تاريخ الاستلام: 2 نوفمبر 2022

تاريخ القبول: 27 يناير 2023

مقالة بحثية

مُقاومة أم هَدم؟ "التلّة التي نصعد" والبُعد الأيديولوجي في الترجمة

خالدة حامد تسكام

أستاذ ومترجم، قسم اللغة الإنكليزية، كلية التربية للبنات، جامعة بغداد، العراق

khalida.hamid@coeduw.uobaghdad.edu.iq

ملخص

كثُرَ الحديث في الآونة الأخيرة عن التطورات التي طرأتْ على حقل دراسات الترجمة، وقد انشغل الباحثون بدراسة علاقة الترجمة بالأبعاد السياسية والاجتماعية والاقتصادية والمعرفية. ولم يحظَ البُعد الإيديولوجي باهتمامٍ كافٍ في الدرس الأكاديمي والبحثي إلا في الآونة الأخيرة بعد أن قفزت قضية "سياسة الترجمة" إلى السطح. وعليه، تهدف هذه الدراسة إلى تتبع خطى الأيديولوجيا في الترجمة من خلال تسليط الضوء على أهمية الدور الذي مارسته فيها.

وتندرج الدراسة ضمن المنهج الوصفي، وتتخذ من قصيدة "التلّة التي نصعد" للشاعرة الأمريكية أماندا غورمان نقطة لانطلاق البحث، تتقصّى فيها أثر الانقسام الحاد في أوساط المترجمين والمعنيين بالترجمة بين فريقين؛ أحدهما يرى في الأيديولوجيا وسيلة هدم، تُلحق الضرر بـ"سمعة" الترجمة إلى الحدّ الذي باتوا يُصرّحون فيه بنهاية الترجمة، وآخرٌ يرى فيها فعلُ مقاومة وإثبات وجود.

الكلمات المفتاحية: الأيديولوجيا، الترجمة الأدبية، أماندا غورمان، الانغلاق الثقافي، دراسات الترجمة

 

للاقتباس: تسكام، خالدة حامد. «مُقاومة أم هَدم؟ "التلّة التي نصعد" والبُعد الأيديولوجي في الترجمة»، مجلة تجسير، المجلد الخامس، العدد 1 (2023)

© 2023، تسكام، الجهة المرخص لها: دار نشر جامعة قطر. نُشرت هذه المقالة البحثية وفقًا لشروط Creative Commons Attribution-NonCommercial 4.0 International (CC BY-NC 4.0). تسمح هذه الرخصة بالاستخدام غير التجاري، وينبغي نسبة العمل إلى صاحبه، مع بيان أي تعديلات عليه. كما تتيح حرية نسخ، وتوزيع، ونقل العمل بأي شكل من الأشكال، أو بأية وسيلة، ومزجه وتحويله والبناء عليه، طالما يُنسب العمل الأصلي إلى المؤلف.

 

 


 

Submitted: 2 November 2022

Accepted: 27 January 2023

Resistance or Destruction? “The Hill We Climb” and the Role of Ideology in Translation

Khalida H. Tisgam

Professor and Translator, Department of English, College of Education for Women, University of Baghdad

khalida.hamid@coeduw.uobaghdad.edu.iq

Abstract

The developments in Translation Studies have been well recognized recently. Scholars in this field have concerned themselves with studying the relationship between political, social, economic and cognitive factors and translation. The ideological factor did not receive due consideration from academicians and researchers until recently, after the strongly emergent issue of "translation policy." Accordingly, this paper aims to investigate the significant role of ideology in translation. The paper adopts a descriptive approach, and takes as its basis Amanda Gorman’s poem, “The Hill We Climb.” The resulting sharp divide among two camps of translators and those concerned with translation will be spotlighted: those who view ideology as a means of devastation that has brought translation into disrepute to the extent they declare the end of translation, and those who consider ideology as an act of resistance and a proof of existence.

Keywords: Ideology; Literary translation; Amanda Gorman; Cultural isolation; Translation Studies

 

Cite this article as: Tisgam, Khalida H. "Resistance or Destruction? “The Hill We Climb” and the Role of Ideology in Translation," Tajseer Journal,  Vol. 5, Issue 1 (2023)

© 2023, Tisgam, licensee QU Press. This article is published under the terms of the Creative Commons Attribution-NonCommercial 4.0 International (CC BY-NC 4.0), which permits non-commercial use of the material, appropriate credit, and indication if changes in the material were made. You can copy and redistribute the material in any medium or format as well as remix, transform, and build upon the material, provided the original work is properly cited.

 

 

 


 

مقدّمة

في وقتٍ تحوّلَ فيه العالم إلى قرية صغيرة على بُعد نقرة "ماوس"، أضحت الترجمة بتعبير الناقدة سوزان سونتاغ Susan Sontag أشبه بـ"جهاز الدوران الذي تمكّنت بواسطته شعوب الأرض أن يتعرّف كلّ واحد ٍ فيها على الآخر، وأن يفهم كل شعب الشعوب الأخرى"[1]. ويتفق الجميع على أن الغرض الأساس من الترجمة هو الوصول إلى التفاهم بين مختلف اللغات والثقافات، وغالبًا ما يتم التعبير عن ذلك عبر استعارة "الجسر" الشهيرة. ومن منظور عالم الاجتماع الألماني زيمل Simmel، فإنّ من أعظم الإنجازات البشريّة إنشاء جسرٍ يصِل بين نقطتين متباعدتين، ولا يهمّ عدد المرات التي جرى فيها العبور بين النقطتين جيئةً وذهابًا، بل الأهم هو ذلك الارتباط الموضوعي بينهما عبر ذلك الجسر والذي تحقّق بفضل إرادة الاتصال[2]. مفهوم الجسر لا يقتصر على معناه المادي فحسب، بل يتعدى ذلك إلى المعاني الرمزية على نحوٍ لا تكون فيه الترجمة ممكنة، بحسب هيدغر؛ "إلا من حيث هي عبور. أن نترجم هو أن نضع المعاني في مواضعها من لغة ما، لكننا لا نفلح في ذلك على نحو جوهري إلا بقدر ما نستطيع أن نتحمل العبور إلى المقام الذي يجعل ما نضعه مستقرًا في مكانه. ومن ثمة، فإن هذه الترجمة لا تنجح إلا من خلال قفزة تنقل النظر من أفق ما تقوله اللغة العادية إلى ما قالته اللغة الأصلية"[3].

معنى العبور والانتقال عند منظِّرة الترجمة الشهيرة سوزان باسنت Susan Bassnett لا يقتصر على النصوص فحسب، بل يتعدّى ذلك إلى الناس أيضًا، بقولها أننا اليوم يمكن أن ننظر إلى "حركة الناس حول العالم على أنها تعكس عملية الترجمة ذاتها؛ لأن الترجمة ليست مجرد نقل للنصوص من لغة إلى أخرى، فهي الآن تُعدّ حقًّا عملية تفاوض بين النصوص وبين الثقافات، عملية تحدث خلالها كل أنواع التعاملات تتوسطها شخصية المترجم"[4]. ولعلّ معنى العبور والانتقال يشي به مصطلح الترجمة Translation أصلًا عبر بادئته "Trans". السؤال الذي يطرح نفسه الآن هو هل تحقيق مثل هذا العبور يكون بالوضوح والبساطة التي تشتمل عليها عملية العبور بالجسر من جهة إلى أخرى، بالضبط مثلما توحي بذلك هذه الاستعارة أم أن المهمة شائكة؟

مفهوم الانتقال والعبور يرد أيضًا في الأسطورة البابلية التي ترى أن بداية الترجمة جاءت بعد حادثة "برج بابل"، التي تعددت فيها الألسن وتنوعت بعد أن كانت لسانًا واحدًا مما تطلّب وجود وسطاء يحسنون الانتقال من لغة إلى أخرى ويحققون التفاهم بين شعوبها. واللافت أنّ من بين المعاني البارزة التي تُوحي بها كلمة "بابل" babel باللغة الإنكليزية، أنها توحي بوجود حشد يتكلمون وسط الفوضى والجلبة دون أن يفهم بعضهم بعضًا. هذا المعنى تحديدًا هو الذي يستدعي وجود الوسيط، المترجم، الذي يكون بمثابة جسر يربط بين اثنين؛ وينقل معه سرد الطرف الأول للطرف الآخر. ثيمة السرد تتردد كثيرًا في كتاب "الترجمة والصراع: حكاية سرديّة" Translation and Conflict: A Narrative Account لمؤلفته منى بيكر Mona Baker، البروفسورة المصرية المختصّة بدراسات الترجمة.  يشير طارق النعمان، مترجم الكتاب، إلى أنه بمقدورنا أن نستبدل عنوان كتاب جورج لايكوف ومارك جونسون الشهير "الاستعارات التي نحيا بها"، إلى "السرديات التي نحيا بها"[5]؛ لأننا أصبحنا محض سرد، وأفضل واحد بيننا هو الذي يُحسنُ سرده، مثلما يقول الجاحظ، في البيان والتبيين، "إنما الناس أحاديث، فإن استطعت أن تكون أحسنهم حديثًا فافعل"[6]. والترجمة في أفضل صورها سردٌ لحوار بين مختلفين، تتمكن فيه من بلورة "أفق الاختلاف الثقافيّ والمعرفيّ، دون أن تقطع أواصر التواصل والتفاعل الخلاّق مع الثقافات الأخرى، وليس المقصود من الاختلاف والمغايرة الثقافية هنا هو اعتبار الثقافات الأخرى ذات مكوّنات هامشيّة، أو لا ترقى إلى مستوى التوجيه الإنسانيّ، وإنّما المقصود هو أنّ الاختلاف في هذه الدائرة هو شرط التفاعل الخلاّق والاستيعاب الواعي لمنجزات الفكر الإنساني المعاصر"[7].

بالتالي، في هذه الورقة ثمّة حديث من نوع خاص، بتعبير الجاحظ، يسعى للوقوف على السرد الذي تقدمه الترجمة من زاوية الأيديولوجيا في محاولة للإجابة عن أسئلة مختلفة تُعرِّج فيها هذه الورقة البحثية على مفهوم الترجمة أولًا، سيّما وأنها تأتي استجابة لسردٍ أطّره الجدل بصدد جدوى الترجمة، والذي أثارته قصيدة الشاعرة الأمريكية أماندا غورمان Amanda Gorman التي تحمل عنوان "التلة التي نصعد"[8] The Hill We Climb. ولئن كُنّا، في مواجهة هذا السرد، نقف قبالة مَهّمة العبور والانتقال التي تسعى لتحقيقها الترجمة، سيكون من المشروع التساؤل عن المسؤوليات الأخلاقية التي يضطلع بها من يتصدى للترجمة، ولأن الترجمة ما عادت ممارسة بريئة تهدف إلى نقل المعنى بأمانة، سيغدو التساؤل الآن أكثر إلحاحًا عمّا يعنيه القول بضرورة أن تكون الترجمة "أمينة". ومن الذي وضع معيار "الأمانة"؟ لماذا إذن لم تَعُد الترجمة ممارسة مُحايدة في الأقل؟ بل لماذا أضحت عملية متشابكة محكومة بعوامل شتى؟ وعليه، تتقصَّى هذه الورقة البحثية الهدف من الترجمة وطبيعتها في قضية غورمان تحديدًا، هل هي مؤشر على المقاومة أم الهدم؛ على الثورة أم التمرد؟ وبتقصّي هذه الأسئلة ستطفو على السطح قضية "الأيديولوجيا" وصلتها الوثيقة بالترجمة.

في البدء، لا بدّ من تحديد الخطوط العامّة التي تسعى إليها هذه الورقة التي تتبنى مقاربة وصفية فاحصة تتمحور حول أثر الأيديولوجيا في الترجمة، وينطلق منها سؤالا الورقة: هل أن وجود الأيديولوجيا في الترجمة يتعارض مع قبول الآخر المختلف؟ وهل تدخل الأيديولوجيا على الترجمة كقوة هدمٍ أم بناء (مقاومة)؟

ربّما تبدو هذه الورقة مغايرةً لما اعتدناه في الدراسات الأكاديمية التي تتقصى مشكلة ترجمية بعينها في نصٍ ما وتتناولها بحثًا وتحليلًا. هذه الورقة لا تُعمِل مِشْرَطَها في نصٍ مترجم، وتحاول الكشف عن أثر الأيدولوجيا فيه؛ بل تتصدّى للموقف من الترجمة الذي اتخذ وجهةً أيديولوجية تركت آثارها سلبًا على فعل الترجمة نفسه. وعلى الرغم من الصعوبة التي يكتنفها هذان السؤالان، لكن الانطلاق من حدث ثقافي خطير أفرزته قصيدة "التلة التي نصعد" سيكون نقطة الارتكاز التي تستند إليها هذه الورقة في فك الاشتباك، وإزالة الغموض المقترن بمصطلح الأيديولوجيا. ولهذا السبب، تهدف الورقة إلى تبيان العلاقة بين الترجمة والأيديولوجيا عبر التعريف بالأخيرة، وتبيان أثرها الهائل في الترجمة متّخذةً من المواقف التي رافقت القصيدة أعلاه منطلقًا للمناقشة. الورقة إذًا، ليست معنيّة بكيفية ترجمة هذه القصيدة من لغة إلى أخرى؛ بل تهدف بالدرجة الأساس إلى الكشف عن الوعي الذي رافقَ ترجمتها، وأسهم في توليد تساؤل بين المعنيين في هذا الحقل عن جدوى الترجمة أصلًا. باختصار، هذه الورقة هي مُساءلة للأيديولوجيا في الترجمة. ولأن هذا الموضوع لم يحظَ بالدرس الكافي في الأوساط الأكاديمية في حقل دراسات الترجمة Translation Studies، ولغرض المضيّ في هذا الاتجاه من البحث، اخترتُ لخطّة البحث أن تسير على هدي المحاور الآتية: مفهوم الترجمة ودراسات الترجمة، ثم مفهوم الأيديولوجيا، وأخيرًا "التلة التي نصعد" وأدلجة الترجمة.

أولًا: مفهوم الترجمة و"دراسات الترجمة"

الترجمة في أبسطِ تعريفٍ لها هي التوضيح والإفهام، كما وردَ معناها في المعجم الوسيط، "ترجم الكلام: بيّنه ووضّحه"[9]، وجاء في لسان العرب "ترجم، التُّرْجُمانُ والتُّرْجَمَانُ: المفسّر للّسان"[10]. ومن هذا المنظور، يتبدّى أن معنى التفسير في الترجمة "مهم جدًا؛ لأنه أساس الترجمة، فمن لم يفهم لا يستطيع أن يُفْهِمه، وإذا لم يَفهم المترجم الكلام المكتوب بلغة ما، فلن يستطيع أن ينقله إلى لغة أخرى، وإذا نقله بدون فهم كافٍ، فسوف يكتب ألغازًا وأحاجي يُحار فيها قارئها"[11]. شرط الإفهام هذا كان له الفضل في التأسيس للترجمة كفعلٍ حضاري اقترن بوجود الإنسان على هذه الأرض، فمارسها بالإشارة والكلام والكتابة حتى أضحت ركنًا متينًا من أركان نشوء الحضارات وازدهارها. فقد "أدركَ أناسُ ثقافةٍ ما أنّ هناك غرباء لهم آداب أخرى ولغات أخرى. وأنّ الغريب كان دومًا مثيرًا للقلق"[12]، لكنّ هذا التنوع في اللغات والثقافات هو الذي أكد الحاجة للترجمة، من منظور جورج ستاينر George Steiner[13]. وبسبب ذلك جاء دور الترجمة؛ لأنها تُقيم أواصر مختلف أشكال التعارف بين الأمم، وتسمح لهم بالالتقاء عبر بوابة محاورة الآخر لغرض معرفته. ويشير د. عيسى بريهمات إلى أن مهنة الترجمة كانت من أقدم ما مارسه بني البشر، وهذا ما أكّدته حفريات الآثاريين التي عثرت على نصوص مترجمة يعود تاريخها للألفية الثالثة قبل الميلاد[14]. وقد كان لإسهامات الترجمة الفضل الكبير في التعريف بثقافات هذه الأمم، ومنحها حياة جديدة في بقاع جديدة، ما كان لها أن تصلها لولا الترجمة. وبهذا تحولت الترجمة إلى وسيلة للتلاقح الحضاري، والنماء الثقافي تنتقل عبرها بذور التطور الفكري من مكان لآخر، حتى صار المترجمون عبر تاريخ البشرية الحضاري العنصر الضروري لأي حراك ثقافيّ، وكانوا السبب الرئيس في تحقيق الإثراء الثقافي، حتى غدت الترجمة المعيار الذي يُقاس به تطور الأمم والشعوب في العلوم، والآداب، والفن، والثقافة، بعد أن تحولت الترجمة إلى "مجال لتحقيق الهوية المنفتحة على الآخر، ولكن من منطلق الخصوصية الغنية القائمة على التثاقف المتوازن"[15] وبهذا، فقد تحولت الترجمة إلى "الحبل العصبي الرئيسي في سريان فعالية نظرية المعرفة، وتدفع آلية البناء الحضاري إلى تمثل التواصل بين الثقافات وبعضها بعضًا، حتى أوشكت أن تكون الوسيلة الأولى، لتحقيق عالمية الخطاب الفكري والأدبي والعلمي والثقافي، بين الجماعات البشرية، وكذلك بين الحقول المعرفية المختلفة إلى الدرجة التي يمكن أن تتوقف بدونها عجلة العلم والتطور"[16].

ويشي تاريخ الترجمة بأنّ حقل دراسـات الترجمــة في النصف الأول من القرن العشرين كان متأثـرًا بالتطور الباهر الذي بلغته النظريـات اللســانية، فكان أن انكبّ منظِّرو الترجمة، ومنهم كاتفورد Catford ونايــدا Nida، على التشديد على أهمية "التكافـؤ" بين اللغتين الأصل والهدف عند الترجمة الذي يتحقق في عملية النقل اللساني بين لغتين مختلفتين. ولهذا السبب يُعرِّف كاتفورد الترجمة من زاوية لسانية خالصة في كتابه ِ Linguistic Theory of Translation (1965) بأنها "عملية تتحقق باللغات، أي أنها استبدال نص في لغةٍ مُعينة بنصٍ آخر في لغةٍ أخرى"[17]. هذا النقل اللساني لم يكُ كافيًا من منظور مونان George Mounin لتحقيق الترجمة، بل اشترط لذلك شرطين متلازمين، لا غنى لأحدهما عن الآخر، هما اللغة والثقافة؛ لأن هذا يعني معرفة الحياة، والثقافة، وخصائص الشعوب التي تعبر عنها هذه اللغة معرفة شاملة[18]. ولهذا فإنّ النظرة التقليدية التي تتعامل مع اللغة بمعزلٍ عن الثقافة سرعان ما تغيّرت في النصف الثاني من القرن العشرين، وتحديدًا إبّان الحرب العالمية الثانية، وما رافقها من تحوّلات طرأت على العالم ككل، واستدعت البحث عن أساليب جديدة لمخاطبة ثقافات جديدة والتفاهم معها.

كان لبروز حقل "الدراسات الثقافية" الأثر الكبير في التعجيل بتحوّلات كبرى في حقل دراسات الترجمة نفسه؛ ولا سيّما دراسات الترجمة الوصفية Descriptive Translation Studies أو "مدرسة التلاعُب" Manipulation School التي أعادت النظر في العلاقة بين اللغة الأصل Source Language واللغة الهدف Target Language، وشككت في تفوق الأصل على الترجمة حينما أُعيد التفكير في مفهوم التكافؤ بين اللغتين؛ إذ "أصبح ينظر إلى النص الأصلي والترجمة على أنهما منتجان متساويان من إبداع الكاتب والمترجم"[19]. ولهذا، صار لزامًا في كل حديثٍ عن الترجمة الإشارةُ إلى القفزات العريضة التي قطعها الحقل، فيما يخص مكانة الترجمة والمترجم، والدور الذي يمارسانه بعد انتزاع اعتراف الحقول المعرفية الأخرى له، حتى ظهر في تسعينيات القرن المنصرم ككيان مستقل عن اللسانيات أو الأدب المقارن، مثلما جرت العادة طويلًا على التعامل معه. وصار يُنظَر إلى هذا الحقل كـ"سلسلة من التحالفات الجديدة التي أدت إلى البحث في تاريخ الترجمة وممارستها وفلسفتها مع اتجاهات فكرية أخرى"[20]. وسرعان ما طرأ التغيير على العلاقة بين اللغتين والنظرة التقليدية، التي تنظر للترجمة بأنّها محض ممارسة، تهدف إلى نقل معنى اللغة الأصل إلى اللغة الهدف، يلعبُ فيها مفهوم الأمانة دورًا كبيرًا؛ لأن الترجمة بحسب يوجين نايدا Eugene Nida، مُنظِّر الترجمة الشهير، ينبغي أن تقوم على تحقيق أكبر ما يمكن من الأمانة لشكل الرسالة الأصلية، ومحتواها، وروحها[21]. مفهوم "الأمانة" هذا كان له الدور الأكبر في جعل الترجمة متعلقة بالأصل، وينبغي أن تكون صورة مطابقة له.

هذه المرحلة أفرزت صلاتٍ مهمةً بين الترجمة وعوامل شتى، منها الأيديولوجيا. ما عاد بالإمكان التغافل عنها في ممارسة الترجمة التي لم تعد عملية نقل بريء للنص يعمل على إعادة إنتاج كل ما فيه؛ بل تحولت إلى ممارسة قصدية واعية تتضمن الحذف من الأصل، والتغيير، والإضافة، والتلاعب؛ بل تحولت إلى فعل "إعادة كتابة" Rewriting بتعبير لوفيفر، "ما يفتح الثقافة، ما يفتح اللغة على الخارج، ما يفتح النصوص على آفاق لم تكن لتتوقعها ولا تتوخاها"[22]. صار السؤال الآن لا يتعلق بآليّة نقل النص من اللغة الأصل إلى اللغة الهدف والمشكلات والعوائق التي تعترض سبيل ذلك النقل، بل تحوّلت الأنظار صوب المترجم نفسه، وما يحمله من أفكار واعتقادات وميول وتصورات مسبّقة يمتلكها بوصفه فاعلًا في المجتمع؛ أي باختصار "الأيديولوجيا". أضحت أيديولوجيا المترجم جزءًا لا ينفصل عن مشروع الترجمة نفسه؛ بل قد يكون المسار الوحيد الذي يسير عليه النّص لينتقل من ضفة الغرابة في لغة أجنبية مبهمة إلى ضفة الأُلفة في موطنه الجديد. استعارة الترحال هذه ترافق الترجمة ودورها المهم في التنقل من بقعة لأخرى مثل مستكشف شغوف.

ثانيًا: مفهوم الأيديولوجيا

الحديث عن الترجمة يقودنا إلى مفهوم "الإيديولوجيا" الذي كان لدخوله في هذا الحقل أثرًا مهمًا، على الرغم من غموضه وتعدد اتجاهاته ومداليله. وليست الأيديولوجيا حديثةَ عهدٍ في الترجمة؛ فمنذ القدم وفـي العصـر الرومـاني تحديدًا كانت أيديولوجيا الكنيسة تفرض على المترجمين قيـودًا صارمة عند ترجمـة النصـوص المقدسـة، متمسكة بشرط "الأمانة" إلى الحدّ الذي نال فيه عدد من المترجمين عقوبة "الحرق على الخازوق"[23]. وكثيرٌ منّا يذكر قصة آن فرانك Anne Frank، الفتاة اليهودية اليافعة الناجية من الهولوكوست، والتي أضحت مذكراتها التي دوّنتها إبّان الاحتلال الألماني لهولندا من أشهر ما كُتب عن حياة اليهود خلال الحرب العالمية الثانية، وترجمت إلى أكثر من سبعين لغة. تسلَّلت الأيدولوجيا إلى هذه المذكرات في النسخة الإنكليزية منها؛ إذ جرى التلاعب بالنسخة الأصلية على نحو يعكس استلهام أيديولوجيا معينة، كما في المثال الآتي: "ليسَ من عداوة في العالم تفوق العداوة بين الألمان واليهود" والتي جرى التلاعب بها فصارت "ليسَ من عداوة في العالم تفوق العداوة بين الألمان وهؤلاء اليهود"[24]. أسهمَ فعل "إعادة الكتابة" هنا بالإفصاح عن البعد الأيديولوجي في الترجمة والذي يتقصّد إخفاء ممارسات النازيين الوحشية.

شقّ هذا المفهوم طريقه إلى أدبيات الترجمة خلال الحقبة التي أعقبت الانعطافة الثقافية Cultural Turn التي دشّنها مُنظِّرا الترجمة الشهيران أندريه لوفيفر André Lefevereوسوزان باسنيت Susan Bassnett في سبعينيات القرن المنصرم. إذ لم يلقَ موضوع "الأيديولوجيا" الاهتمام الكافي من المعنيين بالترجمة إلا حينما التفتَ حقل دراسات الترجمة لأهمية هذا العامل الفاعل في مجال سياسة الترجمة. وعليه، فإنني أتفقُ مع د. معن زيادة في موسوعته الفلسفية في أن التعريف يُشكِّل "إحدى أعقد المعضلات في مضمار العلوم الإنسانية"[25]، وربّما يزداد الأمر تعقيدًا إذا دنونا من مصطلح "أيديولوجيا" بعد أن تعددت مدلولاته وتشعبت. فهذه الكلمة Ideology المؤلّفة من مقطعين في أصلها الإغريقي هما Ideo (أي، فكرة)، logos (أي، "دراسة" أو "علمًا") تبدو مختلطة الدلالة في لغتها الأصلية ؛لأنها تعني الشيء وعكسه[26]. ويُطلق د. عبد الله العروي لفظة "أُدلوجة" على مصطلح الإيديولوجيا[27]، ويعني بها المنظومة الفكري الواعية التي تتبناها طبقة اجتماعية بعينها داخل المجتمع وتكون ممثلة لإيديولوجيا هذه الطبقة.

ومع أن هذا المصطلح استخدمه لأول مرة الفيلسوف الفرنسي دتسوت دي ترسي Count Destutt de Tracy عام 1796 في كتابه الذي يحمل عنوان "مشروع عناصر الإيديولوجيا"[28]،ويعني به تحديدًا "العلم الذي يَدرس الأفكار"[29]بالاعتماد على قوانين علمية واضحة، وشحنه بمعانٍ إيجابية، يهدف من ورائها جعلهُ الأساس المتين الذي ترتكز عليه حقول معرفية أخرى، لكنه اليوم يعاود الظهور بقوة مُلْتبسًا بمعانٍ مختلفة تجعل منهُ "المفهوم الأكثر مراوغة"[30]، بحسب تعبير ديفيد ماكليلان David Mclellan. وإذا أردنا قراءة هذا المفهوم وتأطيره، سنجد أنفسنا أمام ماركس Marx الذي كان أول من استعمله في علم الاجتماع وجعله رديفًا لمفهوم "الوعي الزائف"[31] وذلك بتعريف الأيديولوجيا بأنها "ﺍﻧﻌﻜﺎﺱ ﻣﻘﻠﻮﺏ، ومشوّه وﺟﺰﺋﻲ ومبتور ﻟﻠﻮﺍﻗﻊ، وﻫﻲ بذلك تعارض الوعي ﺍﻹﻧﺴﺎني الحقيقي"، مُضيفًا أن السياسة تمثل بنيتها الفوقية، بينما تشكل العلاقات الاجتماعية-الاقتصادية بنيتها التحتية[32]. مع أن تعريف ماركس أسهم في انتشار مصطلح الأيديولوجيا إلى حدٍ كبير، لكنهُ كان السبب أيضًا في جعلهِ يصطبغ بصبغهٍ سلبية بجعلهِ رديفًا للوهم الذي يمنع الأفراد، أولًا، من رؤية واقعهم الاجتماعي بجلاء، ويجعلهم، ثانيًا، يرونَ "في إيديولوجيات الخصوم أقنعة تستر وراءها نوايا خفية ولا واعية، يحجبها أصحابها حتى عن أنفسهم"[33].

ومن هنا، يبدو جليًّا أنّ هذا المصطلح قد انحرف عن معناه المحايد الذي اجترحه دي تراسي والتصقت به "مضامين سلبية ذات حمولات سياسية، كالتشويه والتلاعب والإخفاء، حتى ما عاد أحد يجرؤ على وصف منظومته الفكرية بأنها "أيديولوجيا". وتأتي خطورة هذا الوعي الزائف من حقيقة كونه يقف عائقًا بطريق فهم الواقع الاجتماعي التاريخي فهمًا صحيحًا، ويجعل الأفكار مرتبطة بالواقع السياسي. ولهذا السبب ترد الأيديولوجيا في معجم أوكسفورد مرتبطة بالسياسة عبر تعريفها بأنها "نسق الأفكار والمُثُل التي تشكل أساس السياسة والنظرية السياسية والاقتصادية"[34]. ومن هنا، يتضح وجه الربط مع السياسة؛ لأن هذه الأفكار تشكل نتاج الوعي الزائف بصفة "لا شعور جماعي لدى بعض الجماعات بحجب وإخفاء الحالة الحقيقية للمجتمع عن نفسه وعن الآخرين، وبهذا يحقق الاستقرار في ذلك المجتمع[35]. هذا الوعي هو الذي يخلق حالة التمركز حول الذات التي تدفع بالمؤمنين بها إلى تخطئة الآخرين؛ كي يبرهنوا على صواب إيديولوجيتهم التي يرونها "عقيدة تعبر عن الوفاء والتضحية والتسامي"[36].

من هنا تحديدًا، تتبدّى صعوبة تعريف هذا المفهوم الذي يمكن تلخيصه بأنه: منظومة شاملة من التصورات، والمعتقدات، والقيم، والمواقف التي يتبناها أفراد أو جماعات بخصوص حدث معين، ويؤمنون بصوابها.

أما بخصوص أثر الأيديولوجيا في الترجمة، فقد حظي هذا الموضوع باهتمامٍ متزايد في حقل دراسات الترجمة منذ الانعطافة الثقافية Cultural Turn التي وجّهت الأنظار نحو أهمية سياسة الترجمة، ومفهوم الهوية وأثره في توجيه دفة الترجمة، ممارسة وتنظيرًا، واكتسب تعريف هذا المصطلح صعوبة أكبر نظرًا لتعدّد العوامل التي تؤثر فيه، ولا سيما إذا أخذنا بعين الاعتبار أنّ التدخل الأيديولوجي في الترجمة لا يمارسه المترجمون فحسب؛ بل فواعل آخرون، منهم على سبيل المثال، المُراجع والناشر، ممن لديهم ولاءاتهم وانحيازاتهم التي تدفعهم لممارسة تأثيرٍ ما في الترجمة. صار المصطلح، من جهة، مقترنًا بصوت المترجم أو ظهوره العلني الذي لم يكن موضع ترحيب القراء والنقاد على حدٍ سواء إلا بعد التحوّل الذي طرأ على مفهوم "الأمانة" في أعقاب إعلان البنيوية عن "موت المؤلف"، ولهذا اكتسب المترجم هوية جديدة منحته امتياز التصرف كذاتٍ مستقلة تتمتع بالسلطة. وبفضل هذه السلطة تحديدًا ما عادت الترجمة ممارسة بريئة أو محايدة تهدف إلى نقل المعنى بأمانة، بل أضحت شبيهة بالكتابة الإبداعية؛ فهي تتخطى الحدود كلها، ولا تحتاج إذنًا لفعل ذلك.

وقد ازداد الأمر تعقيدًا حينما غدت الأيديولوجيا في دراسات الترجمة رديفةً للتلاعب manipulation وخصوصًا إذا ما علمنا أن لوفيفر يعدّ الترجمة عملية "إعادة كتابة"، وبهذا يقول: "لأن الترجمة هي أكثر أنواع إعادة الكتابة بروزًا، ولأنها أكثرها تأثيرًا من حيث الإمكان؛ إذ تستطيع إسقاط صورة كاتب و/أو مجموعة من الأعمال على ثقافة أخرى، بنقلها ذلك الكاتب و/أو تلك الأعمال خارج حدود ثقافتها الأصلية"[37]. الخطورة في حالة "إعادة الكتابة" تنبع من حقيقة أن الترجمة، إنْ لم تخضعْ لتمحيص الناقد الحصيف الذي يقارن الأصل بترجمته، فإنها تتصرف وكأنها تتنقل بين الثقافات، فاتحة الأبواب للنص الأصل؛ ليصل القراء المستهدفين، كما لو أنه مكتوب بلغة كاتبه الأصل، ومن دون أن يعلم القراء بمقدار ما جرى على الأصل من تلاعب أو تحريف، بسبب أيديولوجية المترجم وتصوراته المسبقة للعالم. وهذا يعني أن مفهوم "إعادة كتابة" هنا، يأتي كرديف للتشويه الذي يطال النص الأصل عند ترجمته على نحو يدعو إلى الشك في الخيارات التي يتخذها المترجم أثناء الترجمة بأنها منحازة.

وعليه، لا بدّ من توخي الحذر عند الحديث عن الإيديولوجيا؛ فالحدود الفاصلة بين ما هو مؤدلج وما هو غير مؤدلج ليست واضحة جدًا في أغلب الأحيان. وفي هذا الصدد، تؤكد عالمة اللسانيّات الهولندية فيرونيكا كولر Veronika Koller "ضرورة أن يعلم الباحثين أنّ كلّ كتابة عن الأيديولوجيا تنطوي على معنىً أيديولوجي"[38]، بمعنى أنّ من يتصدّى لنقد الترجمة سوف تتسلل الأيديولوجيا لفعله، إلى حد ما. كلمات كولر تنبهنا إلى ضرورة تحري الدقة عند تحليل الدور الذي تمارسه الترجمة والمترجم على حدٍ سواء؛ فإن تعذر التملص من تأثير الإيديولوجيا في النص المترجم، فلا بدّ عندئذ من إيجاد طريقة للحفاظ على أخلاقيات الترجمة.

هذه التحولات التي طرأت على الحقل، ما عاد بالإمكان التغافل عنها في ممارسة الترجمة الآن، لا سيّما بعد دخول عامل الأيديولوجيا. ولهذا يؤكد د. محمد حافظ ذياب ضرورة التعامل مع الترجمة كفعلٍ له "جدلياته الحيّة وآفاقه المتعددة، بوصفه فعلًا إبداعيًّا، ونشاطًا لغويًّا وضرورة حضارية، وموقفًا إيديولوجيًا"[39].

 ثالثًا: "التلة التي نصعد" وأدلجة الترجمة

في العشرين من كانون الثاني من عام 2021، في حفل تنصيب الرئيس الأمريكي جو بايدن تحديدًا، اتجهت أنظار العالم إلى شابة فتيّة نحيلة "سوداء" اسمها أماندا غورمان Amanda Gorman عمرها اثنان وعشرون عامًا، ترجع أصولها إلى سلالة العبيد، وهي تعتلي منصة التنصيب لتلقي قصيدةً بعنوان "التلة التي نصعد" The Hill We Climb، كتبتها بعد الهجوم الدموي على مبنى الكابيتول، ودَعَت فيها مواطنيها إلى الوحدة، ونبذ الانقسام، وتحقيق العدالة الاجتماعية.

بعد حفل التنصيب، سارعت دور النشر لترجمة قصيدة غورمان ونشرها، ومنها دار النشر الهولندية مولنهوف التي كلّفت مترجمة قديرة وروائية فائزة بجائزة البوكر الدولية، اسمها لوكاس راينفيلد Marieke Lucas Rijneveld، بترجمة القصيدة من الإنكليزية إلى الهولندية. أدّى اختيار هذه المترجمة إلى إشعال فتيل جدل حادّ بصدد من يمتلك الحق في ترجمة قصيدة الشاعرة غورمان، واحتدم كثيرًا حتى وصل إلى حدٍّ انسحبت فيه المترجمة من الترجمة؛ بسبب الهجوم الحادّ الذي شنّه عليها روّاد منصات التواصل الاجتماعي، وبعض الصحفيين، ومنهم الصحافية السوداء جانيس دويل الذين وجدوا في قصيدة غورمان لحظة ثقافية فارقة للسود، تمثلها شاعرة سوداء، وتساءلوا عن مدى شرعيّة أن تقوم مترجمة "بيضاء" في نقل نصٍ كتبته شاعرة سوداء، ما دام ثمّة مترجمون سود بإمكانهم التعبير عن أفكار ومشاعر شاعرة سوداء. كان لزامًا إذن، أن يبرز مترجم "أسود" لترجمة القصيدة؛ حتى يكون لون البشرة هذا جزءًا من الرسالة كلّها.

أفرز هذا الجدل عددًا من الأسئلة تتمحور حول الهوية والتهميش، ومنها "هل يمكن للأبيض أن يترجم معاناة الأسود؟ وهل يمكن للأبيض أن يترجم قصيدة تتحدث عن تجربة السود؟ أم هل يليق أخلاقيًّا أن نستعين بمترجم أبيض، في حضور المترجمين السود؟ هل يمكن أن يكون المترجم الأبيض أمينًا على ترجمة جُرح الأسود؟ هل يمكنه أن ينصت إلى عمق هذا الألم الذي تحمله كلمات الأسود؟"[40]. هذا الموقف طرح تساؤلات عدة تتعلق بالمسؤوليات الأخلاقية المناطة بالترجمة، والمهمة الإنسانية النبيلة التي حملتها على عاتقها منذُ أن وجِدَ البشر على الأرض في أن تكونَ وسيلة لتقريب المسافات بين الأباعد، وفتح باب الحوار بين المختلفين.

للتقرّب أكثر من المشهد، ربّما يمكن الانطلاق من مقولة سوزان سونتاغ بأنّ الترجمة، ولا سيّما الأدبية، هي في جوهرها "مهمة أخلاقية تعكس وتضاعف دور الأدب نفسه، وتهدف إلى توسيع مشاركاتنا الوجدانية، وتربية القلب والعقل، وتجعل المرء مستغرقًا في حياته العقلية والروحية، ناهيك عن اكتساب الوعي وتعميقه بأنّ هناك أناس آخرين موجودين على سطح كوكبنا، إنهم مختلفون عنا حتمًا، إلا أن بوسعنا أن نتعرف إليهم ونفهمهم؛ لأن العدو هو الذي لا تعرفه ولا تفهمه، كما تقول ناتالي حنظل"[41]. الترجمة، إذن، "هي التي تبدّد المسافة الموجودة بين الذات والآخر، وتُذيب هذا التباين الموجود بين اللغات والثقافات في العالم، وهي الأداة التي بها يمكن اختبار هذه الذات؛ لأنّ الترجمة تضعنا على حافّة المعارف لتمتحننا، فتتصدّع لغتنا وترتجّ ثقافتنا، وننتقل من موقع اليقين إلى الارتباك والشكّ"[42]

المفارقة في هذا الموقف جاءت من كلمات قصيدة غورمان التي تدعو إلى نبذ التفرقة وتجاوز الاختلافات، فهي تقول:

We are striving to forge our union with purpose.

To compose a country committed to all cultures, colors, characters and conditions of man.

And so we lift our gaze, not to what stands between us, but what stands before us.

We close the divide because we know to put our future first, we must first put our differences aside.

نحن نسعى لأن يكون لوحدتنا هدف:

أن نُشيّدَ وطنًا يكفل الثقافات كلّها، والألوان كلّها، والأخلاق كلّها، وظروف الإنسان كلها.

ولهذا، لا تقع أعيينا على الحد الفاصل بيننا، بل على ما ينتظرنا.

نحن نغلق الباب بوجه الانقسام، لأننا نعلم أننا كي نفوزَ بالمستقبل، علينا أن نغضّ الطرف عن خلافاتنا.

لكنّ الموقف الأيديولوجي عَمَل على تعميق الهوّة بين الترجمة والآخر، وأصبحت مصدرًا للفرقة والاختلاف أدّى إلى الوقوع في فخّ التحيّز للهويّة الثقافيّة، ورفض الآخر المختلف على نحوٍ دعت جمعية مترجمي الأدب الأمريكية ALTA إلى إصدار بيان استنكرت فيه هذه الحادثة قائلة: إن "المترجمين حينما يشعرون بأنهم مخوّلون بترجمة ما يتفق وهويتهم فقط، فإنّ الهدم سيكون مصير الترجمة الأدبية"[43]. صراع الهويات هذا، وقطع جسور التواصل مع الآخر المختلف يتعارض تمامًا مع الهدف الذي من أجله قامت الترجمة، والمتمثل في إثراء "الهويّة الثقافيّة وتقوّيها، ولا تضعفها أو تشوّش خصائصها ولا تشدّها إلى أغلال التبعيّة الثقافيّة كما يتوهّم البعض. إذ إنّ الترجمة عامل بناء فاعل في إثراء الهويّة الثقافيّة"[44]، بل العمل على عدم "إلغاء الاختلاف بين اللغتين، وإنما تسعى إلى توظيفه ورعايته"[45] كيف وصلت الترجمة إذن إلى موضع أضحتْ فيه بؤرةَ للخلاف ورفض الاختلاف؟

يرى كازاغراند Cassagrand أن الأيديولوجيا تتدخل في الترجمة بقوة انطلاقًا من المعايير الثقافية التي يحملها أبناؤها، مؤكدًا أنّ "مما لا مفرّ منه أنّ مواقف شعب ما وقيَمه وتجاربه وتقاليده كثيرًا ما تصبح مُقحمة في شحن المعنى الذي تحمله لغة ما. وفي الحقيقة إنّ المرء لا يترجم اللغات، بل يترجم الثقافات"[46] ولهذا السبب فقد يتراءى للبعض أنّ جوهر الجدل يكمن في أنّ المترجِم "الأسود" أقدر على ترجمة نصٍّ لشاعرة "سوداء"، لكن الحقيقة هي أن الجدل ينطلق من إشكالية الآخر والثقافة، ويؤسس لعلاقة متينة بين الهوية والترجمة المبدعة. وكلنا يعلم أنّ الترجمة تقوم على شرطين لا تتحقق بواحدٍ منهما فحسب، وهما إتقان اللغة والمعرفة الوافية للسمات والخصال الثقافية لتلك اللغة[47]. إلا أنّ هذا الجدل أظهر أنّ هيمنة الهوية كانت المعيار الرئيس لقبول الترجمة، دون الالتفات لجوهر الترجمة بأنها ممارسة إنسانية تسعى لنبذ الإقصاء والعنصرية. الدفاع عن الترجمة من تهمة الانحياز هو دفاع عن الحرية التي تنادي بها، والتنوع الذي تسعى له، عن تاريخ الترجمة الطويل الذي سعت فيه لتكون "فعل مثاقفة يقوم على إعادة التأهيل الواعي للثقافة الإنسانية استنادًا إلى حرية التعبير عن الذات وحرية التعرف على الآخر"[48]. مهمة الترجمة الأخلاقية دخلت في دائرة السياسة.

يُوظف تشسترمان وفانغر Chesterman & Wagner استعارة الزجاج الملون في تفسير مهمة الترجمة بقولهما، "حتى يكون بالإمكان رؤية النص الأصل، كما هو بالفعل، ينبغي للترجمة أن تكون شفافة تمامًا، حدّ أنّ العين لا ترتكز على الزجاج نفسه، بل تنظر من خلاله، وتظنّ أن ما تراه هو الأصل حقًا، وبهذا تكون الترجمة (والمترجم الذي أنتجها) غير مرئيين بالمرّة. أما إذا كانت الترجمة مثل نافذة زجاجية ملونة، فستستقر العين على السطح الملوّن، وتعجز عن النظر من خلاله"[49]. مثل هذا القول يثير قضايا كثيرة منها ما يتعلق بمفهوم الهوية، والآليّات التي يتبعها المترجم لإبراز هوية النص أو هويته، أي أيديولوجيته. هذا التباين الواضح بصدد الترجمة أثاره بعض النقاد، ومنهم سبيڤاك، ممن يرون أنّ الترجمة كانت تُوظف في الماضي "كأداة للسيطرة الاستعمارية، وكوسيلة لحرمان المستَعمَرين من التعبير عن أنفسهم. ففي النموذج الاستعماري، تسود ثقافة واحدة والثقافات الأخرى تكون تابعة، وبهذا فإنّ الترجمة تعزز مبدأ هرمية القوة"[50]. هذه الثقافة يراها تيري ايغلتون مرتبطة بالسياسة ارتباطًا وثيقًا، "وإذا ما كانت كلمة (ثقافة) نصًا تاريخيًا وفلسفيًا فهي أيضا محل صراع سياسي"[51].

وهنا تحديدًا، يظهر الانقسام الحادّ في قضية غورمان بصدد منْ يترجم النص؟ هل المترجم المتشرِّب بثقافة النص الأصل ومن أبنائها فعلًا؟ أم المترجم الأوروبي بلغته الاستعمارية المتقنة، لكنه غريب عن تلك الثقافة؟ حُجّة المدافعين عن الرأي الأول أن خيارات المترجم تحددها هويته، ولما كان مكتويًا بالظروف نفسها التي أنتجت النص الأصل سيكون الأقدر على نقله؛ لأنه الأقدر على الإحساس به. هذا الانقسام يربط الترجمة بإشكالية الأيديولوجيا، ويعيدنا إلى مفاهيم الثقافة المهيمنة، والثقافة الخاضعة التي لا تترجم فيها الثقافة المهيمنة "من الثقافة الخاضعة سوى تلك الأعمال التي تلائم ما تحمله عنها من تصوّرات مسبقة، أي تلك الأعمال التي تتمثّل لما لديها من صورة نمطية هيمنيّة، في حين تختار الثقافة الخاضعة ما تترجمه؛ لأنّه قادم من ثقافة مهيمنة"[52]. وبالتالي، صار السؤال الذي يُطرح الآن: هل تُسهِم الترجمة في إعادة صراع الهويات بتكريسها لغة الخِلاف، والإلغاء، والثقافة الواحدة التي لا تحترم هوية الآخر في سعي محموم وراء تفوّق الهيمنة؟ هذا الجانب المعتم من الترجمة يفقدها جوهرها الثمين، ويُحوِّلها بحسب غانزلر Gentzler وتيموشكوTymoczko إلى "عمل واع ومقصود للانتقاء، التوضيب، إعادة البناء، والتلفيق. وفي بعض الحالات، التزييف، رفض المعلومات وتزييفها، وصناعة شيفرات سرية"[53].

يتضح مما سبق، أنّ الأيديولوجيا تَدْخُل في صميم عمل الترجمة التي ما عادت محض نقل برئ للألفاظ، بل نشاط واعٍ قصدي يبدأ لحظة اختيار المترجم للنص الذي يبغي ترجمته، وعند هذا الموضع تحديدًا تتسلّل الأيديولوجيا؛ لأنّ قرار المترجم باختيار نصٍ بعينه، هو قرار نابع من توجه أيديولوجي، على اعتبار أنه لا يختار إلا ما يتوافق مع أفكاره وتصوراته للعالم، بل يتعدى الأمر لأبعد من ذلك حينما تتدخل الأيديولوجيا حتى في الآليّة التي يتبعها المترجم في عمله؛ أي استراتيجية الترجمة؛ لأنها تفصح عن رؤاه، والفكر الذي يقف وراءها. هذا يعني إذن، أن الأيديولوجيا حاضرة في الترجمة، بل هي تخترقه من طرفها إلى أقصاها. ولعلّ أفضل بقعة تكمن عندها الأيديولوجيا هي الترجمة الأدبية. وفي هذا الصدد، يذكر تيم وتمارش Tim Whitmarsh أستاذ الكلاسيكيات في جامعة كامبردج أنّ الشاعر صموئيل بتلر Samuel Butlerحينما ترجم إلياذة هوميروس إلى الإنكليزية وصادفته لفظة xanthos عند الحديث عن لون شَعر أخيل، فإنه ترجمها إلى "أشقر"[54]، لكن من يراجع المصادر المعنية باللغة الإغريقية القديمة، مثلما يقول وتمارش، سيجد أنّ ثمّة بون شاسع بين اللون "الأشقر" ومعاني الكلمات الأخرى التي تتضمنها هذه اللفظة ومنها "البني" و"الأحمر". وهكذا فإنّ مراوغة بتلر باختيار مفردة لا تعكس ثقافة النص الأصل وانتمائه، وتُحيل لعالمٍ آخر كان فعلًا أيديولوجيًا يهدف لإخضاع الآخر، وجعله ينصاع لأمر اللغة. هنا تحديدًا، تتحول الترجمة إلى وسيلة هدم وصِدام إيديولوجي وعرقي؛ بسبب انغلاقها على هويتها الثقافية مستفيدة من علاقات القوة التي امتلكتها والمكانة التي حظيت بها إلى الحد الذي ما عادت فيه "تتضمن، بالفعل، الآثار الدالة على موقف الذات المترجمة من غيرية النص المترجم"[55].

قصيدة "التلة التي نصعد" كشفت عن محنة الترجمة، والترجمة الأدبية تحديدًا، بوصفها شكلًا من أشكال العنصرية "المُقنّعة"، بتعبير شتراوس، تلغي التنوع الثقافي وتمحو كونيّة الأثر الإنساني وشموليته، وتتمركز حول ذاتها على نحو تُحيل فيه فعل الترجمة نفسه إلى قوّة هدم، طالما أنّ النص الأدبي سيقبع في دائرة الانغلاق والهوية الواحدة، خلافًا للهدف السامي الذي تعمل فيه الترجمة الأدبية إلى تحويل عملية نقل هكذا نص من لغة إلى أخرى، ومن ثقافة إلى أخرى، إلى "عمل على اللغة وتفكير فيها، مما يسمح للثقافات المختلفة أن تتواصل و تتحاور بينها، اعتمادًا على الاختلاف الذي يحيي النصوص و ينفخ فيها الحياة"[56]. ما يؤكّده الأستاذ بن عبد العالي في هذا الصدد، هو أنّ الترجمة الأدبية بمعناها الأوسع ستتحقّق للعمل الأدبي "الدوام والتجدد والتحوّل، وبالتالي النمو والتكاثر، ذلك أنّ نصًا ما يختفي ويموت بمجرد ما لا يجد ثقافة ما تحتضنه وتسمح له بأن يلج عوالم أخرى مختلفة، وأن يُصاغ في قوالب جديدة تمنحه، بفعل ذلك، دلالات ووظائف جديدة"[57].

هذا الموقف الأيديولوجي في الترجمة الأدبية سينعكس أولًا على الأدب لأنّ "عصرًا يزدهر فيه الأدب هو بالتأكيد عصر ازدهار الترجمة، مثلما يقول الشاعر عزرا باوند Ezra Pound"[58]، مثلما ينعكس على الترجمة التي لن يكون بمقدورها عبور الحدود الفاصلة بين اللّغات والثّقافات والهُويات، وستعجز عن التعريف عن نفسها والتصالح مع هُجنتها؛ لأننا نعرف أن ترجمة نصٍّ ما تعني "الانتقال به من كون ثقافي إلى كون آخر، وليس فقط من لغة إلى أخرى"[59]. هذا الكون الذي يتحدث عنه برهون لا يعترف بمبدأ "العزلة الثقافية" ويُؤسس لمفاهيم الاختلاف والانفتاح والحوار الذي تمارسه الأمم. ولن يكون لمثل هذا الكون وجود حقيقي إلا بوجود حوار حقيقي مع الآخر المختلف وسيكون الشعر، إلى جانب الأدب والمسرح، كلمة فاعلة للوصول إلى هذا الحوار[60].

خاتمة

ربّما يكون أعظم إنجاز حققته الترجمة هو اعترافها بالاختلاف واستضافته، ولعلّ الترجمة الأدبية هي الآصرة التي تجمع بين المختلفين في الثقافات واللغات، والجسر الذي يسير عليه الحوار مع الآخر المختلف، لكنها تفقد شيئًا من صفاتها النبيلة كلما زادت اقترابًا من الأيديولوجيا. تظهر هيمنة الإيديولوجيا على الترجمة كواحدة من الظواهر السلبية؛ لأنّها ترجّح الإيديولوجي على الإبداعي والإنساني التنويري في الترجمة، ولا سيما ترجمة العمل الأدبي الذي يخاطب الإنسانية أجمع وتحيله إلى صوت واحد منعزل ثقافيًّا.

في قصيدة "التلة التي نصعد" معاني مهمة عن الوحدة ونبذ الانقسام، لكنها تحوّلت إلى فخ لاصطياد الذات والإيقاع بها في بئر العزلة الثقافية. نكتشف في هذه القصيدة التعالق الوثيق بين الترجمة والأيديولوجيا الذي يوضح، وبما لا يقبل الشك، أنّ الترجمة لا تحدث في فراغ، بل تكون محكومة بسياق ثقافي وسياسي وتاريخي. الترجمة تشبهنا نحن البشر، تنمو وتتغير وتتأثر بما حولها. فقد أماطت "دراسات الترجمة" اللثام عن مساحة الأيديولوجيا في الترجمة، ولهذا ينبغي لنا دراسة الأخيرة ضمن صلتها بالمجتمع والتاريخ والثقافة؛ إذ ما عادت اللغة هي العامل الوحيد الفاعل في الترجمة، بل يظهر أثر الأيديولوجيا جليًّا في ممارسة الترجمة التي تغدو حقلًا خصبًا للتلاعب الذي تحدث عنه لوفيفر، والذي يكون نتاج تفاعل معقّد بين إيديولوجيتين أحدهما للمترجِم نفسه بما يحمله من تصورات للعالم، وثانيهما للمجتمع وقيمه السائدة.

ولا بدّ من الإشارة إلى أنّ قدرة الترجمة على الوصول إلى بوابة الآخر، والانفتاح عليه ثقافيًّا يستدعي رغبة صادقة من الثقافة الأصل في التغيير ورغبة صادقة من الثقافة المستهدفة في استضافة هذا التغيير والترحيب به. وهنا تحديدًا يبرز دور المترجم الذي لا يمكن له أن يتخندق في إحدى الجبهتين؛ الثقافة الأصل أم الثقافة الهدف؛ لأنه منتمٍ للاثنين معًا لأنّ الترجمة ليست عملية جامدة، ساكنة، بل هي في حالة حركة دائمة وأنتروبيا، بالتعبير الفيزيائي للذرات. إنها بحركتها من الثقافة الأصل نحو الثقافة المستهدفة ستدفع بالمترجم إلى رحلة استكشاف هائلة لن يعود منها خاوي الوفاض، بل سيحمل في جعبته شيئًا من تلك الثقافة، لكن الخلل الوحيد في هذه الرحلة هو أنّ المترجم يلتقط ما يراه هو مناسبًا، بما يحمله من رؤى وأفكار وتصوّرات عن العالم، أي: أيديولوجيته التي سيتبدّى تأثيرها واضحًا على النص الذي نقله. ولتفادي هذه الخسارة الحتمية لا بدّ من تسليح القارئ بالوعي؛ لأنه الشرط الوحيد لتحقيق الانعتاق، مثلما يقول فيركلوف[61].

خلاصة القول، لقد أثبت وجود البُعد الأيديولوجي في ترجمة قصيدة "التلة التي نصعد" أنه فعلُ هَدمٍ يُطيح بالمعمار البديع الذي شكّلته الترجمة عبر سنيّها الطوال.


 

المراجع

أولًا: العربية

ابن منظور، لسان العرب. القاهرة: دار المعارف، 1996.

أولحيان، إبراهيم. الترجمة: المثاقفة وسؤال الهويّة الثقافيّة. إعداد وتقديم: مجاب إمام ومحمّد عبد العزيز. الدوحة: منتدى العلاقات العربيّة والدوليّة، ط1، 2014.

ايغلتون، تيري. فكرة الثقافة. ترجمة ثائر ديب. سوريا: دار الحوار، ط1، 2000.

باسنت، سوزان. دراسات الترجمة. ترجمة وتقديم: فؤاد عبد المطلب. دمشق: الهيئة العامة السورية للكتاب،2012.

برهون، رشيد. "الترجمة ورهانات العولمة والمثاقفة". مجلة عالم الفكر، الكويت، مج31، ع1 (سبتمبر 2002).

بريهمات، عيسى. "حدود الترجمة الأدبية". المترجم، مج3، ع1 (يناير- فبراير، 2001): 65- 86

 بعلي، حفناوي. الترجمة الثقافية المقارنة: جسور التواصل ومعابر التفاعل. الأردن: دار اليازوري العلمية للنشر والتوزيع، 2018.

بنعبد العالي، عبد السلام، الترجمة وإشكاليّة الآخر، في الترجمة وإشكالات المثاقفة. إعداد وتقديم، مجاب إمام ومحمّد عبد العزيز. الدوحة: منتدى العلاقات العربيّة والدوليّة، ط1، 2014.

–––. "الترجمة والمثاقفة". مجلة الوحدة، المجلس القومي للثقافة العربية، الرباط، ع61-62 (أكتوبر-نوفمبر 1989).

–––. في الترجمة. طنجة: وكالة شراع لخدمات الإعلام والاتصال، 1998.

بيكر، منى. الترجمة والصراع: حکاية سردية. ترجمة وتحقيق: طارق النعمان. القاهرة: المركز القومي للترجمة، 2018.

حامد، خالدة. من قلب الجحيم: في ماهية الشعر. إيطاليا: منشورات المتوسط، 2021.

حضري، جمال. "الترجمة والمثاقفة". مجلة حوليات التراث، اجامعة مستغانم، الجزائر، ع5 (2006): 53-64

دياب، محمد حافظ. "الترجمة وأسئلة النهضة العربية". مجلة الوحدة، المجلس القومي للثقافة العربية، الرباط، ع 61-62 (أكتوبر-نوفمبر 1989).

الديري، علي. مركز أوال، استُرجع بتاريخ: 19/3/2022، على الرابط http://awalcentre.com/blog-different-sidebar

ريكور، بول. "عن الترجمة: ترجمة المتعذر ترجمته". ترجمة عبد الوهاب البراهمي، موقع حكمة، استرجع بتاريخ: 12/8/2022، على الرابط: https://hekmah.org/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AA%D8%B9%D8%B0%D8%B1%D8%AA%D8%B1%D8%AC%D9%85%D8%AA%D9%87

زيادة، معن. الموسوعة الفلسفية العربية. بيروت: معهد الإنماء العربي، ط1، 1988.

شاهين، محمد. نظريات الترجمة وتطبيقاتها في تدريس الترجمة من العربية إلى الإنجليزية وبالعكس. عمّان: مكتبة دار الثقافة، 1998.

شني، فيروز. "ماهية الترجمة ودورها في إثراء الهويّة الثقافيّة". مجلّة العلوم الإنسانيّة، جامعة الإخوة منتوري، الجزائر، مج31، ع1 (2020): 143-156

صالح، علي عبد الأمير. "بصرياثا محمد خضير". نزوى، ع 78 )2014(: 288-291.

العروي، عبد الله. مفهوم الإيديولوجيا. الدار البيضاء: المركز الثقافي العربي، ط8، 2012.

غورفيتش، جورج. المعاني المتعددة للإيديولوجيا في الماركسية. ترجمة محمد سبيلا وعبد السلام بنعبد العالي. المغرب: دار توبقال، ط1، 1999.

القلقشندي، أبو العباس. صبح الأعشى في صناعة الإنشا. القاهرة: الهيئة المصرية العامة للكتاب، 1994.

كاتفورد، جون. نظرية لغوية للترجمة. ترجمة عبد الباقي الصافي. البصرة: مطبعة دار الكتب، 1986.

لوفيفر، أندريه. الترجمة وإعادة الكتابة والتحكم في السمعة الأدبية. ترجمة فلاح رحيم. لبنان: دار الكتاب الجديد، 2011.

ماركس، كارل وأنجلز، فريدريك. الإيديولوجية الألمانية. ترجمة فؤاد أيوب. دمشق: دار دمشق للطباعة والنشر والتوزيع، ط1، 1976.

مانهايم، كارل. الإيديولوجيا واليوتوبيا مقدمة في سيوسيولوجيا المعرفة. ترجمة محمد رجا الديرين. الكويت: شركة المكتبات الكويتية، ط1، 1980.

مجمع اللّغة العربيّة. المعجم الوسيط. أخرجه: ابراهيم مصطفى، وأحمد حسن الزيات، وحامد عبد القادر، ومحمد علي النجار، القاهرة: دار الدّعوة، ط2، 1976.

محمد، حسام الدين. "ترجمة فلسطين: احتلال السرديات والمعاني". صحيفة القدس العربي، 7/11/2017، استرجع بتاريخ: 2/6/2022، على الرابط: https://www.alquds.co.uk/%EF%BB%BF%D8%AA%D8%B1%D8%AC%D9%85%D8%A9‑%D9%81%D9%84%D8%B3%D8%B7%D9%8A%D9%86‑%D8%A7%D8%AD%D8%AA%D9%84%D8%A7%D9%84‑%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%B1%D8%AF%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B9%D8%A7

مسعود، ضاهر. "الاتجاهات السياسية لحركة الترجمة في لبنان والوطن العربي". مجلة الوحدة، ع63-64 (أكتوبر- نوفمبر، 1990).

المسيري، عبد الوهاب." كيف نفهم مصطلح الأيديولوجيا في سياقنا العربي". موقع شبكة الجزيرة، 25/1/2018، استرجع بتاريخ: 11/6/2022، على الرابط https://www.aljazeera.net/blogs/2018/1/25/%D9%83%D9%8A%D9%81‑%D9%86%D9%81%D9%87%D9%85‑%D9%85%D8%B5%D8%B7%D9%84%D8%AD‑%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%8A%D8%AF%D9%8A%D9%88%D9%84%D9%88%D8%AC%D9%8A%D8%A7‑%D9%81%D9%8A-%D8%B3%D9%8A%D8%A7%D9%82%D9%86%D8%A7

منان، جورج. علم اللغة والترجمة. ترجمة أحمد زكریا إبراھیم. القاهرة: المجلس الأعلى للثقافة، 2002.

نجيب، عز الدين محمد. أسس الترجمة من الإنجليزية إلى العربية وبالعكس. القاهرة: مكتبة ابن سينا للطبع والنشر، 2005.

نيدا، أوجين. نحو علم للترجمة. ترجمة ماجد نجار. بغداد: مطبوعات وزارة الإعلام، 1972.

هيود، أندرو. مدخل إلى الأيديولوجيات السياسية. ترجمة محمد صفار. القاهرة: المركز القومي للترجمة، ط1، 2012.

ثانيًا: الأجنبية

References:

Al-ʻArawī, ʻAbd Allāh. Mafhūm alʼydywlwjyā. (in Arabic), Al-Dār al-Bayḍāʼ: al-Markaz al-Thaqāfī al-ʻArabī, 8th ed, 2012.

al-Dayrī, ʻAlī. Markaz Awāl. (in Aarabic), accessed on 19/3/2022, at http://awalcentre.com/blog-different-sidebar

Al-Fayrūz Ābādī, al-Qāmūs al-muḥīṭ. (in Arabic), edit Muṣṭafá Ibrāhīm, alzzyāt Aḥmad Ḥasan, ʻAbd al-Qādir Ḥāmid, alnnjār Muḥammad ʻAlī, Majmaʻ alllghh al-ʻArabīyah, Al-Qāhirah: Dār alddʻwh,2nd ed, 1976.

Al-Misīrī, ʻAbd al-Wahhāb. "Kayfa nafhamu muṣṭalaḥ al-aydiyūlūjiyā fī syāqnā al-ʻArabī". ( in Arabic), Shabakah al-Jazīrah, 25/1/2018, accessed on 11/6/2022, at https://www.aljazeera.net/blogs/2018/1/25/%D9%83%D9%8A%D9%81‑%D9%86%D9%81%D9%87%D9%85‑%D9%85%D8%B5%D8%B7%D9%84%D8%AD‑%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%8A%D8%AF%D9%8A%D9%88%D9%84%D9%88%D8%AC%D9%8A%D8%A7‑%D9%81%D9%8A‑%D8%B3%D9%8A%D8%A7%D9%82%D9%86%D8%A7

Al-Qalqashandī, Abū al-ʻAbbās. Ṣubḥ al-Aʻshá fī ṣināʻat al-inshā. ( in Arabic), B5. Al-Qāhirah: al-Hayʼah al-Miṣrīyah al-ʻĀmmah lil-Kitāb, 1994.

Awlḥyān, Ibrāhīm. Al-tarjamah: al-muthāqafah wa-suʼāl alhwyyh althqāfyyh. (in Arabic), edit mjāb Imām wmḥmmd ʻAbd al-ʻAzīz. Al-Dawḥah: Muntadá al-ʻAlāqāt al-ʻArabīyah wāldwlyyh, 1st ed, 2014.

Baʻlī, Ḥifnāwī. Al-tarjamah al-Thaqāfīyah al-muqāranah: Jusūr al-tawāṣul wmʻābr al-tafāʻul. (in Arabic), Alʼurdn: Dār al-Yāzūrī al-ʻIlmīyah lil-Nashr wa-al-Tawzīʻ, 2018.

Barhūn, Rashīd. "al-tarjamah wa-rihānāt al-ʻawlamah wa-al-muthāqafah" (in Arabic), Majallat ʻĀlam al-Fikr, al-Kuwait, Vol.31, No.1, (september2002).

Bāsant, Sūzān. Dirāsāt al-tarjamah. (in Arabic), Trans & edit Fuʼād ʻAbd al-Muṭṭalib. Damascus: al-Hayʼah al-ʻĀmmah al-Sūrīyah lil-Kitāb, 2012.

Bīkar, Muná. Al-tarjamah wa-al-ṣirāʻ: Ḥikāyat sardīyah. (in Arabic), Trans & edit Ṭāriq al-Nuʻmān, Al-Qāhirah  : al-Markaz al-Qawmī lil-Tarjamah, 2018.

Bin-ʻAbd al-ʻĀlī, ʻAbd al-Salām, al-tarjamah wʼshkālyyh al-ākhar. ( in Arabic), fī tarjamah wa-ishkālāt al-muthāqafah, edit mjāb Imām wmḥmmd ʻAbd al-ʻAzīz. Al-Dawḥah: Muntadá al-ʻAlāqāt al-ʻArabīyah wāldwlyyh, 1st ed, 2014.

–––. "al-tarjamah wa-al-muthāqafah" (in Arabic), Majallat al-Waḥdah, al-Majlis al-Qawmī lil-Thaqāfah al-ʻArabīyah, al-Rabāṭ, No.61-62, (October & November 1989).

–––. Fī al-tarjamah.( in Arabic), Tangier: Wakālat Shirāʻ li-Khidmāt al-Iʻlām wa-al-Ittiṣāl, 1998.

Bryhmāt, ʻĪsá. "ḥudūd al-tarjamah al-adabīyah" (in Arabic), al-mutarjim, Vol.3, No.1, (January, February 2001), Pp. 65-86.

Catford, John.Naẓarīyat lughawīyah lil-Tarjamah. ( in Arabic), trans ʻAbd al-Bāqī al-Ṣāfī. al-Baṣrah: Maṭbaʻat Dār al-Kutub, 1986.

Chesterman, A. & Wagner, E. Can Theory Help Translators? A Dialogue between the Ivory Tower and the Wordface. Manchester: St Jerome Publishing, 2002.

Diyāb, Muḥammad Ḥāfiẓ. "al-tarjamah wa-asʼilat al-Nahḍah al-ʻArabīyah" (in Arabic), Majallat al-Waḥdah, al-Majlis al-Qawmī lil-Thaqāfah al-ʻArabīyah, al-Rabāṭ, No. 61-62, (October & November 1989).

Eagleton,Terry. fikrat al-Thaqāfah. ( in Arabic), Trans Thāʼir Dīb. Syria: Dār al-Ḥiwār, Sūriyā, 1st ed, 2000.

Fairclough, N. Language and power. London and New York: Longman, 1989.

Gurvitch, Georges. Al-maʻānī al-mutaʻaddidah lil-aydiūlūjīyā fī al-Mārkisīyah. (in Arabic), trans Muḥammad Sabīlā wa-ʻAbd al-Salām Bin-ʻAbd al-ʻĀlī. Al-Maghrib: Dār Tūbqāl, 1st ed, 1999.

Ḥaḍarī, Jamāl. "al-tarjamah wa-al-muthāqafah" (in Arabic), Majallat Ḥawlīyāt al-Turāth, No. 5, Jāmiʻat Mustaghānim, Algeria, (2006), pp. 53-64.

Ḥāmid, Khālidah. Min qalb al-jaḥīm: fī māhīyat al-shiʻr. (in Arabic), Īṭāliyā: Manshūrāt al-Mutawassiṭ, 2021.

Hood, Andrew. Madkhal ilá ʻal-aydiyūlūjīyāt al-siyāsīyah. (in Arabic), trans Muḥammad Ṣaffār. Al-Qāhirah  : al-Markaz al-Qawmī lil-Tarjamah, 1st ed, 2012.

Ibn Manẓūr, Lisān al-ʻArab. (in Arabic), Al-Qāhirah  : Dār al-Maʻārif, 1996.

Koller, V. "Critical Discourse Analysis and Social Cognition: Evidence from Business Media Discourse." Discourse and society, 16 (2), (1989): 199-224.

Lefčvre, André. Al-Tarjamah wa-iʻādat al-kitābah wa-al-taḥakkum fī al-sumʻah al-adabīyah. (in Arabic), trans Falāḥ Raḥīm. Lubnān: Dār al-Kitāb al-jadīd, 2011.

Mannheim, Karl. Alʼydywlwjyā wa-al-yūtūbiyā muqaddimah fī sywsywlwjyā al-Maʻrifah. ( in Arabic), trans Muḥammad Rajā al-Dīrīnī. Alkūyt: Sharikat al-Maktabāt al-Kuwaytīyah, 1st ed, 1980.

Marx, Karl& Engels, Friedrich. Al-Aydiyūlūjīyah al-Almānīyah. (in Arabic), trans Fuʼād Ayyūb. Dimashq: Dār Dimashq lil-Ṭibāʻah wa-al-Nashr wa-al-Tawzīʻ, 1st ed, 1976.

Masʻūd, Ḍāhir. "al-Ittijāhāt al-siyāsīyah li-Ḥarakat al-tarjamah fī Lubnān wa-al-waṭan al-ʻArabī" ( in Arabic), Majallat al-Waḥdah, No.63-64, (Oct-Nov, 1990).

Mounin, Georges. ʻIlm al-lughah wa-al-Tarjamah. (in Arabic), tarjamat Aḥmad zkryā ibrāhīm. Al-Qāhirah: al-Majlis al-Aʻlá lil-Thaqāfah, 2002.

Najīb, ʻIzz al-Dīn Muḥammad. Usus al-tarjamah min al-Injilīzīyah ilá al-ʻArabīyah wa-bi-al-ʻaks. ( in Arabic), Al-Qāhirah: Maktabat Ibn Sīnā lil-Ṭabʻ wa-al-Nashr, 2005.

Nida, Eugene. Naḥwa ʻilm lil-Tarjamah. (in Aarabic), trans Mājid Najjār. Baghdād: Maṭbūʻāt Wizārat al-Iʻlām, 1972.

Oxford English Dictionary. Oxford: Oxford University Press, 2014.

Ricśur, Paul. "ʻan al-tarjamah: tarjamat almtʻdhr tarjamatihi". ( in Arabic), Trans ʻAbd al-Wahhāb albrāhmy, Ḥikmat, accessed on 12/8/2022, at https://hekmah.org/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AA%D8%B9%D8%B0%D8%B1‑%D8%AA%D8%B1%D8%AC%D9%85%D8%AA%D9%87

Ṣāliḥ, ʻAlī ʻAbd al-Amīr. "bṣryāthā Muḥammad Khuḍayr" (in Arabic), Nizwá, No. 78, ( 2014) , pp. 288-291.

Shāhīn, Muḥammad. Naẓarīyāt al-tarjamah wa-taṭbīqātuhā fī tadrīs al-tarjamah min al-ʻArabīyah ilá al-Injilīzīyah wa-bi-al-ʻaks. (in Arabic), Amman: Maktabat Dār al-Thaqāfah, 1998.

Shny, Fayrūz. "māhīyat al-tarjamah wa-dawruhā fī Ithrāʼ alhwyyh althqāfyyh". (in Arabic), mjllh al-ʻUlūm al-Insānīyah, Vol.31,No.1. Algeria, Jāmiʻat al-Ikhwah Mintūrī, (2020), pp. 143-156.

Whitmarsh, Tim. Black Achilles. (2018). Online Aeon. See: https://aeon.co/essays/when-homer-envisioned-achilles-did-he-see-a-black-man

Ziyādah, Maʻn. al-Mawsūʻah al-falsafīyah al-ʻArabīyah. (in Arabic), Bayrūt: Maʻhad al-Inmāʼ al-ʻArabī, 1sted, 1988.



[1]علي عبد الأمير صالح، "بصرياثا محمد خضير"، مجلة نزوى، ع78 )2014(، ص290.

[2] جورج زيمل، "الجسر والباب"، ترجمة: هلا أحمد علي، منصة معنى، استُرجع بتاريخ: 5/11/2022، على الرابط: https://mana.net/simmel

[3] عبد السلام بن عبد العالي، "الترجمة جسرًا"، 2021، منصة معنى، استُرجع بتاريخ: 16/10/2022 على الرابط: https://mana.net/17956/#:~:text=%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%B3%D8%B1%D8%8C%20%D9%83%D9%85%D8%A7%20%D8%AA%D8%B9%D8%B1%D9%91%D9%81%D9%87%20%D9%83%D8%AB%D9%8A%D8%B1%20%D9%85%D9%86,%D9%8A%D9%82%D8%A7%D8%B1%D8%A8%20%D8%A8%D9%8A%D9%86%D9%87%D8%A7%20%D9%81%D9%8A%D8%B3%D9%85%D8%AD%20%D8%A8%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%B5%D9%84%20%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%84%D8%A7%D9%82%D9%8A

[4] سوزان باسنت، دراسات الترجمة، ترجمة وتقديم فؤاد عبد المطلب (دمشق: الهيئة العامة السورية للكتاب، )2012، ص18.

[5] منى بيكر، الترجمة والصراع: حکاية سردية، ترجمة وتحقيق: طارق النعمان (القاهرة: المركز القومي للترجمة، 2018)، ص17.

[6] المصدر السابق نفسه.

[7] محمّد محفوظ، "في الاختلاف الثقافيّ"، استُرجع بتاريخ: 7/9/2022،على الرابط: https://www.alriyadh.com/29718

[8] "لأن الترجمة تحمل المعاني والألم والمشقة، لذلك فضلّنا ترجمة العنوان "التلة التي نصعد" على ترجمة "التلة التي نتسلق"؛ لأن الصعود فيه المشقة والمعاناة، والاستخدام القرآني للصعود يشير إلى ذلك في قوله تعالى: ﴿يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ﴾ (سورة الأنعام، الآية 125)، كما أن المعجم العربي دائمًا ما يقرن الصعود بالألم وتنفّس الصعداء بعد أن يزول هذا الألم". علي الديري، مركز أوال، استُرجع بتاريخ: 19/3/2022، على الرابط: http://awalcentre.com/blog-different-sidebar

[9] مجمع اللّغة العربيّة، المعجم الوسيط. أخرجه: ابراهيم مصطفى، وأحمد حسن الزيات، وحامد عبد القادر، ومحمد علي النجار (القاهرة: دار الدّعوة، ط2، 1976)، ص84، مادة "ترجم".

[10] ابن منظور، لسان العرب (القاهرة: دار المعارف،1996)، ج6، ص229، مادة "رجم".

[11] عز الدين محمد نجيب، أسس الترجمة من الإنجليزية إلى العربية وبالعكس (القاهرة: مكتبة ابن سينا للطبع والنشر: القاهرة،2005)، ص8.

[12] بول ريكور، "عن الترجمة: ترجمة المتعذر ترجمته"، ترجمة عبد الوهاب البراهمي، موقع حكمة، استرجع بتاريخ: 12/8/2022، على الرابط: https://hekmah.org/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AA%D8%B9%D8%B0%D8%B1‑%D8%AA%D8%B1%D8%AC%D9%85%D8%AA%D9%87/

[13] جمال حضري، "الترجمة والمثاقفة"، مجلة حوليات التراث، جامعة مستغانم، الجزائر، ع5 (2006)، ص57.

[14] عيسى بريهمات،"حدود الترجمة الأدبية"، المترجم، مج3، ع1 (يناير- فبراير، 2001)، ص71

[15] رشيد برهون، "الترجمة ورهانات العولمة والمثاقفة"، مجلة عالم الفكر، الكويت، مج31، ع1 (سبتمبر 2002 (، ص171.

[16] حفناوي بعلي، الترجمة الثقافية المقارنة: جسور التواصل ومعابر التفاعل (الأردن: دار اليازوري العلمية للنشر والتوزيع، 2018، ص12.

[17] جون كاتفورد، نظرية لغوية للترجمة، ترجمة عبد الباقي الصافي (البصرة: مطبعة دار الكتب، 1986)، ص13.

[18] جورج منان، علم اللغة والترجمة، ترجمة أحمد زكریا إبراھیم (القاهرة: المجلس الأعلى للثقافة، 2002)، ص27.

[19] باسنت، ص18.

[20] باسنت، ص23.

[21] أوجين نيدا، نحو علم للترجمة، ترجمة ماجد نجار (بغداد: مطبوعات وزارة الإعلام، 1972)، ص471-472.

[22] عبد السلام بنعبد العالي، الترجمة والمثاقفة، مجلة الوحدة، المجلس القومي للثقافة العربية، الرباط، ع61-62 (أكتوبر-نوفمبر 1989)، ص18.

[23] أندريه لوفيفر، الترجمة وإعادة الكتابة والتحكم في السمعة الأدبية، ترجمة فلاح رحيم (لبنان: دار الكتاب الجديد، 2011)، ص68.

[24] لوفيفر، ص85.

[25] معن زيادة، الموسوعة الفلسفية العربية (بيروت: معهد الإنماء العربي، ط1، 1988)، ص158.

[26] عبد الوهاب المسيري،" كيف نفهم مصطلح الأيديولوجيا في سياقنا العربي"، موقع شبكة الجزيرة،25/1م 2018، استرجع بتاريخ: 11/6/2022، على الرابط: https://www.aljazeera.net/blogs/2018/1/25/%D9%83%D9%8A%D9%81‑%D9%86%D9%81%D9%87%D9%85‑%D9%85%D8%B5%D8%B7%D9%84%D8%AD‑%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%8A%D8%AF%D9%8A%D9%88%D9%84%D9%88%D8%AC%D9%8A%D8%A7‑%D9%81%D9%8A-%D8%B3%D9%8A%D8%A7%D9%82%D9%86%D8%A7

[27] عبد الله العروي، مفهوم الإيديولوجيا (الدار البيضاء: المركز الثقافي العربي، ط8، 2012)، ص13.

[28] جورج غورفيتش، المعاني المتعددة للإيديولوجيا في الماركسية، ترجمة محمد سبيلا وعبد السلام بنعبد العالي (المغرب: دار توبقال، ط1، 1999)، ص40.

[29] زيادة، ص159.

[30] أندرو هيود، مدخل إلى الأيديولوجيات السياسية، ترجمة محمد صفار (القاهرة: المركز القومي للترجمة، ط1، 2012)، ص14.

[31] كارل ماركس وفريدريك أنجلز، الإيديولوجية الألمانية، ترجمة فؤاد أيوب (دمشق: دار دمشق للطباعة والنشر والتوزيع، ط1، 1976)، ص32.

[32] ماركس وأنجلز، ص13.

[33] العروي، ص11.

[34] "A system of ideas and ideals, especially one which forms the basis of economic or political theory and policy." The New Oxford Dictionary of English, (Oxford: Oxford University Press, 2014(, p. 908.

[35] كارل مانهايم، الإيديولوجيا واليوتوبيا مقدمة في سيوسيولوجيا المعرفة، ترجمة محمد رجا الديريني (الكويت: شركة المكتبات الكويتية، ط1، 1980)، ص114.

[36] العروي، ص11.

[37] لوفيفر، ص22.

[38] Veronika Koller, "Certainly researchers should be aware of the fact that…all writing on ideology is ideologically vested," Discourse and Society, Vol 16, No2 (March 2005), p. 220.

[39] محمد حافظ دياب، "الترجمة وأسئلة النهضة العربية"، مجلة الوحدة، المجلس القومي للثقافة العربية، الرباط، ع61، 62 (1989)، ص36.

[40] الديري، مرجع سابق.

[41] صالح، ص290.

[42] إبراهيم أولحيان، الترجمة: المثاقفة وسؤال الهويّة الثقافيّة، إعداد وتقديم، مجاب إمام ومحمّد عبد العزيز (الدوحة: منتدى العلاقات العربيّة والدوليّة، ط1، 2014)، ص247-248.

[43] Rcldaum, "ALTA Statement on Racial Equity in Literary Translation." Literary translators, March 22, 2021. accessed on 11/6/2022, at:https://literarytranslators.wordpress.com/2021/03/22/alta-statement-on-racial-equity-in-literary-translation/

[44] فيروز شني، "ماهية الترجمة ودورها في إثراء الهويّة الثقافيّة"، مجلّة العلوم الإنسانيّة، جامعة الإخوة منتوري، الجزائر، مج31، ع1 (2020)، ص151.

[45] بن عبد العالي، "الترجمة جسرًا"، مرجع سابق.

[46] محمد شاهين، نظريات الترجمة وتطبيقاتها في تدريس الترجمة من العربية إلى الإنجليزية وبالعكس (عمّان: مكتبة دار الثقافة، 1998)، ص26.

[47] منان، ص27.

[48] أبو العباس القلقشندي، صبح الأعشى في صناعة الإنشا (القاهرة: الهيئة المصرية العامة للكتاب، 1994)، ج5، ص459.

[49] "In order to see the original text properly, as it really is, the translation has to be transparent, so that the eye does not rest on the glass itself but looks through it, imagining that what it sees is really the original, with nothing intervening. The translation (and hence the translator who produced it) is therefore literally invisible. If, on the other hand, the translation is like a stained-glass window, the eye rests on the patterned surface and does not look through it". Andrew Chesterman & Emma Wagner, Can Theory Help Translators? A Dialogue between the Ivory Tower and the Wordface (London: Routledge2002), p. 28.

[50] باسنت، ص16.

[51] تيري ايغلتون، فكرة الثقافة، ترجمة ثائر ديب ) سوريا: دار الحوار، سوريا، ط1، 2000)، ص48.

[52] عبد السلام بنعبد العالي، الترجمة وإشكاليّة الآخر، ضمن الترجمة وإشكالات المثاقفة، إعداد وتقديم، مجاب إمام ومحمّد عبد العزيز (الدوحة: منتدى العلاقات العربيّة والدوليّة، ط1، 2014)، ص295.

[53] حسام الدين محمد، "ترجمة فلسطين: احتلال السرديات والمعاني"، صحيفة القدس العربي، 7/11/2017،استرجع بتاريخ: 2/6/2022، على الرابط: https://www.alquds.co.uk/%EF%BB%BF%D8%AA%D8%B1%D8%AC%D9%85%D8%A9‑%D9%81%D9%84%D8%B3%D8%B7%D9%8A%D9%86-%D8%A7%D8%AD%D8%AA%D9%84%D8%A7%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%B1%D8%AF%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B9%D8%A7

[54] Tim Whitmarsh, "Black Achilles," Aeon. 9 May 2018, accessed on11/6/2022, at https://aeon.co/essays/when-homer-envisioned-achilles-did-he-see-a-black-man

[55] برهون، ص175.

[56] عبد السلام بن عبد العالي، في الترجمة (طنجة: وكالة شراع لخدمات الإعلام والاتصال، 1998)، ص34.

[57] عبد العالي، في الترجمة، ص36.

[58] خالدة حامد، من قلب الجحيم: في ماهية الشعر (إيطاليا: منشورات المتوسط، 2021)، ص7.

[59] برهون، ص173.

[60] ضاهر مسعود، "الاتجاهات السياسية لحركة الترجمة في لبنان والوطن العربي"، مجلة الوحدة ع63-64 (أكتوبر- نوفمبر 1990)، ص46.

[61] Norman Fairclough, Language and Power (London and New York: Longman1989). p. 233.