الأمن النفسي، وخاصة للطالب الجامعي، يجعله أكثر قلقًا وتوترًا تجاه مواقف الحياة اليومية، كما يجعله أكثر ترددًا وجمودًا وأقل مرونة ومبادرة، وقد يؤدي به إلى سلوكيات وقيم غير مقبولة اجتماعيا؛ لذا فحاجته إلى الأمن النفسي تدفعه للانخراط، والانتماء مع جماعات معينة يختارها مكوِّنًا علاقاتٍ اجتماعيةً تُظهر مشاعر الحب، والانتماء، التي هي مكوِّن أساسي للسلوك الإنساني، وباعث للاستقرار النفسي، ومن بين المشكلات التي قد يسببها قلة الشعور بالأمن أو انعدامه: تدني مستوى التحصيل، والخوف العام، وقلق المستقبل الوظيفي، والخوف من التعامل مع الآخرين (الصوافي، 2019؛ خوج، 2010).

الأمنُ النفسيُّ من منظور إسلامي

اهتمت الأديان بالأمن بشتى صوره من حيث هو أحد المبادئ الأساسية؛ فقد حثت الشريعة المسيحية في كتاب الإنجيل على ضرورة تحقيق الأمن والأمان والمحبة والسلام والرحمة، وتضمنت كتب الشريعة اليهودية أوامرَ ونواهيَ خاصة بتربية الفضائل الإنسانية، ومنها الأمن والسلام (زهران، 1989). والأمن في التصور الإسلامي قائم على أساس الاعتقاد بعناصر الإيمان الستة، وهي (الإيمان بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، والقدر خيره وشره)؛ فكلما زاد الإيمان زادت القدرة على مواجهة الأخطار المحيطة (خوج، 2010)، ثم تأتي بعد ذلك الأسس الأخرى كالمأكل والمشرب والمسكن والنوم والتزاوج، يجْملها الحديث النبوي الشريف «من أصبح منكم آمنا في سربه معافى في بدنه عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا»، من ذلك يتضح التوازن والشمول في التصور الإسلامي للأمن ليغطي جميع حاجات الإنسان الروحية والجسمية والنفسية والعقلية والاجتماعية (الصنيع، 1992).

إن أهمية الإيمان بالله وأثره في بث الشعور بالأمن والطمأنينة والسكينة بيَّنها القرآن الكريم في عدة مواضع، كقوله تعالى: ﴿ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَتَطۡمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكۡرِ ٱللَّهِۗ أَلَا بِذِكۡرِ ٱللَّهِ تَطۡمَئِنُّ ٱلۡقُلُوبُ [الرعد: 28]، كما يمد الإنسان كذلك بالأمل والرجاء لعون الله ورعايته وحمايته، ولأن آيات الله هي المرشد له في تحقيق الاستقرار النفسي (عقل، 2009).

كما عُني الرسول r في السنوات الأولى من الدعوة ببناء الإنسان وتربيته، من خلال بث الأصول والتعاليم الدينية وتعزيز القيم والمبادئ الأخلاقية كالحب والتعاون والقناعة والرضا والطمأنينة والتحرر من الجهل والخلافات، وكل ذلك كان له أثر بشعور الصحابة بالأمن والطمأنينة (جباك، 2020).

مقوِّماتُ الأمن النفسي

يلخص جباك (2020) مقومات الأمن النفسي في عدة جوانب، وهي (الشريف، 2003):

1.   الإيمانُ العميق بالله تعالى.

2.   التوكلُ على الله والابتعاد عن كل ما يشوش فكره، وهو ما يميز دين الإسلام عن غيره.

3.   ذكرُ الله تعالى.

4.   الدعاءُ، وهو صلة العبد بخالقه تُلقي في قلبه السكينة.

5.   معرفةُ شأن القضاء والقدر، وأن كل قضاء الله خير، وأن القضاء والقدر قائمان على عدل الله الكامل وعلمه الشامل.

6.   معرفةُ شأن الابتلاء وحقيقته وسببه والهدف منه، وذلك يجعل الفرد في راحة واطمئنان.

7.   الاطلاعُ على المثيرات والمثبتات؛ فاطلاع المؤمن على جملة المثيرات الواردة في كتاب الله لَخير باعث على الأمن الراحة.

الدراساتُ السابقة في مجال الأمن النفسي

هدفت دراسة الصوافي (2019) إلى التعرف على مستوى الأمن النفسي لدى طلبة جامعة نزوى، وفق متغير النوع الاجتماعي باستخدام المنهج الوصفي، وقد بلغت عينة الدراسة (238) طالبًا وطالبة اختيروا بطريقة عشوائية. استخدم الباحث مقياس ماسلو للشعور بالأمن النفسي (المعرَّب)، ولقد توصلت الدراسة في نتائجها إلى وجود مستوى عالٍ من الأمن النفسي لدى الطلبة بمتوسط حسابي بلغ (2.24)، كما توصلت إلى مستويات المشاعر للمجالات من الأعلى إلى الأقل على التوالي: الشعور بالأمن مقابل التهديد، ثم الشعور بالحب مقابل النبذ، ثم الشعور بالانتماء مقابل العزلة.

كما هدفت دراسة (درويش وشحاتة، 2010) إلى معرفة مستوى الانتماء والأمن النفسي والعلاقة بينهما لدى طلبة كلية التمريض بجامعة المنيا بمصر، وفق متغيرَي العمر والنوع الاجتماعي، وذلك باستخدام مقياس الانتماء لتريسي وآخرين، ومقياس ماسلو للأمن النفسي، وذلك لعينة بلغت (359) طالبًا وطالبة. وقد خلصت الدراسة إلى وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين الذكور والإناث في الانتماء لصالح الذكور، وعدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية بينهم، وكذلك عدم وجودها بين الفئات العمرية في مستوى الإحساس بالأمن النفسي، كما أوضحت الدراسة أن مشاعر الخوف والقلق تؤدي إلى خفض الانتماء، وأن الذين لديهم أمن نفسي منخفض لديهم شعور منخفض بالانتماء، والعكس تماما.

أما دراسة الزهراني (2022)، التي تهدف إلى التعرف على مستوى كل من الانتماء الوطني المدرك والأمن النفسي لدى عينة من طلاب الجامعة بمدينة جدة والعلاقة بينهما، بعينة قُدرت بـ (300) طالب وطالبة، مستعينةً بمقياسَي الانتماء المدرك والأمن النفسي، فقد أظهرت نتائجُها وجود مستوى متوسط لكلا المتغيرين لدى الطلبة، إضافة إلى وجود علاقة ارتباطية دالة بينهما.

كما سعت دراسة أبو شنب (2015) إلى التعرف على الأمن النفسي والرضا عن المناخ الجامعي، بوصفهما متغيرين منبئين بالانتماء الوطني لدى طلاب جامعة المنوفية، وتكونت العينة من (252) طالبا وطالبة. استخدمت الباحثة في إعدادها مقاييس الانتماء والأمن النفسي، وأشارت النتائج إلى وجود علاقة ارتباطية موجبة ودالة إحصائيا بين درجات الانتماء إلى الوطن، وكل من الأمن النفسي والرضا عن المناخ الجامعي، وأوضحت النتائج إمكانية التنبؤ بالانتماء إلى الوطن من خلال محورين فقط من محاور الأمن النفسي، وهما (السكينة والاستقرار، والثقة في العلاقات الإيجابية بالآخرين).

كما هدفت دراسة الشندودية (2011) إلى تقصي العلاقة بين القيم الدينية والأمن النفسي لدى طلبة الصف الثاني عشر بمحافظة مسقط/ سلطنة عمان، تكوَّنت العينة من (412) طالبًا وطالبة اختيروا بالطريقة العشوائية الطبقية باستخدام مقياسَي القيم الدينية والأمن النفسي من إعداد الباحثة. أظهرت النتائج درجة كبيرة من الشعور بالأمن النفسي وبدلالة معنوية لمجالات الشعور بالانتماء والأمن والحب، وأظهرت النتائج عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين الذكور والإناث في مجالات الشعور بالأمن والحب.

كما هدفت دراسة نميلات وسهيل (2019) إلى التعرف على العلاقة بين الأمن النفسي والانتماء الوطني لدى طلبة جامعة القدس المفتوحة وفق بعض المتغيرات، استخدمت الدراسة المنهج الوصفي التحليلي، وطُبقت الدراسة باستخدام مقياسَي الأمن النفسي والانتماء الوطني على عينة ضمت (360) طالبًا وطالبة، وتوصلت الدراسة إلى مجموعة من النتائج، أبرزها وجود علاقة موجبة دالة إحصائيا بين الأمن النفسي والانتماء الوطني.

منهجيةُ الدراسةِ وإجراءاتُها

يتضمن هذا الجزء وصفا لمنهجية الدراسة، والمجتمع، والعينة، والأداة المستخدمة في الدراسة، وصدق تلك الأداة وثباتها، وإجراءات تنفيذ الدراسة، والأساليب الإحصائية المستخدمة لتحليل بيانات الدراسة؛ وذلك بغرض التوصل إلى نتائج الدراسة.

منهجيةُ الدراسة

اعتمدت هذه الدراسة المنهج الوصفي المسحي، وذلك من خلال تطبيق مقياس الأمن النفسي على عينة من طلبة جامعة السلطان قابوس، والبحث عما إذا كانت هناك فروق ذات دلالة إحصائية تعزى إلى متغيرَي الجنس والكلية في مستوى الأمن النفسي لدى عينة الدراسة، بناء على استجاباتهم على مقياس الأمن النفسي.

مجتمعُ الدراسة

تكون مجتمع الدراسة من جميع طلبة المرحلة الجامعية الأولى بجامعة السلطان قابوس، البالغ عددهم 17113 طالبًا وطالبة حتى فصل الخريف 2022م، موزعين على كليات الجامعة التسع، منهم (8735) من الذكور، و(8378) من الإناث، وذلك وفقا للإحصائيات الصادرة عن عمادة القبول والتسجيل ودائرة التخطيط والإحصاء بجامعة السلطان قابوس. ويمثل جدول (1) مجتمع الدراسة وفقا لمتغيرَي النوع والكلية.

جدول (1): توزيع مجتمع الدراسة وفقا لمتغيرَي الكلية والجنس

الكلية

الجنس

المجموع

%

ذكور

إناث

إنسانية

الآداب والعلوم الاجتماعية

1046

1554

2600

15.2

التربية

1016

1303

2319

13.6

الاقتصاد والعلوم السياسية

1395

1276

2671

15.6

الحقوق

647

582

1229

7.2

مجموع الكليات الإنسانية

4104

4715

8819

51.5

علمية

الهندسة

2041

507

2548

14.9

العلوم الزراعية والبحرية

738

696

1434

8.4

الطب والعلوم الصحية

509

648

1157

6.8

العلوم

1177

1379

2556

14.9

التمريض

166

433

599

3.5

مجموع الكليات العلمية

4631

3663

8294

48.5

المجموع ككل

8735

8378

17113

100.0

عينةُ الدراسة

وقع الاختيار على عينة الدراسة بالطريقة المتيسرة بنسبة 5.68% من المجتمع الكلي لطلبة جامعة السلطان قابوس المسجلين في خريف 2022، الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و22 سنة؛ فقد بلغ متوسط العمر لعينة الدراسة (1.77) والانحراف المعياري (0.95) وتعدُّ هذه النسبة مقبولة لدراسة المجتمع؛ فإنها تزيد على ضعف القيمة التي حددها كريجسي ومورجان (Krejcie & Morgan, 1970). ويوضح جدول (2) توزيع العينة وفقا لمتغيرَي الجنس والكلية.

جدول (2): توزيع عينة الدراسة وفقا لمتغيرَي الجنس والكلية (ن=972)

الكلية

الجنس

المجموع

%

ذكور

إناث

إنسانية

الآداب والعلوم الاجتماعية

35

63

98

10.1

التربية

32

73

105

10.8

الاقتصاد والعلوم السياسية

42

77

119

12.2

الحقوق

45

50

95

9.8

مجموع الكليات الإنسانية

154

263

417

42.9

علمية

الهندسة

89

45

134

13.8

العلوم الزراعية والبحرية

56

83

139

14.3

الطب والعلوم الصحية

40

59

99

10.2

العلوم

41

77

118

12.1

التمريض

30

35

65

6.7

مجموع الكليات العلمية

256

299

555

57.1

المجموع ككل

410

562

972

100

أداةُ الدراسة

مقياسُ الأمنِ النفسي:

في الدراسة الحالية استُخدم مقياس الأمن النفسي (الطمأنينة الانفعالية) الذي أعدَّه (شقير، 2005)، وقد رجع اختيارُه إلى كونه أكثر المقاييس شيوعا على مستوى الدراسات العربية (على حد علم الباحثين)، وذلك بعد الرجوع إلى عدد من الدراسات السابقة التي تناولت متغير الأمن النفسي وطبقت هذا المقياس، وكذلك لأن عباراته تتسم بأنها بسيطة ومفهومة، ويتناسب مع أغراض الدراسة الحالية، ولأنه يتمتع بصدق وثبت عاليين؛ إذ بلغ ثباته باستخدام معامل ألفا كرونباخ (0.91) (شقير، 2005).

وتكوَّن مقياس الأمن النفسي المستخدم من 54 عبارة مقسمة على أربعة محاور، على نحو ما يلي:

جدول (3): توزيع عبارات مقياس الأمن النفسي على المحاور الأربعة

المحور

أرقام العبارات

الأمن النفسي (الطمأنينة الانفعالية) المرتبط بتكوين الفرد ورؤيته للمستقبل (14 عبارة)

1-2-3-4-5-20-21-22-23-24-25-26-27-28

الأمن النفسي (الطمأنينة الانفعالية) المرتبط بالحياة العامة والعملية للفرد (18 عبارة)

6-7-8-9-10-11-12-13-14-29-30-31-32-33-34-35-36-37

الأمن النفسي (الطمأنينة الانفعالية) المرتبط بالحالة المزاجية للفرد (10 عبارات)

38-39-40-41-42-43-44-45-46-47

الأمن النفسي (الطمأنينة الانفعالية) المرتبط بالعلاقات الاجتماعية والتفاعل الاجتماعي للفرد (12 عبارة)

15-16-17-18-19-48-49-50-51-52-53-54

·       جدير بالذكر أن نظام الاستجابة في أداة الدراسة ميزان تدرج رباعي بحيث يختار المستجيب إحدى البدائل: (موافق بشدة - موافق - غير موافق - غير موافق بشدة).

الصدقُ الظاهري:

للتحقق من الصدق الظاهري لمقياس الأمن النفسي، عُرض بصورته الأولية على عدد 7 من المحكَّمين والمختصين من أعضاء هيئة التدريس بقسم علم النفس بجامعة السلطان قابوس؛ بهدف معرفة مدى أهمية العبارات ومناسبتها، وانتمائها إلى المحور الذي تنتمي إليه.

وقد استخدم المؤشر الكمي Lawshe للتحقق من الصدق الظاهري بحساب مؤشر نسبة صدق المحتوى Content Validity Ratio CVR لمفردات المقياس، وقد أظهرت قيم مؤشر صدق المحتوى عدمَ ملاءمة ست مفردات أوصى المحكمون بحذفها، وقد حُذفت هذه المفردات ليتكون المقياس في صورته الأخيرة من عدد 48 مفردة، وقد تراوحت قيم مؤشر نسبة صدق المحتوى لبقية المفردات بين 0.43 و1.00، كما بلغت قيمة المتوسط العام للمؤشر على مستوى المقياس 0.74، وهي قيمة تقترب إلى حد مقبول من الواحد الصحيح، لتشير إلى مستوى مقبول من ملاءمة المفردات للأبعاد التي تنتمي إليها وللغرض المستهدف من المقياس من وجهة نظر الخبراء والمختصين.

وبعد التحكيم، تكوَّن مقياس الأمن النفسي من 48 عبارة، ووُزعت العبارات على كل محور كالآتي: الأمن النفسي (الطمأنينة الانفعالية) المرتبط بتكوين الفرد ورؤيته للمستقبل (1-14)، الأمن النفسي (الطمأنينة الانفعالية) المرتبط بالحياة العامة والعملية للفرد (15-28)، الأمن النفسي (الطمأنينة الانفعالية) المرتبط بالحالة المزاجية للفرد (29-37)، الأمن النفسي (الطمأنينة الانفعالية) المرتبط بالعلاقات الاجتماعية والتفاعل الاجتماعي للفرد (38-48).

فاعليةُ المفردات:

للتحقق من فاعلية المفردات، استُخدم معامل الارتباط المصحح (بعد حذف درجة المفردة) بين كل مفردة والدرجة الكلية للمحور الذي تنتمي إليه، ويوضح جدول 4 قيم هذه المعاملات:

جدول (4): معامل الارتباط المصحح بين الدرجة على المفردة والدرجة الكلية للمحور

المحور الأول: تكوين الفرد ورؤيته للمستقبل

المحور الثاني: الحياة العامة والعملية للفرد

المحور الثالث: الحالة المزاجية للفرد

المحور الرابع: العلاقات الاجتماعية والتفاعل الاجتماعي للفرد

العبارة

معامل الارتباط

العبارة

معامل الارتباط

العبارة

معامل الارتباط

العبارة

معامل الارتباط

1

0.366

15

0.260

29

0.571

38

0.540

2

0.282

16

0.341

30

0.527

39

0.575

3

0.414

17

0.397

31

0.513

40

0.563

4

0.331

18

0.334

32

0.302

41

0.619

5

0.497

19

0.235

33

0.577

42

0.566

6

0.354

20

0.533

34

0.589

43

0.242

7

0.549

21

0.364

35

0.548

44

0.457

8

0.548

22

0.163

36

0.470

45

0.522

9

0.532

23

0.360

37

0.543

46

0.561

10

0.459

24

0.414

47

0.345

11

0.522

25

0.406

48

0.488

12

0.601

26

0.447

13

0.508

27

0.243

14

0.449

28

0.123

وتشير قيم معاملات الارتباط المصححة بين المفردات والمحاور التي تنتمي إليها إلى تحقق مستوى جيد من الفاعلية لهذه المفردات؛ إذ تتراوح قيم معامل الارتباط المصحح في المحور الأول: الأمن النفسي (الطمأنينة الانفعالية) المرتبط بتكوين الفرد ورؤيته للمستقبل بين (0.282-0.601)، وفي المحور الثاني: المرتبط بالحياة العامة والعملية للفرد بين (0.123-0.533)، وفي المحور الثالث: المرتبط بالحالة المزاجية للفرد بين (0.302-0.589)، وفي المحور الرابع: المرتبط بالعلاقات الاجتماعية والتفاعل الاجتماعي للفرد بين (0.242-0.619)، وتشير هذه القيم إلى تحقق مستوى جيد من القدرة التمييزية لغالبية المفردات، وهو ما يدل على فاعلية المقياس بوجهٍ عام في التمييز بين المستويات المختلفة من الأفراد.

ثباتُ الأداة:

استُخدم معامل ثبات مكدونالد أوميجا للتحقق من ثبات الأداة، وقد أشارت النتائج إلى تحقق مستوى جيد من الثبات على مستوى المحاور والدرجة الكلية للمقياس؛ فقد بلغت قيم معامل الثبات (0.924)، (0.833)، (0.814)، (0.814)، (0.713) في الدرجة الكلية والمحاور: الأول: «المرتبط بتكوين الفرد ورؤيته للمستقبل»، والرابع: «المرتبط بالعلاقات الاجتماعية والتفاعل الاجتماعي للفرد»، والثالث: «المرتبط بالحالة المزاجية للفرد»، والثاني: «المرتبط بالحياة العامة والعملية للفرد»، على الترتيب.

إجراءاتُ الدراسة

اتبعت هذه الدراسة الإجراءات الآتية:

1.   الاطلاعُ على الدراسات السابقة للاستفادة منها في اختيار مقياس الأمن النفسي المناسب.

2.   التواصلُ مع عمادة القبول والتسجيل للإفادة ببيانات إحصائية عن طلبة جامعة السلطان قابوس.

3.   الحصولُ على الموافقة من الجامعة لجمع البيانات.

4.   جمعُ بيانات الدراسة.

5.   إدخالُ البيانات لبرنامج SPSS، وإجراء المعالجات الإحصائية، وتحليل النتائج، ومناقشتها.

المعالجةُ الإحصائية

بعد الانتهاء من تطبيق الدراسة وجمع البيانات باستخدام مقياس الأمن النفسي، والحصول على بيانات معدلات عينة الدراسة من عمادة القبول والتسجيل من الجامعة، عولِجت البيانات باستخدام برنامج الحزم الإحصائية للعلوم الاجتماعية (SPSS)، واستُخدمت الأساليب الإحصائية التالية:

1.   المتوسطاتُ الحسابية والانحرافات المعيارية لاستجابات أفراد عينة الدراسة على مقياس الأمن النفسي؛ لقياس مستوى الأمن النفسي لديهم.

2.   معاملُ الارتباط المصحح بين المفردة والبعد الذي تنتمي إليه؛ لتقدير فاعلية المفردات.

3.   اختبارَا شابيرو ويلك Shapiro-Wilk وكولموجروف سميروف Kolmogorov-Smirnov؛ للتحقق من شرط الاعتدالية في البيانات.

4.   اختبارُ مان ويتني Mann-Whitney لدلالة الفروق بين مجموعتين مستقلتين، وهو أحد الاختبارات اللامعلمية التي ستُستخدَم لدراسة الفروق في مستوى الأمن النفسي لدى طلبة جامعة السلطان قابوس، التي تعزى إلى متغيرَي الجنس والكلية.

نتائجُ الدراسة

تتناول هذه الجزئية عرضا للنتائج التي توصلت إليها هذه الدراسة، التي هدفت إلى بيان مستوى الأمن النفسي لدى طلبة جامعة السلطان قابوس، وما إذا كانت هناك فروق ذات دلالة إحصائية في مستوى الأمن النفسي تعزى إلى متغيرَي الجنس والكلية لدى عينة الدراسة، كالآتي:

نتائجُ السؤال الأول

ونصُّه: «ما مستوى الأمنِ النفسي لدى طلبة جامعة السلطان قابوس؟»

للإجابة عن هذا السؤال، حُسبت المتوسطات الحسابية والانحرافات المعيارية لاستجابات أفراد عينة الدراسة على كل عبارة من عبارات المحاور الأربعة لمقياس الأمن النفسي؛ وذلك لتحديد مستوى الأمن النفسي لديهم وفقا للمعيار (صفر-0.99 منخفض، 1-1.99 متوسط، 2-3 مرتفع)، وذلك كما هو واضح في جدول (5):                              

جدول (5): المتوسط الحسابي والانحراف المعياري لعبارات كل محور من محاور مقياس الأمن النفسي الأربعة (ن=972)

المحور

م

الترتيب

العبارة

المتوسط الحسابي

الانحراف المعياري

المستوى

الأول: المرتبط بتكوين الفرد ورؤيته للمستقبل

3

1

تقديري واحترامي لنفسي يُشعرني بالأمان.

2.48

0.62

مرتفع

5

2

أشعر بأن لي قيمة وفائدة في الحياة.

2.33

0.71

مرتفع

4

3

لديَّ قدرة على مواجهة الواقع حتى ولو كان صعبًا.

2.19

0.68

مرتفع

1

4

لديَّ شعور بالأمن لقدرتي على مواجهة مشكلاتي.

2.18

0.62

مرتفع

2

5

أنا محبوب من الناس.

2.17

0.6

مرتفع

14

6

الحياة عبء ثقيل تحتاج إلى كفاح وقوة، مما يهدد حياة الفرد.

1.62

0.96

متوسط

9

7

لديَّ نقص في إشباع بعض الحاجات.

1.37

0.85

متوسط

11

8

أنا شخص كثير التشكك، وهذا ما يقلقني.

1.37

0.95

متوسط

13

9

شعور الأمن في الحياة والتعايش معها أمرٌ صعب في هذه الأيام.

1.35

0.88

متوسط

6

10

تنقصني مشاعر العاطفة والدفء النفسي.

1.34

0.95

متوسط

8

11

أحتقر نفسي وألومها من حين لآخر.

1.16

0.94

متوسط

7

12

ثقتي بنفسي ضعيفة.

0.84

0.81

منخفض

10

13

ينقصني الشعور بالصحة والقوة، مما يهدد حياتي.

0.84

0.82

منخفض

12

14

ضعف شخصيتي يُشعرني بنقص قيمتي في هذه الحياة.

0.8

0.82

منخفض

 

 

 

المحور الأول ككل

1.98

0.45

متوسط

الثاني: المرتبط بالحياة العامة والعملية للفرد

15

1

أعتقد أن التمسك بالقيم الدينية وممارسة العبادات الدينية يُشعر الفرد بالأمن والاطمئنان.

2.88

0.41

مرتفع

19

2

من مسئولية الوطن والناس أن يحققوا الحماية والطمأنينة للفرد.

2.59

0.58

مرتفع

18

3

النجاح في العمل يؤدي للاستقرار والأمن.

2.51

0.62

مرتفع

23

4

الوحدة الوطنية والحب المتبادل يجعل الفرد آمنًا ومطمئنًا.

2.49

0.64

مرتفع

17

5

أثق في قدرتي على حماية نفسي.

2.35

0.65

مرتفع

21

6

التمسك بالأخلاق والعادات والتقاليد بالمجتمع تجعل الفرد يعيش في أمن وسلام.

2.25

0.79

مرتفع

20

7

أشعر بالأمن والاستقرار في حياتي الاجتماعية.

2.17

0.7

مرتفع

16

8

أتوقع الخير من الناس من حولي.

2.06

0.71

مرتفع

28

9

ابتعاد الناس عن الفرد وقت الشدة يُشعره بعدم الأمان.

2.02

0.85

مرتفع

22

10

أحتاج إلى حماية الأهل والأقارب لأعيش في أمان.

1.98

0.83

متوسط

27

11

مشاعر التشاؤم واليأس تهدد بعدم الاستقرار والأمن في الحياة.

1.76

0.97

متوسط

24

12

أرى أن الحياة تسير من سيئ لأسوأ.

1.14

0.92

متوسط

25

13

أفقد شعور الأمن والسلام من حولي لنقص الحماية من الآخرين، حتى أقرب الناس.

0.87

0.77

منخفض

26

14

أشعر بأن حياتي مهددة بالخطر.

0.56

0.77

منخفض

 

 

 

المحور الثاني ككل

2.14

0.34

مرتفع

الثالث: المرتبط بالحالة المزاجية للفرد

31

1

أشعر بالخوف (أو القلق) من وقت لآخر.

1.73

0.84

متوسط

32

2

أرتبك وأخجل عندما أتحدث إلى الآخرين.

1.41

0.92

متوسط

36

3

أعاني من الأرق، مما يقلل شعوري بالراحة والهدوء.

1.29

0.95

متوسط

30

4

أنا شخص عصبي يسهل استثارتي.

1.24

0.96

متوسط

37

5

يُفقدني الغضب السيطرة على أفعالي.

1.19

0.93

متوسط

33

6

تنقصني مشاعر السعادة والفرح.

1.03

0.86

متوسط

34

7

أنا شخص حزين معظم الوقت.

0.82

0.82

منخفض

29

8

أشعر بالتعاسة وعدم الرضا في الحياة.

0.81

0.79

منخفض

35

9

الغضب والعنف هما السبب في معظم مشاكلي.

0.77

0.87

منخفض

 

 

 

المحور الثالث ككل

1.86

0.56

متوسط

الرابع: المرتبط بالعلاقات الاجتماعية والتفاعل الاجتماعي للفرد

38

1

أحب أن أعيش بين الناس وأتعامل معهم بمحبة ومودة.

2.4

0.71

مرتفع

40

2

أستطيع أن أعيش وأعمل في انسجام مع الآخرين.

2.17

0.69

مرتفع

41

3

أميل إلى الانتماء والاجتماع والتودد إلى الناس.

2.01

0.8

مرتفع

39

4

أحرص على تبادل الزيارات مع زملائي وأصدقائي.

1.99

0.82

متوسط

42

5

أتكيف بسهولة وأكون سعيدًا في المواقف الاجتماعية.

1.89

0.83

متوسط

46

6

أشعر بالراحة النفسية عندما أبتعد عن الناس.

1.58

0.9

متوسط

47

7

التعامل بإخلاص ومحبة بين الناس أصبح نادرًا.

1.58

0.86

متوسط

45

8

أرى أن الاحتكاك بالناس يسبب المشاكل.

1.36

0.88

متوسط

43

9

أفتقد اهتمام الناس بي وقد يعاملونني ببرود وجفاء.

1.14

0.81

متوسط

48

10

أكره الاشتراك في الرحلات أو الحفلات الجماعية.

1.08

0.96

متوسط

44

11

أشعر أنني وحيد في هذه الدنيا.

0.76

0.88

منخفض

 

 

 

المحور الرابع ككل

1.91

0.5

متوسط

 

 

 

مقياس الأمن النفسي ككل*

1.98

0.37

متوسط

* عولِجت الفقرات العكسية عند حساب الدرجات الكلية على المحاور وعلى مستوى المقياس.

من خلال جدول (5)، يتبين أن المتوسط الحسابي الكلي لمقياس الأمن النفسي بلغ (1.98)، وهو يعبر عن مستوى متوسط للأمن النفسي لدى طلبة جامعة السلطان قابوس، وهو يقترب كثيرا من المستوى المرتفع. وعلى مستوى محاور المقياس، تراوحت المتوسطات الحسابية بين (2.14) للمحور الثاني: الأمن النفسي (الطمأنينة الانفعالية) المرتبط بالحياة العامة والعملية للفرد، وتعبر عن مستوى مرتفع، و(1.98) للمحور الأول: الأمن النفسي (الطمأنينة الانفعالية) المرتبط بتكوين الفرد ورؤيته للمستقبل، و(1.91) للمحور الرابع: الأمن النفسي (الطمأنينة الانفعالية) المرتبط بالعلاقات الاجتماعية والتفاعل الاجتماعي للفرد، و(1.86) للمحور الثالث: الأمن النفسي (الطمأنينة الانفعالية) المرتبط بالحالة المزاجية للفرد، وهي قيَم تعبر عن مستوى متوسط للأمن النفسي لدى طلبة جامعة السلطان قابوس.

أما بالنسبة إلى تقديرات أفراد عينة الدراسة لكل عبارة من عبارات المقياس، فقد استُخرجت المتوسطات الحسابية والانحرافات المعيارية لكل عبارة والحكم عليها، كما هو في جدول 5، على مستوى المحاور الأربعة، وبينت النتائج أن المتوسطات الحسابية لاستجابات أفراد العينة على عبارات «المحور الأول: الأمن النفسي (الطمأنينة الانفعالية) المرتبط بتكوين الفرد ورؤيته للمستقبل» تراوحت بين (2.48) بتقدير مرتفع و(0.80) بتقدير منخفض؛ وعلى عبارات «المحور الثاني: الأمن النفسي (الطمأنينة الانفعالية) المرتبط بالحياة العامة والعملية للفرد»، تراوحت بين (2.88) بتقدير مرتفع و(0.56) بتقدير منخفض؛ وعلى عبارات «المحور الثالث: الأمن النفسي (الطمأنينة الانفعالية) المرتبط بالحالة المزاجية للفرد»، تراوحت بين (1.73) بتقدير متوسط و(0.77) بتقدير منخفض؛ وعلى عبارات «المحور الرابع: الأمن النفسي (الطمأنينة الانفعالية) المرتبط بالعلاقات الاجتماعية والتفاعل الاجتماعي للفرد»، تراوحت بين (2.40) بتقدير مرتفع و(0.76) بتقدير منخفض، وبذلك يمكن اعتبار أن أكثر مستويات الأمن النفسي لدى طلبة جامعة السلطان قابوس كانت في المحور الثاني المرتبط بالحياة العامة والعملية للفرد، في حين كانت أقلها في المحور المرتبط بالحالة المزاجية للفرد.

نتائجُ السؤال الثاني

ونصُّه: «هل توجد فروقٌ ذات دلالة إحصائية في مستوى الأمن النفسي لدى طلبة جامعة السلطان قابوس، تعزى إلى متغيرَي الجنس والكلية؟»

للإجابة عن هذا السؤال، خضعت للاختبار اعتداليةُ البيانات في المتغيرات التابعة الممثلة للأمن النفسي باستخدام اختبارات الاعتدالية لشابيرو ويلك Shapiro-Wilk وكولموجروف سميروف Kolmogorov-Smirnov، ولقد تراوحت قيم مؤشر شابيرو ويلك بين 0.973 و0.994، كما تراوحت قيم مؤشر كولموجروف سميرنوف بين 0.035 و0.067، وجميعها قيم دالة إحصائيًا عند مستوى أقل من 0.001، الأمرُ الذي يؤكد على عدم تحقق شرط الاعتدالية في البيانات، وهو أحد الشروط الأساسية لاستخدام اختبار تحليل التباين متعدد المتغيرات التابعة MANOVA؛ ولذلك سوف يعتمد الباحثان في الإجابة عن هذا السؤال على اختبار مان ويتني Mann-Whitney، وهو أحد الاختبارات اللامعلمية التي تستخدم لدراسة الفروق بين المجموعات المستقلة في المتغيرات التابعة، عندما لا تتحقق الشروط الضرورية لاستخدام الاختبارات المعلمية. وفيما يلي عرضًا تفصيلي لنتائج اختبار مان ويتني للفرق بين الذكور والإناث والفرق بين طلبة الكليات الإنسانية وطلبة الكليات العلمية في مستوى الأمن النفسي.

جدول (6): نتائج اختبار مان ويتني للفروق في مستوى الأمن النفسي لدى طلبة جامعة السلطان قابوس وفقا لمتغيرَي الجنس والكلية

المتغيرات

متوسط الرتب

مجموع الرتب

U

Z

الدلالة الإحصائية

الجنس

ذكور

486.86

200098.5

115432.5

-0.108

0.914

إناث

488.83

275701.5

الكلية

إنسانية

494.55

207216.5

115413.5

-0.436

0.663

علمية

486.60

272493.5

يتضح من جدول (6) عدمُ وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطَي رتب درجات الذكور والإناث من طلبة جامعة السلطان قابوس في مستوى الأمن النفسي بوجهٍ عام؛ فقد بلغت قيمة (Z= -0.108) بمستوى دلالة 0.914، وكذلك عدمُ وجود فروق ذات دلالة إحصائية في الأمن النفسي بوجهٍ عام بين طلبة الكليات الإنسانية وطلبة الكليات العلمية في جامعة السلطان قابوس؛ إذ بلغت قيمة (Z= -0.436) بمستوى دلالة 0.663.

جدول (7): نتائج اختبار مان ويتني للفروق في مستوى الأمن النفسي المرتبط بتكوين الفرد ورؤيته للمستقبل لدى طلبة جامعة السلطان قابوس وفقا لمتغيرَي الجنس والكلية

المتغيرات

متوسط الرتب

مجموع الرتب

U

Z

الدلالة الإحصائية

الجنس

ذكور

474.25

194916.5

110250.5

-1.303

0.193

إناث

498.02

280883.5

الكلية

إنسانية

501.25

210024

112606

-1.078

0.281

علمية

481.58

269686

جدول (8): نتائج اختبار مان ويتني للفروق في مستوى الأمن النفسي المرتبط بالحياة العامة والعملية للفرد لدى طلبة جامعة السلطان قابوس وفقا لمتغيرَي الجنس والكلية

المتغيرات

متوسط الرتب

مجموع الرتب

U

Z

الدلالة الإحصائية

الجنس

ذكور

483.11

198073.5

113818.5

-0.417

0.677

إناث

490.69

276751.5

الكلية

إنسانية

496.28

207941.5

114269.5

-0.651

0.515

علمية

484.42

270789.5

جدول (9): نتائج اختبار مان ويتني للفروق في مستوى الأمن النفسي المرتبط بالحالة المزاجية للفرد لدى طلبة جامعة السلطان قابوس وفقا لمتغيرَي الجنس والكلية

المتغيرات

متوسط الرتب

مجموع الرتب

U

Z

الدلالة الإحصائية

الجنس

ذكور

486.47

199453.5

115198.5

-0.097

0.922

إناث

488.25

275371.5

الكلية

إنسانية

499.66

209358.5

112852.5

-0.976

0.329

علمية

481.88

269372.5

يتضح من الجداول (7، 8، 9) عدمُ وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطَي رتب درجات الذكور والإناث من طلبة جامعة السلطان قابوس في مستوى الأمن النفسي على مستوى المحاور: الأول: المرتبط بتكوين الفرد ورؤيته للمستقبل، والثاني: المرتبط بالحياة العامة والعملية للفرد، والثالث: المرتبط بالحالة المزاجية للفرد؛ فقد بلغت قيمة (Z= -1.303)، (Z= -0.417)، (Z= -0.097) بمستويات دلالة 0.193، 0.677، 0.922 على الترتيب، وكذلك يتضح عدمُ وجود فروق ذات دلالة إحصائية في الأمن النفسي عمومًا بين متوسطَي رتب درجات طلبة الكليات الإنسانية وطلبة الكليات العلمية في جامعة السلطان قابوس؛ فقد بلغت قيمة (Z= -1.078)، (Z= -0.651)، (Z= -0.976) بمستويات دلالة 0.281، 0.515، 0.329، على الترتيب.

جدول (10): نتائج اختبار مان ويتني للفروق في مستوى الأمن النفسي المرتبط بالعلاقات الاجتماعية والتفاعل الاجتماعي للفرد
لدى طلبة جامعة السلطان قابوس وفقا لمتغيرَي الجنس والكلية

المتغيرات

متوسط الرتب

مجموع الرتب

U

Z

الدلالة الإحصائية

الجنس

ذكور

507.65

207119.5

106020.5

-2.051

0.040

إناث

470.31

264786.5

الكلية

إنسانية

478.51

200018.5

112447.5

-0.913

0.361

علمية

495.12

275781.5

يتبين من جدول (10) وجودُ فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطَي رتب درجات الذكور والإناث من طلبة جامعة السلطان قابوس على مستوى المحور الرابع: الأمن النفسي المرتبط بالعلاقات الاجتماعية والتفاعل الاجتماعي للفرد؛ إذ بلغت قيمة (Z= -2.051) بمستوى دلالة 0.040 لصالح الذكور، وتبيَّن أيضًا عدمُ وجود فروق ذات دلالة إحصائية في الأمن النفسي بوجهٍ عام بين متوسطَي رتب طلبة الكليات الإنسانية وطلبة الكليات العلمية في جامعة السلطان قابوس؛ فقد بلغت قيمة (Z= -0.913) بمستوى دلالة 0.361.

مناقشةُ النتائجِ والتوصياتُ والمقترَحات

تتناول هذه الجزئية مناقشة النتائج التي توصلت إليها الدراسة الحالية، التي هدفت إلى الكشف عن مستوى الأمن النفسي لدى طلبة جامعة السلطان قابوس، وكذلك التعرف على الفروق في مستوى الأمن النفسي لدى طلبة جامعة السلطان قابوس وفقا لمتغيرَي الجنس والكلية.

مناقشةُ نتائج السؤال الأول

ونصُّه: «ما مستوى الأمنِ النفسي لدى طلبة جامعة السلطان قابوس؟»

كشفت النتائج المتعلقة بالسؤال الأول أن مستوى الأمن النفسي لدى عينة الدراسة بصفةٍ عامة كان متوسطًا، وتتفق نتيجة هذا السؤال مع دراسة الزهراني (2022)، التي أظهرت وجود مستوى متوسط من الأمن النفسي لدى عينة طلبة الجامعة بمدينة جدة، ودراسة هواري وبشلاغم (2020)، التي توصلت إلى أن طلبة كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بجامعة تلمسان يتمتعون بمستوى متوسط من الأمن النفسي.

في حين تختلف هذه النتائج مع ما جاء في دراسة درويش وشحاتة (2010)، التي بينت وجود مستوى مرتفع من الأمن النفسي لدى عينة الدراسة، ودراسة الصوافي (2019)، التي أظهرت نتائجها مستوى مرتفعًا من الأمن النفسي لدى طلبة جامعة نزوى، ودراسة أقرع (2005)، التي بينت أن الشعور بالأمن النفسي حصل على تقدير منخفض لدى طلبة جامعة النجاح الوطنية.

ويمكن تفسيرُ المستوى المتوسط من الشعور بالأمن النفسي في الدراسة الحالية بكوْنِ الطلبة في هذه المرحلة العمرية لديهم إشباعٌ نسبي لحاجاتهم العضوية والنفسية والاجتماعية، وهو ما يمثل أسس الشعور بالطمأنينة، وخصوصا أن هذه المرحلة العمرية تعد مرحلة اكتمال تكوين الشخصية والسعي نحو الاستقلالية والبحث عن تحقيق الذات واتخاذ القرارات والإنجازات والطموح، بالإضافة إلى تكوين علاقات جديدة بالزملاء في الجامعة، وتبادل الخبرات والأفكار معهم، مما يولد لديهم الطمأنينة والاستقرار والوعي في التعامل مع الظروف المحيطة (هواري وبشلاغم، 2020)، وهذا ما ظهر في نتائج هذه الدراسة.

وبالمقابل، فإن المستوى المتوسط للشعور بالأمن النفسي يمكن تفسيره أيضا بأن الطلبة قد يتعرضون أحيانا لضغوط الحياة اليومية، وخاصة الأكاديمية منها، مثل فترات الاختبارات وتسليم الأعمال المطلوبة منهم، والنفسية كالخوف من الفشل الأكاديمي، بالإضافة إلى الظروف الاقتصادية والاجتماعية في بعض الأحيان، هذا فضلا عن أن الطالب في هذه المرحلة يكون منشغلا فكرا بمستقبله والخيارات المهنية المتاحة له بعد التخرج (هواري وبشلاغم، 2020).

مناقشةُ نتائج السؤال الثاني

ونصُّه: «هل توجد فروقٌ ذات دلالة إحصائية في مستوى الأمن النفسي لدى طلبة جامعة السلطان قابوس تعزى إلى متغيرَي الجنس والكلية؟»

بينت النتائج عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطَي درجات الذكور والإناث من طلبة جامعة السلطان قابوس في مستوى الأمن النفسي، وكذلك بينت وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين الذكور والإناث في مستوى الوعي المعرفي بشخصية عمان التاريخ لصالح الذكور، وكذلك بالنسبة إلى متغير الكلية توجد فروق ذات دلالة إحصائية لصالح طلبة الكليات الإنسانية.

وتتفق نتيجة هذا السؤال مع نتائج دراسات عيد (2023)، والزهراني (2022)، ونميلات وسهيل (2019)، التي أظهرت نتائجها جميعًا عدمَ وجود فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى الدلالة (α≤0.05) بين متوسطات الأمن النفسي لدى طلبة جامعة القدس المفتوحة تعزى إلى متغيرات الجنس، والتخصص، ومكان الإقامة. وتتفق نتيجة هذا السؤال أيضا مع دراسة هواري وبشلاغم (2020)، التي توصلت إلى عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية فيما يخص مستوى الشعور بالأمن النفسي تبعا لمتغيرَي الجنس، والمستوى الاجتماعي والاقتصادي لدى طلبة جامعة تلمسان، وتتفق أيضًا مع نتائج دراسة أقرع (2005)، التي أظهرت نتائجها أنه لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى الدلالة (α≤0.05) في مستوى الشعور بالأمن النفسي لدى طلبة جامعة النجاح تعزى إلى متغيرات الجنس، والكلية، ومكان السكن، والمعدل التراكمي، والمستوى التعليمي.

وتختلف نتيجة هذا السؤال مع نتائج دراسة جلجل وآخرين (2022)، التي بينت وجود فروق دالة إحصائيا بين الذكور والإناث في مستوى الأمن النفسي لصالح الإناث، ودراسة الصوافي (2019)، التي أظهرت وجود فروق ذات دلالة إحصائية لصالح الطلاب الذكور.

وربما هذا يعود إلى المناخ الملائم الذي يتمتع به كلا الجنسين على حد سواء في جامعة السلطان قابوس، من توفير الخدمات الأساسية والاحتياجات الضرورية (النقل، والمسكن للإناث والعلاوة الشهرية للذكور بديلًا عن السكن، والتغذية، وتخصيص مساحات للدراسة والعمل، ...)، بالإضافة إلى إتاحة الفرص للجنسين ولكل الكليات بنفس القدر وتشابه الظروف والإمكانات والكوادر المتاحة، وتَساوي الأنظمة والقوانين المطبَّقة في الكليات العلمية والإنسانية.

التَّوصيات

في ضوء النتائج التي توصلت إليها الدراسة الحالية، يوصي الباحثان بما يأتي:

-      تحقيقِ الأمن النفسي في المجتمع، من خلال معرفة أكثر المواضع التي يفتقد فيها المستجيب الأمن النفسي ومحاولةِ إصلاحها.

-      إجراءِ المزيد من الدراسات التي تكشف عن العلاقة بين الأمن النفسي وبعض المتغيرات الأكاديمية.

المقترَحات

استكمالا لجهود الدراسة الحالية، يوصي الباحثان ببعض المقترَحات البحثية:

-      فعاليةُ برنامج إرشادي لتعزيز الأمن النفسي لدى طلبة الجامعة.

-      الكشفُ عن العلاقة بين الأمن النفسي والخوف من الفشل الأكاديمي.

-      العلاقةُ بين الأمن النفسي والمستوى التحصيلي.

-      أثرُ الوعي بالتاريخ الوطني في تعزيز الصحة النفسية.

المَراجع

أولًا: العربيَّة

ابن منظور، جمال الدين. (د ت). لسان العرب. دار المعارف، القاهرة، مصر.

أبو شنب، منى. (2015). الأمن النفسي والرضا عن المناخ الجامعي كمُنبئين بالانتماء الوطني لدي طلاب كلية الاقتصاد المنزلي جامعة المنوفية. المجلة المصرية للدراسات النفسية، 26(90)، 309-356.

أحمد، إبراهيم. (2017). الأمن النفسي: مظاهره ومصادره، ووسائله، وأهميته للفرد والمجتمع. مجلة جامعة سبها للعلوم الإنسانية، 2(16)، 12-21.

أقرع، إياد. (2005). الشعور بالأمن النفسي وتأثره ببعض المتغيرات لدى طلبة جامعة النجاح الوطنية [رسالة ماجستير غير منشورة .[ جامعة النجاح الوطنية، فلسطين.

بطرس، حافظ. (د ت). التكيف والصحة النفسية للطفل. دار المسيرة، عمَّان، الأردن.

جاد الله، سمير. (1993). مستوى الشعور بالأمن لدى طلبة الجمعيات الخيرية في الأردن [رسالة ماجستير غير منشورة .[جامعة اليرموك، إربد، الأردن.

جباك، ريحانة. (2020). معالم الأمن النفسي وأبعاد المنهج الإسلامي في تحقيقه ودوره في التقدم الحضري. مجلة أنسنة للبحوث والدراسات، 11(2)، 272-285.

الجساس، نجلاء. (2020). المواطنة وعلاقتها ببعض المتغيرات النفسية لدى طلاب الجامعات بالمملكة العربية السعودية. العلوم التربوية، جامعة القاهرة، 28(2)، 409-441.

جلجل، نصرة والملاحة، حنان وأبو سالم، نيهال. (2022). الأمن النفسي وعلاقته بجودة الحياة لدى الطالب المعلم. مجلة كلية التربية، جامعة كفر الشيخ، (107)، 445-469.

الحارثي، سها والروقي، راشد والسلامات، محمد وحسين، حنان وزكي، حنان. (2020). أثر تعزيز الهوية الوطنية وفقا لرؤية 2030 في تحقيق الأمن النفسي لطفل الروضة السعودي. مجلة بحوث التربية النوعية، كلية التربية النوعية، جامعة المنصورة، (59)، 71-93.

خطاب، محمد وزيدان، أكرم والحسيني، حسين. (2017). الأمن النفسي وتأثيره على الأبناء. المجلة العلمية لكلية التربية للطفولة المبكرة، 4(1)، 461-482.

خوج، حنان. (2010). المبادئ العلمي للصحة النفسية. مكتبة الرشد، الرياض، السعودية.

الداهري، صالح. (2010). مبادئ الصحة النفسية. دار وائل، عمَّان، الأردن.

درويش، زينب وشحاتة، سامية. (2010). الانتماء والأمن النفسي لدى الطلاب: دراسة تحليلية. المؤتمر الإقليمي الثاني لعلم النفس، القاهرة، مصر: رابطة الأخصائيين النفسيين المصرية، 135-170.

زهران، حامد. (1989). الأمن النفسي دعامة أساسية للأمن القومي العربي. دراسات تربوية، رابطة التربية الحديثة، 4(19)، 293-320.

الزهراني، بشرى. (2022). الانتماء الوطني المدرك وعلاقته بالأمن النفسي لدى عينة من طلاب الجامعة بمدينة جدة. مجلة الفنون والأدب وعلوم الإنسانيات والاجتماع، كلية الإمارات للعلوم التربوية، 75(117)، 102-117.

السعدي، حمد. (2016). الأمن النفسي وعلاقته بالأداء الوظيفي لدى أعضاء هيئة التدريس في كليات محافظة شمال الباطنة في سلطنة عمان [رسالة ماجستير غير منشورة.[ جامعة نزوى، سلطنة عمان.

الشريف، محمد. (2003). الأمن النفسي. دار الأندلس الخضراء، جدة، السعودية.

شقير، زينب. (2005). مقياس الأمن النفسي (الطمأنينة الانفعالية). https://t.co/sZrwAaGfLE

الشندودية، فايزة. (2011). بعض القيم الدينية وعلاقتها بالأمن النفسي لدى طلبة الصف الثاني عشر بمحافظة مسقط [رسالة ماجستير غير منشورة .[جامعة نزوى، سلطنة عمان.

الصنيع، صالح. (1992). استراتيجيات الأمن النفسي في الأزمات. مجلة الأمن، كلية الملك فهد الأمنية، (6)، 29-53.

الصوافي، محمد. (2019). مستوى الأمن النفسي لدى عينة من طلبة جامعة نزوى في سلطنة عمان. مجلة العلوم التربوية والنفسية، المركز القومي للبحوث غزة، 3(30)، 142-161.

الطهراوي، جميل. (2007). الأمن النفسي لدى طلبة الجامعات في محافظات غزة وعلاقته باتجاهاتهم نحو الانسحاب الإسرائيلي. مجلة الجامعة الإسلامية للبحوث الإنسانية، 2(15)، 979-1013.

عقل، وفاء. (2009). الأمن النفسي وعلاقته بمفهوم الذات [رسالة ماجستير غير منشورة]. الجامعة الإسلامية بغزة، فلسطين.

عيد، يوسف. (2023). القابلية للتعلم وعلاقتها ببعض المتغيرات النفسية والديمغرافية لدى طلبة الجامعة في ظل جائحة كورونا. مجلة العلوم التربوية والنفسية، جامعة القصيم، 16(1)، 92-122.

الغامدي، محمد. (2016). الأمن النفسي وعلاقته بجودة الحياة لدى عينة من طلبة جامعة الدمام بمدينة الدمام. مجلة كلية التربية، 27(108)، 183-235.

الكافوري، صبحي عبدالفتاح. (2023). الأمن النفسي وعلاقته بالتوافق النفسي الاجتماعي لدى طلاب المرحلة الثانوية. مجلة كلية التربية، (108)، 313-338.

المبيضين، عاكف. (2015). علم النفس الأمني. دار أمجد، عمَّان، الأردن.

محمد، أمل. (2022). الأمن النفسي وعلاقته بالتنظيم الانفعالي لدى عينة من الأطفال ذوي نقص الانتباه وفرط الحركة. المجلة المصرية للدراسات النفسية، الجمعية المصرية للدراسات النفسية، 32(114)، 87-124.

المطيري، معصومة. (2005). الصحة النفسية. مكتبة الفلاح، الكويت.

منسي، حسن. (2001). الصحة النفسية. دار الكندي، إربد، الأردن.

المهدي، سمية. (2020). العلاقة بين الأمن النفسي والطموح الأكاديمي وفقًا للاقتصاد المعرفي. المجلة العربية للعلوم التربوية والنفسية، 4(16)،197-222.

نميلات، عقيلان وسهيل، تامر. (2019). الأمن النفسي وعلاقته بالانتماء الوطني لدى طلبة جامعة القدس المفتوحة. مجلة جامعة فلسطين التقنية للأبحاث، 7(2)، 1-14.

هواري، أحلام وبشلاغم، يحيى. (2020). مستوى الشعور بالأمن في ظل بعض المتغيرات دراسة ميدانية على طلبة جامعة تلمسان. مجلة العلوم النفسية والتربوية، 6(3)، 239-251.

واصف، أيمن. (2022). الأمن النفسي كدلالة للذكاء الوجداني والتعرض للتنمر العائلي، جامعة بورسعيد. مجلة كلية التربية، (38)، 634-687.

ثانيًا: الأجنبيَّة

References:

Abu Shanab, M. (2016). Psychological security and satisfaction with the university climate as predictors of national belonging among students of the Faculty of Home Economics, Menoufia University. Egyptian Journal of Psychological Studies, (in Arabic), (38), 634-687.

Aḥmad, I. (2017). al-amn al-nafsī : maẓāhiruhu wa-maṣādiruh, wa-wasāʼiluhu, wa-ahammīyatuhu lil-fard wa-al-mujtamaʻ. (in Arabic), Majallat Jāmiʻat Sabhā lil-ʻUlūm al-Insānīyah, 2(16), 12-21.

Al-Dāhirī, Ṣ. (2010). Mabādiʼ al-Ṣiḥḥah al-nafsīyah. (in Arabic), Dār Wāʼil, Jordan.

Al-Ghāmidī, M. (2016). al-amn al-nafsī wa-ʻalāqatuhu bjwdh al-ḥayāh ladá ʻayyinah min ṭalabat Jāmiʻat al-Dammām bi-madīnat al-Dammām. (in Arabic), Majallat Kullīyat al-Tarbiyah, 27(108), 183-235.

Al-Ḥārithī, S., wālrwqy, R., wālslāmāt, M., wa-Ḥusayn, Ḥ., wa-Zakī, Ḥ. (2020). Athar taʻzīz al-huwīyah al-Waṭanīyah wafqan li-ruʼyat 2030 fī taḥqīq al-amn al-nafsī li-ṭifl al-Rawḍah al-Saʻūdī. (in Arabic), Majallat Buḥūth al-Tarbiyah al-nawʻīyah, Kullīyat al-Tarbiyah alnwʻyt-Jāmiʻat al-Manṣūrah, (59), 71-93.

Al-jsās, N. (2020). al-muwāṭanah wa-ʻalāqatuhā bi-baʻḍ al-mutaghayyirāt al-nafsīyah ladá ṭullāb al-jāmiʻāt bi-al-Mamlakah al-ʻArabīyah al-Saʻūdīyah. (in Arabic), al-ʻUlūm al-Tarbawīyah, Jāmiʻat al-Qāhirah, 28(2), 409-441.

Al-Kāfūrī, Ṣ. (2023). alʼnt al-nafsī wa-ʻalāqatuhu bāltwāfq al-nafsī al-ijtimāʻī ladá ṭullāb al-marḥalah al-thānawīyah. (in Arabic), Majallat Kullīyat al-Tarbiyah, (108), 313-338.

Al-Mahdī, S. (2020). al-ʻalāqah bayna al-amn al-nafsī wa-al-ṭumūḥ al-Akādīmī wafqan lil-Iqtiṣād al-maʻrifī. (in Arabic), al-Majallah al-ʻArabīyah lil-ʻUlūm al-Tarbawīyah wa-al-nafsīyah, 4(16), 197-222.

Al-Mubayyiḍīn, ʻĀ. (2015). ʻilm al-nafs al-amnī. (in Arabic), Dār Amjad, Jordan.

Al-Muṭayrī, M. (2005). al-Ṣiḥḥah al-nafsīyah. (in Arabic), Maktabat al-Falāḥ, Kuwait.

Al-Saʻdī, Ḥ. (2016). al-amn al-nafsī wa-ʻalāqatuhu bi-al-adāʼ al-waẓīfī ladá aʻḍāʼ Hayʼat al-tadrīs fī Kullīyāt Muḥāfaẓat Shamāl al-Bāṭinah fī Salṭanat ʻUmān (in Arabic), [Risālat mājistīr ghayr manshūrah], Jāmiʻat Nizwá, Oman.

Al-Ṣanīʻ, Ṣ. (1992). Istirātījīyāt al-amn al-nafsī fī al-azamāt. (in Arabic), Majallat al-amn, (6), 29-53.

Al-Ṣawwāfī, M. (2019). mustawá al-amn al-nafsī ladá ʻayyinah min ṭalabat Jāmiʻat Nizwá fī Salṭanat ʻUmān. (in Arabic), Majallat al-ʻUlūm al-Tarbawīyah wa-al-nafsīyah, al-Markaz al-Qawmī lil-Buḥūth Ghazzah, 3(30), 142-161.

Al-Sharīf, M. (2003). al-amn al-nafsī. (in Arabic) Dār al-Andalus al-Khaḍrāʼ, KSA.

Al-Shndwdyh, F. (2011). baʻḍ al-Qayyim al-dīnīyah wa-ʻalāqatuhā bi-al-amn al-nafsī ladá ṭalabat al-ṣaff al-Thānī ʻashar bi-Muḥāfaẓat Masqaṭ (in Arabic), [Risālat mājistīr ghayr manshūrah], Jāmiʻat Nizwá, Oman.

Al-Ṭahrāwī, J. (2007). al-amn al-nafsī ladá ṭalabat al-jāmiʻāt fī Muḥāfaẓāt Ghazzah wa-ʻalāqatuhu bātjāhāthm Naḥwa al-Insiḥāb al-Isrāʼīlī. (in Arabic), Majallat al-Jāmiʻah al-Islāmīyah lil-Buḥūth al-Insānīyah, 2(15), 979-1013.

Al-Zahrānī, B. (2022). al-intimāʼ al-Waṭanī almdrk wa-ʻalāqatuhu bi-al-amn al-nafsī ladá ʻayyinah min ṭullāb al-Jāmiʻah bi-madīnat Jiddah. (in Arabic), Majallat al-Funūn wa-al-adab wa-ʻulūm al-Insānīyāt wa-al-ijtimāʻ, Kullīyat al-Imārāt lil-ʻUlūm al-Tarbawīyah, 75(117), 102-117.

ʻAql, W. (2009). al-amn al-nafsī wa-ʻalāqatuhu bi-mafhūm al-dhāt (in Arabic), [Risālat mājistīr ghayr manshūrah], al-Jāmiʻah al-Islāmīyah bi-Ghazzah, Palestine.

Aqrʻ, I. (2005). al-shuʻūr bi-al-amn al-nafsī wa-taʼathuruhu bi-baʻḍ al-mutaghayyirāt ladá ṭalabat Jāmiʻat al-Najāḥ al-Waṭanīyah (in Arabic), [Risālat mājistīr ghayr manshūrah], Jāmiʻat al-Najāḥ al-Waṭanīyah, Palestine.

Buṭrus, Ḥ. (D t). al-takayyuf wa-al-ṣiḥḥah al-nafsīyah lil-ṭifl. (in Arabic), Dār al-Masīrah, Jordan.

Darwīsh, Z., wshḥāth, S. (2010). al-intimāʼ wa-al-amn al-nafsī ladá al-ṭullāb : dirāsah taḥlīlīyah. (in Arabic), al-Muʼtamar al-iqlīmī al-Thānī li-ʻIlm al-nafs, al-Qāhirah : Rābiṭat alʼkhṣāʼyyn alnfsyyn al-Miṣrīyah, 135-170.

Grossmann, K., Grossmann, K. E., Kindler, H., & Zimmermann, P. (2008). A wider view of attachment and exploration: The influence of mothers and fathers on the development of psychological security from infancy to young adulthood. In J. Cassidy & P. R. Shaver (Eds.), Handbook of attachment: Theory, research, and clinical applications (pp. 857– 879). The Guilford Press.

Hart, J. (2019). The influence of psychological security maintenance on political decision making. In Oxford Research Encyclopedia of Politics.

Hawwārī, A. wbshlāghm, Y. (2020). mustawá al-shuʻūr bi-al-amn fī ẓill baʻḍ al-mutaghayyirāt dirāsah maydānīyah ʻalá ṭalabat Jāmiʻat Tilimsān. (in Arabic), Majallat al-ʻUlūm al-nafsīyah wa-al-tarbawīyah, 6(3), 239-251.

Ibn manẓūr, J. (D t). Lisān al-ʻArab. (in Arabic), Dār al-Maʻārif, Egypt.

ʻĪd, Y. M. (2023). alqāblyh lltʻlm wa-ʻalāqatuhā bi-baʻḍ al-mutaghayyirāt al-nafsīyah wa-al-dīmughrāfīyah ladá ṭalabat al-Jāmiʻah fī ẓill jāʼḥh kwrwnā. (in Arabic), Majallat al-ʻUlūm al-Tarbawīyah wa-al-nafsīyah, Jāmiʻat al-Qaṣīm, 16(1), 92-122.

Ihnatovych, O., Overchuk, V., Liashch, O., Yatsiuk, M., & Maliar, O. (2022). Provision of the individual’s psychological security: The possibility of formation and correction. International Journal of Health Sciences, 1(6), 4333- 4346.

Jād Allāh, S., wa-Faraḥ, ʻA. (1993). mustawá al-shuʻūr bi-al-amn ladá ṭalabat al-jamʻīyāt al-Khayrīyah fī al-Urdun (in Arabic), [Risālat mājistīr ghayr manshūrah], Jāmiʻat al-Yarmūk, Irbid, Jordan.

Juljul, N. wa-al-milāḥah, Ḥ., wa-Abū Sālim, N. (2022). al-amn al-nafsī wa-ʻalāqatuhu bjwdh al-ḥayāh ladá al-ṭālib al-Muʻallim. (in Arabic), Majallat Kullīyat al-Tarbiyah, Jāmiʻat Kafr al-Shaykh, (107), 445-469.

Khaṭṭāb, M., wzydān, A., wa-al-Ḥusaynī, Ḥ. (2017). al-amn al-nafsī wa-taʼthīruhu ʻalá al-abnāʼ. (in Arabic), al-Majallah al-ʻIlmīyah li-Kullīyat al-Tarbiyah lil-Ṭufūlah al-mubakkirah, 4(1), 461-482.

Khūj, Ḥ. (2010). al-mabādiʼ al-ʻIlmī lil-Ṣiḥḥah al-nafsīyah. (in Arabic), Maktabat al-Rushd, KSA.

Krejcie, R. V. & Morgan, D. W. (1970). Determining sample size for research activities. Educational and Psychological Measurement, 30(3), 607–610.

Mansī, Ḥ. (2001). al-Ṣiḥḥah al-nafsīyah. (in Arabic). Dār al-Kindī, Jordan.

Muḥammad, A. (2022). al-amn al-nafsī wa-ʻalāqatuhu bāltnẓym alānfʻāly ladá ʻayyinah min al-aṭfāl dhawī naqaṣa alāntbāh wfrṭ al-Ḥarakah. (in Arabic), al-Majallah al-Miṣrīyah lil-Dirāsāt al-nafsīyah, al-Jamʻīyah al-Miṣrīyah lil-Dirāsāt al-nafsīyah, 32(114), 87-124.

Nmylāt, ʻU., wa-Suhayl, T. (2019). al-amn al-nafsī wa-ʻalāqatuhu bālāntmāʼ al-Waṭanī ladá ṭalabat Jāmiʻat al-Quds al-Maftūḥah. (in Arabic), Majallat Jāmiʻat Palestine al-Tiqniyah lil-Abḥāth, 7(2), 1-14.

Shlyakhtunov, M. A. (2022). Human psychological security in terms of national security. Specialusis Ugdymas, 1(43), 1013-1020.

Shuqayr, Z. (2005). Miqyās al-amn al-nafsī (al-ṭamaʼnīnah alʼnfʻālyh), (in Arabic). https://t.co/sZrwAaGfLE

O. Yu. Zotova, L. V. Tarasova, E. N. Syutkina. (2020). Psychological security and personality basic values. The European Proceedings of Social AndBehavioural Sciences, 864–870.

Wāṣif, A. (2022). al-amn al-nafsī kdlālh lldhkāʼ al-wijdānī wāltʻrḍ lltnmr alʻāʼly-Jāmiʻat Būrsaʻīd. (in Arabic), Majallat Kullīyat al-Tarbiyah, (38), 634-687.

Woolfolk, A. (2010). Education psychology. Australian Edition.

Yu, Zotova & Olga, K. (2018). Psychological security as the foundation of personal psychological wellbeing (Analytical review). Psychology in Russia: State of the art, 11(2), pp. 100- 113.

Zahrān, Ḥ. (1989). al-amn al-nafsī daʻāmah asāsīyah lil-amn al-Qawmī al-ʻArabī. (in Arabic), Dirāsāt tarbawīyah, Rābiṭat al-Tarbiyah al-ḥadīthah, 4(19), 293-973.

 

 

تصريحات ختامية:

-      يصرح المؤلف/المؤلفون بالحصول على موافقة الأشخاص المتطوعين للمشاركة في الدراسة وعلى الموافقات المؤسسية اللازمة.

-      تتوفر البيانات الناتجة و/أو المحلَّلة المتصلة بهذه الدراسة من المؤلف المراسل عند الطلب.

Final declarations:

-      The author/s declare that he/she/they got the required voluntary human participants consent to participate in the study as well as the necessary institutional approvals.

-      The datasets generated and/or analyzed during the current study are available from the corresponding author upon reasonable request.

 



* هذا البحث ضمن مشروع بحثي ممول من قِبل عمادة البحث العلمي بجامعة السلطان قابوس، برقم: (RF/DVC/HURC/22/01).

[1] أستاذ مشارك بقسم علم النفس، كلية التربية، جامعة السلطان قابوسسلطنة عمان. ehab@squ.edu.om

*This article is part of a research project funded by the Deanship of Scientific Research at Sultan Qaboos University, No.: (RF/DVC/HURC/22/01).

[2] Associate Professor, Psychology Department, Sultan Qaboos University–Oman. ehab@squ.edu.om