تاريخ الاستلام: 08 يونيو 2022

تاريخ القبول: 14 أكتوبر 2022

مقالة بحثية

تصورات القطريين للدين: دراسة استكشافية

لطيفة الكعبي، باحث مساعد، بمركز ابن خلدون للعلوم الإنسانية والاجتماعية، جامعة قطر

lalkaabi@qu.edu.qa

بدران بن لحسن، أستاذ مشارك باحث، مركز ابن خلدون للعلوم الإنسانية والاجتماعية، جامعة قطر

حسين نعيم الحق، باحث مساعد، بمركز ابن خلدون للعلوم الإنسانية والاجتماعية، جامعة قطر

نسيبة بومعراف، باحث مساعد، بمركز ابن خلدون للعلوم الإنسانية والاجتماعية، جامعة قطر

عبيد الله محجوب عبيد الله، أستاذ مساعد باحث، مركز ابن خلدون للعلوم الإنسانية والاجتماعية، جامعة قطر

أسماء حسين ملكاوي، أستاذ مساعد باحث، مركز ابن خلدون للعلوم الإنسانية والاجتماعية، جامعة قطر

ملخص

تسعى هذه الدراسة الميدانية الاستكشافية إلى معالجة مسألة التصورات الدينية لدى المجتمع القطري؛ من حيث دلالة مفهومها وموقعها، ومدى أهميتها لدى أعضاء المجتمع، من خلال مقاربة المصادر التي يستمد منها هذا المجتمع مختلف تصوراته حول الدين، باعتماد عدد من التساؤلات، يمكن إجمالها في الآتي: ما تصورات القطريين للدين؟ أي أبعاد الدين أكثر حضورًا في أذهان القطريين وممارساتهم؟ ما مصادر المجتمع القطري في تصوراته للدين؟

وتكمن أصالة هذه الدراسة في ربط التصورات الدينية لدى المجتمع القطري بممارسات أعضائه اليومية من جهة، والمصادر التي يستندون إليها في تعريف الدين نفسه من جهة ثانية، ما جعل هذه الدراسة متفردة في تغطية جانب بحثي مهم طال التغافل عنه، باعتماد منهج مختلط جمع بين الكيفي (النوعي) والكمي، بهدف خلق تكامل بين البيانات النوعية والكمية، مما من شأنه أن يقدِّم تحليلًا أكثر شمولًا وسلاسة في فهم تصورات القطريين للدين.

وخلصت الدراسة أولًا: إلى أن كلًا من العقيدة والعبادات يمثلان النواة المركزية في تشكيل تصور القطريين عن الدين، فيما تعتبر بقية العناصر المحيطة بهما أبعادًا مساعدة في تشكيل ذلك التصور، ولا تعبر عن جوهره بالضرورة. وثانيًا: إلى أن هناك انسجامًا بين التصورات الاعتقادية والعملية، تمثل في وعي القطريين بأن أهمية عاداتهم وتقاليدهم نابعة من ارتباطها بالدين، لا من مخالفتها له.

 الكلمات المفتاحية: المجتمع القطري، الدين، التصورات الاجتماعية، الاعتقادات، الممارسات

للاقتباس: الكعبي، لطيفة، وآخرون. «تصورات القطريين للدين: دراسة استكشافية»، مجلة تجسير، المجلد الخامس، العدد 1 (2023)

© 2023، الكعبي، وآخرون، الجهة المرخص لها: دار نشر جامعة قطر. نُشرت هذه المقالة البحثية وفقًا لشروط Creative Commons Attribution-NonCommercial 4.0 International (CC BY-NC 4.0). تسمح هذه الرخصة بالاستخدام غير التجاري، وينبغي نسبة العمل إلى صاحبه، مع بيان أي تعديلات عليه. كما تتيح حرية نسخ، وتوزيع، ونقل العمل بأي شكل من الأشكال، أو بأية وسيلة، ومزجه وتحويله والبناء عليه، طالما يُنسب العمل الأصلي إلى المؤلف.


 

Submitted: 8 June 2022

Accepted: 14 October 2022

Research Article

Qataris' Perceptions of Religion: An Exploratory Study

Latifa Al-Kaabi, Research Assistant, Ibn Khaldon Center for Humanities and Social Sciences, Qatar University

lalkaabi@qu.edu.qa

Badrane Benlahcene, Research Associate Professor, Ibn Khaldon Center for Humanities & Social Sciences, Qatar University

Hossain Naimul Hoque, Research Assistant, Ibn Khaldon Center for Humanities and Social Sciences, Qatar University

Nousaiba Boumaraf, Research Assistant, Ibn Khaldon Center for Humanities and Social Sciences, Qatar University

Ebaidalla Mahjoub Ebaidalla, Research Assistant Professor, Ibn Khaldon Center for Humanities and Social Sciences, Qatar University

Asma Hussein Malkawi, Research Assistant Professor, Ibn Khaldon Center for Humanities and Social Sciences, Qatar University

Abstract

This exploratory field study aims to address a central issue in Qatari society, as it studies the issue of perceptions of Religion among Qataris, in terms of its concept, status, and importance in their lives. In addition, it tries to identify the sources from which Qatari society derives its perceptions of religion, through a number of questions; what are the Qataris' perceptions of religion? Which dimensions of religion are present, mostly, in the understandings and practices of Qataris? What are the sources of Qatari society in its perceptions of religion?

The authenticity of this study lies in linking the religious perceptions of Qatari society with the daily practices of its members on the one hand, and the sources they rely on to define the religion itself on the other hand, which made this study unique in covering an important research aspect that has been neglected, by adopting a mixed method approach that combines qualitative and quantitative methods, with the aim of creating integration between qualitative and quantitative data, which can provide a more comprehensive and smooth analysis in understanding the perceptions of Qataris about religion.

The findings of the study indicate that belief and worship are the central core in shaping the Qatari perception of religion, while the other surrounding elements are auxiliary dimensions that aid in shaping that perception and do not necessarily reflect its essence. Additionally, the study reveals that there is a harmony between religious perceptions and practices, which is reflected in the awareness of Qataris that the importance of their customs and traditions stems from their association with religion rather than their deviation from it.

 

Keywords: Qatari society; Religion; Social representations; Beliefs; Practices

 

Cite this article as: Al-Kaabi, Latifa et al. "Qataris' Perceptions of Religion: An Exploratory Study," Tajseer Journal, Vol. 5, Issue 1 (2023).

© 2023, Al-Kaabi, et al., licensee QU Press. This article is published under the terms of the Creative Commons Attribution-NonCommercial 4.0 International (CC BY-NC 4.0), which permits non-commercial use of the material, appropriate credit, and indication if changes in the material were made. You can copy and redistribute the material in any medium or format as well as remix, transform, and build upon the material, provided the original work is properly cited.


 

مقدمة

يشهد العالم المعاصر تغيُّراتٍ سريعة وشاملة في جميع جوانب الحياة، حتى صار يعرف بأنه عصر التغيرات والتحولات الكبرى في الفكر، والقيم، والاجتماع، والحضارة، والبيئة وغيرها[1]. ولم يكن العالم العربي والإسلامي بعيدًا عن زخم هذه التحولات العالمية؛ لا سيما الأحداث الجارية منذ 2011؛ حيث شهد العالم العربي أحداثًا وتحولاتٍ كبيرة، وصارت المنطقة حلبة صراع وغضب وعنف...، ما أثر في دوائر الفكر والقيم والاجتماع والحضارة[2].

والمجتمع القطري وإن لم يتعرض لمثل تلك الأحداث مباشرة، إلا أنه لم يكن بمنأى عنها، وعن نتائجها. كما شهد المجتمع القطري أزمة حصار قطر في صيف 2017، التي مثَّلت تحدّيًا وجوديًا لدولة قطر ومؤسساتها[3]. وخلّف الحصار آثارًا اجتماعية، كما أنه طرح العديد من الأسئلة البنيوية المتعلقة بالتصورات والرؤى والأفكار تجاه القضايا الكبرى، والمفاهيم الوجودية الأساسية، مما له آثاره في بنية التفكير، والممارسة، والبناء الاجتماعي والثقافي والسياسي والاقتصادي للمجتمع القطري ودولة قطر[4].

ويمثل الدين واحدًا من المفاهيم الكبرى والموضوعات المركزية في المجتمعات البشرية عمومًا، وفي المجتمعات الإسلامية خصوصًا. وهناك إجماع على أهمية الدين وحضوره في التاريخ، وفي تفاصيل الاجتماع الإنساني، والعمران البشري[5]. وهذا يستدعي البحث في تصورات الناس للدين؛ من حيث مفهومه وموقعه وأهميته في حياتهم ومصادر تدينهم، في ظل هذه التحولات التي أشرنا إليها. ولا يخفى أن هذه قضية شائكة ومعقدة، وهي بحاجة إلى دراسة، بل دراسات، علمية جادَّة، ومع ذلك لاحظ الباحثون - كما سيتبين في الأدبيات - أنه رغم أهمية الموضوع وضرورته في تطور المجتمع القطري واستقراره، فإن الدراسات عنه قليلة، بل نادرة،

وتبرز أهمية هذا البحث في معالجته قضية مركزيَّة في المجتمع القطري، وهي قضية الدين وتصورات المجتمع تجاهه، لا سيما إذا وضعنا في الاعتبار أن المجتمع القطري مجتمع متدين بدرجة عالية، كما ظهر ذلك من خلال بعض الدراسات الميدانية[6] ولذلك، تسعى هذه الدراسة إلى الإجابة عن التساؤلات الآتية:

1.      ما تصورات القطريين للدين؟

2.      أي أبعاد الدين أكثر حضورًا في أذهان القطريين وممارساتهم؟

3.      ما مصادر المجتمع القطري في تصوراته للدين؟

أولًا: الإطار النظري: المفاهيم والأدبيات

إن طبيعة الموضوع تستدعي تحديد المفاهيم الأساسية، والأدبيات التي تناولت الدين في ضوء التصورات الاجتماعية، من أجل تحديد إطار نظري تُجرَى الدراسة في ضوئه.

1-     نظرية التصورات الاجتماعية

منذ ستينات القرن العشرين انتشرت نظرية التصورات الاجتماعية (SRT) بقوة، في حقل علم النفس الاجتماعي، وبخاصة مع أعمال سيرج موسكوفيسي (Serge Moscovici)[7]. ثم تطور استعمالها فيما بعد، وصارت أداة بحثية اجتماعية نظرية وعملية مفيدة ومتعددة التخصصات، ثم توسع استعمالها منذ نهاية التسعينات، واتخذت أشكالا نظرية ومنهجية مختلفة تبعًا لوجهة العلم الذي يتبناها (علم الاجتماع، الأنثروبولوجيا، السياسة، التاريخ، ...)[8].

وقد كان لإميل دوركايم السبق في دراسة التصورات التي لا تعتمد على النظرة الفردية الأحادية التي تنطلق من "الأنا"؛ حيث طرح نظرية التصورات الجمعية (Collective Representations) في دراسة ظاهرة الانتحار، وتعني عنده: "مجموعة الأساليب التي تعبِّر بها الجماعة عن نفسها، وذلك في علاقتها بالأشياء التي تؤثر فيها"[9]، وهي تختلف عن التصورات الفردية الشخصية التي تجعل الفرد أساس المعرفة ومصدرها.

غير أن موسكوفيسي كان أكثر دقة وتفصيلًا في نظريته التي طرحها لدراسة التصورات غير الفردية؛ حيث حدَّد مفهومها، وأقسامها، ووظائفها، وعناصرها وغيرها من القضايا المرتبطة بها؛ فذهب إلى أن التصورات الاجتماعية نظام من القيم والأفكار والممارسات تساعد في (أ) تأسيس نظام اجتماعي يمكّن الأفراد من توجيه أنفسهم والتحكم في العالم المادي والاجتماعي الذي يعيشون فيه، و(ب) تمكين التواصل بين أعضاء المجتمع من خلال رمز مشترك للتبادل الاجتماعي وتصنيف مختلف جوانب العالم الاجتماعي، بما في ذلك تاريخهم الفردي والجماعي. ويؤكد موسكوفيسي على ثلاثة عناصر أساسية تجعل من التصور اجتماعيًا، وهي الانتشار والإنتاج والوظيفة؛ أي أن التصور يصبح اجتماعيًا إذا كان منتشرًا بين مجموعة من الناس، كما أنه يكون اجتماعيًا إذا كان إنتاجيا ومتبادًلا بينهم كي يؤدي وظيفة التواصل والسلوك الاجتماعي[10].

فالتصورات الاجتماعية عملية بناء معرفي (وعي/إدراكات ذهنية/عقلية) لمعارف مصدرها الواقع الاجتماعي، اكتسبها الأفراد من وسطهم الاجتماعي والثقافي الذي نشأوا فيه، ومن خلالها يشكلون صورة ذهنية عن هذا الواقع، تفاعلًا معه فهمًا وتعاملًا، كطرق تعبيرهم المتنوعة؛ لغة مكتوبة، أو منطوقة، أو تصرفات تدل على فهمهم وتصرفهم. ونفهم منه أن للتصورات الاجتماعية جانبين؛ أحدهما معرفي يرتبط بإعمال الفكر والذهن عند الفرد، والثاني اجتماعي باعتباره متداولا بين جماعة من الناس.

وضمن هذه النظرية طوّر جون آبريك "نظرية النواة المركزية"[11] التي تتكون من عناصر مركزية (النواة المركزية) وعناصر محيطية (هامشية)[12]، وهي تمثل التصورات والأفكار حول موضوع ما، وسماتها كالآتي:

جدول (1): يبين خصائص النواة المركزية والعناصر المحيطية[13]

النواة المركزية

العناصر المحيطية

-       مرتبطة بالذاكرة الجماعية وتاريخ الجماعة.

-       اتفاقيَّة تحدِّد تجانس الجماعة.

-       مستقرة ومتماسكة وصلبة.

-       مقاومة للتغيير.

-       قليلة الحساسية للإطار المباشر.

-       تسمح بإدخال التجارب والتواريخ الفردية.

-       تتحمل عدم تجانس الجماعة.

-       مرنة تتحمل التناقضات.

-       متطورة.

-       حساسة للإطار المباشر.

 

ويرى أبريك أن النواة المركزية لها وظيفة التوليد (تتكون من خلالها العناصر الأخرى المكونة للتصور)، والتنظيم (حيث تحدِّد طبيعة الروابط التي توحِّد عناصر التصور وتثبِّتها)، والتثبيت (أي مستقرة يصعب تطويرها، وتعطي للتصور ثباتًا زمنيًا متفاوت المدة)[14].

وبناء على هذين المفهومين، فإن بعض التصورات تكون ثابتة مستقرة تشكل معيارًا، وأخرى متحولة متغيرة متأثرة بالواقع الاجتماعي الذي يعيشه الأفراد. كما أننا إذا أخذنا الأفراد باعتبارهم ذوي إرادة وفعل وانفعال فإن هذه التصورات الاجتماعية تشكل البناء الاجتماعي للواقع تأثيرًا وتأثرًا. وفي بحثنا هذا، سنتناول تصورات القطريين للدين، من منظور نظرية التصورات الاجتماعية، واعتمادًا على نظرية النواة المركزية التي طورها أبريك.

2-     أدبيات دراسة التصورات الاجتماعية للدين

إن هدفنا من مراجعة أدبيات دراسة الدين من منظور نظرية التصورات الاجتماعية هو النظر في المفهوم الذي أخذت به عن الدين، وتحديد أبعاده في هذه الدراسات، وكيفية قياس تصورات الدين في سياق اجتماعي. وقد نظرنا في الدراسات التي راجعناها على أي طريقة نصنفها، فوجدنا أن بعض الدراسات انطلقت من إطار نظري معلن، وبعضها لم تذكر إطارها النظري، ولهذا قسمناها إلى قسمين كما يأتي:

أ- دراسات انطلقت من إطار نظري

في هذا السياق نجد دراسة عزي[15] ، التي اعتمدت نموذج جلنر (GELNER) الذي يقسم الدين إلى إسلام الصفوة (إسلام العلماء) وإسلام العامة، ويرتبط بكل صنف مواصفات وقيم معينة[16]. وقد وضعت الدراسة للدين ثلاثة أبعاد؛ البعد الشخصي، البعد السياسي للدين (الإسلام السياسي) والبعد الشعبي.

وهناك الدراسة التي أجريت عن طلبة جامعة مالطا[17]، واستعملت إطار وولف[18] لوصف المقاربات تجاه الدين؛ حيث اقترح وولف أن المواقف تجاه الدين يمكن فهمها من خلال بُعدين مهمين، الأول: الشمول مقابل استبعاد التعالي (الذي يصف مدى التدين أو الروحانية للشخص)، والثاني: هو البُعد الحرفي مقابل البُعد الرمزي (الذي يصف كيفية فهم التعبيرات عن العقيدة الدينية). وبتقاطع الشمول/ الاستبعاد، والحرفي/الرمزي، يتشكل مربع بأربعة أقسام يمكن للفرد أن يقع في أحدها؛ بحيث يشكل المربع الأول (الشمول الرمزي)، والثاني (الشمول الحرفي)، والثالث (الاستبعاد الرمزي)، والرابع (الاستبعاد الحرفي). وتوصلت الدراسة إلى أن الشمول الحرفي يؤدي إلى الإيمان الرسمي الذي يقوده رجال الدين. وأما الاستبعاد الحرفي فيجعل من الإيمان أمرًا ليس أكثر من شبكة أمان للمخاوف البشرية.

أما جرموني[19] فحدد إطارا نظريا ومفاهيميًا للدين معتمدًا على تقسيم عالم الاجتماع الألماني جورج سيمل (GEORG SIMMEL) لهذا المفهوم[20]؛ حيث قسمه إلى قسمين؛ الدين باعتباره معطى رسميًا، والتدين باعتباره ممارسة اجتماعية، أو بعبارة أخرى؛ الدين باعتباره رسالة معيارية، والتدين باعتباره ممارسة بشرية وهذا التحديد لمفهوم التدين يمكننا - بحسب الباحث - من دراسته باعتباره ظاهرة اجتماعية قابلة للدراسة، والفحص، والرصد، والمتابعة مع الحاجة إلى بلورة نموذج عملي إجرائي، يمكِّن من عملية الرصد بشكل واضح.

كما اعتمد خمسة أبعاد لظاهرة التدين: البعد الأيديولوجي (المعتقدات)، والطقوسي (الشعائر)، وبعد التجربة (الشعور الديني)، والبعد الفكري (المعرفة)، ثم الأخلاقي (الآثار الأخلاقية للدين على الفرد والمجتمع). بالاعتماد على نموذج الباحثَيْن غلوك وستارك[21]، في محاولة لتجاوز النماذج الاختزالية التي تقصر الدين في بُعد أو بعدين.

وهناك دراسة "دور الدين في المجتمع العربي التقليدي"[22]، التي تبنت تعريفًا للدين من وجهة نظر علم الاجتماع الديني، وتبنت أيضًا مفهوم غلنر للدين[23]، وأخذت به دون مناقشته ولا مساءلته، إلى جانب تبنيها ما ذهب إليه علماء الاجتماع في الحديث عن وظيفة الدين اجتماعيًا، وركزت على وظائف الدين في سياق استعماله من قبل السلطة؛ مثل استخدام الدين كأداة للسيطرة، وأداة تحريض، وأداة مصالحة مع الواقع.

ب- دراسات لم تنطلق من إطار نظري معلن

 هناك الدراسة التي تستكشف تصورات الإله[24] لدى طلبة جامعة هلسنكي، وحددت الدراسة بُعدين مهمين للدين؛ البعد المعرفي (ماذا تعرف عن الإله)، والبُعد العملي الذي يعكس تلك المعرفة. وتوزعت محاور قياس ذلك على ثلاثة؛ التدين (Religiousness)، المشاركة في النشاط الديني (Religious participation)، وصفات الإله (Attributes of God). وأكدت الدراسة أن مفهوم الإله حاضر في كل التصورات، رغم اختلاف المضمون، وأن بعض التصورات السائدة عن الإله هي من صميم الثقافة المسيحية اللوثرية، بينما بعضها الآخر تصورات شعبية لا علاقة لها باللوثرية.

أما دراسة لون (Lun)[25]، فسعت لاستكشاف تصور طلاب تخصص الخدمات الإنسانية للروحانية والدين، وانطلقت من إطار يفرق بين الدين والروحانية والايمان. وأظهرت النتائج أهمية التجربة الروحية المبكرة والخبرة الحياتية، للهُوية الدينية للطلاب، وفي تعزيز قيمة تطوير وتنفيذ مصادر التوجيه للتعامل مع القضايا الروحية في توصيف مقرر العمل الاجتماعي، والخدمات الإنسانية.

ورغم تأكيد الدراسة على أهمية الجانب الروحاني، فإنها وجدت اختلافًا كبيرًا بين المشاركين في معاني الروحانية؛ فقد ظهرت أربعة اتجاهات أساسية في تعريف الروحانية؛ وتتمثل في: (أ) الله (ب) ومعنى الحياة (ج) والذات الداخلية (د) والمعايير.

وهناك دراسة أخرى[26] استكشافية تناولت المعتقدات الدينية لذوي الإعاقة الذهنية، وفرقت بين الروحانية والدين religion and spirituality؛ إذ الدين منظومة عقدية وممارسة عملية منظمة مؤسساتيا، وتجارب شخصية مع الإله. واهتمت الدراسة بالجانب الروحاني للدين، إلى جانب النشاط الديني كزيارات الكنيسة، وأيام الآحاد، والتفكر في الإله.

أما دراسة دقيشان[27] فعرفت الدين باعتباره ظاهرة اجتماعية ونظامًا اجتماعيًا يُمثِّل عقائد وشعائر وممارسات، ويُسهم في إنتاج السلوك العام والقيم، وركزت على بُعدين للدين؛ بُعد ذاتي متعلق بالحالة النفسية للفرد الذي يدين بفكرة معينة، وبُعد خارجي يتعلق بالممارسات والمعاملات، وهو التدين.

ومن جهته، اختار غماري في دراسته، تعريفا للدين بأنه "نسق من الرموز يعمل على ترسيخ أشكال وتحفيزات قوية عارمة ومستديمة داخل الإنسان، من خلال بناء تصورات عن النظام العام للوجود، وربط هذه التصورات بحالة من التعاطف، تجعل هذه الأشكال والتحفيزات واقعية بشكل استثنائي"[28]. ولا يخلو هذا التعريف من إشكالات ناقشها الباحث، فهو يركز على البعد الوجداني للدين، والجانب الاعتقادي منه، ويقف عنده. مما يجعل الدين مرادفًا للروحانية والاعتقاد والإيمان، وهو لا ينطبق على جميع الأديان، لا سيما الإسلام.

أما دراسة تصورات الشباب للدين[29]، فقد بحثت المصادر التي يبني عليها الشباب تصورهم للدين؛ حيث أشار (71%) إلى أن المؤسسات الدينية توجِّه حياتهم إلى حد كبير، وذهب (85.43%) منهم إلى أن الكيانات الدينية مهمة، في حين قال (65.64%) إن حضور الاجتماعات الدينية مهمة في حياتهم، وتشير هذه النسب إلى وجود اتجاه قوي نحو التقاليد والممارسات الدينية، بحسب الباحثين. ومن جهة أخرى أشار (85.9%) إلى أن الكيانات الرسمية؛ كالمدرسة، والكنيسة هي التي وجهتْهم إلى هذه الوجهة، واللافت للنظر أن عددًا من المستجيبين شطبوا الكنيسة (الجانب الديني) من الاستبانة، ما يشير إلى أنهم يفضلون دور المدرسة بهذا الصدد. أما بالنسبة لأهمية آراء الأشخاص ذوي السلطة في المجتمع فقد رأى (85.22%) أن آراءهم مهمة.

وقريبٌ من الدراسة السابقة نجد دراسة استكشافية وصفية[30]، هدفت إلى التعرف على التصورات الاجتماعية حول مفاهيم الدين والروحانيات لدى أعضاء هيئة التدريس في مجال الرعاية الصحية. وتبنت الدراسة مفهوما للتدين، بأنه الجانب المؤسسي من الروحانية، وأن الأديان مؤسسات منظمة تدور حول فكرة الروح، وتضم أنظمة وعقائد وخدمات يتبناها أو يمارسها الناس؛ لتحقيق السعادة، والرضا، وتطوير الوعي الروحي. بينما تشير الروحانية إلى علاقة شخصية مع المتعالي، وإلى بعد غير مادي، ما وراء الطبيعة، كعالم الروح (الإله أو الآلهة، الأرواح، الملائكة، الشياطين). وتاليا فالروحانية أعم من الدين.

وقد كشفت تقنية التداعي الحر أن الكلمات الأكثر شيوعًا عند السؤال عن معنى الدين كانت الإيمان، والله، والاعتقاد، والسلام. أما الكلمات الأكثر شيوعًا عند السؤال عن الروحانية فهي: الإيمان، والاعتقاد، والقوة. غير أنها بينت أن أفراد الدراسة لم يميِّزوا بين مصطلحات الدين والروحانية.

غير أن ما ينبغي التأكيد عليه أن الدراسة خلُصت إلى أن تصورات أفراد العينة عن الدين والروحانية متشابهة. ويبدو أن شكل الخطة الذي قامت عليه الدراسة أسهمت في هذا التحيز؛ فهي تتمحور حول مشاعر متعالية وروحانية غير محسوسة. لا سيما أن أسئلة الدراسة شملت أيضًا الكشف عن أثر الروحانية والدين على حياتهم اليومية، مما قد يخلق لدى أفراد العينة تحيزًا لا واعيًا في التفكير بالاتجاه غير المحسوس من المفهوم.

وقد سعت صنور[31] إلى دراسة أثر الضوابط الدينية على تصورات الطالبات الجامعيات وتوصلت إلى أن 80% من الطالبات المقيمات بالحي الجامعي يرين أنهن أكثر حرية واستقلالًا بالحي الجامعي، وأن مظاهر الدين (الإسلام) ورموزه حاضرة في الحي الثقافي؛ حيث صرَّحت 58.18% من المشاركات أنهن يرددن تحية "السلام عليكم" عند اللقاء، وأن كثيرًا منهن يُلصقن ملصقات تحمل أحاديث نبوية شريفة، أو أدعية. وأن 56.36% من المشاركات يرفضن إقامة علاقات مع الشباب من منطلق ديني؛ لمخالفته الإسلام. ووافقت 63.63% من المشاركات على دور الدين في توجيه سلوك الطالبات.

وفي دراسة بعنوان: "أثر وباء كوفيد 19 على الدين والمعتقد"[32]، سعى الباحثون للتحقق من قوة المعتقد في مواجهة وباء كورونا وخلصوا إلى أهمية الدين لدى فئة كبيرة من أفراد العينة؛ فكثير من الذين يعانون من الخوف والمعاناة، أو المرض يتعرضون لما يسمى بالتجديد الروحي، وبينت الدراسة أن الجائحة ستعزز الروحانية، كما دفعت الدراسة باتجاه أهمية بحث الجانب الروحي؛ حيث إن مجتمعات ما قبل الوباء كانت تركِّز على الجانب المادي والجسدي.

ويُلاحَظ على الدراسة أنها تستخدم المعتقد الديني مرادفًا للروحانية، وتتبنى تعريفا للروحانية على أنها البحث عن "شعور أعلى" فيما يتعلق بالدين، أو الإيمان بالله. وقد ظهر هذا المنظور أيضًا في تركيزها على البعد الروحاني أكثر من التركيز على تمثلات هذا البعد على واقع الشخص؛ إذ انحصر الأخير في بُعد واحد فقط، هو بُعد ممارسة الدين (الصلاة).

ما يمكن ملاحظته في ضوء اطلاعنا على الأدبيات السابقة أن هناك تنوعا في مفهوم الدين، كما تشير الدراسات إلى أن الظاهرة الدينية بقدر ما هي راسخة في المجتمعات الإنسانية، بقدر ما هي معقدة ومتشعبة؛ حيث تتشابك فيها مفاهيم متعددة، وتختلف من جماعة إلى أخرى، ومن دين إلى آخر، يتعذر معها الخروج بمفهوم واحد بسهولة، كما أن هذا الاختلاف أدى إلى الاختلاف في تحديد أبعاد الدين.

إن هذا التنوع والاختلاف في تحديد مفهوم الدين، وفي تحديد أبعاده اختزالًا في بعضها وتوسعًا في بعضها الآخر، يفسح المجال للدعوة إلى إطار نظري أوسع لتناول التصورات الاجتماعية للدين. وإمكانية تطوير نموذج لتحديد أبعاد الدين، ينسجم مع مفهوم الدين الإسلامي ذاته، ويحقق أهداف الدراسة، ويسهم في بناء نموذج أكثر موضوعية بتعبير عبد الوهاب المسيري[33]، وعدم الوقوع في تحيزات بسبب الخلفيات الفلسفية والقناعات والأحكام المسبقة.

3-     نحو إطار نظري لدراسات التصورات الاجتماعية للدين

وفي هذا السياق نجد في تراثنا الإسلامي أبا الحسن العامري الذي تحدث عن أبعاد للدين وسمّاها بـ (أركان الدين)، وهي: الاعتقادات، والعبادات، والمعاملات، والمزاجر، والنظام السياسي: والنظام الاجتماعي، والإنجاز الثقافي والحضاري[34]. 

وفي عصرنا الحديث هناك محاولات جادة لمناقشة أبعاد الدين في السياق الإسلامي، لعل من أوائلها محاولة محمد عبد الله دراز؛ حيث فرَّق بين الدين والتدين، بمعنى أن الدين رسالة، وليس ظاهرة اجتماعية؛ أما التدين فهو حالة المتدين، وكيفية تفاعله مع الرسالة. ولعل في هذا التفريق، خروج عما سعى إليه رواد العلوم الاجتماعية الحديثة في تجاهل الرسالة، والتركيز على التدين، باعتباره ظاهرة اجتماعية[35].

ومن جهة أخرى رأى إسماعيل راجي الفاروقي أن الدراسات الغربية للدين اختزالية، ومتحيزة، ولا تراعي الاختلاف بين الإسلام وبين غيره، وأن للدين جوهرًا، وشكلًا، وتجليات. وبين أن جوهر الحضارة الإسلامية هو الإسلام، وأن جوهر الإسلام هو التوحيد. هذا التوحيد يمثل المركز والجوهر الذي له أبعاده المتعددة على المعرفة والمجتمع والحضارة؛ ميتافيزيقيًا، ومعرفيًا، وأخلاقيًا، وعمليًا، ومنهجيًا، واجتماعيًا، ثم تأتي بقية الأبعاد؛ الشريعة، والنظام الفكري، ونظام المؤسسات الاجتماعية[36].

أما العطاس فيرى الاختلاف الجوهري بين مصطلح (دين) وبين مصطلح (Religion)، وأن الدلالات المرتبطة بمصطلح (دين) تتضمن الإيمان والمعتقدات والممارسات والتعاليم التي يلتزم بها المسلمون بشكل فردي وجماعي كمجتمع. كما يشير إلى الطابع التنظيمي، وطابع التحضر الذي ينطوي عليه الدين. وهو ميثاق بين الله والإنسان، ونظام عبادة، ونظام اجتماعي، وسياسي[37].

ومن جهته سعى مالك بن نبي إلى التركيز على طبيعة الدين ودوره وأبعاده، ونظر للدين من زوايا عديدة، ومتكاملة. أولها: البعد الوجودي، وثانيها: البعد الفكري، وثالثها: البعد الاجتماعي والحضاري، ورابعها: البعد الروحي، وخامسها: البعد النفسي، وسادسها: البعد الأخلاقي[38].

وفي ضوء ما سبق من مراجعة للأدبيات المتعلقة بتحديد معنى الدين، وأبعاده، والاختلافات الواقعة في ذلك، وبناء على ما أشرنا إليه من إسهام الفكر الإسلامي في تحديد أبعاد الدين؛ تبين عدم كفاية المفاهيم السائدة للدين، وبخاصة في الدراسات الاجتماعية، وأنها لا تنطبق على الإسلام، بحكم أنها نشأت في سياق ثقافي وحضاري يستبطن مفهوم الدين المسيحي، وهذا يستدعي السعي إلى اعتماد مفهوم أكثر شمولًا للدين، يُفضي إلى مراعاة أبعاده المتعددة، لتتحقق دراسة التدين في الواقع في ثرائه وتعدد أبعاده.

ونظرًا إلى أن الدين في الحالة القطرية هو الإسلام، واعتبارًا للثراء والتنوع الواضح في العلوم الاجتماعية في دراستها للدين اجتماعيا، تقترح هذه الدراسة إطارًا نظريًا لتناول موضوعها، باعتماد نظرية التصورات الاجتماعية والتركيز على نظرية النواة المركزية، وتقسيم الدين إلى قسمين؛ الدين والتدين. وتأخذ الدين بأبعاد متعددة، تنسجم مع شمولية الإسلام، فتقترح هذه الدراسة التركيز على ستة أبعاد للدين، وهي:

1.      البُعد العقدي ويتضمن المعرفة والاعتقاد (العقيدة).

2.      البُعد الشعائري الذي يجمع العبادات الشعائرية (العبادات).

3.      البُعد التشريعي المتعلق بالأحكام الشرعية المختلفة (الأحكام).

4.      البُعد الأخلاقي المتعلق بالقيم الأخلاقية والسلوكيَّة للإنسان المتدين (الأخلاق).

5.      البُعد الروحي الذي يظهر في مدى حرص المتدين على توثيق الصلة بالله تعالى، وانعكاس ذلك على حياته الروحية (التزكية).

6.      البُعد الاجتماعي العمراني المتعلق بأثر الدين في حياة الإنسان الاجتماعية، والاقتصادية، والثقافية، وغيرها (العمران)[39].

ثانيًا: منهج الدراسة وأدواتها

ليس هناك منهج واحد لدراسة التصورات الاجتماعية، ولا توجد أداة حصرية لذلك، بل كل طريقة معروفة في العلوم الاجتماعية قد استُخدمتْ في مرحلة ما من أجل دراسة التصورات الاجتماعية. فقد استخدم البعض أدوات وطرق نوعية لجمع البيانات؛ على سبيل المثال: الدراسات الاثنوجرافية، ومجموعات التركيز، والمقابلات. واستخدم آخرون أدوات جمع البيانات الكمية مثل الاستبيانات، وحتى التجارب. كما أن الباحثين يستخدمون أدوات مختلفة لتحليل البيانات الكمية والنوعية[40].

1-     المنهج

هذه دراسة استطلاعية تسعى إلى دراسة تصورات القطريين للدين، وقد اعتُمد المنهج المختلط (Mixed Method)، الذي يجمع بين الكيفي (النوعي) والكمي؛ لأنه يسمح بجمع البيانات النوعية والكمية، ما يوسع الفهم، ويقدِّم تحليلًا أكثر شمولًا لتصورات القطريين للدين. حيث جُمعت البيانات باستخدام أداتي الحلقة النقاشية (Focus Group Discussion) من عينة مختارة قصدية، والاستبانة (Questionnaire) الموزعة على عينة متاحة.

قمنا بتنظيم جلستين نقاشيتين؛ واحدة خاصة بالنساء وأخرى بالرجال، وبعد عرض الأسئلة عليهم وتسجيل إجاباتهم، قمنا بتفريغ الحلقة يدويًا، وترميزها، وتصنيفها موضوعاتيًّا، وتحليلها.

وفي الاستبانة استُخدمتْ تقنية التداعي الحر، التي تقوم على سؤال المستجيبين أسئلة مفتوحة عن أهم الكلمات، أو العبارات التي تصف تصوراتهم تجاه الدين. لتحديد التصورات المركزية والطرفية كما تشير إلى ذلك نظرية النواة المركزية لجون أبريك والتي اعتُمدت في هذه الدراسة[41]. وهي من أكثر الطرق استخدامًا لدراسة التصورات الاجتماعية.

وأضفنا إلى أسئلة التداعي الحر في الاستبانة، أسئلة مغلقة تتضمن ثلاثة محاور من الأسئلة للحصول على نتائج أكثر دقة[42]

فكان المحور الأول (الاعتقادات) متعلقا بالتصورات الذهنية (النظرية) للدين لدى القطريين، ويتضمن جُملا قصيرة تمثِّل الجانب الاعتقادي للإنسان، والتي قد تؤثر سلبًا أو إيجابًا في ممارسته وسلوكه، وقد تكوَّن هذا المتغير من تسعة أسئلة مغلقة.

أما المحور الثاني (الممارسات) تتعلق أسئلته بالسلوكيات والممارسات المعبرة عن تصورات عملية للدين[43]، وذلك لاستكشاف الاتساق والتباين بين الاعتقادات والممارسات، وقد تكوَّن هذا المحور من ثمانية أسئلة مغلقة تمثل الأبعاد المختلفة للممارسات الدينية.

ثم المحور الثالث (المصادر) المتعلق بمعرفة مصادر القطريين في تصورهم للدين، ويضم 13 سؤالًا نظرًا لكثرة المصادر التي يمكن أن يستقي منها الشخص معلوماته، في ظل وفرة المعلومات وسهولة الوصول إليها.

2-     عينة الدراسة

بالنسبة إلى الحلقة النقاشية، فقد كانت العينة مكونة من (8) أفراد. وتوزعت المتغيرات الديمغرافية كالآتي: النوع (4 ذكور، و4 إناث)، والمستوى التعليمي (1 ما قبل جامعي، 5 جامعي، 2 فوق جامعي)، العمر (1 من فئة 18-24، 1 من فئة 25-34، 3 من فئة 35-44، 3 من فئة 45-55)، المهنة (1 بلا عمل، 2 طالب، 5 حكومي).

أما الاستبانة، فقد تم اعتماد عينة متاحة (convenient sample) بما يتناسب مع ظروف الدراسة التي تزامنت مع فترة انتشار جائحة كورونا والصعوبات المرافقة، ووفقًا لنوع الدراسة الاستطلاعية. وبلغ عدد الاستجابات 377 استجابة، وبعد استبعاد ما لم تنطبق عليه معايير العينة المتاحة، وصل عدد الاستجابات إلى 279. جدول 1 يوضح الخصائص الديموغرافية والاجتماعية للعينة.

جدول (2): خصائص العينة المتاحة (الاستبانة)

المتغير

الفئة

التكرار

النسبة

النوع

ذكر

94

33.9%

أنثى

177

63.9%

يفضل عدم التصريح

6

2.2%

المستوى التعليمي

ما قبل الجامعي

55

19.9%

جامعي

170

61.4%

فوق الجامعي

52

18.8%

العمر

18-24

30

10.8%

25-34

64

23.1%

35-44

85

30.7%

45-55

61

22.0%

55-64

33

11.9%

+65

4

1.4%

المهنة

بلا عمل

22

7.9%

طالب

32

11.6%

متقاعد

33

11.9%

قطاع خاص

30

10.8%

حكومي

160

57.8%

مكان الإقامة/السكن

داخل الدوحة

251

90.6%

خارج الدوحة

26

9.4%

 

يبين الجدول (2) أن قرابة ثلثي أفراد العينة من الإناث (%63.9)، في حين يمثل الذكور ثلث العينة (33.9%). كما يوضح أن غالبية المستجيبين (61.4%(من فئة الجامعيين، في حين أن 19.9% من فئة ما قبل الجامعي، و18.8% بمستوى تعليمي فوق الجامعي. وكذا يتضح أن أكثر من نصف المستجيبين من فئة الشباب (الفئة العمرية 25-44). ومن الناحية المهنية نلاحظ أن حوالي 58% من أفراد العينة موظفين حكوميين، و10.8% يشتغلون في القطاع الخاص.

3-     استراتيجية تحليل البيانات

أ- تحليل بيانات الاستبانة

·       سؤال التداعي الحر المفتوح:

عمدنا إلى معالجة بيانات سؤال التداعي الحر عبر التحليل الموضوعاتي الذي يحاول اختزال المعلومات في مجموعات أقل، وذلك عبر فحص البيانات بدقة للتعرف على الموضوعات والأفكار الأساسية وضم العبارات المتشابهة إلى بعضها البعض. ثم صنفت بحسب الأبعاد الستة التي حددناها في الإطار النظري، وهي: العبادات - العقيدة - الأخلاق - العمران - التزكية - الأحكام.

بعد التصنيف، قمنا بتحديد تكراراتها وترتيبها، بالاعتماد على برنامج (SPSS)، ثم إجراء تحليلٍ ثانٍ لتحديد هيكل التصورات تجاه الدين، بغرض تحديد العناصر المركزية والمحيطية؛ حيث يُحلَّل هيكل التصورات الاجتماعية في الدراسات الاجتماعية عادة من خلال تكرار العبارات وترتيبها[44] ، وهذا يساعد في تحديد العناصر المركزية (النواة المركزية) للتصورات، باعتبارها أكثر العبارات ذكرًا (تكرارًا) والأعلى ترتيبًا (بمعنى المذكورة في مقدمة الإجابات) والأكثر ثباتًا في السياق[45].

وللتمييز بين العناصر المركزية والمحيطية أعطِيَتْ قيمة (وزن) لكل مجموعة من المجموعات التي طوِّرت في التحليل الأولي، وذلك حسب ترتيب ذكرها؛ حيث رتِّبت المجموعات تنازليًا؛ فالتي ذُكرت أولًا أُعطيت أكبر وزن/ الرقم (5)، والثانية أُعطيت الرقم (4)، والثالثة أُعطيت الرقم (3)، وهكذا حسب تسلسل ظهورها. كما تم حساب متوسط الترتيب بناءً على تسلسل الإجابات والأوزان بشكل منفصل لكل مجموعة.

في الخطوة الثانية حُسبَ متوسط الترتيب والتكرار لكل مجموعة، بهدف تحديد نقاط قطع (الفاصل بين المركزي والطرفي)، وذلك لتقسيم الفئات إلى أربع مجموعات: (1) عناصر مركزية (مرتفعة التكرارات ومرتفعة الترتيب)، (2) عناصر محيطية متقدمة (مرتفعة التكرارات ومنخفضة الترتيب)، (3) عناصر محيطية متأخرة (منخفضة التكرارات والترتيب)، (4) منطقة تناقض (منخفضة التكرارات ومرتفعة الترتيب)[46].

·       الأسئلة المغلقة:

قمنا بتقسيم الأسئلة المغلقة إلى ثلاثة محاور: الاعتقادات، والممارسات، والمصادر. وعالجنا البيانات إحصائيا عبر برنامج SPSS. واستخدمنا النسب المئوية لعرض البيانات، في ضوء المتغيرات الديمغرافية التي شملت العمر، والجنس، والمستوى التعليمي، والمهنة، ومحل الإقامة؛ لقياس العلاقة بين الإجابات والمتغيرات الديمغرافية، مما يسهم في تقديم تفسيرات لما يخلص إليه البحث من نتائج.

ب- تحليل بيانات الحلقة النقاشية

في المرحلة الأولى فُرّغت المادة الصوتية إلى نصوص مكتوبة، مع مراعاة تدوين إجابات المشاركين حرفيا، ثم تحليلها تحليلًا يدويًا. وفيما يخص بيانات سؤال التداعي الحر الوارد ضمن أسئلة الحلقة النقاشية، تم ضم الإجابات المتشابهة إلى بعضها البعض وترميزها، بالرجوع إلى المفاهيم الستة الأساسية التي تقدم ذكرها، وحُسِبَ عدد تكراراتها. وخضعت بقية الأسئلة للأمر نفسه للإجابة على أسئلة البحث.

4-     أخلاقيات البحث

صمّمتْ أسئلة الاستبانة المفتوحة والمغلقة والحلقة النقاشية من قبل الباحثين، وحُكّمت من قبل أساتذة متخصصين في العلوم الاجتماعية، وقبل اعتمادها النهائي اختُبِرت هذه الأدوات من قبل الباحثين، كما حصلت مقابلات الحلقة النقاشية على موافقة المشاركين قبل إجراء المقابلة، وقد حصل هذا المشروع على الموافقة الأخلاقية من قبل المكتب المختص بجامعة قطر بتاريخ 10 نوفمبر 2021 برقم (QU-IRB 1626-EA/21).

ثالثًا: عرض النتائج ومناقشتها

1-     تصورات القطريين للدين: ماذا يقول التداعي الحر؟

لمعرفة تصورات القطريين عن مفهوم الدين طُلب من المستجيبين ذكر أول خمس مفردات/عبارات ترِد إلى أذهانهم عند سماع كلمة (الدين)، وقد تعددت الكلمات وتنوعت، ما سمح بتصنيفها موضوعاتيًا إلى ست مجموعات رئيسة، بحسب الإطار النظري الذي اعتُمد في هذه الدراسة، وهذه المجموعات هي: العقيدة، والعبادات، والأخلاق، والعمران، والتزكية، والأحكام. وكانت تكراراتها بدرجات متفاوتة، كما في الجدول (3).

جدول (3): المجموعات الرئيسية وتصنيفها (مركزي، طرفي متقدم، طرفي متأخر)

المجموعة

التكرار (عدد)

الترتيب

التصنيف

العقيدة

392

3.5

مركزي

الأخلاق

317

2.6

طرفي متقدم

العبادات

239

3.5

مركزي

العمران

192

2.6

طرفي متأخر

التزكية

83

2.3

طرفي متأخر

الأحكام

56

2.8

طرفي متأخر

المصدر: إعداد الباحثين من بيانات الاستبيان.

نقاط القطع: التكرارات=213، الترتيب =3.1

تظهر النتائج في الجدول (3) تقدُّم مجموعة العقيدة بتكراراتٍ بلغتْ (392)، ثم الأخلاق (317)، ثم العبادات (239)، ثم العمران بعدد (192) تكرارًا، ثم التزكية (83) وأخيرًا الأحكام بتكرار 56 مرة فقط. ويبدو الفارق كبيرًا بين العقيدة والعبادات والأخلاق والعمران وبين التزكية والأحكام.

ولو حللنا المجموعات من حيث الترتيب؛ لمعرفة أيها أكثر أهمية عند المستجيبين، لوجدنا أن مجموعتي العقيدة والعبادات جاءتا في المرتبة الأولى، في حين صعدت الأحكام إلى المرتبة الثانية، والتي كانت في المرتبة الأخيرة من حيث التكرارات؛ لأن ترتيبها عند من ذكرها كان متقدمًا. وتراجعت الأخلاق إلى المرتبة الثالثة بالتساوي مع العمران، وفي المرتبة الأخيرة كانت مجموعة التزكية.

وقد تم ترميز وتصنيف الأجوبة - لأغراض البحث - إلى المجموعات الست الرئيسة، غير أننا إذا ما أردنا الكشف عن المفاهيم الفرعية التي دارت حولها أجوبة العينة، بمعنى أي المفاهيم الفرعية الي برزت في كل بعد، سنجدها كالآتي:

ففي مجموعة العقيدة يأتي لفظ الجلالة (الله) على رأس الكلمات المذكورة (بعدد تكرار 82)، تليها كلمة الإسلام (50)، ثم محمد صلى الله عليه وسلم (35)، ثم الجنة والنار (33)، ثم الإيمان (31)، ثم القرآن (29)، ثم العقيدة (21)، ثم الجزاء (20)، والآخرة (20)، ... إلخ. الشكل (1).

ويأتي تصدر مفهوم الإله على غيره من المفاهيم، متوافقا مع كثير من الدراسات التي تناولناها في الإطار النظري، وهو أمرٌ مفهوم إذا ما استحضرنا كلام إميل دوركهايم عن فاعلية مفهوم الإله: "الإله ليس مجرد سلطة نعتمد عليها بل هو أيضا قوة تستند إليها قوتنا"[47]، وأكد في موضع آخر: "فالمؤمن الذي اتصل بربه ليس مجرد إنسان يرى حقائق جديدة يجهلها الملحد؛ إنه إنسان أكثر قدرة"[48].


الشكل (1): سحابة الكلمات لمجموعة العقيدة.

أما مجموعة (العبادات) فأكثر كلماتها تكرارًا هي: الصلاة (98)، ثم العبادة (68)، ثم الصوم (28)، ثم الزكاة (26)، ثم الحج (13) واتباع السنة (13) ... إلخ. الشكل (2)


الشكل (2): سحابة الكلمات لمجموعة العبادات.

وقد تضمنت مجموعة الأخلاق عددًا من المجموعات الفرعية التي تتصدرها كلمة: الأخلاق (107)، ثم الالتزام الأخلاقي (35)، ثم الأمانة (13)، ثم بِر الوالدين (12)، ثم المبادئ (11)، والستر (11) ...إلخ. ثم تأتي مجموعة الأحكام التي دارت حول عدد محدَّد من المضامين، وهي: الحلال والحرام (22)، ثم اتباع الأوامر والنواهي (15)، ثم الشرع (7)، ثم قواعد وضوابط (3)، وحدود الدين (3) ... إلخ. أما بالنسبة لمجموعة العمران فتصدرت عبارة نهج حياة (69)، ثم الأمن (16)، ثم العدل (13)، ثم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر (12)، ثم السلام (10)، ثم التربية (9)، ثم الحضارة (7)، ثم العادات والتقاليد (7)، ثم الثقافة المجتمعية (6)، ثم هوية (5) ... إلخ. وفي المجموعة الأخيرة (التزكية) جاءت عبارة الطمأنينة والسكينة الأكثر تكرارًا (24)، ثم السعادة (12)، ثم الصدقة (10)، ثم التقوى (8)، ثم التفكر (7)، والرضا (7)، ثم الصلاح (4)، ... إلخ.

ولمعرفة العناصر المركزية والطرفية (الهامشية) قسمنا مجموعات التصورات إلى أربع مجموعات، وهي: 1/مركزي (مثل العقيدة والعبادات)، 2/ طرفي متقدم (مثل الأخلاق والسلوك)، 3/ طرفي متأخر (مثل العمران)، 4/ منطقة تناقض (لا يوجد مجموعة بهذا الوصف في هذه الدراسة)، كما يبدو في الجدول (3).

وعليه، فإن العقيدة والعبادات هما المفهومان المركزيان لتصورات المجتمع القطري تجاه الدين، بينما جاءت الأخلاق في خانة طرفي متقدم، والعمران والسلوك والتزكية في منزلة طرفي متأخر. وقياس هذه العناصر وفقًا لنظرية النواة المركزية لأبريك، يمكننا من القول بأن عنصري العقيدة والعبادات هما أكثر المفاهيم صدارةً في الذهنية الجمعية للمجتمع القطري ويتميزان بالاستقرار والثبات. أما بقية العناصر (مثل السلوك والتزكية) فتعد مفاهيم غير مستقرة في ذهنية المستجيبين.

وبتقسيم العينة إلى ذكور وإناث لمعرفة مدى الاختلاف في مركزية وطرفية تصورات الجنسين أظهرت النتائج عدم وجود اختلاف بينهما (الجدول 4)؛ حيث كانت العقيدة والعبادة عنصريْن مركزييْن عند الجنسين، بينما كان العمران والتزكية والأحكام طرفية متأخرة، في حين كانت الأخلاق طرفية متقدمة. وما يبدو من فوارق بين الجنسين، فإنه يرجع إلى التفاوت في نسبة الذكور إلى الإناث؛ حيث كانت نسبة الإناث (63.9% بمعدل 177 أنثى) ضعف نسبة الذكور (33.9% بمعدل 94 ذكر). فتطابق نتائج عينة الذكور والإناث مع العينة الكلية يؤكد مركزية عنصري العقيدة والعبادات في ذهنية المجتمع القطري بالنسبة للذكور والإناث على حد سواء.

جدول (4): المجموعات الرئيسية وتصنيفها–حسب النوع

المجموعة

ذكور

إناث

التكرار (عدد)

الترتيب

(متوسط)

التصنيف

التكرار (عدد)

الترتيب

(متوسط)

التصنيف

العقيدة

124

3.6

مركزي

257

3.5

مركزي

الأخلاق

109

2.4

طرفي متقدم

201

2.6

طرفي متقدم

العبادات

83

3.6

مركزي

153

3.4

مركزي

العمران

57

2.5

طرفي متأخر

128

2.7

طرفي متأخر

التزكية

23

2.4

طرفي متأخر

58

2.3

طرفي متأخر

الأحكام

10

2.6

طرفي متأخر

46

2.8

طرفي متأخر

المصدر: إعداد الباحثين من بيانات الاستبانة.

الحد الفاصل: مجموعة الذكور: (التكرارات= 68، الترتيب=2.9)؛ مجموعة الإناث: (التكرارات=141، الترتيب=2.9)

https://lh6.googleusercontent.com/Xbou8efOVVYHe_Lui3ACH6UFbGcQYVvdf_rtAZt4vcD6Ke_2soypwag7xO72d8Hcwby4KS2niYN0kNJx4S30A2SPt8CDt4OjZSbtketsFoS3fcActYIKPHiGRKi56Q

ويبيِّن الشكل (3) أدناه توزُّع المجموعات على المركزي والطرفي؛ حيث تحتل العقيدة والعبادات المربعَ الأعلى من اليمين، الذي يمثِّل تقدم المجموعتين في التكرار والترتيب. أما الأخلاق فتقع في المربع الأسفل من اليمين الذي يعكس تقدمًا في التكرار وتأخرًا في الترتيب، في حين تقع مجموعات العمران والأحكام والتزكية في المربع الأسفل من اليسار، الذي يدل على تأخرها في التكرار والترتيب. ونلاحظ أن المربع الأعلى من اليسار خالٍ من أي مجموعة، ما يدل على عدم وقوع أي تناقض فيها بين التكرار والترتيب. 

الشكل (3): رسم بياني يصنف التصورات إلى أربعة أقسام (عنصر مركزي (core)، طرفي متقدم (advanced peripheral)، طرفي متأخر (Retarded peripheral)، متناقض (Paradox).

المصدر: إعداد الباحثين من بيانات الاستبانة.

الحد الفاصل: التكرارات= 213، الترتيب 2.9

وإذا ما قورنت نتائج التداعي الحر (الجدول 3) بنتائج الحلقة النقاشية فإننا نلاحظ أن كلًا من العقيدة والعبادة جاءتا في المرتبة الأولى - في الحلقة النقاشية - من حيث الترتيب، ثم الأخلاق في المرتبة الثانية، ثم العمران، وتلته التزكية، ولم نحصل على أي إجابة تتعلق بالأحكام. واللافت للنظر أن نتائج كل من الاستبانة والحلقة النقاشية تكشف مركزيَّة العقيدة والعبادات، وهامشية التزكية. يقول المشارك (ع.إ.): "أهم معنى هو الالتزام به، أي بالتشريعات والتعليمات والتوجيهات المرتبطة بممارسة الدين"، وأكمل مستشهدا بكلام (م.ع.): "ممارسة هذا الدين اعتقادًا وشعائرَ"، أو كما قالت (ر.ز.) "فما الفائدة إذا أنت تؤمن بالله وما تُصلي" في تأكيدها على تلازم العقيدة والعبادة. ويتحدث عالم الاجتماع إميل دوركهايم عن التلازم بينهما، فيقول إن المعتقدات الدينية "غير قابلة للانفصال عن الشعائر، ليس لأنها تتجلى فيها فحسب، بل لأنها تخضع بدورها لنفوذها. ولا شك في أن العبادة تتعلق بالمعتقدات لكنها تفعل فيها"[49].

2-     تصورات القطريين للدين؛ عبارات الاستبانة

يتناول هذا المحور تصورات القطريين للدين من خلال مجموعة من الأسئلة المغلقة (9 أسئلة) لقياس الجانب النظري الاعتقادي للمستجيبين.

جدول (5): عبارات الأسئلة المغلقة في الاستبانة

رقم

العبارة

موافق بشدة

موافق

محايد

غير موافق

غير موافق بشدة

1

أؤمن أن هناك إلهًا واحدًا بيده الأمر كله

98.2%

0.04%

0.00%

0.00%

0.00%

2

يمثِّل الدين أولويَّة قصوى في حياتي

87.1%

10.1%

0.04%

0.04%

0.04%

3

يدخل الدين في مختلف جوانب الحياة

87.4%

8.6%

1.4%

0.07%

0.00%

4

الأفضل إبعاد الدين عن القضايا العامة (السياسة والاقتصاد والقانون، ...)

4.3%

4.0%

7.6%

20.1%

61.9%

5

أسهم حضور الدين في المجتمع في تنميته

51.4%

28.1%

13.3%

4.7%

0.07%

6

يمنع الدين من السلوك المنافي للأخلاق كالكذب والرشوة

87.4%

6.8%

1.8%

1.4%

0.07%

7

الدين من تراث قطر العريق

48.2%

23.4%

9.4%

7.9%

9.0%

8

العادات والتقاليد في المجتمع القطري نابعة من الدين

33.8%

37.1%

18.3%

7.2%

2.2%

9

مقررات التربية والثقافة الإسلامية في مراحل التعليم تجعل الدين حاضرًا بشكل كافٍ

16.5%

22.3%

25.9%

27.0%

6.8%

 

بناء على الجدول (5)، نلاحظ أن في الإجابة عن عبارة (أؤمن أن هناك إلها واحدًا بيده الأمر كله) اتفاقًا شبه تام على الإيمان بوحدانية الله؛ (98.2% موافق بشدة، 0.04% موافق). في حين لم يختر أحدٌ من العينة الحياد أو عدم الموافقة. وهذا يتطابق مع العقيدة الإسلاميَّة التي تجعل الإيمان بالله وتوحيده على رأس سلَّم التدين؛ حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مشيرًا إلى التراتبية في الإيمان: «‌الإيمان ‌بضعٌ وسبعون، أو بضعٌ وستون شعبة، فأفضلها قول: لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان»[50]؛ فقول "لا إله إلا الله" يعني الإيمان بوجود الإله الواحد الذي بيده كل شيء. وهذا ما لاحظه توشيهيكو إزوتسو في دراسته السيميائية للقرآن؛ حيث أكّد مركزية مفهوم الإله في القرآن وفي المعتقد الإسلامي[51].

وفي الإجابة عن العبارات (2، 3، 4، 5) أكد الغالبية أهمية الدين في كل شؤون الحياة وإسهامه في التنمية؛ إذ وافق 97.2% على أن (الدين يمثِّل أولويَّة قصوى في حياتهم)، بينما أيد 96% عبارة (يدخل الدين في مختلف جوانب الحياة). ومن جهة أخرى لم يوافق 83% على عبارة (الأفضل إبعاد الدين عن القضايا العامة؛ السياسة والاقتصاد والقانون، ...)، وأبدى 79.5% موافقتهم على عبارة (أسهم حضور الدين في المجتمع في تنميته).

إن النظر في النسب أعلاه يؤكد النظرة الإيجابية للدين لدى العينة المدروسة، ويتفق مع آراء المشاركين في الحلقة النقاشية؛ حيث يقول المشارك (ش.ه.ـ) إن العقائد "لها آثار على السلوك، فكلما كانت الفكرة لاصقة بالذهن نشأت عنها سلوكيات… وأعراف وعادات تخدم هذا الأمر"، وهذه العبارة تبيِّن العلاقة بين السلوك والمفاهيم المركزية في الذهن، وقد برر (ع.إ.) أهمية الدين عنده بالقول إن "الغرض من إنزال الدين من الله سبحانه وتعالى على الأمم، ومنها الأمة الإسلامية، أن يلتزموا بها لصالحهم". ولعل هذه النتيجة التي وصلت إليها الدراسة توافقها دراسة في تصورات المقيمين بقطر عن القطريين؛ حيث لاحظوا أن القطريين يلتزمون بدينهم في شؤون الحياة العامة[52]. ومن جهته يقول المشارك (ع.ع.): "الدين هو ما يجعل الإنسان إنسانًا بالطريقة الصحيحة، في هذه الحياة، بكل المعاني والطرق… فهو إذًا موجِّه للإنسان". وهذا يتطابق مع الفكرة الإسلاميَّة بأنه دين عام شامل ينظم جميع جوانب الحياة[53].

وبشأن رفض غالبية القطريين لاستبعاد الدين عن القضايا العامة (السياسية والاقتصادية والقانونية..)، فإنه ينسجم مع رؤيتهم في أولوية الدين في حياتهم. وبهذا الصدد رفض أحد المشاركين اختزال الدين في وزارة الأوقاف، مؤكدًا وجوب أن تكون القضايا الدينية محل عناية المؤسسات الرسمية الأخرى؛ حيث قال (ع.إ.): "الفجوة بين الدور الرسمي والاجتماعي، بدءًا من حصر الدين العظيم في وزارة يتيمة، وهي وزارة الأوقاف، ودورها في هذا العقد مغيَّب".

إن موافقة الأغلبية على أولوية الدين في الحياة، ورفضهم إبعاده عن الشؤون العامة، يسنده موافقتهم بشدة على أهميته في تحقيق التنمية (79.5%). وهذا ما يتطابق إلى حدٍ ما مع نتائج الدراسة التي قام بها معهد البحوث الاجتماعية والاقتصادية المسحية (SESRI)؛ حيث ذهب جميع المشاركين إلى أن الالتزام بالشريعة الإسلامية مهم للتنمية في العالم العربي[54].

وإذا عدنا إلى المقارنة بين نسبة الذين فضَّلوا إبعاد الدين عن القضايا العامة (منها: القضايا الاجتماعية) والذين لم يوافقوا على إسهام الدين في تنمية المجتمع، نجد أن نسبتهم 8.3% في الحالة الأولى، و5.4% في الحالة الثانية، وكان من المفترض أن تتطابق هذه النسبة إلى حدٍ أكبر فالذين يفضلون إبعاد الدين عن القضايا العامة يُفترض أنهم يعتقدون بعدم إسهام الدين في تنمية المجتمع، ومع ذلك كان الفارق بينهم 2.9%، وهذه النسبة وإن كانتْ صغيرة، إلا أنها قد تُفسِّر أن بعض هؤلاء الذين فضلوا إبعاد الدين عن القضايا العامة، لم يكن ذلك من منطلق تنحية الدين عنها لعدم فائدته، وإنما من باب الحفاظ على صفائه ونقائه. غير أن اللافت للنظر في الأمر أن 13.3% من المشاركين فضلوا الحياد في فكرة إسهام الدين في تنمية المجتمع، وهي نسبةٌ تُعد كبيرة إلى حدٍ ما. وهذا يبدو متناقضًا إلى حد ما مع النسبة الكبيرة (97.2% ما بين موافق وموافق بشدة) التي أكدت أن الدين يمثل أولوية قصوى في حياتهم، مما يفتح المجال لمزيد من البحث يتجاوز الدراسة الاستكشافية.

وامتدادا لتأثير الدين في الحياة العامة، وإسهامه في تنمية المجتمع، جاءت إجابات المستجيبين على عبارة (يمنع الدين من السلوك المنافي للأخلاق كالكذب والرشوة) موافقة بنسبة (94.2%)، في حين 2.3% فقط عارضوا هذا الدور. وبرّرَ (م.ع.) ذلك بالقول: "لأنه [أي الإسلام] يعطي للإنسان الميزان، أو المعيار الصحيح الذي يزن به سلوكياته، وسلوكيات أفراد المجتمع الآخرين، ويقيِّم الخطأ ويقوِّمه في المجتمع، ولأنه الجزء المكمل للمنظومة التعبدية والإيمانية".

 وقد طُرحت عبارتان لاستكشاف علاقة الدين بالتراث والعادات والتقاليد القطرية؛ حيث تفترض العبارة الأولى أن (الدين جزءٌ من التراث القطري)، بينما تؤكد العبارة الثانية أن (العادات والتقاليد في المجتمع القطري نابعة من الدين). فكانت إجابات المستجيبين متقاربة إلى حدٍ ما؛ حيث ذهب معظمهم (71.6% بالنسبة إلى العبارة الأولى، و70.7% بالنسبة إلى العبارة الثانية) إلى أن الدين من تراث قطر العريق، وأن العادات والتقاليد القطرية نابعة من الدين. وهذا يدل على العلاقة التبادلية بين الدين والعادات والتقاليد في الحالة القطرية، وهو راجع إلى طبيعة الدين نفسه في هذه الحالة؛ فالدين (=الإسلام) يرى أن كل ما لا يتعارض من العادات والتقاليد مع منظومته العقدية والقِيَمية والتشريعية فهو منه، وإن لم تنصّ عليه النصوص التأسيسيَّة، بل ذهب علماء أصول الفقه إلى أن العرف يفسِّر النص الشرعي ويشرحه في بعض الحالات[55]. ومن هنا صاغ الفقهاء قاعدتهم المشهورة: العادة محكَّمة، أي أن العادة "تُجعل حَكَمًا لإثبات حكمٍ شرعي لم يُنَصَّ (في الشرع) على خلافه"[56].

وبهذا الصدد نستشهد بدراسة تناولت تصورات المقيمين عن القطريين، وذهبت إلى أن (الاحترام، والتمسك بالقيم الأخلاقية العربية والإسلامية، وإبراز الهوية والتراث القطري العربي والإسلامي) أبرز المكونات الثقافة القطرية المعنوية، وأن الطعام الشعبي والفنون المختلفة، واللباس المحتشم، والرياضات التراثية، والمجالس، هي أبرز مكونات الثقافة القطرية المادية"[57]، مما يبرز الصلة الوثيقة للعادات والتقاليد القطرية المادية والمعنوية بالدين.

وتوافقت هذه النتائج إلى حَدٍّ ما مع نتائج الحلقة النقاشية. يقول المشارك (م.ع.): "إن المجتمع القطري بطبيعته محافظ، وشأنه في ذلك شأن السواد الأعظم من المجتمعات العربية والإسلامية، لا تتعارض عاداتها وتقاليدها كثيرًا مع موروثها الديني والقيمي". ويمكن التعويل في بيان أسباب هذا الحفاظ على ما جاء في إحدى الدراسات[58] التي قدمت صورة لجهود حكام دولة قطر في نشر الإسلام وسعيهم لأن تكون دولة قطر مركزًا لكثير من علماء الدين.

لكن الاتفاق على توافق العادات والتقاليد مع الدين كان اتفاقًا جزئيًا، لعدة اعتبارات؛ من ذلك شيوع بعض العادات غير المتوافقة مع الدين[59]، كالإسراف الذي ذكرته إحدى المشاركات، وارتفاع المهور الذي يتعارض مع التوجيه النبوي في تيسير أمور الزواج، والنظرة الشرعية التي لا تسمح بها بعض العوائل في الوقت الحالي، ولعل هذا يفسر النسبة المعتبرة من المستجيبين (26.3% في الحالة الأولى و27.7% في الثانية) الذين كان موقفهم بين محايد، ومعارض، ومعارض بشدة.

أما حول عبارة (مقررات التربية والثقافة الإسلامية في مراحل التعليم تجعل الدين حاضرا بشكل كافٍ) فقد تباينت إجابات المستجيبين؛ حيث يرى 38.3% من المشاركين أنها كافية، بينما يرى 33.8% منهم أنها غير كافية. وفضّل أكثر من ربع المشاركين في الاستبانة (25.9%) الحياد تجاه الموضوع، ويمكن تفسير ذلك بتراجع دور المدارس عن السابق، كما تقول المشاركة (ح.ف.): "نحن مدارسُنا أسَّستْنا… خير تأسيس دينيًا، والقرآنُ كلُّه تعلمنا قراءته من المدرسة، وأحببنا وتعلَّقنا به من المدرسة"، وترى أن أحد أدوار المدرسة أن تؤسِّس الطلبة دينيًا، إذ تساءلت: "أين المدرسة التي كانت تعلِّم المبادئ والأسس، والأخلاق والقيم والدين؟"، ومن هنا رغبتْ في "أن تقوم المدارس بدورها المفترض أن تقوم به..."، ومن جانبه عبَّر (ع.إ.) عن استيائه من ضعف دور وزارة التعليم في إعداد المناهج الدينية الملائمة؛ حيث قال: "غياب التدين في قضايا وزارة التعليم؛ فوزارة التعليم خلال العقد الأخير، صار فيها ضعف في المناهج، ولم تَعُدِ المناهج التي عرفناها محفزة لقضايا الالتزام والتدين"، ومن جانب آخر أشار إلى الدور الإيجابي الذي أدَّاه المعهد الديني في المجتمع، إذ قال: "المعهد الديني… كان له دور كبير جدًا، ليس فقط كمؤسسة تعليمية… [بل كان له دور] في إحداث تغيير إيجابي في المجتمع، كحب الإسلام والتدين".

3-     القطريون والممارسات الدينية

بعد أن كشف المحور السابق عن التصورات النظرية للقطريين، يقيس هذا المحور البعد العملي للتصورات أو انعكاس التصورات النظرية على سلوك القطريين، من خلال مجموعة من الأسئلة المغلقة (8 أسئلة) التي تقيس البُعد العملي (الذي تمَّ ترميزه بالممارسات) للمستجيبين.

جدول (6): أسئلة الممارسات[60] المغلقة في الاستبانة

رقم

الممارسة

دائما

غالبا

أحيانا

نادرا

أبدا

1

أصلي صلواتي الخمس

86.3%

8.6%

1.8%

1.1%

0.07%

2

أصوم رمضان بشكل منتظم

95.7%

1.4%

0.04%

0.07%

0.00%

3

أؤدي الزكاة كل عام

77.0%

11.9%

4.7%

1.8%

%2.2

4

أحرص على قراءة القرآن بشكل يومي

28.4%

29.5%

28.8%

10.1%

1.4%

5

أحرص على أداء النوافل

26.6%

27.3%

30.2%

10.8%

3.2%

6

أشارك في الشعائر ذات الطابع الجماعي (صلاة الجماعة، التراويح، الجمعة، الأعياد...)

32.0%

34.2%

15.1%

13.3%

2.9%

7

أحرص على تذكير غيري (زوجي/ زوجتي، أبنائي، والديّ، أصدقائي) بإقامة الصلاة

61.9%

25.5%

6.8%

1.4%

1.4%

8

أعتمد على الدين في توجُّهاتي السياسية والاجتماعية والثقافية وغيرها

64.4%

25.2%

7.2%

1.1%

0.07%

 

تقيس العبارات السابقة ثلاثة مستويات من الممارسات؛ الفردية، والجماعية والاجتماعية (العمرانية)، يشمل المستوى الأول العبارات الخمسة الأولى، بينما يشمل المستوى الثاني العبارتين (6،7)، ثم المستوى الثالث فيضم العبارة (8).

كشف المستوى الأول عن التزام المستجيبين بالممارسات الفردية بنسب عالية؛ 95.5% في المحافظة على الصلاة، وهذه الأهمية للصلاة لدى المستجيبين نابعة من وعيهم بأهميتها في الإسلام؛ حيث سئل النبي صلى الله عليه وسلم: أي العمل أحب إلى الله؟ قال: «‌‌الصَّلَاةُ ‌عَلَى وَقْتِهَا»[61]، فذكر الصلاة قبل بقية الأعمال. وبالمثل كان الالتزام عاليًا في الإجابة عن عبارة (أصوم رمضان بشكل منتظم)؛ 95.5%دائمًا، و1.4% غالبًا، وهي نسبة تكاد تتساوى مع نسبة الإجابة عن سؤال الصلاة.

وفي الإجابة عن عبارة (أؤدي الزكاة كل عام) كانت إجابة الذين يدفعون الزكاة 88.9% موزعة بين (77% دائمًا، و11.9% غالبًا)، في حين قال: 4.7% أنهم يدفعونها أحيانًا، و1.8% نادرًا، و2.2% قالوا: إنهم لا يدفعونها أبدًا. ويمكن تفسير النسب الثلاث الأخيرة بأنها قد تتعلق بمن توفَّر له النصاب[62] في بعض السنوات، ولم يتوفر له في سنوات، فإنه يدفعها عند توفر النصاب. أما من لم يملك نصاب الزكاة أبدًا، فلا يدفع الزكاة أبدًا.

وفي سياق الممارسات الفردية أيضًا، وانتقالًا من العبادات المفروضة إلى النوافل وقراءة القرآن، وجدنا أن النسبة انخفضت؛ حيث توزعت الإجابة عن عبارة (أحرص على قراءة القرآن بشكل يومي) على 28.4% دائمًا، و29.5% غالبًا، و28.8% أحيانًا، و10.1% نادرًا، و1.4% أبدًا. كما توزعت الإجابة عن عبارة (أحرص على أداء النوافل) على 26.6% دائمًا، و27.3% غالبًا، و30.2% أحيانًا، و10.8% نادرًا، و3.2% أبدًا. وهذا التفاوت في النِّسَب بين إجابات هذين السؤالين والأسئلة الثلاثة السابقة هو تفاوت طبيعي، راجعٌ إلى تراتبية الأركان والنوافل في الدين ذاته. وهو الذي يظهر أيضا في إجابات المشاركين في الحلقة النقاشية؛ حيث رأوا جميعهم أن أمور الدين ليست على رتبة واحدة، بل هناك تفاوت فيما بينها؛ إذ قال المشارك (ع.ع.): "الدين ليس على مرتبة واحدة؛ فأول شيء في الدين هو معرفة الله، وهذا هو الأساس"، وأضاف (ش.ه.ـ): "الترتيب الشرعي للقضايا يتفاوت"، وهذه التراتبية لا تعني إهمال المتأخر من قضايا الدين، وهذا ما يؤكده (ع.إ.)؛ حيث قال: "الدين كله منظومة واحدة، ويجب علينا أن نجعله منظومة واحدة حتى نجني ثمارها؛ فلو أخذناه بشكل جزئي فسنحقق جزءًا من الثمار، وليس هو العائد المرجو الذي خطِّط له ابتداءً".

وفيما يتعلق بالمستوى الثاني (الممارسات الجماعية)، ذهبت النسبة الغالبة من المستجيبين (66.2 %) إلى أنهم يشاركون فيها دائمًا أو غالبًا، كصلاة الجماعة، والتراويح، والجمعة، والأعياد، وغيرها من الممارسات ذات الطابع الجماعي. وفي الوجه الآخر للممارسة الجماعية كانت الإجابة عن عبارة: (أحرص على تذكير غيري؛ زوجي/زوجتي، أبنائي، والديّ، أصدقائي، بإقامة الصلاة) 87.4% بين دائما وغالبا. وهذا يدل على حرص المجتمع على العبادات، سواء أكانت فردية أم جماعية، وكذلك في تحمل مسؤولية الدعوة إليها، التي تُعدُّ من أبرز خصائص المجتمع المسلم، قال تعالى: ﴿كُنتُمۡ خَيۡرَ أُمَّةٍ أُخۡرِجَتۡ لِلنَّاسِ تَأۡمُرُونَ بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَتَنۡهَوۡنَ عَنِ ٱلۡمُنكَرِ وَتُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِۗ [آل عمران: 110].

وفي المستوى الثالث والأخير المتعلق بالممارسة الاجتماعية (العمران) وافق 89.6% من المستجيبين على عبارة (أعتمد على الدين في توجُّهاتي السياسية والاجتماعية والثقافية وغيرها). وهذه الإجابة تتطابق إلى حد كبير مع الإجابة عن سؤال الاعتقادات (يدخل الدين في مختلف جوانب الحياة)؛ حيث ذهب 96% من المستجيبين إلى أنهم موافقون عليه. ويمكن تفسير الفرق الحاصل بين النسبتين (7% تقريبًا) بملاحظة أن 7.2% من المشاركين قالوا: إنهم يعتمدون على الدين أحيانًا في توجهاتهم المختلفة، وهو فرقٌ معقول جدًا، إذا وضعنا في الاعتبار المسافة التي تفصل الأفكار النظرية عن الممارسات العملية عادة.

وهذا يوضح الانسجام لدى القطريين في البُعدين الاعتقادي والعملي للتصورات؛ أي انسجام تصوراتهم الدينية النظرية مع سلوكهم العملي في مجالي العقيدة والعبادات. لهذا يقول المشارك (ع.إ.): "أهم معنى هو الالتزام به، أي بالتشريعات والتعليمات والتوجيهات المرتبطة بممارسة الدين" وأكمل مستشهدا بكلام (م.ع.): "ممارسة هذا الدين اعتقادًا وشعائرَ". وكذلك قول (ع.إ.) "التدين، وهو الالتزام بالتعاليم والتشريعات الإسلامية ذات الصلة بديننا"، وقول (م، ع): "كلمة الدين تعطي ثلاثة تصورات حين أسمعها. الأول يتعلق بالطقوس والشعائر والجانب التعبدي".

ورغم الانسجام المشار إليه أعلاه، فإن الأمر اللافت للنظر هنا أن البُعد الاجتماعي العمراني، وإن كان حاضرًا بقوة في إجابات المستجيبين في الاستبانة، إلا أنه في إجاباتهم عن أسئلة التداعي الحر، كان متأخرًا من حيث الترتيب بالمقارنة مع العقيدة والعبادة والأخلاق. وهو ما يطرح تساؤلًا حول الصلة بين الجانب الاعتقادي والجانب العملي (الممارسات) للدين في تصورات القطريين فيما يتعلق بالعمران؛ فهل يرى القطريون أن الجانب العمراني ثمرة للتدين، وليس أصلًا له ما يقتضي تقدم ترتيب العقيدة والعبادات على غيره؟ وهل معنى هذا أن العقيدة تمثل البناء التصوري، والعبادة تمثل القالب الذي تُضبط به العقيدة، ثم الجوانب الأخرى، ومنها الجانب الاجتماعي العمراني بعدّها تجليات للعقيدة والعبادة، كما يرى الفاروقي في حديثه عن جوهر الدين وقوالبه وتجلياته[63]؟ وعليه فإن هذا التأخير والتقديم في الترتيب قد لا يتعلق بالأفضلية، بقدر ما يتعلق بهرمية أبعاد الدين، كما أشارتْ إلى ذلك إجابات الحلقة النقاشية. من جهة أخرى، ربما يعكس هذا التأخر في الجانب العمراني، مكانة الجانب العمراني في الخطب الدينية الحالية، فبناء على دراسة محلية حديثة حللت موضوعات خطب الجمعة بين العام 2018 و2020، كشفت أن القضايا المعاصرة تحتل مكانة محدودة جدًا في خطب الجمعة بواقع موضوع واحد فقط، مقابل 16 موضوعا في قضايا الإيمان والعقيدة، و13 لقضايا الفقه والعبادات، و8 للأخلاق. الأمر الذي قد يبرر عدم الارتباط بين الإنسان والبعد العمراني بالشكل الكافي[64]. وهو بلا شك يدفع نحو مزيد من الأبحاث في هذه القضية.

4-     القطريون ومصادرهم في بناء التصورات الدينية

بعد تحليل التصورات في بُعدَيْها المعرفي (إجابات أسئلة التداعي الحر والعبارات) والعملي (الممارسات)، يحلل هذا المحور إجابات المستجيبين فيما يتعلق بمصادرهم في بناء التصورات.

رقم

السؤال

موافق بشدة

موافق

محايد

غير موافق

غير موافق بشدة

1

الأسرة هي التي علمتني الدين

56.1%

35.6%

5.8%

0.07%

0.04%

2

المدرسة ومؤسسات التعليم الأخرى ساهمت في فهمي الديني

34.2%

48.2%

12.9%

2.9%

0.07%

3

المسجد وبرامج وزارة الأوقاف هي المكان الذي نتعلم فيه الدين

13.7%

34.7%

32.0%

12.6%

5.8%

4

أعتقد ان قنوات التلفزيون ساهمت في فهمي للدين

11.9%

36.3%

27.7%

17.3%

5.4%

5

وسائل التواصل الاجتماعي (تويتر - فيسبوك - سناب- إنستغرام – يوتيوب ...)مصدر تصوري للدين

8.3%

24.1%

28.4%

24.5%

12.9%

6

دستور الدولة وقوانينها مصدر تصوري للدين

10.4%

28.1%

36.7%

14.7%

7.9%

7

المشايخ والدعاة مصدر تصوري للدين

24.5%

47.8%

18.0%

4.7%

3.6%

8

الأصدقاء والجيران والمجتمع مصدر تصوري للدين

6.1%

39.2%

32.0%

15.8%

5.0%

10

تساعدني الأفلام والمسلسلات في فهم الدين

3.2%

8.3%

21.9%

35.3%

30.2%

11

أسهمت صداقاتي الافتراضية في معرفة الدين

4.3%

24.8%

34.2%

21.9%

12.9%

12

الكتب والقصص والروايات تساعدني على فهمي الديني

15.8%

37.4%

21.2%

16.5%

7.6%

13

من خلال سفرياتي المتعددة زاد وعيي بالدين

15.1%

33.1%

30.2%

14.4%

5.0%

جدول (7): الأسئلة المغلقة المتعلقة بمصادر التصورات

 

كشفت النتائج وجود مصادر متعددة لتصورات القطريين للدين، يمكن تصنيفها إلى ثلاث مجموعات، تضم كل مجموعة عددًا من المصادر كالآتي:

في المجموعة الأولى تأتي المصادر الأكثر أهمية؛ الأسرة، والمدرسة، والمشايخ والدعاة، والكتب والقصص والروايات؛ حيث كانت نِسَبها 91.7% (الأسرة)، و82.4% (المدرسة)، و72.3% (المشايخ والدعاة)، و53.2% (الكتب والقصص والروايات) على التوالي. وهو ما يؤشِّر على الثقة العالية التي تتمتع بها هذه المصادر في وعي القطريين، كما تدل على أهميتها في بناء قناعاتهم الدينية. 

أما بالنسبة للأسرة والمدرسة، فيمكن القول إن هذه النسب المرتفعة لقبولهما مرجعين لتصورات القطريين للدين تؤكد استمرارية هاتين المؤسستين في اكتساب الثقة لديهم. ويمكن تفسير تصدر الأسرة على المدرسة مصدرا للتصورات؛ لكونها البيئة الأولى التي يتعرف من خلالها الفرد على ما يحيط به، وتتشكل فيها تصوراته الأولى. وجدير بالذكر أن هذا يتعارض مع دراسة أخرى درست أثر ما بعد الحداثة على تصورات الشباب الدينية (شباب في مؤسسة تعليم عالي في جنوب إفريقيا)، وما يهمنا هنا أن النتائج أثبتت أنه وبرغم أن الأسرة هي أكثر المصادر شيوعًا للتدين، إلا أن الشباب يتدخلون في المعتقدات الدينية التي نشأوا عليها ويختارون منها ما يناسبهم[65] مما يقوض من مصدرية الأسرة في تشكيل التصورات في ذلك المجتمع، على عكس المجتمع القطري الذي ما يزال - إلى جانب كثير من البلدان الإسلامية - محافظًا.

أما المدرسة ومؤسسات التعليم التي حظيت هي الأخرى بنسبة عالية مقارنة بالمصادر الأخرى، فإن هذا يبدو طبيعيًا باعتبار أنها المؤسسة التقليدية التي يتعلم فيها الفرد المفاهيم والتصورات والقيم، بعد الأسرة مباشرة. وهذا يستدعي الحفاظ على هذه المكانة وتعزيزها من قبل الجهات المعنية.

غير أن ما يمكن التنبيه عليه أن هناك نسبة (4.8% في حالة الأسرة و11% في حالة المدرسة) لم توافق على مصدريتهما في بناء التصور الديني، وانتمت هذه النسبة إلى الفئة العمرية (18-44). ويمكن تفسير هذا التوجه بكون هذه الفئة تَشكَّل وعيها في عصر الانفتاح والتطور والثورة المعلوماتية، ولعل ذلك هو ما أسهم في وجود مصادر أخرى لبناء تصوراتهم للدين غير الأسرة والمدرسة، إذ صرحت (ر.ز.) "المدرسة ليس لها الدور الأكبر، أرى أن دور المدرسة بسيط جدًا في تشكيل حصيلتي الدينية".

ويأتي المشايخ والدعاة في المرتبة الثالثة في تشكيل التصور الديني بعد الأسرة والمدرسة، بنسبة (72.3%)، وهي تدحض بعض الدعاوي الموجهة ضد العلماء والمشايخ بأن الناس لم يعودوا يسمعون لهم، أو أن وسائل التواصل الاجتماعي قد أخذت مكانهم.

ثم تأتي الكتبُ والقصص والروايات في المرتبة الرابعة بنسبة 53.2% وهي نسبة معتبرة، تدل على أهمية الكتاب والقراءة لدى القطريين، وأنها مصدر مهم للتعرف على الدين، واكتساب التصورات الدينية، غير أن نسبة المعارضين (24.1% بين معارض ومعارض بشدة، وهو ما يقارب ربع المستجيبين) قد تشير إلى تخوُّفٍ لدى العينة من اتخاذ الكتب والروايات والقصص مرجعًا أساسيًا لبناء التصورات الدينية؛ إما لكثرة الكتب المتوفرة في السوق عن الدين والتي يتعارض بعضها معه، أو لتفضيلهم فهم دينهم من مؤسسات موثوقة، كالأسرة والمدرسة والمشايخ والدعاة.

وقد تلتِ المصادرَ السابقة المجموعةُ الثانية والتي تضم كلًا من المساجد وبرامج وزارة الأوقاف، وقنوات التلفزيون، والسفر، والأصدقاء والجيران والمجتمع، ودستور الدولة؛ فجاء المسجد وبرامج وزارة الأوقاف بنسبة 48.2% موافقة. ثم قنوات التلفزيون؛ حيث كان الموافقون على اعتبارها مصدرًا للدين 48.2%. وكانت نسبة الموافقين على مصدرية السفر 48.2%، ثم الأصدقاء والجيران والمجتمع بنسبة 46.2%، ثم كان دستور الدولة وقوانينها، بنسبة موافقة بلغت 38.5%.

وفيما يخص دور المساجد وبرامج وزارة الأوقاف يُلحظ أنه لا ينتمي إلى مصادر المجموعة الأولى ذات الأهمية، وأن دورها متأخر نوعا ما مما يطرح تساؤلا عن أسباب تأخر مصدرية هذه المؤسسة التي من المفترض أن تشكل مصدرًا معتمدًا لدى القطريين. ولعل ذلك راجع في بعض أسبابه إلى ما ذكره (ع.إ.) بأن هناك "تغيراتٍ حصلت في المجتمع القطري ... مثل الفجوة بين الدور الرسمي والاجتماعي، بدءًا من حصر الدين العظيم في وزارة يتيمة، وهي وزارة الأوقاف، ودورها في هذا العقد مغيَّب، [وهي] تعتني بمشروعات هامشية، وضعيفة الأثر، وشكلية، ولم تحفز المجتمع على قضية التدين"، وهو ما يتوافق مع دراسة محلية أشارت إلى قصورٍ على مستوى سمات الخطباء والخطاب الديني وموضوعاته التي تبتعد عن المواضيع المواكبة لشؤون الحياة[66]. ويتوافق أيضًا مع دراسة عالمية أجريت على شباب في جنوب أفريقيا، وأكدت تراجع تأثير المؤسسة الدينية (الكنيسة)[67] الأمر الذي يشير إلى أنه مشكلة تعاني منها مختلف المجتمعات. لذا لعله من المفيد انتفاع هذه المؤسسة المهمة (وزارة الأوقاف) من هذه الملحوظة؛ لاستعادة دورها من خلال دراسة أسباب تراجعها والقيام بمبادرات تحقِّق آمال المجتمع فيها.

وحول بقية مصادر المجموعة الثانية (قنوات التلفزيون، والسفر، والأصدقاء والجيران والمجتمع، ودستور الدولة) تُعد هذه النسبة معقولة، نظرًا لطبيعة علاقة المستجيبين مع هذه الوسائل. فتأثير التلفزيون يُعد محدودًا إذا ما قارناه مع وسائل التواصل الاجتماعي مثلًا. ولعل الأمر نفسه ينطبق على دستور الدولة باعتباره وثيقة قانونية لإدارة الدولة وليست وثيقة تعليمية.

وأخيرًا في المجموعة الثالثة من المصادر جاءت وسائل التواصل الاجتماعي (32.2%)، والصداقات الافتراضية (29.1%). أما الأفلام والمسلسلات فيرى (11.4%) فقط أنها تمثل مصدرًا لتشكيل تصوراتهم للدين، في حين يعترض (65.5%) من المستجيبين على ذلك. وما يمكن ملاحظته أن نسبة الموافقين على كون وسائل التواصل مصدرًا لتصورات الدينية (32.4%)، في حين كانت نسبة المعارضين (37.4) وهذه النسب متقاربة إلى حد ما. وهذا بخلاف ما ذهب إليه المشاركون في الحلقة النقاشية، الذين رأوا أن وسائل التواصل لها تأثير كبير في تصورات الناس للدين، فقد صرحت (ن.و.) في الحلقة النقاشية أن "هناك تحديات تواجه الأجيال الحالية وأهمها وسائل التواصل الاجتماعي" مبينة أن لها تأثيرًا سلبيًا. وبالنظر إلى نتائج الاستبانة يظهر أن هذا التأثير لم يبلغ درجة أن يكون مصدرًا للأغلبية، بل هناك انقسام وتقارب واضح في نسبة الإحصاءات يشير إلى توزع القطريين إلى نصفين في مسألة مدى مصدرية وسائل التواصل الاجتماعي في تشكيل تصوراتهم للدين. وهي مسألة تحتاج مزيدًا من البحث؛ نظرًا إلى أنها لا تعد مصدرا لتصوراتهم رغم انتشارها بشكل واسع بينهم.

خاتمة

أولًا: النتائج

1-     تمثل كلٌ من العقيدة والعبادات النواة المركزية في تصورات القطريين للدين. وهذا ينسجم مع الإطار النظري الذي يرى أن الاعتقاد يمثل جوهر الدين بينما تمثل العبادات القالب الذي تصب فيه الاعتقادات ويثمر بقية الجوانب. وهو ينسجم تماما مع هرمية الدين (الإسلام) كما ذكرناه في الدراسة.

2-     تمثل بقية أبعاد الدين في تصورات القطريين العناصر المحيطية (الطرفية) بين متقدم ومتأخر؛ حيث كانت الأخلاق طرفية متقدمة، بينما كان كل من العمران، والتزكية، الأحكام طرفية متأخرة.

3-     بينت دراستنا أن هناك انسجامًا بين التصورات النظرية/ الاعتقادية والممارسات العملية عند القطريين؛ حيث تقدمت العقيدة والعبادات في كليهما، وهذا مؤشرٌ مهمٌ على الارتباط الوثيق بينهما في الذهنية القطرية وانعكاسه على أسلوب حياتهم.

4-     يمثل الدين في تصورات القطريين أولوية قصوى في حياتهم وهو حاضرٌ في المجال الشخصي والمجال العام، كما أن له دوره المهم في التنمية. غير أن هناك ما يؤشر على عدم رضاهم عن الحضور غير الكافي للدين في المناهج التعليمية.

5-     بينت الدراسة وعي القطريين بأهمية ارتباط عاداتهم وتقاليدهم بالدين بما لا يخالفه. وعليه نبه بعض المشاركين إن هناك بعض العادات والتقاليد التي طرأت على المجتمع القطري لا تتوافق مع الدين، مثل غلاء المهور، والإسراف والتبذير وغيرها.

6-     أظهرت الدراسة أن الأسرة، والمدرسة، والمشايخ والدعاة، والكتب هي المصادر الأساس التي يستقي منها القطريون تصوراتهم للدين. بينما تأخرت بقية المصادر المذكورة في الدراسة. غير أن اللافت للنظر في المصادر الأخرى، ما يمكن تسجيله عن وسائل التواصل الاجتماعي، والمساجد وبرامج وزارة الأوقاف؛ حيث أظهرت الدراسة عدم مركزية وسائل التواصل الاجتماعي وتأثيرها في تشكيل تصورات القطريين للدين بوجودها في المجموعة الأخيرة حسب ما أظهرته نتائج الاستبانة، خلاف ما ذهب إليه بعض أفراد الحلقة النقاشية. أما المساجد وبرامج وزارة الأوقاف، فإنه بالرغم من ارتفاع نسبة المقبلين على المساجد كما بينت الاستبانة غير أن تأخر المساجد وبرامج وزارة الأوقاف؛ من حيث المصدرية يطرح تساؤلا عن مدى فعالية هذه المؤسسة المهمة في موضوعها، وبخاصة أن المشايخ والدعاة اعتبروا من أهم مصادر تشكل التصورات.

7-     مما بيَّنته الدراسة أن (72.1%) يرون عدم كفاية مقررات التربية والثقافة الإسلامية في مراحل التعليم لتعزيز الحضور الديني رغم عدّهم المدرسة مصدرًا أساسيًا. وهو ما يدعو إلى مراجعة مكانة مقررات التربية والثقافة الإسلامية في برامج التعليم لدعم هذه المكانة التي تحظى بها المدرسة.

8-     تَبيَّن وجود البعد الاجتماعي العُمراني في تصورات القطريين في موقع طرفي، مما قد يؤشر على وجود فجوة في البُعد العُمراني للتدين، وهو ما يتعارض مع ما ذهب إليه غالبية المستجيبين من أن الدين يدخل في جميع شؤون الحياة.

ثانيًا: التوصيات

1-     من خلال نقدنا للدراسات السابقة حاولنا تطوير إطارٍ نظري أولي؛ لدراسة التصورات الاجتماعية للدين بما ينسجم مع شمول الإسلام، وسعينا إلى تطبيقه في الدراسة الميدانية، التي أظهرت حضور الأبعاد الستة في تصورات القطريين للدين، مما يدعو إلى تطوير نموذج لدراسة أبعاد الدين وقياس التدين يتجاوز حدود دراستنا الاستكشافية هذه نظريًا وعمليًا.

2-     توصي الدراسة الجهات ذات العلاقة بأن تُعزز دور المساجد وبرامج وزارة الأوقاف بما يحقق فعالية هذه المؤسسة في تشكيل تصورات القطريين للدين، وبخاصة أن المسجد يشكل محورًا في الوعي المسلم والحياة الإسلامية.

3-     تعزيز مقررات التربية والثقافة الإسلامية في مناهج التعليم بما يجعلها تشكل مصدرًا كافيًا في بناء تصورات القطريين للدين بما ينسجم مع مكانة المدرسة في الوعي الجمعي للقطريين، والذي أظهرت الدراسة تقدمه مع الأسرة على غيره من المصادر.

4-     كشفت الدراسة الترابط الوثيق بين الدين وعادات وتقاليد القطريين مما جعل المجتمع القطري وثيق الصلة بدينه، غير أن هناك عاداتٍ طرأت على المجتمع قد تؤثر على هذه الصلة، مما يدعو الجهات ذات العلاقة إلى أخذ ذلك بعين الاعتبار.

5-     نظرًا لوجود فجوة في البُعد العُمراني للتدين كما كشفت الدراسة، توصي الدراسة بالاهتمام بالجانب العمراني، لتعزيز سعي دولة قطر إلى تحقيق تنمية مستدامة انطلاقا من هويتها العربية والإسلامية.

6-     ضرورة إثراء المجال البحثي في موضوع الدين وعلاقته بالمجتمع القطري لتغطية النقص الموجود في هذه الدراسات.

 


 

المراجع

أولًا: العربية

ابن لامة، فرج. "تحولات الربيع العربي: مقاربة نظرية". مجلة البحوث والدراسات العربية، ع60 (يونيو 2014).

اكوافيفا، سابينو. باتشي، إنزو. علم الاجتماع الديني الإشكالات والسياقات. ترجمة عز الدين عناية. ط1. أبو ظبي: هيئة أبو ظبي للثقافة، 1432هـ/ 2011م.

الأنصاري، ماجد. "أقلية من المواطنين: التدين والتناغم الاجتماعي في قطر"، في أحمد فؤاد المغازي وآخرون، بلدان مجلس التعاون لدول الخليج العربية - التحديات الاجتماعية والاقتصادية. الدوحة: المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، 2014.

أولريخسن، كريستيان كوتس. قطر والأزمة الخليجية. ترجمة دار نشر جامعة قطر، تحرير الريم العذبة. الدوحة: دار نشر جامعة قطر، 2021.

إيزوتسو، توشيهيكو. الله والإنسان في القرآن: علم دلالة الرؤية القرآنية للعالم. ترجمة هلال محمد الجهاد. بيروت: المنظمة العربية للترجمة، ط1، 2007.

بن نبي، مالك. الظاهرة القرآنية. ترجمة عبد الصبور شاهين. دمشق: دار الفكر، 1984م.

–––. القضايا الكبرى. بيروت: دار الفكر، 1991م.

–––. شروط النهضة. ترجمة عبد الصبور شاهين. دمشق: دار الفكر، 1996م.

–––. ميلاد مجتمع. ترجمة عبد الصبور شاهين. ط5. دمشق: دار الفكر، 1986م.

–––. وجهة العالم الإسلامي. ترجمة عبد الصبور شاهين. ط5. دمشق: دار الفكر، 1986م.

بن نهار، نايف. مقدمة في أصول الفقه. الدوحة: مؤسسة وعي، ط3، 2021.

بولك، ويليام. الصليبية والجهاد. ترجمة عامر شيخوني. بيروت: الدار العربية للعلوم ناشرون، 2019.

جرموني، رشيد. "مقترب منهجي لدراسة الظاهرة الدينية: حالة الشباب المغربي نموذجا". إضافات: المجلة العربية لعلم الاجتماع، ع35 (30 يونيو 2016)، ص24-47.

دراز، محمد عبد الله. الدين، بحوث ممهدة لدراسة تاريخ الأديان. الإسكندرية: دار المعرفة الجامعية، 1990.

دقيشان، أسماء. الدين ومظاهر التدين في الأسرة الجزائرية. رسالة ماجستير، قسم أنثروبولوجيا الجزائر المعاصرة، (كلية العلوم الاجتماعية والإنسانية، جامعة وهران2، السنة الجامعية 2011/2012)، استرجع بتاريخ: 20/10/2021، على الرابط https://ds.univ-oran2.dz:8443/handle/123456789/3280

دوركهايم، إميل. الأشكال الأولية للحياة الدينية- المنظومة الطوطمية في أستراليا. ترجمة رندة بعث. قطر: المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات. ط1، 2019.

صنور، فتيحة. "أثر الضوابط الدينية على تمثلات الطالبة الجامعية المقيمة بالحي الجامعي". مجلة الأكاديمية للدراسات الاجتماعية والإنسانية، ع17 (يناير 2017).

العامري، أبو الحسن. الإعلام بمناقب الإسلام. تحقيق أحمد عبد الحميد غراب. الرياض: دار الأصالة للثقافة والنشر والاعلام، 1408هـ/ 1988م.

 عزي، محمد فريد. "الإسلام والتمثلات السياسية: دراسة ميدانية حول التدين والثقافة السياسية". مجلة إنسانيات، ع11 (2000). استرجع بتاريخ: 4/11/2021، على الرابط https://journals.openedition.org/insaniyat/7978

غلنر، إرنست. مجتمع مسلم. ترجمة أبو بكر أحمد باقادر. بيروت: دار المدار العربي، ط1، 2005.

غماري، طيبي. "تصورات الدين والثقافة والعولمة: تبريرا للحوار أو للقطيعة بين الشعوب". مجلة تبين للدراسات الفكرية والثقافية، المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، مج1، ع4 (مارس 2013)

الفاروقي، إسماعيل راجي. التوحيد؛ مضامينه على الفكر والحياة. ترجمة السيد عمر. القاهرة: مدارات للأبحاث والنشر، 1435ه/ 2014.

الفاروقي، إسماعيل راجي. الفاروقي، ولوس لمياء. أطلس الحضارة الإسلامية. ترجمة عبد الواحد لؤلؤة. الرياض: مكتبة العبيكان، 1419هـ/1998م.

فرحات، نادية. "دور الدين في المجتمع العربي التقليدي". مجلة دراسات في العلوم الإنسانية والاجتماعية، مج6، ع4 (2019)

قبلان، مروان. "عصر التحولات الكبرى: قراءة في تقرير، اتجاهات عالمية: مفارقات التقدم الإنساني"، استشراف، ع2 (2017).

كيالي، ماجد. "السؤال عن الربيع العربي: التحولات والاشكالات والمآلات". مجلة شؤون عربية، ع161 (ربيع 2015).

محمد، إبراهيم إسماعيل عبده. "التحولات الاجتماعية ما بعد الربيع العربي وانعكاساتها على الشباب من منظور علم الاجتماع السياسي: دراسة حالة مصر خلال الفترة من 2011م-2018م". مجلة جيل للدراسات السياسية والعلاقات الدولية، ع14 (يناير 2018).

المري، سارة راشد. الحوار الحضاري في الخطاب الديني في دولة قطر: وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية نموذجًا. رسالة ماجستير، كلية الشريعة والدراسات الإسلامية، جامعة قطر، 2021.

المسيري، عبد الوهاب. دراسات معرفية في الحداثة الغربية. القاهرة: مكتبة الشروق الدولية، ط2، 2008.

–––. الموضوعية والذاتية. موقع إسلام أون لاين، استرجع بتاريخ: 30/11/ 2021، على الرابط https://islamonline.net/archive/%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%88%D8%B6%D9%88%D8%B9%D9%8A%D8%A9-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%B0%D8%A7%D8%AA%D9%8A%D8%A9/

ملكاوي، أسماء وآخرون. "الصورة المعيارية للمجتمع القطري: دراسة في تصورات المقيمين". مجلة تجسير، مج3، ع2 (2021).

نعيم الحق، حسين والكعبي، لطيفة. "الإسلام كقوة ناعمة لدولة قطر في تنظيم كأس العالم 2022". مجلة تجسير، مج3، ع2 (2021).

النيسابوري، مسلم بن الحجاج القشيري. صحيح مسلم. ج1، تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي. القاهرة: مطبعة عيسى البابي الحلبي، ط1، 1374هـ.

يتيم، محمد. طلابي، امحمد. "هل انتهي الربيع في العالم العربي؟ قراءة ثقافية وسياسية في تحولات ما بعد الربيع العربي". مجلة الفرقان، ع72 (2013).

ثانيًا: الأجنبية

References:

Abric, Jean Claude. “Central System Peripheral System: Their Functions and Roles in the Dynamics of Social Representations," Papers on Social Representations, Vol. 2, No. 2 (1993).

–––. "De l'importance des représentations sociales dans les problèmes de l'exclusion sociale," In J.-C. Abric (Ed.). Exclusion Sociale, Insertion et Prevention Social Exclusion, Insertion and Prevention. Ramonville St Agne: Eres, 1996.

–––. “Les Représentations Sociales: Aspects Théoriques," Pratiques Sociales et Représentations, Vol. 2 (1994).

Acquaviva, Sabino & Pace, Enzo. ʻilm al-ijtimāʻ al-dīnī al-ishkālāt wa-siyāqāt(in Arabic), tarns ʻIzz al-Dīn ʻInāyat, Ed1. Abū Ẓaby: Hayʼat Abū Ẓaby lil-Thaqāfah, 1432h / 2011.

Al Attas, Syed Muhammad Naquib. Islam: the Concept of Religion and the foundation of Ethics and Morality, Kuala Lumpur: IBFIM, 2013.

Al-ʻĀmirī, Abū al-Ḥasan. Al-Iʻlām bi-manāqib al-Islām, (in Arabic). Edit Aḥmad ʻAbd al-Ḥamīd Ghurāb. Al-Riyāḍ: Dār al-aṣālah lil-Thaqāfah wa-al-Nashr wa-al-Iʻlām, 1408h / 1988.

Al-Anṣārī, Mājid. "aqlyh min al-muwāṭinīn: al-tadayyun wāltnāghm al-ijtimāʻī fī Qaṭar," fī Aḥmad Fuʼād al-Mughāzī wa-ākharūn, buldān Majlis al-Taʻāwun li-Duwal al-Khalīj al-ʻArabīyah-al-taḥaddiyāt al-ijtimāʻīyah wa-al-iqtiṣādīyah.(in Arabic), al-Dawḥah: al-Markaz al-ʻArabī lil-Abḥāth wa-dirāsat al-Siyāsāt, 2014.

Al-Fārūqī, Ismāʻīl Rājī. al-Fārūqī, wlws Lamyāʼ. Aṭlas al-Ḥaḍārah al-Islāmīyah, (in Arabic), tarns ʻAbd al-Wāḥid Luʼluʼah. Al-Riyāḍ: Maktabat al-ʻUbaykān, 1419H / 1998.

Al-Fārūqī, Ismāʻīl Rājī. al-tawḥīd; maḍāmīnihi ʻalá al-Fikr wa-al-ḥayāh, (in Arabic), tarns al-Sayyid ʻUmar. al-Qāhirah: Madārāt lil-Abḥāth wa-al-Nashr, 1435h / 2014.

Al-Marrī, Sārah Rāshid. Al-Ḥiwār al-ḥaḍārī fī al-khiṭāb al-dīnī fī Dawlat Qaṭar, Wizārat al-Awqāf wa-al-Shuʼūn al-Islāmīyah namūdhajan. (in Arabic). Risālat mājistīr. Jāmiʻat Qaṭar: Kullīyat al-sharīʻah wa-al-Dirāsāt al-Islāmīyah, 2021.

Al-Misīrī, ʻAbd al-Wahhāb. Al-mawḍūʻīyah wa-al-dhātīyah, (in Arabic), website: Islām Ūn lāyin, Accessed on 30/11/2021, https://islamonline.net/archive/%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%88%D8%B6%D9%88%D8%B9%D9%8A%D8%A9-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%B0%D8%A7%D8%AA%D9%8A%D8%A9/

–––. Dirāsāt maʻrifīyah fī al-ḥadāthah al-Gharbīyah. (in Arabic), al-Qāhirah: Maktabat al-Shurūq al-Dawlīyah,Ed2, 2008.

Al-Nīsābūrī, Muslim ibn al-Ḥajjāj al-Qushayrī. Ṣaḥīḥ Muslim, (in Arabic), No1, Edit: Muḥammad Fuʼād ʻAbd al-Bāqī. al-Qāhirah: Maṭbaʻat ʻĪsá al-Bābī al-Ḥalabī, Ed1, 1374H.

Becken, Susanne. "Peak oil: a hidden issue? Social representations of professional tourism perspectives," Journal of Sustainxable Tourism, Vol. 24, No. 1 (2016).

Darāz, Muḥammad ʻAbd Allāh. Al-Dīn, Buḥūth mumahhadah li-Dirāsat Tārīkh al-adyān, (in Arabic) Alexandria: Dār al-Maʻrifah al-Jāmiʻīyah, 1990.

Dqyshān, Asmāʼ. Al-Dīn wa-maẓāhir al-tadayyun fī al-usrah al-Jazāʼirīyah, (in Arabic), Risālat mājistīr, Qism anthrūbūlūjiyā al-Jazāʼir al-muʻāṣirah, (Kullīyat al-ʻUlūm al-ijtimāʻīyah wa-al-insānīyah, Jāmiʻat whrān-ālsānyh, al-Sunnah al-Jāmiʻīyah 2011/2012), Accessed on 20/10/2021, https://ds.univ-oran2.dz:8443/handle/123456789/3280

Durkheim, Émile. Al-Ashkāl al-awwalīyah lil-ḥayāh aldynyt-al-Manẓūmah alṭwṭmyh fī Ustrāliyā, (in Arabic), Tarns Randah Baʻth. Qaṭar: al-Markaz al-ʻArabī lil-Abḥāth wa-dirāsat al-Siyāsāt, Ed1, 2019.

Echabe, Agustin Echebarria. "Book Review of Jean-Claude Abric. Pratiques sociales et representations," Papers on Social Representations (1021-5573) Vol. 3, No.1 (1994).

Faraḥāt, Nādiyah. "Dawr al-Dīn fī al-mujtamaʻ al-ʻArabī al-taqlīdī," (in Arabic), Majallat Dirāsāt fī al-ʻUlūm al-Insānīyah wa-al-Ijtimāʻīyah, Vol 6, No 4, (2019).

Gangl, Katharina. et al. “Confidence in the economy in times of crisis: Social representations of experts and laypeople," The Journal of Socio-Economics, Vol. 41, no. 5, (2012).

Gellner, Ernest. Mujtamaʻ Muslim, (in Arabic), tarns Abū Bakr Aḥmad Bāqādir, Bayrūt: Dār al-Madār al-ʻArabī, Ed1, 2005.

Gengler, Justin. “Society and State in Post-Blockade Qatar: Lessons for the Arab Gulf Region," Journal of Arabian Studies, 10.2 (December 2020), pp. 238-255 https://doi.org/10.1080/21534764.2020.1828023 Accessed on August 25, 2021.

Ghumārī, Ṭībī. "taṣawwurāt al-Dīn wa-al-Thaqāfah wa-al-ʻawlamah: tbryrā lil-Ḥiwār aw llqṭyʻh bayna al-shuʻūb,"(in Arabic), Majallat tubayyinu lil-Dirāsāt al-fikrīyah wa-al-thaqāfīyah, al-Markaz al-ʻArabī lil-Abḥāth wa-dirāsat al-Siyāsāt, Vol 1, No 4, (Mārs / Ādhār 2013).

Gonzalez, Christine. et al, “How do socially responsible consumers consider consumption? An approach with the free associations method," Recherche et Applications en Marketing (English Edition), Vol. 24, No. 3, (2009).

Hall, Herna & Delport, C.S.L. (Rina). “The young adult’s perception of religion and formal structures: A postmodern perspective," HTS Teologiese Studies/ Theological Studies, Vol. 69, No. 1, (2013), pp.1-10, accessed 15/2/2021, at: https://hts.org.za/index.php/hts/article/view/2016/3879

Huber, Stefan & Huber, Odilo W. “The Centrality of Religiosity Scale (CRS)," Religions, Vol. 3, No. 3(2012), accessed on 14/11/ 2021, at: https://www.mdpi.com/2077-1444/3/3/710

Ibn lāmh, Faraj. "Taḥawwulāt al-Rabīʻ al-ʻArabī: muqārabah Naẓarīyat," (in Arabic), Majallat al-Buḥūth wa-al-Dirāsāt al-ʻArabīyah, No 60, (Janaury 2014).

Ibn Nabī, Mālik. Al-qaḍāyā al-Kubrá. (in Arabic), Bayrūt: Dār al-Fikr, 1991.

–––. Al-ẓāhirah al-Qurʼānīyah, (in Arabic), tarns ʻAbd al-Ṣabūr Shāhīn. Dimashq: Dār al-Fikr, 1984.

–––. Mīlād mujtamaʻ, (in Arabic), tarns ʻAbd al-Ṣabūr Shāhīn, Ed5. Dimashq: Dār al-Fikr, 1986.

–––. shurūṭ al-Nahḍah,(in Arabic), tarns ʻAbd al-Ṣabūr Shāhīn. Dimashq: Dār al-Fikr, 1996.

–––. wijhat al-ʻālam al-Islāmī,(in Arabic), tarns ʻAbd al-Ṣabūr Shāhīn, Ed5. Dimashq: Dār al-Fikr, 1986.

Ibn Nahār, Nāyif. muqaddimah fī uṣūl al-fiqh.(inArabic), al-Da'wḥah: Muʼassasat waʻy, Ed3, 2021.

Izutsu, Toshihiko. Allāh wa-al-insān fī al-Qurʼān: ʻilm Dalālat al-ruʼyah al-Qurʼānīyah lil-ʻālam, (in Arabic). Tarns: Hilāl Muḥammad al-jihād .Beirut: al-Munaẓẓamah al-ʻArabīyah lil-Tarjamah, Ed1, 2007.

ʻIzzī, Muḥammad Farīd. "Al-Islām wa-al-tamaththulāt al-siyāsīyah: dirāsah maydānīyah ḥawla al-tadayyun wa-al-Thaqāfah al-siyāsīyah," (in Arabic). Majallat Insānīyāt, No 11, (2000). Accessed on 4 Nov 2021, https://journals.openedition.org/insaniyat/7978

Jarmūnī, Rashīd. "Muqtarab manhajī li-Dirāsat al-ẓāhirah al-dīnīyah: ḥālat al-Shabāb al-Maghribī namūdhajan," (in Arabic), iḍāfāt: al-Majallah al-ʻArabīyah li-ʻIlm al-ijtimāʻ, ʻNo35, (30 June 2016), pp 24-47.

Kayyālī, Mājid. "Al-suʼāl ʻan al-Rabīʻ al-ʻArabī: al-taḥawwulāt wālāshkālāt wa-al-maʼālāt," (in Arabic), Majallat Shuʼūn ʻArabīyah, No 161, (spring 2015).

Kowalczyk, Oliwia. "Religion and Faith Perception in a Pandemic of COVID‑19," Journal of Religion and Health, No. 59 (October 2020), accessed on 20/10/2021, at: https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC7549332/

Lauri, Mary Anne. Lauri, Josef & Duriez, Bart. “Social representations of religion of Maltese university students." In E. P. Lamont (Ed.), Social psychology: new research, (New York: Nova Science, 2009). Accessed on 21/10/2021 at: https://www.academia.edu/81925930/Social_representations_of_religion_of_Maltese_university_students

Lindeman, Marjaana. Pyysiäinen Ilkka & Saariluoma, Pertti. “Representing God," Papers on Social Representations. Vol. 11(2002), accessed on October 21, 2021, at: http://www.psr.jku.at/PSR2002/11_1Linde.pdf

Lun, Man Wai Alice. "A Qualitative Study of Students’ Perception of Spirituality and Religion." Social Work & Christianity, Vol. 42, No. 2 (2015), accessed on 21/10/2021, at: https://www.proquest.com/docview/1736913763?parentSessionId=G1FUQhMwElSd9T%2BhOUPf5TSJnxGxEgurOjQlolwyeqg%3D

Malkawi, Asma Hussein, et al. “The Normative Image of Qatari Society: A Study of Foreign Residents’ Representations”. (in Arabic), Tajseer Journal, Vol. 3, No. 2 (2021), Special issue on “Culture as a Tool of Soft Power.” https://doi.org/10.29117/tis.2021.0068

Moloney, Gail. Hall, Rob & Walker, Iain. “Social representations and themata. The construction and functioning social knowledge about donation and transplantation," British Journal of Social Psychology, No. 44 (2005).

Montemaggi, Francesca Eva Sara. "Religion as Self-Transcendence. A Simmelian Framework for Authenticity." Simmel Studies, vol. 21, No. 1 (2017), accessed on 11/11/2021, at: https://simmelstudies.org/index.php/simmel_studies/article/view/69/52

Moscovici, Serge. ‘Foreword’, in Claudine Herzlich, Health and Illness: A Social Psychological Analysis. London: Academic Press, 1973.

Moscovici, Serge. “The phenomenon of social representations," In R. Farr & S. Moscovici (Eds.), Social Representations. Cambridge, Paris: Cambridge University, Editions de la Maison des Sciences de l’Homme, 1984.

Moscovici, Serge. “Why a theory of social representation?” In G. P. K. Deaux, Representations of the social: Bridging theoretical traditions. Hoboken: Blackwell Publishing, 2001.

Motak, Dominika. "Georg Simmel’s Concept of Religion and Religiosity," Studia Religiologica, Vol. 45, No. 2 (2012), accessed on 11/11/2021, at: https://ruj.uj.edu.pl/xmlui/bitstream/handle/item/27463/motak_georg_simmel's_concept_of_religion_and_religiosity_2012.pdf?isAllowed=y&sequence=1

Muḥammad, Ibrāhīm Ismāʻīl ʻAbduh. "Al-taḥawwulāt al-ijtimāʻīyah mā baʻda al-Rabīʻ al-ʻArabī wa-inʻikāsātuhā ʻalá al-Shabāb min manẓūr ʻilm al-ijtimāʻ al-siyāsī: dirāsah ḥālat Miṣr khilāl al-fatrah min 2011-2018," (in Arabic), Majallat jīl lil-Dirāsāt al-siyāsīyah wa-al-ʻalāqāt al-Dawlīyah, No 14, (January 2018).

Hoque, H. & Al-Kaabi, L., “Islam as a Soft Power for the State of Qatar in Organizing the FIFA World Cup 2022”. (in Arabic) Tajseer Journal, Tajseer Journal, Vol. 3, No. 2 (2021), Special issue on “Culture as a Tool of Soft Power.”

Polk, William. Al-Ṣalībīyah wa-al-jihād, tarns ʻĀmir shykhwny, (in Arabic), Bayrūt: al-Dār al-ʻArabīyah lil-ʻUlūm Nāshirūn, 2019.

Qablān, Marwān. "ʻaṣr al-taḥawwulāt al-Kubrá: qirāʼah fī taqrīr, Ittijāhāt ʻālamīyah: mufāraqāt al-Taqaddum al-insānī," (in Arabic), istishrāf, No 2, (2017).

Sammut, Gordon and Howarth, Caroline. “Social Representations," In: Thomas Teo, Encyclopedia of Critical Psychology, (New York: Springer, 2014), pp. 1799-1802, accessed on 22/12/2021, at: https://doi.org/10.1007/978-1-4614-5583-7_292

Serrano, S. E. “The potential of social representations theory (SRT) for gender equitable research," Acta Colombiana de Psicología, Vol. 16, no. 2 (2013), pp. 63-70, accessed on 22/12/2021, at http: file:///C:/Users/NA18594/Downloads/Dialnet-ThePotentialOfSocialRepresentationsTheorySrtForGen-5801717%20(2).pdf

Shogren, Karrie. A & Rye, Mark S. “Religion and Individuals with Intellectual Disabilities," Journal of Religion, Disability & Health, Vol. 9, No. 1, (2005), Accessed on 21/10/2021, at: https://www.tandfonline.com/doi/epdf/10.1300/J095v09n01_03?needAccess=true&role=button

Ṣnwr, Fatīḥah. "Athar al-ḍawābiṭ al-dīnīyah ʻalá tamaththulāt al-ṭālibah al-Jāmiʻīyah al-muqīmah bālḥy al-Jāmiʻī," (in Arabic), Majallat al-Akādīmīyah lil-Dirāsāt al-ijtimāʻīyah wa-al-insānīyah, No 17, (Janauary2017).

Tan Jonathan, Vogel, Claudia. "Religion and Trust; an experimental study." Journal of Economic Psychology, vol. 29, no 6 (December 2008).

Thompson, Ken, Emile Durkheim. London: Routledge, 1st ed, 2002.

Wagner, Wolfgang, et al. "Theory and method of social representations." Asian Journal of Social Psychology, 2 (1), (1999), Retrieved on 27/9/29021. Available at: http://eprints.lse.ac.uk/2640

Wagner, Wolfgang. Valencia, José & Fran Elejabarrieta. “Relevance, discourse and the “hot” stable core of social representations. A structural analysis of word associations. British Journal of Social Psychology, No. 35 (1996).

Wulff, David H. Psychology of religion: Classic and contemporary. New York: John Wiley & Sons, 2nd Ed, 1997.

Yatīm, Muḥammad. Ṭullābī, Imḥammad. "Hal anthy al-Rabīʻ fī al-ʻālam al-ʻArabī? qirāʼah thaqāfīyah wa-siyāsīyah fī Taḥawwulāt mā baʻda al-Rabīʻ al-ʻArabī," (in Arabic), Majallat al-Furqān, No 72, (2013).



[1] مروان قبلان، "عصر التحولات الكبرى: قراءة في تقرير اتجاهات عالمية: مفارقات التقدم الإنساني"، استشراف، ع2 (2017)، ص9-37.

[2] إبراهيم إسماعيل عبده محمد، "التحولات الاجتماعية ما بعد الربيع العربي وانعكاساتها على الشباب من منظور علم الاجتماع السياسي: دراسة حالة مصر خلال الفترة من 2011م-2018م"، مجلة جيل للدراسات السياسية والعلاقات الدولية، ع14 (يناير 2018)، ص115-131؛ فرج بن لامة، "تحولات الربيع العربي: مقاربة نظرية"، مجلة البحوث والدراسات العربية، ع60 (يونيو 2014)، ص43-68؛ ماجد كيالي، "السؤال عن الربيع العربي: التحولات والإشكالات والمآلات"، مجلة شؤون عربية، ع161 (ربيع 2015)، ص94-104؛ محمد يتيم وامحمد طلابي، "هل انتهي الربيع في العالم العربي؟ قراءة ثقافية وسياسية في تحولات ما بعد الربيع العربي"، مجلة الفرقان، ع72 (2013)، ص15-23.

[3] Justin Gengler, “Society and State in Post-Blockade Qatar: Lessons for the Arab Gulf Region”, Journal of Arabian Studies 10.2 (December 2020), pp. 238-255 https://doi.org/10.1080/21534764.2020.1828023 Accessed on August 25, 2021.

[4] كريستيان كوتس أولريخسن، قطر والأزمة الخليجية، ترجمة دار نشر جامعة قطر، تحرير: الريم العذبة (الدوحة: دار نشر جامعة قطر، 2021).

[5]سابينو اكوافيفا وإنزو باتشي، علم الاجتماع الديني الإشكالات والسياقات، ترجمة عز الدين عناية، ط1 (أبو ظبي: هيئة أبو ظبي للثقافة، 1432هـ/ 2011م)، ص27-68؛ إميل دوركهايم، الأشكال الأولية للحياة الدينية- المنظومة الطوطمية في أستراليا، ترجمة رندة بعث (قطر: المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، ط1، 2019).

[6]ماجد الأنصاري، "أقلية من المواطنين: التدين والتناغم الاجتماعي في قطر"، في أحمد فؤاد المغازي وآخرين، بلدان مجلس التعاون لدول الخليج العربية - التحديات الاجتماعية والاقتصادية (المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، 2014).

[7]Gordon Sammut and Caroline Howarth, “Social Representations”, In: Thomas Teo, Encyclopedia of Critical Psychology, (New York: Springer, 2014), pp. 1799-1802, accessed on 22/12/2021, at: https://doi.org/10.1007/978-1-4614-5583-7_292

[8] S. E. Serrano, “The potential of social representations theory (SRT) for gender equitable research”, Acta Colombiana de Psicología, Vol. 16, no. 2 (2013), pp. 63-70, accessed on 22/12/2021, at http: file:///C:/Users/NA18594/Downloads/Dialnet-ThePotentialOfSocialRepresentationsTheorySrtForGen-5801717%20(2).pdf

[9]Ken Thompson, Emile Durkheim, (London: Routledge, 2002), 1st ed. P45.

[10] Serge Moscovici, “Why a theory of social representation?” In G. P. K. Deaux, Representations of the social: Bridging theoretical traditions, (Hoboken: Blackwell Publishing, 2001), pp. 8-35; Serge Moscovici, “The phenomenon of social representations”, In R. Farr & S. Moscovici (Eds.), Social representations, (Cambridge, Paris: Cambridge University, Editions de la Maison des Sciences de l’Homme, 1984(. pp. 3-69.

[11] Jean Claude Abric, “Central system peripheral system: their functions and roles in the dynamics of social representations”, Papers on Social Representations, Vol. 2, No. 2 (1993), p. 82; Agustin Echebarria Echabe," book review of Jean-Claude Abric. Pratiques sociales et representations", Papers on Social Representations (1021-5573) Vol. 3, No.1 (1994), p. 1.

[12] Ibid.

[13] Abric, Central System, p. 83.

[14] Jean Claude Abric, “Les représentations sociales: aspects théoriques”, Pratiques sociales et représentations, Vol. 2 (1994), pp. 11-37.

[15] محمد فريد عزي، "الإسلام والتمثلات السياسية: دراسة ميدانية حول التدين والثقافة السياسية"، مجلة إنسانيات، ع11 (2000)، ص35-52. استرجع بتاريخ: 4/11/2021، على الرابط https://journals.openedition.org/insaniyat/7978

[16] إرنست غلنر، مجتمع مسلم، ترجمة أبو بكر أحمد باقادر (بيروت: دار المدار العربي، ط1، 2005)، ص24-25 وما بعدهما.

[17] Mary Anne Lauri, Josef Lauri, & Bart Duriez, “Social representations of religion of Maltese university students”. In E. P. Lamont (Ed.), Social psychology: new research (New York: Nova Science, 2009). Accessed on 21/10/2021 at: https://www.academia.edu/81925930/Social_representations_of_religion_of_Maltese_university_students

[18] David H. Wulff, Psychology of religion: Classic and contemporary (New York: John Wiley & Sons, 1997), 2nd ed.

[19] رشيد جرموني، "مقترب منهجي لدراسة الظاهرة الدينية: حالة الشباب المغربي نموذجا"، إضافات: المجلة العربية لعلم الاجتماع، ع35 (30 يونيو 2016)، ص24-47.

[20] يرى جورج سيمل أن التدين أمر فطري أو طبيعي في الإنسان، وليس بالضرورة أن يعبر التدين عن سلوك ديني وفق دين معين. كما أنه يرى أن التدين هو ما يشكل الدين؛ فممارسة الإنسان للتدين هي التي أنتجت النظم الدينية حسب رأيه. ويبدو هذا منسجمًا مع أطروحات القرن التاسع عشر لدى علماء الاجتماع الذين ذهبوا إلى أن الدين ثمرة ممارسة اجتماعية. وهو لا يختلف عن دوركايم في هذا الأمر وغيره. انظر:

Francesca Eva Sara Montemaggi, "Religion as Self-Transcendence. A Simmelian Framework for Authenticity". Simmel Studies, vol. 21, No. 1 (2017), pp. 89-114, accessed on 11/11/2021, at: https://simmelstudies.org/index.php/simmel_studies/article/view/69/52; Dominika Motak, "Georg Simmel’s Concept of Religion and Religiosity”, Studia Religiologica, Vol. 45, No. 2 (2012), pp. 109-115, accessed on 11/11/2021, at: https://ruj.uj.edu.pl/xmlui/bitstream/handle/item/27463/motak_georg_simmel's_concept_of_religion_and_religiosity_2012.pdf?isAllowed=y&sequence=1

[21] Stefan Huber & Odilo W. Huber. “The Centrality of Religiosity Scale (CRS)”, Religions, Vol. 3, No. 3(2012), pp. 710-724, accessed on 14/11/ 2021, at: https://www.mdpi.com/2077-1444/3/3/710

[22] نادية فرحات، "دور الدين في المجتمع العربي التقليدي"، مجلة دراسات في العلوم الإنسانية والاجتماعية، مج6، ع4 (2019)، ص240-257.

[23] غلنر، ص24-25 وما بعدهما.

[24] Marjaana Lindeman, Ilkka Pyysiäinen & Pertti Saariluoma, “Representing God”, Papers on Social representations. Vol. 11(2002), pp. 1-13, accessed on October 21, 2021, at: http://www.psr.jku.at/PSR2002/11_1Linde.pdf

[25] Man Wai Alice Lun, "A Qualitative Study of Students’ Perception of Spirituality and Religion”, Social Work & Christianity, Vol. 42, No. 2 (2015), pp. 178-192, accessed on 21/10/2021, at: https://www.proquest.com/docview/1736913763?parentSessionId=G1FUQhMwElSd9T%2BhOUPf5TSJnxGxEgurOjQlolwyeqg%3D

[26] Karrie A. Shogren & Mark S. Rye. “Religion and Individuals with Intellectual Disabilities”, Journal of Religion, Disability & Health, Vol. 9, No. 1, (2005), pp. 29-53. Accessed on 21/10/2021, at: https://www.tandfonline.com/doi/epdf/10.1300/J095v09n01_03?needAccess=true&role=button

[27] أسماء دقيشان، الدين ومظاهر التدين في الأسرة الجزائرية، رسالة ماجستير، قسم أنثروبولوجيا الجزائر المعاصرة، كلية العلوم الاجتماعية والإنسانية، جامعة وهران2، السنة الجامعية 2011/2012، استرجع بتاريخ: 20/10/2021،على الرابط https://ds.univ-oran2.dz:8443/handle/123456789/3280

[28] طيبي غماري، "تصورات الدين والثقافة والعولمة: تبريرا للحوار أو للقطيعة بين الشعوب"، مجلة تبين للدراسات الفكرية والثقافية، المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، مج1، ع4 (مارس 2013)، ص163-183.

[29] Herna Hall & C.S.L. (Rina) Delport, “The young adult’s perception of religion and formal structures: A postmodern perspective”, HTS Teologiese Studies/ Theological Studies, Vol. 69, No. 1, (2013), pp. 1-10, accessed 15/2/2021, at: https://hts.org.za/index.php/hts/article/view/2016/3879

[30] Moema da Silva Borges et al, "Social representations about religion and spirituality", Rev Bras Enferm, Vol. 68, No. 4 (2015), pp. 524-31, accessed on 20/11/2021, at: http://bit.do/fTDnW

[31] فتيحة صنور، "أثر الضوابط الدينية على تمثلات الطالبة الجامعية المقيمة بالحي الجامعي"، مجلة الأكاديمية للدراسات الاجتماعية والإنسانية، ع17 (يناير 2017)، ص81-89، استرجع بتاريخ: 20/10/2021، https://www.asjp.cerist.dz/en/article/73759

[32] Oliwia Kowalczyk et al, "Religion and Faith Perception in a Pandemic of COVID‑19", Journal of Religion and Health, No. 59 (October 2020), pp. 2671-2677, accessed on 20/10/2021, at: https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC7549332/

[33] يرى المسيري أن الموضوعية تعبر عن إدراك الأشياء على ما هي عليه دون أن يشوبها أهواء أو مصالح أو تحيزات، أي تستند الأحكام إلى النظر إلى الحقائق على أساس العقل، وبعبارة أخرى تعني الموضوعية الإيمان بأن لموضوعات المعرفة وجودًا ماديًا خارجيًا في الواقع، وأن الذهن يستطيع أن يصل إلى إدراك الحقيقة الواقعية القائمة بذاتها (مستقلة عن النفس المدركة) إدراكًا كاملًا. وعلى الجانب الآخر، كلمة الذاتيّ تعني الفردي، أي ما يخص شخصًا واحدًا، فإن وُصِف شخص بأن تفكيره ذاتي فهذا يعني أنه اعتاد أن يجعل أحكامه مبنية على شعوره وذوقه، ويُطلق لفظ ذاتيّ توسُّعًا على ما كان مصدره الفكر وليس الواقع.

انظر: عبد الوهاب المسيري، دراسات معرفية في الحداثة الغربية (القاهرة: مكتبة الشروق الدولية، ط2، 2008)، ص375؛ عبد الوهاب المسيري، الموضوعية والذاتية، موقع إسلام أون لاين تم استرجاعه يوم 30/11/ 2021، https://islamonline.net/archive/%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%88%D8%B6%D9%88%D8%B9%D9%8A%D8%A9-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%B0%D8%A7%D8%AA%D9%8A%D8%A9/

[34] أبو الحسن العامري، الإعلام بمناقب الإسلام، تحقيق أحمد عبد الحميد غراب (الرياض: دار الأصالة للثقافة والنشر والاعلام، 1408هـ/ 1988م)، ص121-123

[35] محمد عبد الله دراز، الدين، بحوث ممهدة لدراسة تاريخ الأديان (الإسكندرية: دار المعرفة الجامعية، 1990)، ص37-48.

[36] إسماعيل راجي الفاروقي ولوس لمياء الفاروقي، أطلس الحضارة الإسلامية، ترجمة عبد الواحد لؤلؤة (الرياض: مكتبة العبيكان، 1419هـ/1998م)، ص25؛ إسماعيل راجي الفاروقي، التوحيد؛ مضامينه على الفكر والحياة، ترجمة السيد عمر (القاهرة: مدارات للأبحاث والنشر، 1435هت/ 2014)، من الفصل الأول إلى الثالث عشر.

[37] Syed Muhammad Naquib Al Attas, Islam: the Concept of Religion and the foundation of Ethics and Morality, (Kuala Lumpur: IBFIM, 2013), pp. 2-3, 12, 19-21, 35-36.

[38] مالك بن نبي، الظاهرة القرآنية، ترجمة عبد الصبور شاهين (دمشق: دار الفكر، 1984م)، ص69، 300؛ مالك بن نبي، القضايا الكبرى (بيروت: دار الفكر، 1991م)، ص110؛ مالك بن نبي، شروط النهضة، ترجمة عبد الصبور شاهين (دمشق: دار الفكر، 1996م)، ص12، 22، 50-51، 72-75؛ مالك بن نبي، وجهة العالم الإسلامي، ترجمة عبد الصبور شاهين، ط5 (دمشق: دار الفكر، 1986م)، ص154؛ مالك بن نبي، ميلاد مجتمع، ترجمة عبد الصبور شاهين، ط5 (دمشق: دار الفكر، 1986م)، ص49-73.

[39] "…العبادة، ليست الدين كله. فهو لا يتكون من منظومة ممارسات فحسب، إنه أيضا منظومة من الأفكار غايتها تفسير العالم، ورأينا أن أكثر البشر تخلفا لديهم تصور عن الكون خاص بهم". انظر: دوركهايم، ص543.

[40]Wolfgang Wagner, et al, "Theory and method of social representations". Asian Journal of Social Psychology, 2 (1), (1999), pp. 95-125. Retrieved on 27/9/29021. Available at: http://eprints.lse.ac.uk/2640

[41] Abric, Central system peripheral system, p. 82; Echabe, book review of Jean-Claude Abric, p. 1.

[42] Jonathan Tan, Claudia Vogel,"Religion and Trust; an experimental study," Journal of Economic Psychology, vol. 29, no 6 (December 2008), p. 3.

[43] Serge Moscovici, ‘Foreword’, in Claudine Herzlich, Health and Illness: A Social Psychological Analysis, (London: Academic Press, 1973), pp. Xiii.

 

[44]Gail Moloney, Rob Hall, & Iain Walker. “Social representations and themata. The construction and functioning social knowledge about donation and transplantation”, British Journal of Social Psychology, No. 44 (2005), pp. 415-441; Wolfgang Wagner, José Valencia, & Fran Elejabarrieta, “Relevance, discourse and the “hot” stable core of social representations. A structural analysis of word associations. British Journal of Social Psychology, No. 35 (1996), pp. 331-352.

[45]Jean Claude Abric," De l'importance des représentations sociales dans les problèmes de l'exclusion sociale", In J.-C. Abric (Ed.). Exclusion sociale, insertion et prevention Social exclusion, insertion and prevention (Ramonville St Agne: Eres, 1996), pp. 11-17.

[46]Susanne Becken, “Peak oil: a hidden issue? Social representations of professional tourism perspectives », Journal of Sustainable Tourism, Vol. 24, No. 1 (2016), pp. 31-51 ; Katharina Gangl, et al, “Confidence in the economy in times of crisis: Social representations of experts and laypeople”, The Journal of Socio-Economics, Vol. 41, no. 5, (2012), pp. 603-614; Christine Gonzalez.et al, “How do socially responsible consumers consider consumption? An approach with the free associations method”, Recherche et Applications en Marketing (English Edition), Vol. 24, No. 3, (2009), pp. 25-41.

[47] دوركهايم، ص248.

[48] المرجع السابق، ص530.

[49] دوركهايم، ص389

[50] مسلم بن الحجاج القشيري النيسابوري، صحيح مسلم، ج1، تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي (القاهرة: مطبعة عيسى البابي الحلبي، ط1، 1374هـ)، ص63.

[51] توشيهيكو إيزوتسو، الله والإنسان في القرآن: علم دلالة الرؤية القرآنية للعالم، ترجمة هلال محمد الجهاد (بيروت: المنظمة العربية للترجمة، ط1، 2007).

[52] أسماء ملكاوي وآخرون، "الصورة المعيارية للمجتمع القطري: دراسة في تصورات المقيمين"، مجلة تجسير، مج3، ع2 (2021)، ص38.

[53] وهذا ما لاحظه غير المسلمين أيضًا؛ حيث يقول ويليام بولك، أستاذ التاريخ بجامعة هارفارد: "يعتبر الدين أمرًا مركزيًا في حياة سكان العالَم الإسلامي، أو ما يسمَّى "دار الإسلام". فالإسلام ليس مجرد عقيدة، بل أسلوب حياة، يُتَّبع من المهد إلى اللحد، ويشمل كافة جوانب الحياة". يُنظر: ويليام بولك، الصليبية والجهاد، ترجمة عامر شيخوني (بيروت: الدار العربية للعلوم ناشرون، 2019)، ص21.

[54] الأنصاري، مرجع سابق.

[55]نايف بن نهار، مقدمة في أصول الفقه (الدوحة: مؤسسة وعي، ط3، 2021)، ص105.

[56] أحمد بن محمد الزرقا، شرح القواعد الفقهية (دمشق: دار القلم، ط9، 1432هـ)، ص219.

[57] ملكاوي وآخرون، ص38.

[58] طارق الحمداني، قطر من النشوء إلى قيام الدولة الحديثة (دار الوراق: بيروت، ط1، 2012)، ص110-130.

[59] حسين نعيم الحق ولطيفة الكعبي، "الإسلام كقوة ناعمة لدولة قطر في تنظيم كأس العالم 2022"، مجلة تجسير، مج3، ع2 (2021)، ص100-123.

[60] بناءً على سلم ليكرت في قياس الممارسات (دائمًا، غالبًا، أحيانًا، نادرًا، أبدًا).

[61] متفق عليه.

[62] وهو 85 غرامًا من الذهب، أو 595 غرامًا من الفضة، أو ما يعادل أحدهما من النقود أو سِلَع التجارة.

[63] الفاروقي، ص25.

[64] سارة راشد المري، الحوار الحضاري في الخطاب الديني في دولة قطر: وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية نموذجًا، رسالة ماجستير، كلية الشريعة والدراسات الإسلامية، جامعة قطر، 2021.

[65] Herna Hall & C.S.L. p. 6.

[66] المري، ص100-103.

[67] Herna Hall & C.S.L, p. 7.