تاريخ الاستلام: 12 أغسطس 2022

تاريخ القبول: 18 ديسمبر 2022

مقالة بحثية

السّيبرانية النسوية العربية: المفهوم الأسئلة التحديات

رامي أبو شهاب

محاضر، قسم اللغة العربية، كلية الآداب والعلوم، جامعة قطر

rabushehab@qu.edu.qa

ملخص

يهدفُ هذا البحث إلى اختبار مفهوم النسوية السّيبرانية عبر تحديد المرجعيات المنشئة لها، ولا سيما أهم منظرات المقولات السّيبرانية النسوية، كسادي بلانت (Sadie Plant) ودونا هاراواي (Donna Hardaway)، بالتوازي مع الإشكالات التي تنطوي عليها الجملة المفاهيمية والإجرائية المتصلة بهذا المفهوم، ومن ثم اختبار فرضية أثر ذلك على النضال النسوي في العالم العربي من خلال اعتماد بعض التقارير الصادرة عن مؤسسات دولية كالأمم المتحدة، وما يكمن من معوّقات تتمثل باتساع الفجوة الرقمية بين الرجل والمرأة، علاوة على الإشكاليات الثقافية التي تتصل بالمنظور، وما يسكنه من أسئلة، وتحديات مستقبلية تتطلب وعيًا على مستوى الخطاب والممارسة في سياق قراءة ثقافية تعتمد التقاطع المعرفي.

الكلمات المفتاحية: النسوية، السيبرانية، التكنولوجيا، المرأة العربية، الفجوة الرقمية بين الرجل والمرأة

للاقتباس: أبو شهاب، رامي. «السّيبرانية النسوية العربية: المفهوم – الأسئلة – التحديات»، مجلة تجسير، المجلد الخامس، العدد 1 (2023)

© 2023، أبو شهاب، الجهة المرخص لها: دار نشر جامعة قطر. نُشرت هذه المقالة البحثية وفقًا لشروط Creative Commons Attribution-NonCommercial 4.0 International (CC BY-NC 4.0). تسمح هذه الرخصة بالاستخدام غير التجاري، وينبغي نسبة العمل إلى صاحبه، مع بيان أي تعديلات عليه. كما تتيح حرية نسخ، وتوزيع، ونقل العمل بأي شكل من الأشكال، أو بأية وسيلة، ومزجه وتحويله والبناء عليه، طالما يُنسب العمل الأصلي إلى المؤلف.

 

 


 

Submitted: 21 August 2022

Accepted: 18 December 2022

Research Article

Arab Cyber Feminism: Concept, Questions and Challenges

Rami Abu Shehab

Lecturer, Department of Arabic Language, College of Arts and Sciences, Qatar University

rabushehab@qu.edu.qa

Abstract

This research aims to examine the concept of cyber-feminism by identifying the references establishing it, especially the most crucial theories of feminist cyber-categories, such as Sadie Plant and Donna Hardaway, in parallel with the difficulties involved in the concepts and procedures related to this subject. In addition to testing the hypothesis of cyber feminism’s impact on the Arabic female struggle by adopting some reports issued by international institutions such as the United Nations, whilst elaborating on the obstacles that affect the Arab feminist movement within the context of an interdisciplinary cultural approach. The research also discusses the questions related to this concept, and future challenges that require appropriate awareness of the level of the discourse and practice.

Keywords: Feminism; Cyber; Technology; Arab Women; Digital gap between men and women

 

Cite this article as: Abu Shehab, Rami. "Arab Cyber Feminism: Concept, Questions and Challenges," Tajseer Journal, Vol. 5, Issue 1 (2023)

© 2023, Abu Shehab, licensee QU Press. This article is published under the terms of the Creative Commons Attribution-NonCommercial 4.0 International (CC BY-NC 4.0), which permits non-commercial use of the material, appropriate credit, and indication if changes in the material were made. You can copy and redistribute the material in any medium or format as well as remix, transform, and build upon the material, provided the original work is properly cited.

 


 

مقدّمة

تنهض الإشكالية البحثية على اختبار جدلية الصيغ الناشئة بين تكوينين: الأول (الإنسان) بما يحتمله من تمظهرات مادية ومعنوية، مع ما يتبع ذلك من تعالقات تابعة أو محاذية تبرز بوصفها جزءًا من نشاطات الإنسان، وممارساته كالتجارة، والحرب، والعمل، والتعليم، والعلاقات، وغير ذلك، في حين يتحدد التكوين الثاني بكلمة (سيبراني) Cyber التي تُحِيل إلى وجود طارئ جديد دائم التّشكل أو التّحول تبعًا لعلاقتها مع الكلمة الأولى، وبهذا، فإننا أمام حالة جديدة تنشأ من التّشكل، والتحول، وبوجهٍ خاص عند الجمع بين هذين التكوينين في تشكيل ماهية جديدة قادرة إلى الانزلاق إلى كل ما يتصل بوجودنا الذي بدأ بمفارقة التشكيل الصلب نحو ماهية سائلة.

إن هذا التركيب الجديد الذي يَسِم جوانب حياتنا كافة، قد أمسى ناشطًا في تغيير أنماط بنيوية في تبديل ماهية الإنسان، وسلوكه، وأنشطته، بل وأن يُحدث انقلابًا يطال علاقات القوى والسلطة تبعًا لبروز عوامل جديدة يمكن أن نلحظ آثارها على كيانات جديدة بدأت بالتّحول، أو الظهور، ونعني الحرب السيبرانية، والتجارة السيبرانية، والإرهاب السيبراني، والعلاقات السيبرانية... ما يقودنا إلى مفهوم جديد، ونعني "النسوية السيبرانية" أو النسوية التكنولوجية التي تحتل موقعًا متقدمًا في الجدل الذي ينطوي على طيف كبير من المساس بالنمط الحياتي اليومي المعاش تبعًا لموقع المرأة التي تتقاسم نصف الحياة، وبوجه خاص رحلتها نحو تحقيق ما تسعى إليه من نيل حقوق أو تحقيق المساواة مع الرجل عبر الإفادة من كل ما يطرأ أو يستجد من أدوات وأساليب بغية تحقيق هذا الهدف المنشود.

ومن أجل تحديد النماذج الفاعلة للنسوية السيبرانية، ثمة أهمية منهجية للبحث في الإطار المعرفي والمفاهيمي للجمع بين مفهومي النسوية والتكنولوجيا؛ إذ ينبغي - بداية - النظر في كلمة Cyber (سيبراني) في المعجم؛ حيث يشار إلى أن أول ظهور لهذه الكلمة كان في عام 1992[1]،يذكر موقع القاموس الإنجليزي في محاولته لتعريف هذه الكلمة بأنها كلمة تسبق كلمات متعددة، غير أن كل كلمة سابقة تبدو جزءًا من ماهية الإنسان في تكوينه، كما سياقاته: الثقافية، والتاريخية، والاجتماعية، ومن هنا تأتي جدلية إضافة كلمة السيبرانية لتمسي إضافة تحمل جزءًا غير قليل من فاعلية التطور، والأهم التعديل في ماهية المفهوم السياقي في كل من الخطاب، والممارسة، والأفق، حيث إن كلمة سيبراني تتجاور مع كلمات أخرى كي تنتج مفاهيم، وماهيات جديدة إلى حد ما... منها: الهجوم السيبراني، والأمن السيبراني، والإرهاب السيبراني، والحروب السيبرانية، وغيرها الكثير[2]، ما يقودنا إلى التسليم بفواعل جديدة لهذه الماهيات التي أخذت بالتّشكل في حياة الإنسان.

من اللافت للنظر بأن التكوين المادي لتلك الماهيات بات عرضة للتعديل، وهذا يستجلب تعديلًا في التعامل تبعًا للمكون الناشئ، ومن هنا فإن هذه المقاربة تتقصد البحث في موضوع النسوية، عبر الطارئ الجديد (السيبراني) الذي يمكن أن يشكّل أداة مستجدة في التعبير عن المعضلة النسوية، ونضالها المستمر، ونعني الاستعانة بالسيبرانية، بالتّعاضد مع الأدوات التقليدية لمقاومة تهميش المرأة، وإقصائها، أو إغراقها في تمثيل مستمر من قبل النموذج الذكوري؛ أو على العكس من ذلك؛ إذ يمكن أن نرى في السيبرانية أداة إضافية لتحييد المرأة، وإدراجها في تمثيلات سلبية، والنيل من حقوقها؛ ولهذا ينبغي النظر إلى مفهوم النسوية السيبرانية عبر اتجاهين جدليين ينطويان على وظيفتين متناقضتين، فهي إما أن تكون وسيلة للتنميط والاستغلال، وإما أن تكون وسيلة لمقاومة النظم الأبوية (البطريركية).

 وهكذا تحتمل السيبرانية شكلًا جديدًا لا من حيث تحطيم أحد عوامل الهيمنة التي تتجاوز الذكورية القائمة على التمثل المادي للاختلاف على المستوى الجندري فحسب، وإنما على مستوى الاختلاف الثقافي؛ انطلاقًا من مركزية نفي الجندر في المقام الأول، وتعديل المنظور الثقافي المتصل بالمرأة، ذلك أن السيبرانية أقصت التمثيلات الثنائية، في حين عملت على ردم الحدود التي كانت تنتج تفوقًا ذكوريًا غذّته الثقافة المجتمعية بصورتها المطلقة بغض النظر عن المكان، والزمن.

أولًا: ذاكرة الخطاب النسوي، وأفق المستقبل

تشكل الخطابات النسوية السردية جزءًا من ذاكرة الحركة بوصفها تعاضدًا خطابيًا متكاملًا في التعبير عن القضايا النسوية، ولكن ينبغي أولًا قراءة مقدمات الحركة النسوية في سياقها العالمي، كونها تعني عملية مستمرة من التطوير والتعديل والنضال المستمر، ففي كل مرحلة نجد أن الحركة النسوية العالمية تمكنت من تحقيق بعض المكتسبات، ولكنها بدت غير مكتملة، أو قاصرة، وهنا تتخذ الاختلافات دورًا جوهريًا في قراءة الحركة النسوية تبعًا لتفرع التنظيرات والتيارات التي وسمت هذه الحركة، والتي تتحدد بثلاث موجات شكل البعض منها إرهاصات مبكرة، كما ردود فعل، ومن ذلك نتاج الموجة الثالثة التي ظهرت في بداية التسعينيات، وجاءت بوصفها ردة فعل على فشل تحقيق الموجة الثانية لأهدافها، ولا سيما في ستينيات القرن المنصرم[3].

لقد بدت هذه الجهود أقرب إلى مقولات تتجاوز ثنائية التمايز بين الرجل والمرأة، ولا سيما في المراحل الأولى، فهناك المطالبات التي تتعلق بقضايا اجتماعية، بالإضافة إلى مطالبات سياسية وحقوقية تتصل بالأجر، وحق التصويت، والتمثيل السياسي، وغير ذلك، ولكن مع تغير السّياقات الناشئة بداعي ظهور الثورة الصناعية الرابعة، ولا سيما في مطلع الألفية الثالثة سنجد أن مفهوم التكنولوجية الثقافية قد أضحى جزءًا من مناخات حركة ما بعد الحداثة التي تسعى إلى تقوض مفاهيم السرديات المطردة التي تنهض على احتكار رؤية واحدة للتاريخ. فعلمية التقويض التي بدأت مع خطابات "رولان بارت Roland Barthes"، و"جاك دريدا Jacques Derrida و"فرانسو ليوتار François Lyotard وغيرهم من منظري ما بعد الحداثة شكلت إرهاصات أولية خطابية لنزع المركزية التي هيمنت في الخطابات كافة، بدءًا من العمارة، كما مرويات الاستعمار، والاستعلاء الثقافي، علاوة على المركزيات الثقافية، والأهم فكفكة منظومات الخطابات الذكورية... فلا جرم - إذن - أن يتحدث "ديفيد هارفي David Harvey" عن مفهوم المدينة الناعمة بوصفها جزءًا من تكوين نموذج ما بعد الحداثة[4]، وبهذا برز ما بات جزءًا من عملية نفي تلك الحدود، والهيمنة عبر وسيط جديد، ونعني الثقافة التكنولوجية أو الإنترنت الثقافي كما يتضح من استخدام هذا المصطلح.

كي يتحدد الإطار المنهجي ينبغي اختبار شبكة من المفاهيم المتعلقة بالتواصل بين البنى المؤسسة لخطابات التي تنهض على منظومة ما بعد الحداثة التي يُنظر إليها بوصفها منظومة تحوّلات تطال الكثير من المستويات في الأدب والعمارة والاقتصاد والفن والفلسفة[5]، وغيرها، كما أنها قادرة على أن تستوعب كل شيء[6]، ولكن أهم أدوارها تفعيل الثورة على المفاهيم والنظريات التي تدعي تصورًا أو وجهة نظر واحدة، فما بعد الحداثة تتصل بالشيء غير المتعيّن، أو استحالة التحديد مع بروز التهجين والمفارقة، وغيرها[7]؛ إذ تبقى القيمة الأكبر لتمظهرات التعبير عن الوضع النسوي وتمظهراته، وهو ما يتحدد حسب مفهوم الحركة النسوية بأنها: اللغة، والأفكار، والصور التي تشكل - مجتمعة - عنصرًا حاسمًا[8].

أضف إلى ما سبق تشكيل صورة المرأة، أو بالتحديد تمثيلاتها الطارئة، ومن هنا، فإنه ينبغي النظر إلى هذه التمثيلات عبر الوسيط الذي يمكن للمرأة أن تتخذه أداة أو منطلقات للتعبير عن كينونتها، ويساعد على دعم نضالها من أجل تحصيل حقوقها في ظل الهيمنة الذكورية، وسيطرة النظام الأبوي (البطريركي).

ينبغي التشديد على التكوين المؤسساتي القائم في المجتمع بوصفه نموذجًا متراكبًا من تنظيم خطابي شديد التعقيد، والتنظيم، غير أن الأهم كونه يعدّ شديد التاريخية؛ ولهذا علينا تأمل التشكيل الجديد لتموضع الإنسان في صيغته الجديدة، أي بوصفه كائنًا تجاوز الصيغة الواقعية ليمسي جزءًا من وجوده في إطار هوية رقمية.

وهكذا تبدو مفاهيم التنوع والاختلاف البيولوجي جزءًا أو منطلقات من عملية تذويب تلك الفروق، فقد أتاحت المنصات الرقمية مساحات كبيرة للمرأة للتعبير عن ذاتها بصورة - لا شك - بأنها تفوق ما كان من محاولات ميزت القرنين السابقين، ولا سيما في القرن التاسع عشر، ونعني الموجة الأولى، ومن ثم عادت للظهور مع الموجة الثانية التي سادت في الستينيات، بالتزامن مع ثورة الطلاب في فرنسا 1968، ومن هنا ينبغي تأمل هذه الظاهرة بوصفها جزءًا من مقدمة لثورة أو موجة رابعة يمكن أن تسهم في دعم الحركة النسوية، وخطابها لا على مستوى المطالبات بالحقوق التي تحقق البعض منها فحسب، إنما ينبغي اتخاذ موقع أشد قوة في السيطرة على تلفظ الخطاب عبر وسائل جديدة، ولكن الأعمق خلخلة منظومات تاريخية شديدة التأثير، تبعًا للمستجدات الجديدة التي تحملها هذه الثورة كما الإمكانيات غير المسبوقة.

ثانيًا: ملامح خطاب السيبرانية النسوي

تنهض إحدى مقولات هذا الاتجاه على فكرة محورية، ولكنها ينبغي ألا تكون سائدة أو ذات حكم نهائي، وتحدد بمقاومة الاتجاه الذي يحصر المرأة بالجسد أو بوصفها موضوعًا للاستهلاك اليومي[9]، مع تجاهل الطابع العقلاني، وبأن علاقة النساء بالتكنولوجيا ضعيفة[10]، بيد أن "سادي بلانت Sadie Plant" - إحدى أهم منظرات النسوية السيبرانية - تصف الحركة بأنها فيروس العالم الجديد بداعي بروز مفهوم التعويم الذي يحاول أن يتصدى لمقولة المرأة ليست من المخلوقات العاقلة أو أنها كائن خارجي[11]، وبناء عليه، فإنها تبحث في الأدوات أو المعدات التي تملكها المرأة أمام سيطرة الرجل على كل المجالات؛ ذلك أن طبيعة مفهوم الفضاء الرقمي قد أتاح إمكانيات متقدمة أو فاعلة جدًا بهدف تجاوز سيطرة الرجل على الطبيعة والعالم[12]؛ أي أنها ترغب في تحييد العامل المادي في الوجود بوصفه أحد عوامل تفوق الرجل، وهنا نعني جملة من المستويات، ومن ذلك على سبيل المثال التجارة، فالرجل يمتلك هامش امتياز حرية السفر، أو التنقل، كما العمل، ولقاء من يشاء، في حين أن المرأة تُحاصر.

 وعلى الرّغم من التقدم الذي تحقق على مستوى حرية المرأة إلا أن ذلك بقي ضمن إطار ضيق، أو أنه كان محصورًا في نطاق بعض الدول المتقدمة التي تتيح هامشًا من الحرية، في حين أن هذا قد يواجه ببعض الصعوبات لدى طيف من الثقافات التي تتسم بطابع محافظ أو تقليدي. غير أن القيم السيبرانية قد بددت - إلى حد ما - جزءًا من هذه العوائق، ففي هذا الوقت أصبحت المرأة قادرة على أن تدير تجارتها من خلف الشاشة، وهكذا، فهي لم تعد بحاجة إلى مواجهة مادية مباشرة مع الرجل، وبذلك التمكن من تخطي الإشكاليات الثقافية الناتجة عن منظومة الأعراف والتقاليد.

تجادل "ساندي بلانت" في توصيف عملية تقويض طبقات عميقة من النظام الذي بدأ يتداعى، فالكيانات الجامدة قد بدأت تتعرض للاحتراق، كما تفقد عزلتها بسبب المتسللين[13]، في حين أن الذكاء الاصطناعي قد غدا إضافة واضحة عبر مساهمته في ظهور كيان جديد يحتاج لأدوات، كما خطابات جديدة، ولا سيّما من حيث تعريف القدرات التي تنهض على تجاوز ثنائيات: الرجل - المرأة، أو العقل - الجسد، وفي هذا السياق نستحضر مخيلة الروائية "ماري شيلي Mary Shelley" التي جعلت بطل روايتها فرانكشتاين يقوم بخلق كيان جديد لا ينتمي إلى تلك الثنائية[14]، أو بوصفه تجسيدًا رائدًا للتخلص من هذه الصيغ التي سادت في الثقافة الإنسانية.

تُعرّف النسوية الإلكترونية بوصفها فلسفة أو مجموعة من النظريات والممارسات المتعلقة بالتفاعلات بين النسوية والفضاء الإلكتروني، واستخدمت لأول مرة عام 1992 من قبل المنظرة البريطانية "سادي بلانت"[15]. تدرس النسوية الرقمية التحولات، أو ما طرأ من تغييرات أدركتها التكنولوجيا من حيث تحديد العلاقة بين العلوم البيولوجية والتكنولوجيا[16]، مع الحرص على أن تكون تلك العلوم موضوعية، وألا تخضع إلى تراتبية ناتجة عن سياقات اجتماعية وثقافية[17].

من أهم الخطابات التأسيسية للسيبرانية النسوية ما يعرف بمانفيستو أو بيان "دونا هاراواي Donna Haraway" الذي يعدّ تنظيرًا متقدمًا، أو ناضجًا لتوضيح سمات (السايبورغ)[18]، وإشكالياته، ولكن أهم ما يميز السايبورغ بأنه ينهض على مفهوم ما بعد الجندر[19]، وبناء عليه، فإن السايبورغ قد أسهم في تجاوز مرحلة تاريخية كانت السيطرة فيها للرجل بصورة كلية[20]. لقد ساعدت هذه الصيغ في التخلص من (اليوتوبيات) أو المثاليات التاريخية، كما تلك الكيانات الطينية التي تحتكر الحقيقة والعالم[21]، بما في ذلك الاختلاف أو التمايز بين ثنائيات: الإنسان والحيوان، أو الجسد والعقل، أو الرجل والمرأة... فمع وجود السايبورغ بات الأمر أعقد من كونه اختلافًا بين الطبيعي والاصطناعي، فالأخير (الاصطناعي) أمسى تكوينا بنيويًا أو جزءًا من ذواتنا.

 في حين أن مقولات الاسم والعرق والجنس والطبقة والنظام الأبوي (البطريركي)، ونقاء الهوية قد باتت مقولات فاقدة لكينونتها، وعوامل قوتها، بل أنها تعرضت للتجزئة، وأصبحت متشظيّة، فلا جرم أن تنهار الحقائق التاريخية التي أجبر الإنسان على تصديقها[22].

يمكن تأمل مصطلحات "هاراواي Haraway" بوصفها أكثر اتصالًا بمفاهيم ما بعد الحداثة من حيث فقدان اليقينية، وتهاوي العالم، وتقويض "المرويات الكبرى Grand Narrativesكما نعرفها، ولا سيما بُعيد مناخات الحرب العالمية الثانية، ذلك أن هذه التصورات أمست جزءًا من مراجعة الإنسان لتلك المرويات التي سادت لقرون أو بوصفها تحتكر الحقيقة أو المعرفة المطلقة، ومن هنا، فإن ما تسعى إليه "هاراواي" يتمثل - حقيقة - بتقويض ذلك التمايز المبني على هذه القواسم المشتركة، ولكن في عصر الذكاء الاصطناعي لا بد أن يبرز بديل آخر، ونعني قيم التحالف والتقارب بين هذه المتمايزات الآتية من رحم التكنولوجيا التي تتصل بالإنسان، وتمتلك خصائص جديدة لم تكن جزءًا من مقولة التأريخ التي خضعت لمنجزات، أو مفاهيم ثابتة.

يُشار إلى أن الباحثة "هاراواي" تنتقد الحركات النسوية الراديكالية والاجتماعية السنوية؛ لأنها ما زالت أسيرة تصور رجعي، ونعني الإصرار على ثنائية المرأة في مواجهة الرجل، وهي صورة يمكن النظر إليها بوصفه رؤية تقدمية، وشديدة الذكاء، ربما لما تحتمله من نزع التمركز القائم على الماهية بوصفه إكراهات لا يمكن التخلص منها في اللاوعي، وهو مشكل ثقافي بامتياز، فهذا النوع من التقابل يؤكد الاختلاف قبل كل شيء، غير أن هنالك الكثير من النقد الذي وجه لتنظيرات "هاراواي" كون تصورها ينفي الصفات المشتركة والجوهرية للنساء[23].

 تقودنا الرؤى السابقة إلى القول بأننا إزاء مفترق طرق حول كيفية التعامل مع المستجدات الجديدة في سياق بناء الهويات والتسنين الثقافي بمعزل عن هذه القيم المستقرة، فمع الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا بات الإنسان غير محصور في إمكانياته المادية، أو وقائع لونه، أو عرقه، أو طبقته أو جنسه، بل يمكن القول بأن هذا النهج أو المنظور قد يبدو شديدة التطرف؛ إذ يمكن أن نطلق عليه فكرة التمييع أو (السيولة) تبعًا لمقولات زيجمونت باومان[24]، ونقصد إزالة الحدود بين الحيوان والإنسان من جهة، وبين الإنسان والآلة من جهة أخرى، أو بين المادي، وغير المادي... ما أربك محورية الجسد، ومقولته، وبناء عليه، فإن هذا النهج قد يصل إلى تقويض تلك الثنائيات القائمة على المثالي/ الواقعي، والصناعي /الطبيعي والعقل /الجسد، كما المزج بين التخييل والمكون المادي[25].

إنّ فكرة تجاوز شكل المتعاليات التي سادت، في طبيعتها المثالية، قد يتيح تصورات أخرى لعوالم المرأة في عصر ما بعد المادة، ذلك أن الروح تمسي إمكانية معقدة أشبه بعوالم متعددة مما يقود إلى العوالم الممكنة التي بدأت تطرأ حديثًا. إننا نتجه إلى كينونات تتخلص من إكراهات التاريخية، ولكن الأهم بأن هذه الثنائيات قد وُضعت أو ابتكرت؛ للهيمنة والسيطرة، وبناء عليه أضحى الإيمان بها جزءًا من مفهوم الخطاب السلطوي تبعًا لتنظيرات ميشيل فوكو[26].

تقوم الكيانات على مفهوم العزل، أو بمعنى آخر النقاء، والتمايز من حيث الماهية، وهذا يعدّ جزءًا من ثقافة الإنسان التاريخية الذي لطالما شكل مفهوم العضوي جزءًا من فكرة التفوق؛ إذ كان ينظر إلى التهجين بوصفه نوعًا من التدنيس، ولا سيما في العلاقات الاجتماعية، ومن ذلك الزواج بين أعراق مختلفة.

لقد جاء عصر السايبورغ كي ينهي مفهوم نقاء العضوي؛ بما في ذلك توظيف اللغة التي علقت في مفاهيم الثنائية لفترة طويلة، ومن هنا، فإن التقاطع بين العضوي والتكنولوجي قد بات أمرًا مألوفًا[27]، بل بتنا نمتلك هويات مصطنعة متعددة، وربما أفكارًا متناقضة يمكن بثها عبر الفضاء الرقمي، بل إنه أُعيد ابتكار الهوية المركبة بوصفها جزءًا من مفهوم جديد بدأ بالتشكل، ونعني (الأفاتار)[28]، فهذه الكلمة تحيل إلى مفهوم فلسفي ديني تسرب إلى التكنولوجيا كي يعني فكرة التجسّد في شكل بشري[29].

 ومما يمكن أن يوجه بالنقد إلى تلك المقاربات التي تحاول أن تنفي التمايز القائم على الجسد، يتأتى من أن المطالبة بالحقوق والعدالة ينبغي أن يبقى لصيقًا، أو متجذرًا بماهية الجسد لا في الوعي الخالص أو المتجرد منه، ولكن ألا يمكن أن ننظر إلى الهوية بأنها قد باتت منفصلة كليًا عن الجسد! فالتواصل بات ممكنًا حين نتخلص من مركزيات الهوية والعرق والطبقة والاختلاف في الجسد أو النوع، ومن ذلك مشاركة المرأة بالنقاش السّياسي غير المتعلق بالقضايا الأنثوية[30]؛ أو إشكالياتها الذاتية على مستوى الحقوق وخلاف ذلك؛ مما يعني بأن مفهوم السيولة قد بات جزءًا من التكوين الجديد للماهية الإنسانية شئنا أم أبينا.

 ولعل محاولة النساء التعبير عن ذاتهن عبر التّقنّع، والاستتار كان جزءًا من تاريخ النص الأدبي أو هويته الجدلية، كما نرى في روايات بعض الكاتبات اللاتي كتبن تحت اسم مستعار، ومنهن إليوت، والأخوات برونتي، وغيرهن، والتي تعدّ محاولة لخرق مفهوم النمطية التي تتسيد الوعي البشري تجاه الحضور النسوي، ومحاولة حصره في مجالات محددة. من الواجب استدعاء مفهوم الدّراسات الثقافية كونها تتصل بصورة مباشرة؛ أي عبر محاولتها تعرية مظاهر الإقصاء والتمييز في الخطابات بدءًا من أسس نشأتها؛ ولهذا يعرف "نايار" تموضع الدراسات الثقافية، وعلاقتها بالتكنولوجيا قائلًا: "الدراسات التي تدرس التكنولوجيا على أنها فاعل اجتماعي ظرفي يؤثر في استخدام الفضاء الاجتماعي"[31].

وإذا كانت التكنولوجيا تبنى على ثلاثة مستويات، ونعني العتاد الصلب (الجهاز) والعتاد المرن (البرامج)، وأخيرًا العنصر الرطب الإنسان[32]، فإن هذا التصنيف قد يعني الخروج عن تلك القاعدة المبنية على الماهية التي استقرت سابقًا في الوعي الإنساني الثقافي؛ ولهذا يمكن القول بأن (السايبر) أصبح التعبير الأدبي عن فلسفة ما بعد البشرية عبر تجاوز القيود أو القفز على الحدود والتمايز بين الآلة والبشر والحيوان، وذلك نحو عوالم أخرى، فلا جرم بأن يطالب البعض بحقوق السايبورغ[33]، ما يقودنا إلى القول بأن هذا قد بات نوعًا من إطلاق المفاهيم التي تتقاطع مع التصورات السينمائية القائمة على نظرة شديدة الما بعدية تجاه بعد تنبؤي لمظاهر العالم المستقبلي.

كما يمكن النظر إلى بعض الإشكاليات التي تنتج عن "أهمية التكنولوجيا الرقمية (الإنترنت) بوصفها وسيلة للتغلب على عدم المساواة بين الجنسين، بينما تتبنى بعض المفاهيم الأخرى مقارنة أكثر تخوفًا من التكنولوجيا التي أكدت الطابع الذكوري المتأصل في هذه التقنيات التي شجعت المرأة بدورها على مقاومة القمع الأبوي (البطريركي) من خلال أشكال المشاركة النسوية في الثورة الرقمية"[34]، وبذلك فإننا أمام مجال جدلي من البحث، وتشكيل الخطابات في مجال يبدو قابلًا لجدل لن ينتهي قريبًا.

يمكن النظر إلى الفوارق المادية بوصفها جزءًا من مخلفات الماضي كما نعاين ذلك في تنظيرات "زيجمونت باومان" المتعددة لمفهوم الحداثة السائلة[35]. وهذا ما تذهب إليه معظم الدراسات التي ترى بأن الحدود قد شرعت في التلاشي، فماهية التمايز القائمة على الجسد قد بدأت بالتفكك والتحلل، تبعًا لآثار ما بعد الحداثة، وهي مسألة بدت واقعة في مصطلح الهروب من الجسد[36]، فلا عجب أن تتلاشى مفاهيم البيئة المادية، أو على الأقل أن تتراجع، في حين أخذت مفاهيم جديدة تظهر، ويتعلق معظمها بالبيئة الافتراضية التي لا تتطلب إمكانيات جسدية (مادية)، وإنما واقع مختلف بصور كلية عما ساد في عصور طويلة من التراتبية الهرمية التي جعلت الرجل أكثر تفوقًا من المرأة، وجعلته يتمكن على الدوام من تكريس تلك الخطابات الفردية التي تحتكر تلك الامتيازات، ولكن الأهم أن الفضاء الرقمي أو تلك البيئة الرقمية أضحت جزءًا من وجودنا بما في ذلك تشييد نموذج جديد من العلاقات الاجتماعية باختلاف تمظهرها[37]، بالتوازي مع ظهور مجموعات الدعم للمرأة على الإنترنت، في حين أن التكنولوجيا صارت جزءًا من الحياة اليومية، ومن ذلك إتاحة مدونات للنساء تحت أسماء مستعارة[38] .

من أهم السمات أو القضايا الجدلية التي يمكن مناقشتها عدم ارتباط الشبكات بالمكان والزمان؛ مما يوفر الحرية لأنماط جديدة من الأنشطة الاجتماعية في الفضاء الرقمي[39]، في حين يمكن دراسة العلاقات الحميمية، كما سبل التواصل بين الأفراد عبر الرسائل الطويلة أو القصيرة، كما اللجوء إلى الثرثرة رغبة في بناء علاقات عبر التحدث الرقمي أو الافتراضي[40]، ومع أن فكرة العلاقة مع المعطى أو الطرف الآخر المادي قد تبدو مثار جدل، غير أن هناك من الباحثين يرون بأن الإنترنت قد يبقى جزءًا من ماهيته المادية، ومن ذلك قوامه الذي يعتمد على الكابلات التي يمكن أن تنهي وجوده في حال تعرضها لعطب مادي[41]، وهي مقولة تحتمل الكثير من الواقعية، بل من شأنها أن تفضي إلى تقويض الكثير من الافتراضات التي نهضت عليها الخطابات النسوية .

ثالثًا: الحركة النسوية العربية: التحديات السيبرانية

عند النظر إلى تأريخ الحركة النسوية العربية يلاحظ بأنها قد اتخذت ملامحها مع التغيرات والتّحولات الكبرى التي شهدتها المجتمعات العربية، شأنها شأن باقي المجتمعات الأخرى؛ ولهذا فإن تاريخ ظهور الحركة النسوية يرتبط بمناخات التعبير التي نشطت بظهور الطباعة، والبدء في اشتراك المرأة في الحياة العامة، ولكن الأهم بروز الإعلام بوصفه أداة للتعبير عن المكنون والأفكار لكونه متاحًا للجميع سواء أكانوا ذكورًا أم إناثًا.

وهكذا ينبغي النظر إلى الحركة النسوية العربية ضمن هذه التحديات الجديدة، مع التأكيد على رصد هذه الخطوات أو المظاهر في رسم صورة مستقبلية لخطاب النسوية العربية عبر تفعيل الإمكانيات اللامحدودة للشبكة العنكبوتية، وبوجه خاص في التعبير عن قضايا المرأة، وسعيها لامتلاك مساحات تعبير أكبر مما كانت في المستقبل.

1-     قصور أطر النضال التقليدي

إن العودة إلى تتبع أنشطة حركة النسوية العربية سيلاحظ بأن هناك تأخرً واضحًا عن اللحاق بالتحولات الواضحة للخطاب النسوي الغربي على مستوى الخطاب أو الممارسة، فثمة تجاهل قيمة التحرر، مع الإشارة إلى التأكيد على تحقيق بعض الحقوق، ولكن ضمن ما بات يعرف بالسقف الزجاجي، حيث تتخذ الأمور طابعًا ظاهريًا، لا يمكن إدراك أثره ضمن البنى العميقة للمجتمع، أو مؤسسات الدولة، ولكن ثمة ما هو مشترك، ونعني بأن كليهما احتاج إلى وسيط مادي للتعبير عن الكينونة، مع البحث عن وسيلة لتمكين الخطاب من الانتشار، وهنا نرى بأن الجمعيات النسوية قد أفادت من آليات جديدة منها: طباعة الكتب، والصحف، والمجلات بوصفها منصات، وهنا علينا العودة إلى بعض التقارير والدراسات التي صدرت عن هيئات أو مؤسسات الأمم المتحدة بخصوص الحركات النسوية في العالم العربي بوصفها مؤشرات دالة على قصور تمكين المرأة من الأدوات الرقيمة مما يؤثر على توجهات الحركة النسوية كون النموذج الرقمي سوف يكون حاسمًا في تطوير نضالات المرأة في عالم شديد التحول.

من ناحية تاريخية، ينبغي العودة إلى تتبع مراحل تطور نضال الحركة النسوية التي بدأت مع تأسيس جمعيات خيرية مجتمعية شرعت تطلق الإصدار تلو الإصدار، ولا سيما على شكل مجلات أو مطبوعات في العديد من الدول العربية، مع إشارات إلى دور هذه المطبوعات في دعم حركة النهضة العربية، مع التأكيد على تقاطعها مع حركات التحرر، وما أعقب ذلك من مرحلة الاستقلال[42]، وشيئًا فشيئًا بدأنا نلاحظ تحولات بخصوص تحصيل حقوق المرأة العربية، وتمكنها حيث استطاعت المرأة من الحصول على بعض المناصب، علاوة على تعديل بعض القوانين الخاصة بحقوقها.

على الرغم مما ذكرناه سابقًا، غير أنّ وضع المرأة العربية على أرض الواقع لم يكن بالصورة المثالية؛ ولهذا فإن مراجعة تأريخ الحركة النسوية الجديدة يمكن أن يضعنا في سياق أوضح لمدى تمكن المرأة العربية من تقديم نموذج مؤسساتي فاعل يفيد من المستجدات الطارئة، ولا سيما في مرحلة ما بعد الحداثة، وهجمة العولمة التي أتت برياح مواتية لتحقيق مكاسب أكبر على مستوى الحقوق، وهنا نشير أن التقرير يذكر بأن الحركة النسوية الجديدة، أو ما بات يعرف بالموجة الثانية قد عرفت وجود مؤسسات حقوقية مستقلة تتبنى الأيدولوجية النسائية[43].

ولعل أهم ما يميز هذه المرحلة تجاوز النظرة البيولوجية إلى المنظور الاجتماعي، بالتضافر مع تنامي النموذج الخطابي عبر الكتابة حول النوع الاجتماعي كما يذكر التقرير الصادر في وثيقة (تأريخ الحركات النسائية في العالم العربي، 2005) على الرغم من الإشارة إلى تنامي الحركات المضادة للنسوية، ومن ذلك تنامي التيار الإسلامي الأصولي[44]، غير أن هذا لم يمنع من بروز كيانات نسوية، بيد أن ما يعنينا قدرة هذه الموجة على الاستفادة من المناخات الجديدة عبر توظيف فاعلية النموذج التكنولوجي ليكون منصة تحتمل قدرًا كبيرًا من الأفكار التي تسعى إلى تقويض المفهوم الثنائي، وأن تتخذ منها مجالًا لاختبار أكبر قدر من الحرية، غير أن التقارير الحديثة تشير إلى إشكاليات عميقة تتعلق بقدرة الوصول إلى هذه المنصات.

يشير التقرير إلى ظهور عدد محدود من الكيانات، ومنها الشبكة العربية للمرأة والتكنولوجيا، وغيرها، بيد أن ما يهمنا في هذا السياق يتحدد بأن ظهور التكنولوجيا قد أحدث تحولًا نوعيًا في ازدياد الوعي النسوي، حيث جاء في التقرير: "ولا بد من الإشارة إلى أن للثورة التكنولوجية التي شهدتها وسائل الإعلام والاتصال خلال هذه الفترة الدور الأكبر في إحداث هذه القفزة في العمل النسائي، حيث ساهمت وسائل الاتصالات الحديثة في تواصل الحركات النسائية وتشكيل الشبكات، وتعميم المعرفة والوعي والتبليغ بقضايا النساء، مما أتاح الانفتاح على تجارب المنظمات النسائية في شتى أنحاء العالم والاستلهام من خطابها، وجدول أعمالها وأنشطتها"[45].

على الرغم من الإشارة الواردة في هذا التقرير من حيث التأكيد على دور الثورة التكنولوجية في إحداث تحول في العمل النسوي، بيد أنها حقيقة لم تتمكن من استثمار كافة الإمكانات التي يمكن أن تكون فاعلة، فثمة ما زال عوائق بنيوية عميقة تحول دون تحقيق ذلك ونجملها فيما يأتي.

2-     النسوية العربية: الآفاق والتحديات (سيبرانية المنظور الجدلي)

أ- تجاوز التمايز التقليدي

 ما يميز التقرير إشارته إلى تلك الاختلافات في التحديد بين النوع الاجتماعي القائم على أدوار الرجل والمرأة، ولا سيما الاختلاف البيولوجي، ومن هنا، فإن الأول يعد المنطلق في عملية تحديد الأدوار أو المعيار الأساسي[46]، فهذه الحقوق النسوية ستبقى جزءًا من عملية نضال مستمر؛ ولهذا نرى بأن النسوية الغربية على الرغم مما حققته من إنجازات، غير أنها ما زالت تناضل في سبيل ذلك، فضلًا عن محاولة نقد التجربة برمتها.

ولعل هذا ما يفسر بروز الموجة الثالثة من النسوية، ولا سيما في مطلع التسعينات في العالم، ومن هنا يبقى شكل التحدي قائما للحركة النسوية العربية التي ينبغي أن تتجاوز المظاهر الشكلية للخطاب، والخروج من ثقافة مقاومة السلطة الذكورية، والانطلاق من القفص الاجتماعي، ومركزية الجسد، وفكرة التغاير ضمن مستويات متعددة، فعلى مستوى التخييل الأدبي، والرواية لا يمكن الإنكار بأن هذه الأدوات لعبت دورًا كبيرا في التعبيرات النسوية لمقارعة الخطاب الذكوري كما نرى - على سبيل المثال لا الحصر - في مجمل نتاج عدد من الروائيات العربيات، ومنهن على وجه التحديد: نوال السعداوي، وسحر خليفة، وليلى الأطرش وغادة السمان ورضوى عاشور، وليانة بدر، ورجاء عالم.

 يلاحظ بأن جزءًا كبيرًا من هذه السردية النسوية يتصل بعاملين: الأول المتصل بالتركيز على ثنائية المرأة والرجل، وهذا منظور مهيمن على قراءة المرأة العربية لتكوينها، ووجودها، حيث تبدو كافة الخطابات متصلة بفكرة مؤسسة الزواج، ومحدودية الحرية، كما نرى في العديد من الأعمال السردية، ولكن ثمة روافد تعمل على شكل خلفيات كالتقاطع مع القضايا السياسية، والأحداث الاجتماعية، وهذا ما يشير إلى العامل الثاني؛ بمعنى البحث عن منظور أيديولوجي لتمرير خطاباتها، ومن ذلك ربط الهزيمة (النكبة والنكسة) بالسلطة الأبوية، وغياب مفهوم الحرية المطلق، ومع ذلك تعدّ هذه العوامل دعامات للأعمال ذات الطابع الفكري والأدبي والإعلامي، كما أنها تتسم بالاستقرار، بل أنها أمست جزءًا من تاريخ النضال التحرري ببعده الأيديولوجي، وعليه فقد تعرضت للامتصاص والذوبان في أتون قضية أكبر من القضية النسوية، وهكذا - يمكن القول - بأنه ما لم يكن هناك توجه إلى عملية تحول عميقة وشديدة التعقيد في تقويض أركان هذا النموذج السلطوي المتشعب فإن المرأة ستبقى على الهامش.

 ولعل هذا ما يمكن أن يتغير في ظل وجود إمكانيات جديدة ينطوي عليها النموذج التكنولوجي كونه يبدو حاملًا لجدلية تقويض الماهيات الثابتة، غير أن هذا الأمر قد يحتاج إلى زمن، وجهود؛ لأن الوعي بالطارئ الجديد المتمثل بالنموذج السيبراني لم يصل بعد إلى حدوده المؤسساتية، أو أن يتحول إلى ثقافة قارة، بل بقي ضمن حدود فردية قليلة التأثير.

ب- إمكانيات الوصول والتعبير

في تقرير صدر عن الاتحاد الدولي للاتصال ثمة ربط واضح بين ما تتعرض له النساء من مخاطر في الكوارث الطبيعية أو حالات الطوارئ عامة، وبين إمكانية تملك التكنولوجيا والقدرة على الاتصال، حيث تشير الإحصائيات والدراسات إلى أن أكبر نسبة من الضحايا في الكوارث الطبيعية تكون من النساء والأطفال[47]، ما يدفعنا إلى تأكيد حساسية قيم الوصول للتكنولوجيا حتى على مستوى الأمن والسلامة.

 لا بد من الإشارة إلى أنه ينبغي الوصول إلى قدرات تمكين أو تمكن الجانب السيبراني على مستوى الحركة النسوية العربية، وهذا يتحقق عبر النظر في تلك الخلاصات التي تضطلع بها المؤسسات العالمية، ولا سيما منظمة الأمم المتحدة عبر تقريرها الذي وضع عددًا من الملحوظات حول هذا الموضوع، وتخلص إلى أن ثمة فجوة في الوصول إلى الإنترنت في العالم العربي بين الذكور والإناث قد تصل إلى نسبة (17%)[48]، على الرغم من أن في العالم العربي قد شهد تقدمًا في مستوى نسبة التحاق النساء في التخصصات التكنولوجية على مستوى التعليم العالي، بحيث يكاد يتفوق هذا على النسبة العالمية، غير أن الأثر الناتج عن ذلك في أسواق العمل يظهر تراجعًا واضحًا، فما زال يتفوق الرجل بنسبة واضحة في هذا المجال، على الرغم من قرارات مؤتمر بيجين 1995 الذي نصّ على أهمية تمكين النساء من الوصول إلى الإنترنت، وإشراكهن بالقرار[49].

يجمل التقرير مجالات عدة ساعدت المرأة العربية من خلال الاعتماد على التكنولوجيا في تحقيق بعض الأهداف التي تنهض على تحسين وضعهن الحقوقي، ومقاومة الإقصاء، ومن ذلك توظيف منصات التواصل الاجتماعي لمكافحة التمييز، ولا سيما في فترة الانتفاضات، في حين كان لموقع تويتر دور في الحصول على حق القيادة في المملكة العربية السعودية، ولا سيما بعد الحملة التي قادتها النساء، فضلًا عن تعزيز التنمية كما حصل في اليمن، أو من خلال حملة مقاومة التحرش عبر إطلاق وسوم أو (هاشتاغات) محددة، أضف إلى ما سبق مقاومة ختان النساء في العراق، وغيرها من الدول، كما يمكن استخدام التطبيقات لتحديد الموقع في الحروب من أجل عمليات السلامة والإنقاذ، في حين أن اقتناء هاتف نقال قد ساعد المرأة في الشعور بالأمان، علاوة على مقاومة العنف المنزلي، أو المجتمعي بصورة عامة[50].

كما يمكن أن يسهم الإنترنت في تحديد بعض الاتجاهات التي تنهض على التمييز، حيث يمكن تحليل مواقع التواصل الاجتماعي بهدف تحديد بعض اتجاهات العنف ضد المرأة، كما قراءة التنميط السلبي للمرأة في بعض الألعاب الإلكترونية، كما يمكن أن ننقد تحيز الذكاء الاصطناعي عبر محرك البحث الأكثر انتشارًا، ونعني (غوغل) أو غيره من المحركات التي تربط بين الرجل ومهنة مبرمج حاسوب، في حين أنها تربط في المقابل بين المرأة ووظيفة ربة منزل، علاوة على شيوع ظاهرة العنف السيبراني، بمظاهره المتعددة، ولا سيما الجنسي منها[51]، وهنا ينبغي النظر إلى السؤال الذي ينبغي أن نطرحه حول منظور النسوية للعصر الرقمي الذي يمكن أن يمثل ثورة اجتماعية ضخمة تطال تفكيرًا مماثلًا، وطبعًا هنا النظر على المستوى السيسيولوجي[52].

ج- الهوية الافتراضية

 من التّحديات الجديدة للحركة النسوية إعادة تنظيم المجالات الجديدة للحياة في العصر الرقمي[53]، ومنه مفهوم الهوية الافتراضية[54]، بهدف مقاومة اللا مساواة في العصر الرقمي، كما الإشارة إلى عملية الدعم التي يمكن أن تقدمها النساء إلى بعضهن البعض، بغض النظر عن المكان والزمان، كما نرى في العديد من الدراسات التي أشارت إلى هذا العوار في الخطاب النسوي الجديد[55].

 وهكذا يمكن أن نوسع المنظور ليشمل المستويات كافة إلا أنه ينبغي ألا نتوقف عند التفكير بالعلاقة الوجدانية أو العلاقات الإنسانية، فليس هذا مجالًا ينبغي أن نتوقف عنده كوننا نُعنى بقدرة المستوى الرقمي على أن يكون منصة تطرح قضايا نسوية عميقة، واتخاذ وجهات نظر جديدة بغية هدم الحدود القائمة على الاختلاف الجندري، وهي عادة ما تختبر عبر المداخل التي تتصل بدراسة الإعلام، غير أن من عوائق تحقيق ذلك عدم قدرة المرأة على النفاذ إلى المواقع القيادية في المؤسسات الإعلامية في العالم العربي كما تؤكده التقارير الصادرة عن الأمم المتحدة التي تعرض لنماذج متعددة من هذا القصور في عدد من الدول العربية[56].

نخلص إلى أن معظم التقارير التي صدرت عن الأمم المتحدة ما زالت تشير إلى عمق الفجوة بين الرجل والمرأة من ناحية قصور المرأة عن النفاذ للأدوات الرقمية[57]، ما ينتج عن ذلك عدم تمكين رؤية عميقة للنضال النسوي السيبراني، ذلك أن مفاهيم السيبرانية التكنولوجية تتجاوز هذا السطح للبحث عن تفكيك الأبعاد العميقة للسلطة الأبوية (البطريركية)؛ بمعنى تجاوز ذلك الانغلاق خلف الماهية، والجسد الذي فقد الكثير من مراكز قوته في الجدل السيبراني كما تناقش "روزي بريدوتي Rosi Braidotti"[58]، ومن هنا، ينبغي تحييد الموضوعات المستهلكة، بمعنى ألا تبقى الدراسات النسوية الأكاديمية محدودة في إطار الهوية أو كما نعتتها "روزماري غارلاند" بغيتوهات ضيقة[59].

وهكذا، ينبغي للحركة النسوية أن تتوقف عن النظر إلى تكوينها بوصفه المعضلة، أو حقوقها في سياق الحدود الضيقة، بل أن تسعى إلى بناء خطاب يتجاوز ماهيتها لتمسي جزءًا مدمجًا في المجتمع، على الرغم من توجيه بعض النقد تجاه تحقيق ذلك انطلاقًامن أن السيطرة ستبقى قائمة على المدى القريب، ولكن هذا يجب أن يترجم أو يقاوم عبر فعل الإنتاج المعرفي القائم على مقاومة المفهوم السلطوي الفاسد بمظهريه السياسي والاجتماعي، ولكن الأهم تمكين المرأة من التعليم. وهذا يتأتى عبر وسيلة واحدة تتعلق بحرية المعرفة، وعدالتها، بالتّوازي مع قدرة المرأة على تحقيق الإضافة النوعية في هذا المجال كي تنال حضورها أو مكتسباتها بما يتحقق على الواقع، ونعني على مستوى المساهمة في الإنتاج والاستهلاك المعرفي القائم على البحث العلمي والابتكار.

 وهكذا ينبغي أن نشير إلى ما جاءت عليه كل من "مي غصوب" و"إيما سنكلير ويب" في مقدمة كتابهما (الرجولة المتخيلة)[60]، ويماثل إلى حد كبير مما أشارت إليه "مارغريت والتر" من حيث التوافق على أن الحركة النسوية ينبغي أن تضطلع بما هو جديد، لا أن تستعيد ما طالبت به من عقود، كما عليها أن تحدث أثرًا عبر تبني شعار العمل مع الرجل من أجل تغيير المجتمع لا العمل ضد الرجل[61]، كما يمكن تطوير الحركة النسوية في العالم العربي من خلال ردم الفجوة بين وضع المرأة العربية في الدول النامية، والدول المتقدمة، ذلك أن اضطهاد المرأة في مكان قد يؤثر على وجودها في مكان آخر، حيث لا يمكن أن تتحقق حرية المرأة، وتحقيق مطالبها ما دام هنالك نساء أخريات يعانين من التضييق، والاستلاب في أصقاع أخرى من العالم، ومن هنا، يمكن فهم الدعوة إلى تحقيق تحالف علمي بخصوص حقوق المرأة[62].

خاتمة

نخلص إلى أن مفهوم السّيبرانية النسوية برز بوصفه نتيجة حتمية للتطور بوصفه مرحلة من مراحل النضال النسوي، غير أنه كان نتاجًا مختلفًا نتيجة تحولات بنيوية عميقة في طبيعة النضال النسوي، ومن ذلك بروز السيبرانية التي أصبحت جزءًا من ماهية الإنسان حيث حطمت جملة من المفاهيم التي كانت قائمة على الثنائية، والتمايز، كما أتاحت مساحات جديدة، وهذا ما حملنا على طرح إشكالية هذا التموضع في سياق الحركة النسوية العربية، والتحديات التي تواجهها على مستوى النفاذ والوصول، كما التوظيف للقوى السيبرانية على مستوى المنظور والمعالجة، مع التنبيه إلى أهمية الاستمرار في تأمل المفهوم السيبراني، ونقده (خطابًا وممارسة)، بالتوازي مع رفده بمقولات أخرى لا ترتهن للنسق الذي ساد، وقوامه النظر إلى النضال النسوي بصفته موجهًا لنصف المجتمع، ولكن يجب النظر إليه على أنه جزءٌ من تتمة نضال المجتمع، أو بعبارة أخرى النضال ضد القيم السلطوية بغض النظر عن ماهيتها، وأشكالها.


 

المراجع

أولًا: العربية

الأمم المتحدة اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (الإسكوا)، تأريخ الحركات النسائية في العالم العربي 2005، على الرابط https://archive.unescwa.org/ar/publications/%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B1%D9%83%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%B3%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A

–––. تقرير التنمية الرقمية العربية 2019 – نحو التمكين وضمان شمول الجميع. بيروت: الأمم المتحدة، 2020.

–––. نشرة التكنولوجيا من أجل التنمية في المنطقة العربية – آفاق عالمية وتوجهات إقليمية. بيروت: الأمم المتحدة 2019.

الأمم المتحدة. آفاق تعزيز المساواة بين الجنسين في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في المنطقة العربية. بيروت: الأمم المتحدة، 2019.

باومان، زيجمونت. الحداثة السائلة، ترجمة حجاج أبو جبر. لبنان: الشبكة العربية للأبحاث، 2016.

بريدوتي، روزي "المسخ المعدني: صيرورة الآلة"، في ويندي كيه كولمار وفرانسيس بارتوفسكي، في النظرية النسوية؛ مقتطفات مختارة، ترجمة عماد إبراهيم. عمان: الأهلية للنشر،2010.

تقرير الاتحاد الدولي للاتصالات-قطاع التنمية، المرأة وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والاتصالات في حالات الطوارئ: تقرير عن الفرص والقيود. جنيف: الاتحاد الدولي للاتصالات، 2020.

ثورنهام، سو. دليل ما بعد الحداثة – ما بعد الحداثة: تاريخها وسياقها الثقافي، تحرير ستيوارت سيم، ترجمة وجيه عبد المسيح. القاهرة: المركز القومي للترجمة، 2006.

راغب، نبيل. موسوعة النظريات الأدبية. القاهرة: الشركة المصرية العالمية للنشر – لونجمان،2003.

غارلاند، روزماري. "دمج الإعاقة، تحويل النظرية النسوية"، في ويندي كيه كولمار وفرانسيس بارتوفسكي، في النظرية النسوية؛ مقتطفات مختارة، ترجمة عماد إبراهيم. عمان: الأهلية للنشر،2010.

غرين، إيلين وسنغلتون، كاري. إضفاء النوع على العصر الرقمي: تأثير منظورات النوع والتكنولوجيا في الخيال السيسيولوجي في كيت أورتونو جونسون ونيك بريور(تحرير)، في علم الاجتماع الرقمي منظورات نقدية، العدد 484.الكويت: عالم المعرفة، 2021.

غصوب، مي وويب، إيما سنكلير. الرجولة المتخيلة الهوية الذكورية والثقافة في الشرق الأوسط الحديث. بيروت: دار الساقي، 2002.

فوكو، ميشيل. المعرفة والسلطة. ترجمة عبد العزيز العيادي. بيروت: المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر، 1994.

فيرداي، ديبرا. "العلاقات الرقمية والأمل النسوي" في كيت أورتون ونيك بريور، في علم الاجتماع الرقمي منظورات نقدية، ترجمة هاني خميس عبده، الكويت: المجلس الوطني للثقافة والفنون، 2021.

ميلز، سارة. الخطاب، ترجمة عبد الوهاب علوب. القاهرة: المركز القومي للترجمة، 2016.

نايار، برامود كيه. مقدمة إلى وسائل الإعلام الجديدة والثقافات الإلكترونية، ترجمة جلال الدين علي. القاهرة: مؤسسة هنداوي، 2017.

هارفي، ديفيد. حالة ما بعد الحداثة ـ بحث في أصول التغيير الثقافي، ترجمة محمد شيّا. بيروت: المنظمة العربية للترجمة، 2005.

هودجسون، ستيفاني. بواكير النسوية في كتاب النسوية وما بعد النسوية، تحرير سارة جامبل، ترجمة أحمد الشامي. القاهرة: المجلس الأعلى للثقافة، 2002.

ثانيًا: الأجنبية

References

Alʼunmm al-Muttaḥidah , Āfāq taʻzīz al-musāwāh bayna al-jinsayn fī majāl Tiknūlūjiyā al-maʻlūmāt wa-al-ittiṣālāt fī al-Minṭaqah al-ʻArabīyah.(in Arabic), Bayrūt: al-Umam al-Muttaḥidah, 2019.

Alʼunmm al-Muttaḥidah al-Lajnah al-iqtiṣādīyah wa-al-Ijtimāʻīyah li-Gharbī Āsiyā (alʼskwā). Nashrah al-tiknūlūjiyā min ajl al-tanmiyah fī al-Minṭaqah alʻrbyt-Āfāq ʻālamīyah wa-tawajjuhāt iqlīmīyah.(in Arabic), Bayrūt: al-Umam al-Muttaḥidah, 2019.

–––. Taʼrīkh al-Ḥarakāt al-nisāʼīyah fī al-ʻālam alʻrby2005, (in Arabic), at https://archive.unescwa.org/ar/publications/%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B1%D9%83%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%B3%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A

–––. Taqrīr al-tanmiyah al-raqmīyah al-ʻArabīyah 2019-Naḥwa al-tamkīn wa-ḍamān Shumūl al-jamīʻ. (in Arabic), Bayrūt: al-Umam al-Muttaḥidah, 2020.

Bauman, Zygmunt. al-Ḥadāthah alsāʼlh, (in Arabic), trans Ḥajjāj Abū Jabr. Lubnān: al-Shabakah al-ʻArabīyah lil-Abḥāth, 2016.

Brydwty, rwzy "almskh al-maʻdinī: ṣayrūrat al-ālah", fī wyndy kyh kwlmār wa Frānsīs bārtwfsky, fī al-naẓarīyah al-niswīyah; muqtaṭafāt mukhtārah, (in Arabic), trans ʻImād Ibrāhīm. ʻAmmān: al-Ahlīyah lil-Nashr, 2010.

Cyborg Definition & Meaning.” Collins English Dictionary, accessed 25 October 2022, https://www.collinsdictionary.com/dictionary/english/cyborg#:~:text=(%CB%88sa%C9%AA%CB%8Cb%C9%94%CB%90%C9%A1%20)-,noun,Collins%20English%20Dictionary

 “Cyber Definition & Meaning.” Dictionary.com. Accessed July 26, 2022. https://www.dictionary.com/browse/cyber

“Cyber Definition & Meaning.” Merriam-Webster. Accessed July 26, 2022. https://www.merriam-webster.com/dictionary/cyber#:~:text=Definition%20of%20cyber,the%20Internet)%20the%20cyber%20marketplace.

Cuddon, J. A. A Dictionary of Literary Terms and Literary Theory .Wiley-Blackwell, 2013.

Definition of AVATAR, accessed 6 August 2022, https://www.merriam-webster.com/dictionary/avatar

Foucault, Michel. Al-Maʻrifah wa-al-sulṭah. (in Arabic), Tran’s ʻAbd al-ʻAzīz al-ʻAyyādī. Bayrūt: al-Muʼassasah al-Jāmiʻīyah lil-Dirāsāt wa-al-Nashr, 1994.

Fyrdāy, dybrā. "al-ʻAlāqāt al-raqmīyah wa-al-amal al-niswī," fī Kayta awrtwn wnyk brywr, fī ʻilm al-ijtimāʻ al-raqmī manẓūrāt naqdīyah (in Arabic), trans Hānī Khamīs ʻAbduh, Alkuwayt: al-Majlis al-Waṭanī lil-Thaqāfah wa-al-Funūn, 2021.

Ghārlānd, Rosemary. "Damaj al-iʻāqah, taḥwīl al-naẓarīyah al-niswīyah", fī wyndy kyh kwlmār wfrānsys bārtwfsky, fī al-naẓarīyah al-niswīyah; muqtaṭafāt mukhtārah (in Arabic), trans ʻImād Ibrāhīm. ʻAmmān: al-Ahlīyah lil-Nashr, 2010.

Ghryn, Iylyn & Snghltwn, kāry. iḍfāʼ al-nawʻ ʻalá al-ʻaṣr al-raqmī: Taʼthīr manẓūrāt al-nawʻ wa-al-Tiknūlūjiyā fī al-Khayyāl alsysywlwjy fī Kayta awrtwnw jwnswn wnyk brywr (Edit), fī ʻilm al-ijtimāʻ al-raqmī manẓūrāt naqdīyah (in Arabic), No 484. Alkuwayt: ʻĀlam al-Maʻrifah, 2021.

Ghuṣṣūb, Mayy wā wyb, Emma snklyr. Al-rujūlah al-mutakhayyalah al-huwīyah al-dhukūrīyah wa-al-Thaqāfah fī al-Sharq al-Awsaṭ al-ḥadīth. (in Arabic), Bayrūt: Dār al-Sāqī, 2002.

Hārfy, Dīfīd. ḥālat mā baʻda al-ḥadāthah baḥth fī uṣūl al-taghyīr al-Thaqāfī (in Arabic), trans Muḥammad Shayyā. Bayrūt: al-Munaẓẓamah al-ʻArabīyah lil-Tarjamah, 2005.

Haraway, Donna J. The Haraway Reader. New York and London: Routledge, 2004.

Haraway, Donna J and Wolfe, Cary. Manifestly Haraway. University of Minnesota Press, 2016.

Hwdjswn, styfāny. bawākīr al-niswīyah fī Kitāb al-niswīyah wa-mā baʻda al-niswīyah, taḥrīr Sārah jāmbl (in Arabic), trans Aḥmad al-Shāmī. al-Qāhirah: al-Majlis al-Aʻlá lil-Thaqāfah, 2002.

Jones, Steve. Encyclopedia of New Media an Essential Reference to Communication and Technology. Thousand Oaks, CA: Sage, 2003.

Miles, Sarah. Al-Khiṭāb, (in Arabic), Trans ʻAbd al-Wahhāb ʻlwb. al-Qāhirah: al-Markaz al-Qawmī lil-Tarjamah, 2016.

Nāyār, brāmwd kyh. muqaddimah ilá wasāʼil al-Iʻlām al-Jadīdah wa-al-thaqāfāt al-iliktrūnīyah, (in Arabic), Trans Jalāl al-Dīn ʻAlī. al-Qāhirah: Muʼassasat Hindāwī, 2017.

Plant, Sadie. "On the Matrix: Cyberfeminist simulations", in Feministische Theorie und Kritische Medienkulturanalyse. Transcript Verlag, 2020.

Rāghib, Nabīl. Mawsūʻat al-naẓarīyāt al-adabīyah. (in Arabic), al-Qāhirah: al-Sharikah al-Miṣrīyah al-ʻĀlamīyah lil-Nashr – Lūnjmān, 2003.

Thornham, Sue. Dalīl mā baʻda alḥdātht-mā baʻda al-ḥadāthah: tārīkhuhā wsyāqhā al-Thaqāfī, (in Arabic), Edit Stuart sym, trans Wajīh ʻAbd al-Masīḥ. al-Qāhirah: al-Markaz al-Qawmī lil-Tarjamah, 2006.

Tqryrālātḥād al-dawlī llātṣālāt-qṭāʻ al-tanmiyah, al-marʼah wa-Tiknūlūjiyā al-maʻlūmāt wa-al-ittiṣālāt, wa-al-ittiṣālāt fī ḥālāt alṭwārʼ: taqrīr ʻan al-furaṣ wa-al-quyūd. (in Arabic), Jinīv: al-Ittiḥād al-dawlī lil-Ittiṣālāt, 2020.

Walters, Margaret. Feminism A Very Short Introduction. Oxford University press, 2005.

Wolmark, Jenny. "A Concise Companion to Feminist Theory", in a Concise Companion to Feminist Theory, Ed Mary Eagleton, Wiley-Blackwell Publishing Ltd, 2008.

 

 



[1] “Cyber Definition & Meaning.” Merriam-Webster. Accessed July 26, 2022. https://www.merriam-webster.com/dictionary/cyber#:~:text=Definition%20of%20cyber,the%20Internet)%20the%20cyber%20marketplace.

[2] “Cyber Definition & Meaning.” Dictionary.com. Accessed July 26, 2022. https://www.dictionary.com/browse/cyber.

[3] ستيفاني هودجسون، بواكير النسوية في كتاب النسوية وما بعد النسوية، تحرير سارة جامبل، ترجمة أحمد الشامي (القاهرة: المجلس الأعلى للثقافة، 2002)، ص21-26.

[4] الفصل الأول من كتاب ديفيد هارفي، حالة ما بعد الحداثة ـ بحث في أصول التغيير الثقافي، ترجمة محمد شيّا (بيروت: المنظمة العربية للترجمة، 2005)، ص19-26.

[5] J. A. Cuddon, A Dictionary of Literary Terms and Literary Theory (Wiley-Blackwell, 2013), p. 525.

[6] نبيل راغب، موسوعة النظريات الأدبية (القاهرة: الشركة المصرية العالمية للنشر – لونجمان،2003)، ص521.

[7] راغب، ص521.

[8] سو ثورنهام، دليل ما بعد الحداثة – ما بعد الحداثة: تاريخها وسياقها الثقافي، تحرير ستيوارت سيم، ترجمة وجيه عبد المسيح (القاهرة: المركز القومي للترجمة، 2006)، ص70.

[9] ترى سارة ملز بأن القضايا التي تتعلق بالحقوق السياسية أصبحت غير ملحة، إنما يجب النظر إلى مشاكل الحياة اليومية كرعاية الأطفال، والأعمال المنزلية بوصفها مشكلات بنيوية أو أساسية، وينبغي التركيز عليها، والسعي لتحقيق الكثير من المكتسبات بخصوصها. انظر سارة ميلز، الخطاب، ترجمة عبد الوهاب علوب (القاهرة: المركز القومي للترجمة، 2016)، ص91-92.

[10] برامود كيه نايار، مقدمة إلى وسائل الإعلام الجديدة والثقافات الإلكترونية، ترجمة جلال الدين علي (القاهرة: مؤسسة هنداوي، 2017)، ص181.

[11] Sadie Plant, "On the Matrix: Cyberfeminist simulations", in Feministische Theorie und Kritische Medienkulturanalyse (transcript Verlag, 2020), p. 326.

[12] Ibid. p. 328.

[13] Ibid. p. 329.

[14] Ibid. p. 330.

[15] Steve Jones, Encyclopaedia of New Media an Essential Reference to Communication and Technology. Thousand Oaks, CA: (Sage, 2003), p. 1.

[16] Jenny Wolmark, "A Concise Companion to Feminist Theory", in a Concise Companion to Feminist Theory, Ed Mary Eagleton, (Wiley-Blackwell Publishing Ltd, 2008), p. 216.

[17] Ibid. p. 216.

[18] يقصد بمفهوم السايبورغ التكامل بين العضوي والميكرونوتيك، أو الشيء الذي يتكون من جزء بشري وآخر آلي، أو آلة تشبه الإنسان، أو الإنسان الذي يعتمد في بعض وظائفه على الآلة. انظر:

“Cyborg Definition and Meaning.” Collins English Dictionary, accessed 25 October 2022, https://www.collinsdictionary.com/dictionary/english/cyborg#:~:text=(%CB%88sa%C9%AA%CB%8Cb%C9%94%CB%90%C9%A1%20)-,noun,Collins%20English%20Dictionary.

[19] Donna J. Haraway and Cary Wolfe, Manifestly Haraway (University of Minnesota Press, 2016), p. 8.

[20] Ibid. p. 217.

[21] Ibid. p. 8.

[22] Ibid. p. 16.

[23] للتعمق حول هذا الموضوع، ولا سيما النقد الذي وجه لبعض تنظيرات هارواي انظر المقابلة التي أجريت معها في كتاب:

Donna J. Haraway, The Haraway Reader (New York and London: Routledge, 2004), pp. 321-341.

[24]للتعرف على مفهوم السيولة بتجلياتها الخطابية والممارسة انظر: زيجمونت باومان، الحداثة السائلة، ترجمة حجاج أبو جبر (لبنان: الشبكة العربية للأبحاث، 2016).

[25] Haraway and Wolfe, p. 18.

[26] للتعمق في هذا الموضوع انظر: ميشيل فوكو، المعرفة والسلطة، ترجمة عبد العزيز العيادي (بيروت: المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر، 1994).

[27] Haraway and Wolfe, p. 19.

[28] نايار، ص14.

[29] ‘Definition of AVATAR’, accessed 6 August 2022, https://www.merriam-webster.com/dictionary/avatar

[30] نايار، ص29.

[31] السابق، ص47.

[32] السابق نفسه.

[33] السابق، ص65.

[34] ديبرا فيرداي، "العلاقات الرقمية والأمل النسوي" في كيت أورتون ونيك بريور، في علم الاجتماع الرقمي منظورات نقدية، ترجمة هاني خميس عبده (الكويت: المجلس الوطني للثقافة والفنون، 2021)، ص56.

[35] باومان، 2016.

[36] Wolmark, pp. 219-220.

[37] Ibid, p. 221.

[38] إيلين غرين وكاري سنغلتون، إضفاء النوع على العصر الرقمي: تأثير منظورات النوع والتكنولوجيا في الخيال السيسيولوجي في كيت أورتونو جونسون ونيك بريور(تحرير)، في علم الاجتماع الرقمي منظورات نقدية، العدد 484 (الكويت: عالم المعرفة، 2021)، ص54-60.

[39]غرين وسنغلتون، ص63.

[40] السابق، ص66.

[41] نايار، ص17.

[42] الأمم المتحدة اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (الإسكوا)، تأريخ الحركات النسائية في العالم العربي2005، على الرابط https://archive.unescwa.org/ar/publications/%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B1%D9%83%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%B3%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A

[43] الأمم المتحدة، تأريخ الحركات النسائية في العالم العربي، ص13.

[44] المرجع السابق، ص30.

[45] نفسه، ص73.

[46]نفسه، ص78.

[47] يذكر التقرير نقلًا عن تقرير (صندوق الأمم المتحدة للسكان، د.ت) بأن الأطفال والنساء يمثلون 75% من اللاجئين والمشردين المعرضين لخطر الحرب، والمجاعة، والاضطهاد، والكوارث. وفي السياق عينه يذكر التقرير في دراسة أجريت على (141) بلدًا بأن النساء اللائي قضين في كوراث بين عامي 1982و 2002 يفوق عدد الرجال الذين قضوا حتفهم، كما يشير أيضًا إلى ارتفاع معدل وفيات النساء خلال الكوارث الطبيعية والحروب وغير ذلك. للاطلاع على المزيد من الإحصائيات في هذا السياق، انظر: تقرير الاتحاد الدولي للاتصالات-قطاع التنمية، المرأة وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والاتصالات في حالات الطوارئ: تقرير عن الفرص والقيود (جنيف: الاتحاد الدولي للاتصالات، 2020)، ص2-4.

[48] الأمم المتحدة، آفاق تعزيز المساواة بين الجنسين في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في المنطقة العربية (بيروت: الأمم المتحدة، 2019)، ص21.

[49] الأمم المتحدة ، ص10-12.

[50] المرجع السابق، ص26-37.

[51] نفسه، ص38.

[52] فيرادي، ص72.

[53] السابق، ص52.

[54] غرين وسنغلتون، ص53.

[55] فيرادي، ص75.

[56] الأمم المتحدة (الإسكوا)، تقرير التنمية الرقمية العربية 2019 – نحو التمكين وضمان شمول الجميع (بيروت: الأمم المتحدة 2020)، ص112.

[57]يشير تقرير الأمم المتحدة بأن وجود الفجوة الرقمية يؤدي إلى خسارة العالم نصف موارده البشرية. وهذا يشمل النساء، وسكان الأرياف، وذوي الدخل المحدود. كما توجد فجوة بين الدول النامية والدول المتقدمة، مما يشير إلى خطورة هذه الفجوة بالإضافة إلى مدى انعكاسها على نضال النساء عبر الاستفادة من هذه الإمكانيات التي يمكن أن تحدث أثر فارقًا في النضال النسوي. للاطلاع على مخاطر هذه الفجوة انظر: الأمم المتحدة (الإسكوا)، نشرة التكنولوجيا من أجل التنمية في المنطقة العربية – آفاق عالمية وتوجهات إقليمية (بيروت: الأمم المتحدة 2019)، ص59 وما بعدها.

[58] روزي بريدوتي، "المسخ المعدني: صيرورة الآلة"، في ويندي كيه كولمار وفرانسيس بارتوفسكي (تحرير)، في النظرية النسوية؛ مقتطفات مختارة، ترجمة عماد إبراهيم (عمان: الأهلية للنشر،2010) ص 464.

[59] روزماري غارلاند، "دمج الإعاقة، تحويل النظرية النسوية"في ويندي كيه كولمار وفرانسيس بارتوفسكي (تحرير)، في النظرية النسوية؛ مقتطفات مختارة، ترجمة عماد إبراهيم (عمان: الأهلية للنشر،2010)، ص440.

[60] يمكن البحث في هذه الرؤية بشكل جيد، والتعرف على بعض المظاهر والقضايا من خلال مراجعة مقدمة كتاب مي غصوب وإيما سنكلير ويب، الرجولة المتخيلة الهوية الذكورية والثقافة في الشرق الأوسط الحديث (بيروت: دار الساقي، 2002).

[61] Margaret Walters, Feminism A Very Short Introduction (Oxford University press, 2005(, p. 138.

[62] ويندي كيه كولمار وفرانسيس بارتوفسكي، النظرية النسوية، ص 107.