تاريخ الاستلام: 20 يوليو2023

تاريخ القبول: 9 أغسطس 2023

مراجعة كتاب

تكامل العلوم الإنسانية: تعزيز التقدم والتماسك عبر العلوم الاجتماعية والإنسانية، لريك زوستاك

مراجعة: محسن أمين

دكتوراه في علم الاجتماع الثقافي، محاضر وباحث، كلية العلوم الاجتماعية، جامعة العلامة الطباطبائي، طهران، إيران

mohsen_amin@ymail.com

Book Review

Integrating The Human Sciences: Enhancing Progress and Coherence across the Social Sciences and Humanities, by Rick Szostak

Reviewed By: Mohsen Amin

PhD in Cultural Sociology, Faculty of Social Scienses, Allameh Tabataba’i University, Tehran, Iran

mohsen_amin@ymail.com

 

Book Title: Integrating The Human Sciences: Enhancing Progress and Coherence across the Social Sciences and Humanities

Authored by: Rick Szostak

Publisher: New York: Routledge

Year of publishing: 2023

No. of pages: 282

عنوان الكتاب: تكامل العلوم الإنسانية: تعزيز التقدم والتماسك عبر العلوم الاجتماعية والإنسانية

المؤلف: ريك زوستاك

الناشر: نيويورك، روتليدج

سنة النشر: 2023

عدد الصفحات: 282 صفحة

ISBN:            Paperback: 9781032230177 Hardback: 9781032230184 eBook: 9781003275237

الترقيم الدولي (ردمك):

 

 

للاقتباس: أمين، محسن. «مراجعة كتاب: "تكامل العلوم الإنسانية: تعزيز التقدم والتماسك عبر العلوم الاجتماعية والإنسانية"، لريك زوستاك»، مجلة تجسير، المجلد الخامس، العدد 2 (2023).

https://doi.org/10.29117/tis.2023.0147

© 2023، أمين، الجهة المرخص لها: دار نشر جامعة قطر. نُشرت هذه المقالة البحثية وفقًا لشروط Creative Commons Attribution-NonCommercial 4.0 International (CC BY-NC 4.0). تسمح هذه الرخصة بالاستخدام غير التجاري، وينبغي نسبة العمل إلى صاحبه، مع بيان أي تعديلات عليه. كما تتيح حرية نسخ، وتوزيع، ونقل العمل بأي شكل من الأشكال، أو بأية وسيلة، ومزجه وتحويله والبناء عليه، طالما يُنسب العمل الأصلي إلى المؤلف.


 

مقدمة

يعد هذا الكتاب امتدادًا لكتب ريك زوستاك (Rick Szostak) المتمثلة في: "مخطط لتوحيد العلوم الإنسانية: وجهات نظر متعددة التخصصات حول الثقافة"[1]، المنشور عام 2003، و"منظمة المعرفة البينية"، المنشور عام 2016، و"صنع الاحساس بالمستقبل"، المنشور في عام 2022، وهي التي خصصها زوستاك لبيان أهمية وجود جسر يربط بين مختلف التخصصات العلمية.

استهل زوستاك مقدمة الكتاب بطرح عدة أسئلة بسيطة تمثلت في: "ماذا إن أدركنا أنَّ الإنسانيات (العلوم الإنسانية والاجتماعية) تبحث بشكل جماعي في مجموعة من الظواهر الرئيسة (أي الأشياء التي ندرسها) والتي تتفاعل مع بعضها بعض (ومع بعض الظواهر المدروسة في العلوم الطبيعية)؟ هل يمكننا أن نتخيل علمًا بشريًا يسعى إلى دمج فهمه لهذا النظام ضمن وحدة متماسكة؟ إذا كان الأمر كذلك، كيف سيبدو ذلك؟"[2]، ليشرح بعدها مشكلة بحثه الأساسية والنتيجة التي يريد التوصل إليها والهدف الرئيس من وراء تأليفه لهذا الكتاب قائلًا: "سنناقش في هذا الكتاب أنَّه من غير المتصور أن تُطرح "نظرية واحدة لجميع الظواهر الاجتماعية والإنسانية". ولما كان ذلك، يجب أن يكون هناك نوع من المفاهيم الجماعية المشتركة والموحدة بين التخصصات المختلفة لتشكل "خارطة" يمكن الرجوع إليها، لفهم ومعرفة حجم العلاقات التي لا تُعدّ ولا تحصى داخل هذا النظام الكبير – ولكن المحدود والقابل للإدارة في ذات الوقت ونرى بأنَّ هذا الأمر يمكن الوصول إليه من خلال بناء جسر معرفي يربط بين علة الظواهر الاجتماعية والإنسانية التي ترتبط وتتفاعل مع بعضها بعض بشكل أكبر من غيرها، وتشكل معالم الحياة الاجتماعية وتؤثر عليها"[3].

الفصول التسعة

يتكون الكتاب من تسعة فصول، يوجّه الكاتب في كلٍّ منها نقدًا إلى العلوم الإنسانية والاجتماعية، ويشرح في الوقت نفسه آراءه وحلوله الإيجابية ضمن منظومة شاملة يسميها النهج التكاملي للعلوم. إنَّ زوستاك يمهد لفكرته في الفصل الأول من خلال تناول الثغرات الموجودة في العلوم الإنسانية والاجتماعية، ويبين النواقص التي يرى أنها تعتري تلك العلوم، والتي يمكن من وجهة نظره سدُّها عن طريق فكرته الهادفة إلى "دمج البحث ضمن منظومة تكون أكثر تكاملًا" (integrating research into a more coherent whole). جدير بالذكر أنَّ الكاتب لا يكتفي بنقد الواقع الحالي للعلوم الإنسانية والاجتماعية فحسب، بل يتعدّاها إلى تحليل فكرته وانتقادها بنفسه، ومن ثمَّ الإجابة عن أيّ مشكلة يمكن أن يواجهها عند تطبيق نظريته. يتطرق المؤلف في هذا الفصل إلى إطاره التكاملي الذي يتناوله من جوانب شتى في الفصول التي تضمنها كتابه. على سبيل المثال، يعرض المؤلف لمباحث مفيدة لكلّ باحث أو طالب، ساعيًا إلى توسيع ملكاته الفكرية في مختلف الحقول المرتبطة بالعلوم الإنسانية والاجتماعية، والخروج عن الإطار الذي يبقيهم في معزل عن باقي التخصصات خلال سنين دراستهم. من هذا المنطلق، يَفْصِل الكاتب بين العلوم الطبيعية وغيرها من العلوم؛ بحجة إمكانية اتباع ممارسات مماثلة في هذه العلوم دون غيرها. سوف نتطرق إلى هذه النقطة من خلال شرح مفصل لها فيما يلي من فقرات.

يوضح زوستاك في الفصل الثاني المعنون بـ"البحث في العلوم الإنسانية"، الفروقات الأساسية بين ثنائية المقاربات التخصصية والتكاملية بعد عرض خريطة قام بترسيمها للربط بين الحقول النظرية والمنهجية في العلوم الإنسانية والاجتماعية. ويقسم الظواهر إلى ثلاثة مستويات، ويشير إلى وجود علاقاتٍ متعددةً تربط بين عشرة حقول تتشكل منها مستويات تلك الظواهر، وتتمثل في: الثقافة، والاقتصاد، والفنون، والبيئة غير البشرية، والفروق الفردية، والسكان، والصحة، والتقنيات، والعلوم، والبنية الاجتماعية، والسياسات، ويستثني الوراثة الجينية للإنسان من هذه المنظومة. إن الاستنتاج الرئيس في هذه المرحلة يبنى على الانفتاح الذي يَكمن في الأنظمة الفرعية في كل حقل ومجال. في النهاية، يستدلّ الكاتب على واقع التعايش بين هذه الحقول المعرفية وضرورته، ومن هنا، يركز على المعايير الأساسية للعمل البحثي التكاملي، التي تتلخص في الآتي:

-     وضوح السؤال والابتعاد عن مداخلة التخصصات في طرحه.

-     تحيز الأدبيات البحثية وشموليتها.

-     الجمع بين المجالات التخصصية المتنوعة في البحث.

-     تكوين مجتمعات بينية ومتعددة التخصصات، وتقييم البحث من قبلها.

-     التعبير عن الرؤى على أساس مصطلحات موحدة وعالمية.

-     رسم خريطة العلاقات بين التخصصات والظواهر.

-     التحقق بعناية من أن العلاقات المدروسة أكثر أهمية وتأثيرًا من العلاقات الأخرى.

-     مقارنة الدراسات السابقة على أساس تحليل تجميعي (meta-analysis) شامل.

-     تحديد استراتيجية للجمع بين شتى الإنجازات البحثية، وعرضها عبر استخدام الرسوم البيانية وما شابهها.

-     نشر النتائج على مستوى المجتمعات العلمية والأكاديمية ومناقشتها[4].

في بقية الفصل، يتطرق زوستاك إلى مشكلة "الغموض المفرط" ويقترح حلولًا مبدئية للحيلولة بينها. إضافة إلى ذلك ومع الرؤية البراغماتية، يذكر المؤلف بعض النقاط المنهجية، مشيرًا إلى المناهج العامة كالتصنيف والتجربة، والحدس والخبرة، والتأويل والنمذجة الرياضية، والتحليل الإحصائي، والآثاري، والمقابلة، والمشاهدة والاستطلاع ورسم الخرائط[5]. ويوضّح أن هذه الطريقة التكاملية تَجْبر أوجه القصور، وتَحدّ من القيود الموجودة في المناهج البحثية المعروفة، لتصل في النهاية إلى عرض نتائج تكون ضمن إطار منهجي بيني يجمع إيجابيات المناهج المتعددة، ويبتعد عن نقاطها السلبية[6].

 استعان المؤلف في الفصل الثالث بصياغة محادثة افتراضية بين نظريته ونظرية غيره من المنظرين في مجال اندماج العلوم الإنسانية والاجتماعية، وذلك من خلال تصديه إلى الدراسات السابقة التي أجريت في هذه الحقول المشتركة، هادفًا من وراء ذلك إلى تسليط الضوء على إيجابيات ما يطرحه، والثغرات التي اعترت نظريات غيره؛ ليُظهر نقاط القوة البارزة في فكرته في مواجهة نقاط الضعف التي أصابت نظريات غيره من الباحثين السابقين ودراساتهم مشيرًا إلى إيلمان، وغيرنغ وماهوني (Elman, Gerring, & Mahoney)[7]، وسميث (Smith)[8]، وشامبرز (Chambers)[9]، وليبو (Lebow)[10]، وغورارد (Gorard)[11]، وويليامز (Williams)[12]، وهايك (Heyck)[13]، ومارتيني وبومن (Martini, & Boumans)[14] وغيرهم، وتجب الإشارة إلى أنَّ زوستاك عندما يحلل الدراسات المشار إليها وينتقدها غالبًا ما يبتعد عن ذكر ما يُبين أنَّ فكرته في موضع ضعف، وفي حال أشار إلى ما يخالف فكرته، فهو يطرحها بطريقة توضح بأنَّه لا يرى هذه الاختلافات كنقاط يمكن أن تُهدِّد فكرته وتضعفها أو تبين نقصها؛ حيث إنه من الواضح أنَّه يوظف تلك الدراسات السابقة من خلال تركيزه على نقاط الضعف والنقص التي تعتريها؛ لإثبات ادعائه والدفاع عن نظريته المتمسك بها، على أنّها ما يمكن أن تسدَّ الثغرات الموجودة في العلوم الإنسانية والاجتماعية.

يحاول الفصل الرابع التصدي إلى أكثر نقطة شائكة تناولها الكتاب، وهي محاولة وضع تعريف للعلوم الإنسانية، في سعيٍ لوضع تعريفٍ جامعٍ مانع يمكنه أن يشمل ما يرى بأنّه يدخل ضمن العلوم الإنسانية، ويُخْرج منها ما لا يمكن أن يدخل ضمنها. نرى بأنَّ المؤلف يقوم بفصل الفلسفة عن العلوم الإنسانية؛ لينتج عن ذلك طرحه للتعريف الآتي: "العلوم الإنسانية، يستثنى منها الفلسفة، معنية بالتحقيق في مجموعة من العلاقات السببية والأنظمة الفرعية المعنية إلى حد كبير بالفن والثقافة"[15].

إن هذا التعريف يؤكد صحة العديد من انتقاداتنا وانتقادات غيرنا من الباحثين الواردة على مقاربته للإنسانيات، فضلًا عن أنَّه يكشف تفاعله الآلي مع العلوم الإنسانية، الذي يتضح بشكل جليّ من خلال تجنيبه للفلسفة، ليقدم في النهاية، الصورة التي يرسمها لهذا العلم، ويضعه في ذات قالب العلوم الهندسية أو الطبية التي يسعى متخصصوها إلى استكشاف العلاقات العلمية التي تربط الحقول المتنوعة ببعضها بعض، مع علمنا أن الفلسفة والتاريخ يشكلان نقطة البداية والأساس للعديد من التحليلات والنظريات التي تقوم عليها المجالات المختلفة في العلوم الإنسانية والاجتماعية، وفصل هذه العلوم عن أسسها الفلسفية والتاريخية سيمنعنا من فهم الظواهر الإنسانية والاجتماعية.

يحاول زوستاك في الفصل الخامس نقل ما توصل إليه من نتائج ضمن مشروعه التكاملي في العلوم الإنسانية والاجتماعية إلى المتخصصين ودارسي هذا العلم. وفي هذا الصدد، يتطرّق  إلى ضرورة تدريس التاريخ والمنطق التكاملي بمناهجهما المناسبة والتطبيقية، ولكن عندما يتعلق الأمر بأساليب تدريس  الدراسات البينية، يؤكد  على ضرورة فهم العلاقات التي تجمع بين مجموعات معينة من التخصصات الإنسانية والاجتماعية فحسب، ويعتقد أن معرفة هذه العلاقات المتبادلة سينتج عنها ما يسمى بالعلوم الإنسانية، في حال أنَّ الواقع يشير إلى أنَّ الخاصية البنائية (constructive-ness) للعلوم لها أهمية كبرى لدى العديد من الباحثين في العلوم الإنسانية والاجتماعية المنتمين إلى مختلف المذاهب الفكرية، مما يعني أنَّه لا يمكن الاكتفاء بالملاحظات الموضوعية لهذه العلاقات، كما هو الحال في العلوم التقنية والطبيعية، خصوصًا وأنَّ النظريات الناتجة عن الأسس التاريخية والفلسفية رسمت مسارات البحث وحددتها في العلوم الرياضية والطبية كذلك. وعليه، فإنَّ المتخصصين في هذه العلوم لا يستطيعون بناء فرضياتهم ونظرياتهم دون أن يكون لهم أساس تاريخي أو فلسفي يمكنهم الرجوع إليه.

أما الفصل السادس، فكان لمخاطبة المكتبات والتركيز عليها؛ بعدّها أهم مختبرات العلوم الإنسانية والاجتماعية. فالمكتبات في نظر زوستاك إحدى الإشكاليات الرئيسة في مجال الدراسات البينية؛ لأنها تعنى بتنظيم المؤلفات وتصنيفها إلى مجموعات منفصلة عن بعضها بعض؛ فيكون لكل تخصص قسم خاص به، لا يربطه بالأقسام والتخصصات الأخرى، مما يجعل من الصعب تحديد الأعمال البحثية التي تكون مرتبطة وذات صلة ببعضها بعض، ولو كانت منتمية إلى تخصصات مختلفة. وعليه، فإنَّ زوستاك يرى أنَّ هذا التنظيم المكتبي يبعدنا عن الهدف الرئيس الذي يجب على الباحث أن يصل إليه، وهي العلة المشتركة التي تربط الظواهر ببعضها بعض، بغض النظر عن النظريات والمصطلحات المتنوعة التي يتناولها كل تخصص بسطًا وتشريحًا. ولحلّ هذه الإشكالية، يقترح زوستاك إعادة تنظيم المكتبات على أساس المواضيع المشتركة التي يتناولها كل تخصص؛ إذ في وقتنا الحالي تهتم المكتبات بتقسيم كل تخصص وتصنيفه على حدة، في حال يمكن أن يكون هناك تخصصان يتناولان الموضوع نفسه، لكن بمصطلحات مختلفة، وعند التدقيق فيها يتضح أنَّها توصّف ظاهرة واحدة ومشتركة!

وعليه، فإنَّ زوستاك يرى أنَّه من المجدي والمرغوب فيه تمامًا تنظيم المكتبات (المادية والرقمية) حول الظواهر التي ندرسها، كما هو محدد في خريطتنا للعلوم البشرية (وخريطة مماثلة للعلوم الطبيعية).

بالإضافة إلى ما سبق، فإنَّ أحد أهداف المؤلف كتابة التوصيات السياسية، وبيان التأثير الذي تحمله العلوم الإنسانية والاجتماعية في مجال صنع القرار، ولذلك فقد خصّص الفصل السابع لهذا الأمر، وبالرغم من أخذنا بعين الاعتبار أنَّ رأي الكاتب وتنظيره في هذا الشأن يعدّ ناقصًا، وغير شامل للتأثير الواقعي والفعلي الذي تحمله العلوم الإنسانية في مجال صنع القرار والسياسات إلا أننا سنراجع وجهة نظره حول هذا الموضوع في جزء التقييم من هذه المراجعة.

 يتطرق  الفصل السابع بشكل خاص إلى النتائج المتحصلة من تكامل العلوم الإنسانية، والاهتمام بفئاتها الفرعية السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وأشار إلى أنه وفقًا للفرضية القائلة بأن "البحث التكاملي سيكون أقلّ انحيازًا وأكثر شمولًا"[16] ، فإنّه يمكننا توقع إجراء دراسات بالطريقة التي تقترحها هذه الفرضية؛ لتحقيق المزيد من النجاح في مجال الحوكمة بطريقة تؤدي في النهاية إلى التنمية العالمية وتحسين رفاهية الناس. كذلك، فإنَّ المؤلف يرى بأنَّه من المزايا التي يمكن الإشارة إليها والتي ستكون ناتجة عن تطبيق منهجيته (التكاملية) المقترحة في مجال الحوكمة هي: 1- المزيد من الاهتمام بالآثار الجانبية، 2- خلق بيئة بينية (متعددة الأوجه والتخصصات) بين الباحثين وصانعي السياسات وإجراء دورات تدريبية علمية تساعد واضعي السياسات في اتخاذ قراراتهم.

جاء الفصل الثامن بـعنوان "إدارة التحوّل وتحوّل الإدارة"، وقد عرض فيه الطريقة المثلى التي يمكن من خلالها إدارة العلوم الإنسانية في إطار تكاملي. وابتدأ المؤلف باتهام علماء العلوم الإنسانية والاجتماعية – الذين يلتزمون بالحدود الحالية (السائلة وغير الثابتة) الفاصلة بين التخصصات – بالجمود، وقد بيّن الفصل محاولات زوستاك في تقرير اقتراحه بشأن تنظيم العلوم الإنسانية والاجتماعية وإدارتها، متناسيًا أو غير مبالٍ، بأنَّ هذه العلوم ليست إدارات يمكن التحكم فيها وإدارتها كما يريد، ووفقًا لما تمليه عليه نفسه، أطلق زوستاك على مبادرته اسم "التغلب على الجمود الأكاديمي"؛ ليبدأ عملية التشكيك في باحثي العلوم الإنسانية والاجتماعية ومتخصصيها الذين ما زالوا متمسكين بالحدود الفاصلة بين مختلف مجالات هذه العلوم؛  ليتمكن من الوصول إلى الغاية التي يريدها[17].

وقد جاء الفصل التاسع خاتمًا لهذا الكتاب، ملخصًا الحجج الرئيسة التي تناولها كل فصل.

التقييم النهائي

 عندما نقرأ الكتاب قراءة متأنية وفاحصة، نرى أنه ينتقد التفتت الذي أصاب العلوم الإنسانية والاجتماعية، ويحاول طرح حلولٍ ونظريات غايتها الابتعاد عن هذا التشتت، وتقريب مجالات العلوم الإنسانية والاجتماعية المختلفة ببعضها بعض. إضافة إلى هذا، فإن الفكرة المركزية المطروحة في الكتاب تحاول إضفاء الطابع التعددي على العلوم الإنسانية والاجتماعية؛ حتى تبتعد عن النظرة التي تجعل هذه العلوم ذات بعد واحد، وتقيدها وتحصرها في قالب معين بمعزل عن بعضها بعض، إلا أنَّ نظرة الكاتب الآلية في طرحه للمقترحات التي يرى بأنها تحل هذه المشكلة، أدى إلى عدم واقعية تطبيقها وخطورتها، خصوصًا  إذا تمعنا في الحجج التي حاول الكاتب الاستدلال عليها، ونرى أيضًا أن حججه قد تخلو من الإبداع، والحلول الابتكارية والمعرفية الجديدة، وكذلك فإن الأمر يعد خطيرًا في زمن أصبح الذكاء الاصطناعي يغير معالمه، من خلال التعلم العميق والمستمر لتحليل البيانات التي يتلقاها، للوصول إلى قرارات متعددة تؤثر على حياة الأفراد. ولما كان ذلك، فإنَّنا نرى بأنَّ الباحث الإنساني يجب أن يكون موجودًا؛ ليبتكر بإدراكه الذهني وجهده العقلي حلولًا، يمكنها سدّ الثغرات التي تواجه العلوم الإنسانية والاجتماعية في دارستها للظواهر التي تصيب المجتمعات البشرية.

رغم الانتقادات الواردة، إلا أنَّ هذا الكتاب لم يخلُ من بعض النقاط الإيجابية التي يمكن الإشارة إليها، مثل: اعتماده على مراجع متنوعة ومختلفة، تتمثل في كتب منشورة باللغة الإنجليزية، ومقالات إلكترونية نشرت في دوريات علمية مختلفة، علاوة على تمتع الكتاب بأسلوب كتابي بسيط، وتجنبه للإسهاب والإطناب، الأمر الذي جعله سهل القراءة، وغير عصي على الفهم، بالإضافة إلى تلخيص أهم النقاط التي تتطرق إليها كل فصل، كما أن سرد للحجج الرئيسة التي شكلت مباحثه  بطريقة مختصرة في الفصل التاسع، يعد من المزايا التي تمتع بها؛ لتهيئة القارئ ومساعدته على فهم المادة المقدَمة له واستيعابها.

على الرغم من وجود هذه النقاط الإيجابية، فإنَّ الكتاب لم يخلُ من بعض النقاط السلبية التي أثرت عليه، كافتقاره إلى التماسك النظري والموضوعي في فصوله، مما أدّى إلى ظهور تناقضات بين آرائه، فعلى سبيل المثال: نرى أنَّ زوستاك في بعض الفصول وفقًا للتعريف الذي قدّمه للعلوم الإنسانية، يُجنِّب الفلسفة والتاريخ عن هذه العلوم إلا أنَّه في فصول أخرى يرجع ويقترح تدريس العلوم الفلسفية والتاريخية – بشكل نسبي – حتى تُطبّق الدراسات البينية. ولعل أحد أسباب هذا التناقض الذي وقع فيه المؤلف، يرجع إلى عدم وجود إطار فلسفي واضح يتبناه ليؤسس عليه نظريته بشأن تكامل العلوم الإنسانية والاجتماعية، بالإضافة إلى عدم التِفاته إلى العوائق الواقعية الناتجة عن عدم مراعاته للمتطلبات النظرية والعلمية التي تواجه نظريته وتضعفها. من المفارقات أنَّ زوستاك يحاول التنظير حول علوم إنسانية متماسكة، بالرغم من أنَّه من خلال فصول كتابه، وقع في العيب ذاته الذي ينتقده، وهو عدم وجود تماسك يربط فصول كتابه بعضها بعض!

من النقاط التي تستحق التنويه، تركيز المؤلف على طبيعة العلوم الإنسانية التطورية، ولكن البَيِّن أنه أهمل مبادئها ولم يتطرق لها كما يجب، فعلى الرغم من أنَّ إحدى نتائج مشروعه الفكري المقترح هي تراكم المعرفة وتقدمها التدريجي، إلا أنه لم يشرح فعليًا الأسس الفلسفية والتاريخية التي قامت عليها هذه الحصيلة. لذلك، كما ذكرنا في السطور السابقة، أحيانًا ما تتسبب نظرته الآلية لبيئة العلوم الاجتماعية والإنسانية في عدم حدوث أي تغيير خاص، ولو غيرنا أماكن الإنسان مع الآلة أو الحاسوب في خريطته المقترحة.

من هذا المنطلق، تصدى المؤلف إلى فكرة "إدارة العلوم الإنسانية"، وتعامل معها كشيء يحتاج إلى الإدارة؛ حتى تستطيع أن تنمو وتتطور. ولا شك أن تلك النظرة إلى العلوم الإنسانية هي نظرة ذات إشكال، وهي بالطبع بعيدة كل البعد عن الطبيعة التي تتمتع بها هذه العلوم، وتتمايز عن غيرها، من حيث عدّها المجتمع كيانًا حيًّا، لا يمكن فهمه بالضرورة من خلال حصره والإحاطة به في قالب معين؛ إذ إن كل ما يجب فعله هو مواكبة التغيرات التي تصيب هذا المجتمع، وفهمها لإيجاد حلول للمشاكل الجديدة التي يمكن أن تظهر على السطح؛ لأجل ألا تكون هذه العلوم مجرد حبر جامد على ورق، ونظريات لا تغني ولا تسمن من جوع.

إنَّ استخدام الكاتب عبارة "إدارة المعرفة البشرية والاجتماعية" تشير إلى أنّه وضع الباحث في منصب الحاكم، أو على الأقل، يرى أن الهدف النهائي للدراسة العلمية في مجال العلوم الإنسانية والاجتماعية هو استنباط القوانين التي تحكم الظواهر الاجتماعية والإنسانية والسيطرة عليها. كان هذا الرأي سائدًا بين أتباع الفكر الوضعي الأوائل، لكن فيما بعد، وبسبب الانتقادات التي وُجِّهت للمساواة بين العالم الطبيعي والمجتمع الإنساني، رغم اختلافاتهما الواضحة، فقد انسحب عمليًا من المجال الفكري والبحثي المرتبط بالعلوم الإنسانية والاجتماعية، مما يجعل دعوة الكاتب إلى تبني رؤية جديدة ومبتكرة في الدراسات البينية تستبطن نفس النظرة المهجورة التي كانت تساوي بين العلوم الطبيعية والإنسانية، ويرى أنَّه على ذات سياق العلوم الطبيعية فإنَّ هناك قواعد وقوانين تتحكم بالظواهر الإنسانية، مما يجب معرفتها واكتشافها؛ حتى نتمكن من السيطرة على الطبيعة البشرية وإدارتها.

إن المؤلف يشرح فكرته التكاملية دون أن ينتبه إلى لوازمها النظرية، والمدارس التي يجب الرجوع إليها، لذلك نرى ضرورة الإشارة إلى وجود مدارس عدة في العلوم الإنسانية من أهمها: المدرسة الوضعية، المدرسة التفسيرية، والمدرسة النقدية، في حال أنَّ إشارات الكاتب إلى العلوم الإنسانية تظهر أنه يغفل المدرسة النقدية التي تسعى لتحرير العالم من الظواهر التي لا تتناسب مع حرية الإنسان، كما أنَّه تجاهل الاختلافات الفلسفية في العلوم التي تظهر في نظرية المعرفة والأنطولوجيا والمنهجية. من الطبيعي أنَّ عدم التفات الكاتب لهذه المذاهب المختلفة أثرت بطريقة مباشرة وغير مباشرة على تحليله الذي يعد مبتورًا وسطحيًا؛ إذ إنه من خلال محاولته لتجنيب الفلسفة والتاريخ عن العلوم الإنسانية، يحذف جانبًا كبيرًا من المعرفة التي يمكن الوصول إليها عند قراءة الظواهر المحيطة بالمجتمع الإنساني، ويعد هذا ضعفًا يواجه زوستاك عند مقارنته مع بعض المفكرين  – كالمفكر الألماني فلهلم دلتاي (Wilhelm Dilthey) – الذين وصفوا هذه العلوم بأنها "علوم الروح" (Geisteswissenschaften) في محاولة منهم للوصول إلى فهم عميق حول الظواهر الإنسانية التي واجهت العالم البشري.

من التناقضات التي وقع فيها زوستاك أنَّه يدعونا عبر مشروعه التكاملي إلى قراءة شاملة وتاريخية للظواهر، وفي الوقت نفسه فإنّه يُبعد التاريخ عن هذه العلوم والتخصصات الفرعية ويتجاهل سياقات تكوينها، على سبيل المثال: يقارن الكاتب بين العلوم الإنسانية والعلوم الطبيعية في الفصل الثاني[18]، ويستدلّ على ضرورة استخدام الرؤية التكاملية في العلوم الإنسانية على غرار العلوم الطبيعية، متجاهلًا الفروقات التي تميز هذين العلمين عن بعضهما بعض، ويدعو الآخرين إلى تجاهل هذه الفروقات، وانتهاج المذهب الذي يسري عليه. من هذا المنطلق، يستخدم المؤلف عبارة "سوء فهم" (misunderstanding) مرات عديدة؛ لكي يصف ما يراه فقدانًا للفهم المشترك في الاجتماعات العلمية، في حين أن معظم هذه الانطباعات التي يعبر عنها على أنها سوء فهم ليست إلا اختلافات في المبادئ ووجهات النظر وحتى المصالح.

كما تجب الإشارة إلى أنَّ تكامل المناهج في هذا المجال يصنع إشكالية كبيرة تغيب عن الكاتب، تجعله يقع في مغالطة التركيب التي تجعله يفترض أن الجمع بين المناهج المختلفة سيؤدي حتمًا إلى توظيف إيجابياتها دون السلبيات التي توجد فيها، في حين أنَّ هذه الفكرة قد تؤدي إلى فوضى منهجية ينتج عنها ارتباك ذهني، وتناقض في النتائج والتفاسير النهائية.

من الإيجابيات التي نتجت عن مشروع زوستاك، محاولته وضع خريطة بحث شاملة تساعد الباحثين في القيام بأبحاثهم، لكن ما يعاب عليه هو طرحه فكرة وجود معايير موحدة ومشتركة يستند إليها الباحثون عند إجراء عمليتهم البحثية، وهذا بطبيعة الحال، يؤدي إلى تقييد العمل البحثي والإبداع الفكري؛ حيث إن الهدف من وراء طرح زوستاك لتلك الفكرة هي عولمة العلوم الإنسانية، مع أنَّ هذا الأمر يتعارض مع ماهية هذه العلوم التي تتأثر بحياة الأفراد في المجتمعات المختلفة، لذلك نرى جدوى الالتفات إلى  مقترحات بعض من المنظرين في مجال الدراسات البينية الذين ركزوا على تقوية العلاقات العلمية والبحثية في مختلف المجالات دون فرض شروط ومعايير محددة، على سبيل المثال: ديفيد بدرسن (David Pedersen) تطرق إلى إشكالية متقاربة مع الإشكالية التي يطرحها زوستاك، لكنه اختلف عنه عند ذكره لـ"عدم التجانس والتقلب" (heterogeneity and volatility) الموجود في العلوم الإنسانية والاجتماعية، والتي تعد أحد العوائق والتحديات التي تواجه مثل هذه المبادرات[19].

بالإضافة إلى ما سبق، فإنَّ المؤلف يعتقد بأن "توحيد المصطلحات" ينتج عنه "وضوح التعبير"، بينما الوضوح قد يتحصل بمجرد الرجوع إلى السياق التاريخي الخاص بالموضوع، دون الحاجة إلى التوحيد. في الواقع، نرى أنَّ هذا وجه من أوجه حذف الأنسنة والابتكار في البحث العلمي، ومحاولة لبسط سيطرة المنظور الاستيعابي (assimilation) على الباحثين؛ حتى يقوموا بكتابة أعمالهم البحثية في قالب موحد، مثل ما يرى هذا الأمر في اقتراحه التعليمي القائم على تطوير اللغة الإنجليزية الذي ذكره في الفصل الخامس من الكتاب[20].

وعلى الرغم من الانتقادات التي وجهناها للكتاب، إلا أننا نقدر مساعي المؤلف، وينبغي علينا الإقرار بأن كتابه يعدّ إضافة حقيقية لمكتبة الدراسات البينية، وعملًا تمهيديًا جديرًا بالقراءة في هذا الحقل المعرفي الجديد، ونأمل أن تتبعه كتابات أخرى تزيح الغبار عن فكرة البينية في العلوم الإنسانية والاجتماعية وتوضحها بدرجة أكبر. مع أن الكتاب لم يستطع تقديم خطة مبتكرة وواقعية للدراسات البينية في العلوم الإنسانية بشكل كامل، إلا أنه اتخذ خطوة أولية في هذا الاتجاه، ومهّد الطريق لباقي الباحثين، ونوصيهم باجتناب الحُفر التي وقع زوستاك فيها، ومحاولة التنظير في هذا المجال بشكل واقعي، غير متناسين الأسس التاريخية والفلسفية التي يجب دراستها عند قراءة الظواهر الإنسانية؛ لاكتساب معرفة عميقة ودقيقة بشأنها. إننا نرى أنَّ هذه الخطوة التي اتخذها زوستاك يُتوقع اتباعها بشغف وحذر وجهد إضافي، خاصة في الدول والمناطق غير الغربية كالشرق الأوسط.

وفي الختام، نؤكد على القيمة العلمية لمقترحات الكتاب التي يمكننا تلخيصها في ثلاث توصيات رئيسة:

1-     ضرورة وجود فهم مشترك للظواهر الإنسانية والاجتماعية يربط بين مجالات العلوم الإنسانية المختلفة.

2-     إعادة صياغة سياسات البحث العلمي في العلوم الإنسانية؛ لتكون معتمدة على قواعد ومنهجية الدراسات البينية حسب الرؤية الشاملة.

3-     تكوين خريطة تجمع بين جميع تخصصات العلوم الإنسانية، من خلال تطبيق قواعد المنهجية البينية؛ لتشكيل كلٍ متماسك، كإعادة تنظيم المكتبات. إلا أننا نرى أنَّ هذا الأمر يجعلنا نواجه مشكلة أصعب وأكبر في مجال المكتبات الواقعية؛ حيث إنَّه يجبرنا على تنظيم مكتبة خاصة تجمع المفاهيم والنظريات والمجموعات الفرعية المرتبطة لكل ظاهرة في العالم، وهذا أمر غير متصور، أما بالنسبة إلى المكتبات الافتراضية أو الإلكترونية، فالأمر يرجع إلى طريقة البحث وفق الخوارزميات التي بنيت عليها هذه المواقع، كما أنَّ وجود الذكاء الاصطناعي في الوقت الراهن أصبح يسهل تلك العملية.

المراجع

References:

 

Chambers,  Chris. The Seven Deadly Sins of Psychology: A Manifesto for Reforming the Culture of Scientific Practice, Princeton NJ: Princeton University Press, 2017.

Elman, C., Gerring, J & Mahoney, J. (eds). The Production of Knowledge: Enhancing Progress in Social Science, UK: Cambridge University Press, 2020.

Gorard, Stephen. Research Design: Creating Robust Approaches for the Social Sciences, London: SAGE, 2017.

Heyck, Hunter. Age of System: Understanding the Development of Modern Social Science, Baltimore: Johns Hopkins University Press, 2015.

Lebow, R.N. Reason and Cause: Social Science and the Social World, UK: Cambridge University Press, 2020.

Martini, C. & Boumans, M.  "Introduction" In:  Experts and Consensus in Social Science, Berlin: Springer, 2014.

Pedersen, D.B. "Integrating Social Sciences and Humanities in Interdisciplinary Research", Palgrave Communications, Vol. 2, No. 1 (2016). DOI: 10.1057/palcomms.2016.36

Smith, R.B. Cumulative Social Inquiry: Transforming Novelty into Innovation, New York: Guilford Press, 2008.

Szostak, R. A.  Schema for Unifying Human Science: Interdisciplinary Perspectives on Culture, USA: Susquehanna University Press, 2003.

–––. Integrating the Human Sciences: Enhancing Progress and Coherence across the Social Sciences and Humanities, New York: Routledge, 2023.

William, M. Realism and Complexity in Social Science, London: Routledge, 2020.



[1]- Rick Szostak, A Schema for Unifying Human Science: Interdisciplinary Perspectives on Culture (USA: Susquehanna University Press, 2003).

[2]- Rick Szostak, Integrating the Human Sciences: Enhancing Progress and Coherence across the Social Sciences and Humanities (New York: Routledge, 2023), p. 1.

[3]- Ibid. p. 2.

[4]- Ibid. pp. 26-27.

[5]- Ibid. p. 4.

[6]- Ibid. pp. 40-45.

[7]- Colin Elman, John Gerring & James Mahoney (eds.), The Production of Knowledge: Enhancing Progress in Social Science (UK: Cambridge University Press, 2020).

[8]- Robert B. Smith, Cumulative Social Inquiry: Transforming Novelty into Innovation (New York: Guilford Press, 2008).

[9]- Chris Chambers, The Seven Deadly Sins of Psychology: A Manifesto for Reforming the Culture of Scientific Practice (Princeton: Princeton University Press, 2017).

[10]- Richard N. Lebow, Reason and Cause: Social Science and the Social World (UK: Cambridge University Press, 2020).

[11]- Stephen Gorard, Research Design: Creating Robust Approaches for the Social Sciences (London: SAGE, 2017).

[12]- Malcolm William, Realism and Complexity in Social Science (London: Routledge, 2020).

[13]- Hunter Heyck, Age of System: Understanding the Development of Modern Social Science (Baltimore: Johns Hopkins University Press, 2015).

[14]- Carlo Martini & Marcel Boumans, "Introduction", In: Experts and Consensus in Social Science (Berlin: Springer, 2014).

[15]- Szostak, Integrating the Human Sciences, Op. cit., p. 78.

[16]- Ibid. p. 124.

[17]- Ibid. pp. 157-162.

[18]- Ibid, p. 6.

[19]-  يشرح بدرسن (Pedersen) فكرته قائلًا: "في العلوم الإنسانية والاجتماعية، حيث لا تتبع أنماط النشر والتواصل والمهنة النموذج السائد لإنتاج المعرفة التقنية العلمية. كما هو الحال في العديد من الحالات الأخرى، لا يوجد مقاس واحد يناسب الجميع لتحديد الأولويات، أو مراجعة الأقران، أو إدارة المشروع، أو توزيع الجدارة الأكاديمية عبر البيئات التأديبية المختلفة. بدلًا من ذلك، سيتطلب تعظيم مشاركة باحثي في المشاريع متعددة التخصصات أدوات ومنصات جديدة تحفز بشكل انعكاسي الفضول والإبداع والقدرة على حل المشكلات لجميع التخصصات المعنية. في مجالات مثل تغير المناخ، وكفاءة الموارد، والتحضر والطب، هناك حاجة ملحة لتطوير فهم أعمق بكثير للتجربة البشرية والمعنى في عالم شديد الترابط، ولكنه غير مستقر"، انظر:

D.B. Pedersen, "Integrating Social Sciences and Humanities in Interdisciplinary Research", Palgrave Communications, Vol. 2, No. 1 (2016), p. 6. DOI: 10.1057/palcomms.2016.36

[20]- Szostak, Integrating the Human Sciences, Op. cit., pp. 130-132.