OPEN ACCESS

تاريخ الاستلام: 20 فبراير 2022

تاريخ القبـــــــــــول: 27 أبريل 2022

مقالة بحثية

الترجمة والاختلاف الثقافي في الأدبيات العربية

سلمى محمد عبد الله باحشوان

أستاذ الأدب المشارك، قسم اللغة العربية، كلية اللغات والترجمة، جامعة جدّة المملكة العربية السعودية

selma.bahechwan@gmail.com

ملخص

يهدف هذا البحث إلى دراسة إشكالية الترجمة والاختلاف الثقافي في الأدبيات العربية، وفحواها أنَّ الترجمة لا تقتصر على نقل المعارف والعلوم؛ بل تتعدّى ذلك إلى الانفتاح على المختلف بكل ما يتّصل به من أبنيةٍ: ثقافية وحضارية وسيميائية. وقد وظّفت منهجًا تحليليًا نقديًا في هذا البحث، فكانت أهمُّ الاستنتاجات طرحَ قضايا مثل: صلة الترجمة بهجرة النصوص بين الثقافات؛ رغم اختلاف اللغات، وبالآخر المختلف من جهة الهُوية، والتاريخ، وبالاختلاف باعتباره دليلًا على تباين المتخيّل الثقافي، والأنظمة الرمزيّة؛ ولكن للترجمة معايب تتجلّى في التحيُّز للثقافة، واللغة، والتاريخ، ورغبة الثقافة المهيمنة في إسكات الثقافات الخاضعة، والانحراف عن مقاصد الترجمة الجوهرية المتمثلة في التعرف إلى ثقافة الآخر، وفكره، والميل إلى تجذير الاختلاف؛ بدل استبعاده.

الكلمات المفتاحية: الترجمة، نقل المعارف، التحيُّز الثقافي، الاختلاف الثقافي، الشرق، الغرب

للاقتباس: سلمى، محمد، عبد الله، باحشوان،"الترجمة والاختلاف الثقافي في الأدبيات العربية"، مجلة تجسير، المجلد الرابع، العدد 2 ، 2022

https://doi.org/10.29117/tis.2022.0100

© 2022، باحشوان، الجهة المرخص لها: دار نشر جامعة قطر. تم نشر هذه المقالة البحثية وفقًا لشروط Creative Commons Attribution-NonCommercial 4.0 International (CC BY-NC 4.0). تسمح هذه الرخصة بالاستخدام غير التجاري، وينبغي نسبة العمل إلى صاحبه، مع بيان أي تعديلات عليه. كما تتيح حرية نسخ، وتوزيع، ونقل العمل بأي شكل من الأشكال، أو بأية وسيلة، ومزجه وتحويله والبناء عليه، طالما يُنسب العمل الأصلي إلى المؤلف.

OPEN ACCESS

Submitted: 20 February 2022

Accepted: 27 April 2022

Research Article

Translation and Cultural Differences in Arabic Literature

Selma Mohammad Abdullah Bahechwan

Associate Professor of Literature, Department of Arabic, Faculty of Languages and Translation, Jeddah University, Saudi Arabia

selma.bahechwan@gmail.com

Abstract

This research aims at exploring the issue of translation and cultural difference in Arabic literature. It suggests that translation is not limited to the transference of knowledge and science but goes beyond that to openness to the different in all related cultural, civilizational, and semiotic structures. In this study, the researcher employed an analytical, critical methodology. The main findings are raising issues such as the link between translation and the migration of texts betwixt cultures and the other who is different in terms of identity and history. Discrepancy is evidence of different cultural imagination and symbolic systems. However, translation has drawbacks, as manifested in the bias of culture, language, and history, as well as the desire of the dominant culture to obliterate submissive cultures, deviating from the purposes of translation and reinforcing difference, instead of denouncing it.

Keywords: Translation; Migration of texts; Culture bias; Culture difference; East; West

Cite this article as: Bahechwan, S.M., "Translation and Cultural differences in Arabic Literature," Tajseer, Vol. 4, Issue 2, 2022

https://doi.org/10.29117/tis.2022.0100

© 2022, Bahechwan, licensee QU Press. This article is published under the terms of the Creative Commons Attribution-NonCommercial 4.0 International (CC BY-NC 4.0), which permits non-commercial use of the material, appropriate credit, and indication if changes in the material were made. You can copy and redistribute the material in any medium or format as well as remix, transform, and build upon the material, provided the original work is properly cited..

مقدّمة

كان الوعي بأهمية الترجمة وجدواها مبكّرًا في تاريخ الثقافة العربية، وقد برهنت ترجمة الرسائل العلمية والأدبية والفلسفية على وعي العرب القُدامى بأهمية الترجمة؛ أمّا في التاريخ الحديث والمعاصر فقد حملت الترجمة رهانات الثقافة العربية في رحلة بحثها عن الحداثة، والتعريف بأبنيتها الرمزية خارج سياقها الحضاري. وتكمُن أهمية هذا البحث في قراءة الترجمة في الأدبيات العربية؛ من خلال بيان صلتها بالحداثة والاختلاف، والإشكاليّات المترتّبة على انحراف الترجمة عن مقاصدها، وهو يسعى لأهداف، منها: بيان صلة الترجمة بالحداثة الفكرية، والأدبية، والحضارية؛ من خلال الاطلاع على الأدبيات الغربية، ونقلها إلى اللسان العربي، والتعريف بالأبنية الثقافية العربية، وقبول الاختلاف باعتباره مِعيارًا للمثاقفة الواعية، وتوضيح كيف يؤثر انحراف الترجمة عن مقاصدها من خلال تحريف مقاصد النصوص، وتجذير الاختلاف وانعكاس هذا على تقسيم الثقافات إلى خاضعة، ومهيمنة.

استند البحث على عدد من الأدبيات، وهي مراجع مهمة في تطويره، واستنباط إشكاليّاته الفرعية، منها: محمد عوض محمد، فنّ الترجمة، ومؤلَّف إبراهيم زكي خورشيد، الترجمة ومشكلاتها، وكتاب المهدي المنجرة، حوار التواصل، وكذلك مفاهيم الترجمة لمحمد الديداوي، مفاهيم الترجمة، وأيضًا الكتاب المترجَم لبول ريكور (Paul Ricœur) بعنوان: عن الترجمة، أما من المراجع الأجنبية، فقد اعتمد البحث على كتاب روبرتستون (Roberston) الثقافة العالمية: القومية كالعولمة والحداثة: نظرية الثقافة والمجتمع قضية خاصة1.

وسار البحث وَفق منهج تحليليًّ نقديّ، وقُسّم بعد مقدّمته إلى العناصر الآتية: الترجمة وأسئلة الثقافة العربيّة، وتتضمن شقين: الترجمة والثقافات المرتحلة، والترجمة والاختلاف الثقافيّ، ثم الترجمة خارج سياقها: الثقافة المهيمنة والثقافة الخاضعة، منتهيًا إلى جملة من التوصيات.

أولًا: الترجمة وأسئلة الثقافة العربيّة

1. الترجمة والثقافات المرتحلة

ارتبطت الترجمة منذُ القِدم بالآخر المختلف من حيث الهُوية والمعتقد والتاريخ، واتصلت بترجمة المعارف ونقلها إلى لغات وسيطة، وهي فنٌّ قديم تطوّر عبر التاريخ، وفي هذا المنحى يقول ديمتري غوتاس (Dimitri Gutas): "إنَّ الترجمة هي دومًا نشاط ثقافيّ إبداعيّ، فهو يتساوى مع وضع كتب "أصيلة". وكل ما يتّصل بوضع الترجمة له، بالنسبة إلى الثقافة المتلقّية، صلة ومعنى يختلفان عمّا هو قائم عند الثقافة المانحة"2، ولمّا كانت الترجمة فنًّا قديمًا فقد ارتبطت بالإبداع، والخلق الفكري، والتعرُّف إلى الأنظمة الرمزية للثقافات الأخرى، ومن ثّمة ترتحل الترجمة بين الثقافات، وتهاجر من نصّ إلى نصّ؛ لنقل الأدبيّات المجهولة والمفارِقة، و"إنَّ الترجمة عن اللغات تثري الهُويّة الثقافيّة وتقوّيها، ولا تضعفها أو تشوّش خصائصها، ولا تشدُّها إلى أغلال التبعية الثقافية كما يتوهّم البعض؛ إذ إنّ الترجمة عامل بناء فاعل في إثراء الهُوية الثقافية"3.

ولا ينحصر إثراء الهُويّة الثقافية في الثقافة المحلية؛ بل لا بدَّ من الانفتاح على المختلف من الثقافات، ولم تكن الترجمة عملًا مستعصيًا على الترجمان في مرحلة أولى، فقد سمحت الثقافة العالمة بجانب تأويلي في التعامل مع الأدبيّات المترجمة، وليس من مهمّة المترجم أنْ ينقل كلَّ سمات النصّ الأصلي، فـ"المترجم الذي يعي عمليّة الترجمة ليس مُطالبًا بأنْ ينقل لنا معنى النصّ الأصليّ كما قصده الكاتب، ولكنّه بالأحرى ينقل لنا ما تمخَّض عن انفتاح النصّ للمؤوّل الذي هو في النهاية ناقل لما يقوله النصّ الأصليّ من خلاله؛ لهذا ليس من مهمّة المترجم أنْ ينقل كلّ سمات النصّ الأصليّ"4. ولعلَّ الإشكال الجوهري في هذا السياق، هو مدى إلمام المترجم بمتخيّل الثقافة التي يترجم نصوصها، ومتخيّلها، وتاريخها وأنظمتها الرمزيّة؛ لتحصل لديه أفكار عن مقاصد أدبيّاتها وكيفيّات بنائها، ويتحقّق حينئِذٍ طورُ المثاقفة الواعية، ومن ثمّة ينعكس هذا التفاعل الثقافي على الثقافة والعمران البشريّ، وتتجاوز الجماعات البشرية طور الاحتراب الهوويّ، وتُوسم الثقافة حينئِذٍ بالإبداع والخلق، فـ"الثقافة المبدعة هي التي تتمكّن من بلورة أُفق الاختلاف الثقافيّ والمعرفيّ، دون أنْ تقطع أواصر التواصل، والتفاعل الخلاّق مع الثقافات الأخرى، وليس المقصود من الاختلاف، والمغايرة الثقافية هنا هو اعتبار الثقافات الأخرى ذات مكوّنات هامشيّة، أو لا ترقى إلى مستوى التوجيه الإنسانيّ، وإنّما المقصود هو أنَّ الاختلاف في هذه الدائرة هو شرط التفاعل الخلاّق والاستيعاب الواعي لمنجزات الفكر الإنساني المعاصر"5؛ فالترجمة والثقافة يتكاملان ويتعاضدان، ولا يمكن لكلتيهما أنْ تتطوّر دون الأخرى، وإنَّ هجرة النصوص إلى ثقافات بعيدة لن يتحقّق دون ترجمات؛ لأنَّ عُسر اللسان حائل دون التعرُّف إلى الثقافات الأخرى، وفهم متخيّلها وأنظمتها الرمزيّة. فـ"الترجمة هي التي تبدّد المسافة الموجودة بين الذات والآخر، وتُذيب هذا التباين الموجود بين اللغات والثقافات في العالم، وهي الأداة التي بها يمكن اختبار هذه الذات؛ لأنَّ الترجمة تضعنا على حافّة المعارف لتمتحننا، فتتصدّع لغتُنا وترتجّ ثقافتنا، وننتقل من موقع اليقين إلى الارتباك والشكّ"6. وفي هذا السياق، يمكن القول أيضًا: إنَّ الترجمة تفتح باب الاختلاف؛ بدلًا من تبديده، ولكن لا يمكن لأيّ ثقافة تَنشُد الانفتاح على الكوني، والمختلف أنْ تبقى حبيسة لغتها الأم؛ لأنّ شرط التطوّر الإلمام بالمعارف ومواكبتها، وقد كانت الثقافة العربية على وعي بهذا الإشكال المعرفي منذ القديم؛ فانفتحت على الترجمة من ثقافات كثيرة، ممّا أسهم في اكتسابها حصانة معرفية.

2. الترجمة والاختلاف الثقافي

يشير الدارسون إلى أنَّ الثقافات تقوم على اختلاف اللسان؛ ولكنّ الإشكال قد يغدو مُلفتًا للدراسة إذا ما تعدّد اللسان في الثقافة الواحدة، فيُنظر إليه من زاويتي نظر مختلفتين فحواهما: "إنَّ اللغوييّن المعاصرين لا يرون الازدواجيّة اللغوية خطرًا على الفرد، أو قيدًا عقليًا عليه؛ بل يرونها منتجة للمرونة العقلية والثراء الثقافي، بيد أنَّ ترتيب العناصر المكوّنة لظاهرة الازدواجيّة هو التحدّي في الدول العربيّة اليوم. فليس المطلوب التنكّر لقيمة اللغات الأجنبية وفائدتها الثقافية والعملية، وإنّما المطلوب وضع سياسات تربوية تجعل هذه اللغات إثراءً للهُويّة العربيّة؛ لا بديلًا عنها، ولاحقةً لها، لا سابقةً عليها"7. فوجهة النظر الأولى، وهي لسانية: ترى في التنوّع ثراءً ثقافيًا، والثانية نقدية: تُلمح إلى سطوة الثقافة الغالبة من خلال إرساء لغتها مكان اللغة المحليّة، وأيًا كانت هذه التفسيرات، فإنّ الحقائق التاريخية واللسانية تقرّ بتعدّد الألسن في الوجود الإنساني؛ حتّى يكون مدخلًا إلى دراسة الاختلاف الثقافي، وركيزة أساسية من أهمّ ركائزه، وإنَّ الوسيط في قبول الاختلاف، وإرسائه هي الترجمة8. فللترجمة دور جوهري في عملية المثاقفة الواعية والاطلاع على الحضارات الإنسانية في وجوهها المختلفة، وشرط ذلك أنْ تنزاح الثقافات عن التعالي والعصبية الثقافية، فـ"كلّما تجنّبت هذه العملية الاستعلاء الثقافي؛ إلاّ ونجحت في نشر ثقافة التلاقح، والتمازج، والمثاقفة، وتلبية الحاجة التواصلية بين الناس، سواء كانوا فُرادى، أو جماعات"9.

إنّ الترجمة بما هي رحلة نحو المختلف، وتوق إلى التعرّف إلى الآخر، تطرح إشكاليّة جوهريّة متعلّقة بتاريخ الأفكار، وتتمثّل في مصطلح أنثروبولوجي معاصر يُسمّى الاختلاف، فلا يمكن للترجمة أنْ تؤدّي رسالتها؛ إلّا إذا أقرّت الاختلاف وسايرته، ويصل سعد البازعي الاختلاف بحقول بحثيّة أفادت منه وطوّرته، يقول: "إنّ المفهوم متّصل صلة وثيقة بحقول بحثية شهدت في السنوات الأخيرة تطورًا ملحوظًا، مثل: الدراسات ما بعد الاستعمارية، والنسويّة، ونظريّات التلقّي، وغيرها، إلى جانب حقول عريقة، مثل: الدراسات الاجتماعية، والنفسيّة، بتفريعاتها النظريّة، وأجهزتها المفهوميّة والمصطلحية"10. ولمّا كانت هذه المباحث طارئة على الأدبيّات العربية، كان ضروريًا على دارسي الترجمة، والمترجمين إيلاء الاختلاف أهميّة كبيرة قبل مباشرة عمل الترجمة، وتجدر الإشارة إلى أنَّ الاختلاف متجذّر في الدراسات الغربية قبل أن يتحوّل إلى سياق الثقافات الشرقية، "ولعلّ من اهتمام الثقافة الغربية الحديثة في قيمة الاختلاف، أنْ جعلت الحقوق للمختلِف ظاهرة بشكل غير مقبول أحيانًا عند غيرها، كقبول الاختلاف الجنسي في المثليّة مثلًا، وهي وإن كانت مستهجنة في الثقافة الشرقية، أو بعض الثقافات الغربية أيضًا بحكم محافظتها؛ إلاّ أنّها تنخرط ضمن مفهوم الاختلاف وتحقيقه بوصفه قضيّة محورية في بعض الدول الغربية، وهنا تكمن أزمة تحقيق الاختلاف لدى الثقافات الشرقيّة المحافظة التي ربّما كان الاختلاف مقلقًا لها على ثقافتها"11. ولاريب في أنّ أدبيات غربية كثيرة تناولت قضايا مسكوتًا عنها، وغير مُفكَّر فيها في الثقافة العربية، ومن هنا ينشأ اختلاف معرفي في قبول مثل هذه الأدبيّات وترجمتها، فلم تكن الثقافة العربية مُهيّأة لقبول المسكوت عنه؛ بسبب وجود إكراهات تاريخيّة تتحكّم في إنتاج المعرفة داخل الثقافة العربيّة، من ذلك أنّ الأدبيّات الدينية تتقاطع مع الأدبيّات الفكرية والأدبية والشعرية وتتحكم في توجيهها عبر التاريخ.

يرى الدارسون أنّه لا حلّ لقبول الأدبيّات الغربية إلا بقبول ثقافة الاختلاف؛ "لأنّ الاختلاف الثقافيّ أصيل حتى داخل الثقافة الواحدة، وعلى ذلك ليس من قبيل المستهجن قبول التعدّدية الثقافية في المجتمعات الشرقية؛ لأنَّ طبيعة ثقافتها مختلفة بين مجتمع إلى آخر، حتى لدى الثقافة العربيّة التي تتعدّد مذاهبها وأعراقها وأشكال ثقافتها من بلد إلى آخر"12. ولا بدَّ للثقافة العربية في رحلة بحثها عن المعاصرة والحداثة أنْ تعود إلى نقد بنيتها التي ترسّخت في المتخيّل الجمعي باعتبارها ثقافة سكونية لا اختلاف في أدبياتها، ولكنّ الحقيقة التاريخية أنَّ الثقافة العربية عرفت وجوهًا مختلفة من الاختلاف في الآداب، والأفكار، والملل، والنحل، لكنّ وقع طمسها بسبب الإكراهات التاريخيّة، ولإظهار مبدأ الإجماع، وعدم الفرقة، ويؤكّد سعد البازعي أنَّ مَقْصِد الاختلاف ثقافيّ محض قبل أنْ يرتبط باختلاف الهُوية، والعرق، والتاريخ؛ لأنّ للثقافة أنظمة رمزية لا تقلّ أهميّة عن الأنظمة الماديّة؛ إذ "يُقصد بالاختلاف في السياق المطروح هنا "الاختلاف الثقافيّ" أي اختلاف ثقافة عن أخرى بوصفها ظاهرة محسوسة، وتشهد بها سمات عدّة في الثقافة نفسها أبرزها اللغة والمعتقدات، والتاريخ، والتقاليد، والمنتجات المعرفيّة، والذوقيّة"13. وقد اطّردت في الثقافة العربيّة النصوص المتباينة المختلفة؛ حتّى أنّ المؤسّسة الرسميّة قسّمتها إلى نصوص متن، ونصوص هامش.

إنّ نفي الاختلاف الثقافيّ لا يمكن أن يطوّر الثقافة، وأنظمتها الرمزيّة، والثابت أنّ الأدبيّات التي لم تتطوّر، ولم تخرج إلى دائرة الكونيّ هي أدبيّات غير مجدية؛ لأنّ من شروط نجاحها أن تُتداول، ويتمّ تقبُّلها في الثقافات المغايرة، فـ"الاختلاف الثقافيّ إذن، موضوع يصعب التشكيك في أهميّته، فضلًا عن وجوده، وهو هُنا بحاجة إلى المزيد من البحث والتأمّل، الأمر الذي سعت هذه الملاحظات إلى وضعه موضع الاهتمام، انطلاقًا من الفرضيّة التي تشير إلى صحّتها الدراسات والمقولات المطروحة في ثنايا المناقشة؛ إذ تتضمّن أنّنا، على أقل تقدير، إزاء قضية ليست مهمّة فحسب، وإنّما شديدة التركيب وذات أبعاد إشكاليّة يصعب حسمها بإجابة وحيدة البُعد، مثل: الرفض أو القبول"14؛ ولهذا يرى سعد البازعي ضرورة مراجعة الاختلاف الثقافي بالدراسة والتمحيص، ويعود هذا الإصرار إلى تحوّل المعرفة من سياق المحليّ إلى سياق الكونيّ، وأنّ اليقينيّات في الثقافة لم تعد أمورًا ثابتة وبديهية، فما كان بالأمس من المسكوت عنه، أصبح اليوم من المفكَّر فيه، وقابل للنقد والدحض، وقد مثّلت الفلسفة بداية معرفيّة في نقد المسلّمات ونقضها وعبّر فريديريك نيتشه (Friedrich Nietzsche) عن هذا التوجّه بقوله: "الحقيقة لم تظهر إلا متأخرة جدًا، بوصفها أضعف صور المعرفة وأقلّها أثرًا. وعندئِذٍ، وضح للمرء أنّه لا يستطيع أنْ يحياها؛ إذ إنّ الكائن العضوي فينا قد تلاءم مع ضدّها، وكلّ الوظائف العُليا لهذا الكائن العضوي، كالإدراك الحسي وسائر أنواع الإدراك بوجه عام، إنّما مُورست من خلال هذه الأخطاء الأساسية القديمة التي سرَت فيها؛ بل إنَّ هذه المبادئ قد غدَت هي ذاتها المعايير التي يُقاس بها ما هو "حقيقي" وما هو "غير حقيقي" في المعرفة؛ حتى تغلغلت في أعمق مجالات المنطق الخالص"15.

يتنزّل كلام الفيلسوف الألماني نيتشه في سياق الثقافة الكونية، فهو من هذا المنطلق لا يحصر كلامه في إطار ثقافة محلية؛ بل إنّ رسالة الفلسفة شاملة باعتبارها تدخل في المقولات المطلقة التي تضاهي اليقينيّات، ولمّا كانت الثقافة مشكَّلة من أبنية رمزيّة مثل: اللغة، والطقوس، والمعتقدات، جنح البشر إلى تقديس الثقافة واعتبارها من الثوابت، أمّا الأنظمة الرمزيّة فقد غدت لصيقة بحياة البشر في حِلّهم، وترحالهم، وتحوّلت بفعل الإكراهات التاريخيّة إلى حقائق ويقينيّات ملزمة، فكان دور الفكر النقدي نقد هذه المسلّمات، وبيان الأسباب التي جعلت منها يقينيّات للبشر؛ إذ تتوارث هذه الأنظمة المشكِّلة للثقافة، وتتحوّل تدريجيًا إلى عوائق معرفيّة مكرّسة للاختلاف، وحائلة دون انفتاح ثقافي على قيم الآخر، وأنظمته الرمزية.

إنّ التعدّدية الثقافية غاية لا بدّ من إدراكها؛ لأنّها السبيل إلى القبول بالاختلاف الثقافي، ومن ثمّة يحصل توازن بين الجماعات البشرية، "ولا مناص بعد ذلك من أنْ يكون الاختلاف الثقافي غير متصادم مع مفهوم التعدّدية الثقافية؛ بل هما سيّان في المنظور البيني والحولي والخلالي العابر والما بعدي، والاعتراف بهما يعني الإقرار بحقيقة اجتماع المعنى ونقيضه معًا. وبالشكل الذي يحقّق للحياة التوازن، فلا يعود هُناك غالب ومغلوب، وفوقي وتحتي، وأصل وفرع. فالاختلاف هو التعدّد كصيرورة مونادية بمفهوم المونادا عند الفيلسوف لايبنيتز، والوحدة الأساسية في هذا التعدّد عبارة عن جوهر يحافظ على أصالته؛ لكنّه مع ذلك قابل للتغيير؛ غير منغلق ولا متجذّر"16.

إنّ إدراك الاختلاف وأهميته يسهم في خلق تعدّدية ثقافية لا تتحيّز إلى لسان، ولا إلى أيّ ترجمة، ولا تنتصر إلى ثقافة دون أخرى. ومن ثمّة تسهم الأدبيّات المهاجرِة والمترجَمة بين الثقافات في تلبية حاجات رمزية، تستتبعها ضرورات مادية للأفراد والجماعات على اختلاف مللها ونحلها وأعراقها، ممّا يحدّ من العنف والعصبية والاقتتال.

وثمّة عوامل بنيوية تجعل من الاختلاف أمرًا مشروعًا، منها: "نقد أنظمة التمركز الداخليّة في الثقافة نفسها، بما فيها المفاهيم الخاصة بالمجتمع، والسلطة، والمعرفة، والدين، والفكر، والاقتصاد، وغيرها، وبما أنّ الاختلاف ضرورة تتّصل بدائرة التكوّن الثقافي العربي الحديث فهو مشروط بمحدّدات تنظّم أهدافه وغاياته"17. فالاختلاف، رغم طابعه الكونيّ، واتصاله بالمتخيل المعرفي، وبالثقافات الكونية، إلا أنه أداة لنقد الثقافة المحلية، وبيان مدى التباين المعرفي فيها، واختلاف الأطروحات المعرفية، فلا يمكن لثقافة لا اختلاف بين مكوّناتها و أنساقها أن تخرجْ من إطار المحلّي إلى الكوني؛ بل لا بدَّ قبل ذلك من نقد بنيوي لتشكّلها وتاريخها، والناظر في الثقافة العربية يلحظ مدى نهلها من ثقافات كثيرة، فلا بدَّ من دراسة نقدية لـ"إعادة نظر نقدية للعلاقة التي تربط الثقافة العربية الحديثة بأصولها الموروثة من جهة، وبالثقافة الغربية من جهة ثانية، وتشكيل منطقة تفكير، لا تتقاطع فيها تلك المؤثّرات، ولا تتعارض، ولا تذوب مكوّناتها في مكوّنات غيرها، ولا تتداخل رؤى هذه برؤى تلك، والأهم من ذلك أنْ تُعلن عن أسئلتها الخاصة التي تترتّب مقدماتها، وبراهينها في ضوء حاجات الإنسان والواقع التاريخي، وليس استجابة لمقترحات خاصة بسياقات، وأنساق ثقافية آتية من الماضي أو من الثقافات الأخرى"18. والثابت، أنّ الثقافة العربية المعاصرة حصلت فيها مثاقفة واعية تجلّت أيّما تجلٍّ في الاستفادة من العلوم، والمناهج الغربيّة في مجال الأدب، والإنسانيّات، والأنثروبولوجيا، وغيرها من المعارف الحديثة التي توصّلت إليها الثقافة الغربية في رحلة بحثها عن المعاصرة. وقد كان من الضرورة، أن تنفتح الثقافة العربية على المختلِف، وما استجدّ من علوم، أمّا الأسئلة الملحّة في الثقافة العربية فهي أعلق بالثقافة العربية المعاصرة؛ لأنّها أسئلة تترجم راهنها المعرفي، وتوقها إلى الحداثة. وأمّا التراث، فلئن كان مهمًّا من الناحية الرمزيّة، والعقائديّة، فإنّ التعويل عليه في الحداثة لم يقدّم أجوبة شافية.

ومن مزايا الاختلاف الاندماج، وللأنظمة الرمزية المتبادلة دور جوهريّ في تحقيقه؛ ذلك أنّ التعرّف إلى الأنظمة السيميائيّة المشتركة بين الأفراد، والجماعات يحقّق الاندماج "وقد تثير هذه الرؤية تساؤلات باستفهامات مختلفة من قبيل: ما الذي يجعل الاختلاف في الهويات والجماعات عاملًا مهمًّا في الاندماج؟ وكيف يتلاقى الاختلاف الثقافي مع التعدّدية الثقافية داخل مجتمع واحد؟ ألا يعني إقرارنا باختلاف الآخر أنّنا نعلن انهزامنا، وخسارتنا لذواتنا؟ وكيف نتمكّن من أن نحوّل اختلافنا عن غيرنا، واختلاف غيرنا عنّا إلى يوتوبيا حياتيّة، وهناك تابوهات لا يمكن تجاهلها أو التغاضي عنها؟"19، هذه أسئلة ملحّة مترتّبة على الاختلاف في الهُويّات والجماعات، وهي بطبيعتها غير متجانسة في أنظمتها السيميائيّة والرمزيّة، وهنا يغدو قبول الاختلاف صعبًا في ضوء تعدّديّة ثقافيّة؛ ولكن الإكراهات التاريخيّة تحوّل الاختلاف إلى بديل عن التحيّز، والانغلاق، والانتصار إلى العرق والهُويّة، والمعتقد. وإذا نظرنا مثلًا في الهُويّة، فهي مُعطى متشعّب، إذا ما تمّ القبول بالاختلاف؛ "إذ يمكن أن تكون الهُويّة رُكامًا من هُويّات مختلفة: رأسيًا وأفقيًا، وتحتاج إلى أشبه ما يكون بالحفر المعرفي للوصول إلى الهُوية الأصل، وهي الهُوية الإنسانية، وهذا أمر يصعب فيه الوصول إلى نقطة واحدة متماثلة، وهو ما جعل داريوش شايغان يحذر من "وهم الهُوية" كما يسميه، أو "أفخاخ الهُويّة" كما يسميها آلان تورين"20. فالهُوية الإنسانية هي الجامعة ولا يمكن مقارنتها بالهُويّات العرقيّة أو الدينيّة، وهي مطلب علوم الثقافة التي تتعالى على اعتبار الهُوية أساسًا للصراع والاحتراب؛ لأنّ علم الثقافة "يهتم بدراسة السيرورات الثقافيّة المحمّلة بالقيمة والمعنى، لتطوّر موضوعات متفرّدة وجزئيّة؛ لذا، تُعتبر الطريقة التاريخية التفريدية المنهج الذي يجب أن يستخدمه علم الثقافة في دراسته تلكْ"21.

إنّ البحث عن القيمة والمعنى هو أساس الهُويّة الإنسانيّة، فالبشر يشتركون في هُوية جماعية جامعة وداحضة لكلّ تفرقة واقتتال، فـ"الحوارات الثقافية والفكرية، لا تستهدف دفع الآخر إلى مغادرة موقعه الثقافي والفكري؛ بل هي تستهدف تطوير وتنمية القواسم المشتركة ] كذا [، وذلك من أجل خلق توازن ضروري بين نِقاط الاختلاف ونقاط الاتفاق. وبهذا تخرج الحوارات عن نسق الإفحام واصطياد الآخر في مقولاته وقناعاته. فهي حوارات تستهدف بالدرجة الأولى تنمية كل ما من شأنه ديمومة الحوار، وتفعيل القواسم المشتركة، والحؤول دون دفع نقاط الاختلاف، وموضوعات التباين إلى السيطرة والهيمنة على مجال العلاقة بين المدارس الثقافية، والفكريّة في المجالين العربيّ والإسلاميّ"22. وإنّ الاختلاف في المستوى الفكري والثقافي يؤسّس لثقافة مبدعة قادرة على تخطّي المِحَن والانقسامات العرقية، والإعلاء من القيم المعرفيّة المشتركة. والناظر في تاريخ الثقافة العربية المعاصرة يلحظ مدى استفادتها مثلًا من أدب أمريكا اللاتينيّة المترجم، فقد اطلع القُرّاء على الأدب العجائبيّ، وكيفيّات إجرائه، ونهل الدارسون من المناهج الغربيّة في تحليل الخطاب، وتفكيكه وعلوم السيميائيّات، والدلالة وغير ذلك من العلوم الحادثة في الأدب، واللّغة، والفكر. وحريّ بالذكر أنَّ الثقافة المبدعة هي ثقافة عالمة نقدية؛ لأنّها لا تقدّم المسلّمات باعتبارها يقينيّات، وإنّما بوصفها نتاجًا معرفيًا قابلًا للمساءلة والنقد البنّاء، ولعل أهم ميزة لهذه الثقافة أنّها تقرّ بالاختلاف وتعتبره شرطًا موضوعيًا لاستمرارها، فـ"النزعة نحو الاختلاف تعطي للثقافات المتعدّدة حقّ صنع حقيقتها الخاصة، والدفاع عن ثقافاتها وهويتها، والإشكالية يمكن أنْ تكون من تحقيق مفهوم الهُوية داخل ثقافة توحيدية أو تماثلية التفكير"23.

وإنّ مُعطى الاختلاف لا يمكن أن يسير بالثقافة إلى الانحسار مثلما يتوهّم دعاة العصبيّة الثقافيّة؛ بل هو سبيل إلى الإبداع والخلق المعرفي؛ إذ يتجاوز الاختلاف البُعْد اللساني التواصلي؛ ليغدو اختلافًا بنيويًا يبرز في تباين الأنظمة الرمزيّة والسيميائية، وهو ما قصده سعد البازعي بارتباط الاختلاف بوجود قطائع معرفية وثقافية، هذه القطائع تتشكل في تاريخ الثقافات في أدبيّات متنازعة ومتعارضة ومتراكمة؛ ولكن هذا التباين سرعان ما يتحوّل إلى إبداع معرفي أساسه الاختلاف، وقد عبّر أنتوني بلاك (Antony Black) بوضوح عن هذه القطائع المعرفية عندما نقل لنا صورتي الشرق والغرب في قوله: "توحي المقارنة بين الإسلام والغرب بأنَّ أسلوب التفكير الديني أو الثقافي العام أكثر أهميّة على المدى البعيد من مذاهب معينة (مثل الملكية المطلقة أو حكم القانون). لقد استمدّ المسيحيون الغربيون والشرقيون بعض الاستنتاجات السياسيّة المختلفة جدًا من النصوص المقدّسة نفسها"24. وإنّ هذا الاختلاف بين الشرق والغرب قائم على قطائع معرفية، فقد اختلفت النصوص المقدّسة وتباينت الأنظمة الرمزية والسيميائية، وانعكس ذلك على الأدبيّات التي تنظم حياتهم، ولكن التداخل بين العالمين: الشرق والغرب، بدا جليًا فقد "تبنّى البعض في العالم الإسلامي، وفي الغرب، وجهات نظر شبه عقلانية حول كيفية معرفة المرء أنّ شيئًا ما حقيقي. وهو ما كان يختلف بشكل جذري عن وجهات نظر بعض إخوتهم في الدين؛ لكن كلًا من الفلسفة والاحتكام إلى المنطق، باعتباره دليلًا مستقلًا، قد تلاشيا في العالم الإسلامي، بينما أصبحا في الغرب ممارسات وطرائق للنقاش راسخة ومحترمة"25، وإنّ الغلبة حسب أنتوني بلاك كانت للعالَم الغربي في ترسيخ الاختلاف واعتباره قيمة ثابتة في تنظيم العمران، في حين انزلق العالَم العربي في مراحل تاريخية كثيرة إلى إرساء الاختلاف سبيلًا إلى الاحتراب والاقتتال والتنازع.

ثانيًا: الترجمة خارج سياقها: الثقافة المهيمنة والثقافة الخاضعة

تهاجر النصوص في رحلة بحثها عن الحداثة، وهي تسير في حركة عكسية شرقًا وغربًا ناقلة صدى الثقافات والحضارات، وإنّ النصوص المهاجِرة من ثقافة إلى أُخرى نصوص منتقاة تنتمي إلى الثقافة الرسمية، وهي تحتل مكانة رائدة في الثقافة المحلية، فيختارها المترجمون لجودتها وقدرتها على نقل صورة حقيقيّة وواضحة عن الآخر، بيد أن هذه النصوص قد لا تحظى بدرجة الإعلاء والإشادة عندما تُترجم إلى ثقافة أُخرى، وهذا ما عبّر عنه أندريه لوفيفر (André Lefèvre) في قوله: "يمكن لمكانة النصّ الأصلي أن تحتل أية نقطة بين المركزية أو الهامشية في ثقافة الأصل كما في الثقافة المستهدَفة. قد لا يحتل نصّ يُعدّ مركزيًا في ثقافته الأم الموقع نفسه في ثقافة أخرى أبدًا"26. ويعود هذا التغيّر في مكانة النصّ الأصلي إلى التقبل، والتلقي للنصوص الوافدة على ثقافة ما، فعادةً ما تحمل النصوص المترجمة مرجعيّات فكريّة، وأنظمة رمزيّة، ومتخيَّلًا للثقافة التي أنتجت هذه النصوص؛ فلا تلقى قبولًا في بيئة ثقافية جديدة، هنا ينشأ صراع بين الخطاب في النصّ الأصلي والثقافة التي ترجمت هذه الأدبيّات فـ"تتأثّر هذه المواقف كثيرًا بمكانة الأصل، وصورة الذات في الثقافة التي يترجم إليها، وأنماط النصوص التي تُعدّ مقبولةً في تلك الثقافة، ومستويات المفردات التي تُعدّ مقبولةً فيها، والجمهور المخاطب، و(المدوّنات الثقافيّة) التي اعتادها الجمهور أو مال إلى قبولها"27.

ولئن كانت للترجمة مزايا جمّة في تحقيق الاختلاف الثقافي، فإنّ لها معايب خفية، منها ما هو بنيوي متعلّق بطبيعتها القائمة على ضرورة التبصّر باللسان، ومنها ما هو ثقافي موصول باختلاف التقبل لثقافة الآخر؛ لذلك لا بدَّ من إعادة النظر في الترجمة باعتبارها نافذة لقراءة المختلِف والمغاير، فـ"الترجمة إذ توحّد بين اللّغات، تعمل بالفعل ذاته على تكريس الاختلاف بينها وإذكاء حدّته. فليست الترجمة خلقًا للقرابة وحسب، وإنّما هي أيضًا تكريس للغرابة. إنّها استضافة، لكنّها دومًا "استضافة غريب"28. إنّ ما يقصده عبد السلام بنعبد العالي في هذا السياق الجانب المعتم من الترجمة باعتبارها محاولة لفهم الآخر من خلال اللسان، وهي محاولة كثيرًا ما تصطدم بعقبات الفهم والقراءة والتأويل، وهذا يتطلّب دراية بالثقافة المستهدفة بالتعريب والنقل وفهم متخيّلها الجمعيّ وأنظمتها الرمزيّة، ويفسّر أحد الدارسين صعوبة الترجمة، "أنّها تتطلّب أكثر من الدقة الحرفيّة: تتطلّب استيعابًا للخلفية الحضارية والتاريخية والثقافية للنصّ المترجَم، وفطنة إلى الفروق الدقيقة بين معاني الكلمات، وقدرة على التعامل مع المستويات اللغوية المختلفة: (كلاسيكية، فصحى قياسية، عامية، رطانة خاصة بمجموعة أو حرفة، إلخ...) الترجمة الأدبية باختصار إشارة وإيحاء معًا"29.

وإنّ فهم الخلفية الحضارية، وسياق الآثار الأدبيّة على اختلافها، وتمييز الحقول الدلاليّة والمعجميّة للنصوص، كلها عوامل تسهم في الخروج بالترجمة من سياق الرؤية الأحادية الضيقة إلى سياق أرحب وأوسع، وقد عبّر بيتر كلارك (Peter Clark) عن إشكال الترجمة من زاوية الآخر المختلِف في الهُوية والمتخيّل الثقافي قائلًا: "فنحن- المترجمين- نواجه صعوبة من نوع آخر، هي شك العالم العربي في عملية الترجمة، فقد كان هناك قبل جيل واحد من اليوم نرجسية ثقافية؛ إذ ليس ثمة شخص دخيل بإمكانه أنْ يفهم كل ما هو عربي. وهذا أمر صحيح إلى حدّ ما، وينطبق على أيّ جماعة متماسكة، فالمجموعات اللغوية الأخرى لها سماتها المتشابهة، مثل اللغتين الصينية والولزية كمثالين مختلفين تمام الاختلاف. وهذا لا ينطبق على عالَم ثقافي كبير مثل اللغة العربية، بل ينطبق على جماعات متناقضة وأجيال أصغر"30.

إنَّ الترجمة الوافدة التي نقلت مصادر الأدب والفكر والتاريخ في الثقافة العربية لا يمكن الوثوق بها؛ لأنّ مترجمها من ثقافة أجنبية، وتبرير هذا الرأي أنّ للثقافة العربية مُتخيّلًا وأنظمة رمزية تستعصي على الترجمان الذي لم يترعرع في بيئة عربية، بيد أنّ بيتر كلارك يفنّد هذا الرأي في مقالة مطوّلة، وعماده في ذلك تجارب عملية نجحت في تقديم ترجمات رصينة؛ رغم أنَ القائمين عليها ينتمون إلى ثقافات تختلف في بنيتها وتاريخها عن الثقافة العربية.

ويمكن للترجمة أنْ تحمل رهانات ثقافية وتاريخية، وفي الآن نفسه تكشف عن صراع معرفي بين الأنساق الثقافية المتباينة، ومردّ ذلك تباين في اللسان والمرجعيات والروافد، فـ"لا مفرّ للترجمة إذن أن تتم بين لغات تربط بينها علائق قوة. هذه العلائق قد تُستثمر في بعض الأحيان؛ لتدخل في عراك مع اللغة الأجنبية لقهرها، واستبعاد كل ما في النصوص يتنطّع ويمتنع عن الرضوخ. هنا، لا تكون الترجمة استشكالية. إنّها لا تنهزم أمام النصّ، ولا تحاول أن تقف عند "ما تتعذّر ترجمته، عندما يمكن أن يشهد على غرابة وبُعد ومسافة و"غيريّة"، وبالتالي على امتناع عن الرضوخ والانصياع"31. ويُعزى هذا الاضطراب بين الثقافات إلى أنَّ الترجمة تقوم أساسًا على نقل اللسان الأصلي إلى لسان آخر، ومن ثمّة ينشأ جدل فكريّ بين النصوص، للترجمان دور جوهريّ في إذكائه، ويُفسّر بالتحيّز إلى الثقافة، والعرق، والتاريخ. وكثيرًا ما تؤدّي الترجمة إلى طمس النصّ الأصليّ، والإشادة بالنصّ المترجم، وهي مُحاولة لإضفاء طابع القبول عليه وتداوله في الثقافة العالمة المحلية، فـ"النص الأصلي لا يظهر مرة ثانية أبدًا (وسيكون مستحيلًا) في لغة أُخرى، ومع ذلك فهو حاضر دائمًا؛ لأنّ الترجمة وبدون أن تقولها تذكره باستمرار أو تحوّله إلى شيء شفاهيّ أو ناطق، وإن كان مختلفًا يعيد إنتاجه"32. ولا يمكن للترجمة أن تكون مدخلًا للمثاقفة المبدعة إلا إذا تخلّص القائمون عليها من التحيّز والعصبية وتوهّم الانتماء إلى ثقافة غالبة.

وتُطرح في هذا السياق إشكاليّة الترجمة اللامتكافئة والثقافة الخاضعة، ذلك أنَّ تبادل الأنظمة الرمزية كثيرًا ما يخضع للانتقاء وسطوة الثقافة الغالبة. "ففي الترجمة بين المركز والأطراف، نجد، أوّلًا، أنَّ الثقافة الخاضعة تُترجم من الثقافة المهيمنة أكثر بكثير ممّا تترجم هذه الأخيرة منها، وذلك يعني اتساع تمثيل الثقافة المهيمنة في الثقافة الخاضعة، وضيق تمثيل هذه الأخيرة في نظيرتها. ونجد، ثانيًا، أنّ الأعمال المنتجة في الثقافة الخاضعة وتترجم إلى المهيمنة، إنّما تقدّم وينظر إليها على أنّها صعبة، ملغّزة، لا يقوى على فهمها وتفسيرها سوى كادر صغير من المختصين الذين يزوّدونها بجهاز ناقد (مقدمات وحواشٍ) يفرض التأويل الاختصاصيّ على القارئ"33. ويعكس هذا الجانب الخفي للترجمة صراعًا بين الثقافات أساسه الانتصار إلى النتاج الرمزي، ومن ثمّة قسّمت الثقافات إلى ثقافة خاضعة وأُخرى مهيمنة تضبطها جملة من المقومات الاقتصادية والتاريخية واستعمارية، وهي عوامل محددة لانتقاء الأعمال المترجمة دون تحقيق غلبة للثقافة الخاضعة، وإنَّ الناظر في الأعمال الأدبية المترجمة يُلحظ انتماؤها إلى ثقافاتٍ بعينها قد تفتقد أحيانًا العراقة والقِدم، وفي المقابل فإنّ "الثقافة المهيمنة لا تترجم من الثقافة الخاضعة سوى تلك الأعمال التي تلائم ما تحمله عنها من تصوّرات مسبقة، أي تلك الأعمال التي تتمثّل لما لديها من صورة نمطية هيمنية، في حين تختار الثقافة الخاضعة ما تترجمه؛ لأنّه قادم من ثقافة مهيمنة"34. وإنَّ انتقاء الأدبيّات المترجمة من ثقافة خاضعة يقوم على تصوّر فوقي متعال تفسّره أنظمة الثقافة الغالبة بتجنّب تحريف أبنية الثقافة المحلية بأنظمة مهاجرة تستند إلى متخيّل مختلف، وهي نظرة ارتيابية لا تستند إلى منهج علمي قويم؛ بل تنشدّ إلى التحيّز والعصبية الثقافية والإيديولوجيا، وتجنح الثقافة الغالبة في سياقات كثيرة إلى طمس مقاصد النصوص في الثقافة الخاضعة عبر وسائط وآليات منها الترجمة وفق تأويل معيّن قد يصل إلى مستوى تحريف المقاصد؛ إذ "إنّ مفهوم إيديولوجيا الثقافة المهيمنة تخفي وراءها النقاش القديم حول مفهوم الأمانة للمصدر الذي يضع الترجمة الحرفيّة في مقابل الترجمة بتصرّف، وهو نقاش قديم جديد، يعكس بوضوح محاولة سيطرة إيديولوجيا الثقافة المهيمنة"35.

قام المترجمون بإيجاد جملة من الذرائع والحيل العلمية للإعلاء من ثقافاتهم وتحصينها من الاختراق، وفي هذا المنحى قسّم أندريه لوفيفر طبقات المترجمين إلى صنفين: مترجم محافظ، ومترجم جريء، فـ "بينما يعمل المترجم المحافظ على مستوى الكلمة أو الجملة، نجد أنّ المترجم "الجريء" يعمل على مستوى الثقافة إجمالًا، ووظيفة النصّ في تلك الثقافة"36. ولمّا أصبحت الترجمة اجتهادًا في التأويل، لم تسلم من الانزياح برسالتها القائمة على تحقيق المثاقفة، ونبذ الاختلاف إلى تجذير التحيّز والعصبيّة، ولكنّ النقّاد وجدوا في سياقات كثيرة تبريرات للتوسّع الذي يقوم به المترجم في نقله لأدبيّات الثقافة الخاضعة إلى لغته الأم، فـ"لا يقع اللوم على المترجم وحده، لكنه يقع أيضًا على الفارق الكبير في فضاءات الخطاب: ليس بوسع القرّاء الغربيين، وهم لا يُلامون على ذلك، إكمال السياق بالكثير اعتمادًا على مخيّلتهم. على المترجم تزويدهم بذلك في المتن أو بالاعتماد على الهوامش"37.

ويُعزى التوسّع في الترجمة حسب أندريه لوفيفر إلى الاختلاف في الخطاب وارتباطه بمتخيّل مخصوص لكلّ ثقافة، فينعكس على الترجمة استعصاءً وغموضًا وتحريفًا، بيد أن أندريه لوفيفر يقترح حلولًا ويحمّل المترجم مسؤوليّة أدبيّة تتمثّل في ضرورة كشف اللبس في هذه النصوص من خلال الاستدراكات والهوامش والمقدّمات التي يشرح فيها المترجمون طبيعة أعمالهم وآفاقها ومرجعيّاتها، وهذا من شأنه أنْ يُقدّم حلولًا لتجاوز الاستعلاء والهيمنة الثقافيّة ويلغي التقسيم المعرفيّ بين ثقافة مهيمنة وأخرى غالبة.

وقد تتعدّى الترجمة تحوير مقاصد النص المترجم إلى تحوير الأبنية الرمزية المتمثلة في العادات والتقاليد، محاولة طمسها عبر تحريفها، فـ"الترجمة لا تضع اللغة فقط على محكّ التغيّر، ولا تضع النص في تحوّلاته بين اللغات على محكّ البحث عن تماميّته وكماله، بل تضع أيضًا الثقافة والتقاليد على محكّ التغيّرات"38، ويكون هذا التغيُّر مرحليًّا حين تخترق الأعمال الفنية، والأدبية، والأفكار ثقافة خاضعة تتّسم بالهشاشة والتلقي السلبي للمختلف، وليس أدلَّ على هذا من أثر الإيديولوجيا على الأفراد والجماعات البشرية، فينشأ صراع بين الثقافات بسبب الأدبيّات المهاجرة والوافدة يؤدّي في أحيان كثيرة إلى ظهور تحيّر للثقافة الأمّ ونبذ الثقافات الوافدة، ولكن هذا الأمر له استتباعات؛ إذ "كُلّما تشبّثت جماعة ما بخصوصيّتها، سمحت لغيرها بمزيد من الوضوح والتميز، هذا الانشداد نحو الذات يسهم في بروز هُويات مغايرة أُخرى، ومن الناحية العملية يمثل ذلك مبدأ أساسيًا للتعددية، ولذلك، فالهُويّة هي الاعتراف بالآخر كوجود؛ فكلّ جماعة تحتاج لغيرها؛ أي تنشدُّ إلى الجماعة المغايرة لها كلّما انشدت نحو ذاتها؛ لأنّها لا تعرف نفسها إلاّ ضمن هذه العلاقة، وبمعزل عنها لا معنى للهُويةْ"39. وإنّ التحيّز والتأصيل مصطلحان ثقافيان أسهما في إثراء الثقافة والأنظمة الرمزيّة عند ارتباطهما بالبحث العلمي والتراكم المعرفي، فهما يحيلان على الانتصار للهوية والتاريخ، ولكنّهما انزلقا إلى سياقات مغايرة في كثير من الأحيان لا سيّما عندما يؤدّيان إلى صراع الهُويّات والعصبية الثقافية، ويمكن أنْ يُمثّل الواقع العربي المعاصر اليوم خير دليل على هذا، فـ"المشهد الثقافي العربي متناقض للغاية، ومنقسم في صراع مرير بين أنصار سيادة الدين على الثقافة وتوجيهها بكلّ تفاصيلها من جهة، وبين أنصار دنيوية الثقافة التي يتعدّى مفهومها القضايا الدينية البحتة، وهذا التناقض الصارخ يجب أنْ نحلّه ونجد سبل تجاوزه ..."40.

خاتمة

إنّ الترجمة فنّ عريق في الثقافة العربية، واكتسابها صفة العلم مرتبط بكونها نشاطًا فكريًا، وإبداعيًا إنسانيًا، دون اكتساب صفة العلميّة الصارمة والدقيقة، فقد كانت العرب على وعي بأهميّة الترجمة، ودورها المعرفي في نُشدان التطوّر والمثاقفة، وقد حاولت في هذا البحث قراءة الترجمة في ضوء الأدبيّات المعاصرة بعد أن تجلّت ملامح هذا الفنّ واتضحت شروطه، وقد انتهى هذا البحث إلى جملة من النتائج يمكن تبويبها في النقاط الآتية:

أسهمت الترجمة في التعريف بالأدبيّات العربيّة وترجمتها إلى ثقافات مغايرة، ونقلت الأبنية الرمزية العربية وملامح الحضارة والعمران إلى الآخر المختلف.

مثّلت الترجمة مدخلًا إلى قبول الاختلاف وتجذيره في الثقافة العربية الحديثة والمعاصرة، ودراسته باعتباره مصطلحًا وظيفيًا في الأدبيّات العربية.

دور الاختلاف في إثراء الثقافة العربية، واطلاعها على ما استجدّ من المعارف والعلوم، وإخراجها من وضعها السكوني إلى طور نقدي بنّاء.

انزاحت الترجمة في سياقات كثيرة إلى الوقوع في تجذير الاختلاف، والإعلاء من التحيّز للهوية الثقافية، ونبذ الثقافات المغايرة.

حرّفت الترجمة مقاصد عديد النصوص عن سياقها الثقافي والحضاري؛ لغاية الاستنقاص من قيمتها الأدبية، والإبقاء على سطوة الثقافة المهيمنة.

وإنّ هذه النتائج يمكن تعميقها بالبحث والتمحيص، وهي قابلة للتطوير باستدلالات جديدة وبحوث أُخرى لم نتطرق إليها، فالترجمة في الأدبيّات العربيّة الحديثة والمعاصرة لم تُحط بها الدراسات، ولم تؤصّلها في موسوعات خاصة؛ لهذا ينفتح البحث على إشكاليات جديدة، لعل أهمها صلة الترجمة بما استجدّ من مناهج وعلوم إنسانيّة حديثة في الجامعات الغربية، وما هي الأسباب الحائلة دون ترجمتها؟ وفي الآن نفسه لِمَ عزفت المجاميع العلمية الغربية عن ترجمة الآثار الأدبية واللغوية العربية المعاصرة إذا ما قارناها بالإقبال على ترجمة الأدبيّات القديمة؟

المراجع

أولًا: العربية

إبراهيم، عبد الله. المركزية الغربية: إشكالية التكون والتمركز حول الذات. بيروت: المركز الثقافيّ العربيّ، 1997.

أولحيان، إبراهيم. الترجمة: المثاقفة وسؤال الهُوية الثقافية. إعداد وتقديم مجاب إمام ومحمد عبد العزيز. ط1 (الدوحة: منتدى العلاقات العربية والدولية، 2014).

باث، أوكتابيو. "الترجمة: الأدب والأدبية". ترجمة إدريس المصمودي ومحمد القاضي، مجلة فكر ونقد، ع 22، المغرب، 1999. تمّ الاسترجاع في: 12/12/2021، على الرابط: https://www.aljabriabed.net/n22_08masmud.htm

البازعي، سعد. "ثقافة الاختلاف: نحو تأصيل المفهوم". مجلة العربيّ، تمّ الاسترجاع في: 20/1/2022، على الرابط:

http://www.3rbi.info/Article.asp?ID=7579

بلاك، أنتوني. الغرب والإسلام، الدين والفكر السياسي في التاريخ العالمي. ترجمة فؤاد عبد المطّلب. سلسلة عالم المعرفة، ع 394، المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، الكويت (نوفمبر2012).

بلقليل، بوجمعة. "غادامير والترجمة: الترجمة بوصفها تأويلا". مجلة العلوم الإنسانية، العدد 47. الجزائر: جامعة الإخوة منتوري، (2017).

بنعبد العالي، عبد السلام. "الترجمة وإشكاليّة الآخر"، في الترجمة وإشكالات المثاقفة، إعداد وتقديم، مجاب إمام ومحمد عبد العزيز. ط1. (الدوحة: منتدى العلاقات العربية والدولية، 2014).

_______. "في مرآة الآخر". مجلّة فكر ونقد، ع 51، المغرب، 2003، تمّ الاسترجاع في: 3/2/2022، على الرابط:

https://www.aljabriabed.net/n51_03benabdelali.ht

ديب، ثائر. "الترجمة عبر تباينات القوة: اللغة والهُوية في عالم الترجمة اللامتكافئة"، في الترجمة وإشكالات المثاقفة، إعداد وتقديم، مجاب إمام ومحمد عبد العزيز. ط1 (الدوحة: منتدى العلاقات العربية والدولية، 2014).

شفيق فريد، ماهر. "من إشكالات الترجمة الأدبية وخصوصيّتها الثقافية". في الترجمة وإشكالات المثاقفة، إعداد وتقديم، مجاب إمام ومحمد عبد العزيز. ط1 (الدوحة: منتدى العلاقات العربية والدولية، 2014).

الشنقيطي، محمّد المختار. "نحو عدالة لغوية: من أجل رفع الحيف السياسي عن اللغة العربية في بلاد العرب". مجلّة أنساق، مج2، ع2، كلية الآداب والعلوم، قطر، (2018).

شني، فيروز. "ماهية الترجمة ودورها في إثراء الهُوية الثقافية". مجلة العلوم الإنسانية، مج 31، ع 1، الجزائر: جامعة الإخوة منتوري (2020).

عناد، أحمد. "دور الترجمة في الحفاظ على الهُوية الثقافية للأمم والشعوب". مجلة البحوث والدراسات، مج 15، ع 2، جامعة الشهيد حمّة لخضر، الجزائر (2018).

غوتاس، ديمتري. الفكر اليونانيّ والثقافة العربيّة، حركة الترجمة اليونانيّة-العربيّة في بغداد والمجتمع العبّاسي المبكّر. ترجمة وتقديم نقولًا زيادة. ط1، بيروت: مركز دراسات الوحدة العربية، 2003.

الغيثي، شتيوي. "الاختلاف الثقافي والحق الإنساني". جريدة الوطن، تمّ الاسترجاع في: 11/12/2021، على الرابط:

https://www.alwatan.com.sa/article/31602

الغيلاني، محمد. "الهُوية والاختلاف في قضايا الدين والمجتمع: الهُوية هي الاختلاف". مؤمنون بلا حدود، 23/9/2021. تمّ الاسترجاع في: 16/12/2021، على الرابط: https://www.mominoun.com/articles

كلارك، بيتر. "تلقّي الأدب العربي بالإنكليزية منذ الثمانينات". في الترجمة وإشكالات المثاقفة، إعداد وتقديم، مجاب إمام ومحمد عبد العزيز. ط1 (الدوحة: منتدى العلاقات العربية والدولية، 2014).

لواتي، فاطمة. "الترجمة وحوار الثقافات". مجلة جسور المعرفة، مج2، ع 8، جامعة حسيبة بن بوعلي، الجزائر (2016).

لوفيفر، أندريه. الترجمة وإعادة الكتابة والتحكم في السمعة الأدبية. ترجمة وتقديم فلاح رحيم. ط1. بيروت: دار الكتاب الجديد المتحدة، 2008.

مبسوط، جلال." الترجمة وتحقيق التواصل بين الثقافات". مجلة تمثّلات، مج 5، ع 2، جامعة مولود المعمري، الجزائر (2021).

محفوظ، محمد. "في الاختلاف الثقافيّ". تمّ الاسترجاع في: 12/1/2022، على الرابط: https://www.alriyadh.com/29718

مخوخ، فؤاد. من نقد العقل إلى هيرمينوطيقا الرموز، بحث في فلسفة الثقافة عند أرنست كاسيرر. ط1، بيروت: المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، 2017.

ناظم، حسن. "الترجمة والهُويّة". مجلة الكوفة، ع 9، العراق (2015).

نيتشه، فريديريك. العلم المرح. ترجمة محمّد الناجي وحسّان بورقيّة. ط1، المغرب: أفريقيا للنشر، 2003.

هناوي، نادية "الاختلاف الثقافي ضرورة ملحة في عالم اليوم"، جريدة العرب، 3/1/2021. تم الاسترجاع في: 20/1/2022، على الرابط:

https://alarab.co.uk/sites/default/files/s3/2021-01/11929_Page_10.pdf

ثانيًا: الأجنبية

References:

Al-Bāziʻī, Saʻd. "Thaqāfat al-Ikhtilāf : Naḥwa taʼṣīl al-mafhūm" (in Arabic), Majallat alʻrbī, accessed on 20/1/2022, http://www.3rbi.info/article.asp? ID=7579

Al-Ghaythī, Shutaywī. "al-Ikhtilāf al-Thaqāfī wa-al-ḥaqq al-insānī" (in Arabic), Jarīdat al-waṭan, accessed on 11/12/2021, https://www.alwatan.com. sa/article/31602

Al-Ghīlānī, Muḥammad. "Al-huwīyah wa-al-ikhtilāf fī Qaḍāyā al-Dīn wa-al-mujtamaʻ: al-huwīyah hiya al-Ikhtilāf" (in Arabic), Muʼminūn bi-lā ḥudūd, 23/9/2021. Accessed on 16/12/2021, https://www.minion.com/articles

Al-Shinqīṭī, Muḥammad al-Mukhtār. "Naḥwa ʻAdālah lughawīyah: min ajl Rafʻ alḥyf al-siyāsī ʻan al-lughah al-ʻArabīyah fī bilād al-ʻArab" (in Arabic), mjllh Ansaq, V2, No2, Kullīyat al-Ādāb wa-al-ʻUlūm, Qatar, (2018).

Awlḥyān, Ibrāhīm. Al-tarjamah: al-muthāqafah wa-suʼāl al-huwīyah al-Thaqāfīyah (in Arabic), ed Mjāb Imām wa-Muḥammad ʻAbd al-ʻAzīz. 1st ed. Doha: Muntadá al-ʻAlāqāt al-ʻArabīyah wa-al-dawlīyah, 2014.

Bin-ʻAbd al-ʻĀlī, ʻAbd al-Salām. Al-tarjamah wʼshkālyyh al-ākhar, in al-tarjamah wa-ishkālāt al-muthāqafah (in Arabic), ed Mjāb Imām wa-Muḥammad ʻAbd al-ʻAzīz. 1st ed. Doha: Muntadá al-ʻAlāqāt al-ʻArabīyah wa-al-dawlīyah, 2014.

Bin-ʻAbd al-ʻĀlī, ʻAbd al-Salām. "Fī Mirʼāt al-ākhar" (in Arabic), Mjllh fikr wa-naqd, No 51, Morocco, 2003, accessed on 3/2/2022, https://www.aljabriabed.net/n51_03benabdelali.htm

Black, Anthony. Al-Gharb wa-al-Islām, al-Dīn wa-al-fikr al-siyāsī fī al-tārīkh al-ʻĀlamī (in Arabic), Trans: Fuʼād ʻAbd almṭṭlb. Silsilat ʻĀlam al-Maʻrifah, issue 394, al-Majlis al-Waṭanī lil-Thaqāfah wa-al-Funūn wa-al-Ādāb, al-Kuwait (November 2012).

Blqlyl, Būjumʻah. "Ghādāmīr wa-al-Tarjamah: al-tarjamah bi-waṣfihā tʼwylā"(in Arabic), Majallat al-ʻUlūm al-Insānīyah, No 47. Algeria: Jāmiʻat al-Ikhwah Mintūrī, (2017).

Clark, Peter. "tlqqy al-adab al-ʻArabī bi-al-Inkilīzīyah mundhu al-thamānīnāt"(in Arabic), in al-tarjamah wa-ishkālāt al-muthāqafah, ed mjāb Imām wa-Muḥammad ʻAbd al-ʻAzīz. 1st ed. Doha: Muntadá al-ʻAlāqāt al-ʻArabīyah wa-al-dawlīyah, 2014.

Dīb, Thāʼir. "Al-tarjamah ʻabra Tabāyunāt al-qūwah: al-lughah wa-al-huwīyah fī ʻĀlam al-tarjamah allāmtkāfʼh"(in Arabic), In al-tarjamah wa-ishkālāt al-muthāqafah, ed mjāb Imām wa-Muḥammad ʻAbd al-ʻAzīz. 1sted. Doha: Muntadá al-ʻAlāqāt al-ʻArabīyah wa-al-dawlīyah, 2014.

Gutas, Dimitri. Al -Fikr alywnānī wa-al-Thaqāfah al-ʻArabīyah, Ḥarakat al-tarjamah alywnānyyt-ālʻrbyyh, fi Baghdād wa-al-mujtamaʻ al-ʻAbbāsī almbkkr (in Arabic), Trans & Ed Niqūlā Ziyādah. 1sted. Beirut: Markaz Dirāsāt al-Waḥdah al-ʻArabīyah, 2003.

Hannāwī, Nādiyah. "al-Ikhtilāf al-Thaqāfī ḍarūrah Malḥah fī ʻĀlam al-yawm"(in Arabic), Jarīdat al-ʻArab, 3/1/2021.

Ibrāhīm, ʻAbd Allāh. Al -Markazīyah al-Gharbīyah: Ishkālīyat al-takawwun wa-al-tamarkuz ḥawla al-dhāt. (in Arabic), Beirut: al-Markaz althqāfī alʻrbī, 1997.

ʻInād, Aḥmad. "Dawr al-tarjamah fī al-ḥuffāẓ ʻalá al-huwīyah al-Thaqāfīyah lil-Umam wa-al-shuʻūb"(in Arabic), Majallat al-Buḥūth wa-al-Dirāsāt, V 15, No 2, Jāmiʻat al-Shahīd Ḥammah Lakhḍar, Algeria, (2018).

Lawātī, Fāṭimah. "al-tarjamah wa-ḥiwār al-thaqāfāt"(in Arabic), Majallat Jusūr al-Maʻrifah, V2, No 8, Jāmiʻat Ḥasībah ibn bwʻly, Algeria, (2016).

Lefevre, Andre. Al -tarjamah wa-iʻādat al-kitābah wa-al-taḥakkum fī al-sumʻah al-adabīyah (in Arabic), Trans& Ed Falāḥ Raḥīm. 1sted. Beirut: Dār al-Kitāb al-jadīd al-Muttaḥidah, 2008.

Mabsūt, Jalāl. "al-tarjamah wa-taḥqīq al-tawāṣul bayna al-thaqāfāt"(in Arabic), Majallat tamāththulāt, V 5, No 2, Jāmiʻat Mawlūd al-Muʻammarī, Algeria, (2021).

Maḥfūẓ, Muḥammad. "Fī al-Ikhtilāf althqāfī"(in Arabic), accessed on 12/1/2022, https://www. alriyadh.com/29718

Mkhwkh, Fuʼād. Min Naqd al-ʻaql ilá hyrmynwṭyqā al-rumūz, baḥth fī Falsafat al-Thaqāfah ʻinda Irnist kāsyrr (in Arabic), Ed 1. Beirut: al-Markaz al-ʻArabī lil-Abḥāth wa-dirāsat al-Siyāsāt, 2017.

Nāẓim, Ḥasan. "al-tarjamah wa-al-hawīyah"(in Arabic), Majallat al-Kūfah, No 9, Iraq, (2015).

Nietzsche, Friedrich. Al-ʻIlm almrḥ. (in Arabic), Trans Muḥammad al-Nājī wḥssān bwrqyyh. Ed1.Morooco: Ifrīqiyā lil-Nashr, 2003.

Paz, Octavio. "Al-tarjamah: al-adab wa-al-adabīyah"(in Arabic), Trans Idrīs al-Maṣmūdī wa-Muḥammad al-Qāḍī, Majallat fikr wa-naqd, No 22, Morocco, 1999.accessed on 12/12/2021, at https://www.aljabriabed.net/n22_08masmud.htm

Shafīq Farīd, Māhir. "Min Ishkālāt al-tarjamah al-adabīyah wkhṣwṣyythā al-Thaqāfīyah", ḍimna al-tarjamah wa-ishkālāt al-muthāqafah (in Arabic), Ed mjāb Imām wa-Muḥammad ʻAbd al-ʻAzīz. Ed1. Doha: Muntadá al-ʻAlāqāt al-ʻArabīyah wa-al-dawlīyah, 2014.

Shny, Fayrūz. "Māhīyat al-tarjamah wa-dawruhā fī Ithrāʼ al-huwīyah al-Thaqāfīyah"(in Arabic), Majallat al-ʻUlūm al-Insānīyah, V 31, No 1, Algeria: Jāmiʻat al-Ikhwah Mintūrī, (2020).


1 - يُنظر: محمد عوض محمد، فنّ الترجمة (القاهرة: معهد البحوث والدراسات العربيّة، جامعة القاهرة، 1969إبراهيم زكي خورشيد، الترجمة ومشكلاتها (القاهرة: الهيئة المصريّة العامة للكتاب، القاهرة، 1986المهدي المنجرة، حوار التواصل (المغرب: سلسلة شراع، 1996محمد الديداوي، مفاهيم الترجمة) الدار البيضاء: المركز الثقافي العربي، الدار البيضاء، 2007بول ريكور، عن الترجمة، ترجمة حسين خمري (الجزائر/ بيروت: الدار العربيّة للعلوم ومنشورات الاختلاف، 2008باللغة الإنجليزية:

Robertson, Global culture: Nationalism K. Globalism and modernity: A theory culture and Society Special issue (London, 1990).

2 - ديمتري غوتاس، الفكر اليوناني والثقافة العربية، حركة الترجمة اليونانية-العربية في بغداد والمجتمع العباسي المبكر، ترجمة وتقديم نقولا زيادة (بيروت: مركز دراسات الوحدة العربية، 2003ص307.

3 - فيروز شني، "ماهية الترجمة ودورها في إثراء الهُوية الثقافية"، مجلة العلوم الإنسانية، مج31، ع1، الجزائر: جامعة الإخوة منتوري (2020ص151.

4 - بوجمعة بلقليل، "غادامير والترجمة: الترجمة بوصفها تأويلًا"، مجلة العلوم الإنسانية، ع47، الجزائر: جامعة الإخوة منتوري (2017ص159.

5 - محمد محفوظ، "في الاختلاف الثقافيّ"، تم الاسترجاع في: 12/1/2022، https://www.alriyadh.com/29718

6 - إبراهيم أولحيان، الترجمة: المثاقفة وسؤال الهُوية الثقافية، إعداد وتقديم، مجاب إمام ومحمد عبد العزيز، ط1 (الدوحة: منتدى العلاقات العربية والدوليّة، 2014ص247-248.

7 - محمد المختار الشنقيطي، "نحو عدالة لغوية: من أجل رفع الحيف السياسي عن اللغة العربيّة في بلاد العرب"، مجلة أنساق، مج2، ع2، كلية الآداب والعلوم، قطر، (2018ص98-99.

8 - فاطمة لواتي، "الترجمة وحوار الثقافات"، مجلة جسور المعرفة، مج2، ع8، جامعة حسيبة بن بوعلي، الجزائر (2016ص129-139.

9 - جلال مبسوط، "الترجمة وتحقيق التواصل بين الثقافات"، مجلة تمثلات، مج5، ع2، جامعة مولود المعمري، الجزائر (2021ص45.

10 - سعد البازعي، "ثقافة الاختلاف: نحو تأصيل المفهوم"، مجلة العربي، تم الاسترجاع في: 20/1/2022، على الرابط:

http://www.3rbi.info/Article.asp?ID=7579

11 - شتيوي الغيثي، "الاختلاف الثقافي والحق الإنساني"، جريدة الوطن، تمّ الاسترجاع في: 11/12/2021، على الرابط:

https://www.alwatan.com.sa/article/31602

12 - المرجع السابق.

13 - البازعي، مرجع سابق.

14 - المرجع السابق.

15 - فريديريك نيتشه، العلم المرح، ترجمة محمّد الناجي وحسّان بورقيّة، ط1(المغرب: أفريقيا للنشر، 2003ص110.

16 - نادية هناوي، "الاختلاف الثقافي ضرورة ملحة في عالم اليوم"، جريدة العرب، 3/1/2021. تم الاسترجاع في: 20/1/2022، على الرابط:

https://alarab.co.uk/sites/default/files/s3/2021-01/11929_Page_10.pdf

17 - عبد الله إبراهيم، المركزية الغربية: إشكالية التكون والتمركز حول الذات (بيروت: المركز الثقافيّ العربيّ، 1997ص6.

18 - إبراهيم، ص6.

19 -هناوي، مرجع سابق.

20 - الغيثي، مرجع سابق.

21 -فؤاد مخوخ، من نقد العقل إلى هيرمينوطيقا الرموز، بحث في فلسفة الثقافة عند أرنست كاسيرر، ط1 (بيروت: المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، 2017ص167.

22 - محمد محفوظ، "في الاختلاف الثقافي".

23 - الغيثي، مرجع سابق.

24 - أنتوني بلاك، الغرب والإسلام، الدين والفكر السياسي في التاريخ العالمي، ترجمة د فؤاد عبد المطّلب، سلسلة عالم المعرفة، ع394، المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، الكويت، (نوفمبر 2012ص51.

25 - المرجع السابق نفسه.

26 - أندريه لوفيفر، الترجمة وإعادة الكتابة والتحكم في السمعة الأدبية، ترجمة وتقديم، فلاح رحيم، ط1(بيروت: دار الكتاب الجديد المتحدة، 2008ص113.

27 - المرجع السابق نفسه.

28 - عبد السلام بنعبد العالي، "الترجمة وإشكالية الآخر"، في الترجمة وإشكالات المثاقفة، إعداد وتقديم، مجاب إمام ومحمد عبد العزيز، ط1، (الدوحة: منتدى العلاقات العربيّة والدولية، 2014ص205.

29 - ماهر شفيق فريد، "من إشكالات الترجمة الأدبية وخصوصيتها الثقافية"، في الترجمة وإشكالات المثاقفة، إعداد وتقديم، مجاب إمام ومحمد عبد العزيز، ط1، (الدوحة: منتدى العلاقات العربية والدولية، 2014)، ص205.

30 - بيتر كلارك، "تلقّي الأدب العربي بالإنكليزية منذ الثمانينات"، في الترجمة وإشكالات المثاقفة، إعداد وتقديم، مجاب إمام ومحمد عبد العزيز، ط1، (الدوحة: منتدى العلاقات العربيّة والدوليّة، 2014 ص147.

31 - عبد السلام بنعبد العالي، "في مرآة الآخر"، مجلة فكر ونقد، ع51، المغرب، 2003، تم الاسترجاع في: 3/2/2022، على الرابط:

https://www.aljabriabed.net/n51_03benabdelali.htm

32 - أوكتابيو باث، "الترجمة: الأدب والأدبية"، ترجمة إدريس المصمودي ومحمد القاضي، مجلة فكر ونقد، ع22، المغرب، 1999. تم الاسترجاع في: 12/12/2021، على الرابط https://www.aljabriabed.net/n22_08masmud.htm

33 - ثائر ديب، "الترجمة عبر تباينات القوة: اللغة والهُويّة في عالم الترجمة اللامتكافئة"، في الترجمة وإشكالات المثاقفة، إعداد وتقديم، مجاب إمام ومحمد عبد العزيز، ط1، (الدوحة: منتدى العلاقات العربيّة والدوليّة، 2014ص295.

34 - المرجع السابق نفسه.

35 - أحمد عناد، "دور الترجمة في الحفاظ على الهُويّة الثقافيّة للأمم والشعوب"، مجلّة البحوث والدراسات، مج15، ع2، جامعة الشهيد حمّة لخضر، الجزائر، (2018ص502.

36 - لوفيفر، ص68.

37 - لوفيفر، ص112.

38 - حسن ناظم، "الترجمة والهُوية"، مجلة الكوفة، العراق، ع9 (2015ص157.

39 - محمد الغيلاني، "الهُوية والاختلاف في قضايا الدين والمجتمع: الهُويّة هي الاختلاف"، مؤمنون بلا حدود، 23/9/2020، تم الاسترجاع في: 16/12/2021، على الرابط https://www.mominoun.com/articles

40 - جورج قرم، "تحديات الثقافة العربيّة وسبل مواجهتها"، جريدة الأخبار، 20/2/2019.