OPEN ACCESS
تاريخ الاستلام: 24 مارس 2022
تاريخ القبـــــــــــول: 16 يونيو 2022
مقالة بحثية
السوريون في المناهج الدراسية التركيّة، كتاب الدراسات الاجتماعية
أنموذجًا: دراسة وصفية تحليلية
محمد نور النمر
عضو هيئة تدريس، جامعة كارابوك، تركيا
nour.namer@live.com
يتناول البحث صورة السوريين وقضيتهم في المناهج الدراسية التركية في مراحل ما قبل التعليم الجامعي (الابتدائية والمتوسطة والثانوية). يحلل البحث نصوص الدروس المتعلقة بالقضية السورية والأنشطة اللاصفية المرتبطة بها في كتب الدراسات الاجتماعية التي احتضنت قضية السوريين في هذه المناهج. ويذهب البحث إلى أن صورة السوريين في الكتب الدراسية التركية محكومة بمنظورين أساسين، هما: المنظور الإنساني في المرحلتين الابتدائية والمتوسطة، والمنظور السياسي في المرحلة الثانوية. وهما منظوران يشكلان أُس السردية التربوية التركية تجاه القضية السورية، تبعًا لتطور العمر الزمني والعقلي لطلاب المدراس التركية السوريين والأتراك. كما يسعى البحث إلى الكشف عن الدور الذي تلعبه صورة اللاجئين السوريين وقضيتهم في كتب المناهج الدراسية التركية (مادة الدراسات الاجتماعية) من أثر في صناعة التكيف الاجتماعي بين الطلاب السوريين والأتراك.
الكلمات المفتاحية: السوريون، المناهج الدراسية، الأتراك، دراسات اجتماعية، التكيف الاجتماعي
للاقتباس: النمر، محمد نور."السوريون في المناهج الدراسية التركيّة، كتاب الدراسات الاجتماعية أنموذجًا: دراسة وصفية تحليلية"،مجلة تجسير، المجلد الرابع، العدد 2 ، 2022
https://doi.org/10.29117/tis.2022.0103
© 2022، النمر، الجهة المرخص لها: دار نشر جامعة قطر. تم نشر هذه المقالة البحثية وفقًا لشروط Creative Commons Attribution-NonCommercial 4.0 International (CC BY-NC 4.0). تسمح هذه الرخصة بالاستخدام غير التجاري، وينبغي نسبة العمل إلى صاحبه، مع بيان أي تعديلات عليه. كما تتيح حرية نسخ، وتوزيع، ونقل العمل بأي شكل من الأشكال، أو بأية وسيلة، ومزجه وتحويله والبناء عليه، طالما يُنسب العمل الأصلي إلى المؤلف.
OPEN ACCESS
Submitted: 24 Macrh 2022
Accepted: 16 June 2022
Syrians in the Turkish curriculum, Social studies text book as a model: An analytical and descriptive study
Muhammed Nur Alnamer
Faculty member, Karabuk University, Turkiye
nour.namer@live.com
This research is dealing with the Syrians and their issues in the Turkish curricula in the pre-university stages (Primary, intermediate and secondary level). The research analyzes the lessons related to the Syrian issue and the extracurricular activities in the social studies books that embraced the Syrian issue. It concludes two main perspectives: the humanitarian perspective in the primary and intermediate levels, and the political perspective in the secondary level. They are two perspectives that formulate the foundations of the Turkish educational narrative towards the Syrian issue, according to the development of the chronological and mental age of the Syrian and Turkish school students. This research also revealing the role of Syrian refugees and impact of the social adaptation between Syrian and Turkish students.
Keywords: Syrians; School Curriculum; Turks; Social Studies; Social Adaptation
Cite this article as: Alnamer, M. N., "Syrians in the Turkish curriculum, Social studies text book as a model: An analytical and descriptive study," Tajseer, Vol. 4, Issue 2, 2022
https://doi.org/10.29117/tis.2022.0103
© 2022, Alnamer, licensee QU Press. This article is published under the terms of the Creative Commons Attribution-NonCommercial 4.0 International (CC BY-NC 4.0), which permits non-commercial use of the material, appropriate credit, and indication if changes in the material were made. You can copy and redistribute the material in any medium or format as well as remix, transform, and build upon the material, provided the original work is properly cited..
شكَّل الربيع العربي تحوُّلًا كبيرًا في تاريخ الشرق الأوسط، وكانت سوريا إحدى أهم محطاته الرئيسة، فشهر مارس من عام 2011م لم يكن بداية لمسار جديد في تاريخ سوريا العام فحسب؛ بل إن حجم الزلزال الكبير قد ترك آثاره الواضحة بشكل مباشر على كل دول الجوار السوري (لبنان والعراق والأردن وتركيا)، وخصوصًا قضية اللاجئين، التي تحولت إلى أزمة دولية بعد أن هُجّروا من بيوتهم ووطنهم إلى دول الجوار السوري وغيرها؛ نتيجة القصف الوحشي الذي مارسته قوات النظام السوري، إضافة إلى قضايا الخطف والاعتقال والتعذيب في السجون السورية.
أكثر من تسعمئة كيلو متر هو طول الحدود السورية التركية التي شهدت على امتدادها هجوم قوات النظام السوري على المدنيين؛ لذلك اتجهت النسبة الأكبر من اللاجئين إلى تركيا، التي اتخذت حكومتها سياسة الباب المفتوح شَعارًا لها، تحت عناوين (المهاجرون والأنصار)، أو (الضيوف السوريون)، الذين أُقيمت لهم المخيمات على تلك الحدود في بداية لجوئهم ثم انتقل الجزء الأكبر منهم للعيش والعمل في كل المدن التركية تقريبًا1. وقد قُوبل التهجير الجماعي السوري إلى تركيا بحُسن استقبال الشعب التركي، وساهمت التسهيلات التي قدمتها الحكومة التركية لهم في المجالات القانونية والصحية والتعليمية وغيرها في دخول اللاجئين الحياة التركية، وخُصوصًا بعد دخولهم سوق العمل التركي في كل المجالات الاقتصادية والتعليمية والأكاديمية وغيرها؛ لذلك شكل اللاجئون السوريون مادة أساسية في الخطاب الرسمي التركي: (سياسيًا وإعلاميًا واقتصاديًا وتعليميًا) وكان من الطبيعي أن يحضروا في مناهج التعليم التركي بكل مراحله الدراسية؛ نظرًا للدور التي تقوم به هذه المناهج في التربية على تقبل الآخر، والترحيب به، والتعايش معه. وهي القيم الأساسية التي تروم الحكومة التركية ترسيخها في وعي طلابها من السوريين والأتراك.
أدَّى استمرار الحرب السورية إلى طول مُدَّة إقامة اللاجئين السوريين في تركيا، وقد خضعوا خلالها للمنظومة القانونية التركية كغيرهم من المواطنين الأتراك، في كل أشكال حياتهم العامة، مع بعض القوانين الخاصة باللاجئين وتنظيمهم، وقد أصبحوا بذلك جزءًا من بِنية المجتمع التركي، يشملهم الخطاب السياسي والإعلامي والاقتصادي والتربوي، خاصة بعد دمج الطلاب اللاجئين السوريين في المدراس التركية عام 2016م.
وعليه، حضر اللاجئون السوريون في المناهج الدراسية التركية، خاصة كتب الدارسات الاجتماعية، وفي كل المراحل الدراسية (الابتدائية والمتوسطة والثانوية). وبناءً على ذلك، تتمحور مشكلة البحث حول كيفية حضور القضية السورية في المناهج الدراسية التركية في مراحل ما قبل التعليم الجامعي كافة، وما لذلك من أثر في عملية التكيف الاجتماعي بين الطلاب السوريين والأتراك في المدارس التركية، الأمر الذي يضع أمامنا سؤالين أساسيين، هما: كيف تناولت المناهج الدراسية التركية بمراحلها المختلفة: (الابتدائية والمتوسطة والثانوية) القضية السورية؟ وكيف تسهّل الصورة المرسومة للاجئين السوريين في المناهج الدراسية التركية عملية التكيُّف الاجتماعي بين الطلاب السوريين والأتراك؟
ومن هنا، يستهدف البحث من الناحية المعرفية تقديم أجوبة علمية عن الأسئلة الرئيسة للبحث، والتي يُنتظر منها أن تمدنا بفهم موضوعي لواقع اللاجئين السوريين في تركيا، من خلال التعرف إلى صورة حضورهم في الخطاب التربوي التركي الذي تجسده المناهج الدراسية التركية بمراحلها المختلفة. أما من الناحية العملية، فإن البحث يهدف إلى الكشف عن إمكان أن تؤدي معرفة صورة السوريين في المناهج الدراسية التركية إلى زيادة فُرص التكيُّف الاجتماعي ليس فقط بين الطلاب السوريين والأتراك في المدراس التركية، بل وما تتركه من أثر مهم على العلاقة الأوسع بين اللاجئين السوريين والمجتمع التركي المضيف.
يعتمد البحث على المنهج الوصفي التحليلي، وهو منهج يقوم "على دارسة الواقع أو الظاهرة كما تُوجد في الواقع، ويهتم بوصفها وصفًا دقيقًا"2، إضافة إلى الاستعانة بالمنهج التحليلي لتحليل "القيم والاتجاهات الشائعة فيها، واستنتاج ما يمكن أن تحدثه من أثر في قيم الدارسين واتجاهاتهم، وذلك بالطبع في ضوء المعرفة الكافية بخصائص الدارسين الذين أُلفت لهم الكتب"3. نعتقد أنَّ المنهج الوصفي التحليلي هو الأقرب إلى دراسة محتوى الظاهرة أو البيانات، وخصوصًا فيما يتعلق بالكتب المدرسية، بحيث تكمن أهميته في أننا نستطيع وصف الظاهرة وتحليل بياناتها وربطها وتفسيرها وتصنيفها؛ لاستخلاص النتائج العلمية منها.
يعود تاريخ التعليم التركي بجذوره إلى مرحلة الدولة العثمانية، وقد ساد في المئة عام الأخيرة من عهدها نوعان من المدارس، هما:
مع بداية العهد الجمهوري عام 1923م، شهد التعليم التركي التحوُّل الأكبر في تاريخه على يد مصطفى كمال أتاتورك الذي أقام المدارس الحديثة وَفق النمط الأوروبي، فألغى المدارس الدينية والزوايا الصوفية، وأتبع المدارس لوزارة التعليم بعد أن كانت مستقلة عن الدولة وتابعة للجمعيات الدينية في زمن الدولة العثمانية وَفقًا لقانون توحيد التدريسيات5 عام 1924م. كما أُسس في بداية العهد الجمهوري مجلس الشورى التعليمي الذي يضم في عضويته: (وزيرًا ومعاونه، ومندوب البلدية، ومندوب الجامعة، ومندوبين من الوزارات الأخرى، ومؤسسات المجتمع المدني، ونقابات المعلمين، ومؤسسات التعليم الخاص، والإعلام، ومندوبي الطلاب، وأوليائهم، والاختصاصيين)، وهو المجلس الذي يحدد السياسة التعليمية العامة في تركيا.
إن التعليم الجمهوري القائم على العقيدة الأتاتوركية6 يستهدف أمرين أساسين، أولها: أنه وسيلة لتوحيد قومية المجتمع التركي. وثانيها: التعليم وسيلة لتنوير المجتمع التركي وتقدمه، فكان تعليمًا إلزاميًا لكل المواطنين (ذكورًا وإناثًا). ولا يمكن تحقيق ذلك إلا ببناء المنظومة التعليمية وَفق الطراز الغرب الأوروبي بعد إغلاق المدارس الدينية والزوايا الصوفية، فضلًا عن محاولة هذا التعليم بين عام (1924– 1995م) الاستفادة من تجربة التعليم الأوروبي الأمريكي من خلال الاستعانة بعلماء تربية كبار، منهم الفيلسوف الأمريكي جون ديوي، وقد وصل عدد الذين استقدموا إلى تركيا إلى 70 أكاديميًا غربيًا.
التحوُّل الثاني في تاريخ التعليم التركي، كان في عام 1983م، بعد وصول تورغوت أوزال (حزب الوطن الأم) إلى السلطة، الذي تبنى خطًا ليبراليًا يقوم على سياسة الانفتاح الثقافي والاقتصادي والسياسي والتربوي وإرسال البعثات التعليمية إلى الخارج.
وفي عام 2002م، مع وصول الحزب المحافظ (العدالة والتنمية) إلى السلطة، تعمّقت الرؤية الليبرالية القائمة على سياسة الانفتاح الاقتصادي والثقافي، وجرت تغييرات كبيرة في النظام التعليمي التركي، منها: "إعادة تنظيم مرحلة التعليم الإلزامي بصورة تحقق الاختيار والتوجيه ... وتقديم التعليم الأساسي مجانًا، ورفع جودة التعليم في المدراس الحكومية، وإدخال مقررات تعليمية لتطوير الطلاب نحو المشاركة وحرية التفكير والتحليل ... إضافة إلى ضمان تكافؤ الفرص لجميع خريجي المدارس الثانوية والمدارس المناظرة لها من أجل القبول في الجامعة"7، كما زادت خلالها نسبة التعليم الديني (الأئمة والخطباء)، وأُضِيفَتْ دروس اختيارية مثل اللغة العثمانية، وبعض الدروس الدينية، إضافة إلى تغيير المناهج الدراسية تقريبًا كل خمس سنوات، وسنّ إلزامية التعليم حتى المرحلة الثانوية.
2. تعليم الطلاب السوريين في تركيا
تُعد مشكلة التعليم واحدة من أعقد المشكلات التي تواجه اللاجئين السوريين في تركيا؛ إذ تعود جذور هذه المشكلة إلى بدايات التهجير السوري إلى تركيا عام 2011م، وهو العام الذي بدأ نشاط تعليم اللاجئين السوريين في تركيا بدعم من جمعيات المجتمع المدني السوري التي نظمت العملية التعليمية داخل المخيمات وخارجها. و"سمحت التسهيلات التُّركيَّة للسُّوريين، بتوصيفهم كضيوف في تركيا، بممارسة نشاطهم التعليمي، ولم تضع أمامهم عراقيل كما وُضعت في دول أخرى - كتصديق الوثائق من حكومة النظام - حيث اكتفت بتصديق الوثائق والشهادات الصادرة من وزارة التعليم في الحكومة السُّوريَّة المؤقَّتة"8.
في خريف 2014م، بدأت وزارة التعليم التركية باستحداث "مراكز تعليمية مؤقتة" خارج المخيمات، وهذه المراكز هي مدراس ابتدائية، وإعدادية، وثانوية، لم يتم الاعتماد على المدارس التركية وحسب، ففي كثير من المناطق تم استئجار منازل وتحويلها إلى مدارس مؤقتة مراكز لها، وتُداوم بعد الدوام الصباحي التركي، وتُدرّس مناهج النظام المعدَّلة، ودرّس فيها مدرسون، ومهندسون، ومحامون، وغيرهم من ذوي الاختصاصات البعيدة عن حقل التعليم. أما "منظمة اليونيسف" فقدمت الدعم المالي والبنية التحية اللازمة للمراكز المؤقتة، من حقائب، وقرطاسية، وكل ما يتعلق باللوازم المدرسية، وبناء مدراس جديدة داخل بعض المخيمات.
المراكز التعليمية السورية التي تتخذ صفة المدارس المؤقتة لم تلبِّ حاجة التعليم الذي يحتاج إلى الديمومة والاستمرارية، ولم تستطع حلّ مشكلاته، لاسيما أنّ العدد الأكبر من الطلاب لم يلتحقوا بها لأسباب عديدة، منها: عدم قدرتها على الوصول إلى كل الطلاب وجذبهم إليها، وعدم جدية المراكز التعليمية في تطبيق إلزامية التعليم المعمول بها عالميًا، إضافة إلى مشكلات إدارية تتعلق بالعلاقة بين الإدارة والمدرسين9، وعدم وجود نظام داخلي ينظم تلك العَلاقة، ومشكلة التواصل اللغوي؛ لأن أغلب المدرسين لا يتقنون اللغة التركية، ولا يتقن المديرون اللغة العربية10.
إنَّ الأوضاع المذكورة أعلاه للمدارس السورية المؤقتة، دفعت الحكومة التركية إلى اتخاذ قرار دمج الطلاب السوريين في نظام التعليم التركي في نهايات عام 2016م، والبدء بخطواته العملية لتحضير الطلاب السوريين لعملية الدمج، أولها: زيادة "حصص اللغة التركية إلى 15 ساعة أسبوعيًا. وثانيها: رفد المدارس السورية المؤقتة بأكثر 2,500 مدرسٍ"11، عملت على نقل طلاب الصفوف الأولى من المراحل الدراسية (الابتدائية – المتوسطة – الثانوية) المختلفة إلى المدارس التركية.
مع بداية عام 2017م بدأت عملية دمج الطلاب السوريين في نظام التعليم التركي بنقلهم من المدارس السورية المؤقتة إلى المدارس التركية الرسمية إلى جانب الطلاب الأتراك12. وعلى الرغم من إيجابية هذا القرار وأهميته في قضية تعليم السوريين في تركيا، إلا أنه "أفرز مشكلات متعددة، أدَّت إلى ما يمكن أن نسميه بـ"الصدمة التعليمية"، نتيجة تحويلهم من نظام تعليمي ناطق بلغتهم الأم إلى نظام تعليمي جديد13 ناطق بغيرها، وهذا ما ولّد عقبات مختلفة تتعلق باستيعاب الطالب السوري للمناهج التركية"14.
وفيه، نقدم المادة العلمية الخاصة بالسوريين وقضيتهم في المناهج الدراسية التركية (مادة الدراسات الاجتماعية) في المراحل الدراسية الثلاث، على الشكل الآتي:
يتضمن كتاب الدراسات الاجتماعية في المرحلة الابتدائية، الذي يُسمّى في سنواته الأولى بمادة (دراسة الحياة)، أو (دراسات اجتماعية)، وتحتضن الوحدة الخامسة من كل صف دراسي موضوع السوريين وثقافتهم والعلاقة معهم، ويختص الدرس المعنون في هذه الوحدة بـ"الثقافات المختلفة"، وهو موضوع يتعمق مع الانتقال من صف دراسي إلى آخر على النحو الآتي:
من الصف الأول الابتدائي يبدأ حضور السوريين في المناهج الدراسية، يتناول درس (الثقافات المختلفة معًا) موضوع اللاجئين عمومًا (السوريين والجورجيين) والعَلاقة معهم؛ يبدأ الدرس بصورة كبيرة لطفلة سورية، كتب تحتها سؤال: ماذا تشعر لو كنت مكانها؟ ثم مقدمة صغيرة تقول: نعيش مع أشخاص هاجروا إلى بلادنا جاؤوا بسبب العمل أو لأسباب اضطرارية كالحرب مثلًا. أما النص الذي يخص السوريين فيتحدّث عن قضيتهم الأساسية، على لسان طالبة سورية في الصف الأول، واسمها (أفلين)؛ تقول: "مرحبا، أجبرتنا الحرب على اللجوء من سوريا إلى تركيا قبل سنتين، البداية كانت صعبة، ثم تكيفنا، وأنا سعيدة جدًا لوجودي في تركيا"15.
يتبع النصين اللذين يتحدثان عن اللاجئين الجورجيين والسوريين تعليق مهم يوضح الغاية الأساسية من الدرس، وهو "أن القادمين أو اللاجئين إلى بلادنا قد تختلف عاداتهم في الطعام، والملابس، ونمط الحياة التي اعتادوا عليها، وعلينا ألا ننسى أنَّ لكل شعب ثقافته، وعلينا تقديرها واحترامها"16.
في الصف الثاني يناقش درس (الثقافات المختلفة) في الوحدة الخامسة (الحياة في بلدنا) اختلاف أسباب اللجوء من دول الجوار إلى تركيا: اليونانيون بسبب الحرب، والبلغار عن طريق الزواج، أما السوريون فتشرح السبب طالبة تركيّة قائلة: إن لها "جيرانًا من سوريا، لجؤوا إلى تركيا بسبب ظروف الحرب الصعبة، فقدمت دولتنا لهم التسهيلات اللازمة، ولهذا السبب أقاموا في بلادنا، ولهم ثقافة مختلفة عنا، وعلينا احترامهم، وتقديم المساعدات الممكنة لهم دائمًا"17.
أما الصف الثالث، فإنه يخصص درس (الثقافات المختلفة) في الوحدة الخامسة (الحياة في بلدنا) بشكل كامل للحديث عن اللاجئين السوريين، إضافة إلى صعوبات الانتقال للعيش في بلد آخر مهما كانت الأسباب؛ الحرب أو العمل، منها مشكلة اللغة والتكيف، لذلك علينا التعامل بعدالة، ومساعدة اللاجئين على التأقلم مع حياتهم الجديدة في بلادنا، من خلال احترامنا لعاداتهم ونمط حياتهم المختلف عنا.
ثم يُحدّث معلم الصف طلابه عن "ضرورة مساعدة اللاجئين السوريين في بلادنا، لا سيما الطلاب الذين يدرسون معنا في المدارس التركية، فهم يحتاجون إلى المستلزمات المدرسية: كتب، وأقلام، ودفاتر، وملابس. ثم يسأل المعلم طلابه عن الرغبة في المشاركة في البرنامج الذي ستقوم به المدرسة. الطالب الأول قال: إن والده يعمل في مكتبة وسيجلب القرطاسية اللازمة من أقلام ودفاتر وغيرها، والطالب الثاني سيجلب أحذيته وملابسه لهم، أما الطالب الثالث فسيقدم ألعابه للأطفال السوريين، وتختم الطالبة الرابعة بأنَّ أمها قدمت لجيرانها السوريين الأطباق والملاعق وبعض أدوات المطبخ الأخرى. وأيضًا جاءت أسئلة الدرس والصورة المرفقة بها تخدم هذا الموقف القائم على احترام اللاجئين السوريين ومساعدتهم"18.
في نهاية المرحلة الابتدائية (الصف الرابع)، ينتقل الحديث عن السوريين من عنوان (درس الثقافات المختلفة) إلى عنوان جديد (جيراننا) في الوحدة السابعة (أصدقائي البعيدون)، وهم دول الجوار التركي: وسوريا يتحدث عنها على الشكل الآتي:
"تقع سوريا في جنوب تركيا، وأطول حدودنا البرية معها، وعاصمتها دمشق، وعدد سكانها 23 مليون نسمة، إضافة إلى أنها أكثر دولة يُوجد معها منافذ حدودية (12 بوابة). في عام 2011م بدأت الحرب في الداخل السوري، فواجه السوريون العديد من المشكلات، واعتبارًا من هذا التاريخ توجهوا إلى تركيا القريبة منهم. وتركيا فتحت حضنها لهم، وقدمت لهم الحياة الآمنة، إضافة إلى الحاجات الأساسية، فقدمت تركيا أنموذجًا إنسانيًا راقيًا ومختلفًا. وقد توقفت التجارة بين سوريا وتركيا بسبب هذه الحرب، وتابعت تركيا أحداث الحرب على حدودها، وأخذت التدابير اللازمة لمعالجة الإرهاب، كما تدعم تركيا وحدة التراب السوري، إضافة إلى جهودها في تحقيق السلام في سوريا بالتعاون مع الدول المعنية بالموضوع"19.
سُمّي كتاب الدراسات الاجتماعية في المرحلة المتوسطة في سنواته الثلاث الأولى بمادة (دراسات اجتماعية)، وفي سنتها الأخيرة بـ"تاريخ الثورة والأتاتوركية". كما احتوت مادة الدراسات الاجتماعية في هذه المرحلة على موضوع بحثنا على الشكل الآتي:
في الصف الأول من المرحلة المتوسطة، وضمن الوحدة الأولى من كتاب الدراسات الاجتماعية (نحن جزء من كل)، يتحدث الدرس الرابع (حقوقي وجودي) عن بلاد أخرى، منها: إفريقيا وسوريا، ويورد الدرس "تقرير اليونيسف بعد إعادة تنظيمه حول الأطفال السوريين الذي عنون بـ"عام 2016م هو أكثر السنوات التي قتل فيها الأطفال السوريون". وجاء في التقرير أن هناك تجاوزًا كبيرًا لحقوق الأطفال في سوريا، وورد فيه أن 652 طفلًا قد مات هناك، وعلى الأقل 255 طفلًا ماتوا في مدارسهم، كما أثبت التقرير أن كثيرًا منهم قد أُجبر على القتال. وحسب التقرير، فإنه اعتبارًا من سنة 2011م، أصبح أكثر من مليونين وثلاثمئة ألف طفل سوري لاجئين في تركيا ولبنان والأردن والعراق ومصر، كما بقي 280 ألف طفل تحت الحصار، ولم تصلهم المساعدات، وهم يكافحون من أجل الحياة. وأوضح التقرير أن ثلث المدراس قد هُدِّم، والباقي منها تستخدم مقرّات عسكرية وما يتبعها من أغراض. وأيضًا هناك مليونا طفل لا يمكنهم الذهاب إلى المدرسة في سورية"20.
كما أورد الدرس صورة لأحد المخيمات السورية في تركيا (مخيم شانلي أورفا)، وجاءت أسئلة الدرس لتخدم توجهات الدرس في مساعدة السوريين.
في الصف الثاني من المرحلة المتوسطة وفي الوحدة السابعة (عَلاقاتنا الدولية) يتناول درس (العلاقات مع الجمهوريات التركية والبلاد المجاورة) موضوع السوريين فيقول: "سوريا هي إحدى هذه الدول، وهي صاحبة أطول حدود مع تركيا، وعلى الرغم من انقطاع عَلاقتنا مع سوريا عام 2011م بسبب الخلافات الداخلية فيها، فإننا وقفنا إلى جانب الشعب السوري، وفتحت دولتنا حضنها أمام السوريين في هذه المشكلة، وتحاول أن توفر الحاجات الأساسية: المأوى والتعليم والصحة والغذاء"21.
أما في الصف الثالث من المرحلة المتوسطة، في الوحدة السابعة (الجسور بين البلاد)، فقد ذكر درس (السلام الوطني والسلام الدولي) "قمة الناتو عام 2018م، وأكد فيه على مكانة تركيا في استقبال اللاجئين السوريين، وأيضًا منزلتها في مواجهة التهديدات المختلفة، وهو ما يجعل تركيا عضوًا أساسيًا لا يمكن الاستغناء عنه في الناتو"22.
وفي خاتمة الوحدة المذكورة يُذكر اللاجئون السوريون بنشاط لاصفي مع أسئلة حولهم، وعنوانه: (من الممكن كسر نمطية اللاجئين بالفن). حسب إحصائيات 2018م لإدارة الهجرة العامة التابعة لوزارة الداخلية يوجد 3 مليون ونصف لاجئ في تركيا، في المخيمات المؤقتة يوجد 210 آلاف و177 لاجئًا، أما خارج هذه المراكز فيُوجد 3 ملايين و331 ألفًا و395 لاجئًا. أما في عام 2017م، فتشير الإحصائيات في العالم إلى وجود 44 ألفًا و400 شخص مشرد؛ لذلك تتجدد مصطلحات الهجرة والتعايش واللجوء باستمرار، وهُناك قسم من المجتمع يرفض وجود الأجانب، والقسم الآخر يعانق مبدأ المساواة. كما واجه استقبال اللاجئين صُورًا نمطية لا تعتمد على معلومات دقيقة، وهي تنتج ثقافة التمييز والطرد؛ لذلك يجب كسر هذه الصور النمطية. وقد أجرى مركز أوقاف في إستنبول بحثًا، بعُنوان: التعايش معًا: تطوير ثقافة الأكثرية عبر الفن. وكتبه كتّاب غربيون وأتراك. ويركز التقرير على دور الثقافة والفن في تطوير مهارات التعايش بين المجتمع المضيف واللاجئين والنازحين إليه، وخاصة في المجتمعات التي تحوي ثقافات متعددة. ويتطرق التقرير إلى أمثلة في القضايا الفنية والثقافية تسهل تكيف اللاجئين مع المجتمع المضيف، منها: المراكز الثقافية في عنتاب وفي إستنبول والورش الفنية للنساء السوريات. وعلى أساس الأمثلة يطور التقرير اقتراحات عامة وخاصة موجهة للسلطات المحلية، والمؤسسات الشعبية، ومنظمات المجتمع المدني"23.
وينتهي النشاط الصفي بأسئلة من مثل: لماذا يحتاج هؤلاء إلى التقرير الذي ورد في النص؟ وأيضًا برأيكم، ما تأثيرات الفعاليات الفنية على التعايش والتكيف؟ ماذا يمكن أن نفعل من أجل كسر الصور النمطية التي تواجه اللاجئين في المجتمع؟
في الكتاب الأخير من المرحلة (تاريخ الثورة والأتاتوركية) لم يحضر السوريون؛ لأنه كتاب اختص بالسيرة الذاتية لمصطفى كمال أتاتورك، وحياته العسكرية، واليقظة القومية، والأتاتوركية، وتركيا المعاصرة، والسياسية الخارجية في عهد أتاتورك، وما بعد أتاتورك، وغير ذلك.
في هذه المرحلة يتغير اسم الكتاب من (الدراسات الاجتماعية) إلى (التاريخ)، وهو يحتضن الموضوع الذي نستهدفه في بحثنا.
في الصف التاسع لم يحضر السوريون؛ لأنه كتاب يختص بدراسة العصور القديمة منذ ما قبل الميلاد وصولًا إلى تشكل الدول، وحضور الأتراك في العصور الوسطى، وما تلاها من ولادة الحضارة الإسلامية.
وأيضًا الصف العاشر لم يحضر السوريون في هذا الكتاب؛ لأنه كتاب يختص بمرحلة تاريخية ترتبط بالسلاجقة، وسياسية الدولة العثمانية منذ تأسيسها، وفتح إستنبول، وتأسيس المجتمع العثماني.
أما الصف الحادي عشر، فإن درس تشكُّل المدن من الوحدة السادسة من كتاب التاريخ يتناول هجرة البلقانيين إلى الأناضول، والمشكلات التي حصلت في بداية لجوئهم، ثم تنظيم الدولة لشؤونهم. وفي نهاية النص يطلب من الطلاب تشكيل جدول عن توزع اللاجئين السوريين في المدن التركية24.
في الصف الثاني عشر: تحضر القضية السورية في الكتاب الإجباري (تاريخ الثورة والأتاتوركية)، وكذلك في الكتاب الاختياري لطلاب الاختصاص الأدبي تحت عنوان: (التاريخ التركي المعاصر والعالم).
في الكتاب الأول (تاريخ الثورة الأتاتوركية)، وفي الوحدة الثامنة المعنونة: تركيا والعالم على عتبة القرن الواحد والعشرين، يتناول هذا الكتاب القضية السورية في إطار حديثه عن الربيع العربي، قائلًا: "في سوريا، وقعت الأحداث ضد النظام السوري والتي كادت أن تنتج تمزيق الدولة، فهذه الحرب الداخلية أجبرت ملايين السوريين على اللجوء، وقتل مئات الآلاف منهم، والربيع العربي في الأردن والكويت وعُمان والسعودية لم يحدث تغيرًا مهمًا بسبب الوعود بإجراءات إصلاحات سياسية واقتصادية"25.
وفي الدرس الأخير من الكتاب (التغيرات السياسية في العراق وسوريا وتأثيراتها في تركيا) يرصد في قسمه الأول تطور الأحداث العراقية منذ بداية 11 أيلول، وصولًا إلى داعش ومحاربتها، وتحرير العراق منها عام 2017م.
أما القسم الثاني منه فإنه يتناول القضية السورية، فيقول: "أثر الربيع العربي في سوريا، وكانت بداياته حوادث مدينة درعا عام 2011م، وانتشرت تأثيرات الحرب السورية في العالم والشرق الأوسط، فتحوَّلت المسألة السورية إلى قضية إقليمية ودولية كما هي الحالة العراقية؛ لذا كانت المواجهة بين أطراف دولية وإقليمية، مثلًا: روسيا وإيران من جهة، وإسرائيل وأمريكا من جهة أخرى، وهذه المشكلات أنتجت مشكلة اللاجئين الصعبة التي تحتاج إلى تعاون دولي، إضافة إلى سناريو (داعش وpyd) كمعادلة دولية جديدة"26.
كما يضيف إلى متن الدرس مقطعًا مصدره الموقع الإلكتروني لوزارة الخارجية التركية: "ولا شك أن التغيرات في سوريا والعراق لها علاقة بتركيا لما يربطها معهما من علاقات تاريخية وجغرافية، ومن أجل إنقاذ وَحدة الأراضي السورية (أطول حدود معها 911 كم)، ولم يفعل الأسد شيئًا من ذلك؛ لذا هذه الحوادث والصراعات ذات الصبغة المذهبية والإثنية والدينية بدأت تتجاوز الحدود، وتؤثر في تركيا وتهددها؛ لذلك وجدت داعش والأحزاب الإرهابية (pyd) وغيرهما، وبدأت تركيا بمكافحة هذه التنظيمات الإرهابية لحفظ الأمن القومي التركي، واشتركت تركيا في التحالف الدولي لمحاربة داعش، كما قامت بعمليات عسكرية ضد التنظيمات الإرهابية؛ دفاعًا عن حقوقها المشروعة، منها عملية درع الفرات عام 2016م، ثم عملية (غصن الزيتون) عام 2018م لمواجهة تهديدات (pyd) هناك"27.
وأردفت هذه النصوص بنشاط لا صفي يُطلب فيه زيارة موقع مجلس الشعب التركي على الإنترنت، وقراءة الورقة الخاصة بموافقة مجلس الشعب على الذهاب خارج حدود تركيا وقت الحاجة.
وأُتبع النشاط اللاصفي بنص يتناول مسألة اللجوء، فيقول: "زادت نسبة اللاجئين بأرقام قياسية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بعد الربيع العربي، وخاصة سوريا والعراق، بسبب الحرب الداخلية هناك، وكانت تركيا في رأس القائمة التي يذهب إليها اللاجئون على نحو رسمي أو غير رسمي، ولم تتأثر أوروبا بهذه المشكلة حتى عام 2015م، وبعدها اتجه اللاجئون إليها. مئات الآلاف الذين هربوا من حروب الشرق الأوسط انتقلوا عبر البحر المتوسط وإيجة، وحصلت حوادث أليمة وقتها، ومن ثم تم عقد اتفاق بين تركيا والاتحاد الأوروبي، بعد موت آلاف اللاجئين في طريق الهجرة إلى أوربا، وبعدها قررت الدول الأوروبية التدخُل سريعًا في هذه القضية، وأن يُوزَّع اللاجئون بين دول الاتحاد الأوروبي. وبعد زمن قليل اتبع الاتحاد الأوروبي سياسة عدم قبولهم لديه"28.
كما يقتبس الدرس نصًا طويلًا من كتاب أزمة اللاجئين في مثلث تركيا وألمانيا والاتحاد الأوروبي، فيقول: "بعد التطورات السورية، والتدخل الروسي المباشر في هذه الحرب الداخلية التي أنتجت مشكلة اللاجئين وزيادة أعدادهم ومشكلاتهم، في هذه النقطة ساهمت تركيا في إيواء مليونين ونصف المليون سوري، وهذا العدد أكبر من عدد اللاجئين في أوروبا، ومن غير المعقول أن تقبل تركيا اتفاقية عودة اللاجئين إليها مرة ثانية، بعد أحداث الربيع العربي في الشرق الأوسط، من المحتمل حصول تطورات فوضوية وحرب داخلية في دول مثل مصر. ومن الواضح أن تركيا تعيش موقفًا صعبًا بسبب توافد اللاجئين الكبير إليها كما عاشت ألمانيا، على الرغم أنها أقوى اقتصاديات العالم، وعلقت اتفاقية (شنغن). والجدير بالذكر، أن الاتحاد الأوروبي خالف ادعاءاته في الحرية، وحقوق الإنسان كما تُبيّنها مشكلة اللاجئين، عندما اشترط مساعدتهم بشرط بقائهم في تركيا، وهذا الشرط يُثبت أن أوروبا لا تحترم الحرية، وحقوق الإنسان واقعيًا، ومن الصعب توضيح هذا الأمر للراغبين في الذهاب إلى أوروبا عبر تركيا"29.
انتهى الدرس بنشاط لاصفي مقتبس من موقع إخباري معروف: "على الرغم من أن عدد سكان أوروبا 508 مليون، فقد خافت من قدوم 681 ألف لاجئ سوري، أما تركيا (77 مليونًا) فقد استضافت مليونين ومئتي ألف لاجئ، وفي دول الاتحاد الأوروبي مليون و639 ألفًا و143 لاجئًا من مختلف الجنسيات، ولدى تركيا مليونان وأربعمئة ألف. بمنطق الأمم المتحدة في تركيا كل 32 تركيًا مقابله لاجئ، وفي أوروبا (28 دولة) مقابل 310 مواطن أوروبي لاجئ واحد"30.
أما الكتاب الاختياري للصف الثاني عشر (التاريخ التركي المعاصر والعالم) في الوحدة الثالثة (مرحلة الحرب البادرة)، وفي الدرس الثاني وموضوعه: أنظمة البعث في الشرق الأوسط، فيتناول القضية السورية بشكل مباشر، فيقول:
"معنى كلمة البعث تدل على الولادة من جديد، وهي حركة سياسية ظهرت في الشرق الأوسط خاصة في العراق وسوريا، وهو اسم يطلق على الذهنية والأحزاب التي تريد ولادة جديدة في العالم العربي بطريق الاشتراكية العربية.
بنية الأيديولوجيا والنضوج: أُسس في عام 1943م حزب البعث العربي الاشتراكي في سوريا والعراق، ومنذ الخمسينيات كان حضوره واضحًا، لكنه وصل إلى السلطة في الستينيات. وقد أسسه القوميان العربيان الماركسيان، صلاح بيطار وميشيل عفلق. وحزب البعث جعل القومية العربية أساسًا له، وليست القومية السورية. وتنادي مبادئ هذا الحزب بوَحدة سوريا والعراق والأردن وفلسطين من أجل بناء سوريا الكبيرة، وشددت مبادئ الحزب أيضًا على أنه قومي، واشتراكي وشعبي، وثوري، ويهدف إلى بناء دولة عربية واحدة، على أساس القومية العربية في سياسته الخارجية. وأيضًا قرب الأيديولوجيا البعثية من الاشتراكية هو نتيجة الخبرات التاريخية في تلك الدول. وهو بذلك يقرب سوريا والعراق من الاتحاد السوفييتي، مقابل الإمبريالية الغربية. وتعد فكرة الاتحاد العربي أساسًا فكريًا له.
البعث في طريقه إلى السلطة: كان عام 1958م مسرحًا لتطورات فتحت الطريق لوصول حزب البعث إلى السلطة على المدى البعيد، وفي هذا العام توحدت سوريا مع مصر تحت الجمهورية المتحدة كخطوة عملية أولى على طريق تحقيق الوَحدة العربية، ورد العراق على الخطوة السورية بإعلان تأسيس الاتحاد العربي الفيدرالي مع الأردن. ومع قيام الجمهورية المتحدة استقال عدد من الضباط البعثيين، وعلى رأسهم حافظ الأسد. عام 1961م حصل الانفصال بين سوريا ومصر. ووصل البعث إلى السلطة في عام 1963م في العراق، بانقلاب عسكري. ولم تستمر هذه التجربة طويلًا. وبعد تسعة أشهر كان انقلاب آخر ضدهم. وبعد خمس سنوات من النضال، وصل البعث إلى السلطة مرة أخرى لمدة 35 سنة لاحقة.
نجاح البعث في وصوله إلى سلطة العراق عقبه إلى السلطة في سوريا واستمراره حتى الآن. وكان حافظ الأسد أول نصيري يصل إلى السلطة في عام 1971م باستفتاء شعبي بعد انقلاب عسكري في عام 1970م، وقد اتبع سياسة تصفية أهل السنة من السلطة خطوة خطوة.
وقدَّم الكثير من الناس أرواحهم في الصراعات التي كانت بين المدنيين والعسكريين في المظاهرات ضد سلطة الأسد، وخصوصًا التي تركزت في حِمص وحماة في عام 1973م. وكانت سنوات السبعينيات أيضًا مسرحًا لتشكيل المعارضة ولتنظيمها ضد حافظ الأسد، وقد ثار الإخوان المسلمون، أقوى القوى المعارضة في ذاك الوقت. وحسب المصادر المختلفة، فإن الحكومة الأسدية قد قتلت بين 10 - 25 ألف إنسان. ومع مرور الزمن بدأت السلطة في العراق وسوريا باتباع السياسة التي تركز على الطائفية والعائلة. وفي هاتين الدولتين أدت شدة الظلم إلى نشوء ثقافة التمرد والمعارضة في سوريا (الإخوان المسلمون)، وفي العراق (منظمات شيعية)، فكان شعار سوريا الكبرى (الأسد) والعراق الكبير (صدام). وفي فترة الحرب البادرة، كما كان صدام رجل الغرب وأمريكا حتى حرب الخليج 1991م، فإن الأسد منذ البداية كان رجل الاتحاد السوفييتي، الذي دعم الجيش السوري. وعلى المستوى السياسي كان رجل دول الخليج، وعلى رأسها السعودية. وكان دور صدام أن يكون حاجزًا لمنع توسع سوريا السوفييتية، وضد توسع النظام الإسلامي الإيراني. وكان عهدهما (الأسد وصدام) يشبه بعضمها في النواحي السياسية والاجتماعية والاقتصادية. ولكن المنافسات بينهما أدت إلى ابتعادهما عن بعض وتفريغ مفهوم فكرة البعث والوحدة العربية من مضمونها"31.
وبعد مناقشة مفهوم الربيع العربي ومشكلاته وسير أحداثه، ينتقل الدرس في قسمه الثاني إلى تناول (مشكلة اللاجئين والمقاربات الدولية)، فيقول:
"في نهاية 2016 هجّر 65.6 مليون من بلادهم، منهم: 40.3 كان تهجيرهم داخليًا،22 مليون ونصف المليون كانوا لاجئين خارج بلادهم، أما اللجوء الرسمي في العالم فهو مليونان وثمانمئة ألف لاجئ. وقد ساعدت تركيا في نهاية 2017 م بـ 95 مليار ليرة تركية، منها: 24 مليارًا (6 مليار دولار) من الدولة، والمجتمع التركي ساعد بروح الأخوة عملًا بمقولة: "الأنصار والمهاجرون". المكان الرئيس لمشكلة اللاجئين هو الشرق الأوسط، وأغلب اللاجئين من العراق وسوريا. ففي عام 1990م احتل العراق الكويت، وبعدها احتلت الولايات المتحدة الأمريكية وإنكلترا العراق تحت حجة أسلحة الدمار الشامل ووجود القاعدة فيه، وتحت شعار الحرية لشعب العراق، لكن بعد الاحتلال بقيت الشعارات نظرية ولم تطبق واقعيًا، فزادت المواجهات بين الطوائف والإثنيات العرقية ومختلف الاتجاهات السياسية، وقد استفادت المنظمات الإرهابية – خاصة داعش – من هذا الوضع الفوضوي، إلى حد التهديد باحتلال بغداد، كما فقد مليون عراقي حياته في الهجمات الانتحارية، والحرب الداخلية، فضلًا عن قتلى الاحتلال الأمريكي للعراق. لقد كان الربيع العربي اعتبارًا من 15 مارس سببًا لحرب داخلية لانهائية في سوريا، وقد أصبح ملايين السوريين لاجئين، وعندما قبلت تركيا اللاجئين السوريين لم يُظهِر العالم حساسيته تجاههم، فكندا وفرنسا والولايات المتحدة قبلت بما لا يتجاوز العشرات أو المئات من اللاجئين السوريين، ومع ذلك لم تعاملهم بطريقة إنسانية"32.
في الوحدة الخامسة نفسها (العالم المعولم) يخصص عنوان سياسات تركيا في الشرق الأوسط قسمًا كبيرًا للحديث عن القضية السورية، فيقول33:
تحدد مشكلة تركيا الأمنية في التسعينيات في مواجهة القضايا الدينية والإثنية، نتيجة لابتعاد تركيا عن العالم العربي وتقاربها مع إسرائيل، لكن تركيا بعد عام 2001م غيرت سياستها القائمة على عدم التدخل قبل هذا العام؛ لذلك اتجهت إلى التدخل في قضايا الشرق واقتراح حلول السلام فيها.
كانت العَلاقات بين تركيا وسوريا سيئة بسبب مشكلة المياه، ودعم الحركات الإرهابية، وقضية لواء إسكندرون؛ لكن اتفاقية أضنة في عام 1998م أسست لوضع أمني جديد، وبدأت مرحلة الزيارات الرسمية بينهما، وبدأت سياسة التعاون في مجالات كثيرة، وتعرف البلدان إلى بعضهما من جديد، واستمرت العلاقات الإيجابية بينهما. وبعد الاحتلال الأميركي للعراق عام 2003م أصبحت القضية الكردية عاملًا مشتركًا لعملية التقارب بينهما، وأدانت سوريا المنظمة الإرهابية (pkk) 34 وسلمت إرهابيي هذه المنظمة لتركيا، ودخلت تركيا وسيطًا بين إسرائيل وسوريا، ودعمت تركيا سوريا أثناء الضغط عليها في فترة ما بعد اغتيال الحريري. وأثناء زيارة بشار الأسد إلى تركيا بتاريخ 16 سبتمبر عام 2009م تم توقيع معاهدة رفع التأشيرة لدخول المواطنين بين الدولتين، كما بحث الاجتماع الوزاري التركي والسوري القضايا الاستراتيجية المشتركة بينهما.
بعد 2011م بدأت أحداث الربيع العربي، ونتيجة لاستخدام القوة المفرطة، تدهورت العلاقات بين الدولتين. دعت تركيا إلى الاستجابة إلى المطالب الشعبية واستخدام الطرق السلمية، لكن بشار الأسد لم يقبل ذلك؛ لذلك تغيرت السياسة التركية تجاه سوريا، وبدأت تركيا الحوار مع المعارضة السورية، وسمحت لها بإقامة المؤتمرات السياسية على الأراضي التركية، وأدَّت تركيا دورًا مهمًا في تأسيس الجيش السوري الحر. تدهورت العلاقات التركية السورية أكثر بعد إسقاط الطائرة التركية في مايو 2012م. ودعمت تركيا المعارضة السورية المواجهة لنظام الأسد، وكانت روسيا وإيران والصين تدعم هذا النظام.
بعد أحداث عام 2011م فتحت تركيا حضنها للاجئين السوريين تحت مسمى سياسة الباب المفتوح، وأصبحت مشكلة اللاجئين قضية أساسية في تركيا، التي منحتهم صفة الحماية المؤقتة على أراضيها، كما أنفقت عليهم حتى عام 2014م نحو 5 مليار دولار. تستمر الحرب الداخلية وحركة اللجوء السوري منذ عام 2011م وحتى الآن، وما زالت تترك أثرها في الحركة السياسية والاجتماعية والاقتصادية لكل دول المنطقة، وخاصة تركيا.
في الوحدة الخامسة نفسها يخصص عنوان تأثير التطورات الاجتماعية والسياسية في العراق وسوريا على دول المنطقة35، للحديث عن القضية السورية، يقول النص: في سوريا عام 2011م طالب الشعب السوري بالديموقراطية، لكن السلطة استخدمت القوة، وبدأت الأحداث الدامية فيها، نتيجة لاستخدام بشار الأسد القوة العسكرية التي قتلت عشرات الآلاف من السوريين، وهجر الملايين منهم خارج سوريا، وتحول الصراع بين بشار الأسد والجيش السوري الحر إلى حرب داخلية سورية، كما تدخلت بعض القوى الخارجية إلى جانب الأسد، وبعضها إلى جانب المعارضة، الأمر الذي حوَّل سوريا إلى ساحة صراع دولي، وأيضًا صراع إقليمي تجلى بالصراع السني والشيعي في الشرق الأوسط، وأنتجت مشكلة اللاجئين السوريين، كما وفرت الظرف المناسب للحركات الإرهابية (pkk pyd)36، وبذلك كانت مشكلة جديدة لتركيا في الجنوب، استطاع النظام الأسدي الاستمرار حتى الآن نتيجة لدعم روسيا والصين، وهما عضوان دائمان في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. أظهر تدهور العلاقات السورية التركية صعوبة تطبيق مقاربة (صفر مشاكل) التي تبنتها الخارجية التركية تجاه البلاد المجاورة في الشرق الأوسط.
واجهت تركيا صعوبات الأزمة السورية في قضايا عديدة، منها: الإرهاب، واللاجئون، والسياسة الخارجية. وقوف أنقرة ضد الأسد أنتج مشكلات في العلاقات التركية العراقية والإيرانية. قامت تركيا بعملية (درع الفرات) لمواجهة تهديدات الوضع السوري.
لقد كانت الأزمة السورية سببًا في وجود قضية اللاجئين للجنوب التركي. وقاربت تركيا مشكلة اللاجئين بطريقة أخلاقية وقانونية حقوقية، وقبلت اللاجئين السوريين الهاربين من الحرب. كان لمشكلة اللاجئين كُلفة مالية كبيرة؛ إذ أنتجت مشكلة أمنية في مدن الجنوب التركي، وأنفقت تركيا مليارات الدولارات استجابة لاحتياجات اللاجئين السوريين في التعليم والصحة والإغاثة والمأوى، ولم يقدم المجتمع الدولي إلا (471 مليون دولار) لمساعدة تركيا في قضية اللاجئين.
أراد اللاجئون السوريون اللجوء إلى أوروبا في عام 2015م، لكن دولتي المجر وصربيا أعلنتا أنهما ستقيمان جدارًا إسمنتيًا على الحدود لمنع وصولهم، كما أعلنت ألمانيا والنمسا وسلوفاكيا والمجر والتشيك وفرنسا عن بدء عمليات التفتيش من جديد على حدودها البرية. هزت قضية اللاجئين السوريين الاتحاد الأوروبي، وولدت قضيتهم مناقشات مختلفة لقادة الاتحاد الأوروبي، إضافة إلى مساءلة القيم الأوروبي؛ لأن الاتحاد متهم بالصمت تجاه دراما اللجوء السوري. في كل قمة أو اجتماع يتغاضى بعض أعضاء الاتحاد الأوروبي عن موضوع اللاجئين بسبب اعتراض بعضهم. وفي كل يوم يمضي تزهق أرواح اللاجئين في البحر، منهم: أيلان في 2 سبتمبر عام 2015م، وُجِد جسده على سواحل بودروم التركية، وانتشرت صورته المؤلمة في الإعلام العالمي، وقتها تذكرت أوروبا القيم الإنسانية الراقية.
وفيه نتناول الإجابة عن سؤالي البحث، وهما:
1. السؤال الأول: كيف تناولت المناهج الدراسية التركية بمراحلها المختلفة القضية السورية؟
عمومًا، لا تروم المناهج الدراسية إلى إكساب متعلميها المهارات والخبرات العلمية وحسب (مواد الرياضيات والفيزياء والكيمياء وغيرها)، ولكنها تهدف إلى بناء الهوية الفكرية والاجتماعية والمعرفية والوطنية (مواد الدراسات الاجتماعية)، فضلًا عن التربية الأخلاقية والجمالية والدينية والوطنية التي تقدمها لطلابها، فالمناهج الدراسية هي الأداة التي تستخدمها أي دولة في العالم في تحقيق الغايات التربوية37والسياسية؛ هذا ما يفسر لنا كيف أن المناهج الدراسية المنفتحة والمبنية على أُسُس التفكير النقدي في الأنظمة الديموقراطية تخلق أفرادًا واعين وفاعلين في حياتهم الاجتماعية والفكرية والوطنية، وكيف أن المناهج الدراسية المغلقة القائمة على أخلاق الطاعة في الأنظمة الاستبدادية تصنع رعايا طائعين لا دور لهم في حياتهم الاجتماعية والفكرية والسياسية وغيرها، هذا يعني أننا في الحالتين المذكورتين – الديموقراطية والديكتاتورية – أمام حقيقة أن السياسة هي التي تحكم طبيعة السياسة التعليمية للدولة وتحدد مساراتها وأهدافها.
لا ينفصل الخطاب التربوي الذي تضمنته المناهج الدراسية التركية بمراحلها المختلفة عن الخطاب السياسي التركي تجاه القضية السورية، بل تعبر المناهج الدراسية وفي مراحلها المختلفة عن التوجه العام نحو القضية السورية والمحكوم بالتوجه الأوسع للخطاب السياسي التركي، ويمكننا أن نعيد هذه الصورة المرسومة في هذه المناهج إلى نقطتين أساسيتين، هما:
أ- سردية القضية السورية في المناهج الدراسية التركية
من الطبيعي أن تختلف سرديات القضية السورية باختلاف الموقف السياسي لهذه الدولة أو تلك، فكانت ثورة حرية وكرامة عند الدول التي وقفت إلى جانب الشعب السوري، ووُصِفت بأنها حركة تمرد وعصيان إرهابية من قِبل الدول التي اصطفّت إلى جانب النظام السوري، ومن المعلوم أن تركيا تنتمي إلى الفريق الأول الداعم لحق الشعب السوري بالحرية والكرامة، ومن الطبيعي أن تجسد السياسة التعليمية هذا التوجه السياسي.
تناولت المناهج الدراسية التركية القضية السورية من زوايا عديدة؛ فهي قضية إنسانية في المرحلة الابتدائية والمتوسطة، فالسوريون هاجروا إلى تركيا بسبب الحرب الدائرة في بلادهم، وأُجبروا على اللجوء إلينا. ولم تحدد كتب هاتين المرحلتين أطراف الصراع، ولم تقدم توصيفًا لها أيضًا، بل اختصرت القضية السورية بالتركيز على اللاجئين وضرورة مساعدتهم، ربما يعود ذلك لطبيعية الإدراك العقلي والوجداني والأخلاقي الذي تفرضه الطبيعة العمرية لطلاب هاتين المرحلتين الدراسيتين.
أما في المرحلة الثانوية فتنحو الكتب المدرسية منحًى سياسيًا في تقديم السردية التركية تجاه القضية السورية في سياقاتها التاريخية والسياسية، ليس فقط في تناولها لحزب البعث وتاريخ وصوله إلى السلطة؛ بل إضافة إلى ذلك نشوء الحكم العائلي والطائفي على يد حافظ الأسد عام 1970م، الذي ظلم الشعب السوري إبّان فترة حكمه وحكم ابنه من بعده، وصولًا إلى الثورة السورية عام 2011م بوصفها جزءًا من حركة الربيع العربي، وإحدى أهم محطاته.
هكذا تبدو السردية السياسية التي تجسدها المناهج الدراسية التركية تجاه القضية السورية منبثقة من الخطاب السياسي للحكومة التركية، وهو الموقف الداعم لحق الشعب السوري بالحرية والكرمة، في مقابل نظام استبدادي قتل السوريين وهجرهم.
لا نبالغ إذا قلنا: إن مشكلة اللاجئين هي القضية الرئيسة التي تناولتها المناهج الدراسية التركية في تقديمها للقضية السورية، ولا يقتصر ذكر قضية اللاجئين السوريين وأسبابها في مناهج المرحلة الابتدائية التي جاءت مرة على لسان طالبة سورية (الصف الأول)، وأخرى طالبة تركية (الصف الثاني)، ومرة ثالثة على لسان معلم الصف (الصف الثالث)؛ بل تناولت مناهج المرحلة المتوسطة حضورهم، فذكرت أعدادهم والأعوام التي هجرّوا فيها، مع التوسع في شرح أحوالهم وأسباب لجوئهم نتيجة للحرب الدائرة في بلدهم. أما مناهج المرحلة الثانوية (كتاب الصف الرابع الثانوي الإجباري والاختياري) فقد توسعت في شرح أحوال اللاجئين وأسباب هذه الكارثة في السياقات السياسية والتاريخية، بوصفها، أي قضية اللاجئين، من إفرازات الحروب في الشرق الأوسط، ثم تحوّل هذه القضية إلى أزمة دولية حول اللاجئين، وتخلي الأوروبيين عن مسؤولياتهم الإنسانية والأخلاقية، وتحمل تركيا للعبء الأكبر في هذه القضية.
كما تناولت المناهج الدراسية التركية صورة اللاجئين السوريين من منظور إنساني وأخلاقي (في المرحلة الابتدائية والمتوسطة)، دون أي إشارة إلى التمييز بينهم على أساس عرقي أو ديني أو طائفي، بل اكتفت بأنهم جيراننا الذين أجبرتهم الحرب على الهجرة إلينا. فهذه المناهج لم تكتفِ بالعمل على تكريس القيم الإنسانية في مساعدة المحتاجين (اللاجئين) التي وصلت أحيانًا إلى حد تقاسم الطلبة الأتراك مع أقرانهم السوريين الممتلكات الخاصة من ملابس وقرطاسية وطعام (الصف الثالث الابتدائي) مع زملائهم اللاجئين، مع الإشارة إلى دور الحكومة ومسؤوليتها في مساعدتهم من النواحي كافة.
أما في المرحلة الثانوية فقدمت المناهج الدراسية مشكلة اللاجئين كقضية سياسية بوصفها إحدى إفرازات الحرب الداخلية السورية، إضافة إلى دور تركيا في استضافتهم ومساعدتهم من منظور إنساني وأخلاقي عندما تبنت سياسية الباب المفتوح تجاه اللاجئين السوريين في مقابل تخلي المجتمع الدولي والأوروبي - بوجه خاص - عنهم.
2. كيف تسهم صورة السوريين في المناهج الدراسية التركية في التكيف الاجتماعي بين اللاجئين السوريين والأتراك؟
تحيلنا إجابة السؤال الأول إلى البحث عن الغاية الأساسية من حضور السوريين الكثيف في السياسة التعليمية التركية، وهي عملية التكيف الاجتماعي. ولتحقيق هذه الغاية، استهدفت رسالة المناهج الدراسية طرفي هذه العملية الطلاب الأتراك والسوريين، فمثلًا رأيناها في الصف الأول الابتدائي على لسان طالبة سورية شرحًا لسبب اللجوء إلى تركيا ومحاولتها التكيف مع أوضاعها الجديدة، وأنها سعيدة لوجودها في تركيا؛ أما في الصف الثاني الابتدائي فقد جاءت الرسالة نفسها على لسان طالبة تركية في أن السوريين جيراننا، ولجؤوا إلى تركيا بسبب الحرب هناك، ويتوجب علينا مساعدتهم واحترام ثقافتهم.
بنت المناهج الدراسية التركية استراتيجيتها في صناعة التكيف الاجتماعي بين طلاب اللاجئين السوريين وطلابها لا من جانب معرفي تذكر فيه أعدادهم وسبب الحرب في بلدهم فقط؛ بل أيضًا ضمنت رسالتها خطابًا قِيَميًا يقوم على تقبُّل الآخر والتعايش معه، واحترام اختلاف عاداته وتقاليده وثقافته، كما تجلت في عناوين الدروس (الثقافات المختلفة، جيراننا، الجسور بين البلاد)، فضلًا عن تكريس واجب مساعدتهم في المأوى والمأكل والملبس، فدائمًا اقترن ذكرهم في المرحلة الابتدائية والمتوسطة بالتأكيد على هذه القيم الإيجابية التي تُعد مدخلًا أساسيًا وضروريًا، لا يمكن بدونه صناعة تكيُّف اجتماعي سليم وطويل الأمد بين الطلاب الأتراك (18 مليونًا، و241 ألفًا و881 طالبًا)38، والسوريين – ممن هم في سن التعليم – (مليون و272 ألفًا و692 طالبًا)39، أي ما يعادل 7 %.
لم تُغفل المناهج الدراسية الصعوبات التي تواجه عملية التكيُّف الاجتماعي، مثل: مشكلة الصورة النمطية للاجئين التي تعوق هذه العملية بين الطلاب السوريين والطلاب الأتراك، بل واجهتها بشكل لافت ومميز، حين استعانت في الصف الثالث المتوسط بنشاط لاصفي، يؤكد على إمكانية كسر الصورة النمطية اللاجئين بالفن أو الثقافة، والتعرُّف الصحيح إلى بعضنا البعض، وهو التقرير الذي انتهى بتكليف الطلاب بوظائف بيتية يجيبون فيها عن سؤالين أساسيين، هما: ما تأثيرات الفعاليات الفنية على التعايش والتكيف؟ وماذا يمكن أن نفعل من أجل كسر الصور النمطية التي تواجه اللاجئين في المجتمع؟
من الواضح أن هناك مراعاة لتغيُّر العمر الزمني والعمر العقلي في المرحلة الثانوية؛ لذا تغيرت طريقة الخطاب التربوي في المناهج الدراسية التركية بخصوص قضية التكيف الاجتماعي بين الطلاب السوريين والأتراك، حيث قُدمت (في الصف الرابع الثانوي) صورة كاملة للقضية السورية وسياقاتها التاريخية في منطقة الشرق الأوسط، تجلت أولًا بالتعرف إلى تاريخ السلطة في سوريا من خلال الحديث عن حزب البعث، ووصوله إلى السلطة، ومسار الأحداث السياسية الكبرى في العراق وسوريا، واستغلال حافظ الأسد لهذه السلطة في ظلم الناس وقهرهم، وثانيًا المساحة الكبيرة التي أفردتها كتب الصف الرابع الثانوي للحديث عن مفهوم الربيع العربي وأسبابه، ومسار أحداثه التي وقعت في العالم العربي، مع التركيز على محطته السورية، فضلًا عن التناول البارز لنتائجه وإفرازاته على المستوى الإقليمي والدولي، مثل مشكلة داعش والأحزاب الكردية (pkk-pyd)، والمشكلة الأبرز التي أنتجتها هي قضية اللاجئين، من حيث هي أزمة دولية كبرى تحملت تركيا الجزء الأكبر من تبعاتها على المستويات: الاقتصادية والاجتماعية والسياسية.
نعتقد أن تقديم تاريخ الحياة السياسية السورية منذ وصول حزب البعث إلى السلطة عام 1963م وصولًا إلى الثورة السورية في سياق الربيع العربي، يؤدي دورًا هامًا في التكيف الاجتماعي، لدى الطلاب الأتراك من خلال تعرفهم إلى تاريخ القضية السورية، وواقعها الحالي، واطلاعهم الدقيق على السياقات التاريخية، والسياسية التي ولدت فيها مشكلة اللاجئين، وأيضًا لدى طلاب اللاجئين السوريين الذين يمكن أن يعدّوها جزءًا من التأكيد على هويتهم الوطنية والثقافية والاجتماعية.
يُحمد للمناهج الدراسية التركية بمراحلها التعليمية المختلفة اهتمامها بالقضية السورية ومشكلة اللاجئين في تركيا، أسبابها وسياقاتها التاريخية والسياسية، فهي استجابة لافتة من جانب النظام التربوي التركي الذي يحضر فيه الطلاب السوريون حضورًا إيجابيًا، ويتمثل هذا الحضور في الدور الذي تؤهلهم له هذه المناهج بأن يكونوا جسرًا لتحقيق التكيف الاجتماعي بين السوريين والأتراك، علمًا بأن مجموع الطلاب السوريين هو ثلث إجمالي عدد اللاجئين السوريين في تركيا.
فعلى الرغم من أهمية حضور السوريين في المناهج الدراسية التركية، فإننا نعثر على العديد من الملاحظات النقدية لطريقة تناولها لقضيتهم وترسيخ صورتهم في وعي الطلبة الأتراك، منها: الصورة الأحادية للسوريين (هم لاجئون محتاجون للمساعدة)، دون التعرض للأدوار الفاعلة المتنوعة التي نجح بها السوريون في الحياة التركية: الاقتصادية والاجتماعية والتعليمية والأكاديمية وغيرها، والقيمة الإضافية التي قدمها هؤلاء لتركيا ومكانتها الحضارية، وكان من الممكن أن تشتمل المناهج الدراسية على الأنشطة اللاصفية التي تعطي الفرصة للطلاب السوريين لتقديم ثقافتهم وعاداتهم وتقاليدهم الاجتماعية لأقرانهم الأتراك، والتي يمكن أن تكون جسرًا جديدًا وفاعلًا للتواصل بين الثقافتين التركية والعربية.
أولًا: العربية
الجميل، سيار. العرب والأتراك الانبعاث والتحديث من العثمنة إلى العلمنة. بيروت: مركز دراسات الوحدة العربية، 1997.
الحفيظ، عبد البار. فلسفة التربية عند جون ديوي. رسالة ماجستير، جامعة منتوري قسنطنية، الجزائر، 2010م.
الخطيب، عبد العزيز. "أدوار المعلمين السوريين في تعليم الأطفال السوريين اللاجئين في تركيا"، مجلة قلمون: المجلة السورية للعلوم الإنسانية، ع10 (2019م).
صحيفة الجمهورية التركية. استرجع في: 11/7/2021 ، 18/7/2021، على الرابط: https://tek.link/P5XA
طعمية، رشيد. تحليل المحتوى في العلوم الإنسانية، مفهومه - أسسه – واستخداماته. القاهرة: دار الفكر العربي، 2004.
ظلام، زكريا. "تعليمُ السُّوريين في دولِ الجوار (دول اللجوء)"، Route Educational and Social Science Journal، ع5 (2018).
عباس، محمد خليل وآخرون. مدخل إلى مناهج البحث في التربية وعلم النفس. عمان: دار المسيرة للنشر والتوزيع، 2006.
غول، محمد زاهد. التجربة النهضوية التركية كيف قادت حزب العدالة والتنمية تركيا إلى التقدم؟. بيروت: مركز نماء للبحوث والدراسات، 2013.
الموقع الحكومي الرسمي للقانون التركي. استرجع في: 10/7/2021، على الرابط: https://www.mevzuat.gov.tr/MevzuatMetin/1.3.430.pdf
موقع وزارة التربية التركيّة. استرجع في: 11/7/2021، على الرابط: https://www.kisa.link/Pdhv
النمر، محمد نور. المواطنة في المناهج الدراسية السورية (دراسة تقويمية لكتاب الدراسات الاجتماعية في مرحلة التعليم الأساسي). غازي عنتاب: دار ميسلون للطباعة والنشر ومركز حرمون للدراسات المعاصرة، 2018.
__________ "الواقع التعليمي للاجئين السوريين في تركيا في المرحلة ما قبل الجامعية"، مركز حرمون للدراسات المعاصرة (2016).
النمر، محمد نور ومنصور، سمير. "تقييم محتوى ترجمة مواد الدراسات الاجتماعية التركية في منصات التعليم الإلكتروني"، مجلة قلمون: المجلة السورية للعلوم الإنسانية، ع10 (2019).
ثانيًا: الأجنبية
ʻAbbās, Muḥammad Khalīl & .et al .madkhal ilá Manāhij al-Baḥth fī al-Tarbiyah wa-ʻilm al-nafs (in Arabic). ʻAmmān: Dār al-Masīrah lil-Nashr wa-al-Tawzīʻ, 2006.
Akyuz, Yahya. Turk Eġitim Tarihi MO 1000-MS 2016. Ankara: Pegem Akademi, 2016.
_________. Turkish Education History MO 1000-MS 2016. Ankara: Pegem Academy, 2016.
Alemdar, Chiġdem. Ilkokul Hayat Bilgisi 1 Ders Kitabi. Ankara: Pasifik Yayinlari, 2020.
_________. Primary School Life Science 1 Textbook. Ankara: Pacific Publications, 2020.
Alemdar, Emrullah – Keleš, Savaš. Chaġdaš Turk ve Dunya Tarihi Ders Kitabi 12. İstanbul: Devlet Kitaplari, 2020.
_________. Chaġdaş Turkish and World History Textbook 12. İstanbul: Government Books, 2020.
Al-Ḥafīẓ, ʻAbd al-Bār, Falsafat al-Tarbiyah ʻinda Jūn Dīwī (in Arabic), Risālat mājistīr, Jāmiʻat Mintūrī qsnṭnyh, al-Jazāʼir, 2010.
Al-Jamīl, Sayyār. Al-ʻArab wa-al-Atrāk al-inbiʻāth wa-al-taḥdīth min al-ʻUthmanah ilá al-ʻAlmanah (in Arabic). Beirut: Markaz Dirāsāt al-Waḥdah al-ʻArabīyah, 1997.
Al-Khaṭīb, ʻAbd al-ʻAzīz, "adwār al-Muʻallimīn al-Sūrīyīn fī Taʻlīm al-aṭfāl al-Sūrīyīn al-lājiʼīn fī Turkiyā"(in Arabic), Majallat Qalamūn: al-Majallah al-Sūrīyah lil-ʻUlūm al-Insānīyah, No 10 (2019).
Al-Mawqiʻ al-ḥukūmī al-rasmī lil-qānūn al-Turkī (in Arabic). Accessed on 10/07/2021, at https://www.mevzuat.Gov.tr/MevzuatMetin/1.3.430.Pdf.
Al-Nimr, Muḥammad Nūr, "al-wāqiʻ al-taʻlīmī lil-lājiʼīn al-Sūrīyīn fī Turkiyā fī al-marḥalah mā qabla al-Jāmiʻīyah"(in Arabic), Markaz Ḥirmūn lil-Dirāsāt al-muʻāṣirah, (2016).
_________. Al-muwāṭanah fī al-Manāhij al-dirāsīyah al-Sūrīyah (dirāsah taqwīmīyah li-kitāb al-Dirāsāt al-ijtimāʻīyah fī marḥalat al-Taʻlīm al-asāsī) (in Arabic). Ghāzī ʻntāb: Dār Maysalūn lil-Ṭibāʻah wa-al-Nashr wa-Markaz Ḥirmūn lil-Dirāsāt al-muʻāṣirah, 2018.
Al-Nimr, Muḥammad Nūr, Manṣūr, Samīr. "Taqyīm muḥtawá tarjamat mawādd al-Dirāsāt al-ijtimāʻīyah al-Turkīyah fī mnṣāt al-Taʻlīm al-iliktrūnī" (in Arabic), Majallat Qalamūn: al-Majallah al-Sūrīyah lil-ʻUlūm al-Insānīyah, No10, (2019).
Azer, Hikmet. Ortaokul ve Imam Hatip Ortaokulu Sosyal Bilgiler 7. Sinif Ders Kitabi. Ankara: Ekoyay Yayincilik, 2020.
_________. Secondary School and Imam Hatip Secondary School Social Studies 7th Grade Textbook. Ankara: Ekoyay Publishing, 2020.
Demirtaš, Bahattin. Ortaoġretim TC Inkilap Tarihi ve Ataturkchuluk Ders Kitabi 12. Ankara: Adim Matbaa Yayincilik, 2020.
_________. Secondary School History of Turkish Revolution and Ataturkchuluk Textbook 12. Ankara: Adim Printing Press, 2020.
Ghūl, Muḥammad Zāhid. Al-tajribah al-nahḍawīyah al-Turkīyah Kayfa qādt Ḥizb al-ʻadālah wa-al-tanmiyah Turkiyā ilá al-Taqaddum?(in Arabic). Beirut: Markaz Namāʼ lil-Buḥūth wa-al-Dirāsāt, 2013.
Harut, Sechil Buket. Ortaokul ve Imam Hatip Ortaokulu Sosyal Bilgiler 5 Ders Kitabi. Ankara: Ata Yayincilik, 2020.
_________. Secondary School and Imam Hatip Secondary School Social Studies 5 Textbook. Ankara: Ata Publishing, 2020.
Karabiyik, Erol Unal. Ilkokul Hayat Bilgisi Ders Kitabi 3. Ankara: Uner/Evren Yayincilik, 2020.
_________. Primary School Life Sciences Textbook 3. Ankara: Uner/Evren Publishing, 2020.
Mawqiʻ Wizārat al-Tarbiyah al-Turkīyah (in Arabic), accessed on 11/07/2021, at https://www.kisa.Link/Pdhv
Ṣaḥīfat al-Jumhūrīyah al-Turkīyah (in Arabic), accessed on 11/07/2021, 18/7/2021 at https://tek.link/P5XA
Šahin, Erhan. Ortaokul ve Imam Hatip Ortaokulu Sosyal Bilgiler 6 Ders Kitabi. Ankara: Anadol Yayincilik, 2020.
_________. Secondary School and Imam Hatip Secondary School Social Studies 6 Textbook. Ankara: Anadol Publishing, 2020.
Ṭʻmyh, Rashīd. taḥlīl al-muḥtawá fī al-ʻUlūm al-Insānīyah, mafhūmuhu-ususuhu – wāstkhdāmāth (in Arabic). Al-Qāhirah: Dār al-Fikr al-ʻArabī, 2004.
Tuysuz, Sami. Ilkokul Sosyal Bilgiler 4 Ders Kitabi. Ankara: Tuna Matbaacilik, 2020.
_________. Primary School Social Studies 4 Textbook. Ankara: Tuna Printing, 2020.
Ulusoy, Yalchin, Ilkokul Hayat Bilgisi 2. Sinif Ders Kitabi. Ankara: Bešgen Yayinlari, 2020.
_________. Primary School Life Sciences 2nd Grade Textbook. Ankara: Bešgen Publications, 2020.
Ẓalām, Zakarīyā, "tʻlymu alssūryyn fī dwli al-jiwār (duwal al-lujūʼ)" (in Arabic), Route Educational and Social Science Journal, No. 5 (2018).
1 - بلغ عدد السوريين حتى الآن حسب دائرة اللاجئين التركية 3.684412. الموقع الرسمي للإدارة العامة للهجرة، استرجع في 2021/07/03 على الرابط:
https://www.goc.gov.tr/gecici-koruma5638.
2 - انظر: محمد خليل عباس وآخرون، مدخل إلى مناهج البحث في التربية وعلم النفس (عمان: دار المسيرة للنشر والتوزيع، 2006)، ص74.
3 - رشيد طعمية، تحليل المحتوى في العلوم الإنسانية، مفهومه - أسسه – واستخداماته (القاهرة: دار الفكر العربي، 2004)، ص461.
4 - مدارس دينية تجمع بين التعليم الديني والتعليم العلمي، وكانت محل الصراع بين التيار العلماني والديني أحيانًا، فقد أُغلقت عام 1931م في عهد كمال أتاتورك، ثم افتُتحت من جديد في عهد حزب الديموقراطي على يد عدنان مندريس في عام 1951م. وقد مُنِع خريجو هذه المدارس حتى 1973م من دخول الجامعات، وفي عام 1983م سُمح لهم بدخول الكليات الجامعية وفي أي كلية، وفي 1997م مُنع خريجوها من دخول الكليات غير الدينية، وبعد وصول حزب العدالة والتنمية إلى السلطة أعاد افتتاح المدارس المتوسطة للأئمة والخطباء، وسمح لخريجي ثانويات الأئمة والخطباء بدخول الكليات الجامعات التي يفضلونها. انظر:
Yahya Akyüz, Türk Eğitim Tarihi MÖ 1000-MS 2016, (Ankara: Pegem Akademi, 2016), s. 372, 373, 374.
5 - ينص القانون على خمس مواد أساسية، هي: 1- كل المؤسسات العلمية والتعليمية تابعة لوزارة التربية التركية (أو وزارة المعارف كما كانت تُسمى في ذاك الزمان). 2- كل المدارس التي كانت تتبع للأوقاف تتبع بعد الآن لوزارة التربية التركية. 3- تُنقل المبالغ المالية المرتبطة بمدارس الأوقاف من وزارة الأوقاف إلى وزارة التربية. 4- ستُؤسس كليات للتعليم الديني العالي. 5- تُحول المبالغ المالية للمدارس العسكرية ودار الأيتام إلى وزارة التربية التركية. ترجمنا هذه المادة من الموقع الحكومي الرسمي للقانون التركي. استرجع في: 2021/07/10على الرابط:
https://www.mevzuat.gov.tr/MevzuatMetin/1.3.430.pdf
6 - هي ستة مبادئ رئيسة عُرفت باسم العقيدة الأتاتوركية، وهي المبادئ الأساسية لسياسته في تأسيس الجمهورية التركية، ومازالت ثابته وقوية حتى الآن، وتُعد مبادئ ما فوق دستورية في تركيا: "الجمهورية، والوطنية التركية، والشعبية، والدولتية، والثورية، والعلمانية". انظر: سيار الجميل، العرب والأتراك الانبعاث والتحديث من العثمنة إلى العلمنة (بيروت: مركز دراسات الوحدة العربية، 1997)، ص118، 119.
7 - محمد زاهد غول، التجربة النهضوية التركية كيف قادت حزب العدالة والتنمية تركيا إلى التقدم؟ (بيروت: مركز نماء للبحوث والدراسات، 2013)، ص101.
8 - زكريا ظلام، "تعليمُ السُّوريين في دولِ الجوار (دول اللجوء)"، Route Educational and Social Science Journal، ع5، (2018)، ص136.
9 - إنَّ وضع المعلمين لم يكن أفضل حالًا من الطلاب السوريين في هذه المرحلة ... في ظل غياب نظام داخلي أو قانون ينظم العَلاقات بين مكونات العملية التعليمية، ما سمح لمديري المراكز التعليمية المؤقتة باتخاذ عدد من القرارات بصورة فردية، غابت عنه الموضوعية في كثير من الأحيان، في ظل المراقبة والمحاسبة. عبد العزيز الخطيب، "أدوار المعلمين السوريين في تعليم الأطفال السوريين اللاجئين في تركيا"، مجلة قلمون: المجلة السورية للعلوم الإنسانية، ع10 (2019)، ص151.
10 - محمد نور النمر، "الواقع التعليمي للاجئين السوريين في تركيا في المرحلة ما قبل الجامعية"، مركز حرمون للدراسات المعاصرة، (2016)، ص5.
11 - زكريا ظلام، تعليمُ السُّوريين في دولِ الجوار (دول اللجوء)، ص137.
12 - صرح وزير التربية أن عدد السوريين ممن هم في سن التعليم: مليون و272 ألفًا و692 طالبًا، وأن عدد الطلاب السوريين الملتحقين بالمدارس التركية هو: 839 ألفًا و735 طالبًا، وأن عدد الطلاب السوريين المتسربين هو: 432 ألفًا و956 طالبًا. نقلًا عن صحيفة الجمهورية التركية، استرجع في: 2021/07/11 على الرابط:
https://tek.link/P5XA
13 - خصص الإعلام التربوي التركي درسًا في قنواته التربوية (TRT EBA) لتعليم اللغة التركية للأطفال الأجانب في مراحل التعليم ما قبل الجامعي لحل مشكلة اللغة التركية.
14 - محمد نور النمر وسمير منصور، "تقييم محتوى ترجمة مواد الدراسات الاجتماعية التركية في منصات التعليم الإلكتروني"، مجلة قلمون: المجلة السورية للعلوم الإنسانية، ع10، (2019)، ص122.
15 - Çiğdem Alemdar, İlkokul Hayat Bilgisi 1 Ders Kitabı (Ankara: Pasifik Yayınları, 2020), s. 148,149.
16 - Alemdar, İlkokul Hayat Bilgisi 1 Ders Kitabı, s. 150.
17 - Yalçın Ulusoy, İlkokul Hayat Bilgisi 2. Sınıf Ders Kitabı (Ankara: Beşgen Yayınları, 2020), s.176.
18 -Erol Ünal Karabıyık, İlkokul Hayat Bilgisi Ders Kitabı 3 (Ankara: Üner/Evren Yayıncılık, 2020), s.142, 143, 144.
19 -Sami Tüysüz, İlkokul Sosyal Bilgiler 4 Ders Kitabı (Ankara:Tuna Matbaacılık, 2020), s. 181.
20 - Seçil Büket Harut, Ortaokul ve İmam Hatip Ortaokulu Sosyal Bilgiler 5 Ders Kitabı (Ankara: Ata Yayıncılık, 2020), s.26.
21 - Erhan Şahin, Ortaokul ve İmam Hatip Ortaokulu Sosyal Bilgiler 6 Ders Kitabı (Ankara: Anadol Yayıncılık, 2020), s. 242.
22 - Hikmet Azer, Ortaokul ve İmam Hatip Ortaokulu Sosyal Bilgiler 7. Sınıf Ders Kitabı (Ankara: Ekoyay Yayıncılık, 2020), s. 206.
23 - Azer, Ortaokul ve İmam Hatip Ortaokulu Sosyal Bilgiler 7. Sınıf Ders Kitabı, s. 216.
24 - Erol Yüksel ve diğerleri, Ortaöğretim Tarih 11 Ders Kitabı (Ankara: Devlet Kitapları (MEB), 2019), s.224.
25 - Bahattin Demirtaş, Ortaöğretim TC İnkılap Tarihi ve Atatürkçülük Ders Kitabı 12 (Ankara: Adım Matbaa Yayıncılık, 2020) s. 265.
26 - Demirtaş, Ortaöğretim TC İnkılap Tarihi ve Atatürkçülük Ders Kitabı 12, s. 268.
27 - Ibid.
28 - Ibid. s. 269.
29 -Ibid. s. 270.
30 - Ibid.
31 - Emrullah Alemdar ve Savaş Keleş, Çağdaş Türk ve Dünya Tarihi Ders Kitabı 12 (İstanbul: Devlet Kitapları, 2020), s. 108, 109, 110.
32 -Alemdar ve Savaş Keleş, Çağdaş Türk ve Dünya Tarihi Ders Kitabı 12, s. 224, 225.
33 - Ibid. s. 234.
34 - الاسم المختصر لحزب العمال الكردستاني (partiya karkerên Kurdistan).
35 - Alemdar ve Savaş Keleş, Op cit., s. 236, 237.
36 - الاسم المختصر لحزب الاتحاد الديموقراطي الكردي (Partiya Yekîtiya Demokrat).
37 - انظر: محمد نور النمر، المواطنة في المناهج الدراسية السورية دراسة تقويمية لكتاب الدراسات الاجتماعية في مرحلة التعليم الأساسي (غازي عنتاب: دار ميسلون للطباعة والنشر ومركز حرمون للدراسات المعاصرة، 2018)، ص44.
38 - موقع وزارة التربية التركيّة، استرجع في: 11/7/2021 على الرابط: https://www.kisa.link/Pdhv
39 - صحيفة الجمهورية التركية، استرجع في: 18/7/2021 على الرابط: https://tek.link/P5XA