مفهوم الزينة في القرآن الكريم: دراسة مصطلحية

عادل الوادي

أستاذ باحث في علوم القرآن والتفسير والدراسة المصطلحية، مختبر العلوم الدينية والإنسانية وقضايا المجتمع،

جامعة سيدي محمد بن عبد الله، فاساالمغرب

adil.elouade@usmba.ac.ma

https://orcid.org/0009-0001-9111-4761

تاريخ الاستلام: 15/08/2023                       تاريخ التحكيم:07/12/2023                   تاريخ القبول:27/03/2024

ملخص البحث

أهداف البحث: اهتم البحث بدراسة مصطلح الزينة؛ للكشف عن مفهومه في نسقه القرآني؛ سعيًا إلى فهم معاني الزينة وموقع الإنسان منها، ومن ثمّ تعريف هذا المصطلح القرآني؛ قصد زيادة فهمه وحسن استعماله.

منهج البحث: اعتمد البحث المنهج الاستقرائي في ركني الإحصاء والدراسة المعجمية، والمنهج التحليلي في دراسة النصوص، والاستنباطي في تعريف المصطلح المدروس من خلال معانيه الجزئية التي حملتها نصوصه.

النتائج: خلص البحث إلى أن الزينة إبداع الخالق في الكون، وحسنٌ في القول والفعل يورث العزّة والرفعة، أنعم الله بها على الإنسان على وجه الابتلاء؛ لينتفع بها المحسنون دنيًا وآخرة، ويضلّ من انشغل عن حقيقتها بكل حسن أو تجميل زائف.

أصالة البحث: أبرز البحث في مصطلح الزينة عبر نصوصه أهمية مفهومه في ارتباطه بالإنسان، خاصةً مع أهمية حجم الورود، واختلاف الصيغ الصرفية وغير ذلك من الخصائص؛ مما يسّر ضبط المصطلح في امتداداته داخل شبكته المفهومية.

الكلمات المفتاحية: مصطلح الزينة، المصطلح القرآني، السياق القرآني، الإنسان

للاقتباس: الوادي، عادل. «مفهوم الزينة في القرآن الكريم: دراسة مصطلحية»، مجلة كلية الشريعة والدراسات الإسلامية، مجلة كلية الشريعة والدراسات الإسلامية، جامعة قطر، المجلد 43، العدد 2 (2025).

https://doi.org/10.29117/jcsis.2025.0418 

©2025، الوادي. مجلة كلية الشريعة والدراسات الإسلامية، دار نشر جامعة قطر. نّشرت هذه المقالة البحثية وفقًا لشروط Creative Commons Attribution-NonCommercial 4.0 International (CC BY-NC 4.0). تسمح هذه الرخصة بالاستخدام غير التجاري، وينبغي نسبة العمل إلى صاحبه، مع بيان أي تعديلات عليه. كما تتيح حرية نسخ، وتوزيع، ونقل العمل بأي شكل من الأشكال، أو بأية وسيلة، ومزجه وتحويله والبناء عليه، طالما يُنسب العمل الأصلي إلى المؤلف. https://creativecommons.org/licenses/by-nc/4.0 

 


 

The Term ‘Zīnah (Adornment) in the Noble Qur’an

Adil Elouade

Research in the sciences of the Quran interpretation and terminology Laboratory of Religious and Human Sciences and Community Issues, Sidi Mohamed Ben Abdellah University, Fez–Morocco

adil.elouade@usmba.ac.ma

https://orcid.org/0009-0001-9111-4761

Received: 15/08/2023                     Peer-reviewed: 07/12/2023                           Accepted: 27/03/2024

Abstract

Objectives: This study focuses on the Quranic term ‘zīnah’ adornment to examine its conceptual framework, elucidate its meanings, and clarify its significance in relation to human existence. By undertaking this term within its Quranic context, the study seeks to broaden and enhance our understanding and usage of it.

Methodology: The study engages a terminological approach, which integrates three methods. It uses the inductive method for statistical and lexical analysis, the analytical method for textual examination, and the deductive method to derive a comprehensive definition from the term’s various meanings across different contexts.

Findings: The term ‘zīnah’ is distinguished by its frequent occurrence and diverse morphological forms, which testifies to its conceptual centrality in the Quranic discourse. The research establishes its pivotal role in shaping human destiny as reflected in its contextual nuances. It then defines ‘zīnah’ as: “a manifestation of divine creativity in the universe and an excellence in word and deed that Allah bestowed upon humanity as a test, and so that it may benefit the righteous in both this world and the hereafter, while misleading those who pursue superficial embellishments devoid of true virtue.”

Originality: By analyzing the term ‘zīnah’ across its many Qur’anic occurrences, this study highlights its intricate relationship with human experience. The examination of its linguistic variations and contextual usage contributes to a deeper understanding of its conceptual network, and offers new insights into its theological and ethical dimensions.

Keywords: zīnah (adornment); Qur’anic terminology; Qur’anic context; Human

 

Cite this article as: Elouade, A. “The Term ‘zīnah’ (Adornment) in the Noble Qur’an”, Journal of College of Sharia and Islamic Studies, Qatar University, Vol. 43, Issue 2 (2025).

https://doi.org/10.29117/jcsis.2025.0418  

© 2025, Elouade, A. Published in Journal of College of Sharia and Islamic Studies. Published by QU Press. This article is published under the terms of the Creative Commons Attribution-NonCommercial 4.0 International (CC BY-NC 4.0), which permits non-commercial use of the material, appropriate credit, and indication if changes in the material were made. You can copy and redistribute the material in any medium or format as well as remix, trans.form, and build upon the material, provided the original work is properly cited. The full terms of this licence may be seen at: https://creativecommons.org/licenses/by-nc/4.0


 

مقدمة  

سعى الإنسان منذ خلقه الله إلى تحقيق المجد والشّرف والتّمتع بالتكريم، فوجوده ارتبط بغايات بها تبرز قيمته الحقيقية([1])، حيث سعى إلى الترقي فردًا وفي جماعته إلى كلّ خير وفضل عميم، وقد اعتنى القرآن الكريم بمفهوم الزينة عناية متفرّدة؛ إذ أكَّدت الآيات أهمية الزينة كمظهر من مظاهر حياة الإنسان ملبسًا ومركبًا وسكنًا، وفي أخذها بحقها خلق رفيع، وسلوك اجتماعي بديع، بيَّن القرآن حقيقته ودعا إلى حسن تحرّي رشده؛ لفضله في الدنيا، واستمراره خالصًا للمؤمنين في الآخرة، فبيَّن لذلك سبل بلوغ هذه المقام الخالد، وحثّ على استحضاره وإعماله وفق المنهج الربّاني الراشد؛ لذلك حاول هذا البحث بيان مفهوم الزينة في القرآن الكريم، وذلك من خلال منهج الدراسة المصطلحية([2])، الذي يعتبِر المصطلحات مفاتيح الوصول، إلى فهم ما نزل على الخاتم الرسول، هذه الألفاظ المكرَّمة، التي بضبطها يتحقق الفهم الحسن الجميل، وترشد الدعوة إلى الله ويستقيم العمل بالتنزيل.

أهمية الدراسة

يكتسي مفهوم الزينة في القرآن الكريم أهمية بالغة، خاصة مع ما تشهده الأمة الإسلامية من أزمات، ومن التردّي فرادى وجماعات، «مع تأثّرها بما جاءت به الحضارات المادية، من مصطلحات وافدة...، وما الجهود التي بذلها المستكبرون في الأرض، المعبِّدون الناس للطاغوت قديمًا وحديثًا، إلا صور من تلك المحاولات لتغيير المفهوم وتبديل المصطلح»([3])، فارتكزت جهودهم على حصر الزينة في معانيها المادية، وذلك في إطار الانشغال المتزايد بمجال حقوق الإنسان على وجه الخصوص، وبالقضايا الإنسانية بوجه أعم، حيث «التحدي الحضاري الحالي للأمة يهددها تهديدًا حقيقيًا بالفناء، وإن التصدي الحضاري المكافئ له لن يكون بغير إعادة بناء الذات، ولا سبيل إلى إعادة بناء الذات بغير الانطلاق من التراث، ولا سبيل بغير مفتاحه الذي هو المصطلحات...، أما الاهتمام بمصطلح الذات فهو خزان الممتلكات، والذي يجب أن يكون على رأس الأولويات، فلا يكاد للأسف يحظى بأدنى التفات. وذلك وحده دليل على أن الأمة لما تقدر أمر المصطلح قدره»([4]).

وتظهر أهمية هذه الدراسة كذلك في الآتي:

-      بيان مفهوم الزينة بمفهومه القرآني ومركزيته بين المصطلحات التي تنتمي إلى أسرته المفهومية.

-      رصد الاستعمال القرآني لمصطلح الزينة ومشتقاته، ومحاولة الكشف عن دلالات الاستعمال القرآني؛ لفهم هذا المصطلح في آياته التي ورد فيها، وفهم تلك الآيات المتعلقة بمصطلح الزينة ومشتقاته من خلال فهم هذا المصطلح.

-      أهمية موضوع الزينة في القرآن باعتباره من الموضوعات التي تتعلق بالعيش الإنساني، وما يطرح من المشاكل المجتمع، «وفي سياق تفسير القرآن الكريم، كانت الجهود في تقديم استجابة على عدد من القضايا الاجتماعية»([5]) نحو مجتمع يسوده الوعي بنعم التكريم الإلهي.

-      الاهتمام المتزايد بالزينة وأهميتها في مجالات علمية مختلفة، مع غياب الدراسات الأكاديمية التي تناولت مصطلح الزينة في القرآن الكريم وفق منهج الدراسة المصطلحية.

الدراسات السابقة

«صحب التفكير في التجديد الديني مجموعة من المفاهيم التي كثر دورانها في وسائل الإعلام»([6])؛ فاهتمت دراسات عديدة بمفهوم الزينة في القرآن الكريم، لكن ليس من مدخل الدراسة المصطلحية، فتناول أسعدي شعبان ([7]) الزينة في القرآن الكريم، في دراسة موضوعية، اهتمت بمفهوم الزينة الحسية والمعنوية وأنواعها في القرآن الكريم، مع ذكر ضوابطها وأهدافها. وهذا البحث مفيد في بابه، وفيه اهتمام بمفهوم الزينة وتمييزها من حيث استعمالها حقيقة ومجازًا في القرآن الكريم. كما انشغلت وفاء محمد عزت الشريف([8]) بموضوع الزينة، وذلك في ستّة أبواب خصصتها لمعاني الزينة وأنواعها وأحكامها وآثارها، وبحثُها مفيد هنا لما ذكرته من المعاني اللغوية للزينة، كذلك ما أنجزه عقيل عكموش([9]) حول ألفاظ الزينة في القرآن الكريم، سعى إلى رصد العدول الدلالي لتلك الألفاظ، وذلك مفيد في التمييز بين دلالات الألفاظ على معاني الزينة المادية، أو عدولها عنها إلى ما هو معنوي، لكن هذه الدراسة كان اهتمامها بالموضوع أكثر من اهتمامها بالمصطلح، وبحَث محمد عبد الرحمن إبراهيم([10]) زينة المرأة وتَطَيُّبها في معجم أساس البلاغة للزمخشري في دراسة دلالية، وهذا البحث مفيد في رصد الشواهد المعجمية والاستعمالية لزينة المرأة وتمييز المعاني الحقيقية عن المجازية، وهذا الجهد البحثي كذلك وإن كان له علاقة بمصطلح الزينة إلّا أن أهدافه ومنهجه ومجاله، كل ذلك يختلف عن الدراسة المصطلحية لمفهوم الزينة في القرآن الكريم، وإن تشابه معه في بعض ملامحه، أما إيمان محمد السيد البنا([11]) فبحثت الزينة والزخرف في القرآن الكريم، ساعية إلى تحديد الفروق الفلسفية بين الزينة والزخرف عن طريق تحليل وتصنيف بعض التأويلات والتفسيرات المتعلقة بتلك المصطلحات خلال عصور إسلامية متنوعة، ارتباطًا بعلم الجمال، وبممارسة أنواع الفن والتصميم. ويستفاد منها هنا تفريقها بين معاني مصطلحات الجمال في القرآن: كالزينة والزخرف، لكن هذه الدراسة كسابقتها تختلف عن منهج الدراسة المصطلحية؛ إذ غاب تتبّع المصطلح في نصوصه، كما غاب التعريف كنتيجة للدراسة، واهتمت نور العافية([12]) بدراسة موضوع الزينة في علاقة ألفاظها بالمعاني، استنادًا على علم الدلالة، وهو علم يتقاطع مع منهج الدراسة المصطلحية في دراسة الألفاظ ويستفاد من نتائجه، لكن الباحثة لم تسعفها اللغة كما أن بحثها لم يسفر عن دراسة المصطلح وضبط مفهومه؛ مما جعل هذا الجهد غير كاف للإحاطة بهذا المصطلح دقة وشمولًا، وسيسعى هذا البحث إلى دراسة مصطلح الزينة قصد ضبط مفهومه في القرآن الكريم، والوصول إلى تعريف يناسبه من خلال نصوصه، ثم النظر إلى تلك النصوص من خلال ما تحصّل من فهم هذا المصطلح.

إشكالية الدراسة

يهتم هذا البحث بمصطلح الزينة في آيات القرآن الكريم؛ لبيان حقيقة مفهوم هذا المصطلح من خلال النصوص القرآنية التي ورد فيها. اعتبارًا بأنّ «كلام الله المعجز جاء للبشر جميعًا، لا يختص بأمة معينة، ولا زمان معين، ولا مكان محدد، فهو خطاب ممتد عبر الزمان والمكان، وهذا ما يفسر مدى الحيوية الزاخرة النابعة من السياقات القرآنية المتنوعة، هذه الحيوية نابعة من أسلوبه الخاص، وبنية ألفاظه المتفرّدة في التعبير عن المعنى المراد»([13]).

مما سبق يمكن القول إن هذا البحث يسعى إلى الإجابة عن السؤال الرئيس الآتي: ما مفهوم مصطلح الزينة في القرآن الكريم وما دلالات استعماله في الآيات؟ ومن خلال هذا السؤال، ما تلك المعاني اللغوية لمادّة الزينة: (زين)؟ وكيف كان انتشار مشتقات مصطلح الزينة في القرآن الكريم؟ وما الدلالات الجزئية التي حملتها الآيات القرآنية التي ورد بها هذا المصطلح؟ وكيف يمكن تعريف مصطلح الزينة القرآني اعتمادًا على منهج الدراسة المصطلحية؟

أهداف الدراسة

يهدف هذا البحث إلى:

-     بيان مفهوم مصطلح الزينة ودلالته وفق منهج الدراسة المصطلحية.

-     الوقوف على المعاني الجزئية للمصطلح في السياقات القرآنية.

-     محاولة الوصول إلى تعريف لمصطلح الزينة في القرآن الكريم انطلاقًا من وروده في السياقات المتعددة.

منهج الدراسة

اعتمد هذا البحث خطوات الدراسة المصطلحية وإعمال منهجها العلمي، «الذي يعتمد العلمية بشروطها في الوسائل، من الاستيعاب إلى التحليل، فالتعليل فالتركيب، ويعتمد التكاملية حسب أولوياتها في المراحل من الوصفية إلى التاريخية فالموازنة فالمقارنة»([14])، فاعتُمِد المنهج الاستقرائي في ركن الإحصاء، حيث تم إحصاء مصطلح الزينة كيفما ورد: شكلًا وحجمًا واشتقاقًا، كما جُنِح إلى المنهج الوصفي التاريخي في الدراسة المعجمية؛ لتتبع معنى المصطلح المدروس في تطوره الدلالي والاستعمالي. أما المنهج التحليلي فبرز أكثر في الدراسة المفهومية، حيث كانت العناية كبيرة بمعاني المصطلح في الآيات، وذلك اعتمادًا على أدوات اللغة والمعطيات الإحصائية والاستعمالية. واستعين بالمنهج الاستنباطي لاسيما في الدراسة النصية، وكذلك في استخلاص عناصر التعريف.

خطة البحث

اشتمل البحث على مقدمة وثلاثة مباحث وخاتمة

فالمقدمة تناولت أهمية البحث والدراسات السابقة وإشكالية البحث، وأهدافه ومنهجه، ثم خطة البحث.

المبحث الأول: مفهوم الزينة في المعاجم. وفيه مطلبان:

المطلب الأول: الزينة في المعاجم اللغوية.

المطلب الثاني: الزينة في المعاجم الاصطلاحية.

المبحث الثاني: الزينة في القرآن الكريم. وفيه مطلبان:

المطلب الأول: ورود مادة (زين) في القرآن الكريم.

المطلب الثاني: نتائج ورود مادة (زين) في القرآن الكريم.

المبحث الثالث: تعريف مصطلح الزينة في القرآن.

ثم الخاتمة، وقد ضمت أهم النتائج والتوصيات.

المبحث الأول: مفهوم الزينة في المعاجم

يستوجب بحث مفهوم الزينة في المعاجم:

-      دراسة هذا المصطلح في المعاجم اللغوية؛ قصد الوقوف على الأصل اللغوي أو مدار مادته، مع ضبط مأخذها وما شمله المصطلح من معان.

-      دراسة هذا المصطلح في المعاجم الاصطلاحية؛ لبيان جهود السابقين وما أضافه كل واحد منهم.

المطلب الأول: الزينة في المعاجم اللغوية

إن تناول مفهوم الزينة في المعاجم اللغوية يتطلب الوقوف على مادة (زين) في هذه المعاجم؛ لضبط مأخذها وأصلها اللغوي، والوصول إلى تحديد معنى الزينة في اللغة.

أولًا: مادة (زين) في المعاجم: المأخذ والمدار اللغوي

أ- المأخذ: المتتبع للاستعمالات المختلفة لمادة (زين) في اللغة، يجدها مرتبطة بالاستعمال الحسي الآتي: «ازدانتِ الأرضُ بعُشبِها، وازَّيَّنَتْ وتَزَيَّنَتْ»([15])، وفي التهذيب: «ازدانت الأرضُ بنباتها ازدِيانًا، وازَّيّنَتْ وتَزَيّنَتْ، أَي: حَسُنت وبَهُجَتْ»([16]). وجاء في المقاييس: «وَأَزْيَنَتِ الْأَرْضُ وَازَّيَّنَتْ وَازْدَانَتْ إِذَا حَسَّنَهَا عُشْبُهَا»([17])، وفي المحكم: «وتَزَيَّنَتِ الأَرْضُ بالنَّباتِ، وازَّيَّنَتْ، وازْدَانَتْ، وازْيَانَّتْ وازْيَنَّتْ، وأَزْيَنَتْ، وقَد قَرأَ الأَعْرَجَ بهذه الأَخيرة، قالَ الزَّجّاجُ: هُو عَلَى أَفْعَلَتْ: جَاءَتْ بالزِّيَنَةِ، وازَّيَّنَتْ أَجْودُ في العَرَبيّةِ»([18]).

ممّا سبق يمكن القول إنّ مأخذ مادّة (زين) هو: ازَّيَّنَتْ الأَرْضُ بالنَّباتِ إِذَا حَسَّنَها عُشْبُهَا فبَهُجَتْ.

ب- المدار والأصل اللغوي: أصل مادّة (زين) في المعاجم اللغوية مرتبط بالمأخذ اللغوي، أي باعتبار المعنى المادي المتعلق بالحسن والبهجة والتحسين، قال ابن فارس: «(زَيَنَ) الزَّاءُ وَالْيَاءُ وَالنُّونُ أَصْلٌ صَحِيحٌ يَدُلُّ عَلَى حُسْنِ الشَّيْءِ وَتَحْسِينِهِ. فَالزَّيْنُ نَقِيضُ الشَّيْنِ. يُقَالُ زَيَّنْتُ الشَّيْءَ تَزْيِينًا»([19]). وقد أكد حسن جبل على معنى الزيادة التي تحسّن الشيء وتجعله محبّبا، بقوله في المعنى المحوري لمادة (زين): «المعنى المحوري زيادة محببة تتعلق بظاهر الشيء ناشئة عما يزخر به باطنه. كعُرف الديك ونبات الأرض عليها، وثمرة النخلة لها. ومن هذا أيضًا ما جاء في حديث الاستسقاء: اللّهم أنزل علينا في أرضنا زِينَتَها ([20])، قالوا أي نباتَها الذي يزينها. فالمعنى أنزل علينا المطر الذي يجعلها تُخرج زينتها...»([21]).

وبهذا يكون أصل مادة الزينة يدور على معاني الحسن والتحسين، وما ارتبط بذلك من زيادة محبّبة.

ثانيًا: معنى الزينة في اللغة

الزينة في اللغة مصدر الفعل الثلاثي الصحيح: زَيَنَ والجمع منه: أزيان وهو ضد الشين، فمعنى زين الشيءَ: أحسنه وجَمَّله وزخرفه، وزيّن له الأمر: أي: حسّنه ورغّبه فيه، «والزَيْنُ: نقيض الشَيْنِ، وتَزَيَّنَ وازَّيَّنَ، وازْدَانَ، وازْيَانَّ وازْيَنَّ، وأَزْيَنَ زينةً وزينًا، وهو كل ما يتزين به، والزّينة جامعٌ لكُلِّ ما يتزيّن به»([22])، جاء في التهذيب: «والزِّينة اسمٌ جامعٌ لكلّ شَيْء يُتَزيَّن بِهِ»([23])، وقال الجوهري: «الزينة: ما يتزين به، ويوم الزينَةِيومُ العيد. والزَيْنُ: نقيض الشَيْنِ وزانَهُ وزَيَّنَهُ بمعنى. قال المجنون: فيارب إذ صَيَّرْتَ لَيْلى هِيَ المنى فزِنِّي لعينيها كما زِنْتها لِيَا»([24])، والجوهري هنا أكّد على معنى الحسن والتحسين، كما أنه راعى المدار اللغوي في تعريفه الزّين، حيث إنه تحول إلى الأحسن وهو نقيض الشين، قال ابن سيده مؤكدًا ما سبق من المعاني: «الزَّيْنُ: خِلافُ الشَّيْنِ، وجَمعُهأَزْيانٌ»([25]) ، أمّا الرازي فقد راعى المدار اللغوي في معنى التحول إلى الأحسن، فاعتبر الزينة ما يتزين به، فيكون بذلك البعد عن الشين، قال: «(ز ي ن: (الزِّينَةُ مَا يُتَزَيَّنُ بِهِ، وَيَوْمُ الزِّينَةِ يَوْمُ الْعِيدِ. وَالزَّيْنُ ضِدُّ الشَّيْنِ وَزَانَهُ...، وزَيَّنَهُ تَزْيِينًا مِثْلُهُ. وَالْحَجَّامُ: مُزَيِّنٌ. وَتَزَيَّنَ وَازْدَانَ بِمَعْنى. وَيُقَالُ: أَزْيَنَتِ الْأَرْضُ بِعُشْبِهَا وازَّيَّنَتْ مِثْلُهُ، وَأَصْلُهُ تَزَيَّنَتْ فَأُدْغِمَ»([26])، والزين كما ورد في المعاجم في هو خلاف الشين ([27]).

إن تحديد معنى الزينة في اللغة، يقوم أساسًا على مأخذ مادة (زين) وأصلها في اللغة، كما أنه يبنى على ما ذهب إليه أهل المعاجم في ذكر معاني الزينة.

بناء على هذا، وعلى أصل مادّة (زين)، الذي هو الحسن والتحسين، وما ارتبط بذلك من معان، وما يدور حول هذا الأصل من معاني التحول إلى الحسن، فإن الزينة في اللغة هي: مَا يُتَزَيَّنُ بِهِ، وهي الحسن والتحسين وخِلافُ الشَّيْنِ، ويرتبط بذلك كل ما تعلق بالجمال من زيادة محبّبة.

المطلب الثاني: الزينة في المعاجم الاصطلاحية

ارتبط تعريف الزينة في المعاجم الاصطلاحية ارتباطًا كبيرًا بالمفهوم اللغوي، لكن ذلك اختلف من معجم لآخر، اعتبارًا باختلاف الحقول العلمية المعرفية لأصحاب تلك المعاجم: كالحقل العام، والحقل التفسيري والحقل الحديثي والحقل الفقهي، والحقل التربوي والحقل الصوفي وغيرها، وذلك تبعًا للصيرورة الزمنية لتأليف هذه المعاجم؛ فتجلى ذلك في تعريف هذه المعاجم لمفهوم الزينة في القرآن الكريم.

نظرًا لما سبق، تتبين أهمية إيراد بعض تعريفات أصحاب المعاجم لمصطلح الزينة؛ خاصّة تلك التي تضيف معاني أخرى جديدة إلى هذا المفهوم، فبعض المعاجم قد قصرت الزينة على المعنى المادّي، بينما جعلتها أخرى مرتبطة بعموم المعاني اللغوية، مع وضع بعض الأقسام والشروط والتفريعات، وقد اهتم هذا المبحث بمناقشة ما جاءت به بعض هذه التعريفات، مع تسجيل ما تحصّل منها، وذكر جملة من الملاحظ حسب ما يستوجبه المقام وتحصل به الفائدة.

أولًا: في المفردات للراغب الأصفهاني (ت 502هـ)

قال الراغب: «الزِّينَةُ الحقيقيّة: ما لا يشين الإنسان في شيء من أحواله، لا في الدنيا ولا في الآخرة، فأمّا ما يزينه في حالة دون حالة فهو من وجه شين، والزِّينَةُ بالقول المجمل ثلاث: زينة نفسيّة كالعلم والاعتقادات الحسنة، وزينة بدنيّة، كالقوّة وطول القامة، وزينة خارجيّة كالمال والجاه...، يقال: زَانَهُ كذا، وزَيَّنَهُإذا أظهر حسنَه، إمّا بالفعل، أو بالقول، وقد نسب الله تعالى التّزيين في مواضع إلى نفسه، وفي مواضع إلى الشيطان، وفي مواضع ذكره غير مسمّى فاعله...، وتَزْيِينُ الله للأشياء قد يكون بإبداعها مزيّنة، وإيجادها كذلك، وتَزْيِينُ الناس للشيء: بتزويقهم، أو بقولهم، وهو أن يمدحوه ويذكروه بما يرفع منه»([28]).

من خلال هذا التعريف، يمكن ملاحظة الآتي:

-      اعتمد الأصل اللغوي في تعريف الزينة، فاعتبرها كل ما لا يشين الإنسان في شيء. إذ جعل الإنسان محور الزينة؛ لتعلقها به، مع ملاحظة أن ما لا يشين الإنسان ليس بالضرورة يزينه؛ إذ توجد منزلة أو منازل بين الزين وخلافه.

-      اعتبر الزينة الحقيقية كل زينة لا تلحق الشين بالإنسان دنيا وآخرة، وفي هذا ربط لمفهوم الزينة الحقيقية بحال الإنسان ومآله في الدنيا والآخرة.

-      ذكر أنواعًا ثلاثة للزينة: الزينة النفسيّة كالعلم، والزينة البدنيّة كالقوّة، والزينة الخارجيّة كالمال، وفي هذا كذلك اعتبار لمحورية الإنسان في علاقته بأنواع الزينة.

-      عرف التزين بكونه إظهار الحسن وميّز بين الإظهار بالفعل أو بالقول، مع تقديمه الفعل على القول، ولعلّ ذلك مرده إلى ارتباط الزينة البدنية والزينة الخارجية بالفعل، بينما الزينة النفسية ارتبطت في الغالب بالقول.

-      ميّز بين الزينة المنسوبة إلى الله تعالى، وتلك المنسوبة إلى الشيطان، وأخرى غير مسمى فاعلها، كما ميّز بين تَزْيِين الله للأشياء بإبداعها في أصلها مزيّنة، وتَزْيِين الناس للأشياء: بتزويقهم إيّاها بالعمل والفعل، أو بقولهم الذي يمدحها ويرفع قيمتها، وبذلك ألمح الراغب إلى تعلق الزينة بالإبداع الأصلي، وبالتزويق العملي والمدح في القول؛ الموصلان إلى الزيادة والرفع من القيمة، ومن ثمة زيادة النفع والانتفاع.

ثانيًا: في النهاية في غريب الحديث لابن الأثير (ت606 هـ)

قال ابن الأثير: «(زَيَنَ): فِيهِ زَيِّنُوا الْقُرْآنَ بأصْواتِكم ([29])...، أَيْ زَيِّنُوا أصواتَكم بالقُرآن. وَالْمَعْنَى: الْهَجُوا بقِراءتِه وتَزَيَّنُوا بِهِ، زَيِّنُوا القُرآن: يَدُل عَلَى مَا يُزَيِّنُ بِهِ مِنَ التَّرْتِيلِ والتَّدبُّر ومُراعاة الإعْرَاب. وزيَّنوا قرَاءتَكم، والقُرآن بأصواتِكم...، فِيهِ حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: لِكُلّ شَيء حِلْيةٌ؛ وحِليةُ القُرْآن حُسْنُ الصَّوْتِ. ([30])...، وَفِي حَدِيثِ الِاسْتِسْقَاءِ قَالَ: اللهُم أنزلْ عَلَيْنَا فِي أرْضِنا زِينَتَهَا ([31]) أَيْ نَبَاتَها الَّذِي يُزَيِّنُهَا...»([32]).

أهم ما يلاحظ هنا هو:

-      ذكر ابن الأثير المأخذ اللغوي حيث إن زينة الأرض نباتها.

-      عدد بعض أنواع الزينة كزينة الصوت وذلك بتحسينه وتجميله، وزينة الأرض نباتها. وفي ذلك تمييز بين الزينة المطلوبة المرغوبة تشريفًا وتعظيمًا والزينة المباحة النافعة، عن غيرها من زينة الدنيا الزائفة الضارة الخادعة.

ثالثا: في التوقيف على مهمات التعاريف للمناوي (ت1031 هـ)

قال المناوي: «الزينة: تحسين الشيء بغيره من لبسة أو حلية أو هيئة، وقيل الزينة بهجة العين التي لا تخلص إلى باطن المزين، ذكره الحرالّي، والزينة الحقيقيةما لا يشين الإنسان في شيء من أحواله لا في الدنيا ولا في الآخرة، أما ما يزينه في حالة دون حالة فهو من وجه شين. والزينة بالقول المجمل ثلاثزينة نفسية كالعلم والاعتقادات الحسنة، وزينة بدنية كالقوة وطول القامة وحسن الوسامة وزينة خارجية كالمال والجاه وأمثلة الكل في القرآن»([33]).

يلاحظ الآتي:

-      عرف الزينة بكونها: تحسين الشيء بغيره، وهذا فيه نظر؛ لأن اعتبارها تزينًا، قد تكون تحسينًا للشيء من ذاته لا من غيره، كتحسين الصوت بحسن اختيار ما يناسبه من طرق الأداء، وتجنيبه ما يضره من سيء العادات.

-      ذكر أن الزينة بهجة العين، لكنها قد تكون بهجة الأذن وغيرها، كما أنها قد تخلص إلى باطن المزين.

-      اعتمد في أنواع الزينة ما ذكره الراغب، مع زيادة بعض الأمثلة.

رابعا: في الكليات للكفوي (ت 1094هـ)

قال الكفوي: «الزينة ما يتزين به الانسان من لبس وحلي وأشباه ذلك»([34]).

-      جعل الكفوي الزينة متعلقة بالإنسان، وعرّفها بفعلها التزين.

-      ذكر ما يتزين به من أمور مادية وأشباهها، دون إشارة إلى ما هو معنوي.

خامسا: في المعجم الاشتقاقي المؤصل لمحمد حسن جبل

أورد هذا المعجم سيرًا على منهج تأليفه المعنى المحوري لمادة (زين)، قال حسن جبل في معجمه الاشتقاقي: «المعنى المحوري: زيادة محبّبة تتعلق بظاهر الشيء، ناشئة عمّا يزخر به باطنه، كعُرف الديك ونبات الأرض عليها، وثمرة النخلة لها...، ثم من ذلك الأصل جاء المعنى الشائع للتزين وهو التحلي بحلية، مجتلبة تقليدًا لما هو ناشئ من البدن، كالتجمل بالأصباغ ونحوها...، والذي في القرآن الكريم من مفردات التركيب كله من الزينة: الحلية الظاهرة»([35]).

ونتيجة لإعمال منهجه المعتمد على بيان القيم الصوتية والاشتقاق وتوظيف ذلك في ضبط دلالات الألفاظ، وكذا استنباط المعنى المحوري الجامع في تحديد معاني التراكيب القرآنية، خلص حسن جبل إلى أن:

-      المعنى المحوري لمادة (زين) هو تلك الزيادة المحبّبة التي تتعلق بظاهر الشيء الناتجة عما يزخر به باطنه.

-      من الزيادة المحببة التي تعلق بظاهر الشيء، يأتي معنى التزين والتجمل بما هو مجتلب تقليدًا لما هو أصلي.

-      ما ورد من ذكر من زينة التراكيب القرآنية، هو مثال بديع للمعنى المحوري المتعلق بالزينة: الحلية الظاهرة المحبّبة الناشئة عن غنى الباطن.

يلاحظ اهتمام المعجم الاشتقاقي بالمعنى المحوري لمادة (زين)، دون تعريف الزينة، وتمييزها عن غيرها، كما أنه أكّد ارتباط ألفاظ الزينة في القرآن بالحلية الظاهرة وفي هذا نظر، كما أن اعتماده الاستقراء الناقص؛ جعله يقتصر على نصوص قرآنية دون غيرها، وإن كانت تراكيب مادّة (زين) الاشتقاقية تتضمن معاني الزيادة المحببة التي تعلق بظاهر الشيء وترتبط بباطنه، إلا أنها تتفرع في النصوص القرآنية للمصطلح، وتشكل في سياقاتها المختلفة مفاهيم جزئية، يستوجب البحث عن مفهوم الزينة في القرآن الاهتمام بها.

مما سبق يمكن استخلاص الآتي:

اعتمد تعريف الزينة في المعاجم الاصطلاحية على المعاني اللغوية، ويمكن ذكر مجموعة من الجوانب الأساسية:

-      نسجت هذه المعاجم مفهوم الزينة مع اعتماد أصله اللغوي، المرتبط بمعاني الحسن والتحسين وما تعلق بذلك من زيادة محبّبة، وما يدور حول هذا الأصل من معاني التجمّل والرفعة.

-      ربط الراغب الأصفهاني مفهوم الزينة الحقيقية بالعزة والرفعة بحال الإنسان ومآله في الدنيا والآخرة، واعتبر التزين إظهار الحسن بالفعل والقول الموصل إلى رفع القيمة، وميّز بين الزينة النفسية والزينة البدنية والزينة الخارجية. وما ينسب من الزينة لله وما نسب لغيره.

-      ميّز ابن الأثير بين الزينة المطلوبة المرغوبة تشريفًا وتعظيمًا، والزينة المباحة النافعة، وبين غيرها من الزينة الضارة الخادعة.

-      اعتبر حسن جبل في الزينة معناها المحوري المتعلق بالزيادة المحبّبة التي تتعلق بظاهر الشيء، الناتجة عما يزخر به باطنه.

اعتبارًا بما سبق، ما مفهوم الزينة الذي يدل عليه مصطلحه الوارد في نصوصه من آيات القرآن الكريم؟ سيهتم المبحث الثاني بالوقوف على ورود مادة (زين)في القرآن الكريم، ثم استخراج العناصر الدلالية التي تحملها؛ لعلّ ذلك يعين على بيان مفهوم الزينة في القرآن الكريم.

المبحث الثاني: الزينة في القرآن الكريم

البحث عن مفهوم الزينة في القرآن الكريم، والوصول إلى تعريف مناسب يستوجب بناء على ما سلف من نتائج الدراسة المعجمية، الاعتماد على معاني ودلالات مصطلح الزينة في نصوصه القرآنية التي ورد فيها.

المطلب الأول: ورود مادة (زين) في القرآن الكريم

جاءت مادة (زين) في القرآن الكريم وفيرة، وذلك كالآتي:

الجدول (1): مادة (زين) في سور القرآن الكريم بحسب الصيغ([36])

اللفظ

السور التي وردت فيها مادة (زين) مع رقم الآيات

مكية أم مدنية

عددها

عدد الورود في كل سورة

المجموع

زينة

الأعراف 32

يونس88

النحل 8

الكهف 7

الكهف 28

الكهف 46

طه 59

طه 87

النور 60

الصافات 6

الحديد 20

مكية

مكية

مكية

مكية

 

 

مكية

 

مدنية

مكية

مدنية

08

 

 

 

 

 

01

01

01

03

 

 

02

 

01

01

01

11

 

زينتها

هود 15

القصص 60

الأحزاب 28

مكية

مكية

مدنية

03

01

01

01

03

زينتهن

النور 31

النور 31

النور 31

مدنية

 

03

 

01

01

01

03

زينتكم

الأعراف 31

مكية

01

01

01

زينته

القصص 79

مكية

01

01

01

 

زُيِّنَ

البقرة 212

آل عمران 14

الأنعام 122

التوبة 9

يونس12

الرعد 33

فاطر 8

غافر 37

محمد 14

الفتح 12

مدنية

مدنية

مكية

مدنية

مكية

مكية

مكية

مكية

مدنية

مدنية

10

01

01

01

°01

01

01

01

01

01

01

10

 

 

 

 

 

 

 

 

 

زَيَّنَ

الأنعام 43

الأنعام 137

الأنفال 48

النحل 63

النمل 24

العنكبوت 38

مكية

 

مدنية

مكية

مكية

مكية

05

 

 

 

 

 

02

 

01

01

01

01

06

 

 

 

 

 

زيّنا

الأنعام 108

النمل 4

الصافات 6

فصلت 12

الملك 5

مكية

مكية

مدنية

مكية

مكية

05

01

01

01

01

01

05

زيَّناها

الحجر 16

ق 6

مكية

مكية

02

01

01

02

زيَّنه

الحجرات 7

مدنية

01

01

01

فزيّنوا

فصلت 25

مكية

01

01

01

لأزين

الحجر39

مكية

01

01

01

ازّيَنت

يونس 24

مكية

01

01

01

المجموع

_

_

28 أو

42(مع التكرار)

_

46

الجدول (2): مادة (زين) في القرآن الكريم بحسب السور

السور

عددها

حجم ورود مادة(زين) في كل سورة

المجموع

الأنعام– النور

02

04

08

يونس-الكهف

02

03

06

الأعراف-النحل-الصافات-القصص-النمل-فصلت-الحجر-طه

08

02

16

-الحديد-هود-الأحزاب-البقرة-آل عمران-التوبة-الرعد-فاطر-غافر-محمد-الفتح-الأنفال-العنكبوت-الملك-ق-الحجرات

16

01

16

المجموع

28

_

46

ويمكن إجمالًا، وبعد التتبع والاستقراء، أن نخلص إلى ما يلي:

-      وردت مادة الزينة (زين): ستًا وأربعين مرة، في ثمان وعشرين سورة، سبع عشرة منها مكية، وهذه عناية معتبرة بمفهوم الزينة عبر مشتقاته؛ استدعى ذلك إيرادها وبيانها في سياقات كثيرة، تعددت بتعدد تلك السور.

-      أكبر حجم ورود مشتقات (زين) في السور كان أربع مرات، جاء ذلك بسورة الأنعام المكية وبسورة النور المدنية، حيث وردت في سورة الأنعام الصيغ: (زّيَّن-زُيِّنَ) لبيان تزيين الشيطان للمشركين أعمالهم وما هم فيه من الكفر والمعاصي، كما جاءت الصيغة: (زَيَّنَّا) لتبين حقيقة تزيين الله لكل أمة عملها، فدعت الآية إلى وجوب تجنّب سبّ الأوثان، لما قد يسبب من ضرر وقبح وشر؛ نتيجة ما زين للكافرين من أعمالهم القبيحة، أما ما ورد من صيغة في سورة النور فكان منسجما مع طبيعة الخطاب التشريعي، حيث وردت الصيغة (زينتهن) بهذه السورة ثلاث مرات تدعو المؤمنات إلى عدم إبداء زينتهن، والحرص على إخفائها على كل من حُرّم عليه علمها أو الاستمتاع بها؛ إذ كلّ ذلك سبيل اتقاء ظاهر الفتن وباطنها، وحفظ الأعراض، بدفع كل ذي طمع ومن بقلبه الأمراض.

-      ما يؤكد أهمية مصطلح الزينة انتشار أزيد من (65%) من مشتقاته في اثنتي عشرة سورة جلّها مكية(10سور)، أي (65%) من مادة(زين) وردت في حوالي (43%) من مجموع السور التي وردت بها هذه المشتقات، كما يلاحظ أنّ أغلب السور التي وردت بها مادة (زين) مكية: سبع عشرة سورة، مقابل إحدى عشرة سورة مدنية؛ ممّا يدلّ على أهمية مفهوم مصطلح الزينة عمومًا، كما يدل على خصوصية ارتباطه بالقرآن المكي في سياقاته المختلفة، وبصيغه المتنوعة التي تناسب تلك السياقات، مع ما يتلاءم مع خصوصية الخطاب القرآني العقدي بمكة، وكذا مع طبيعة وشكل الخطاب التشريعي بالمدينة، فقد كان لحجم ورود في ما نزل من القرآن في مكّة من مادّة الزينة نصيب وافر: (31مرة) ، بينما كان ما نزل منه بالمدينة أقلّ منه:( 15 مرة). وذلك كلّه يؤكد على أهمّية المرحلة المكّية في بناء مفهوم الزينة، بينما امتازت المرحلة المدنية بالدّعوة إلى زينة الله الحقيقية، والتّأكيد على طلبها.

-      وردت مادة الزينة مرة واحدة في ستّ عشرة سورة، أي أن أكثر من (57%) من مجموع سور الورود، بها أزيد من (33%) من مادّة (زين)، وهذا حرص كبير على ذكر مادة الزينة، ولو مرّة واحدة على امتداد السور الست عشرة، مع تعدد في الصيغ، وكثرة في استعمال اشتقاقات مادّة الزينة: ثمانية اشتقاقات؛ ممّا يستدعي تتبّع هذا الانتشار في هذه السور بهذا الشكل؛ تأكيدًا على أهمية مفهوم الزينة في القرآن الكريم.

المطلب الثاني: نتائج الورود مادة (زين) في القرآن الكريم

ما سبق من المعطيات يدلّ على الامتداد الواسع لمادّة الزينة وانتشارها في سور القرآن الكريم، ويبرز أهمّية مفهوم الزينة عمومًا، مع ارتباطه بما نزل من القرآن في مكّة وخاصّة ما جاء في سورة الأنعام التي ضمّت أكبر حجم ورود، ومعها سورة النور المدنية التي اختصت بزينة النساء. كذلك ارتبط مفهوم الزينة بسياق ما ورد في سورتي يونس والكهف المكيتين. أما ما تعلق بالسور المدنية عمومًا، فقد جاء مصطلح الزينة بغلبة صيغته الفعلية الدالة على التجدّد في الوقوع والارتباط بالزمن، المؤكّدة على أهمية مفهوم هذا المصطلح في ارتباطه باختيار الإنسان واختباره عبر الأزمان، ويمكن من خلال ما سبق استخلاص النتائج الآتية:

أولًا: مصطلح الزينة بين ما نزل من القرآن في مكة وما نزل من القرآن في المدينة

المرحلة المكية كانت مرحلة البناء والتأسيس لمصطلح الزينة، وهذا ظاهر من خلال حجم ما ورود فيها من مادة (زين): (31مرة)، مقابل (15 مرة) في المرحلة المدنية، أي بنسبة ورود زادت على (67%) في ما نزل في القرآن في مكة، وقد اقتربت من (33%) في ما نزل من القرآن في المدينة، ويتأكّد ذلك إذا نظرنا إلى المصطلح في صيغه الاسمية الأربع: (زينة-زينتكم-زينته-زينتها)، حيث إن ما ورد في مكّة يكاد يضاعف ما ورد في المدينة: (13 مرة مقابل 06 مرات)، كذلك صيغ الفعل: (18صيغة) مقابل (8 صيغ فعلية) وردت في ما نزل بالمدينة؛ ولعلّ ذلك يبيّن أنّ ما كان في المرحلة المكّية احتضن تأسيس المفهوم الجديد للزينة، وانشغل ببيان مقاصده وماهيته وتمييزه عن غيره، وكذا إظهار حقيقته اللغوية والشرعية، أمّا ما جاء في المرحلة المدنية، فغرضه كان تأكيد ما سبق؛ للتأسيس عليه، وبيان عاقبة كل زينة، والدعوة إلى زينة الله، رجوعًا بكل زينة إلى أصلها الرباني.

ثانيًا: ميلاد مصطلح الزينة

كان أوّل ما نزل من مادّة الزينة، جاء مقررًا لقدرة الله العظيمة ومنبهًا عليها، ومن ذلك بناء السماء سقفًا محفوظًا بلا عمد، وتزيينها بالنجوم والكواكب في سدد؛ ليتفكر الخلق في بديع الصنع، وجميل البدع، وذلك قوله تعالى: ﴿أَفَلَمۡ يَنظُرُوٓاْ إِلَى ٱلسَّمَآءِ فَوۡقَهُمۡ كَيۡفَ بَنَيۡنَٰهَا وَزَيَّنَّٰهَا وَمَا لَهَا مِن فُرُوجٖ [ق: 6]، حيث ذكّر الله تعالى الإنسان برجوعه إليه، مبيّنًا للمكذّبين بالبعث إمكان ذلك، داعيًا إياهم للنظر إلى كمال قدرة الخالق جل وعلا في السماء ثابتة البناء، و في زينتها مبهرة الأرجاء، «فبناء السماء أرفع من أساس البدن، وزينة السماء أكمل من زينة الإنسان بلحم وشحم»([37]).

من خلال الجدول السابق(رقم:01)، جاء لفظ الزينة: بالصيغة الاسمية القوية الدلالة، المؤكَّدة بورود لفظ الزينة معرَّفًا بالإضافة ومكرَّرًا مرتين، ومنسوبًا باعتبار الأخذ إلى بني آدم: (زينتكم)، وباعتبار العطاء إلى الله تعالى: (زينة الله)، فكان ذلك مؤذنًا بميلاد مصطلح الزينة بمفهومه الجديد، جامعًا في معانيه وجوهًا من التكريم، مقترنًا بالاعتدال بين الإسراف والتحريم، وإكرامه للصالحين من عباده؛ بما قدّموا من كلم طيب وعمل صالح، وذلك قوله تعالى:﴿يَٰبَنِيٓ ءَادَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمۡ عِندَ كُلِّ مَسۡجِدٖ وَكُلُواْ وَٱشۡرَبُواْ وَلَا تُسۡرِفُوٓاْۚ إِنَّهُۥ لَا يُحِبُّ ٱلۡمُسۡرِفِينَ٣١ قُلۡ مَنۡ حَرَّمَ زِينَةَ ٱللَّهِ ٱلَّتِيٓ أَخۡرَجَ لِعِبَادِهِۦ وَٱلطَّيِّبَٰتِ مِنَ ٱلرِّزۡقِۚ قُلۡ هِيَ لِلَّذِينَ ءَامَنُواْ فِي ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا خَالِصَةٗ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِۗ كَذَٰلِكَ نُفَصِّلُ ٱلۡأٓيَٰتِ لِقَوۡمٖ يَعۡلَمُونَ[الأعراف: 31-32]، فقد جاءت الدعوة هنا صريحة إلى أخذ الزينة المشروعة، مع ارتباط ذلك بالصلاة أعظم العبادات، كما تلا ذلك استنكار تحريم المشركين زينة الله وما رزق الخلق من طيبات الرزق.

جاء ميلاد مصطلح الزينة من جهة: في سياق التذكير بارتباط الزينة بالعبادة وتعلّقها بميزان الاعتدال بين الإسراف والمنع، ومن جهة أخرى جاء ذلك في سياق التذكير بإكرام الله لعباده بزينته في الدنيا، وتخصيصهم بها في الآخرة، ثم توالت الآيات تترى تحذر من الزينة الواهية المتعلقة بسوء العمل، قال سبحانه: ﴿أَفَمَن زُيِّنَ لَهُۥ سُوٓءُ عَمَلِهِۦ فَرَءَاهُ حَسَنٗاۖ فَإِنَّ ٱللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشَآءُ وَيَهۡدِي مَن يَشَآءُۖ فَلَا تَذۡهَبۡ نَفۡسُكَ عَلَيۡهِمۡ حَسَرَٰتٍۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمُۢ بِمَا يَصۡنَعُونَ[فاطر: 8] وتلك المتعلقة بانتفاء الإيمان بالآخرة، قال سبحانه: ﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ لَا يُؤۡمِنُونَ بِٱلۡأٓخِرَةِ زَيَّنَّا لَهُمۡ أَعۡمَٰلَهُمۡ فَهُمۡ يَعۡمَهُونَ[النمل: 4] وما تعلق منها بالدنيا دون الآخرة، قال جل وعلا:﴿وَمَآ أُوتِيتُم مِّن شَيۡءٖ فَمَتَٰعُ ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا وَزِينَتُهَاۚ وَمَا عِندَ ٱللَّهِ خَيۡرٞ وَأَبۡقَىٰٓۚ أَفَلَا تَعۡقِلُونَ[القصص: 60].

وردت مادة مصطلح الزينة في كثير من آيات القرآن الكريم، بيانًا لحقيقته الزينة وتأكيدًا على أهميتها، فما جاء الإسلام إلا ليخرج الإنسان من ذلّ الارتباط بالزينة الزائفة الفانية، إلى التعلق بزينة الله النافعة الباقية.

انتقل القرآن المكي بمصطلح الزينة من مفهومه اللغوي المتعلق بالحسن والتحسين، وما ارتبط بذلك، وما يدور حول هذا الأصل من معاني التحوّل إلى الحسن، تلك المعاني التي ارتبطت عند العرب بما حصلوا من الدّنيا، من مال وسلطة وجاه، إلى مفهوم اصطلاحي خاص، يتجاوز كل تلك المعاني الحسية، إلى معاني الزينة المطلوبة المتصلة بعبادة الخالق تعالى؛ إذ تجلّي ذلك الضمائم: زينة الإيمان، زينة المؤمنات، زينة المساجد، زينة العباد. وإلى معاني الزينة المحذورة، المتعلقة بالانقطاع إلى الدنيا، وقد حرص القرآن الكريم حرصا مداومًا على ذكر الزينة ومشتقاتها، مع ربطها بمصدرها الحقيقي الذي هو الخالق تعالى، وكذا بيان وهن كلّ زينة بغير الله متصلة، وبِسِوى هَديه مسترشدة، وعلى غير قوّته وقدرته معتمدة.

ثالثًا: تنوع الصيغ الصرفية

الجدول (3): ورود مادة (زين) في القرآن الكريم وفق الصيغ الصرفية

الصيغة

الفعل

الماضي

المضارع

الأمر

الأسماء

المجموع

العدد

27

26

01

_

19

46

أهم ما يلتفت إليه في هذا المقام هو: حجم الصيغ الفعلية (27مرة)، أي أكثر من (58%) من مجموع الصيغ، كما أن هذه الصيغ الفعلية معظمها (أكثر من 96%) بصيغة الماضي المجرد أو المتصل بالضمائر، تلك الصيغة الدالة على تحقق الوقوع، وهذا يشمل الأفعال الماضية الدالة على المضارع والاستقبال في معناها؛ إذ ورودها بصيغة الماضي يفيد القطع بتحققها ووقوعها، كما يلاحظ مع تعدد من نسب إليه التزيين: وفرة صيغة الماضي الذي لم يسم فاعله: (10مرات) ب(37%) من الصيغ الفعلية، وفي ذلك توجيه السامع إلى فعل التزيين دون فاعله الذي قد يكون معلومًا، أو لم يُذكر على وجه الاختصار وبلاغة النظم القرآني، وكذا لما يدل عليه سياق تلك الآيات من تزيين مذموم، اقتضى عدم التصريح بالمزين. وقد نسب الله تعالى التزيين إلى نفسه في ثمانية مواضع، بينما نُسب التزيين إلى الشيطان ست مرات، ونسب إلى الشركاء والقرناء والأتباع مرتين، ونسب إلى الأرض مرة واحدة.

ما يتعلق بصيغة الفعل المضارع كانت نادرة حيث جاءت مرة واحدة في سورة الحجر، وذلك قَسم إبليس وتأكيده العمل على التزيين للعباد في الأرض قصد إغوائهم، والمضارع هنا يدل على استمرار هذا الفعل حاضرًا ومستقبلًا.

أما الأسماء فقد شغلت أكثر من (41%) من مجموع الصيغ وذلك مؤشّر على قوّة الدلالة؛ إذ للأسماء دلالة قوية على مفاهيمها، كما أن حجم هذه الصيغة التي ورد بها هذا المصطلح تنضح بسمو دلالته ورفعتها: فأصل الاسم من السمو والعلو، وقد شملت الزينة بدلالتها المادية المحضة، وكذا ما هو محمود منها، وما هو مذموم أو قد ينصرف إليه.

يلاحظ كذلك:

-      أهمية حجم الأفعال من مجموع الصيغ، وهي نسبة زادت على نصف الورود الكلي، واتّسمت بجمعها بين المعاني اللغوية والاستعمال الاصطلاحي، حيث أفادت صيغتا الماضي: (زيّن، زُيِّن) المعاني اللغوية المتصلة بالتحسين والتجميل المادي والمعنوي، قولًا أو فعلًا، الدالة على الإغرار والإغواء، أما صيغة المضارع (لَأزينن)، فارتبطت بتلك المعاني مع إفادة التأكيد على الإغواء بالتزيين في الأرض واستمراره، أما صيغتا (زينا- زيناها) فوردتا سبع مرات، أربع منها مجردة عن ضمير الغائب، وهذه الصيغ السبع تخص أمرين: تزيين السماء للتفكر والاعتبار، واستدراج العصاة والمشركين بتزيين فاسد أعمالهم.

-      شملت الصيغ الفعلية معاني الزينة التي دعا إليها القرآن الكريم ورغّب في السعي إليها، فحوت في شمول معانيها: الاستعمالات اللغوية التي ألفها العرب، كما جاء الاستعمال القرآني بمعان جديدة للزينة والتزين لم تكن معهودة قبلًا، كمعاني الزينة المذمومة، وما تعلق بالتزيين اختبارًا وابتلاءً واستدراجًا، في اتصال بالزمن ماضيًا وحاضرًا ومستقبلًا.

-      أما فعل الأمر وإن غاب لفظه فقد جاء القرآن الكريم بصيغ أخرى غير مباشرة تفيد الطلب، وذلك رقيّ في الأسلوب والتعبير، يناسب مقام الزينة الذي أولى له القرآن الكريم عناية كبيرة حتى في أسلوب الدعوة إليه، وذلك كقوله تعالى: ﴿يَٰبَنِيٓ ءَادَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمۡ عِندَ كُلِّ مَسۡجِدٖ وَكُلُواْ وَٱشۡرَبُواْ وَلَا تُسۡرِفُوٓاْۚ إِنَّهُۥ لَا يُحِبُّ ٱلۡمُسۡرِفِينَ[الأعراف: 31]؛ حيث أفادت الآية خصوص الأمر بعدم طواف المشركين ببيت الحرام عراة، كما أفادت عموم الأمر بالتزين عند الطواف بالبيت الحرام، وعند الحضور للصلاة بالمساجد.

-      وتبقى الصيغ الاسمية وإن كانت أقل من الأفعال مهمة في دلالاتها؛ فورودها معتبر؛ لثبات مفهوم الزينة بمعانيه التي دلت الصيغ عليها واستقرارها، فناسبها الاسم أكثر، الدال على الاستقرار والثبات، لا على الحدث والتجدد، وقد غلبت في الورود صيغة (زينة) منونة وغير منونة، باختلاف أحوالها في الإعراب رفعًا ونصبًا وجرًا ب(11مرة)، وشملت الزينة بدلالتها المادية الظاهرة (6 مرات)، والزينة المذمومة: (4 مرات)، ووردت بالمعنى الإيجابي المبيح المرغب فيها لعباد الله مرة واحدة بسورة الأعراف، أما صيغتا: (زينتها- زينتهن) فبثلاث مرات لكل منها، حيث جاءت الأولى تحذيرًا من زينة الحياة الدنيا، وكانت الثانية نهيًا لنساء المؤمنين عن إظهار زينتهن إلا بحقها، ثم صيغتا: ( زينتكم) مرة واحدة، وفيها صيغة أمر بأخذ الزينة المادية والمعنوية عند المساجد، وما اتصل بذلك من عبادة، ووردت(زينته) مرة واحدة، وهي تخص زينة قارون المذمومة، المتصلة بالبغي والانقطاع عن الله عز وجل.

إن ورود مادة الزينة بكثرة في السور المكية ينسجم: من جهة مع طبيعة وخصائص السياق العام لما نزل من القرآن في مكّة، الراسخ في دعوة الإنسان إلى الزينة الربانية التي أخرجها له؛ وذلك بتحريره من كل زينة باطلة خادعة، ووصله بخالقه الذي أعزّه بما زانه، ومتعه من زينة الكون عندما حمّله الأمانة، كما أن ذاك منسجم من جهة أخرى مع السياق الذي يحكم تلك السور، حيث مضامينها متقاربة، فهي تشترك في الدعوة إلى الآداب الرفيعة الراقية والقيم المجيدة الجميلة؛ بناءً لعقيدة التوحيد، وترسيخًا لاستمداد الحسن والجمال من الله المجيد، كما تشترك في ذكر قصص فساد أقوام سابقة، زينت لها الدنيا فجحدت بنعم الله لما تكبرت وطغت؛ فاستحقت الحرمان من زينة الآخرة، وفاز من آمن منهم بزينة الله الدائمة النافعة الخالدة.

نخلص أيضا: إلى أنه من بين السور المكية تميّزت سورة الأنعام بأكبر حجم ورود: (أربع مرات)، وذلك بالصيغ:(زيَّن: مرتين، زينا، زُيِّن)، وذلك كله تحذير من تزيين الشياطين، وتذكير بما زُيِّن من أعمال الأمم فرأته حسنا؛ وقد دل هذا كله على محورية هذه السورة في بناء مفهوم الزينة، حيث جاء فيها الحث على النظر في زينة السماء، بما سخر الله فيها من نجوم للاهتداء، استدلالًا على وحدانية الله تعالى وقدرته؛ إذ استمر التأكيد على ترسيخ العقيدة، وتشديد الإنذار والدعوة إلى الاعتبار بمن اعتزّ بغير الله؛ وهذا يؤكد أهمية الاعتبار بزينة الكون بسمائه وأرضه، كسبيل به يترسخ أمر العقيدة والحسن، فينضر الحسن حين يتجلى في العمل، قال تعالى:﴿إِنَّا جَعَلۡنَا مَا عَلَى ٱلۡأَرۡضِ زِينَةٗ لَّهَا لِنَبۡلُوَهُمۡ أَيُّهُمۡ أَحۡسَنُ عَمَلٗا [الكهف: 7].

تميزت سورة النور من بين السور المدنية باحتوائها على أعلى ورود:( أربع مرات)، وذلك بصيغتين:(زينتهن- زينة) وكل ذلك متعلق بستر زينة النساء إلا ما أبيح بضوابطه، حتى تزكو النفوس، وتتطهر من أدران الفواحش والفساد الخلقي؛ بتجنيبها كل أسباب الإغراء والغواية، لذلك أوجبت هذه الآيات عدم إبداء زينة المرأة لغير محارمها، تزكيةً لها وتطهيرًا من كل تلب، وحفظًا من كل طامع مريض القلب؛ إذ إبداء زينة النساء فتنة وشنع، وسبيل لتردي الأخلاق وفساد الأسرة والمجتمع.

تميّزت من بين السور المكية: سورة الكهف، حيث ورد بها مصطلح الزينة ثلاث مرات، فارتبط بما جعله الله من زينة الأرض؛ ابتلاءً لتمحيص المؤمنين عن غيرهم، كما حذرت الآيات من ابتغاء زينة الحياة الدنيا إعراضًا عن ابتغاء وجه الله، وسواء كانت تلك الزينة مالًا أو بنونًا، أو هما معًا، لا يجب أن تشغل عن سبيل الله، وعن الفوز بالباقيات الصالحات المورِّثة لزينة الله في الآخرة، ذلك خير ثوابًا وخير أملًا.

وردت مادّة الزينة بثلاث عشرة صيغة متنوعة، بين أسماء بضمائرها المتنوعة، وأفعال بأزمنتها ودلالاتها المختلفة.

بالنظر إلى الصيغ الصرفية التي وردت بها مادة (زين) في القرآن الكريم، يمكن تقرير الآتي:

-      يدل تنوع صيغ مادة (زين)على أهمّية الزينة، وكذا على أهمية دعوة الناس إليها، فقيمة الزينة بارزة من خلال ما ارتبط بمادة مصطلحها في الآيات الكريمة؛ إذ الزينة لله تعالى، هو من أخرجها لعباده والطيبات من الرزق، فمنه تعالى يكون الحسن والجمال، وإليه يرجع أمر كل زينة حقيقيّة، لا تشين إلى هذا الإنسان في شيء من أحواله في الدنيا أو في الآخرة.

-      جاءت مادة (زين) وفيرة في المرحلة المكية، وهذا يدل على أن القرآن الكريم قد حسم أمر الزينة في هذه المرحلة، خاصة في دحض ما ترسخ من فهوم خاطئة، فدعا الله تعالى في القرآن الكريم إلى التحلّي بمنهج زينته؛ لما لذلك من جميل نفع وكبير وقع، على حال الإنسان ومآله.

لقد تنوع الأسلوب القرآني الوارد في آيات الزينة، بين توكيد ووصف، واستفهام وشرط، وطباق وحصر، وقصر وحذف وتكرار، وإضراب واستعارة وغير ذلك، مما يؤكد العناية الكبيرة بمصطلح الزينة لفظًا وتركيبًا ومعنى.

رابعا: بين الإفراد والجمع

بالنسبة إلى صيغ ورود مادة (زين) في القرآن الكريم، جاءت أغلبها مفردًا (45 مرة): جلّها بما نزل من القرآن في مكة (72 مرة)، أما صيغة الجمع فجاءت مرة واحدة، وذلك بما نزل من القرآن بمكة.

تعتبر المرحلة المكية مرحلة البناء؛ لذلك كانت العناية فيها بالزينة أكبر؛ لما لذلك من ارتباط بمصير الإنسان في الدنيا والآخرة، ولمّا كانت الزينة في شموليتها القرآنية أمرًا واحدًا تعلق بالله الواحد جلّ وعلا، وكان ارتباطه بالإنسان ذاتيا في كل فرد من الناس، وليست قيمة تتحصل بالتجمع؛ كانت الصيغة الفردية للمصطلح هي الغالبة، وتوجّه الخطاب القرآني في آيات الزينة إلى الفرد كأساس ينتظم به أمر الجماعة. إن مصطلح الزينة في القرآن الكريم غلبت الصيغة الفردية في وروده؛ لأن القصد كان هو الفرد الموجه للجماعة؛ إذ توجّه خطاب الزينة القرآني إلى الفرد في جماعته.

جاء حجم ورود مصطلح الزينة في القرآن الكريم معتبرًا، مع تنوع صيغه، وتعدد الأساليب التي جاءت بها آياته؛ مما يدلّ على أهميته ورفيع منزلته؛ ويوجب الاهتمام بالمعاني التي جاء بها مفهومه، وبمنزلته في نسق المصطلحات القرآنية.

يدل اختلاف الصيغ الصرفية التي بها جاء هذا المصطلح، على ارتباط الزينة بمآل الإنسان، ورجوعها إليه فردًا وفي جماعته، في الدنيا وفي الآخرة.

يمكِّن تتبع السياق التاريخي لمصطلح الزينة من قول الآتي:

-      أول ما ورد من مصطلح الزينة كان في سورتي (ق) والأعراف، اللتين احتضنتا ميلاد هذا المصطلح.

-      تنوعت الزينة المذكورة في القرآن لفظًا ومعنى: منها الزينة المحمودة المرغوب فعلها وتحصيلها، كتلك التي جاءت في الآيات مقترنة باسم الجلالة: وهي زينة الإيمان والزينة عند المساجد، وزينة الله التي أخرج لعباده، ومنها الزينة المستحبة المستلذة: تلك التي توافق الفطرة، حيث دعا القرآن الكريم إلى معرفتها وتهذيبها والرفع بها، وتقديرها حق قدرها؛ حتى لا تُفضل على ما هو أكرم منها في هذه الحياة الدنيا: كعبادة الله وما تعلق بها من باقيات صالحات، بل أوجب الله تعالى تسخير الزينة في طاعته والتعبد بحفظها والتفكر فيها؛ لكونها تكريم من الله للإنسان، ومن ذلك: زينة السماء، زينة الأرض، زينة الأنعام، زينة الحياة الدنيا، زينة النساء. أما الزينة المذمومة: فقد بيّنها القرآن الكريم بإضافتها إلى غير الله: من شياطين وجبابرة، أو إضافتها إلى مذموم، ومنه: زينة الشيطان، زينة فرعون، زينة قارون، زينة عمل السوء.

أظهرت هذه الدراسة فيما سبق من مراحلها أهمية مصطلح الزينة: من حيث حجم وروده في القرآن الكريم، وتنوع ألفاظه صيغةً وأسلوبًا، وكذا من حيث أهمية مفهومه وغنى معانيه.

المبحث الثالث: تعريف مصطلح الزينة

من خلال ما سبق، وانطلاقا مما دلّ عليه مصطلح الزينة من معان جزئية، وبعد تتبع ورود مادة (زين) في القرآن الكريم، يمكن استخلاص ما لزم مصطلح (الزينة) في كل موارده من معنى كلي، ومنه تعريف مصطلح الزينة كالآتي:

الزينة إبداع الخالق في الكون، وحسنٌ في القول والفعل يورث عزّة ورفعة، منها المادي والمعنوي أنعم الله بها على الإنسان على وجه الابتلاء؛ لينتفع بها المحسنون دنيا وآخرة، ويضل من انشغل عن حقيقتها بكل حسن زائف أو تجميل من قبله شين وارف.

المطلب الأول: الزينة إبداع الخالق في الكون وحسن في القول والفعل يورث عزة ورفعة

الحسن والتحسين هو أصل الزينة في اللغة، والزينة: مَا يُتَزَيَّنُ بِهِ، وهي الحسن والتحسين خِلافُ الشَّيْنِ، ويرتبط بذلك كل ما تعلق بالجمال من زيادة محبّبة، قال ابن فارس: «(زَيَنَ) الزَّاءُ وَالْيَاءُ وَالنُّونُ أَصْلٌ صَحِيحٌ يَدُلُّ عَلَى حُسْنِ الشَّيْءِ وَتَحْسِينِهِ. فَالزَّيْنُ نَقِيضُ الشَّيْنِ. يُقَالُ زَيَّنْتُ الشَّيْءَ تَزْيِينًا»([38])، والزينة التزين بإظهار الحسن في القول والفعل، وتزيين لشيء بآخر، «يقال: زَانَهُ كذا، وزَيَّنَهُ: إذا أظهر حسنه، إمّا بالفعل، أو بالقول...، تَزْيِينُ الله للأشياء بإبداعها في أصلها مزيّنة، وتَزْيِينُ الناس للأشياء: بتزويقهم إياها بالعمل والفعل، أو بقولهم الذي يمدحها ويرفع قيمتها»([39]). وتحسين الأشياء سبيل لاستمالة الناس إليه وتحبيبه إليهم، «فالزينة ما يحصل به التحسين للشيء حتى تتوق النفس إليه بالشهوة»([40]).

تتعلق الزينة في أصلها بما أبدعه الخالق جلّ وعلا في هذا الكون من جمال وحسن عجيب؛ الناظر المتدبر يدرك تلك القدرة الإلهية العظيمة، المبدعة لكل ما أنعم الله به من زينة الكون أرضًا وسماءً، قال تعالى: ﴿وَلَقَدۡ جَعَلۡنَا فِي ٱلسَّمَآءِ بُرُوجٗا وَزَيَّنَّٰهَا لِلنَّٰظِرِينَ[الحجر: 16]؛ قال القرطبي في تفسيره هذه الآية: «ولقد زينّا السماء الدنيا بمصابيح للناظرين للمعتبرين والمتفكرين»([41]).

أشارت الآيات الكريمات إلى أن الإنسان مطالب أن ينظر زينة الكون ليناضرها بتزيين عمله وتحسينه، قال تعالى:﴿إِنَّا جَعَلۡنَا مَا عَلَى ٱلۡأَرۡضِ زِينَةٗ لَّهَا لِنَبۡلُوَهُمۡ أَيُّهُمۡ أَحۡسَنُ عَمَلٗا[الكهف: 7]؛ لا أن يتبع هواه وينغمس في زينة الدنيا ويغفل عن رسالته، قال سبحانه: ﴿وَٱصۡبِرۡ نَفۡسَكَ مَعَ ٱلَّذِينَ يَدۡعُونَ رَبَّهُم بِٱلۡغَدَوٰةِ وَٱلۡعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجۡهَهُۥۖ وَلَا تَعۡدُ عَيۡنَاكَ عَنۡهُمۡ تُرِيدُ زِينَةَ ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَاۖ وَلَا تُطِعۡ مَنۡ أَغۡفَلۡنَا قَلۡبَهُۥ عَن ذِكۡرِنَا وَٱتَّبَعَ هَوَىٰهُ وَكَانَ أَمۡرُهُۥ فُرُطٗا [الكهف: 28].

الناظر في الآيات التي تناولت الزينة، يجدها تؤكد أن مصدر كل زينة هو الله تعالى؛ إذ تصدرت ضميمة: (زينة الله) حجم الورود من بين الضمائم، وفي ذلك إشارة إلى هذا الأصل، وغير ذلك راجع إليه، كما دعا القرآن الكريم إلى «الزِّينَةُ الحقيقيّة: ما لا يشين الإنسان في شيء من أحواله لا في الدنيا، ولا في الآخرة، فأمّا ما يزينه في حالة دون حالة فهو من وجه شين»([42])، فالزينة المعتبرة هي تلك الزينة الطيّبة النافعة في الدنيا، المعزة الرافعة يوم القيامة، قال تعالى: ﴿يَٰبَنِيٓ ءَادَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمۡ عِندَ كُلِّ مَسۡجِدٖ وَكُلُواْ وَٱشۡرَبُواْ وَلَا تُسۡرِفُوٓاْۚ إِنَّهُۥ لَا يُحِبُّ ٱلۡمُسۡرِفِينَ قُلۡ مَنۡ حَرَّمَ زِينَةَ ٱللَّهِ ٱلَّتِيٓ أَخۡرَجَ لِعِبَادِهِۦ وَٱلطَّيِّبَٰتِ مِنَ ٱلرِّزۡقِۚ قُلۡ هِيَ لِلَّذِينَ ءَامَنُواْ فِي ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا خَالِصَةٗ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِۗ كَذَٰلِكَ نُفَصِّلُ ٱلۡأٓيَٰتِ لِقَوۡمٖ يَعۡلَمُونَ[الأعراف: 31-32].

المطلب الثاني: الزينة منها المادي والمعنوي أنعم الله بها على الإنسان على وجه الابتلاء

ورد مصطلح الزينة بدلالته المادية في خمسة وعشرين موضعًا، والباقي منها من انصرف إلى المعنوي، ومنها ما اشترك فيه المادي بالمعنوي، كزينة المساجد. فما ورد من المصطلح بالصيغة الاسمية في ثمانية عشرة مواضعًا ([43])، انصرف إلى الزينة الظاهرة، فذكرت الآيات زينة السماء وزينة الأرض، وزينة الأنعام وزينة النساء وزينة العيد وهو يوم الزينة، داعية إلى تدبر صنع الله الذي أحسن كل شيء خلقه فزيّنه، واقترنت ضميمة: (زينة الحياة) بالمعاني السلبية للزينة، أما الصيغ الفعلية:(زُيِّن - زَيَّن- زينا زينه زينوا - أزينن) فكانت دلالتها معنوية أكثر.

لما خلق الله تعالى زينته لهذا الإنسان مادية كانت أم معنوية، أرشده إلى حقيقتها، فهداه إلى طيّبها، وحذّره من أن تكون سببًا في علّوه واستكباره، وتجبّره وطغيانه؛ لعلّه يفوز في هذا الابتلاء ويكون أحسن عملًا، فتخلص له زينة الله يوم القيامة ماكثًا فيها أبدًا.

المطلب الثالث: الزينة ينتفع بها المحسنون دنيا وآخرة، ويضل من انشغل عن حقيقتها بكل حسن زائف

جاءت الحضارة الإسلامية لترقى بالإنسان في شؤون حياته كلّها، أكله وشربه ولباسه وكلّ شأنه، فقد ذمّ القرآن الكريم أولئك الذين يطوفون بالبيت عراة، ودعاهم إلى الانتفاع بزينة الله التي خلقها لعباده، ويسرها لهم ليتزيّنوا بها، بل ويسخّروها في العبادة سترًا وتجمّلًا، قال الرازي: «أنه يتناول جميع أنواع الزينة، فيدخل تحت الزينة جميع أنواع التزيين، ويدخل تحتها تنظيف البدن من جميع الوجوه، ويدخل تحتها المركوب، ويدخل تحتها أيضًا أنواع الحلي؛ لأن كل ذلك زينة...، ويدخل تحت الطيبات من الرزق كل ما يستلذ ويشتهى من أنواع المأكولات والمشروبات، ويدخل أيضا تحته التمتع بالنساء وبالطيب...، مقتضى هذه الآية أن كل ما تزين الإنسان به، وجب أن يكون حلالًا، وكذلك كل ما يستطاب وجب أن يكون حلالًا، فهذه الآية تقتضي حِلّ كل المنافع، وهذا أصل معتبر في كلّ الشريعة»([44]).

إن إحسان العمل مطوب في التعامل مع زينة الله التي أخرج لعباده، ﴿ إِنَّا جَعَلۡنَا مَا عَلَى ٱلۡأَرۡضِ زِينَةٗ لَّهَا لِنَبۡلُوَهُمۡ أَيُّهُمۡ أَحۡسَنُ عَمَلٗا[الكهف: 7]، والإحسان مع زينة الله ينتفي معه كل تشدّد يحرّمها ويمنعها، ويزهد فيها جملةً وتفصيلًا، كما أنه لا يدرك بالإسراف المفضي إلى الفساد والطغيان والاستكبار، والبعد عن محبة الله وحقيق عبادته، التي لا يدركها إلا الراسخون في العلم بزينة الله وحدودها، قال تعالى: ﴿يَٰبَنِيٓ ءَادَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمۡ عِندَ كُلِّ مَسۡجِدٖ وَكُلُواْ وَٱشۡرَبُواْ وَلَا تُسۡرِفُوٓاْۚ إِنَّهُۥ لَا يُحِبُّ ٱلۡمُسۡرِفِينَ قُلۡ مَنۡ حَرَّمَ زِينَةَ ٱللَّهِ ٱلَّتِيٓ أَخۡرَجَ لِعِبَادِهِۦ وَٱلطَّيِّبَٰتِ مِنَ ٱلرِّزۡقِۚ قُلۡ هِيَ لِلَّذِينَ ءَامَنُواْ فِي ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا خَالِصَةٗ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِۗ كَذَٰلِكَ نُفَصِّلُ ٱلۡأٓيَٰتِ لِقَوۡمٖ يَعۡلَمُونَ[الأعراف: 31-32].

خاتمة

إن من زينة القرآن العظيم، ما جاء به من مصطلحات مكرَّمة في نسقها البديع المبهر، الذي يعجز كل ناظر إلى هذا الذكر الفاخر، العجيب الناضر، فلكلّ مصطلح سمات وخصائص وأفنان، بها يستعان في فهم كلام العزيز المنان، وقد هدفت هذه الدراسة المتواضعة المتعلقة بمصطلح الزينة في القرآن الكريم إلى البحث عن بعض هذه الخصائص والسمات، فجاء الختام بجملة من النتائج والتوصيات.

أولًا: النتائج

أفضى هذا البحث إلى نتائج أهمها:

-      تتأسس دلالة الزينة في القرآن الكريم على أصلها اللغوي، المتمركز على معاني: الحسن والتحسين وما تعلق بذلك، وما ارتبط بالجمال من زيادة محبّبة

-      يتميز مصطلح الزينة في القرآن الكريم، بأهمية حجم ورود مادته، وتعدد صيغه الاشتقاقية؛ وهذا دال على أهمّية مفهوم هذا المصطلح بين المصطلحات القرآنية، خاصة مع تجدد ذكره في السور، وبأساليب بديعة متنوعة، تختلف بحسب السياقات المتعددة؛ إذ كل ذلك مؤكد أهميته في نسق المصطلحات القرآنية.

-      يدّل اختلاف الصيغ الصرفية التي وردت بها مشتقات مصطلح الزينة على أصل الزينة كعطاء رباني، وعلى ارتباطها بالإنسان، ورجوعها إليه فردًا وجماعةً، في الدنيا والآخرة، كما دل حضور الصيغ الاسمية وكثرة الصيغ الفعلية على أهمية هذا المصطلح اعتبارًا بالزمن، مع ثبات مفهومه القرآني واستمراره.

-      شملت الصيغ الفعلية معاني الزينة التي دعا إليها القرآن الكريم، ورغّب في السعي إليها، فحوت في شمول معانيها: المعاني اللغوية التي ألفها العرب، كما جاء الاستعمال القرآني بمعان جديدة للزينة والتزين لم تكن معهودة قبلًا، كمعاني الزينة السلبية، وما جعل الله للإنسان من زينة؛ لاختباره واستدراج من اغتر بالدنيا، فطغى أن رآه استغنى.

-      تؤكد أهمية حجم ورود مادة الزينة بما نزل من القرآن في مكة أهمّية مفهوم الزينة، كأساس من أسس الدعوة، به يتعلق مآل الإنسان، وذلك في تمييز زينة الله عن زينة غيره التي حالها غرور واستكبار، ومآلها مهانة، وعذاب، وصَغار.

-      تتجلى أهمية سورة الأنعام بأكبر حجم للورود: (أربع مرات)، بثلاث صيغ: (زيَّن: مرتين، زينا، زُيِّن) وذلك كله تحذير من تزيين الشياطين، وبيان لما زيّن من أعمال للأمم السابقة فرأته حسنا؛ ممّا دلّ على محورية هذه السورة في بناء مفهوم الزينة. كما تميزت سورة النور من بين السور المدنية باحتوائها على أعلى ورود:( أربع مرات)، وذلك بصيغتين:(زينتهن- زينة) وكل ذلك متعلق بستر زينة النساء إلا ما أبيح بضوابطه، حتى تزكو النفوس، فتتطهر من أدران الفواحش والفساد الخلقي، أصل كل جناية، وسبيل كل تضليل وغواية.

-      تميّزت من بين السور المكية: سورة الكهف، حيث ورد بها مصطلح الزينة ثلاث مرات، فارتبط ما جعله الله من زينة الأرض بالابتلاء لتمحيص المؤمنين عن غيرهم، كما حذرت الآيات من ابتغاء زينة الحياة الدنيا إعراضًا عن الفوز بالباقيات الصالحات، المورثة لزينة الله الخالدة في الآخرة.

-      وردت مادّة الزينة بثلاث عشرة صيغة متنوعة، ما بين أسماء بضمائرها المتنوعة، وأفعال بأزمنتها ودلالاتها المختلفة، في انتشار بديع بين السور، يؤكد أهمية مفهوم الزينة في ارتباطه برسالة الإنسان، مع تعلق ذلك بما نزل من القرآن في مكة، وخاصة ما جاء في سورة الأنعام التي حوت أكبر حجم ورود.

-      تميّز الأسلوب القرآني في آيات الزينة بتنوعه بما يوافق السياقات المختلفة، ممّا يؤكد العناية الكبيرة بمصطلح الزينة لفظًا وتركيبًا ومعنى.

-      أمكن تعريف مصطلح الزينة بالآتي: «الزينة إبداع الخالق في الكون، وحسن في القول، والفعل يورث العزة والرفعة، منها المادي والمعنوي أنعم الله بها على الإنسان على وجه الابتلاء؛ لينتفع بها المحسنون دنيًا وآخرة، ويضل من انشغل عن حقيقتها بكل حسن زائف أو تجميل من قيله شين وارف».

ثانيًا: التوصيات

-      إن ما تمّ اعتماده من أركان الدراسة المصطلحية في بحث مصطلح الزينة، من دراسة معجمية وإحصاء ودراسة نصية ومفهومية، وإن كان لبّ الدراسة المصطلحية وعمدتها؛ إلّا أن تمام ذلك لا يكون إلا بدراسة هذا المصطلح في امتداداته الداخلية والخارجية، وذلك بدراسة صفاته وعلاقاته، وضمائمه ومشتقاته وقضاياه، فذلك لامحالة سيحيط بمفهوم الزينة أكثر؛ مما سيغني البحث بزيادات في نتائجه، ومن تم تحصيل فهم أدقّ وأكمل.

-      لدراسة المصطلحات القريبة في معناها من مصطلح الزينة أهمية كبيرة، خاصةً تلك المنتمية إلى أسرته المفهومية، كمصطلحات؛ الجمال، والحسن، والنضرة، والخير، والبهجة، والمسرة، وغيرها من المصطلحات القرآنية، فذلك من شأنه أن يدقق في مفاهيم هذه المصطلحات، ويُمكِّن من فهمها أكثر من خلال الآيات، وكذا فهم الآيات بها، دون خلط بين تلك المصطلحات، مع مراعاة ما بينها من فروق واختلافات.

المصادر والمراجع

أولًا: العربية

ابن الأثير، أبو السعادات. النهاية في غريب الحديث والأثر. بيروت: المكتبة العلمية، 1979.

الأزهري، محمد بن أحمد. تهذيب اللغة. بيروت: دار إحياء التراث العربي، 2001.

أسعدي لوزليم، جاويد شعبان. «الزينة في القرآن الكريم: دراسة موضوعية». رسالة ماجستير، جامعة آل البيت، 2000.

الأصفهاني، الراغب. المفردات في غريب القرآن. بيروت: دار القلم، الدار الشامية، 1991.

البخاري، أبو عبد الله محمد بن إسماعيل. صحيح البخاري. دمشق: دار ابن كثير، 1414 هـ /1993م.

البزار، أبو بكر أحمد بن عمرو بن عبد الخالق. مسند البزار. المدينة المنورة: مكتبة العلوم والحكم، 2009.

البنا، إيمان محمد السيد. «الزينة والزخرفة في القرآن الكريم». مجلة أصول الشريعة للأبحاث التخصصية بالمعهد الماليزي للعلوم والتنمية، مج4، ع 4 (2018): 100-116.

البوشيخي، الشاهد. دراسات مصطلحية. فاس: دار السلام للطباعة والنشر والترجمة، 2012.

–––. مصطلحات نقدية وبلاغية في كتاب البيان والتبين للجاحظ. الكويت: دار القلم للنشر والتوزيع، 1995.

جاجانج، أ. رحمانا. «تفسير فيلانتروفية القرآن الكريم في إندنوسيا: مساهمة تفسير سورة الماعون لكياهي الحاج عبد الحليم». ستوديا إسلاميكا مجلة إندونيسيا للدراسات الإسلامية، ع3(2018).

جبل، حسن. المعجم الاشتقاقي المؤصل. القاهرة: مكتبة الآداب، 2010.

ابن الجوزي، أبو الفرج جمال الدين. نزهة الأعين النواظر في علم الوجوه والنظائر. بيروت: مؤسسة الرسالة، 1984.

الجوهري، إسماعيل بن حماد. صحاح العربية. بيروت: دار العلم للملايين، 1990.

ابن حجر العسقلاني، أبو الفضل شهاب الدين. التلخيص الحبير في تخريج أحاديث الرافعي الكبير. بيروت: المكتبة العلمية، 1989.

ابن حنبل، أحمد. مسند الإمام أحمد بن حنبل. بيروت: مؤسسة الرسالة، 2001.

أبو داود، سليمان بن الأشعث بن إسحاق. سنن أبي داود. بيروت: المكتبة العصرية.

الرازي، فخر الدين. التفسير الكبير. بيروت: دار الفكر، 1981.

ابن سيده، علي بن إسماعيل. المحكم والمحيط الأعظم. بيروت: دار الكتب العلمية، 2000.

الشافعي، محمد إبراهيم أحمد إبراهيم. «إشباع المعنى في النص القرآني دراسة في البنية اللغوية لسورة الحاقة». مجلة الدراسات القرآنية أدنبرة، مج2، ع24(2022).

شحاتة، حسن سيد. «التربية الإسلامية ومراعاتها للقضايا المعاصرة: نظرة في المناهج المدرسية». المجلة العلمية لجامعة الملك فيصل، مج23، ع2 (2022).

الشريف، وفاء محمد عزت. الزينة مفهومها وأحكامها الدنيوية في القرآن الكريم. مصر: دار عمار للنشر والتوزيع، 2003.

الطبراني، أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني. المعجم الأوسط. القاهرة: دار الحرمين، 1995.

___. المعجم الكبير. القاهرة: مكتبة ابن تيمية، 1994.

عقيل، عكموش عيد. «ألفاظ الزينة في القرآن الكريم دراسة في العدول الدلالي». مجلة كلية الفقه جامعة الكوفة، جامعة الكوفة، مج1، ع16(2012).

فؤاد، عبد الباقي. المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم المؤصل. القاهرة: دار الحديث- دار الكتب المصرية، 1945.

ابن فارس، أحمد. مقاييس اللغة. سوريا: دار الفكر، 1979.

الفراهيدي، الخليل. العين. بيروت: دار الكتب العلمية، 2003.

القرطبي، أبو عبد الله. الجامع لأحكام القرآن. القاهرة: دار الكتب المصرية، 1935.

الكفوي، أبو البقاء أيوب. الكليات. بيروت: مؤسسة الرسالة، 1998.

ابن ماجة، أبو عبد الله محمد بن يزيد القزويني. سنن ابن ماجة. مصر: دار إحياء الكتب العربية.

محمد عبد الرحمن، إبراهيم. «زينة المرأة وتَطَيُّبها في معجم أساس البلاغة للزمخشري دراسة دلالية»، مجلة الدراسات اللغوية والأدبية، مركز التوثيق الماليزي، مج6، ع2 (2015).

المصلح، محمد أبو بكر. «مقاصد الخلق الخمسة وجوهر التربية الأصيل: دراسة في ضوء القرآن الكريم». مجلة كلية الشريعة والدراسات الإسلامية جامعة قطر، مج38، ع2 (1202). https://doi.org/10.29117/jcsis.2021.0273

المناوي، محمد عبد الرؤوف. التوقيف على مهمات التعاريف. بيروت: دار الفكر المعاصر، 1988.

ابن منظور، محمد بن مكرم. لسان العرب. بيروت: دار صادر، 1992.

النسائي، أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب. السنن الكبرى. بيروت: مؤسسة الرسالة، 2001.

نور، العافية. «معنى الزينة في القرآن الكريم دراسة تحليلية دلالية». رسالة ماجستير، جامعة علاء الدين الإسلامية الحكومية، 2021.

الهيثمي، أبو الحسن نور الدين علي بن أبي بكر بن سليمان. مجمع الزوائد ومنبع الفوائد. القاهرة، مكتبة القدسي، 1994.

ثانيًا:

References: 

Abū Dāwūd, Sulaymān b. Isḥāq. Sunan Abī Dāwūd (in Arabic), Beirut: al-Maktabah al-ʻAṣrīyah.

Al-Aṣfahānī, al-Rāghib. Al-MufradātfīGharīb al-Qurʼān (in Arabic), Beirut: Dār al-Qalam and al-Dār al-Shāmīyah, 1991.

Al-Azharī, Muḥammad b. Aḥmad. Tahdhīb al-lughah (in Arabic), Beirut: Dār Iḥyāʼ al-Turāth al-ʻArabī, 2001.

Al-Bannā, Īmān Muḥammad al-Sayyid. “Al-Zīnah wal-zakhrafah fīl-Qurʼān al-Karīm” (in Arabic), Majallat Uṣūl al-Sharīʻah lil-Abḥāth al-Takhaṣṣuṣiyyah 4-4 (2018): 100-16.

Al-Bazzār, Abū Bakr Aḥmad b. ʻAmr b. ʻAbd al-Khāliq. Musnad al-Bazzār (in Arabic), Medina: Maktabat al-ʻUlūm wal-Ḥikam, 2009.

Al-Bukhārī, Abū ʻAbd Allāh Muḥammad b. Ismāʻīl. Ṣaḥīḥ al-Bukhārī (in Arabic), Damascus: Dār Ibn Kathīr, 1993.

Al-Būshaykhī, al-Shāhid. Dirāsāt muṣṭalaḥiyyah (in Arabic), Fez: Dār al-Salām, 2012.

–––. Muṣṭalaḥāt naqdiyyah wa balāghiyyah fī Kitāb al-Bayān wal-tabyīn lil-Jāḥiẓ (in Arabic), Kuwait: Dār al-Qalam, 1995.

Al-Farāhīdī. Al-ʻAyn (in Arabic), Beirut: Dār al-Kutub al-ʻIlmīyah, 2003.

Al-Haythamī, Abū al-Ḥasan Nūr al-Dīn ʻAlī. Majmaʻ al-zawāʼid wa-manbaʻ al-fawāʼid (in Arabic), Cairo: Maktabat al-Qudsī, 1994.

Al-Jawharī, Ismāʻīl b. Ḥammād. Siḥāḥ al-ʻArabīyah (in Arabic), Beirut: Dār al-ʻIlmlil-Malāyīn, 1990.

Al-Kaffawī. Al-Kullīyāt (in Arabic), Beirut: Muʼassasat al-Risālah, 1998.

Al-Munāwī, MuḥammadʻAbd al-Raʼūf. Al-Tawqīf ʻalā muhimmāt al-taʻārīf (in Arabic), Beirut: Dār al-Fikr al-Muʻāṣir, 1988.

Al-Musleh, Muḥammad Abū Bakr. “The Five Purposes of Creation and the Authentic Essence of Tarbiya (Education): A study in light of the Holy Qur’an” (in Arabic), Journal of College of Sharia and Islamic Studies, vol. 38, no. 2 (2021): 177-204. https://doi.org/10.29117/jcsis.2021.0273

Al-Nisāʼī, Abū ʻAbd al-Raḥmān Aḥmad b. Shuʻayb. Al-Sunan al-Kubrā (in Arabic), Beirut: Muʼassasat al-Risālah, 2001.

Al-Qurṭubī, AbūʻAbd Allāh. Al-Jāmiʻ li-aḥkām al-Qurʼān (in Arabic), Cairo: Dār al-Kutub al-Miṣrīyah, 1935.

Al-Rāzī, Fakhr al-Dīn. Al-tafsīr al-kabīr (in Arabic), Beirut: Dār al-Fikr, 1981.

Al-Shāfiʻī, Muḥammad Ibrāhīm Aḥmad Ibrāhīm. Ishbāʻ al-maʻnā fī al-naṣṣ al-Qurʼānī: dirāsah fīl-binyah al-lughawīyah li-Sūrat Al-Ḥāqqah” (in Arabic), Majallat al-Dirāsāt al-Qurʼānīyah, 24-2 (2022). 

al-Sharīf, Wafāʼ Muḥammad ʻIzzat. Al-zīnah: mafhūmuhā wa-aḥkāmuhā al-dunyawīyah fīl-Qurʼān al-Karīm (in Arabic), Cairo: Dār ʻAmmār, 2003.

Al-Ṭabarānī, Abū al-Qāsim Sulaymān b. Aḥmad b. Ayyūb. Al-Muʻjam al-awsaṭ (in Arabic), Cairo: Dār al-Ḥaramayn, 1995.

____. Al-Muʻjam al-kabīr (in Arabic), Cairo: Maktabat Ibn Taymīyah, 1994.

Aqīl, ʻAkmūsh ʻĪd. “Alfāẓ al-zīnah fīl-Qurʼān al-Karīm: Dirāsah fīl-ʻUdūl al-dalālī” (in Arabic), Majallat Kullīyat al-fiqh Jāmiʻat al-Kūfah 16-1 (2012) 1-14.

Asʻadī, Jāwīd Shaʻbān. Al-zīnah fīl-Qurʼān al-Karīm: dirāsah mawḍūʻīyah” (in Arabic), Published MA Thesis. Jordan: Jāmiʻat Āl al-Bayt, 2000.

Fuʼād ʻAbd al-Bāqī. Al-Muʻjam al-mufahras li-alfāẓ al-Qurʼān al-Karīm al-muʼaṣṣal (in Arabic), Cairo: Dār al-Kutub al-Miṣriyyah, 1945.

Ibn al-Athīr. Al-Nihāyah fī gharīb al-ḥadīth wal-athar. Beirut: al-Maktabah al-ʻIlmīyah, 1979.

Ibn al-Jawzī. Nuzhat al-aʻyun al-nawāẓir fī ʻilm al-wujūh wal-naẓāʼir (in Arabic), Beirut: Muʼassasat al-Risālah, 1984.

Ibn Fāris, Aḥmad. Maqāyīs al-lughah (in Arabic), Damascus: Dār al-Fikr, 1979.

Ibn Ḥajar al-ʻAsqalānī. Al-Talkhīṣ al-ḥabīr fī takhrīj aḥādīth al-Rāfiʻī al-kabīr (in Arabic) Beirut: al-Maktabah al-ʻIlmīyah, 1989.

Ibn Ḥanbal, Aḥmad. Musnad al-Imām Aḥmad Ibn Ḥanbal (in Arabic), Beirut: Muʼassasat al-Risālah, 2001.

Ibn Mājah, Abū ʻAbd Allāh Muḥammad b. Yazīd. Sunan Ibn Mājah (in Arabic), Cairo: Dār Iḥyāʼ al-Kutub al-ʻArabīyah.

Ibn manẓūr, Muḥammad b. Mukarram. Lisān al-ʻArab (in Arabic), Beirut: Dār Ṣādir, 1992.

Ibn sayyid, ʻAlī b. Ismāʻīl. Al-Muḥkam wal-muḥīṭ al-aʻẓam (in Arabic), Beirut: Dār al-Kutub al-ʻIlmīyah, 2000.

Ibrāhīm, Muḥammad ʻAbd al-Raḥmān. Zīnat al-marʼah wa-taṭayyubuhā fī Muʻjam asās al-balāghah lil-Zamakhsharī: dirāsah dalāliyyah” (in Arabic), Majallat al-Dirāsāt al-lughawiyyah wal-adabiyyah 6-2 (2015): 67-81.

Jabal, Muḥammad Ḥasan. Al-Muʻjam al-ishtiqāqī al-muʼaṣṣal (in Arabic), Cairo: Maktabat al-Ādāb, 2010.

Nūr al-ʻĀfiyah, Maʻna al-zīnah fīl-Qurʼān al-Karīm: dirāsah taḥlīliyyah dalāliyyah” (in Arabic), Published MA Thesis. Indonesia: Kulliyyat al-Ādāb wal-ʻUlūm al-Insānīyah bmkāsr, JāmiʻatʻAlāʼ al-Dīn al-Islāmīyah, 2021.

Rohmana, Jajang A. “Tafsir filanthropiyyat al-Quʼran al-karim fi Indonesia: Musāhamat tafsir sūrat al-Māᶜūn li-Kiai al-Haj Abd al-Halim (1887-1962).” Studia Islamika 25-3 (2018): 589-638.

Shehata, H.S. “Al-Tarbiya al-Islāmiya wa murāᶜātuhā fī al-naṣṣ al-Qurᵓānī: naẓrah fil-manāhij al-madrasiyya” (in Arabic), Al-Majalla al-ᶜIlmiyya li-Jāmiᶜat al-Malik Fayṣal 23-2 (2022): 64-73. DOI: 10.37575/h/edu/220002



([1]) محمد أبو بكر المصلح، «مقاصد الخلق الخمسة وجوهر التربية الأصيل: دراسة في ضوء القرآن الكريم»، مجلة كلية الشريعة والدراسات الإسلامية، مج38، ع2(2001)، ص179.

([2]) من أهم المراجع المعتمدة في هذا المنهج: كتابات الدكتور الشاهد البوشيخي، وتطبيقيات المنهج على المصطلحات : ككتاب المصطلح الأصولي عند الشاطبي لفريد الأنصاري، وكتاب مفهوم التأويل في القرآن الكريم: دراسة مصطلحية لفريدة زمرد، وكتاب مفهوم الأمر في القرآن: دراسة مصطلحية لجميلة زيان، ومثيلاتها من بحوث الدراسات المصطلحية المفيدة في بابها.

([3]) الشاهد البوشيخي، دراسات مصطلحية (فاس: دار السلام للطباعة والنشر والترجمة، ط1،2012ص84.

([4]) البوشيخي، دراسات مصطلحية، ص85.

([5]) جاجانج رحمانا، «تفسير فيلانتروفية القرآن الكريم في إندنوسيا : مساهمة تفسير سورة الماعون لكياهي الحاج عبد الحليم»، مجلة إندونيسيا للدراسات الإسلامية ستوديا إسلاميكا، ع3 (2018) ، ص599.

([6]) حسن سيد شحاتة، «التربية الإسلامية ومراعاتها للقضايا المعاصرة: نظرة في المناهج المدرسية»، المجلة العلمية لجامعة الملك فيصل، مج23، ع2 (2022)، ص65.

([7]) أسعدي لوزليم جاويد شعبان، «الزينة في القرآن الكريم: دراسة موضوعية»، (رسالة ماجستير، جامعة آل البيت الأردن، 2000).

([8]) وفاء محمد عزت الشريف، الزينة مفهومها وأحكامها الدنيوية في القرآن الكريم (مصر: دار عمار للنشر والتوزيع، ط1، 2003).

([9]) عقيل عكموش عيد، «ألفاظ الزينة في القرآن الكريم دراسة في العدول الدلالي»، مجلة كلية الفقه جامعة الكوفة، مج1، ع16(2012)، ص01-14.

([10]) محمد عبد الرحمن إبراهيم، «زينة المرأة وتَطَيُّبها في معجم أساس البلاغة للزمخشري دراسة دلالية»، مجلة الدراسات اللغوية والأدبية بمركز التوثيق الماليزي، مج6، ع2((2015، ص67-81.

([11]) إيمان محمد السيد البنا، «الزينة والزخرفة في القرآن الكريم»، مجلة أصول الشريعة للأبحاث التخصصية بالمعهد الماليزي للعلوم والتنمية، مج4، ع4 (2018)، ص100-116.

([12]) نور العافية، «معنى الزينة في القرآن الكريم: دراسة تحليلية دلالية، (رسالة ماجستير، جامعة علاء الدين الإسلامية الحكومية بإندونيسيا، 2021).

([13]) محمد إبراهيم أحمد إبراهيم الشافعي، «إشباع المعنى في النص القرآني دراسة في البنية اللغوية لسورة الحاقة»، مجلة الدراسات القرآنية أدنبرة، مج2، ع24 (2022)، ص137.

([14]) البوشيخي، مصطلحات نقدية وبلاغية في كتاب البيان والتبين للجاحظ (الكويت، دار القلم للنشر والتوزيع، ط2، 1995)، ص2.

([15]) الفراهيدي، العين، تحقيق عبد الحميد هنداوي (بيروت: دار الكتب العلمية، ط1، 2003)، ج7، ص77.

([16]) الأزهري، تهذيب اللغة، تحقيق محمد عوض مرعب (بيروت: دار إحياء التراث العربي، ط1، 2001)، ج13، ص175.

([17]) ابن فارس، مقاييس اللغة، تحقيق عبد السلام محمد هارون (سوريا: دار الفكر، ط1، 1979)، ج3، ص41.

([18])علي بن إسماعيل بن سيده، المحكم والمحيط الأعظم، تحقيق عبد الحميد هنداوي (بيروت: دار الكتب العلمية، ط1،2000)، ج9، ص91.

([19]) ابن فارس، مقاييس اللغة، ج3، ص41.

([20]) عن سمرة بن جندب، أخرجه البزار في مسنده، ج10، ص467، حديث رقم: 4655؛ وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير، ج7، ص268، حديث رقم: 7095. قال الحافظ ابن حجر في التلخيص: «إسناده ضعيف» ج2، ص232.

([21]) محمد حسن جبل، المعجم الاشتقاقي المؤصل (القاهرة: مكتبة الآداب، ط1، 2010)، ج2، ص923.

([22]) الفراهيدي، العين، ج7، ص338.

([23]) الأزهري، تهذيب اللغة، ج13، ص175.

([24]) الجوهري، صحاح العربية، تحقيق أحمد عبد الغفور عطار (بيروت: دار العلم للملايين، ط4،1990م)، ج5، ص2130.

([25]) علي بن إسماعيل بن سيده، المحكم والمحيط الأعظم، ج8، ص72.

([26]) الرازي، التفسير الكبير (بيروت: دار إحياء التراث العربي، ط3، 9991)، ج17، ص139.

([27]) ابن منظور، لسان العرب، تحقيق عبد الوهاب والعبيدي (بيروت: دار صادر، ط3، 1992)، ج7، ص91.

([28]) الراغب الأصفهاني، مفردات ألفاظ القرآن، تحقيق صـفوان عدنان داوودي (دمشق: دار القلم للنشر، ط1، 1992)، ص388-340.

([29]) حديث رواه البراء بن عازب وأخرجه البخاري، كتاب: التوحيد، باب: (الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة)، ج6، ص2743. وأخرجه أبو داود في سننه، باب استحباب الترتيل في القراءة، ج2، ص74، حديث رقم: (1468). وأخرجه النسائي في السنن الكبرى، كتاب المساجد، ج2، ص26، حديث رقم: (1090). وأخرجه ابن ماجة في سننه، كتاب: إقامة الصلاة، باب: حسن الصوت بالقرآن، ج1، ص426، حديث رقم: (1346). وأخرجه أحمد في مسنده، مسند الكوفيين، ج30، ص451، حديث رقم: (18494). وأخرجه البيهقي في سننه، كتاب: الشهادات، باب: تحسين الصوت بالقرآن والذكر، ج10، ص387، حديث رقم: (21044).

([30]) حديث روي عن ابن عباس وأخرجه الطبراني في المعجم الأوسط، ج7، ص177، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد: ج7، ص171: «وفيه إسماعيل بن عمرو البجلي وهو ضعيف».

([31]) عن سمرة بن جندب، أخرجه البزار في مسنده، ج10، ص467، حديث رقم: (4655). وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير، ج7، ص268، حديث رقم: (7095). قال الحافظ ابن حجر في التلخيص: «إسناده ضعيف»، ج2، ص232.

([32]) ابن الأثير، النهاية في غريب الحديث والأثر، تحقيق: طاهر أحمد الزاوي، محمود محمد الطناحي (بيروت: المكتبة العلمية، ط1 ،79 19)، ج2، ص325.

([33]) المناوي، التوقيف على مهمات التعاريف، تحقيق محمد رضوان الداية (بيروت: دار الفكر المعاصر، ط1، 1990)، ج1، ص188.

([34]) الكفوي، الكليات، تحقيق: عدنان درويش، محمد المصري (بيروت: مؤسسة الرسالة، ط2، 1998)، ج1، ص493.

([35]) جبل حسن، المعجم الاشتقاقي المؤصل لألفاظ القرآن (القاهرة: مكتبة الآداب، ط1، 2010)، ج2، ص923-924.

([36]) فؤاد عبد الباقي، المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم، المؤصل (القاهرة: دار الحديث- دار الكتب المصرية، ط1، 1945)، ج3، ص335و336.

([37]) الرازي، التفسير الكبير، ج28، ص134.

([38]) ابن فارس، مقاييس اللغة، ج3، ص41.

([39]) الراغب الأصفهاني، مفردات ألفاظ القرآن، تحقيق صفوان عدنان داوودي (دمشق: دار القلم للنشر، ط1، 1992)، ص388-340.

([40]) ابن الجوزي، نزهة الأعين النواظر في علم الوجوه والنظائر، تحقيق: محمد عبد الكريم كاظم (بيروت: مؤسسة الرسالة، ط1، 1984)،

ص393.

([41]) أبو عبد الله القرطبي، الجامع لأحكام القرآن، تحقيق: سامي بن محمد السلامة (الرياض: دار طيبة، 1999)، ج10، ص10.

([42]) ابن فارس، مقاييس اللغة، ج3، ص41.

([43]) المواضع هي: النحل8، الكهف 7، طه59، النور60، الصافات6، يونس77، الكهف28، طه87، الحديد20، الكهف46، الأعراف32، هود15-16، القصص60، الأحزاب28-29، النور31، الأعراف31، القصص79، القصص81.

([44]) الرازي، التفسير الكبير، ج28، ص134.