ترشيد أدوار المرأة في فكر الإمام يوسف القرضاوي

سيرين لويز

باحثة ومهندسة معمارية، جامعة عبد الحميد بن باديسالجزائر

louiz.serine@gmail.com

تاريخ الاستلام: 16/10/2023                               تاريخ التحكيم: 10/03/2024                                تاريخ القبول: 6/05/2024

ملخص البحث

أهداف البحث: الاهتداء لمنهجية القرضاوي في ترشيد أدوار المرأة المسلمة، والاعتناء بالمفاهيم والأصول الكبرى التي احتكم إليها في بناء موقفه، واستثمار ما توصل إليه في تعميق أداء المسلمة لواجباتها في واقعنا المعاصر.

منهج البحث: اعتمد البحث على المنهج الاستقرائي والتحليلي، مما سهل استقراء المفاهيم المركزية في ترشيده لأدوار المرأة، وتحليل أسباب النكوص عنها في الواقع الإسلامي، واستنباط النموذج الأساسي للأدوار الذي أرسى دعائمه في الوعي الديني الصحيح، ثم نزله على منهجيته التي تعتبر منطلقًا أساسيًّا في تجديد معالجة قضايا المرأة المعاصرة.

النتائج: توصل البحث إلى مركزية فهم الأدوار في استرداد التأثير الفعال للمرأة المسلمة باعتبارها أكثر من نصف المجتمع، وأهمية إرساء المعالم الكبرى عند التخطيط الجاد لاستثمار فاعلية المرأة في تحقيق التنمية والنهوض وفق المنظور الإسلامي الوسطي الذي يعالج آفات الحياة المعاصرة من جذورها، بالإضافة إلى مركزية الأصول الفكرية في التجديد عند القرضاوي.

أصالة البحث: يجسد البحث وصية العلامة بترشيد وعي المرأة المسلمة نحو أدوارها الأساسية لتجاوز الخطاب الحقوقي النسوي، بعد أن بلغ مراميها في كتاباته المتفرقة. وموضوعه مدار أساسي في فكر القرضاوي، ويؤسس للمزيد من البحوث التي تصب في تجديد منهجيات طَرْق قضايا المرأة.

الكلمات المفتاحية: الإسلام، المرأة، ترشيد الأدوار، الحضارة، الغرب

للاقتباس: لويز، سيرين. «معالم المنهج ومواطن التجديد في موقف الشيخ يوسف القرضاوي من الحضارة الغربية والبعث الإسلامي»، مجلة كلية الشريعة والدراسات الإسلامية، جامعة قطر، المجلد 43، العدد 1 (2025)، عدد خاص بمؤتمر «قراءات في قضايا التجديد والترشيد في فكر الشيخ يوسف القرضاوي».

https://doi.org/10.29117/jcsis.2025.0407

 ©2025، لويز، سيرين.  مجلة كلية الشريعة والدراسات الإسلامية، دار نشر جامعة قطر. نّشرت هذه المقالة البحثية وفقًا لشروط Creative Commons Attribution-NonCommercial 4.0 International (CC BY-NC 4.0). تسمح هذه الرخصة بالاستخدام غير التجاري، وينبغي نسبة العمل إلى صاحبه، مع بيان أي تعديلات عليه. كما تتيح حرية نسخ، وتوزيع، ونقل العمل بأي شكل من الأشكال، أو بأية وسيلة، ومزجه وتحويله والبناء عليه، طالما يُنسب العمل الأصلي إلى المؤلف. https://creativecommons.org/licenses/by-nc/4.0


 

Guiding Women’s Roles in the Thought of Imam Yūsuf al-Qaraḍāwī

Serine Louiz

Researcher and Architect, Abdelhamid Ibn Badis University–Algeria
louiz.serine@gmail.com

Received: 16/10/2023               Peer-reviewed: 10/03/2024                            Accepted: 06/05/2024

Abstract

Objectives: This article explores Yūsuf al-Qaraḍāwī’s approach to defining the roles of Muslim women, emphasising the key principles and foundational concepts that informed his views. It also aims to apply his insights to enhance Muslim women’s engagement with their responsibilities in the contemporary world.

Methodology: The study employs an inductive and analytical approach to examine key concepts in al-Qaraḍāwī’s guidance on women’s roles, analyse the factors contributing to setbacks in this area within the Islamic world, and derive the foundational model of roles he established based on sound religious understanding. This model is then integrated with his methodology, providing the fundamental starting point for addressing contemporary women’s issues.

Results: The study found that understanding women’s roles is vital for reinstating the active influence of Muslim women, who make up over half of society. Establishing foundational principles is essential for effectively channelling women’s contributions toward development and progress. This effort should draw on a balanced Islamic framework that tackles the core challenges of modern life while emphasising the importance of intellectual foundations in al-Qaraḍāwī’s approach to renewal.

Originality: This study reflects al-Qaraḍāwī’s guidance on fostering Muslim women’s awareness of their essential roles, providing an alternative to rights-based feminist discourse. His emphasis on this topic is central to his thinking and lays the groundwork for further research into renewed approaches to addressing women’s issues.

Keywords: Islam; Women; Role Guidance; Civilisation; The West

Cite this article as: Louiz, S. “Guiding Women’s Roles in the Thought of Imam Yūsuf al-Qaraḍāwī”, Journal of College of Sharia and Islamic Studies, Qatar University, Vol. 43, Issue 1 (2025), Special Issue on “Reflections on Renewal and Moderation in the Thought of Sheikh Yūsuf al-Qaraḍāwī”.

https://doi.org/10.29117/jcsis.2025.0407

© 2025, Louiz, S. Published in Journal of College of Sharia and Islamic Studies. Published by QU Press. This article is published under the terms of the Creative Commons Attribution-NonCommercial 4.0 International (CC BY-NC 4.0), which permits non-commercial use of the material, appropriate credit, and indication if changes in the material were made. You can copy and redistribute the material in any medium or format as well as remix, trans.form, and build upon the material, provided the original work is properly cited. The full terms of this licence may be seen at: https://creativecommons.org/licenses/by-nc/4.0

 


 

مقدمة

أكدّ العلّامة يوسف القرضاوي على مركزيّة قضية المرأة وأنّها ستبقى مطروحةً متشابكةً كما يُراد لها عالميًا، وكما يترنحُ الموقف حولها بين تشددٍ وتسيّب إسلاميًا، وكيف يرتدي فيها الباطلُ لبوسَ الحق، وتجتث وشائجُ الصواب الضاربة عمقًا دينيًّا وتاريخيًّا بفتائلِ الخطأ المتصّل بحُلولٍ دخيلةٍ أو مستوردةٍ.

نهدفُ من خلال البحث إلى أن نتقدّم خطوةً في خطاب قضايا المرأة؛ كما تقدم بنا الإمام القرضاوي مُجدِّدًا النظر في زمنٍ مُبَكِّر، لما صدح غاضبًا في إحدى محاضراته بمدينة مانشستر؛ ليتكلم بلسان حالنا أنّ حديث المكانة والحقوق حديثٌ حفظتهُ المرأة المسلمة، وهل لها بحديثٍ غير ذاك في السياسة والاقتصاد وأحوال الأمّة؟! وهو تجديدٌ ينْقُلنا من دائرة المُطالبة بالحقوق وهي في أصلها من إفرازاتِ الحضارة الغربيّة، إلى دائرة أداء الواجبات قبلًا وهي في أصلها من تعاليم الإسلام، فيكونُ همُّ المرأةِ بصفتها عضوًا في المجتمع أن تسأل: ماذا علي؟ قبل أن تسأل: ماذا لي؟

يسعفنا المنهج الاستقرائي في تتبع المفاهيم المركزية وقضاياها الفرعية، ويعيننا المنهج التحليلي على تجاوز حُدود براعَتِه في تطبيقات الفُتيا الشرعية إلى تحليل واستكشاف النموذج الحاكم، للإجابة عن إشكالية البحث: ما هي الأصول الفكرية التي ترشد أدوار وواجبات المرأة المسلمة عند الإمام يوسف القرضاوي؟

يتضمن البحث مقدمة وثلاثة مباحث تنبع من فكر القرضاوي وفي كل مبحث عدد من المطالب، نحلل في المبحث الأول الموقف من أدوارِ المرأة في الواقعِ الإسلاميّ ما بين جاهليتين راكمتا العوائق وعجزتا عن فهم ضرورات البناء المجتمعيّ، ونرصد في المبحث الثاني كيف ردّ وانتقد الآخرَ الحضاريّ في موقفه من أدوار المرأة وخصائصه الفكرية وجنايته على الحياة المعاصرة وعلى المرأة خصوصًا إذ دفع بها إلى جُحر يغْلِبُ فيه ظلامُ الهوى الطائشِ وضيقُ النظرِ باسم حريةٍ تجنَحُ نحو الشهوات، ونستنبط في المبحث الثالث أصول الفكر الوسطي التجديدي للعلّامة بتبيان بينات الحل الإسلامي وحدود الانفتاح على الآخر وترشيد أدوار المرأة المسلمة وفق دوائر، ثم نُركب الأصول الفكرية التي تحكم هذا النموذج الإصلاحي. ونشير في الخاتمة إلى آفاق استثماره في تفعيل أدوار المرأة وفق مصفوفةٍ مُتكاملة تتوافق والفقه الجديد للقرضاوي.

المبحث الأول: تحليل الموقف من أدوارِ المرأة في الواقعِ الإسلامي

المطلب الأول: مرتكزات تأسيسية في بناء الموقف اتجاه المرأة

تكتسب القضايا أهميتها بناءً على العديد من العوامل؛ منها تأثيرها وسياق تداولها وانتشارها، ويزيد الاهتمامُ بها ويخفُت في مراحل زمنيّة مختلفة، وقد يبلغُ الحسمُ فيها أوجه فتندثر. لكن من النوادر أن يأتي من يُصدر الحكم على قضيةٍ ما بأنّها مركزية ويضع ترتيبها في سّلّم القضايا لأكثر من نصفِ قرنٍ ويُوليها أهميةً ويزيدها اهتمامًا في كلّ أعماله، وهو يستبصر مآلَاتها مرشدًا ومحذرًا؛ ثمّ يرى ما استبصره ماثلًا أمامه؛ وهو غير منقطعٍ عن تجديدِ النظر تجاهها مُؤيدًا بالوقائع أكثر، وهو حالُ المجدّد العلّامة.

منح يوسف القرضاوي قضية المرأة أبعادًا عميقة قلّ نظيرها؛ ولا تكاد تجد له كتابًا إلّا وهو يُشير إليها؛ بل إنّه أفردها برسائل وكتب، ولعل من أهم الأسباب التي جعلت هذه القضية تتربع في أولويات فكر القرضاوي ما يعبر عنه في قوله: «لا توجد قضية التبس فيها الحق بالباطل واختلط فيها الصواب بالخطأ ووقع فيها الغلو والتقصير مثل قضية المرأة في مجتمعاتنا الإسلامية»([1])، ويلحظ الباحث مسار نضوج الموقف تجاهها وأصوله الحاكمة التي تعتبر المرتكز الأول في كل ما أنتج من فتاوى ومواقف.

بيّن موقفَ الإسلام من منطلقات تختلف تمام الاختلاف عن السائد، فدعا إلى القيام بالواجبات إلى جانب الأخذ بالحقوق «... وهو موقف يعطي المرأة حقها، كما يعطي الرجل حقه، كما يطالب كلا منهما بواجبه»([2])، وتجاوز تخييلات الصراع بينها والرجل إلى التكامل نحو الوجهة الواحدة فهي العون لا الخصم؛ لأنها الأم والزوج والبنت والأخت، وسؤال العلامة: من أين يأتي الصراع بينهما؟ يحسم الكثير من الجدل المفتعَل.

ولا يُغير الاختلاف بين الجنسين من الحقيقة الإسلامية أنّ القيمة الإنسانية واحدة([3]) وتسقط أمامها كل الاعتبارات، ولا يعد الحديث عن مكانة المرأة في الإسلام كافيًا على أهميته، وهو ما يؤكده القرضاوي في كتاباته لما ينتقل من تأكيد إنسانية المرأة والتساوي في الخصائص إلى التأكيد على عضويتها في المجتمع لأهليتها الكاملة، والتساوي مع الرجل في التكاليف والمسؤوليات كما التساوي في الجزاء والمصير لقوله تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ ٱتَّقُواْ رَبَّكُمُ ٱلَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفۡسٖ وَٰحِدَةٖ وَخَلَقَ مِنۡهَا زَوۡجَهَا وَبَثَّ مِنۡهُمَا رِجَالٗا كَثِيرٗا وَنِسَآءٗۚ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ ٱلَّذِي تَسَآءَلُونَ بِهِۦ وَٱلۡأَرۡحَامَۚ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلَيۡكُمۡ رَقِيبٗا [النساء:1].

وتطبيقات الفتيا ما هي إلّا صورة من صور إيمانه بهذه الحقيقة، من ذلك تبنيه مساواة دية المرأة مع دية الرجل باعتبارها إنسانًا كاملًا، مُخالفًا الرأي المشهور، ومُؤيدًا بمزيدٍ من التأصيل الفقهي رأي فقهاء ومجددين من بينهم رشيد رضا وشلتوت وأبو زهرة والغزالي.

المطلب الثاني: مدخل أدوار المرأة: المفاهيم الأربعة الكبرى

يتقدم الدكتور خطوة أخرى في التعبير عن موقفه من المرأة من مدخل الأدوار والمسؤوليات، وهو الموضوع الرئيس لبحثنا، فمن ناحية أولوية الواجبات يستجلب ثنائية مفتاحية وهي: «المرأة العصرية ومسلمة الغد»، ليعبر عن هذه النقلة النوعية في الأولوية: «هذا العصر تسوده موضة فكرية ألا وهي طلب الحقوق قبل أداء الواجبات،.. والعناية بالمظهر قبل المخبر، والعناية بالجسم قبل الروح والعناية بالشارع قبل البيت، هذا هو طابع المرأة العصرية».

ويقابل هذه الأخيرة باصطلاح «مسلمة الغد» وفيه إشارة دقيقة بأن تعيش المسلمة عصرها لكن وفق الأولويات التي يرشدها إليها دينها)[4](.

ومن ناحية المبدأ الأساس الذي يحكم الأدوار نجد مفهوم «التوازن المقسط» في الإسلام وهو مفهوم مركزي في التجديد؛ ويعبر عن طبيعة التشريع الإسلامي في كل أحكامه؛ فهو ينصف المرأة ولا يجور على الرجل؛ ولا يسرف في إعطاء الحقوق كما لا يسرف في طلب الواجبات.

ومفهوم «ظُلم الجاهليتين» يعبر في فكر القرضاوي عن تشخيص واقعٍ أدى إلى انكماش الأدوار أو تضخمها، حيث يرى أن الإسلام جاء ليحرر المرأة من ظلم جاهليتين متناقضتين ولم يأت جائرًا ظالمًا لها كما تسوق روايات الحركات النسوية! وهو مفهوم مستعار من الكاتب عبد الحليم أبو شقة؛ سبق أن ذكره في كتابه «تحرير المرأة في عصر الرسالة»، واستعان به الإمام وتوسع فيه أكثر وفق منظوره هو.

وفيما يأتي تعريف الجاهليتين:

1.    جاهلية الجمود والتراجع الحضاري:

أدى التراجع الحضاري في عالمنا الإسلامي منذ قرون إلى تشكل وتراكم تصورات قاصرة قادت إلى تعطيل المرأة عن أداء أدوارها، ومن بين مظاهر هذه الجاهلية حبسها في البيت كقطعة من الأثاث المنزلي! وتحريم خروجها إلى المسجد والمدرسة ومنع مشاورتها، وكل هذا من أجل حماية نساء المسلمين من العودة إلى تبرج الجاهلية الأولى، فهي تصورات ترفع شعار الإسلام ونصوصه لكن مظاهرها لا تمت له بأية صلة! وتصل امتداداتها برأي العلامة إلى العرف والتقليد والآراء الشرقية التي تتأثر بالمكان والزمان والشيوخ، فشكلت تيار «التشدد».

2.     جاهلية القرن العشرين:

تصل امتدادات هذه الجاهلية إلى التقاليد الغربية، يقول: «... جاهلية القرن العشرين الوافدة من الغرب، التي تريد أن تخرج المرأة من فطرتها، وأن تسلخها من جلدها، وأن تجعل منها رجلًا أو كالرجل، وأن تبيح لها كل شيء، وأن تجعلها تتمرد على الزوجية وعلى الأمومة، وعلى الأنوثة، وتحرضها على التبرج والعري والتمرد على الأسرة وأعبائها، والاكتفاء بزواج النساء بالنساء،...»([5]). وتلك المظاهر أدت في نهاية المطاف إلى تمرد المرأة على أدوارها الأساسية وشكلت تيار «التسيب»، وفي إشارة مهمة؛ يصف القرضاوي تيار التشدد بالقديم؛ وتيار التسيب بالجديد، أي أن هذين النقيضين لا يعبران عن أفكار لشخصيات أو جماعات محدودة بل هما تياران بما تعنيه الكلمة من معاني التأثير والانتشار([6]).

أخيرًا من ناحية الاهتداء إلى الحل، يتجلى في مفهوم التوسط ما بين ثنائيتي الإفراط والتفريط: ﴿وَكَذَٰلِكَ جَعَلۡنَٰكُمۡ أُمَّةٗ وَسَطٗا [البقرة:143]، وهذا الحل ليس خاصا بقضية المرأة وأدوارها، فهو لا يفصلها عن مشكلات أخرى تعاني فيها الأمة من مشكلة البعد عن خاصية التوسط التي تعتبر من أبرز خصائص منهج الإسلام.

جدد القرضاوي في تحليله أسباب تعطيل المرأة المسلمة عن أداء أدوارها أو تضخيمها، وعند تجميعها من مواضع متفرقة في كتبه، نبصر كيف سبر أغوار الظاهرة وحللها إلى أبعد ما وصلت إليه المكتبة الإسلامية، ويمكننا تصنيف تلك الأسباب وفق أربعة مستويات: المصدر والتصورات والممارسات العملية، والمستوى الذاتي الذي يتعلق بالمرأة نفسها! وهذا الأخير من أعمق ما يمكن الخوض فيه عند التشخيص لأنه يعاكس خطاب المظلومية كما سنوضح.

المطلب الثالث: تحليل أسباب تعطيل المرأة المسلمة عن أداء أدوارها

أولًا: مستوى اعتلال المصدر

 من أخطر المستويات وأكثرها تأثيرًا، ونعني به الاِنحراف عن منهج الاهتداء فتوالت بسببه سلسلة من الانتكاسات؛ ليس أجلها ولا آخرها تعطيل المرأة عن أداء أدوارها!

في التسعينيات، أشاد الإمام القرضاوي بالكتاب النفيس «تحرير المرأة في عصر الرسالة»([7])، وتلحظ في تقديمه لهذا الكتاب جزئية مهمة دعته إلى وصف كاتبه عبد الحليم أبو شقة بالبصير، لأنه تفطن لمعالجة علة التشدد ومقاومة التعسير في الموقف اتجاه المرأة وهي علة الاتكاء على عكاز النصوص الشرعية، لسببين أساسيين:

أولهما: جهل نصوص التيسير الواردة في السنة النبوية الصحيحة؛ أي إنه حمل جهلهم على حسن الظن فغفلوا عن النص الصحيح واستدلوا بالضعيف والموضوع، ولم يكتف بتبرير الغفلة عن النص الصحيح بسبب الجهل فحسب؛ بل توجه إلى أصل المشكلة في اشتغالهم بفقه المذاهب بدل الكشف عن كنوز السنة.

أما السبب الثاني فهو التعسف في استنباط الأحكام والتنقيب في أحشاء كتب الأقدمين، يقول: «سوء فهمهم للنصوص التي عرفوها، بوضعها في غير موضعها، أو قَسْرها لاستنباط أحكام منها، لا تدل عليها إلا باعتساف، أو بترها عن سبب ورودها أو عن سباقها وسياقها؛ أو عزلها عن باقي أحكام الإسلام، ومقاصده الكلية...»([8]).

ثانيًا: مستوى فساد التصورات

يتبنى تيار التشدد مجموعة من الأفكار القاتمة عن المرأة؛ وهي متوارثة من عصور التراجع الحضاري أو من تقاليد الشرق التي لم ينزل بها الله سلطانا، سادت نظرة الريبة والشك وسوء الظن بعقل المرأة ودينها وأخلاقها، واستبدت بعقول البعض المخاوف والأوهام من مفاسد أداء مسؤولياتها، واستفحلت نظرة الاستهانة والاستعلاء عند البعض الآخر إذ يرونها أحبولة الشيطان وشبكة إبليس في الإغواء والإضلال! بل اعتبروها مخلوقًا ناقص الأهلية، وكم رأينا من يتصيدون تقصير بعضهن لإقناعنا أن المرأة تفلح في دور واحد فقط منحصر في مطبخها! أو أن مثلها مثل النعل الذي وظيفته أن يلبس ويخلع متى أراد الرجل! أو المخلوق الذي لا يخرج من بيته إلا مرتين: إلى بيت زوجها وإلى قبرها! وهو مما ينبه إليه القرضاوي في العديد من المواضع.

ثالثًا: مستوى مفاسد الممارسات

يستجلب البعض قاعدة سد الذرائع، فيقررون وجوب رعاية المرأة لأسرتها كواجب وحيدٍ لا يسنده واجب، وفي حكم المطلق والمؤبد. ومن الأمثلة التي توضح الموقف الصارم من هذه الفئة قول الإمام: «وهناك من ينظر إلى الأمر من زاوية أخرى هي زاوية (سد الذرائع)، فالمرأة عندما ترشح للبرلمان، ستتعرض في أثناء الدعاية الانتخابية للاختلاط بالرجال وربما الخلوة بهم، وهذا حرام، وما أدى إلى الحرام فهو حرام. ولا شك أن سد الذرائع مطلوب، ولكن العلماء قرروا أن المبالغة في سد الذرائع كالمبالغة في فتحها، وقد يترتب عليها ضياع مصالح كثيرة، أكبر بكثير من المفاسد المخوفة!»([9])، وقُل ذلك عن تهيبهم من مفاسد أداء واجباتها في جميع التخصصات.

وهناك من يلبسون النساء المسلمات أثوابًا من نفس الطراز وعلى مقاس واحد يلائم بيئاتهم هم: مكانًا وزمانًا ومدرسة! بينما يرتكز الاجتهاد المعاصر عند القرضاوي على مبدأ مركزيّ وهو العوامل العصرية المؤثرة؛ ومن بينها التغيرات الاجتماعية والسياسية وضرورات العصر وحاجاته([10])؛ حتى لا يقع الاجتهاد في الأحكام العملية وفق إسلام البيئة المحدودة؛ بل وفق إسلام الرسالة العامة الخالدة الذي يرعى الضرورات والمصالح على اختلاف الأمكنة والأزمنة والأحوال: ﴿يُرِيدُ ٱللَّهُ بِكُمُ ٱلۡيُسۡرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ ٱلۡعُسۡرَ [البقرة:185].

رابعًا: مستوى الضعف الذاتي

لا تتعطل أدوار المرأة بمنأى عنها، حتى فيما سبق من مستويات، وما أبلغ حصافة القرضاوي وهو يشير إلى الضعف الذاتي عند بعضهن، فهن لا يبادرن إلى تحمل مسؤولياتهن بل ويرضين القعود ويستحلين عدم بذلهن الجهد، حول هذا يتأسف العلامة: «كما أن الأخوات المسلمات لا يُعفيْن من بعض التبعة، فقد استسلمن لهذا الوضع، ورضين بحياة الدعة والسكون، وأن يفكر لهن الرجال بدل أن يفكرن لأنفسهن...»([11]).

ومن اللفتات المنهجية الهامة في كتاباته: تفاوت الغايات والأهداف بين الأفراد([12])، فمنهم من تعلو به غايته إلى أفق الملائكة ومنهم من تهوي به إلى حضيض الشياطين!

ولا تختلف المرأة في هذا عن الرجل فهو الفارق الأجل بين الناس جميعًا، ومفتاح أساسي مغفول عنه، والاحتجاج بظلم الرجل لا يُغني القاعدات عن السعي لأداء واجباتهن التي يحض عليها الشرع، فالمسلمة الحقة هي من تبادر في حدود مستطاعها.

المطلب الرابع: تحليل أسباب تضخيم أدوار المرأة المسلمة

أولًا: مستوى فساد المصدر

سبق أن فصلنا في الأفكار القاتمة الموروثة من تقاليد الشرق، ويوجد ما يقابلها من واقع قاتم صنعه أسرى تقاليد الغرب الوافدة، فمن طبائع الاستغراب الاستحواذ وإحلال منظومتهم بأكملها، لهذا انتقد القرضاوي إرادة المستغربين في تصوير المرأة الغربية بأنّها النموذج الذي يجب أن يحتذى به، ويُصور إلى أي درجة وصل تلاعبهم المؤثر على العقول، فإن روجوا لموضة «جحر الضب» تتلقفها المرأة المسلمة وتدخل الجحر وراء الغربية، بما فيه من ضيق وظُلمة والتواءات وروائح كريهة! مصداقًا للحديث الشريف: «لتتبعن سنن من قبلكم شبرا بشبر وذراعا بذراع حتى لو سلكوا جحر ضب لسلكتموه»([13]).

وكثيرًا ما يصطدم هؤلاء بمحكمات النصوص فيردونها بتعسف للمتشابهات جهلًا أو تجاهلًا، من أجل أن يشرعنوا اتجاهات مصدرهم الفاسد، فأحلوا ما حرم الله، وشرعنوا الاختلاط بغير قيود والتبرج في الملبس وما يخالف أحكام الإسلام الصريحة الثابتة، وحجتهم أنها معيقة عن أداء المرأة لأدوارها وفق الشرط الغربي!

ثانيًا: مستوى فساد التصورات

من أعظم الأسباب التي تفطن إليها القرضاوي منظور المخاصمة والمنازعة مع الخصم الخطأ، وافتراض معركة بينهما لا أساس لها، فالمعركة الحقة هي معركة الفرد في المجتمع رجلا كان أو امرأة، والخصم الحق هو التسيب كما التشدد فكلاهما جر الويلات والهزائم؛ والانتصار الحقيقي هو على التيارين معًا لا على الرجل. ونستحضر هنا رأي مفكر الحضارة مالك بن نبي في تناول قضية المرأة إذ يرى أن القضية ليست المرأة لوحدها بل المرأة والرجل معا، فهي قضية الفرد في المجتمع، ولا يمكن فصل القضيتين عن بعضهما، ويشترك الإمام مع مالك في سؤاله: هل من المفيد للمرأة المسلمة أن نجعلها في مركز تشبه فيه أختها الأوروبية؟([14]).

هذا التصور الأعوج مقدمة لنسيان شخصية الأمة المسلمة وتكوينها الذي يُحدد لها منظورها للحياة والوجود، كما أن استنساخ أدوار المرأة الغربية بحذافيرها، لا يحل لنا المشكلة بل يزيدها تعقيدًا وتشوهًا، ويُشدّد العلامة إنكاره أن يغدو مجتمعٌ ما صورة مكررة من مجتمع آخر! ولا ريب في أن تضخيم أدوار المسلمة من ضروب التكرار المقيت وإن تسربل بمظنة الحكمة الضالة.

ثالثًا: مستوى إغفال عواقب الممارسات

يوظف بعضهم شعار المرأة الإنسان فيفتحون أمامها الأبواب على مصراعيها ويتناسون فطرة الله وحكمته في كونها على هيئة جسدية مختلفة على الرجل، وخصائصها من جوهر رسالتها اللائقة بطبيعتها([15])، وفيها من الفضائل والمناقب ما لا يقبل المساومة على حسابها، ونكوص المرأة عن أداء رسالتها وإذابة الفروق بينها وبين الرجل شر مستطير، يقول العلّامة: «إنّ شر ما تصاب به الحياة، وتبتلى به الجماعة، هو الخروج على الفطرة، والفسوق عن أمر الطبيعة، والطبيعة فيها رجل، وفيها امرأة، ولكل منهما خصائصه، فإذا تخنث الرجل، واسترجلت المرأة، فذلك هو الاضطراب والانحلال»([16]).

وأغفل هؤلاء ما نتج عن هذه الممارسات من سوء العواقب، ليس على المرأة فحسب أو على أسرتها بل على المجتمع بأكمله، فإلغاء القيود واستباحة حدود الفطرة والفضيلة أدى في نهاية المطاف إلى استفحال المشاكل الاجتماعية والاقتصادية والأخلاقية في شتى الميادين. ومن إحاطة الإمام بخطر إلغاء القيود نجد أنّه لم يفتِ بتشريع الاختلاط بأنواعه كما يسرف البعض عند تخطيئه! بل استنكر «الاختلاط المفتوح»؛ وجعل للاختلاط المشروعِ شروطًا وقيودًا يحكمها موقف الإسلام من التقاء المرأة والرجل في أعمال البر والمعروف.

رابعًا: مستوى الأنانية الذاتية

يصف لنا القرآن صنفًا بهيميًا من البشر، ذكورًا وإناثًا، يعبدون الهوى ويُعطلون ما وهبهم الله ليحيوا حياة أشد ضلالًا من الأنعام: ﴿أَرَءَيۡتَ مَنِ ٱتَّخَذَ إِلَٰهَهُۥ هَوَىٰهُ أَفَأَنتَ تَكُونُ عَلَيۡهِ وَكِيلًا٤٣ أَمۡ تَحۡسَبُ أَنَّ أَكۡثَرَهُمۡ يَسۡمَعُونَ أَوۡ يَعۡقِلُونَۚ إِنۡ هُمۡ إِلَّا كَٱلۡأَنۡعَٰمِ بَلۡ هُمۡ أَضَلُّ سَبِيلًا [الفرقان: 43-44]

ويفسر العلامة شدة ضلال أولئك بقوله: «الأنعام تؤدي مهمتها المنوطة بها في الوجود، فلم تُرَ بقرة تمردت على أن تُحلب، ولا جملٌ تمرد على أن يُركب، وإنما تؤدي رسالتها في خدمة الإنسان، تحرث الأرض، وتسقي الحرث، وتحمل الأثقال، وتدر اللبن، وتعطي من أشعارها وأصوافها وأوبارها أثاثًا ومتاعًا إلى حين»([17]).

ومن أسباب التمرد على جوهر المهمة المنوطة أنانيةُ المبتغى في اللهث خلف الشهوة كما الدواب التي لم يؤتها الله عقلًا! وهاته من تحديات العصر، ويلاقيها الفرد المسلم، رجلًا أو امرأة، فنلمح من تتمرد على أمومتها؛ كما نشهد من يتمرد على الإنفاق على من تجب النفقة عليهن، وينقلب على إثر هذا نظام الحياة على عقبيه!

المبحث الثاني: أدوار المرأة عند الآخر الحضاري

سبق شرح سياستين مبتدعتين بين الأمس واليوم وهما: «إغلاق الأبواب» أو «إطلاق العنان وفتح الأبواب على مصاريعها»، وليس الغرب بمنأى عن قضيتنا بل له جذورٌ غائرةٌ ممتدة يكشفُ عنها القرضاوي، ونَرصدها مُتفرقةً في نتاجه. ونتبع بداية مركزية الآخر الحضاري في تحديد أدوار المرأة المسلمة.

المطلب الأول: لماذا الاهتمام بموقف الغرب من أدوار المرأة؟

أولًا: تقدير الاتجاه العام الغالب

ساد تيار التزمت والتشديد على المرأة قُرونًا في الأمّة، وأنتج تطرفًا مثله أو أشدّ، وهو حقٌ ينبغي أن يُقال كما أبان القرضاوي، بيد أنّ التحولات المعاصرة فرضت التنازع بين المبتدعة المتزمتة والمبتدعة المتسيبة، فتشكل اتجاهٌ عامٌ غالبٌ يُرجحه العلّامة في كتاباته المتأخرة وهو: اتجاه المرأة العصرية التي تتسم بسيماء شائهة لا صلة لها بما ينبغي أن تكون عليه المسلمة([18]).

ويحضر هذا الاتجاه في الحياة الإسلاميّة حضورًا لا تُخطئه عين بصير ولا كليل! ومن صوره ما هو أشبهُ بمحاكاة القردة وهي تُقلد بعضها دون وعي، أو كترديدات الببغاء، تكرارًا بلا معنى! ويُذكر أنه بعد الصحوة استبشر ببروز صالحاتٍ مؤمناتٍ، وأنّهنّ لا يُلغين الاتجاه العام، لكن بعدئذ لم يتردد في ترجيح أي التيارين أشدّ بأسًا.

ثانيًا: الغرب الزاحف

إن تبنى الغرب موقفًا فلن يتوانى في مطاردة من يناقضه وإن كان بعيدًا جغرافيًا ومختلفًا عنه دينيًا. وهو ما تبناه القرضاوي حين وصف الغرب بالزاحف على غير أسلوب التتار، إذ يدس السم البطيء فيما لذ من أطايب، ويندفع بأساليبه الماكرة نحو منافذ التأثير على الشرق، ليصنع عقولًا يُفكر بها المسلمون ويسجنون فيها وراء قضبانٍ مُحكمةٍ غير منظورةٍ([19]).

ومن وسائل الغرب التي تتصل بموضوعنا: الغزوُ الاجتماعيّ المُباشر، أي إدخالُ العادات والتقاليد والأذواق الغربية في حياة الأسرة المسلمة والمجتمع المسلم، وإن لم يمتط الغرب ظهر دبابة ليوغلها فينا، إنما اتخذ شكلا استعماريًّا جديدًا: «والواقع أن الاستعمار باقٍ بصورة أو أخرى، ولكنه غيَّر أساليبه السالفة، وغير شكله القديم، ولم يعد يحتاج إلى احتلال الأرض، والتحكم المباشر، بل بات يحكم من وراء ستار، بالنصائح الملزمة، والرغبات التي هي في حقيقتها أوامر، والإشارات التي لها حكم العبارات، والتلويحات التي لها قوة التصريحات، وربما أكثر منها»([20]).

ثالثًا: التبريرية والانقياد إلى الحلول المستوردة

في الأمّة قابلية للانسياق وراء المفاهيم والقيم والتقاليد الغربية في شتى القضايا، ومن المعينات في تقدير القرضاوي «المدرسة التبريرية» التي تسوق النصوص قسرًا لإضفاء الشرعية على الواقع الذي تصنعه الحضارة الغربية، ويغدو المادي النفعيّ الدنيويّ مصلحةً شرعية أخروية، كمن تتجرد من خصائصها الذاتية كُليةً ثمّ تخلع التنورة لتلبس العباءة بدلا عنها! ونرى كيف يُصدرون أدوار المرأة في طبعة عربية للتصورات الغربية، ويتناسون أن الغربية زاحمت الرجال بالمناكب في كل المجالات لئلا تهلك، مضطرةً غير مخيرة.

لا يخلو الواقع من المشكلات الحضارية، لذا يضعنا الإمام أمام حلّين، أحدهما الانقياد إلى الحلول المستوردة؛ أي «الحل الدخيل المستورد من أرض غير أرضنا، وقوم غير قومنا، وذلك هو الحل المأخوذ عن الغرب»([21]). ويُقابله الحل الطبيعي الأصيل النابع من ضمير الأمّة وعقيدتها، فلا بد أن نفهم الحل الغربي بمزاياه وعيوبه.

رابعًا: التغرب الكامل.. الغرب قبلة ومنهاجًا للحياة

لا يُكتفى باستيراد الحل فحسب! ولعل هذا من أهم الأسباب التي دعت الإمام إلى الخوض في موقف الغرب من أدوار المرأة، حيث رصد جهرًا جريئًا وصريحًا من عبيد الفكر الغربي وهم يدعون إلى التغريب الكامل لا الجزئيّ، ومثلهم سلامة يوسف الذي أعلن كُفره بالشرق وإيمانه بالغرب وضرورة اللحاق به.

يُعرف عبيد الغرب بمن ذابت شخصيتهم في ذوات سادتهم، واتخذوا مفاهيم سادتهم قضايا مسلمة لا تُمتحن، ولا تُناقش، ولا تُجادل! أي العبودية للنموذج الغربي في تصور الدين والإنسان والحياة، وهي أبعد ما تكون عن التتلمذ النجيب.

«... يريدون أن ننظر بعين الغرب، ونسمع بأذن الغرب، ونفكر بعقل الغرب، فما رآه الغرب حسنًا فهو عند الله حسن، وما رآه الغرب قبيحًا فهو عند الله قبيح، ومن هنا يريدون أن يفرضوا علينا فلسفة الغرب في الحياة!»([22])، وهؤلاء من مدرسة المعطلة التغريبية كما يصطلح عليهم، اتخذوا الغرب قبلةً من دون الله ودليلًا في التحسين والتقبيح، ويريدون حرية المرأة كما يفهمها الغرب ابتداءً، ثمّ ينتهون في مجتمعاتنا إلى المرأة كما يريدها الغرب!

المطلب الثاني: خصائص الفكر الغربي وعلاقتها بأدوار المرأة

بسط العلامة الفكر الغربي في مجموعة من الخصائص التي تُمثل روحَ الحضارة المعاصرة وتسري في تصوراتها ومواقفها، بما فيها الموقف من أدوار المرأة كما سيتبين عند مقاربتها بالأسباب، وهي في مستوى النظر التجريدي العام؛ مع التفاوت والنسبية في تطبيقاتها.

أولًا: اضطراب غائية الوجود

منبت التصور الغربي هو غبش رؤيته لحقيقة الألوهية وغائية الوجود بالأساس، ويُوجهنا الإمام لنرى كيف يتحمل الإنسان الغربي مشاق البحث عن العلّة الأولى بمُفرده، ذلك أن نموذجه المعرفي لا مكان لله فيه! ويسوقُ غبش الرؤية المعرفية إلى الغاية المضطربة والسير المدلهم، وغلبة الهوى والأوهام والجهالات، وأشار الشيخ محمد الغزالي إلى تضاد هذه الرؤية مع الهدي القرآني في الحقيقة الألوهية الكاملة المريدة وغائية الوجود الإنساني، عندما بيّن حاكمية الهوى في فرض إرادة التعري([23]).

وأشاد القرضاوي بمقاومة الغزالي([24]) للوضع المُزري للمرأة المسلمة، ومن عناصر الإصلاح التي حلّلها في مشروع الغزالي: «وتحريرها كذلك من رق التقاليد الوافدة، التي غزتنا مع الاستعمار المستكبر، فسلخت المرأة المسلمة من دينها وشرع ربها، وغيرت من فكرها وخلقها وسلوكها، فأصبحت امرأة أخرى، ولا يكاد يبقى لها مـن الإسلام إلا الاسم والشهادتان!»([25])، وفي انسلاخها رق وانقيادٌ إلى النموذج الذي يتخذ هواه إلهًا يعبد وغاية يجب أن تُدرك.

تانيًا: غلبة النزعة المادية

تغلبت النزعة المادية في مجتمع الحضارة الغربية وبلغت به مبلغًا بعيدًا؛ إيجابًا وسلبًا، ووجهها السلبي في تحييدها لأهم المُثل العليا وتجريدها من واقعيتها، ويسند القرضاوي رأيه بآراء الدارسين الذين يرون أنّ ديانة الغرب الحقيقية هي المادية، فإن جار مجتمع الشرق على المرأة وجعلها مُجرد آلة متاعٍ للرجل ومهمتها أن تلد الرجال، فإن مجتمع الغرب جار على المرأة أيضًا فأضحت عنده أداةً للمتعة والإثارة الجنسية وكسب المنافع المادية، ولا تعاب المنفعة إلّا عند خروجها عن خير الإنسانية ومجرى فطرتها.

ويُضْمِر الغرب غير ما يُبدي كما يُنبه القرضاوي، أي أن الغرب يحترم المرأة ظاهرًا لكنه يمتهنُها باطنًا، ويُخلصها من ظلم الرجال من جهة، ليسوقها إلى ما لا يُحمد من المهاوي، كأن يدفع بها إلى المعامل والمصانع مطالبًا إياها بما يطالب به الرجل، محملًا إياها حملًا لا تطيقه؛ ليصنفها بعدئذ مع الجنس الثالث الضائع الذي خرج من الجنس اللطيف ولا يُخول له الدخول في عداد الجنس الخشن.

ثالثًا: النزعة العلمانية وحتمية عزل الدين

أنزل الغرب الدين عن عرش قيادة المجتمع، فنال قوةً بعد ضعف، وانتقل إلى التنوير بعد عصور الظلام، وازداد يقينًا بحتمية الانفصام بين الدين والدولة بعد مسيرته الحضارية، وإن كانت العلمانية أوسع من هذا الوَجه الرائج عنها، والمتأمل في مواقف القرضاوي من تطبيقات العلمانية في السياسة مثلًا، يجده أكثر دقةً في شرحها وتحديد المشتركات التي يبنى عليها.

يتولد مفهوم الحرية الشخصية عن هذه الحتمية في شقها الاجتماعيّ، ويُعرفها القرضاوي بأنّها تعني التسيّب فحياة الفرد ملكٌ شخصيّ يتصرف فيها كيف يشاء ولا تحدّه إلا حرية الآخرين! «وهذا الموضوع من المحكات الأساسية، التي تصطرع فيها العلمانية والإسلام. فالإسلام يغلق بقوة الأبواب، التي تهب منها رياح الفتنة،... والعلمانية لا تنظر للأمر على أنه مشكلة تتطلب حلاً، ولا ترى حرجًا من إتاحة الفرص لاستمتاع أحد الجنسين بالآخر، كما تفعل المجتمعات المتقدمة اليوم!»([26])، والتوجيهات الإسلامية تقييدٌ غيرُ مُرحبٍ به عند العلمانية المستغربة، بينما الإسلام هو دين التحرير العام؛ وفي التقييد الذي يأتي به تحريرٌ([27]).

وانبثق عن الحرية الشخصية فصلٌ بين الحياة الشخصية والحياة العامة للفرد كما سنرى في أدوار المرأة بينما هما في الأصل متداخلان متلازمان والتأثير متبادل بينهما ولا يُرجى صلاحُ إحداهما والأخرى فاسدة.

رابعًا: الصراع والتمرد على الفطرة

في تحليل سمات الفكر الغربي، ذكر القرضاوي سمةً مركزية وهي جوهر الخلاف في منظور أدوار المرأة بين الإسلام والغرب، وهي: الصراع، ومن القصور أن نُحدد مساحة ذيوعه أو شكله ومجاله وأساليبه فهو متغلغل في كل النواحي، ومتنوع الأشكال؛ ومتعدد المجالات والمستويات.

يصارع الإنسان الغربي نفسه، ويصارع الطبيعة باعتبارها عدوًا له وجب عليه تطويعها([28])، ويصارع الآخر باعتبار «الإنسان ذئبا لأخيه الإنسان» كما جاء في فلسفة هوبز، وتدور رحى الصراع حول الانفراد بالمنافع؛ والجور والاحتقار للغير.

والصراع في قضيتنا، صراع المرأة مع الرجل([29])، وصراع المرأة مع الفطرة وأنوثتها، ومن ويلات هذا الصراع إذابة الفوارق بين الجنسين، واستدعاء مفهوم المساواة بينهما في كل شيء، ولا عجب أن يرتدي لبوس غاية نبيلة كالتنميّة! وقد وثَّق القرضاوي استنكاره لخطّة التنمية في إحدى الدول الإسلامية، والتي أُدْرِجت فيها المرأة بإرادة القضاء على أشكال التمييز بين الجنسين والمساواة في كل شيء، فلم يفته تحديد مفهوم المساواة في الشرع الحنيف.

إذًا، الصراع هو من العدوان على قوانين الفطرة التي فطر الله الناس عليها، يقول العلّامة: «لقد رأينا المرأة المسلمة تقلد المرأة الغربية، فتتمرد على فطرتها التي فطرها الله عليها، ولا تريد أن تعترف بالفوارق البيولوجية الطبيعية بين الرجل والمرأة، وأن هذا لم يكن عبثًا ولا اعتباطًا، ولكن هذا الخلق لحكمة يعلمها الله. فاستجابت النساء للشيطان الذي أمرهن ليغيرن خلق الله تعالى»([30]).

المطلب الثالث: جناية الحضارة الغربية على المرأة والحياة المعاصرة

أغدقت الحضارة الغربية ثمرات غضة طيبة لا ينكرها إلّا جاحد، وقُل ذلك عن الحركات النسوية بانحرافاتها اللاحقة فقد افتكّت أول بروزها الحقوق من شدق ظالميها في البيئة الغربية، ومثلها كمثل الغرب عمومًا فيما أحرز من تقدم في حقوق الإنسان، بشهادة القرضاوي أيضًا. إلا أنّ الإيجابيات لم تكن الوليد الوحيد لهذه الحضارة، فقد أوتيت من الثمرات المُرّة ما جعل البشرية تُقاسي العناء المرير! لذا ينبغي النظر إلى الوجه الآخر بما فيه من آفات حضاريّة ما تبرح حتى يبلغ بلاؤها البشرية جمعاء.

أولًا: الانحلال والانحطاط الأخلاقي

التغير الاجتماعي محكومٌ بفلسفة أخلاقية جديدة مبنية على الانتفاع، والسؤال: ما الذي ستجنيه البشرية إن هيمنت النزعة المادية؟ يصف محمد أسد هذا الانقلاب القيمي أنه نتيجة لتخلية الفضائل ذات القيمة الخُلقية الخالصة؛ كما كانت تعتبر منذ زمنٍ قريب؛ مثل المودة والرحمة والحياء والعفة، لصالح الفضائل المادية ذات العلاقة بتحقيق الرفاهية والمزيد من الإنتاج!([31]) فالأولى تخسر قيمتها بسرعة لأنّها لا تهبُ المجتمع ماديات محسوسة، والأخرى يُرفع من قيمتها ويكثر الثناء عليها وتمجيدها. يقول: «إنّ العفاف والإحصان يصبحان مع الأيام خبرًا ماضيًا في الغرب الحديث، لأنّهما مفروضان من طريق الخُلق فحسب، وليس للاعتبارات الخُلُقيّة أثرٌ محسوس في رفاهية الشعب المادية، وهكذا نجد أن الفضائل الخلقية القديمة التي يُؤيدها الدين، أخذت تُخْلي مكانها بالتدريج للفضائل الغربية...»([32]).

تعليقًا على الانحلال الأخلاقي يُشدد القرضاوي على أنّ الأوضاع صارت أكثر سوءًا مما كانت عليه يوم قال أسد ما قاله، ونحن بدورنا نقول إنّها ساءت أكثر عن آخر ما قاله القرضاوي! ولك أن تستحضر معيارية المنفعة المادية في انتقاء المرأة لأدوارها، دون أن تُهمل النظر في آفة تحللها من قيود الآداب والأخلاق بالأساس، في العمل والسوق والبيت، وإنما يبدأ الانحلال الاجتماعي أول ما تبتذل النساء وتخلعن زينة الحياء والوقار في كل أحوالهن([33]).

يتبين لنا الانحلال من القيم الأخلاقية في جملة من المظاهر، يذكرها القرضاوي في العديد من المواضع، ومنها: «حرية الشهوات والفسوق» ونراها في ابتذال الجسد وما بلغته الأزياء من عبثٍ مستطير بفريضة الجسد المستور المصان، وهنا يبرزُ خلافٌ أكيد بين أخلاقيات الحضارة الغربية وأخلاقيات الإسلام في مجال العلاقة بين الجنسين تحديدًا([34])، وهي مؤثرٌ مُباشر في تحديد الأدوار وتداخلها، إذ أن تيسير سُبل الشهوات والوقوع في الفاحشة أو التجرؤ عليها من الشر الظاهر اليوم، ليس أشدها فجورًا شيوع الإباحية.

ثانيًا: التفكك الأسري وتفسخ الروابط الإنسانية

قد يقابل تحقيق المنفعة والرفاه المادي معيشة ضنكًا! وهو ما آلت إليه الأسر الغربية([35]) من حياة مُوحشة بلا معنى لأنها أقفرت من المعاني الإنسانية السامية، واسترعت قصص الكبر والشيخوخة هناك اهتمامَ القرضاوي وروى عنها بمضاضة، وهذا من اطلاعه على أحوال الأسرة الغربية التي يحكمها مبدأ المصالح الدائمة المتبادلة التي أدت إلى انهيار العواطف الإنسانية النبيلة: بين الزوج وزوجه، والوالدين والأبناء.

 ووصل بهم الحال إلى العبث بمعنى الأمومة والأبوة إمعانًا في إفسادهما، ومثاله البدعة المُبتكرة «الأم المستأجرة» والتي صاغت شكلًا جديدًا من الأسر وهي وحيدة التكوين!([36]) أو تقنين عمل قوم لوط في مسمى الأسرة وحيدة الجنس، وما تقتضيه من توقف الإنجاب وفناء البشرية لزومًا، أو الأسرة بدون أبناء يكدرون صفوها ويحملونها أعباء الإعالة والتربية، والنفور من الإنجاب هو نتيجة للأنانية المحضة، وأضِفْ لما سبق، الشكل العصري المبتدع وهو العِشرة دون زواج وإيثار حياة الاستمتاع الحر، فيعرض كلا الجنسين عن تكوين أسرة فرارًا من المسؤوليات وكثرة الالتزامات الأخلاقية والمادية.

كلّها أشكال عصرية محكومٌ عليها بالفشل! وقد قوضت أركان الحياة الزوجية البشرية، وأبدلتها بمفاهيم هجينة محاطة بالمشكلات التي لا نهاية لها كالإسراف؛ دون قيد أو شرط؛ في إباحة الإجهاض والطلاق والحرية الجنسية وغيرها من البلاءات التي ما فتئت تتعاظم، ويا بلاء البشرية بها وهي تزعم وصولها إلى قمّة التحضر!

والنظر إلى التصورات لا ينفصل عن النظر في عواقبها، لهذا ما تردد العلّامة وهو يُشخص آفات الحضارة المعاصرة في أن يشير إلى المرأة باعتبارها الركيزة الأساسية في توثيق روابط أصغر خلية عضوية في المجتمع، وفشلها في أداء وظائفها السديدة هو فشلٌ للمجتمع بأسره وإضعافٌ لفاعليته الحضارية.

ثالثًا: تلوث الإنسان وفساد الفطرة

عدوان النموذج الغربي على التوازن الفطري المُودع في الحياة أدى إلى تلوثٍ أكثر شدّة وأوسع ضررًا من تلوث البيئة الذي تفطنت له المؤتمرات والمنظمات الدولية بعد أن اتسع ثقبُ الأوزون! فمن لتلوث الإنسان نفسه؟ وهو ترشيدٌ سديد يهزّ الباحثين في قضايا الواقع، حيث إن مفهوم تلوث الإنسان كما يقصده القرضاوي يشتمل على ثلاثة عناصر: فساد الفطرة، واختلال الموازين، واعوجاج التفكير والسلوك، وهذا يؤدي إلى جملة من الظواهر سبقت الإشارة إليها، ويستجلب هنا مفهومًا مركزيا عند سيد قطب وهو «عقوبة الفطرة»([37])، أي أنّ اقتراف المنكر لا يمر دون جزاء، بل تُعاقبه فطرة الله في الأرض قبل أن يعاقب من محكمة السماء. ولا يقصد بالعقاب حجارة السجيل قطعًا! بل ما يُلاقيه الإنسان من مشكلات عويصة لم يكن لها حضورٌ في المجتمع البشري، وما هلاك الإنسان إلّا بتخريب خصائصه الفطرية والعبث بها.

ومن المظاهر ما يتجلى في قول القرضاوي: «لقد أدى هذا النموذج بنزعاته تلك إلى أن جعل الإنسان عبدًا للآلة، التي هو صانعها، وأن أصبح في النهاية ترسًا في هذه الماكينة الكبيرة الجبارة، إن لم يسر معها ویدر بدورانها، طحنته عجلاتها، ولم يبال به أحد!»([38]).

وامتلاك ناصية النعيم ومتاع الدنيا لا يُغني فتيلًا، فكثيرًا ما تُبتلى المرأة المعاصرة كما الرجل؛ بعد أن استحوذت على كافة رغباتها؛ بنفسية مهزوزة وخوفٍ دائم لا يزول، والسأم من الحياة والسخط عليها، ويسأل العلّامة: «ماذا يسخطهم على أنفسهم والحياة؟ وعندهم فوق ما يريدون من متاع الحياة الدنيا؟» إنّه البنيان الذي يتأسس على غير التقوى والسنن الكونية!

المبحث الثالث: أصول الفكر الوسطي التجديدي في ترشيد أدوار المرأة

المطلب الأول: بينات الحل وأصول الانفتاح

أولًا: الاستمداد من النظام الإسلامي في حل المشكلات

استمسكت الأمّة بمنهج واحد طيلة ثلاثة عشر قرنًا رغم المعضلات التي واجهتها، ويُعبر هذا الالتزام عن معنيين أساسيين: يقينها القاطع فيه بلا أدنى ارتياب ومهما كان حجم المشكلات، والاعتزاز به وأنّه الحق ما بعده إلا الضلال! وهو الحل الفذ والأنجع في سرائها وحين الضر، وهذا مُبتغى المسلمة في علاج تحديات العصر: ﴿وَمَنۡ أَحۡسَنُ مِنَ ٱللَّهِ حُكۡمٗا[المائدة:50].

يقول الإمام: «الدواء عندنا نحن، وليس عند غيرنا الدواء في حضارتنا الربانية الإنسانية العالمية، حضارة الحق والخير والتوازن والعدل، التي تضع كل شيء في موضعه وتعطي كل ذي حق حقه، ولا يطغى جانب من الحياة فيها على جانب»([39]). وهذا الأخير من أبرز مثالب النظام البشري، فقد يهتم بغنى الجيوب ويغفل عن استقرار البيوت، بينما اجتماعهما معًا ليس ضربًا من المستحيل!

إذ تلتقي الثنائيات في المنهج الإسلامي وفق توليفة مُتوازنة مُتكاملة وتتسق وفق مساحاتها التي تناسبها دُون طغيان أو إخسار، كالحرية والمسؤولية، أو الواجبات والحقوق، والفردية والجماعية، ويعتبر التوازن والتكامل من أهم سمات الحضارة الإسلامية؛ وأسهب القرضاوي في تعداد الثنائيات المتوازنة للتأكيد على هذه السمة تحديدًا. وانظر للهدي الإسلامي في تنظيم المجتمع ورعاية تكامله وفق ضوابط وأسس ترفعُ أُسار الفوارق وتُعلي شأن الخير وأداء الواجب وإن غاب الرقيب والمُجَازي([40]).

ثانيًا: تبني الموقف الأصيل من الآخر

«إن طبيعة الإسلام أنّه دين منفتح، ليس دينا مغلقا، لا على الغرب ولا على الشرق»([41]). والموقف المتشنجُ من الحضارة الغربية بالنظر إلى جنايتها مما يخالف السنن الحضارية! والأصح كما يُصرح القرضاوي أن تقف المسلمة موقف المُتخير المنتقي لا المُقلد الأعمى، تختار الخير الملائم لها وتأخذ به، وتغربل شرها وتنفثه أرضًا. وأضيف أنّ الاقتباس الراشد ينبغي أن تتعاضد العقول النسائية لبلوغ مكارمه، وقلّما يصنع العقل الواحد فارقًا في مواجهة احتجاج النسويات المنظّم بالغرب، ولنا في منهج الإمام الخطوة الأولى وإن لم نمض لما بعدها فلن تشق بنا طريقًا([42]). فالنموذج الذي قدمه نموذجٌ مرشد يتضمن الشبهات عرضًا ونقدًا، إلّا أنّه تأسيسي وأدى غرضه، والشبهات أوسع مما ذكر وتتطلب جهدًا رصينًا في نقضها استدراكًا عليها، والأصل هو التأسيس الرصين للنموذج وفق أصول النموذج الإسلاميّ، وبما يتجاوز الشبهات ويسد الحاجة إلى الخوض فيها.

ثالثًا: تطويع التطور لمقتضيات الإسلام

في سياق أدوار المرأة، أهم مفهوم ينبغي بناؤه وفق المنظور الإسلامي هو التطور، وأول حقيقة يوضحها القرضاوي أنّ الغرب ليس هو العصر!([43]) رغم تأثيره الهائل وسطوته، غير أننا لن نجد في حياة الغربيين مراغمًا وسعة، وإن لم تكن ضلالا كلها: «إن الإصلاح الحقيقي أن نتفهم جيدا ما يجب أن يتطور من شؤون الحياة فنبذل جهودنا لتطويره وتحسينه بمنطق الحكماء الشجعان...، نتفهم كذلك ما يجب أن يبقى ثابتًا راسيًا من القيم والعقائد والمفاهيم والآداب والشرائع التي تزول الجبال الشم ولا تزول!»([44]).

فلا يمس التطور ما من شأنه الثبات كالفطرة الإنسانية والسنن الكونية وحقائق الوجود والقيم الأخلاقية وقطعيات الدين. ولا تخفى علينا محاولات تقويض قوامية الرجل على المرأة وميراثه لحظ الأُنثيين بحجة تطور الحال واستقلال المرأة ماديًا! وإباحة عملها في المجالات كافة دون قيد أو شرط يمنعها من الخروج عن حدود أنوثتها، وأي انحراف ذاك! وهكذا هي صفات عبيد التطور كما يصفهم القرضاوي، لا يقفون عند حد بل يطالبونك بسلسلة لا متناهية من التنازلات قُربانًا للصنم الجديد وهو التطور.

يندرج هذا المعنى في فكرة تطوير الدين نفسه وما فيها من خطورة على الحياة الإسلاميّة، لمساسها بالمقياس والميزان الثابت الذي يحتكم إليه الناس من ميراث النبيين، وللقرضاوي موقف فَصلٌ في الحكم على انحراف الفكرة واستحالتها.

رابعًا: حركية الفكر في إيجاد الحلول

انتقل المهتمون بالفكر الإسلامي من تحري حلول المشكلات المستحكمة إلى الانغماس في الجدل اللفظي حول قشور الجزئيات التي التهمت أوقاتهم ودواوينهم، وبدل تنوير المرأة فيما ييسر أداء أدوارها ويرفع عنها الضيق، تراهم يخوضون في مكانتها ويراوحون ذات الدائرة منذ قرن من الزمن! وتتحمل النساء الشطر الأكبر من هذه الأمانة والمسؤولية.

إنّ النموذج الذي يسحق أنوثة المرأة ويزيلها عن مملكتها ويسلبها كل شيء لا يُواجه إلا بنموذج راشد يضع أسس وأصول الإصلاح النسوي وفق ما سبق من متطلبات وفي سياق جديد يمهد للنهوض([45])، ولا غرو أن يستجيب لمطلب التنمية في إدماج المرأة بل لا مناص له لكن دون استنساخه بكل ما فيه، بل على النموذج الجديد أن يعالج أبرز المثالب ويكون هاديًا للأمم([46])، وهو أقدر بحكم مصدر استمداده، ونستحضر لمّا يحمل الإمام القرضاوي المسلمينَ مسئولية ضلال كثير من الأمم، وأنّهم سيقفون أمام الله ويُسْأَلون، وكثيرة هي المفاتيح التي تفتح ما استغلق على الأمم في موقفها اتجاه أدوار المرأة!

المطلب الثاني: الدوائر الأربعة لأدوار المرأة المسلمة في الوعي الديني الصحيح

على ضوء ما سبق من أبعاد فكرية، نرسم الدوائر والمساحات التي تُمارس فيها المسلمة أدوارها كما جاء في كتابات الإمام القرضاوي، وهي مساحات متداخلة ويخدم بعضها بعضًا ولا تُلغي واحدة الأخرى كما وضحنا في سياسات الجاهليتين، والسؤال: من يرعى توازنها وتكاملها؟ إنّ الرقيب ثلاثة أركان: إيمان المرأة ذاتها وتقواها، إضافةً إلى ضمير المجتمع ويقظته، وحُكم الشرع وإلزامه.

فالمرأة – أولًا – باعتبارها إنسانًا، يجب أن تتمثل سمات الإنسان الذي يصنعه الإسلام، بأن تؤدي المقاصد من خلقها وهي: العبادة والخلافة والعمارة، والتربية القرآنية تعلي من العمل الأحسن لا الحسن فحسب، غايةً ومناطًا للتنافس: ﴿لِيَبۡلُوَكُمۡ أَيُّكُمۡ أَحۡسَنُ عَمَلٗاۚ [الملك:2]، فتجمع بين أرفع الغايات وأفضل الوسائل. والخطاب القرآني والنبوي مُوجهٌ للرجال والنساء معًا إلا ما جاء بتخصيص أحدهما، وتأمّل تلبية أم سلمة (رضي الله عنها) وهي ترد على ماشطتها: «أنا من النّاس».

ولا تنفك إنسانيتها عن عضويتها في أسرتها، وهي الدائرة الثانية التي تكون فيها بنتًا وزوجةً وأمًا، وخصوصية مجال الزوجية والأمومة في أنّه أمنع الحصون: «إنّ عمل المرأة الأول والأعظم الذي لا ينازعها فيه منازع، ولا ينافسها فيه منافس، هو تربية الأجيال، الذي هيأها الله له بدنيًا، ونفسيًّا، ويجب ألا يشغلها عن هذه الرسالة الجليلة شاغلٌ ماديٌّ أو أدبيّ مهما كان، فإنّ أحدًا لا يستطيع أن يقوم مقام المرأة في هذا العمل الكبير، الذي عليه يتوقف مستقبل الأمّة، وبه تتكون أعظم ثرواتها، وهي الثروة البشرية»([47]).

فقيامها بواجبات الزوجية جهادٌ في سبيل الله: بأن تسلم بقواميته وتحفظه في ماله، وأن تشير عليه بالرأي السديد، وتحفظ أولاده بأن تحسن تربيتهم على الفضائل؛ وألّا تُيتمهم وهي حيةٌ ترزق، فتثبت أهليتها في كل المواقع إلا موقع الأمومة! ويُوافق القرضاوي أحمد شوقي في التعبير عن اليُتم الحقيقي وهو مظهر من مظاهر الحياة المعاصرة، بأن يُبْتلى الولد بأبوين مشغولين لا يعلمان ماذا يصنع ولا ماذا يحتاج! والتكامل في التربية واجب مشترك غير أن دورها في أيام الطفولة أعظم.

تجتمع أدوارها في رعايتها للأسرة كما يريدها الإسلام([48])، فتبسط فيها المودة والسكينة وهما من أعظم مقاصد الزواج في القرآن؛ وهو مقصد أرفع من السعادة المختزلة في زيادة الدخل الذي يصرف في تكاليف زائدة! وهنا يرفض القرضاوي تسمية المرأة الماكثة في البيت بأنها عاطلة وعبء على الاقتصاد القومي، مستندا على دراسة قدمت في المؤتمر العالمي للأسرة المنعقد بالدوحة بأنّ رعايتها لأولادها تساهم في تنمية 25 إلى 50% من الاقتصاد.

وتقتضي إنسانيتها المحافظة على أنوثتها، وهي الدائرة الثالثة التي تمارس فيها واجبها في التزام أحكام الإسلام وآدابه التي تحفظ لها أنوثتها وتصون عفافها وتحول دون ابتذالها وامتهانها فيما هو خارج أنوثتها حتى لا تفقد تدريجيًّا: بانتقائها العمل الذي يناسب فطرتها، وتجنبها تبرج الجاهلية الأولى، وامتناعها عن الخلوة مع غير محارمها، والتزامها الحدود الشرعية عند لقاء الرجال في مصلحة معتبرة، ومن الأحكام الشرعية في هذا الباب: غض البصر، والاحتشام والتستر، وعدم إبداء زينتها والوقار في المشي والكلام، وفي هذا إثبات لمشروعية الخروج المحتشم في تفسير قوله تعالى: ﴿وَلَا تَبَرَّجۡنَ تَبَرُّجَ ٱلۡجَٰهِلِيَّةِ ٱلۡأُولَىٰۖ [الأحزاب:33].

أما الدائرة الرابعة فتتعلق بعضويتها في المجتمع، وبلغ القرضاوي فيها شأوا بعيدا، فمن أدوارها: أداءُ وظيفتها الاجتماعية في إصلاح المجتمع وتقويمه: ﴿وَٱلۡمُؤۡمِنُونَ وَٱلۡمُؤۡمِنَٰتُ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِيَآءُ بَعۡضٖۚ يَأۡمُرُونَ بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَيَنۡهَوۡنَ عَنِ ٱلۡمُنكَرِ[التوبة:71]، فهل تستنفر المنافقات طاقاتهن لإفساد المجتمع عونا للمنافقين وتخور المؤمنة عن الإصلاح؟

والحاجة المجتمعية أهم وأعظم من الحاجة الفردية، وقد تتطلب من المسلمة أن تتصدر في المواعيد الانتخابية ناخبة أو مرشحة لمواجهة تيار التسيب الجديد الذي تتزعمه نساء متحللات! وقد أجاز القرضاوي دخول المرأة في مجلس الشعب وتوليتها الوظائف العامة، لنفاذ بصيرتها في الكثير من قضايا التدبير السياسية والاجتماعية، واستدل بملكة سبأ وخروج أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها في معركة الجمل.

 وعلى المرأة أن تؤدي فريضة طلب العلم؛ وترقى إلى درجة الاجتهاد، فليست الأنوثة بمانعتها! وأن تعمل عملًا مشروعًا يُلائم وظيفتها الأساسية، إن احتاجت هي للعمل ماديا أو نفسيا أو احتاجته أسرتها أو مجتمعها، ويتضاعف دورها عندئذٍ بأن تلتزم الشروط والحدود وتتفادى مضار انهماكها الكلي.

المطلب الثالث: الأصول الفكرية في ترشيد أدوار المرأة عند القرضاوي

نستنبط مما سبق الأصول الفكرية التي انبثق منها النموذج الآنف ذكره، ويشدها خيط ناظمٌ تبصره في معظم القضايا التجديدية التي خاض فيها العلامة:

-      المرجعية العليا في النصوص الثابتة الصريحة: مرتكز أساسي في تجديده أحكام الشريعة العامة الخالدة التي تسع الأقطار باردها وحارها، والأعصار ما تقدم منها وما تأخر، والنّاس جميعًا في البدو والحضر، ويرسخ المرجعية منطلقا من «حيث يوجد شرع الله فثم مصلحة العباد»، مع بحثه عن اليسر الذي أودعه الله فيها.

-      المنهجية الحاكمة: ركز على أصول المشكلة لا مظاهرها، ونظر في الأسباب بعيدًا عن وحدانية التعليل «التفسير الأحادي للواقع»، ورصد النتائج في العالمين الإسلامي والغربي، دون أن يزهد في جمع ما يؤيد ويخالف طرحه، ونقد أقوى حجج المخالف، الحاضر منها أو ما يحتمل عنده هو بنفسه، وبرزت فاعليته في اقتراح الحلول المقيدة بالأحكام والشروط الشرعية التي تلغي أي حل يخالفها، فاشتغل بالربط بين الجزئيات والمقاصد الكلية، والعناية بالعلل، وتحديد المفاهيم وتقاطعاتها مع مختلف التيارات لفك التباسها؛ ومن تلك المفاهيم: التطور، التنمية، المعاصرة، المساواة، التحرير، الانفتاح، الاختلاط،...

-      فقه الوسطية: جعل من إنصاف المرأة وتكريمها والحفاظ على فطرتها مَعْلمًا من المعالم الثلاثين للتيار الوسطي ومقصدًا أساسيًّا من مقاصد الشريعة([49])، وأيد تحريرها، كما جاء في «الوحي المحمدي» لمحمد رشيد رضا من رواد مدرسة الإصلاح.

-      والفتاوى لم تكن إلّا تنزيلا وظف فيه فقهه الجديد الحاضر بقوةٍ في ترشيد أدوار المرأة: فقه السنن في الفطرة وبناء المجتمعات وتنظيمها، وفقه المآلات بتحليله نتائج الأحكام الجزئية، وفقه الموازنات بين المصالح والمفاسد؛ وفقه الأولويات بترتيب الواجبات في الدوائر الأربعة، وفقه الآداب في إلزام المرأة بأدب الشرع.

-      العلاج دون إصدار حكم عام: ليست الأدوار قائمة واحدة تصلح للجميع، بل رسم دوائر تجتمع فيها احتمالات لا نهائية تتفاوت فيها المصلحة والقدرة على تقديم الأفضل: الأمومة في مراحل الطفولة المبكرة أو تلك التي تجاوزت الخمسين وليس لها من مشاق الأمومة ما يذكر! المطلقة أو الأرملة أو من لم توفق للزواج أو الإنجاب، ومن لا عائل لها، والمتعلمة المتخصصة،.. ويضبطهن الرقيب في أضلاعه الثلاثة السابق ذكرها. وتميز العلاج بجدته وخلوصه، إذ أنه تأثر وأشاد باجتهادات بعض المفكرين إلّا أنه تقدم عنهم، كما حصل مع السباعي لما أشاد بردوده على المغالين في عملها، ثمّ تجاوز رأيه في عدم إفساد سعادتها بالاشتغال بالسياسة([50]).

-      الوصل مع واقع العصر: تقدير الضرورات والحاجات حتى النفسية منها! واستدعى العديد من القضايا الواقعية لتحرير المسلمة من عقدة النقص اتجاه التقاليد الغربية، وتبيان تميزها في ثبات جوهرها على المبادئ، ومرونتها مع سير الزمن وسنة التطور، وعدم معاداة أي نموذج لا يتعارض مع هدي الإسلام والمقصد القرآني في تكوين الأسرة الصالحة والمجتمع الصالح([51])، ومع التوجيه القرآني في حسن توزيع القوة البشرية على المواقع.

-      استحضار الدور الحضاري: يقتضي النهوض تبني المرأة للإسلام منهاجًا للحياة؛ بتطبيقه والدعوة إليه مع بنات جنسها، والواقع المريض لا يستمر([52]) لكن لا يُترك دون مقاومة جادة منها، حيث إنّ المشكلات التي تشكو منها، لا وجود لها في ظل المجتمع الإسلامي الصحيح بل هي نتيجة للحياد عن منهج الإسلام المتوازن المتكامل([53]). ودورها الحضاري هو هداية المرأة إليه إسلاميا وعالميا.

خاتمة

لا يعسر على الباحث في فكر القرضاوي أن يدلف إلى سبل استثمار منتوجه عمليا، إذ يتميز الإمام بحركية فكره وبالتصاقه مع الغايات العملية لا الأحلام المجنحة.

ترشيد أدوار المرأة أول خطوة، ويرشدنا هذا الفكر إلى إطلاق برامج العناية بالتربية الإيمانية للمرأة؛ أين يعلو باعث الدين على دوافع الدنيا لتعرف شخصيتها ورسالتها وماذا ينبغي أن تكون؟ وتكدح للمحافظة على استقلاليتها ونبوغها إذ هما ليسا حكرا على الذكورية!

وأما في التدبير، فمن اللازم تهيئة مناخ عام تتجدد وسائله وييسر أداء المرأة لأدوارها بما لا يتعارض مع مواقعها في الدوائر الأربعة، كأن يرعى المجتمع فتراتها المخصوصة في أول زواجها وبداية أمومتها، ويخفف عنها أعباء وظيفتها دون أن يمس من مدخولها! وأن تصونها المؤسسات من مظان الفتنة فتوفر لها الفضاءات الأنسب، وأن تعتبر الدولة الفروق الفطرية عند إدماج المرأة في خططها التنموية وتشجع غير العاملات من ذوات الحاجة، وتتجنب المسكنات الوقتية التي تسد بابًا وتشرع ألف باب! وألا تتقاعس في تفعيل نظام النفقات الإسلامي الذي يكفل الحقوق ويمنع ذل السؤال.

وأما في المبادرات، فلا بد أن تشمر المسلمة عن ساعدها لفتح مسارات الدعوة والعمل وإبراز نماذج المؤمنات اللواتي يدفعن إلى استرداد الرشد والأصالة والاعتزاز بالشخصية الإسلامية مقابل أصوات نسوية نشاز تعلو لا لقوة حجتها وإنما لعلو كعبها في شتى الميادين. ولا مفر من مساهمتها في الإنتاج الإعلامي خاصةً لاعتباره منبرًا أساسيًّا في التأثير في عالمنا المعاصر، ورعاية القيم الأخلاقية وتوجيه الوعي النسوي نحو القضايا العامة السياسية والاقتصادية.

ومن الضرورات، عمل برامج تكوين قيادات نسائية قادرة على التأثير إيجابًا في بنات جنسهن من الشرق والغرب، ولها من الاقتدار ما تواجه به التيارات المناقضة للفكر الوسطي، وتفتح نوافذ الحوارات البناءة حول الأهداف الكبرى والاتجاهات والقضايا المركزية الشاغلة في الواقع الإسلامي والعالمي.


 

المصادر والمراجع

أولًا: العربية

ابن عاشور، غزالة نوري؛ والزنكي، صالح قادر. «الفروق الفردية وخطاب التكليف». مجلة كلية الشريعة، في جامعة قطر، مج41، ع1 (1444هـ/2023م). http://dx.doi.org/10.29117/jcsis.2023.0348

ابن نبي، مالك. شروط النهضة. ترجمة: عمر مسقاوي وعبد الصبور شاهين. دمشق: دار الفكر للطباعة والتوزيع والنشر، 1406هـ/1986م.

أبو شقة، عبد الحليم. تحرير المرأة في عصر الرسالة. القاهرة: دار القلم، ط5، 1420هـ/1999م.

أسد، محمد. الإسلام على مفترق الطرق. بيروت: دار العلم للملايين، ط1، 1407هـ/1987م.

خان، وحيد الدين. المرأة بين الإسلام والحضارة الغربية. القاهرة: دار الصحوة، ط1، 1414هـ/1994م.

السباعي، مصطفى. المرأة بين الفقه والقانون. القاهرة: دار السلام، ط2، 1424هـ/2003م.

الغزالي، محمد. المرأة بين التقاليد الراكدة والتقاليد الوافدة. القاهرة: دار الشروق، ط7، 1422هـ/2002م.

القرضاوي، يوسف وآخرون. تحرير المرأة في الإسلام. القاهرة: دار القلم، ط1، 1424هـ/2004م.

القرضاوي، يوسف والعسال، أحمد. الإسلام بين شبهات الضالين وأكاذيب المفترين. القاهرة: مكتبة وهبة، ط1، 1432هـ/2011م.

القرضاوي، يوسف. أعداء الحل الإسلامي. القاهرة: مكتبة وهبة، ط3، 1425هـ/2004م.

–––. الاجتهاد المعاصر بين الانضباط والانفراط. القاهرة: دار النشر والتوزيع الإسلامية، 1414هـ/1994م.

–––. الأسرة كما يريدها الإسلام. القاهرة: مكتبة وهبة، ط1، 1426هـ/2005م.

–––. الإسلام حضارة الغد. القاهرة: مكتبة وهبة، ط1، 1416هـ/1995م.

–––. الإسلام والعلمانية وجها لوجه. القاهرة: مكتبة وهبة، ط7، 1417هـ/1997م.

–––. الانفتاح على الغرب مقتضيات وشروط. القاهرة: مكتبة وهبة، ط1، 1432هـ/2011م.

–––. الإيمان والحياة بيروت: مؤسسة الرسالة، ط4، 1399هـ/1979م.

–––. الثقافة العربية الإسلامية بين الأصالة والمعاصرة. بيروت: مؤسسة الرسالة، ط1، 1421هـ/2001م.

–––. الحلال والحرام. القاهرة: مكتبة وهبة، ط1، 1433هـ/2012م.

–––. الحلول المستوردة وكيف جنت على أمتنا؟. القاهرة: مكتبة وهبة، ط5، 1413هـ/1993م.

–––. الشيخ الغزالي كما عرفته. القاهرة: دار الشروق، ط1، 1420هـ/2000م.

–––. القضايا المبدئية والمصيرية. تركيا: الدار الشامية، ط1، 1438هـ/2017م.

–––. المبشرات بانتصار الإسلام. القاهرة: مكتبة وهبة، ط3، 1424هـ/2004م.

–––. الناس والحق. بيروت: مؤسسة الرسالة، ط1، 1420هـ/2000م.

–––. أمتنا بين قرنين. القاهرة: دار الشروق، ط1، 1421هـ/2000م.

–––. أولويات الحركة الإسلامية. بيروت: مؤسسة الرسالة ناشرون، ط12، 1431هـ/2010م.

–––. بينات الحل الإسلامي وشبهات العلمانيين والمتغربين. القاهرة: مكتبة وهبة، ط2، 1413هـ/1993م.

–––. خطابنا الإسلامي في عصر العولمة. القاهرة: دار الشروق، ط1، 1424هـ/2004م.

–––. دراسة في فقه مقاصد الشريعة. القاهرة: دار الشروق، ط3، 1428هـ/2008م.

–––. دِيَة المرأة في الشريعة الإسلامية. بيروت: المكتب الإسلامي، ط1، 1438هـ/2007م.

–––. فتاوى المرأة المسلمة. بيروت: مؤسسة الرسالة، ط2، 1422هـ/2001م.

–––. فقه الأسرة وقضايا المرأة. تركيا: الدار الشامية، ط1، 1438هـ/2018م.

–––. فقه الوسطية الإسلامية والتجديد. مركز القرضاوي للوسطية الإسلامية والتجديد، 1430هـ/2009م.

–––. كيف نتعامل مع القرآن العظيم. بيروت: مؤسسة الرسالة، ط1، 1422هـ/2001م.

–––. مدخل لمعرفة الإسلام. القاهرة: مكتبة وهبة، ط3، 1422هـ/2001م.

–––. مركز المرأة في الحياة الإسلامية. القاهرة: مكتبة وهبة، ط3، 1418هـ/1998م.

–––. مسلمة الغد. القاهرة: مكتبة وهبة، ط1، 1425هـ/2004م.

–––. مقومات الفكر الإصلاحي عند الإمام محمد البشير الإبراهيمي. بيروت: المكتب الإسلامي للطباعة والنشر، 1428هـ/2007م.

–––. من أجل صحوة راشدة. القاهرة: دار الشروق، ط1، 1421هـ/2001م.

–––. من فقه الدولة في الإسلام. القاهرة: دار الشروق، ط3، 1422هـ/2001م.

قطب، سيد. الإسلام ومشكلات الحضارة. القاهرة: دار الشروق، ط13، 1426هـ/2005م.

ثانيًا:

References

Abū Shaqqa, ʻAbd al-Ḥalīm. Taḥrīr al-Marʼah fī ʻAṣr al-Risālah. (in Arabic). Cairo: Dār al-Qalam, 5th ed.,1999.

Al-Ghazālī, Muḥammad. Al-Marʼah Bayna al-Taqālid al-Rākidah wal-Taqālid al-Wāfidah. (in Arabic). Cairo: Dār al-Shurūq, 7th ed., 2002.

Al-Qaraḍāwī, Yūsuf and others. Taḥrīr al-Marʾah fī al-Islām. (in Arabic). Cairo: Dār al-Qalam, 1st ed., 2004.

Al-Qaraḍāwī, Yūsuf, & Al-ʿAsal, Aḥmad. Al-Islām Bayna Shubuhat al-Ḍāllīn wa Akādhīb al-Muftarīn. (in Arabic). Cairo: Maktaba Wahba, 1st ed., 2011.

Al-Qaraḍāwī, Yūsuf. ʾAʿdāʾ al-Ḥal al-Islāmī. (in Arabic). Cairo: Maktaba Wahba, 3rd ed., 2004.

 

–––. Al-Ḥalāl wal-Ḥarām. (in Arabic). Cairo: Maktaba Wahba, 1st ed., 2012.

–––. Al-Ḥulūl al-Mustawradah wa Kayfa Janat ʿalā Ummatnā? (in Arabic). Cairo: Maktaba Wahba, 5th ed.,1993.

–––. Al-Ijtihād al-Muʿāṣir Bayna al-Inzibāt wal-Infitāf. (in Arabic). Cairo: Dār al-Nashr wal-Tawzīʿ al-Islāmiyyah, 1st ed., 1994.

–––. Al-Īmān wa-al-Ḥayāh. (in Arabic). Beirut: Muʾassasat al-Risālah, 4th ed.,197.

–––. Al-Infitāḥ ʿalá al-Gharb Muqtadaāt wa Shurūt. (in Arabic). Cairo: Maktaba Wahba, 1st ed., 2011.

–––. Al-Islām Ḥaḍārat al-Ghad. (in Arabic). Cairo: Maktaba Wahba, 1st ed., 1995.

–––. Al-Islām wal-ʻIlmāniyyah Wajhan Lūjhan. (in Arabic). Cairo: Maktaba Wahba, 7th ed.,1997.

–––. Al-Mubashshirāt bintiṣārāt al-Islām. (in Arabic). Cairo: Maktaba Wahba, 3rd ed., 2004.

–––. Al-Nās wal-Ḥaqq. (in Arabic). Beirut: Muʾassasat al-Risālah, 1st ed., 2000.

–––. al-Qaḍāyā almabdaʼyh wa al-maṣīrīyah. (in Arabic). Turkey: al-Dār al-Shāmīya, 1st ed., 2017.

–––. Al-Shaykh al-Ghazāli Kama ʿAriftuh. (in Arabic). Cairo: Dār al-Shurūq, 1st ed., 2000.

–––. Al-Thaqāfah al-ʿArabiyyah al-Islāmiyyah Bayna al-Asālah wal-Muʿāṣirah. (in Arabic). Beirut: Muʾassasat al-Risālah, 1st ed., 2001.

–––. Al-Usrah kama yurīdahā al-Islām. (in Arabic). Cairo: Maktaba Wahba, 1st ed., 2005.

–––. Awlawīyāt al-Ḥarakah al-Islāmiyyah. (in Arabic). Beirut: Muʼassasat al-Risālah Nashirūn, , 12th ed., 2010.

–––. Bayānāt al-Ḥall al-Islāmī wa Shubuhāt al-'Almāniyyīn wa al-Mutaghribīn. (in Arabic). Cairo: Maktaba Wahba, 2nd ed., 1993.

–––. Dirāsah fī fiqh maqāṣid al-sharīʿah. (in Arabic). Cairo: Dār al-Shurūq, 3rd ed., 2008.

–––. Diyat al-Marʾah fī al-Sharīʿah al-Islāmīyah. (in Arabic). Beirut: Al-Maktab al-Islāmi, 1st ed., 2007.

–––. Fatāwā al-Marʾah al-Muslimah. (in Arabic). (Beirut: Muʾassasat al-Risālah, 2nd ed., 2001.

–––. Fiqh al-Usrah wa Qaḍāyā al-Marʾah. (in Arabic). Turkey: al-Dār al-Shāmīyah, 1st ed., 2018.

–––. Fiqh al-Wasaṭīyah al-Islāmiyyah wa al-Tajdīd. (in Arabic). Markaz al-Qarḍāwī lil-Wasaṭīyah al-Islāmiyyah wa al-Tajdīd, 2009.

–––. Kayfa Nataʿāmal maʿa al-Qurʾān al-ʿAẓīm. (in Arabic). Beirut: Muʾassasat al-Risālah, , 1st ed., 2001.

–––. Khiṭābunā al-Islāmī fī ʿaṣr al-ʿawlamah. (in Arabic). Cairo: Dār al-Shurūq, 1st ed., 2004.

–––. Madkhal li-Maʿrifat al-Islām. (in Arabic). Cairo: Maktabat Wahbah, 3rd ed., 2001.

–––. Markaz al-Marʾah fī al-Ḥayāh al-Islāmiyyah. (in Arabic). Cairo: Maktabat Wahbah, 3rd ed., 1998.

–––. Min Ajl Ṣaḥwat Rāshidah. (in Arabic). Cairo: Dār al-Shurūq, 1st ed., 2001.

–––. Min Fiqh al-Dawlah fi al-Islām. (in Arabic). Cairo: Dār al-Shurūq, 3rd ed., 2001.

–––. Muqawwamāt al-Fikr al-Iṣlāḥī ʿind al-Imām Muḥammad al-Bashīr al-Ibrāhīm. (in Arabic). Beirut: al-Maktab al-Islāmī lil-Ṭibāʿah wa al-Nashr, 1st ed., 2007.

–––. Muslimah al-Ghad. (in Arabic). Cairo: Maktabat Wahbah, 1st ed., 2004.

–––. Ummatuna Bayna Qarnayn. (in Arabic). Cairo: Dār al-Shurūq, 1st ed., 2000.

Al-Sabāʻī, Muṣṭafá. Al-Marʼah Bayna al-Fiqh wal-Qānūn. (in Arabic). Cairo: Dār al-Salām, 2nd ed., 2003.

Asad, Muḥammad. Islam at the Crossroads. (in Arabic). Jeddah: Dar al-Andulas, 1st ed., 1987.

Ben Ashūr, Gazala Nouri; Al -Zanki, Salih Qadir. "The Islamic Prescriptive Discourse on Individual Differences". (in Arabic). Journal of College of Sharia and Islamic Studies, Vol. 41, No. 1 (2023). http://dx.doi.org/10.29117/jcsis.2023.0348

Ben Nabī, Mālik. Shurūṭ al-Nahda. Tarjamah: Omar Masqāwī, Abdul Sabur Shahin. (in Arabic). Damascus: Dār al-Fikr, 2nd ed.,1986.

Khān, Wahīduddīn. Woman Between Islam and Western Society. (in Arabic). Cairo: Dār al-Sahwa, 1st ed.,1994.

Quṭb, Sayyid. Al-Islām wa Mushkilāt al-Hadārah. (in Arabic). Cairo: Dār al-Shurūq, 13th ed., 2005.



([1]) يوسف القرضاوي، فقه الأسرة وقضايا المرأة (تركيا: الدار الشامية، ط1، 1438هـ/2018م)، ص448.

([2]) يوسف القرضاوي، خطابنا الإسلامي في عصر العولمة (القاهرة: دار الشروق، ط1، 1424هـ/2004م)، ص173.

([3]) انظر كتابه: دِيَة المرأة في الشريعة الإسلامية (بيروت: المكتب الإسلامي، ط1، 1438هـ/2007م)، ص51-59.

([4]) القرضاوي، مسلمة الغد (القاهرة: مكتبة وهبة، ط1، 1425هـ/2004م)، ص8-9.

([5]) القرضاوي، خطابنا الإسلامي، ص173.

([6]) القرضاوي، فقه الأسرة، ص448-603.

([7]) أشاد بالكتاب في مواضع مختلفة من مؤلفاته مع نظرته النقدية لبعض الأفكار الواردة فيه؛ دون أن يخرم من تقدير منهجية أبو شقة وسيره في اتجاه التيسير على المسلمة، وضاق خاطره في أحد المؤتمرات بسبب الموقف غير اللائق اتجاه هذا العمل الذي حُق له أن يتحول إلى نقطة بداية في تحرير المرأة، وبديلًا لما أنتجه العلمانيون، انظر كتابه مع مجموعة باحثين: تحرير المرأة في الإسلام (القاهرة: دار القلم، ط1، 1424هـ/2004م)، ص64.

([8]) عبد الحليم أبو شقة، تحرير المرأة في عصر الرسالة (القاهرة: دار القلم، ط5، 1420هـ/1999م)، ج1، ص21.

([9]) القرضاوي، فقه الأسرة، ص620.

([10]) يوسف القرضاوي، الاجتهاد المعاصر بين الانضباط والانفراط (القاهرة: دار النشر والتوزيع الإسلامية، 1414هـ/1994م)، ص2540، ويشير في هذا الباب إلى قضية تعليم المرأة، وصلاتها في المسجد، وإباحة سفرها في الطائرات من غير محرم بموافقة أهلها إذا توفر شرط الأمن والطمأنينة.

([11]) يوسف القرضاوي، أولويات الحركة الإسلامية (دمشق: مؤسسة الرسالة ناشرون، ط12، 1431هـ/2010م)، ص73.

([12]) يوسف القرضاوي، القضايا المبدئية والمصيرية (تركيا: الدار الشامية، ط1، 1438هـ/2017م)، ص121.

([13]) القرضاوي، فقه الأسرة، ص448، يستدل بالحديث النبوي الشريف واتباع سَنن المرأة الغربية شبرًا بشبر وذراعًا بذراع.

([14]) مالك بن نبي، شروط النهضة، ترجمة: عمر مسقاوي، وعبد الصبور شاهين (دمشق: دار الفكر للطباعة والتوزيع والنشر، 1406هـ/1986م)، ص116.

([15]) غزالة نوري بن عاشور وصالح قادر الزنكي، «الفروق الفردية وخطاب التكليف»، مجلة كلية الشريعة والدراسات الإسلامية، جامعة قطر، مج41، ع1 (2023)، ص112. يُنَظر إلى اعتبار طبيعة المرأة في بعض التكاليف الشرعية.

([16]) يوسف القرضاوي، الحلال والحرام (القاهرة: مكتبة وهبة، ط1، 1433هـ/2012م)، ص102.

([17]) القرضاوي، القضايا المبدئية والمصيرية، ص123.

([18]) القرضاوي، مسلمة الغد، ص34.

([19]) يوسف القرضاوي، الحلول المستوردة وكيف جنت على أمتنا؟ (القاهرة: مكتبة وهبة، ط5، 1413هـ/1993)، ص23. وفي الصفحات تفصيلٌ مهم عن وسائل التأثير الغربي في الشرق الإسلاميّ من بينها: التعليم والتربية، والصحافة والإعلام.

([20]) يوسف القرضاوي، أعداء الحل الإسلامي (القاهرة: مكتبة وهبة، 1425هـ/2004م)، ص56.

([21]) القرضاوي، الحلول المستوردة، ص13.

([22]) يوسف القرضاوي، دراسة في فقه مقاصد الشريعة (القاهرة: دار الشروق، ط3، 1428هـ/2008م)، ص96.

([23]) محمد الغزالي، المرأة بين التقاليد الراكدة والوافدة (القاهرة: دار الشروق، ط7، 1422هـ/2002م).

([24]) تأثر الإمام بمشروع الغزالي في قضية المرأة وما تفرع عنها من قضايا كحكم تولية المرأة، وشهد له قائلًا: «ولم أر من المفكرين الإسلاميين من اهتم بأمر المرأة وإنصافها مثل الشيخ الغزالي».

([25]) يوسف القرضاوي، الشيخ الغزالي كما عرفته (القاهرة: دار الشروق، ط1، 1420هـ/2000م)، ص241.

([26]) يوسف القرضاوي، الإسلام والعلمانية وجها لوجه (القاهرة: مكتبة وهبة، ط7، 1417هـ/1997م)، ص104.

([27]) يوسف القرضاوي، مقومات الفكر الإصلاحي عند الإبراهيمي (بيروت: المكتب الإسلامي للطباعة والنشر، 1428هـ/2007م)، ص5.

([28]) التمييز بين مفهوم التسخير القرآني: ﴿أَلَمۡ تَرَوۡاْ أَنَّ ٱللَّهَ سَخَّرَ لَكُم مَّا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِ [لقمان:20] ومفهوم السيطرة الغربي الذي يعبر عنه بمفهوم قهر الطبيعة باصطلاح الفيلسوف الألماني هيغل.

([29]) في البدء كان نتيجة لقوانين تعسفية اتجاه المرأة، لكن رغم انقضائها بقي منظور الصراع مُهيمنًا.

([30]) يوسف القرضاوي، أمتنا بين قرنين (القاهرة: دار الشروق، ط1، 1421هـ/2000م)، ص180.

([31]) الفضائل المادية تُحيل إلى فكرة محورية في كتابه «الإيمان والحياة»، وهي أنّ الغلو في حب الدنيا والتنافس عليها هو رأس كل خطيئة، ومتاعها أخطر المؤثرات على أخلاق الناس.

([32]) محمد أسد، الإسلام على مفترق الطرق (بيروت: دار العلم للملايين، ط1، 1407هـ/1987م)، ص43.

([33]) من الروائع النبوية التي استنبطها القرضاوي في شرحه الحديث الشريف: «نساءٌ كاسياتٌ عارياتٌ مائلاتٌ مميلاتٌ».

([34]) القرضاوي، الإسلام والعلمانية، ص104، انظر: فصل العلمانية والأخلاق.

([35]) يُشدّد القرضاوي في العديد من المواضع أنّ الحكم على الغالب، فوجود أسر على غير هذا الحال مما لا جدال فيه! لكن مما نُسجله أنّ تقدير غلبة نموذج دون آخر باعتماده على ناقدي الحضارة الغربية من داخلها قد لا يُعطي أحكامًا قطعيةً بالضرورة.

([36]) وحيد الدين خان، المرأة بين شريعة الإسلام والحضارة الغربية، ترجمة: سيد رئيس أحمد الندوي (القاهرة: دار الصحوة، ط1، 1414هـ/1994م)، ص109 وما بعدها. ويعدّ هذا الكتاب مرجعًا أساسيًا في فهم أثر الفكر الغربي على المرأة.

([37]) سيد قطب، الإسلام ومشكلات الحضارة (القاهرة: دار الشروق، ط13، 1426هـ/2005م)، ص123 167.

([38]) يوسف القرضاوي، الثقافة العربية بين الأصالة والمعاصرة (بيروت: مؤسسة الرسالة، ط1، 1421هـ/2001م)، ص95.

([39]) يوسف القرضاوي، الناس والحق (بيروت: مؤسسة الرسالة، ط1، 1420هـ/2000م)، ص62.

([40]) انظر، يوسف القرضاوي وأحمد العسال، الإسلام بين شبهات الضالين وأكاذيب المفترين (القاهرة: مكتبة وهبة، ط1، 1432هـ/2011م)، ص38. يتضمن آلية تنظيم العلاقات الاجتماعية في الإسلام، وأنه ليس دينًا طبقيًا كما تدل شعائره ونُظمه.

([41]) يوسف القرضاوي، الانفتاح على الغرب مقتضيات وشروط (القاهرة: مكتبة وهبة، ط1، 1432هـ/2011م)، ص4. دون أن تفوت الإشارة إلى الحكم القرآني على الحضارات المادية التي تعمر الأرض وتخرب الإنسان، وتقيم المباني وتهدم المعاني وتعمل للدنيا وتنسى الآخرة! تفصيلها في كتابه الإسلام حضارة الغد (القاهرة: مكتبة وهبة، ط1، 1416هـ/1995م)، ص30.

([42]) القرضاوي، مركز المرأة في الحياة الإسلامية (القاهرة: مكتبة وهبة، ط3، 1418هـ/1998م)، ص95.

([43]) القرضاوي، الثقافة العربية بين الأصالة والمعاصرة، ص8384.

([44]) يوسف القرضاوي، من أجل صحوة راشدة (القاهرة: دار الشروق، ط1، 1421هـ/2001م)، ص72-73.

([45]) نسجل إشادة الإمام بكتاب «المرأة والقضايا المعاصرة» للمفكر البهي الخولي، ولعل مكنون قيمته فيما فصل من تقرير نواميس الذكورة والأنوثة، والوظائف والغايات المناسبة لهما.

([46]) الحوار بالحسنى مع الحضارات من أهم المبادئ التي نادى بها القرضاوي مقابل مفهوم الصراع لصمويل هنتينغتون الذي يتنبأ بانتصار الثقافة الغربية.

([47]) القرضاوي، فقه الأسرة، ص611.

([48]) القرضاوي، الأسرة كما يريدها الإسلام (القاهرة: مكتبة وهبة، ط1، 1426هـ/2005م)، ص25. وفي الكتاب تفصيل دقيق لواجبات الزوجية والتربية المتكاملة.

([49]) يوسف القرضاوي، فقه الوسطية الإسلامية والتجديد (مركز القرضاوي للوسطية الإسلامية والتجديد، 1430هـ/2009م)، ص173. ولقب فيه ابن حزم بأنصف فقيه للمرأة.

([50]) مصطفى السباعي، المرأة بين الفقه والقانون (القاهرة: دار السلام، ط2، 1424هـ/2003م)، ص135.

([51]) يوسف القرضاوي، كيف نتعامل مع القرآن العظيم؟ (بيروت: مؤسسة الرسالة، ط1، 1422هـ/2001م)، ص108.

([52]) يوسف القرضاوي، المبشرات بانتصار الإسلام (القاهرة: مكتبة وهبة، ط3، 1424هـ/2004م)، ص59.

([53]) يوسف القرضاوي، من فقه الدولة في الإسلام (القاهرة: دار الشروق، ط3، 1422هـ/2001م)، ص53، انظر: حديثه عن دور الدولة في حماية الضعفاء ورفع الظلم عن المرأة.