تاريخ الاستلام: 14 أكتوبر 2024 | تاريخ القبول: 23 أكتوبر 2024

تقرير

مؤتمر مركز ابن خلدون السنوي للتجسير 2024

انعكاسات الأحداث الكبرى على عالَم الأفكار: مقاربة بينية في قياس الوعي العربي

الدوحة: 05 أكتوبر/تشرين الأول 2024

حسين محمد نعيم الحق

باحث في مركز ابن خلدون للعلوم الإنسانية والاجتماعية، جامعة قطر–قطر

hhoque@qu.edu.qa

Report

The Annual Conference of Ibn Khaldon Center on Interdisciplinary Research, 2024

Reflections of Massive Events on the World of Thoughts: An Interdisciplinary Approach to estimate the Arab Awareness

Doha: October 5, 2024

Hossain Mohammed Naimul Hoque

Researcher at Ibn Khaldon Center for Humanities and Social Sciences, Qatar University–Qatar

hhoque@qu.edu.qa

في الخامس من أكتوبر 2024، نظَّم مركز ابن خلدون للعلوم الإنسانية والاجتماعية بجامعة قطر مؤتمره السنوي الثاني للتجسير بعنوان: "انعكاسات الأحداث الكبرى على عالَم الأفكار: مقاربة بينية في قياس الوعي العربي"؛ حيث عقد المؤتمر في قاعة كلية القانون بجامعة قطر، وقدِّمت فيه سبع أوراق بحثية، بالإضافة إلى مشاركة عددٍ من الأكاديميين والباحثين من مختلف التخصصات العلمية في الجلسة المفتوحة المنعقدة في ختام المؤتمر، التي جاءت بعنوان: ماذا غيَّرت غزة في عالم الأفكار؟

جاء هذا المؤتمر في سياق اهتمام مركز ابن خلدون بمواكبة الأحداث الراهنة علميًا والتجسير بين العلوم في معالجة القضايا، عن طريق رصد انعكاسات الأحداث الكبرى على عالَم الأفكار في العالَم العربي، الذي تأثر بأحداث كبرى في السنوات الأخيرة، مثل: الثورات العربية، وأزمة كورونا، وكأس العالم – قطر 2022م، والحرب الروسية–الأوكرانية، ومعركة طوفان الأقصى، والعدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة وغيرها من الأحداث التي تركت – وما زالت – بصمة واضحة في تشكيل الوعي العربي وترشيد اتجاهاته.

هدف المؤتمر في دورته الحالية إلى استكشاف تأثير واقع هذه الأحداث على تطور الأفكار في العالَم العربي، وذلك لتعزيز قدرة الباحثين على الربط بين الفكر والواقع، وفهم العلاقة الجدلية بينهما، ورصد مدى تأثُّر الوعي العربي بها، بناءً على مقاربات بينية تدرس هذه القضايا من زوايا بحثية متعددة ومناهج علمية مختلطة؛ تشمل المناهج الكمية، كالمسوح الاجتماعية، والتجريبية، والتحليلية، والمناهج الكمية، كتحليل الشبكات الاجتماعية وغيرها، وذلك لتنمية البحث العلمي في مسار الدراسات البينية في العلوم الإنسانية والاجتماعية، وفتح آفاق جديدة للباحثين في هذه الحقول العلمية.

افتُتِح المؤتمر بكلمة ترحيبية من الأستاذ الدكتور أيمن إربد، نائب رئيس جامعة قطر للبحث والدراسات العليا، الذي رحَّب في مستهلّ حديثه بالضيوف المشاركين في المؤتمر والحضور الكرام، ثم نبَّه على دور الأحداث الكبرى في عالم الأفكار بقوله: "إن الأفكار لا يمكن أن تستمر على امتداد الزمان والمكان، وأن صلاحيتها تنتهي بانتهاء الظروف والأحداث التي تنتِجها، وقد شهدت البشرية أحداثًا مفصلية كبرى تركت آثارًا على البناء المعرفي والفكري... التي رافَقَها تراجعُ قناعاتٍ مسبقة، وظهورُ أفكارٍ ومفاهيم جديدة، وليس العالم العربي بمنأى عن هذا الواقع، بل هو في كثير من الأحيان مسرح هذا الواقع...، علاوة على تأثره بالأحداث العالمية الكثيرة، كجائحة كورونا ... وصولًا إلى طوفان الأقصى، وحرب إسرائيل الوحشية على غزة وفلسطين ولبنان حاليًا وغيرها من الأحداث، التي أنتجت تحولات اجتماعية واقتصادية وسياسية معقدة، وأنتجت رؤى وأفكارًا ناشئة ومتغيرة".

ومن هنا يذهب الدكتور إربد إلى أنه "من الطبيعي أن تبحث النخب الفكرية الموجودة في العالم العربي في هذا الواقع، وتتلمس درجة تأثيرها على البنى الثقافية والفكرية للمجتمعات العربية"، ومن ثمّ فإن هذا المؤتمر يسهم "بموضوعاته العلمية والنخب المشارِكة فيه في فتح آفاق جديدة للدراسات البينية وتكامل العلوم والمعارف والتخصصات".

وبعد كلمة نائب رئيس الجامعة، جاءت كلمة الدكتور نايف بن نهار، مدير مركز ابن خلدون للعلوم الإنسانية والاجتماعية، التي قال فيها: "إن تأثير حركة الواقع على الأفكار من المسارات التي يندر أن يهتم بها الأكاديميون كعمل عام ومشاريع كبرى في المؤسسات الأكاديمية"؛ حيث إنه "من الموضوعات التي لم تصبح مسارًا بحثيًا حقيقيًا، يتقاطر عليه الباحثون من مختلف تخصصاتهم لمقاربتها..."، مع أن "هنالك أحداثًا كبرى مرت على العالم العربي خصوصًا، والعالم عمومًا"، ثم تساءل قائلًا: "من الذي يرصد تأثير هذه الأحداث على عالم الأفكار؟ فهناك أفكار تبقى وأفكار تزول..."، ومن ثمّ "من واجب المشهد الأكاديمي أن يسهم في رصد ما دخل وما خرج من هذه الأفكار، ولماذا دخل؟ ولماذا خرج؟"، حتى تكون المجتمعات على دراية بهذه الأفكار والأحداث التي أنتجتها؛ حيث "تنتظر المجتمعات من المؤسسات الأكاديمية أن تقدم لها تصورًا ناضجًا عن عالم الأفكار".

وفي ضوء هذا يوضح الدكتور نايف أن طموح هذا المؤتمر لا يقتصر "على النظر في المعالجات الجزئية التي يقدمها الباحثون المشاركون فيه، بل يتجاوز إلى أن ينبِّه الباحثين على هذا المسار البحثي، وأن يفتح ثغرة في هذا المشهد البحثي كي يتفرغ لها الباحثون".

ثم تتابعت جلسات المؤتمر الثلاث؛ حيث أدارت الجلسة الأولى الأستاذة عفراء حسن الخليفي، باحثة في مركز ابن خلدون للعلوم الإنسانية والاجتماعية، وقد شارك في هذه الجلسة ثلاثة باحثين، هم: الدكتور أحمد أبو العلا، الذي قدَّم مداخلته البحثية بعنوان: "انعكاسات جائحة كورونا على أنماط التفكير بالمجتمع المصري: دراسة على عينة من الأكاديميين"، في حين كانت مداخلة الدكتور منصور بن زاهي بعنوان: "الشعور بالاغتراب الاجتماعي في زمن كورونا وعلاقته بالأفكار الإجرامية لدى الشباب الجزائري"، وكانت الورقة الثالثة والأخيرة للدكتور عبد الخالق سداتي، وقد جاءت بعنوان: "أثر الجوائح العابرة للقارات على تغير طرق التفكير وأشكال الممارسات اليومية لدى فئة الشباب المغربي: دراسة سوسيولوجية بجهات الجنوب المغربي". استمرت هذه الجلسة لمدة ساعة ونصف، تخللتها تعليقات ومداخلات.

وبدأت الجلسة الثانية بعد استراحة قصيرة، وقد أدارها الدكتور محمد راشد المري، أستاذ مساعد في كلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة قطر، وشارك فيها أربعة باحثين، وكانت المداخلة الأولى للدكتور وليد العويمر بعنوان: "موقف النخب الأردنية تجاه الدول الإقليمية والحركات المسلحة من أحداث قطاع غزة واختلاف تصوراتهم عن المقاومة قبل الأحداث وبعدها"، في حين قدّم الدكتور الطيب الطويلي المداخلة الثانية بعنوان: "العدوان على غزة وأثره على اليافعين في تونس: دراسة ميدانية"، وكانت المداخلة الثالثة للدكتور مصطفى بخوش؛ حيث كان عنوانها: "تأثير معركة طوفان الأقصى على الاهتمامات البحثية العربية في حقل العلوم السياسية والعلاقات الدولية"، في حين كانت المداخلة الرابعة والأخيرة للدكتور علي محمد سالم، وقد جاءت بعنوان: "العدالة في عالم غير عادل: دور الصراعات السياسية والإقليمية والعالمية في تغيير اتجاهات الشباب نحو الاعتقاد بعدالة العالَم – دراسة مقارنة في ضوء الحرب الروسية الأوكرانية والحرب الإسرائيلية على قطاع غزة".

أما الجلسة الأخيرة المفتوحة فخصِّصت لمناقشة السؤال الرئيس: ماذا غيّرت غزة في عالَم الأفكار؟ وقد شارك في هذه الجلسة عددٌ كبير من الأكاديميين والباحثين وطلبة الدراسات العليا، الذين تطرقوا لعدد من القضايا والقناعات التي يرون أنها تغيرت لديهم، من خلال أحداث غزة، مثل الموقف من القانون الدولي وحقوق الإنسان؛ حيث يرى بعض المشاركين أن أحداث غزة برهنت على عدم جدواها في ضوء المجازر الوحشية والإبادة الجماعية التي تحصل في مرأى العالَم ومسمعه على مدى سنة كاملة، دون أن يؤدي القانون الدولي دورًا فاعلًا في إنهاء هذه المجازر والإبادة.

كما يرى بعض المشاركين أن أحداث غزة عولَمَتْ القضية الفلسطينية، وحوّلتها إلى قضية عالمية بعد أن كادت تصبح في عداد النسيان، وذكر البعض أن معركة طوفان الأقصى غيّرت نظرة الكثير من الغربيين تجاه العرب والمسلمين؛ حيث كان عددٌ كبير منهم يظنون أن المسلمين إرهابيون، وأنهم لا يريدون السلام، وذلك تحت تأثير الترويج الإعلامي الممنهج في تشويه سمعتهم، وقد فتحت أحداث غزة أمامهم نوافذ حقيقية أثبتت على كون العرب والمسلمين هم الضحية، ولم يكونوا إرهابيين، وقد أشار عددٌ من المتحدثين إلى أن أحداث غزة غيّرت قناعتهم حول جدوى مسار السلام مع الكيان الصهيوني؛ حيث ظهر عيانًا أن إسرائيل لا تؤمن بالسلام مقابل السلام، وإنما تريد السلام مقابل لا شيء؛ لأنها غير مستعدة لتقديم أي تنازلات مقابل السلام من دول المنطقة وشعوبها.

فيما يتعلق بجدوى المقاومة، فقد قدَّم عددٌ من المشاركين رؤى مؤيدة وأخرى معارضة؛ حيث شكّك بعضهم في جدواها، لا سيما في ظل التضحيات الكبيرة التي يدفعها سكان غزة خاصة وفلسطين ولبنان عامة. غير أن الأكثرية ذهبوا إلى أنه لا بديل عن خيار المقاومة، خاصة بعد مرور عدة عقود من اتفاقية أوسلو وقيام عدد من دول المنطقة بتطبيع العلاقة مع إسرائيل، غير أن ذلك لم يغيِّر من واقع فلسطين شيئًا، بل ازدادت الغطرسة الصهيونية، وتوسعت المستوطنات اليهودية، حتى جاء طوفان الأقصى وبرهن للصهاينة أن السلام لا يكون إلا مع ناشدي السلام، أما الذين يؤمنون بقوة السلاح، ولا يرقب في الفلسطيني إلًا ولا ذمة، فلا يمكن أن يُنشَد معه السلام؛ بل لا بد من مواجهة السلاح بالسلاح، ومقابلة القوة بالقوة، ولو كانت تلك القوة غير متكافئة، وهذا ما قامت به المقاومة في السابع من أكتوبر 2023.

أما الأوراق البحثية التي قدِّمت في المؤتمر فقد تناولت نماذج من الأحداث الكبرى، مثل أزمة كورونا، وطوفان الأقصى، ودرست انعكاساتها على تصورات بعض المجتمعات العربية، من وجهات نظر تخصصات عديدة، كالسياسة، والعلاقات الدولية، وعلم النفس، وعلم الاجتماع وغيرها، وفيما يلي نجمل أهم النتائج التي توصلت إليها هذه الأوراق:

-      توصلت دراسة ميدانية مكونة من عينة من 100 أكاديمي في عشر جامعات مصرية – بهدف رصد العلاقة بين جائحة كورونا وأنماط التفكير المسيطرة على الواقع الاجتماعي المصري – إلى أن الظهور المفاجئ لجائحة كورونا أدى إلى إنتاج أنماط تفكير وسلوكيات متنوعة في التعامل معها، وذلك وفقًا لعدة متغيرات، من أهمها: البيئة المجتمعية، والمستوى التعليمي الثقافي، والمستوى الاقتصادي الاجتماعي، وتشير النسبة الأكبر من المشاركين إلى أن جائحة كورونا قد أحدثت تغيرات كبيرة في أنماط التفكير لدى عينة الدراسة بمختلف فئاتهم.

-      وأبانت دراسة استكشافية حول أثر التغير الذي أحدثته معركة طوفان الأقصى في مسار القضية الفلسطينية – من خلال رصد كتابات 14 أكاديميًا وكاتبًا من عدة دول عربية، في الأشهر السبعة التي تلت معركة طوفان الأقصى ومقارنتها بما نشروه قبل سبعة أشهر من هذه المعركة؛ للكشف عن اهتمامات الجماعة العلمية العربية في تخصصات العلوم السياسية والعلاقات الدولية وتوجهاتها – أبانت الدراسة أن طوفان الأقصى أحدث تأثيرًا كبيرًا في اهتمامات هؤلاء الباحثين وتوجهاتهم، وأنها أعادت القضية الفلسطينية إلى واجهة الأولويات، باعتبارها قضية مبدئية مركزية في العمل العربي المشترك، بالإضافة إلى زيادة الثقة في المقاومة والكفاح المسلح لاستعادة الأراضي المحتلة والحقوق المسلوبة. كما تبيَّن من خلال رصد هذه المقالات أن معركة طوفان الأقصى عطّلت مسار التطبيع الذي أطلقته المعاهدات الإبراهيمية، والتشكيك في مصداقية "إسرائيل" كطرف في الصراع، وأن مشكلة إسرائيل ليست مع حماس، ولا مع غزة، ولا حتى مع إيران، بل إن مشكلتها مع الشعب الفلسطيني الذي يصرّ على استرداد حقوقه المشروعة.

-      وأظهرت دراسة – أجريت على أعضاء هيئة تدريس العلوم السياسية في الجامعات الأردنية (الرسمية) تجاه المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة ومواقف الدول العربية تجاه المقاومة، قبل عملية طوفان الأقصى وبعدها – وخلصت إلى زيادة ثقة عينة الدراسة في فاعلية طوفان الأقصى؛ حيث دعَمَ أكثر من 60% من أفراد العينة المقاومة الفلسطينية بعد طوفان الأقصى، في حين كانت نسبتهم قبله 35% فقط. وفيما يتعلق بمواقف الدول العربية تجاه المقاومة الفلسطينية، فقد ذهبت 72% من أفراد العينة إلى أن موقف دولة الإمارات العربية المتحدة كان أكثر المواقف سلبية تجاه المقاومة الفلسطينية في غزة قبل طوفان الأقصى وبعدها. في حين جاء أفضل تقييم لمواقف الدول العربية لدولة قطر؛ حيث أشارت حوالي 76% أن موقفها كان إيجابيًا جدًا قبل المعركة، وقد ارتفعت هذه النسبة بعدها إلى حوالي 79%.

-      وخلصت دراسة أجريت على 200 من اليافعين في تونس، حول تصوراتهم تجاه القضية الفلسطينية، وتأثراتهم المعرفية والنفسية والفكرية والسلوكية تجاه العدوان الصهيوني على غزة، وتوصلت إلى أن اليافعين ليست لديهم معرفة جيدة عن تاريخ فلسطين، ولا بالماضي المشترك بين شعبَيْ تونس وفلسطين، وإنما ينبع تصوّراتهم عن فلسطين مما يرونه بشكل يوميّ في وسائل التواصل المختلفة والتلفاز ومحيطهم المباشر، لا سيما الأسرة والمدرسة. ويرى هؤلاء اليافعون أن حق الفلسطينيين على أرض فلسطين لا يقبل النقاش، وأن مشاهد القتل والدمار التي يرونها تترك فيهم آثارًا نفسيّة عميقة، تصل في بعض الأحيان إلى حد الشعور بالاكتئاب والخوف والقلق والجزع والتوتر.

-      وبيَّنت دراسة أجريت على عينة من 303 أشخاص من المجتمع المصري – تتراوح أعمارهم بين 16-44؛ للكشف عن دور الصراعات السياسية الإقليمية والعالمية في تغيير الاتجاهات نحو الاعتقاد بعدالة العالم وفعالية القوانين والمؤسسات الدولية – أن 87.5% من أفراد العينة يرون أن الحرب الروسية–الأوكرانية كشفت عن ازدواجية المعايير الغربية في التعامل مع الحروب، ويرى 39.9% منهم أن هذه الحرب تسهم في توزان القوة في العالم.

أما فيما يتعلق بالعدوان الصهيوني على غزة فيرى 84.8% من عينة الدراسة أن سياسات الولايات المتحدة الأمريكية تُعدّ السبب الرئيس وراء استمراره، كما يذهب 80.89% منهم إلى أن ما أُخِذَ بالقوة لا يُسترَدّ إلا بالقوة، كإشارة صريحة لدعم المقاومة، ومن ثم يرى 72.6% من عينة الدراسة أن ما قامت به المقاومة في السابع من أكتوبر كان له ما يبرره، في حين يعتقد 98.3% بأن إسرائيل لا تؤمن بفكرة السلام مع العرب.

كما كشفت نتائج هذه الدراسة عن تراجع الثقة في القانون الدولي والمؤسسات الدولية في التعامل مع الأزمات؛ حيث يرى 41.6% فقط من عينة الدراسة أن المؤسسات الدولية، كالأمم المتحددة، ومحكمة العدل الدولية، والجنائية الدولية يمكنها ردع الاحتلال، في حين يذهب البقية إلى عدم إمكان ردع الاحتلال من قبل هذه المؤسسات، ويرى 83.2% من عينة الدراسة أن أفكارًا، مثل الديموقراطية، وحقوق الإنسان، والقانون الدولي لم تعد ذات قيمة، ويذهب 89.1% من عينة الدراسة إلى أن مجلس الأمن لا يقوم بدوره في حفظ الأمن بالعالم.

-      وخلصت دراسة ميدانية أجريت على 607 من الشباب – من مختلف ولايات الجزائر؛ لقياس علاقة الشعور بالاغتراب الاجتماعي في زمن كورونا بالأفكار الإجرامية لديهم، والكشف عن الفروق في الأفكار الإجرامية بناءً على عوامل: الجنس، ومكان الإقامة، والحالة المهنية – إلى أن غالبية أفراد العينة يرون أن هناك علاقة موجبة بين الشعور بالاغتراب الاجتماعي وارتفاع نسبة الأفكار الإجرامية. كما كشفت النتائج وجود فروق دالة إحصائيًا في الأفكار الإجرامية باختلاف الجنس والحالة المهنية، في حين لم تُظهر النتائج وجود فروق دالة إحصائيًا بناءً على مكان الإقامة.

-      كما أجريت دراسة على 500 شاب وشابة من عدة مناطق في المملكة المغربية؛ للكشف عن تصوراتهم تجاه جائحة كورونا، وتوصلت إلى أن أغلب عينة الدراسة تميل إلى ترجيح استراتيجيات الدعم المجتمعي خلال جائحة كورونا، وازدياد الاعتقاد لدى عينة الدراسة بتأثير الجائحة على العلاقات الاجتماعية والثقافية في المجتمع المحلي، وأن الروابط الوثيقة والودية شهدت قدرًا كبيرًا من التطور بين الشباب والآخرين خلال هذه الأزمة. كما وضَّحت النتائج إلى ارتفاع عدم الثقة في مؤسسة وزارة الصحة والحماية الاجتماعية في المغرب، ومنظمة الصحة العالمية.

ولا شكّ أن هذه النتائج يمكن الاستفادة منها في التعامل مع الأحداث الكبرى المستقبلية من قبل صناع القرار والسياسات، ومن ثم اتخاذ القرارات المناسبة لها.

للاقتباس: نعيم الحق، حسين محمد. «تقرير عن مؤتمر مركز ابن خلدون السنوي للتجسير 2024: انعكاسات الأحداث الكبرى على عالَم الأفكار: مقاربة بينية في قياس الوعي العربي، الدوحة: 05 أكتوبر/تشرين الأول 2024، مركز ابن خلدون للعلوم الإنسانية والاجتماعية، جامعة قطر». مجلة تجسير لدراسات العلوم الإنسانية والاجتماعية البينية، المجلد السادس، العدد 2 (2024)، ص247-250. https://doi.org/10.29117/tis.2024.0195

© 2024، نعيم الحق، الجهة المرخص لها: مجلة تجسير ودار نشر جامعة قطر. نُشرت هذه المقالة البحثية وفقًا لشروط Creative Commons Attribution-NonCommercial 4.0 International (CC BY-NC 4.0). تسمح هذه الرخصة بالاستخدام غير التجاري، وينبغي نسبة العمل إلى صاحبه، مع بيان أي تعديلات عليه. كما تتيح حرية نسخ، وتوزيع، ونقل العمل بأي شكل من الأشكال، أو بأية وسيلة، ومزجه وتحويله والبناء عليه، طالما يُنسب العمل الأصلي إلى المؤلف. https://creativecommons.org/licenses/by-nc/4.0