اتجاهاتُ طلبةِ كليةِ التربية الأسَاسية نحو التَّعليمِ عن بُعد في جائحةِ كوفيد-19

بشاير فهد العيسى

أستاذ مشارك، قسم الأصول والإدارة التربوية، كلية التربية الأساسيةالكويت

b.aleisa@paaet.edu.kw

ORCID ID: 0000-0003-4723-697X

ريم يعقوب التميمي

أستاذ مشارك، قسم التربية الخاصة، كلية التربية الأساسيةالكويت

r.altamimi@paaet.edu.kw

عيسى محمد الكندري

أستاذ، قسم الأصول والإدارة التربوية، كلية التربية الأساسيةالكويت

ema.alkandari@paaet.edu.kw

ملخص

هدفت الدراسة إلى التعرُّف على اتجاهات طلبة كلية التربية الأساسية نحو تطبيق التعليم عن بُعد وعلاقتها ببعض المتغيرات، ومدى امتلاكهم للإمكانيات اللازمة في ظل جائحة كوفيد-19 في دولة الكويت. لتحقيق أهداف الدراسة صمَّم الباحثون استبانةَ الدراسة، التي وزعت على طلبة كلية التربية الأساسية البالغ عددهم (19826) حسب الإحصائية الرسمية للكلية للعام الدراسي 2019/2020، وتكونت عينة الدراسة من (881) طالبًا وطالبة. استخدم الباحثون عددًا من الأساليب الإحصائية المناسبة لطبيعة هذه الدراسة، التي كان من أهم نتائجها وجود اتجاهات بمستوى متوسط لدى طلاب كلية التربية الأساسية وطالباتها نحو تطبيق التعليم عن بُعد في ظل جائحة كورونا. كذلك أظهرت النتائج أن لديهم إمكانياتٍ بدرجة متوسطة تؤهلهم لاستخدام التعليم عن بُعد. أيضًا أظهرت النتائج عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات أفراد عينة الدراسة حول اتجاهاتهم نحو التعليم عن بُعد وإمكانياتهم المتاحة في تطبيقه وفقًا لمتغير الجنس والسنة الدراسية والتخصص.

الكلمات المفتاحية: اتجاهات الطلاب، التعليم عن بُعد، جائحة كورونا، كلية التربية الأساسية، الكويت

للاقتباس: العيسى، بشاير فهد، والتميمي، ريم يعقوب، والكندري، عيسى محمد. (2024). اتجاهاتُ طلبةِ كليةِ التربية الأسَاسية نحو التَّعليمِ عن بُعد في جائحةِ كوفيد-19. مجلة العلوم التربوية، جامعة قطر، 24(1)، ص95-122. https://doi.org/10.29117/jes.2024.0159

© 2024، العيسى والتميمي والكندري، الجهة المرخص لها: مجلة العلوم التربوية، دار نشر جامعة قطر. نُشرت هذه المقالة البحثية وفقًا لشروط Creative Commons Attribution-NonCommercial 4.0 International (CC BY-NC 4.0). تسمح هذه الرخصة بالاستخدام غير التجاري، وينبغي نسبة العمل إلى صاحبه، مع بيان أي تعديلات عليه. كما تتيح حرية نسخ، وتوزيع، ونقل العمل بأي شكل من الأشكال، أو بأية وسيلة، ومزجه وتحويله والبناء عليه، طالما يُنسب العمل الأصلي إلى المؤلف. https://creativecommons.org/licenses/by-nc/4.0


 

Students Attitudes towards Distance Education in Covid-19 at College of Basic Education

Bashayer Fahad Aleisa

Associate Professor, Department of Educational Foundation and Administration, College of Basic EducationKuwait

b.aleisa@paaet.edu.kw

ORCID ID: 0000-0003-4723-697X

Reem Yaqoub Altamimi

Associate Professor, Department of Special Needs, College of Basic EducationKuwait

r.altamimi@paaet.edu.kw

Eisa Mohammad Alkandari

Professor, Department of Educational Foundation and Administration, College of Basic EducationKuwait

ema.alkandari@paaet.edu.kw

Abstract

The study aimed to identify students' attitudes towards the application of distance education and its relationship to some variables in light of the COVID-19 pandemic in the State of Kuwait. To achieve the objectives of the study, the researchers designed a study questionnaire, which was distributed to (19826) students of the College of Basic Education, according to the official statistics of the college for the academic year 2019/2020, and the study sample consisted of (881) male and female students. The researchers used several statistical methods appropriate to the nature of this study, one of the most important results of which was the presence of medium-level trends among students of the College of Basic Education towards the application of distance education in light of the Corona pandemic. The results also showed that they have medium degree potential that qualifies them to use distance education. The results also showed no statistically significant differences between the averages of the study sample members regarding their attitudes towards distance education and their available capabilities in applying it due to the variables of gender, academic year, and specialization.

Keywords: Students’ attitudes; Distance-learning; Corona Pandemic; College of Basic Education; Kuwait

Cite this article as Aleisa, B.F., Altamimi, R.Y. & Alkandari, E.M. (2024). Students Attitudes towards Distance Education in Covid-19 at College of Basic Education. Journal of Educational Sciences, Qatar University, 24(1), pp. 95-122. https://doi.org/10.29117/tis.2024.0159

© 2024, Aleisa, Altamimi, & Alkandari, licensee, JES & QU Press. This article is published under the terms of the Creative Commons Attribution-NonCommercial 4.0 International (CC BY-NC 4.0), which permits non-commercial use of the material, appropriate credit, and indication if changes in the material were made. You can copy and redistribute the material in any medium or format as well as remix, transform, and build upon the material, provided the original work is properly cited. https://creativecommons.org/licenses/by-nc/4.0

 


 

مقدمة

أدى الانتشار المتفاقم لوباء COVID-19 في العام 2020 إلى حدوث فوضى في جميع أرجاء العالم، مما أعاد كلمة (الجائحة) المنسية إلى العالم من جديد. انتشار هذه الجائحة عمل على تعديل قائمة الأولويات بين الشعوب والحكومات (منظمة العمل الدولية، 2020). ففي الوقت الذي فُرض فيه العزل والتباعد الاجتماعي بصفتهما إجراءاتٍ وقائيةً، أصبح هناك ضغط على كثير من القطاعات المهنية التي فرضت على الأفراد ممارسة أدوارهم المختلفة المتعلقة بالعمل من منازلهم. ومن بين هذه القطاعات المهنية كان القطاع التعليمي، الذي يعدُّ حجر الأساس في نهضة الشعوب وبناء الدول.

إن انتشار الأوبئة ليس بحالة جديدة على العالم، لكن درجة التأهب بين الشعوب والحكومات تختلف من إقليم إلى آخر ومن حقبة زمنية إلى أخرى. ولاحتواء هذه الجائحة، عملت الأنظمة التعليمية على مستوى العالم على غلق المدارس والجامعات والمؤسسات التعليمية والتدريبية على نطاق واسع. وقد أثرت هذه القرارات في سير العملية التعليمية من تعليم وتعلم وطرق تقييم الطلبة، مما تطلَّب تبني خطط واستراتيجيات أكثر مرونة لمواصلة التعليم في أثناء الأزمة. لذا اتجهت عدة بلدان إلى اعتماد طرق التعليم عبر الإنترنت والتعليم عن بُعد في العملية التعليمية (Unesdoc.unesco.org, 2020). إن نظام التعليم عن بُعد لم يعد أسلوبًا جديدًا في كثير من بلدان العالم؛ فوفقًا لـ Flowers, White, Raynor & Bhattachar (2012) قد تزايدت معدلات الالتحاق بالتعليم عبر الإنترنت في جميع أنحاء العالم، وخاصة في مؤسسات التعليم العالي.

في دولة الكويت كانت هناك محاولات عدة من وزراء تربية سابقين لدمج عملية التعليم التقليدية مع التعليم عبر الإنترنت، لتطوير العملية التعليمية منذ العام 2008 إلى العام 2015، إلا أن جميع المحاولات باءت بالفشل وتوقفت لأسباب عديدة (Alhouti, 2020). لذا كان الإعداد لعملية التعليم عن بُعد للتصدي لجائحة كورونا في الكويت مهمة شاقة ومجهدة نوعا ما على جميع الأصعدة، وخاصةً أنها كانت تطمح إلى تحقيق الجودة في التعليم من خلال عملية التعليم عن بُعد، التي ترتبط ارتباطًا وثيقًا بمدى جودة تصميم المحتوى وتنفيذه. كما تعتمد فعالية التعلم أيضًا على كيفية تنسيق المحتوى لبيئة الإنترنت، وكذلك الفهم والمعالجة للقيود التي قد تواجه كلًّا من المعلمين والمتعلمين.

كانت عملية إصدار القرار المتعلق باستكمال العام الدراسي 2019/2020 في المؤسسات التعليمية في الكويت عملية شد وجذب بين أعضاء البرلمان الكويتي ووزير التربية. فكان الطرف الأول يشجع على إنهاء العام الدراسي، في حين دعا الطرف الثاني إلى التريث في اتخاذ القرار في ضوء ما تراه الاحترازات الصحية حسب توجيهات وزارة الصحة. إلى أن حُسم هذا الموضوع بإصدار وزير التربية في السادس من شهر يوليو لقرار إنهاء العام الدراسي 2019/2020 واعتماد التعليم عن بُعد في جميع المؤسسات التعليمية في الدولة.

ونتيجة لهذا القرار، أعلن مدير الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب بدء مرحلة الدراسة التجريبية بكليات ومعاهد الهيئة إلكترونيًا في التاسع من يوليو، تمهيدًا لانطلاق الدراسة الفعلية في شهر أغسطس من العام الدراسي 2019/2020 (الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب، يوليو 2020؛ كونا - وكالة الأنباء الكويتية، يوليو 2020). وقد سبق استئناف الدراسة بتطبيق عدد من الدورات والمحاضرات التدريبية، بمشاركة عدد كبير من أعضاء هيئتَي التدريس والتدريب وطلبة الهيئة وطالباتها للتدرب على النظم التعليمية الإلكترونية الحديثة، مثل نظامَي Moodle وMicrosoft Teams وبرامج 365 Office، يقدمها مركز القياس والتقويم والتنمية المهنية بالهيئة (الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب، يوليو 2020).

مشكلةُ الدراسةِ وأهدافُها

تكمُن مشكلة الدراسة في انتشار جائحة كورونا في العالم أجمع، وتأثيرها في الجانب التعليمي مع استمرارية العملية التعليمية في مجموعة من دول العالم، مما أثر في تحصيل الطلاب للعام الدراسي 2019/2020، وهو ما قد يمتد تأثيره إلى عدة سنوات حسب توقعات منظمة الصحة العالمية. وعليه، تتطلب الظروف الحالية تطبيق التعليم عن بُعد في جميع كليات ومعاهد الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب، وعدم الاعتماد فقط على الطرق التقليدية في التعليم. وباعتبار الجانب التعليمي من العناصر المهمة التي تأثرت تأثرًا شديدًا بالجائحة، فقد أصبح اتخاذ خطوات سريعة وفعالة في العديد من الجوانب التشريعية والإدارية والتكنولوجية لتطوير المنظومة التعليمية من المسلَّمات الضرورية. ولما كان الطلاب في الكليات هم الفئة المستهدفة في عملية التطوير التعليمي والتكنولوجي، فقد وجبت معرفةُ اتجاهاتهم نحو استخدام التعليم عن بُعد؛ للتأكد من مدى قبولهم لهذه الاستراتيجية التدريسية والوقوف على ملاحظاتهم المهمة والقيمة في عملية التطوير والتحسين. لذا يجب الحرص على تزويدهم بالإمكانيات والمهارات التي تؤهلهم للتعامل مع هذه التقنيات التكنولوجية بفاعلية وإنجاح العمل بمنظومة التعليم عن بُعد، على نحو ما أشارت إليه كلٌّ من دراسة السالمي (2020) وغالم وعياش (2020) بشأن تطبيقه بفاعلية.

لذا تسعى الدراسة إلى تحقيق الأهداف التالية:

-     رصدِ اتجاهات طلاب كلية التربية الأساسية بدولة الكويت نحو تطبيق كلية التربية الأساسية لنظام التعليم عن بُعد بصفته أداة لاستمرارية التعليم.

-     الوقوفِ على إمكانيات طلاب كلية التربية الأساسية ومهاراتهم التي تؤهلهم لاستخدام التعليم عن بُعد وتطبيقه في الكلية والتغلب على المشكلات التي قد تواجههم.

-     الوقوفِ على مدى الاختلاف في اتجاهات طلبة كلية التربية الأساسية بدولة الكويت نحو أهمية تطبيق أسلوب التعليم عن بُعد وفق مجموعة من المتغيرات (الجنس - السنة الدراسية - طبيعة مواد التخصص).

وعلى أساس ما سبق، تقدَّم مجموعة من التوصيات للقائمين على كل من: كلية التربية الأساسية بوجهٍ خاص، والهيئة العامة للتعليم التطبيقي بوجهٍ عام، وهم المنوط بهم تطبيق استراتيجية التعليم عن بُعد للاستفادة من هذا النظام التعليمي مستقبلًا من خلال دمجه مع التعليم التقليدي.

أسئلة الدراسة

1.    ما اتجاهاتُ طلبة كلية التربية الأساسية نحو استخدام التعليم عن بُعد في ظل جائحة كورونا؟

2.    ما إمكانياتُ طلبة كلية التربية الأساسية نحو استخدام التعليم عن بُعد في ظل جائحة كورونا من وجهة نظرهم؟

3.    هل توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات أفراد عينة الدراسة حول اتجاهاتهم لاستخدام التعليم عن بُعد، تعزى إلى متغيرات الجنس والسنة الدراسية والتخصص؟

أهمية الدراسة

تعد الدراسة الحالية مدخلًا لتجربة تعليمية جديدة، لم يسبق أن شهدتها دولةُ الكويت في تجربة نظام التعليم الإلكتروني أو التعليم عن بُعد على هذا النطاق الواسع من قبل. وتنبع أهميةُ نتائج الدراسة الحالية للمؤسسات التعليمية من سببين رئيسيْن. أولًا: كان التحول إلى التعليم عن بُعد مفاجئًا بسبب الإغلاق غير المسبوق للمرافق التعليمية نتيجة لانتشار جائحة كورونا، الأمر الذي لم يُتِح للمؤسسات التعليمية الوقت الكافي لتصميم البيئة التعليمية الرقمية وإعدادها وتأهيل الطلاب لاستخدامها، وهو ما شكَّل من جانبٍ آخرَ عصفًا ذهنيًا على جميع المستويات، فدُمجت خبرات غير مسبوقة لتأسيسها واعتمادها. ثانيًا: لن تكون الحياة بعد جائحة كورونا كما كانت من قبل؛ فعملية التعليم عن بُعد ستستمر نظرًا لنقص المعلومات عن وقت انتهاء الجائحة، فينبغي تقبُّل فكرة التعايش مع الجائحة لوقت ليس بقصير، مما يستوجب من جميع المؤسسات التعليمية أن تكون مستعدة لتحويل غالبية المناهج إلى مناهج رقمية تتناسب مع عملية التعليم عن بُعد، وتطويعها في منصات التعلم الإلكتروني لتعزيز التعلم الفعال، ويستلزم منها الاستمرار بتطوير نظام التعليم عن بُعد ودمجه مع التعليم التقليدي لمواكبة المستجدات والتطورات في عملية التعليم. علاوةً على ذلك، يستدعي العصر الذي نعيشه ويشهد تلك المستجدات والتطورات تضمينَ التكنولوجيا في التدريس؛ لما لها من الأهمية في تسهيل الحصول على المعلومة وتشجيع الطلبة على التطوير الذاتي من خلالها عن طريق البحث عن المعلومة ذاتيًا. لذلك، تلفت نتائج هذه الدراسة أنظار القائمين على عملية التعليم والتعلم في دولة الكويت بأهمية الاعتماد على التكنولوجيا وتضمينها في العملية التعليمية بوجهٍ عام، وفي التعليم العالي بوجهٍ خاص، كحال الأنظمة التعليمية المتطورة في دول عديدة.

مصطلحات الدراسة:

-      جائحةُ كوفيد-19/كورونا: فيروسات كورونا فصيلة واسعة الانتشار معروفة بأنها تسبب أمراضًا تتراوح من نزلات البرد الشائعة إلى الاعتلالات الأشد وطأة، مثل متلازمة الشرق الأوسط التنفسية (MERS)، ومتلازمة الالتهاب الرئوي الحاد الوخيم (السارس). وأطلق عليها علميا مصطلح كوفيد-19، وهو المرض الناجم عن فيروس كورونا المُستجد المُسمى فيروس كورونا-سارس- 2. وقد اكتشفت المنظمة هذا الفيروس المُستجد لأول مرة في 31 ديسمبر 2019، بعد الإبلاغ عن مجموعة من حالات الالتهاب الرئوي الفيروسي في يوهان بجمهورية الصين الشعبية (منظمة الصحة العالمية، 2020).

-      التعليمُ عن بُعد: عرفه كمتور الحسن وعشابي (2017، 52) بأنه "نظامٌ تعليمي يقوم على فكرة إيصال المادة العلمية إلى المتعلم بطريقة تفاعلية عبر وسائط اتصالات مختلفة، حيث يكون الدارس بعيدًا ومنفصلًا عن عضو هيئة التدريس". أما عبد المجيد والعاني (2015، 73) فقد عرَّفا التعليم عن بُعد بأنه "تقنية تشترك فيها كل من التكنولوجيا الحديثة، والكتب الدراسية، والاتصالات الشخصية، لتحل محل المعلم والمدرسة التقليدية".

-      الاتجاهات: عُرِّف الاتجاه، حسب معجم مصطلحات العلوم التربوية والنفسية، بأنه "استجابة الفرد للمؤثرات الخارجية (حدث معين، أو فكرة معينة أو شخص معين أو حيوان معين، ...) بطريقة محددة سلفًا" (السيد، عمار، حسن، 2021، 31).

-      الإمكانيات: تُعرف بحسب معجم اللغة العربية المعاصر بأنها "الوسائل التي تحت التَّصرُّف أو الطَّاقات التي يمكن الاستفادة منها" (معاجم الوجيز، 2022).

الإطارُ النظريُّ للدراسة

أزمة انتشار فيروس كورونا (COVID-19) كانت أزمة غير مسبوقة أجبرت البلدان العربية، ومنها دولة الكويت، على الانتقال السريع والمفاجئ إلى نظام التعليم عن بُعد، مما خلق تحديًا تعليميًا على جميع المستويات لتحقيقه في وقت قصير. في دراسة لـ Yurdal, Sahin, Kosan, & Toraman (2021) أشاروا إلى أن عملية التعليم عن بُعد المتبعة في معظم بلدان العالم في أثناء جائحة كورونا؛ ما هي إلا عملية تعليم عن بُعد في حالات الطوارئ، وهي عملية تعليم مشتقة أساسًا من عملية التعليم عن بُعد وتختلف عنها. إذ إن الفرق بين التعلم عن بُعد في حالات الطوارئ والتعلم عن بُعد هو أن الأول التزام والثاني خيار. فالتعليم عن بُعد يعد نشاطًا مخططًا له، ويستند تطبيقه إلى التصميم والتخطيط التعليمي الدقيق القائم على المعرفة النظرية والتجربة العملية الدقيقة التي لها أثر في جودة التعليم، في حين أن التعليم عن بُعد في حالات الطوارئ يدور حول الحفاظ على التعليم، مستمرًا مع جميع الموارد غير المتصلة بالإنترنت والمتاحة في أوقات الأزمات، التي غابت عنها عملية التصميم الدقيقة (Bozkurt et al. 2020; Hodges et al., 2020).

ويضيف Hodges, Moore, Lockee, Trust, & Bond (2020) أن عملية التخطيط والإعداد النموذجي لدورة تعليمية على مستوى الجامعة عبر الإنترنت تستغرق من ستة إلى تسعة أشهر قبل تسليم الدورة وتنفيذها. وهذا يتعارض مع الفترة القصيرة التي اعتمدتها الهيئةُ العامة للتعليم التطبيقي في الإعداد والتطبيق للدورات التدريبية للهيئة التدريسية والتدريبية والمتعلمين لتطبيق عملية التعليم عن بُعد. فمن المستحيل أن يكون كلُّ عضو هيئة تدريس أو تدريب خبيرًا في عملية التعليم عن بُعد في هذا الوقت القصير، مما سيؤدي إلى تجاوز قدرات الجميع ومن ثمَّ تنفيذها دون المستوى. وهذا ينطبق أيضًا على قدرة المتعلمين على استيعاب هذه التغيرات الكبيرة، الأمر الذي سيؤثر بدورِه في مستوى أدائهم التعليمي. فنقص الخبرة والوقت لتصميم تفاعلي فعال، والافتقار إلى البنية التحتية والمعدات والأجهزة والبرامج لعملية التعليم عن بُعد؛ لهما آثار اجتماعية وتعليمية سلبية قد لا تساعد في تشكيل عملية كاملة للتعليم عن بُعد.

يرى عديد من التربويين والباحثين أن من الشروط الأساسية لنجاح التعليم عند بُعد أن يكون مكملًا للتعليم التقليدي. فرغم أن التعليم عن بُعد يوفر الوصول إلى معلومات الفصول الدراسية على مدار 24 ساعة (Ally, 2011)، فإن عملية التحوُّل من نظام التعليم التقليدي إلى النظام الإلكتروني عن بُعد ليست بالعملية السهلة؛ إذ تتطلب عملية تحضير جيدةً تتضمن توفير الأدوات والطرق والوسائل المناسبة التي تتناسب مع الطلبة وطبيعة تخصصاتهم والاختيار الملائم لعملية التقييم (السالمي، 2020). ولإتمام ذلك، على المعلم والمتعلم أن يكونا قادريْن على استخدام التقنيات الحديثة وامتلاك مهارات خاصة لاستخدام الحاسب الآلي والشبكة العنكبوتية (الإنترنت) والبريد الإلكتروني (صافي؛ غربي، 2020). وقد أوضح الأتربي (2019) أن من ضمن المتطلبات الواجب توفُّرها عند الطالب لضمان نجاح التعليم عن بُعد:

-      أن يكون لديه وقتٌ كاف للمشاركة في دراسة المقرر بدرجة تجعله يلتزم بالجدول الزمني المحدد للدراسة.

-      أن يرغب في هذا النوع من التعلم؛ لأن بعض الطلاب يفضلون نموذج التعليم التقليدي.

-      أن يكون ملمًا بقدر مناسب من الثقافة الكمبيوترية وكيفية استخدام الإنترنت.

-      أن يستكمل التكليفاتِ نفسَها التي يكلف بها نظيره في التعليم التقليدي وعلى نحوٍ منتظم.

-      أن يكون لديه القدرةُ على استخدام بعض خدمات الإنترنت الأكثر شيوعا، كخدمة كيفية البحث عن المعلومات، وخدمة نقل الملفات، وخدمة مجموعات الأخبار، بالإضافة إلى خدمة البريد الإلكتروني التي تمكِّنه من إرسال الرسائل واستقبالها (الأتربي، 2019، 50-51).

وفي هذا الصدد، استعرض غالم وعياش (2020)، في دراستهما لمعوقات التعليم الافتراضي خلال أزمة انتشار وباء كورونا المستجد في الجامعات العربية، مجموعةً من المعوقات التي وضحتها الدراسة على النحو التالي:

أولًا: معوِّقات نفسية واجتماعية: تنوعت بين صعوبة التحضير للتعليم الافتراضي في وقت قصير، ونقص الوعي والتصور المتكامل عن التعليم عن بُعد ومزاياه في وقت انتشار الأوبئة، بالإضافة إلى ضعف التزام الطلاب وأولياء أمورهم بمتابعة برامج التعليم عن بُعد، وصعوبة توفير متطلبات التعليم الافتراضي للطالب من أجهزة حاسوب واشتراكات في خدمة الإنترنت وغيرها، بالإضافة إلى توفير مكان مناسب لتلقي التعليم داخل المنزل بسبب إلزامية الحجر المنزلي.

ثانيًا: معوِّقات متعلقة بالجوانب التقنية والبحثية والتكنولوجية: مثل القصور في متطلبات التحول نحو التعليم عن بُعد، كتوفر البنية التحتية الرقمية، وصعوبة استمرارية الأبحاث العلمية الجامعية، وخاصة تلك التي تتطلب الحضور في المختبرات العملية، بالإضافة إلى الافتقار إلى التدريب التقني التكنولوجي والخدمات والمرافق المتعلقة بالإنترنت.

ثالثًا: المعوِّقات المتعلقة بجوانب التمويل وأمن المعلومات: مثل نقص التمويل اللازم للتعلم الافتراضي، كتوفير الأجهزة والربط الإلكتروني وتوفير الخوادم الحاسوبية...، وضعف أمن المعلومات لتطبيق سياسات أمنية من أجل حماية قواعد البيانات ومواقع التعليم الافتراضي من مختلف الاستخدامات غير المصرح بها.

الدراساتُ السابقة

أجرى أباكومافا وآخرون (Abakumova, et al., 2020) دراسة هدفت إلى التعرف على اتجاهات الطلبة الجامعيين من الدارسين في تخصصات العلوم الإنسانية والطبيعية. استخدم الباحثون الطريقة المختلطة في جمع البيانات (Mixed method)، فطُبِّقت أساليب بحثية مختلفة مثل الملاحظة، المقابلات، التشخيص النفسي، واستبانة. أظهرت النتائج أن 51.5% من أفراد عينة الدراسة لديهم اتجاهات سلبية نحو التعليم عن بُعد. في حين أبدى 41.2% من أفراد العينة اتجاهاتٍ إيجابيةً نحو هذا النوع من التعليم. وتدل هذه النتيجة على أن غالبية أفراد عينة الدراسة لم يتقبلوا التعليم عن بُعد لأسباب عدة ذكرها الباحثون في دراستهم، منها عدم الاستعداد النفسي لخوض هذا النوع من التعليم، بالإضافة إلى وجود مشاكلَ تقنيةٍ في المنصات المستخدمة، وعدم استعداد النظام التربوي ككل لخوض هذا النوع من التعليم.

كما أجرى المطيري دراسة (2021) هدفت إلى التعرف على فاعلية التعليم الإلكتروني في ظل انتشار جائحة كورونا، من وجهة نظر طلبة المرحلة الثانوية في منطقة الفروانية بدولة الكويت من خلال استخدام المنهج الوصفي التحليلي. فوزَّع استبانة على عينة بلغت (70) طالبًا وطالبة من الصف الثاني عشر في منطقة الفروانية التعليمية. وأشارت الدراسة إلى أن فاعلية التعليم الإلكتروني في ظل انتشار جائحة كورونا، من وجهة نظر طلبة المرحلة الثانوية، جاء بدرجة متوسطة، وفسر الباحث هذه النتيجة بأن التعليم الإلكتروني لم يكن في خطط المؤسسات التعليمية قبل الجائحة، مما قلَّل من خبرتها في التعامل مع هذا النوع من التعليم نتيجة التحول الفجائي، ومن ثَمَّ أثر في عملية التفاعل لدى كل من الطلبة والمعلمين؛ نتيجة لقلة التدريب المسبق على استخدام المنصات التعليمية الإلكترونية. كما أشارت نتائج الدراسة إلى عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية تعزى إلى أثر الجنس في جميع المجالات، ووجود فروق ذات دلالة إحصائية تعزى إلى متغير التخصص في جميع المجالات، وجاءت الفروق لصالح التخصص الأدبي. وفسر الباحث هذه النتيجة بأن التعليم الإلكتروني مناسب لطبيعة مواد الطلبة ذوي التخصص التي تعتمد على الحفظ، في حين لا يتناسب النظام مع مواد طلبة التخصص العلمي.

كما أجرى حرحش ويوسف (2021) دراسة هدفت إلى التعرف على اتجاهات الطلبة الدارسين في جامعة دمنهور، وتحديدًا طلبة كلية الزراعة، نحو التعليم الإلكتروني المطبق خلال فترة جائحة كورونا. استخدم الباحثان استبانة لجمع البيانات بطريقة المقابلة الجماعية من أفراد العينة، الذين بلغ عددهم (180) طالبًا وطالبة في المستوى الدراسي الثالث والرابع، ممن درسوا خلال جائحة كورونا عن طريق التعليم الإلكتروني. أظهرت النتائج أن أغلب عينة الدراسة كانت لديهم اتجاهات سلبية نحو التعليم الإلكتروني خلال جائحة كورونا. وأظهرت النتائج كذلك وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين اتجاهات عينة الدراسة وفق متغيرَي الجنس والتخصص.

كما أجرى بن سايح (2021) دراسة هدفت إلى الكشف عن طبيعة اتجاهات طلبة معهد علوم وتقنيات النشاطات البدنية والرياضية نحو التعليم المبني على الإنترنت في أثناء فترة جائحة كورونا. كما هدفت الدراسة إلى التعرف على طبيعة تلك الاتجاهات وفق متغيرات الجنس، والتخصص، والمستوى الدراسي، والتحكم في تقنيات البحث في شبكة الإنترنت. تبنَّى الباحث المنهج الوصفي التحليلي في دراسته. ولجمع البيانات من عينة الدراسة، استخدم الباحث استبانة مكونة من 42 عبارة وُزِّعت على ثلاثة محاور رئيسة. وتكونت عينة الدراسة من (78) طالبًا من طلبة معهد علوم وتقنيات النشاطات البدنية والرياضية. أشارت نتائج الدراسة إلى أن أفراد عينة الدراسة لديهم اتجاهات إيجابية نحو التعليم القائم على الإنترنت في أثناء جائحة كورونا. كما أشارت النتائج إلى عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين اتجاهات عينة الدراسة تبعًا لمتغيرَي الجنس والتخصص، في حين كانت هناك فروق ذات دلالة إحصائية بين اتجاهات عينة الدراسة تعزى إلى متغيرَي المستوى الدراسي والتحكم في تقنيات البحث في شبكة الإنترنت.

أيضًا أجرى الشريف (2020) دراسة سعى من خلالها للتعرف على اتجاهات الطلبة الجامعيين نحو استخدام المنصات الرقمية في دراستهم عوضًا عن التعليم التقليدي. تبنَّى الباحث المنهج الوصفي في إجرائه للدراسة، ووظَّف مقياسًا للاتجاهات نحو استخدام المنصات الرقمية في الدراسة. تكوَّنت عينة الدراسة من الطلبة الدارسين في كلية التربية التابعة لجامعة طيبة، وبلغ عددهم (120) طالبًا وطالبة. أشارت نتائج الدراسة إلى أن الطلبة لديهم اتجاهات إيجابية نحو استخدام المنصات الرقمية في الدراسة. واستخرج الباحث الفروق في اتجاهات الطلبة حسب بعض المتغيرات الديموغرافية، من أهمها متغيرا الجنس وأثر مقر الدراسة، وقد أشارت النتائج إلى وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين اتجاهات الطلبة حسب متغير الجنس، وجاءت لصالح الذكور. في حين أشارت النتائج كذلك إلى عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين اتجاهات الطلبة حسب متغير أثر مقر الدراسة.

وأجرى الغامدي (2020) دراسةً للتعرف على اتجاهات طلبة المعهد العالي للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، بالإضافة إلى اتجاهات أعضاء التدريس العاملين بالمعهد، نحو التعليم الإلكتروني، وتحديدًا منصة بلاك بورد Blackboard حسب بعض المتغيرات وخلال فترة جائحة كورونا (COVID-19). استخدم الباحث المنهج الوصفي المسحي في إجراء دراسته، بحيث طبَّق مقياسيْن من تصميمه؛ ليتعرف من الأول على اتجاهات الطلبة، وليتعرف من الثاني على اتجاهات أعضاء هيئة التدريس. تكونت عينة الدراسة من (155) طالبًا وطالبة ومن (27) عضوَ هيئة تدريس. كشفت نتائج الدراسة أن الطلبة وأعضاء هيئة التدريس لديهم اتجاهات إيجابية نحو التعليم الإلكتروني المتمثل في استخدام منصة البلاك بورد. وكشفت النتائج كذلك عن عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين اتجاهات الطلبة نحو التعليم الإلكتروني حسب متغيرَي النوع والبرنامج الدراسي. وفي المقابل، كشفت النتائج عن وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين اتجاهات الطلبة، تعزى إلى متغير القسم العلمي، ولصالح قسم الدورات التدريبية.

وكذلك كورنيواتي (Kurniawati, 2020)، أجرى دراسةً سعى من خلالها إلى التعرف على اتجاهات الطلبة الجامعيين نحو التعليم الإلكتروني خلال الأزمة الناجمة عن جائحة كورونا COVID-19. وتبنَّى الباحث المنهج الوصفي في دراسته، وطبَّق استبانة تكونت من 16 عبارة موزعة على ثلاثة محاور تمثل مجالات الاستبانة (عملية التعلم، وبيئة التعلم، والدافعية للتعلم). تكوَّنت عينة الدراسة من (100) طالب يدرسون في ملك صالح في إندونيسيا. وأشارت نتائج الدراسة إلى أن أفراد العينة لديهم اتجاهات سلبية نحو التعلم الإلكتروني خلال فترة جائحة كورونا.

وقد تناولت دراسة (Male, et al., 2020) الموضوع نفسَه، وهدفت إلى التعرف على اتجاهات طلبة الجامعة نحو التعليم الإلكتروني المطبق خلال فترة جائحة كورونا COVID-19. طبَّق الباحثون المنهج النوعي في البحث، بحيث أجروا مقابلات شخصية مع عينة من الطلبة، بلغ عددهم أربع طلاب وافقوا على إجراء المقابلة الشخصية. أظهرت نتائج المقابلة أن الطلبة لديهم اتجاهات سلبية نحو التعليم الإلكتروني؛ فقد أبدى بعضهم الملل من هذا النوع من التعليم وأظهروا تفضيلهم للتعليم التقليدي المعمول به سابقًا.

وفي الإطار نفسِه، هدفت دراسةُ يوسف (2020) إلى التعرف على اتجاهات طلبة الجامعة وآرائهم نحو التعليم الإلكتروني خلال جائحة كورونا COVID-19. طُبِّقت الدراسة على عينة من الطلبة الدارسين في جامعة الملك عبد العزيز، بلغ عددهم (151) طالبًا في كلية الاتصال والإعلام. استخدم الباحث استبانة متعددة المحاور لجمع البيانات من عينة الدراسة. وقد أشارت نتائج الدراسة إلى أن أفراد العينة لديهم اتجاهات ودرجة رضا عالية عن التعليم الإلكتروني المطبق خلال جائحة كورونا. وعلاوةً على ذلك، أشارت النتائج إلى أن أفراد العينة يفضلون التعليم الإلكتروني على التعليم التقليدي بوجهٍ عام.

وفي هذا الصدد أيضًا، كان الهدف من دراسة الغامدي والرويلي (2020) هو دراسة واقع استخدام التعلم الرقمي في تدريس العلوم والرياضيات، من وجهة نظر المعلمين في منطقة الجوف في المملكة العربية السعودية. واستخدمت الدراسة المنهج النوعي من خلال إجراء المقابلات عبر برنامج الزوم (ZOOM) مع (8) معلمين كان انتقاؤهم على نحوٍ عشوائي، من معلمي العلوم والرياضيات في مدارس التعليم العام في الجوف. وأظهرت نتائج الدراسة أن واقع التعلم الرقمي جاء ضمن مستوى منخفض؛ نتيجة لعدم جاهزية البنية التحتية للتعلم الرقمي وضعف تأهيل المعلمين. كما بينت نتائج الدراسة أن تواصلَ الطلاب وحضورَهم كان ضمن المستوى الضعيف من وجهة نظر المعلمين.

وفي السياق ذاته، بيَّنت دراسةٌ لصافي وغربي (2020) واقعَ استخدام جامعة العربي التبسي وتوظيفها للتعليم الإلكتروني الافتراضي خلال فترة انتشار جائحة كورونا، لإتمام المناهج التعليمية والتدريسية عن بُعد. اعتمدت الدراسة المنهج الوصفي لتحقيق أهدافها، واستُخدمت استبانة وُزعت على طلبة جامعة تبسة، بالاعتماد على تقنية عينة كرة الثلج، من خلال إرسال رابط استبانة إلكتروني، وقد جُمعت (59) استمارة إلكترونية مقسمة بين الجنسين. ووضحت نتائج الدراسة أن فاعلية العملية التعليمية في البيئة الافتراضية من وجهة نظر الطلبة كانت منخفضة؛ نتيجة لتفضيل الطلبة للتعلم بالأسلوب التقليدي على التعليم الافتراضي؛ فقد رأوا أن تأثيرها سلبي نتيجة لعدم قدرتهم على الفهم والاستيعاب، ونتيجةً لمواجهتهم لمشاكل متعلقة بالاتصال بالإنترنت، مثل الانقطاع وتوقف الخدمة. وكانت من أبرز المشاكل التي اعترضت سبيل الطلبة لدى استخدام التعليم الإلكتروني؛ عدمُ امتلاكهم لأجهزة تسمح لهم بالتواصل إلكترونيا، وهذا بحكم اختلاف المستوى الاجتماعي بين الطلبة. وأضافت نتائج الدراسة أن أبرز التحديات في استخدام التعليم الإلكتروني في الدول النامية من وجهة نظر الطلبة يعود إلى ضعف البنية التحتية التكنولوجية، والاعتماد على الوسائل التقليدية، والافتقار إلى تطوير المنظومة التعليمية والرؤية المستقبلية لتطوير قطاع التعليم، مقارنة بالقطاعات الأخرى. في حين رأى مجموعة من الطلبة أن العملية التعليمية داخل البيئة الافتراضية توفر الوقت والجهد والتكلفة، من خلال توفر التفاعل الآني بين المعلم والمتعلم.

وفي دراسة بعنوان (تصوُّرات طلبة المرحلة الثانوية في المدارس الحكومية في الأردن لاستخدام التعليم عن بُعد في ظل أزمة كورونا ومستجداتها) لمقدادي (2020)، تحقَّق الكشفُ عن تصور طلبة المرحلة الثانوية لاستخدام التعليم عن بُعد عن طريق استخدام المنهج الوصفي المسحي، وتكونت عينة الدارسة من (167) طالبًا وطالبة من المرحلة الثانوية في المدارس الحكومية في لواء قصبة أربد. وخلُصت الدراسة إلى عدم وجود فروق في تقديرات أفراد العينة على متوسطات الأداة ككل تعزى إلى متغير الجنس، وإلى وجود أثرٍ إيجابي نحو استخدام التعليم عن بُعد في ظل أزمة كورونا.

وقد تضمنت دراسة Ag-Ahmad (2020) وصفَ تجارب التعليم عن بُعد والتعليم المفتوح لطلاب التعليم العالي، وخاصة تفضيلاتهم وآراءهم حول تكنولوجيا التعليم، بالإضافة إلى المشكلات التي تنشأ في تكامُل دوراتهم في هيكل الفصل الدراسي الجديد عبر الإنترنت، في ثلاثة معاهدَ تعليميةٍ في مقاطعات مختلفة في ماليزيا. استخدمت الدراسة نهجًا مختلطًا من خلال توزيع استبانة على (68) متعلمًا متضمنة أسئلة مفتوحة. وأظهرت النتائج أنه، بصرف النظر عن مشكلات الاتصال، قد وجد معظم الطلاب أن التعلم عبر الإنترنت كان صعبًا بالنسبة إليهم؛ لأن لديهم الكثير من عوامل التشتيت في المنزل، مما أثَّر في تركيزهم وفهمهم للدروس. واستنتجت الدراسة أن معظم الطلاب أدركوا أن المؤسسات والطلاب الماليزيين جاهزون جُزئيًا للتعليم عن بُعد والتعليم المفتوح، وأن هناك حاجة إلى مزيد من الوقت للتكيف مع التغييرات الجديدة، التي تتطلب التعاطف والإبداع وقدرًا كبيرًا من الجهد.

التعليقُ على الدراسات السابقة

يجدر بنا أن نذكر أولًا أن الدراساتِ اختلفت في تسميتها لمفهوم التعليم عن بُعد؛ فنجد أن بعضها تناول المفهوم على أنه التعليم الإلكتروني، في حين ذهب بعضها إلى التعبير عن التعليم عن بُعد باستخدام المنصات الإلكترونية والرقمية، واستخدم البعض مفهوم التعليم عن بُعد على نحوٍ مباشر. ونحن هنا لسنا بصدد التصحيح أو التوضيح لمدى صحة تسمية هذا المفهوم الواردة في كل دراسة أو خطئها، ما دامت تلك الدراسات تنظر إليه بصفتِه آليةً أو استراتيجية للتدريس، تتطلب مكوث الطلبة في بيئة جغرافية معزولة عن المعلم والبيئة المدرسية المعتادة واستخدام الوسائط الإلكترونية لإتمام عملية التعليم والتعلم. ولا شك في أن هذا الوضع الدراسي يعبر عن مفهوم التعليم عن بُعد، على نحوِ ما عُرِّف سابقًا في الإطار النظري لهذا البحث.

من اللافت للنظر، عند التمعن في الدراسات السابقة التي تناولت التعليم الإلكتروني والتعليم عن بُعد بوجهٍ خاص، أنها في غالبيتها تبنت المنهج الوصفي في إجرائها. وكانت الاستبانة هي الأداة الأكثر استخدامًا في هذه البحوث. في حين تبنَّت دراساتٌ قليلة ومحدودة المنهج النوعي عن طريق إجراء مقابلات شخصية. وقد يرجع ذلك إلى أن الدراسات الوصفية تُجرى على نحوٍ أسرع من الدراسات النوعية. فمن خلال الاستبانات، التي يمكن توزيعها إلكترونيًا، يمكن للباحثين الوصول إلى أكبر عدد من أفراد العينة، بعكس الدراسات التي تستخدم المقابلات الشخصية أو أسلوب الملاحظة بصفتها طرقًا نوعية لجمع البيانات، نجد أنها تستغرق أوقاتًا أطول نسبيًا.

ومن الملاحظ كذلك أن معظم الدراسات أثبتت أن الطلبة في مؤسسات التعليم العالي (الجامعي) لديهم اتجاهات إيجابية نحو التعليم الإلكتروني والتعليم عن بُعد. في حين أن العدد الأقل من الدراسات أثبت عكس ذلك، والقلة القليلة منها أوجدت اتجاهات متوسطة. مما يعطي مؤشرًا إلى أن معظم الطلبة الجامعين يميلون إلى هذا النوع من التعليم. وقد يكون وراء ذلك عدةُ أسباب، ولكن أبرزها يتضح فيما ذكره Fryer & Bovee (2016)، من أن ما يزيد سهولة استخدام التعليم عن بُعد أن الطلبة ممارسون للحياة الإلكترونية التي فرضتها طبيعة العصر الحالي، ويجدون المتعة في التفنن في استخدامها والإبداع في تطوير المهارات لديهم؛ بمعنى أن استخدام التكنولوجيا والإلكترونيات بات سمة من سمات الممارسات الشبابية في الزمن الحالي، تعاطيًا مع الواقع التكنولوجي الذي توغَّل في مجالات شتى، سواءً في المجال الترفيهي أو المجال التعليمي التثقيفي ...

إجراءاتُ الدراسة ومنهجها

منهج الدراسة

اتَّبع الباحثون في هذه الدراسة المنهج المسحي الوصفي؛ كونه المنهج الأنسب لأهداف البحث وطبيعته، من خلال استخدام الأدوات المناسبة لاستكشاف المعلومات وجمعها، والوصول إلى استنتاجات حول موضوع الدراسة تسهم في فهمها أو تعميم نتائجها على الظواهر المماثلة (Walliman, 2011).

حدودُ الدراسة

تقتصر حدود هذه الدراسة على الطلاب والطالبات في كلية التربية الأساسية التابعة للهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب بدولة الكويت. أُجريت هذه الدراسة في الفترة التي أعلنت فيها وزارة التربية عن اعتماد التعليم عن بُعد؛ أي من شهر يوليو إلى بداية استئناف الدراسة في أغسطس من العام الدراسي 2019/2020.

مجتمعُ الدراسة وعينتها

تضمَّن مجتمع الدراسة جميع الطلبة والطالبات في كلية التربية الأساسية بالهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب، حسب الإحصائية الرسمية للكلية للعام الدراسي 2019/2020، وقد بلغ عددهم (19826) طالبًا وطالبة. وتكونت عينة الدراسة من (881) طالبًا وطالبة من طلبة كلية التربية الأساسية خلال العام الدراسي 2019/2020، وضمَّت مستوياتٍ مختلفةً من حيث الجنس والسنة الدراسية والتخصص. ويوضح الجدول التالي توزيع أفراد عينة الدراسة حسب المتغيرات الديموغرافية.

جدول (1): توزيع أفراد عينة الدراسة حسب المتغيرات الديموغرافية

المتغير

العدد

النسبة المئوية

الجنس

ذكر

155

17.6

أنثى

726

82.4

السنة الدراسية

السنة الأولى

206

23.4

السنة الثانية

252

28.6

السنة الثالثة

226

25.7

السنة الرابعة

197

22.4

التخصص

الدراسات الإسلامية

54

6.1

التربية الفنية

87

9.9

التربية الموسيقية

68

7.7

اللغة العربية

89

10.1

التربية الخاصة بجميع فروعها

75

8.5

رياض أطفال

4

0.5

العلوم

99

11.2

تصميم داخلي

35

4.0

علوم المكتبات

61

6.9

الرياضيات

61

6.9

تكنولوجيا التعليم

29

3.3

اللغة الإنجليزية

70

7.9

اللغة الفرنسية

2

0.2

الحاسوب

15

1.7

التربية البدنية

132

15.0

مجموع العينة

881

-

أداةُ الدراسة

أعد الباحثون استبانة لاستخدامها في الدراسة الحالية؛ بغرض التعرف على إمكانيات طلبة كلية التربية الأساسية واتجاهاتهم نحو تطبيق التعليم عن بُعد في ظل جائحة كورونا. ولإعداد هذه الاستبانة اتخذ الباحثون الخطوات التالية:

1.    مراجعةُ البحوث والأدبيات المتعلقة بالموضوع المرادِ دراستُه، مثل دراستَي المطيري (2020) والمقدادي (2020).

2.    إعدادُ استبانة بتدرج ليكرت الخماسي من (أوافق بشدة إلى لا أوافق بشدة)، مكونة من محورين في المجالات التالية:

‌أ.      اتجاهات الطلبة نحو التعليم عن بُعد، وتكوَّن هذا المحور من (25) عبارة.

‌ب.  إمكانيات الطلبة نحو التعليم عن بُعد، وتكوَّن هذا المحور من (15) عبارة.

صدقُ الاستبانة

تُحُقِّق من صدق الاستبانة باستخدام كلٍّ من:

أ- الصدق الظاهري (صدق المحكَّمين)

عُرضت الاستبانة على مجموعة من المحكمين المتخصصين في علوم التربية والقياس والتقويم من كلية التربية الأساسية؛ من أجل معرفة آرائهم حول انتماء الفقرات إلى مجالها، وملاءمتها لأهداف الدراسة، ومدى وضوح عباراتها، وسلامة صياغتها اللغوية، وقد عُدِّلت وفقًا لمقترحاتهم؛ فأُعيدت الصياغة اللغوية لبعض العبارات، وحُذفت ست عبارات من أصل (46)، لتتكون الاستبانة في صورتها النهائية من (40) عبارة لجميع المحاور، ويعدُّ اتفاق المحكمين بيانًا لصدق محتوى الاستبانة.

ب- صدقُ الاتساق الداخلي

تأكَّد صدقُ الاتساق الداخلي للاستبانة عن طريق حساب معاملات الارتباط بين محاور الاستبانة التي حُصل عليها من الدراسة الاستطلاعية؛ فقد طُبِّقت على (60) طالبًا وطالبة من طلبة كلية التربية الأساسية، وقد استخدم الباحثون الرزمة الإحصائية SPSS لحساب معاملات الارتباط، ورصدت النتائج في الجدول التالي.

جدول (2): معاملات الارتباط بين محاور الاستبانة

المحور

اتجاهات طلبة كلية التربية الأساسية نحو التعلم عن بعد

إمكانيات الطلبة نحو استخدام التعلم عن بعد

اتجاهات طلبة كلية التربية الأساسية نحو التعلُّم عن بعد

1

0.719**

** دال عند مستوى دلالة (0.01)

يتضح من الجدول السابق أن معاملاتِ الارتباط بين محاور الاستبانة مرتفعة ودالة إحصائيًا عند مستوى دلالة (0.01)، وهذا يدل على الاتساق الداخلي، ومن ثمَّ صدق البناء.

ثبات الاستبانة

حُسب معامل الارتباط عن طريق إيجاد معامل ثبات ألفا كرونباخ للاستبانة، من خلال الرزمة الإحصائية SPSS بعد تطبيقها على العينة الاستطلاعية، ويوضحها الجدول التالي.

جدول (3): معاملات الارتباط بين درجات العبارات لكل محور في الاستبانة

المحور

عدد البنود

قيمة ألفا كرونباخ

اتجاهات طلبة كلية التربية الأساسية نحو التعلُّم عن بُعد

25

0.93

إمكانيات الطلبة نحو استخدام التعلُّم عن بُعد

15

0.90

يتضح من الجدول السابق أن محاور الاستبانة تتسمُ بدرجة ارتباط مرتفعة، وأن معاملات الارتباط تراوحت بين (0.93- 0.90)، وعليه يمكن تعميم الاستبانة على عينة الدراسة الأساسية.

إجراءاتُ الدراسة

بعد التأكد من صدق أداة الدراسة وثباتها، واعتماد شكلها النهائي، قام الباحثون بالإجراءات التالية:

1.    توزيعِ الاستبانة إلكترونيًا على جميع أفراد مجتمع الدراسة حسب إحصائية الكلية للعام الدراسي 2020/2019، بعد صدور قرار اعتماد التعليم عن بُعد في كليات الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب ومناهجها، من خلال إرسال الاستبانة عبر البريد الإلكتروني الرسمي إلى جميع طلبة كلية التربية الأساسية المقيدين في ثلاث فترات متفرقة، بين شهر يوليو إلى أغسطس 2020، تدعوهم للمشاركة بالدراسة.

2.    جمعِ الاستبانات إلكترونيًا بعد إجابة أفراد الدراسة عنها، وقد بلغ عدد المكتملة منها (881).

  1. معالجة البيانات باستخدام البرنامج الإحصائي (SPSS)، مع إجراء التحليلات الإحصائية المناسبة واستخراج النتائج. 

المعالجةُ الإحصائية

أُدخلت البيانات بالحاسب الآلي من خلال الرزمة الإحصائية للعلوم الاجتماعية (SPSS)، وأجريت المعالجات الإحصائية التالية، وذلك للإجابة عن أسئلة الدراسة:


-      التكرارات Frequency

-      النسبة المئوية Percentage

-      المتوسط الحسابي Mean

-      الانحراف المعياري Standard Deviation

-      اختبار ت T-Test للمجموعات المستقلة

-      تحليل التباين أحادي الاتجاه One Way ANOVA

-      اختبار توكي Tukey HSD


نتائجُ الدراسة ومناقشتها

النتائجُ المتعلقة بالسؤال الأول

ما اتجاهاتُ طلبةِ كلية التربية الأساسية نحو استخدام التعليم عن بُعد في ظل جائحة كوفيد-19؟

للتعرف على اتجاهات طلبة كلية التربية الأساسية نحو استخدام التعليم عن بُعد في ظل جائحة كوفيد-19، حُسبت النسب المئوية والمتوسطات الحسابية والانحرافات المعيارية لاستجابات أفراد عينة الدراسة حول عبارات المحور الأول، التي تمركزت حول اتجاهات أفراد العينة نحو استخدام التعليم عن بُعد في ظل جائحة كورونا. وتضمن هذا المحور (25) عبارة تباينت استجاباتُ أفراد عينة الدراسة حولها.

عمَّا يتعلق بدرجة الاتجاهات نحو التعليم عن بُعد، فقد أظهرت نتائج الدراسة أن أفراد العينة أبدوا اتجاهات ذات مستوى متوسط نحو تجربة التعليم عن بُعد خلال فترة جائحة كورونا، وبمتوسط حسابي قيمته 3.14. وتشير هذه النتيجة إلى عدم وجود قبول لدى طلبة كلية التربية الأساسية للتعليم عن بُعد أو رفض له. وتتفق هذه النتيجة مع نتيجة دراسة المطيري (2021)، في حين لم تتوافق مع الدراسات التي أظهرت اتجاهات سواءً سلبية أم إيجابية، مثل دراسات Abakumova وآخرين (2020)، والشريف (2021)، وحرحش ويوسف (2021)، وبن سايح (2021)، والغامدي (2020)، وغالم وعياش (2020)، وKurniawat (2020)، وMale وآخرين (2020)، والغامدي والرويلي (2020)، وصافي وغربي (2020)، ومقدادي (2020). ولمناقشة أسباب هذا الاتجاه المتوسط نحو التعليم عن بُعد ومبرراته، سوف نعرض أولًا بعضَ النتائج المتعلقة بإجابات عينة الدراسة.

أما عمَّا يتعلق بالاتجاهات الإيجابية نحو القضايا المطروحة في أداة الدراسة، فقد جاءت العبارة رقم (10)، وهي: "تطبيق التعليم عن بُعد يحافظ على التباعد الاجتماعي في ظل جائحة كوفيد-19"، في الترتيب الأول بمتوسط حسابي بلغ (4.39). ويمكن تفسير هذه النتيجة بأن أفراد العينة يرون أن التعليم عن بُعد هو خير وسيلة لتطبيق التباعد الاجتماعي، بصفته متطلَّبًا لتطبيق الاشتراطات الصحية في ظل انتشار الجائحة. لذا أصبح تطبيق التعليم عن بُعد مطلبًا ضروريًّا في التعليم الجامعي؛ لمواكبة التطورات في مجال المعلومات والاتصالات من جهة، وحماية الطلبة والتصدي لفيروس كوفيد-19 من جهة أخرى. وتتفق هذه النتيجة مع نتيجة دراسة يوسف (2020)، التي دلت على أن الطلبة أظهروا اتجاهات إيجابية نحو التعليم عن بُعد، وكانت أزمة كوفيد-19 أحد الأسباب التي جعلت الطلبة يفضلون التعليم عن بُعد على التعليم التقليدي، تطبيقًا لما تقتضيه إجراءات التباعد الاجتماعي.

في الترتيب الثاني جاءت العبارة رقم (19)، ونصُّها: "للمتعلم دور كبير في تحمل مسؤولية تعلمه في تطبيق التعليم عن بُعد"، بمتوسط حسابي قدرُه (4.04). وتدل هذه النتيجة على وعي الطلبة بأن التعليم عن بُعد يتطلب توفُّر بعض الشروط، ومنها أن يكون للمتعلم دور في تحمل مسئولية تعلمه، والاستخدام الآمن للتقنيات، ومراعاة الجوانب الأخلاقية والقانونية في الوصول إلى المعلومات واستخدامها. وتتوافق هذه النتيجة مع نتيجة دراسة بن سايح (2020)، التي أشارت نتائجها إلى أن الطلبة الذي تلقوا تعليمًا ذاتيًا معتمدين على أنفسهم في استخدام الوسائل الإلكترونية أبدوا اتجاهات إيجابية نحو هذا النوع من التعليم.

وفي الترتيب الثالث جاءت العبارة رقم (17)، وهي: "استخدام الحاسوب والوسائط المتعددة يحسن من عملية التعليم الذاتي لدى الطالب"، بمتوسط حسابي (3.86). تشير هذه النتيجة إلى احتمالية أن استخدام الطلبة للحاسوب والوسائل الإلكترونية في التعليم عن بُعد قد أدَّى دورًا هامًا في تعليمهم الذاتي. ويتفق يوسف (2020) مع هذه النتيجة، من خلال دراسته التي توصل فيها إلى أن التحصيل العلمي للطلبة الذي تلقوا التعليم عن بُعد خلال فترة جائحة كورونا قد ارتفع نسبيًا. كما أن مقدادي (2020) توصل في دراسته إلى أن التعليم عن بُعد كان له تأثير كبير في إثراء المعرفة لدى الطلبة، من خلال سهولة الوصول إلى المعلومة، وأنه طريقة توفر الوقت والجهد وفي عملية التعلم.

وجاء في الترتيب الرابع العبارة رقم (2)، ونصُّها: "يُسهل التعليم عن بُعد من عملية التعليم في ظل جائحة كوفيد-19"، بمتوسط حسابي بلغ (3.85). تشير هذه النتيجة إلى أن أفراد العينة يرون أن التعليم عن بُعد قد سهل عملية التعليم في ظل انتشار جائحة كورونا؛ إذ لا يتقيد هذا النوع من التعليم بأي مكان أو زمان. ويتفق الشريف (2020) مع هذه النتيجة في دراسته، التي توصل من خلالها إلى أن طلبة الجامعة يرون أن استخدام المنصات الرقمية في التدريس يساعد الطلبة على التعلم في أي وقت وأي مكان، وأن ذلك كان ذلك من ضمن أسباب اتجاهاتهم الإيجابية نحو استخدام تلك المنصات الرقمية في التعليم.

وجاء في الترتيب الخامس العبارة رقم (1)، التي نصُّها: "يجب تفعيل التعليم عن بُعد في ظل جائحة كوفيد-19"، بمتوسط حسابي قدرُه (3.85). تشير هذه النتيجة إلى أن الطلبة يؤمنون بأهمية تطبيق التعليم عن بُعد في ظل انتشار فيروس كوفيد-19، وأن هناك ضرورة ملحة لتطبيق هذه الوسيلة البديلة؛ لاستكمال الدراسة وتعويض الوقت المهدر بسبب هذه الجائحة. وقد تبرَّر هذه النتيجةُ كذلك برغبة الطلبة للقيام بشيء مفيد لشغل الوقت، خصوصًا في الفترة التي خضع فيها العالم أجمع، ومن ضمنه دولة الكويت، لإغلاق تام، فتعطَّل العمل في الدوائر الحكومية، واضطر الناس إلى المكوث في المنازل؛ مما سبب معاناة الجميع من وقت فراغ طويل. وربما هذا الفراغ الذي مر به الطلبة قد ولد لديهم رغبة شديدة لقضاء الوقت في الدراسة واستغلال الوسائل الإلكترونية في ذلك خلال فترة الجائحة.

بناءً على ما سبق، يبرر الباحثون المستوى المتوسط للاتجاه نحو التعليم عن بُعد على الدرجة الكلية، الذي حُسب في أداة الدراسة، بأنه رغم وجود حاجة إلى استمرار الدراسة بأي وسيلة بديلة عن التعليم التقليدي، الذي تعذَّر تطبيقه في تلك الفترة، فإن وجود بعض العوائق أو القضايا قد أسهم في عدم رضا الطلبة بدرجةٍ كافية. فتجربة التعليم عن بُعد كانت جديدة وتحتاج إلى فترة من التدريب والتعرف على متطلَّباتها المختلفة، مثل كيفية التعامل مع التكنولوجيا في الدراسة، والمشاركة الجماعية في الدروس، بالإضافة إلى كيفية التواصل إلكترونيًا مع الأساتذة أو إدارة الكلية مثل مكتب التسجيل وعمادة شئون الطلبة لبحث مشكلات الطلبة، سواءً الشخصية منها أو الأكاديمية. بوجه عام، افتقد الطلبة التفاعل المباشر مع معلميهم والحصول منهم على تغذية راجعة باستمرار، وهذا الأمر قد يكون سببًا في عدم انحياز الطلبة نحو التعليم عن بُعد في الدراسة الحالية، خاصةً أن الطلبة لم يبدوا اتجاهات سلبية أو إيجابية في هاتين العبارتين: "التعليم عن بُعد يفتقر إلى الحضور الإنساني وتنمية العلاقات الإنسانية"، و"استخدام وسائل التعليم الاعتيادية وطرقه في الدراسة أفضل من التعليم عن بُعد". وقد أكد Abakumova وآخرون (2020) أن تجربة التعليم عن بُعد في فترة كورونا قد أضعفت عملية التواصل بين المعلم والطلبة، مما عزز الاتجاهات سلبية لديهم نحو عملية التعليم عن بُعد.

أيضًا كانت تجربة أداء الاختبارات إلكترونيًا جديدة نسبيًا للطلبة ومختلفة تمامًا عما اعتادوا عليه سابقًا، خصوصًا مع وجود احتمالية افتقار بعض الطلبة إلى مهارات استخدام الحاسوب والتعامل مع الشاشات. وقد تبرَّر الاتجاهات المتوسطة كذلك بالتأرجح والصراع الداخلي ما بين الرغبة في الرجوع الكامل والمباشر إلى مقاعد الدراسة في الكلية كما السابق، وبين الرغبة في استخدام التكنولوجيا في الدراسة، وهو ما كان متمكِّنًا من نفوس البعض؛ لذلك لم يُظهر الطلبة بوجهٍ عام قبولًا أو رفضًا لتجربتهم في التعليم عن بُعد، مما شكل اتجاهات ذات مستوى متوسط.

النتائج المتعلقة بالسؤال الثاني

ما إمكانياتُ طلبة كلية التربية الأساسية في استخدام التعليم عن بُعد في ظل جائحة كوفيد-19 من وجهة نظرهم؟

للتعرف على إمكانيات طلبة كلية التربية الأساسية في استخدام التعليم عن بُعد في ظل جائحة كوفيد-19 من وجهة نظرهم، حُسبت النسب المئوية والمتوسطات الحسابية والانحرافات المعيارية لاستجابات أفراد عينة الدراسة حول عبارات المحور الثاني، التي تمركزت حول إمكانيات أفراد العينة في استخدام التعليم عن بُعد في ظل جائحة كوفيد-19. وقد أظهرت النتائج أن إمكانيات أفراد عينة الدراسة نحو استخدام التعليم عن بُعد في ظل جائحة كورونا جاءت بدرجة متوسطة، وبمتوسط حسابي قيمته 3.20، وانحراف معياري قيمته 0.825. وقد أظهرت النتائج بعض القضايا التي تتعلق بأعلى الإمكانيات التي يملكها الطلبة بخصوص ممارسة تجربة التعليم عن بُعد، والمدرجة في أداة الدراسة وبحسب المتوسطات الحسابية، على النحو التالي:

جاءت العبارة رقم (33)، وهي: "يتوفر لديَّ بريد إلكتروني"، في الترتيب الأول بمتوسط حسابي بلغ (4.40). تشير هذه النتيجة إلى أن معظم أفراد عينة الدراسة لديهم بريد إلكتروني، مما يساعد في إرسال المعلومات واستقبالها ما بين الطلبة وبعضهم، وما بين الطلبة وأعضاء هيئة التدريس وكذلك إدارة الكلية. وهذا الأمر يعدُّ طبيعيًا إلى درجة ما؛ لأن إدارة الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب توفر لجميع الطلبة البريد الإلكتروني، الذي من خلاله يسجَّل الدخول في المنصة المستخدمة في الدراسة.

وجاء في الترتيب الثاني العبارة رقم (27)، ونصُّها: "لدي المهارة في استخدام الشبكة المعلوماتية=الإنترنت"، بمتوسط حسابي قدرُه (3.68). وتشير هذه النتيجة إلى أن عددًا من أفراد عينة الدراسة لديهم المهارة في استخدام الإنترنت، وهو أحد المتطلبات الضرورية لتطبيق التعليم عن بُعد. وبطبيعة الحال، فإن من متطلبات التعليم عن بُعد الأساسية قدرةَ التلاميذ ومهارتهم على استخدام شبكة الإنترنت. وبهذا الخصوص توصل حرحش ويوسف (2021) في دراستهم إلى وجود علاقة طردية بين إمكانيات الطلبة ومهاراتهم في استخدام شبكة الإنترنت والبرامج الإلكترونية، وبين اتجاهاتهم نحو التعليم الإلكتروني.

أما في الترتيب الثالث فقد جاءت العبارة رقم (39)، التي نصُّها: "يتوفر لدى اتصال بشبكة إنترنت متطورة لاستخدام التعليم عن بُعد" بمتوسط حسابي بلغ (3.50). تشير هذه النتيجة إلى أن معظم أفراد عينة الدراسة لديهم اتصال بشبكة الإنترنت؛ أي يمكنهم استخدام التعليم عن بُعد مما يسهل عليهم ممارسته بسلاسة ويسر. وقد توصل صافي وغربي (2020) في دراستهم إلى أنه من المشاكل التي تؤثر في الطلبة في ممارستهم للتعليم عن بُعد: عدمُ توفُّر الإنترنت بسبب ضعف في الشبكات أو الانقطاع المستمر. كما ذكر Ag-Ahmad (2020) أن مشكلة ضعف الاتصال بالإنترنت تعدُّ إحدى المشاكل المؤثرة في ممارسة التعليم عن بُعد، بالإضافة إلى عوامل التشتيت المختلفة داخل المنزل.

 أما في الترتيب الرابع فقد جاءت العبارة رقم (31)، وهي: "تتوفر لديَّ أجهزة حاسوب في المنزل"، بمتوسط حسابي قيمته (3.49). تشير هذه النتيجة إلى أن معظم أفراد عينة الدراسة لديهم حاسوب في المنزل؛ أي يمكنهم استخدام التعليم عن بُعد. يعدُّ امتلاك جهاز الحاسوب من الأمور الأساسية لممارسة التعليم عن بُعد؛ فقد أثبتت بعض الدراسات، ومنها دراسة صافي وغربي (2020)، أن من الصعوبات التي يواجهها الطلبة في التعليم عن بُعد: عدمَ امتلاكهم لأجهزة الحاسوب نتيجة للظروف الاقتصادية السيئة لبعض الطلبة، مما يؤثر في جاهزيتهم لخوض غمار التعليم عن بُعد.

من الملاحظ عند استعراض النتائج المتعلقة بإمكانيات الطلبة نحو استخدام التعليم عن بُعد، التي ظهرت بدرجة متوسطة، أن القضية لا تتعلق بالطلبة أنفسهم، وإنما تتعلق بعوامل خارجية كالبرامج التدريبية ذاتها. فالطلبة يمتلكون بعض التجهيزات الرئيسة كأجهزة الحاسوب وشبكة الإنترنت، بالإضافة إلى الإمكانيات المادية والمعرفية كما هو موضح في العبارات المذكورة آنفًا، ولكن - وبحسب النتائج فقد طرح الطلبة قضايا تتعلق بصعوبة التعليم عن بُعد وحاجتهم إلى التدريب، وهو ما ظهر في العبارات التالية: "أحتاج إلى دورات في التعلم عن بُعد"، و"أشعر أن استخدام التعلم عن بُعد معقد بعض الشيء"، و"أحتاج إلى دورات في مجال استخدام البث المباشر". ويجدر بالذكر أن التدريب على استخدام منصة (Teams)، الذي خضع له طلبة كلية التربية الأساسية وطالباتها، كان وبحكم ظروف الجائحة إلكترونيًا، مما صعب على بعض الطلبة التعاطي مع البرنامج التدريبي بصفتِه تجربة إلكترونية جديدة في التدريس، خاصةً لمن يفضل التدريب وجهًا لوجه. وقد أكدت دراسة Abakumova وآخرين (2020) أن من أسباب عدم رضا الطلبة عن التعليم عن بُعد: عدم جاهزية الطلبة لتلقي هذا النوع من التعليم.

النتائج المتعلقة بالسؤال الثالث

هل توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات أفراد عينة الدراسة حول اتجاهاتهم لاستخدام التعليم عن بُعد، تعزى إلى متغيرات الجنس، والسنة الدراسية، والتخصص؟

للتعرف على الفروق بين متوسطات أفراد عينة الدراسة حول اتجاهاتهم لاستخدام التعليم عن بُعد وفقًا لمتغيرات (الجنس، والسنة الدراسية، والتخصص)، استُخدم اختبار ت (t-Test) وتحليل التباين أحادي الاتجاه (ANOVA) واختبار توكي، ويمكن توضيح ذلك على نحوِ ما يأتي:

1.    الفروق وفقًا لمتغير الجنس:

للكشف عن الفروق وفقًا لمتغير الجنس، استُخدم اختبار ت (t-Test)، ويوضح ذلك الجدولُ التالي:

جدول (4): نتائج اختبار ت (t-Test) للكشف عن الفروق بين متوسطات أفراد عينة الدراسة حول اتجاهاتهم لاستخدام التعليم عن بُعد وفقًا لمتغير الجنس

الجنس

ن

المتوسط

الانحراف المعياري

قيمة ت

درجات الحرية

الدلالة

ذكر

155

3.20

0.755

1.278

879

0.20

أنثى

726

3.12

0.715

يتضح من الجدول السابق عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات أفراد عينة الدراسة حول اتجاهاتهم لاستخدام التعليم عن بُعد تعزى إلى متغير الجنس؛ إذ بلغت قيمة "ت" المحسوبة (1.278)، ومستوى دلالتها أكبر من (0.05).

وتتفق هذه النتيجة مع نتيجة دراسات كل من بن سايح (2021)، والمطيري (2021)، وحرحش ويوسف (2021)، في حين أنها تختلف مع نتيجة دراسات كل من الشريف (2020)، والغامدي (2020)، ومقدادي (2020).

وتبدو هذه النتيجة منطقية؛ نظرًا للاتجاهات المتوسطة لأفراد العينة نحو نظام التعليم عن بُعد، التي وُضِّحت في الإجابة عن السؤال الأول للدراسة. فالمتوسطات لدى كلٍّ من الذكور والإناث، الذين يشكلون في مجملهم جميع أفراد عينة الدراسة، جاءت بدرجة متوسطة مما يؤكد نتيجة السؤال الأول ويتماشى معها. ويبرر الباحثون عدم الاختلاف في الاتجاهات نحو التعليم عن بُعد بأن وزارة التربية قدمت الخدمات التدريبية والتدريسية للبنين والبنات بنفس المستوى ونفس المدة الزمنية. فلم يكن هناك تفضيل لجنس معين على الآخر من ناحية مستوى الخدمة، وكذلك بالحصول على التكنولوجيا اللازمة لتلقي التعليم عن بُعد من حواسيب وإنترنت متساوية الفرص بالنسبة إلى الطلبة الذكور والإناث؛ ومن ثمَّ فلم يؤثر مدى توفر تلك الوسائل في اتجاهات أحد الجنسين، مما يبرر توافقهما في الاتجاهات.

2.    الفروق وفقًا لمتغير السنة الدراسية:

للكشف عن الفروق وفقًا لمتغير السنة الدراسية، استُخدم تحليل التباين (ANOVA)، على نحوِ ما يوضحه الجدول التالي:

جدول (5): نتائج تحليل التباين (ANOVA) للكشف عن الفروق بين متوسطات أفراد عينة الدراسة حول اتجاهاتهم لاستخدام التعليم عن بُعد وفقًا لمتغير السنة الدراسية

السنة الدراسية

ن

المتوسط

الانحراف المعياري

مصدر التباين

مجموع المربعات

درجات الحرية

متوسط المربعات

قيمة ف

الدلالة

السنة الأولى

206

3.19

0.710

بين المجموعات

داخل المجموعات

المجموع

1.008

458.029

459.037

3

877

880

0.34

0.52

0.643

0.59

السنة الثانية

252

3.14

0.606

السنة الثالثة

226

3.11

0.749

السنة الرابعة

197

3.11

0.834

مجموع

881

3.14

0.722

يتضح من الجدول السابق عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات أفراد عينة الدراسة حول اتجاهاتهم لاستخدام التعليم عن بُعد تعزى إلى متغير السنة الدراسية؛ فقد بلغت قيمة "ف" المحسوبة (0.643)، ومستوى دلالتها أكبر من (0.05). وهذه النتيجة تختلف مع نتيجة دراسة بن سايح (2021)، الذي أثبت فيها وجود فروق بين اتجاهات الطلبة نحو استخدام الإنترنت في الدراسة خلال فترة جائحة كورونا، تعزى إلى متغير الجنس.

ويبرر الباحثون هذه النتيجة بعدم الاختلاف بين الطلبة في مختلف سنوات الدراسة فيما تلقوه من برامج تدريبية على كيفية استخدام برنامج تيمز (TEAMS)، الذي اعتمدته كلية التربية الأساسية ليكون منصة أساسية في تدريس الطلبة. فمحتوى برامج التدريب كان موحدًا ولا يوجد تفضيل بين الطلبة مهما كانت السنة الدراسية التي ينتمون إليها. كما يمكن تبرير تلك النتيجة بأن الطلبة جميعًا لديهم نفس الشغف والرغبة في استكمال دراستهم الجامعية؛ فالطلبة المستجدون يرغبون في خوض تجربة الدراسة الجامعية، والطلبة في المراحل الأخيرة لديهم رغبة في التخرج وخوض الحياة الوظيفية، والطلبة في المنتصف يرغبون في استكمال الدراسة وعدم التأخر...؛ لذلك لم نجد فروقًا في اتجاهات الطلبة نحو التعليم عن بُعد. كذلك يبرر الباحثون عدم وجود فروق بين أفراد العينة تعزى إلى متغير السنة الدراسية بأن الصعوبات التي يواجهها الطلبة (إن وجدت) في استخدام المنصات الإلكترونية في التدريس لا تؤثر في الطالب حسب مرحلته الدراسية. فلا يوجد صعوبة تتعلق بمرحلة ما دون أخرى، خصوصًا فيما يتعلق باستخدام التكنولوجيا والوسائل الإلكترونية في الدراسة وتأدية الاختبارات. وبوجهٍ عام، يرى الباحثون مرة أخرى منطقية هذه النتيجة، خصوصًا حينما أظهرت نتيجة اتجاهات أفراد العينة ككل اتجاهات متوسطة نحو التعليم عن بُعد (متوسط حسابي 3.14)، وأظهرت كذلك أن كل مرحلة كان لديها اتجاه بدرجة متوسطة نحو التعليم عن بُعد، على نحوِ ما هو موضوح في الجدول أعلاه.

3.    الفروق وفقًا لمتغير التخصص

للكشف عن الفروق وفقًا لمتغير التخصص، استُخدم تحليل التباين (ANOVA)، ويوضحه الجدول التالي:

جدول (6): نتائج تحليل التباين (ANOVA) للكشف عن الفروق بين متوسطات أفراد عينة الدراسة حول اتجاهاتهم لاستخدام التعليم عن بُعد وفقًا لمتغير التخصص

التخصص

ن

المتوسط

الانحراف المعياري

مصدر التباين

مجموع المربعات

درجات الحرية

متوسط المربعات

قيمة ف

الدلالة

الدراسات الإسلامية

54

3.27

0.693

بين المجموعات

داخل المجموعات

المجموع

 

9.137

449.900

459.037

14

866

880

0.65

0.52

1.256

0.23

التربية الفنية

87

3.07

0.622

التربية الموسيقية

68

3.10

0.763

اللغة العربية

89

3.19

0.688

التربية الخاصة

75

3.12

0.746

رياض أطفال

4

3.23

0.291

العلوم

99

3.12

0.741

تصميم داخلي

35

3.25

0.653

علوم المكتبات

61

3.20

0.814

الرياضيات

61

3.26

0.725

تكنولوجيا التعليم

29

3.17

0.687

اللغة الإنجليزية

70

3.02

0.621

اللغة الفرنسية

2

2.76

0.113

الحاسوب

15

3.57

0.904

التربية البدنية

132

3.03

0.772

المجموع

881

3.14

0.722

يبين جدول (6) عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات أفراد عينة الدراسة حول اتجاهاتهم لاستخدام التعليم عن بُعد تعزى إلى متغير التخصص؛ إذ بلغت قيمة "ف" المحسوبة (1.256)، ومستوى دلالتها أكبر من (0.05). وتدل هذه النتيجة على أن متغير التخصص الذي ينتمي إليه أفراد العينة لم يؤثر في اتجاهات الطلبة فيما يتعلق باتجاهاتهم نحو التعليم عن بُعد. وكحال الدرجة الكلية، فقد جاءت المتوسطات لجميع فئات التخصصات بدرجة متوسطة، مما يتوافق مع نتيجة الدرجة الكلية لاتجاهات أفراد العينة، التي ظهرت في نفس نطاق الدرجة المتوسطة. وتتفق هذه النتيجة مع نتيجة دراسة بن سايح (2021)، في حين اختلفت مع نتيجة دراسات كل من المطيري (2021)، وحرحش ويوسف (2021)، والغامدي (2020).

ويفسر الباحثون هذه النتيجة بأن جميع الطلبة وفي مختلف التخصصات يتشاركون نفس الآراء فيما يتعلق بسلبيات التعليم عن بُعد وإيجابياته، خصوصًا في القضايا المطروحة في أداة الدراسة؛ نظرًا لتشابه فرص التدريب عليه وتطبيقه في العملية التعليمية. فقد سهَّلت إدارة كلية التربية الأساسية عمليةَ تدريس الطلبة وتقييمهم بطرق مناسبة مهما كان التخصص. فالتخصصات العملية والتخصصات النظرية كان التعامل معها حسب المتطلبات التدريسية لكل منها، ولم يفضَّل تخصص على الآخر؛ ومن ثَمَّ فإن ملاحظات الطلبة وتقييماتهم لتجاربهم تكون متشابهة نسبيًا، مما يفسر عدم وجود فروق في اتجاهاتهم نحو التعليم عن بُعد.

التوصيات

شكلت جائحة كورونا بعض التحديات الفريدة أمام القطاع التعليمي وخاصة في دولة الكويت، مما تطلب من جميع الأطراف المعنية القيام بمهام غير اعتيادية قد تكون مرهقة من نواحٍ مختلفة. من المتوقع عند انتهاء الجائحة أن يَظهر القطاع التعليمي بمستوى يفوق التصورات بارتقائه بالمستوى التكنولوجي بفترة قصيرة، من خلال إعداد بنية تحتية رقمية جيدة التصميم والتخطيط، وهذا ما كان يطمح إليه منذ سنوات عدة. كما أن هذه الجائحة قد تساعد في إبراز نقاط القوة وتحديد نقاط الضعف للاستعداد على نحوٍ أفضل للاحتياجات المستقبلية.

إن هذا النوع من الكوارث قد يخلق اضطرابات لحياة الكثير من الطلاب وأعضاء هيئة التدريس؛ لذلك كان من الواجب أن يخصَّصَ فريق تأهيل متمرس على جميع المستويات لمواجهة مثل هذا النوع من التحديات. بالإضافة إلى ذلك، تعدُّ المرونة من العوامل المطلوبة في عملية تطبيق أي نظام جديد حتى الوصول إلى مرحلة الاستقرار لجميع الأطراف المعنية في العملية التعليمية. ويوصي الباحثون بما يلي:

-      توفيرِ البنية التحتية اللازمة لاستخدام التعليم عن بُعد في التعليم الجامعي، مع الحرص على تذليل جميع المعوقات للطلبة، وخاصة ذوي الدخل المحدود.

-      تنظيمِ دورات تدريبية للطلبة في كلية التربية الأساسية حول استخدام التعليم عن بُعد وبصورة مستمرة ومنتظمة.

-      توفيرِ المقررات الدراسية في مؤسسات التعليم الجامعي في صورة إلكترونية، بما يناسب تطبيق نظام التعليم عن بُعد.

-      تخصيصِ قطاع مسؤول عن وضع استراتيجيات التعليم ودعمه وتزويده بأحدث التقنيات المستخدمة لمواجهة الأزمات غير مسبوقة محليًا ودوليًا.

المراجع

الإتربي، شريف. (2019). التعليم بالتخيل: استراتيجية التعليم الإلكتروني وأدوات التعلم. العربي للنشر والتوزيع، القاهرة، مصر.

السالمي، جمال. (2020). التعليم الإلكتروني في دراسات المعلومات: تقييم تجربة قسم دراسات المعلومات بجامعة السلطان قابوس. مجلة دراسات المعلومات والتكنولوجيا، 2(9)، 102-132.

السيد، محمود وعمار، سالم وحسن، علي. (2021). معجم مصطلحات العلوم التربوية والنفسية. مطبوعات مجمع اللغة العربية، دمشق، سوريا.

الشريف، باسم. (2020). واقع اتجاهات طلبة الجامعة نحو توظيف المنصات الرقمية في التعليم الجامعي بالمملكة العربية السعودية (جامعة طيبة أنموذجًا). مجلة جامعة طيبة: للآداب والعلوم الإنسانية، (2)، 352-406.

الغامدي، عادل. (2020). اتجاهات الطلبة وأعضاء هيئة التدريس بالمعهد العالي للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر نحو تدريس مقررات العلوم الشرعية باستخدام نظام إدارة التعليم الإلكتروني بلاك بورد Blackboard. مجلة كلية التربية: جامعة المنصورة، (111)، 451-503.

الغامدي، سعيد والرويلي، سلطان. (2020). واقع تجربة استخدام التعلم الرقمي في تدريس العلوم والرياضيات من وجهة نظر المعلمين. مجلة دراسات في العلوم الإنسانية والاجتماعية، 3(27)، 14-39.

المطيري، بدر. (2021). فاعلية التعليم الإلكتروني في ظل انتشار جائحة کورونا من وجهة نظر طلبة المرحلة الثانوية في منطقة الفروانية بدولة الكويت. مجلة كلية التربية: أسيوط، 37(2)، 284-308.

"د. المضف: 19 يوليو الجاري انطلاق الدراسة التجريبية بالتطبيقي". (6 يوليو، 2020). موقع الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب. https://2u.pw/tmReptgE

بن سايح، سمير. (2021). اتجاهات الطلبة نحو التعليم الذاتي القائم على الإنترنت في ظل جائحة كوفید-19. المجلة العلمية لعلوم والتكنولوجيا للنشاطات البدنية والرياضية، 1(18)، 59-71.

حرحش، مها ويوسف، ماجدة. (2021). اتجاهات طالب كلية الزراعة نحو التعليم الإلكتروني في ظل انتشار جائحة كورونا: دراسة ميدانية بجامعة دمنهور 2020/2021. مجلة الإسكندرية للتبادل العلمي، 42(2)، 1153-1177.

صافي، لطيفة وغربي، رمزي. (2020). واقع استخدام التعليم الإلكتروني الافتراضي بالجامعة الجزائرية في ظل جائحة كورونا: دراسة ميدانية على عينة من طلبة كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بجامعة العربي التبسي. مجلة دراسات في العلوم الإنسانية والاجتماعية، 3(27)، 40-57. https://remahcenter.com/images/pdfs/mag7/v3n4.pdf

عبد المجيد، حذيفة والعاني، مزهر. (2015). التعليم الإلكتروني التفاعلي. مركز الكتاب الأكاديمي، عمَّان، الأردن. https://drive.google.com/file/d/12WX4KVZIsYb4TRC3WxXUQx0K7-7G2hgx/view

غالم، إلهام وعياش، سمير. (2020). معوقات التعليم الافتراضي خلال أزمة انتشار وباء كورونا المستجد في الجامعات العربية. مجلة دراسات في العلوم الإنسانية والاجتماعية، 3(27)، 239-258.

 كمتور الحسن، عصام وعشابي، هناء. (2017). واقع استخدام الفصول الافتراضية في برامج التعليم عن بعد من وجهة نظر أعضاء هيئة التدريس جامعة السودان المفتوحة. مجلة اتحاد الجامعات العربية للتربية وعلم النفس، 15(1)، 45 75. http://search.shamaa.org/PDF/Articles/SYAaujep/AaujepVol15No1Y2017/aaujep_2017-v15-n1_045-077.pdf

معاجم الوجيز. (2002). https://ijssp.com/single-blog.php?s=41

مقدادي، محمد. (2020). تصورات طلبة المرحلة الثانوية في المدارس الحكومية في الأردن لاستخدام التعليم عن بعد في ظل أزمة كورونا ومستجداتها. المجلة العربية للنشر العلمي، (19)، 95-114.

منظمة الصحة العالمية (2020، أكتوبر 12). مرض فيروس كورونا (كوفيد-19). https://www.who.int/ar/emergencies/diseases/novel-coronavirus-2019/question-and-answers-hub/q-a-detail/coronavirus-disease-covid-19

منظمة العمل الدولية. (2020). العمل عن بُعد خلال جائحة كوفيد-19 وما بعدها: دليل علمي، (ترجمة: بسام أبو الذهب). المعهد العربي للصحة والسلامة المهنية، دمشق، سوريا. https://www.ilo.org/wcmsp5/groups/public/---arabstates/---ro-beirut/documents/publication/wcms_777123.pdf

"وزير التربية الكويتي: انتهاء العام الدراسي (2019/2020) وترحيل المنهج المتبقي إلى 2020/2021". (16 يوليو، 2020). كونا - وكالة الأنباء الكويتية. https://www.kuna.net.kw/ArticleDetails.aspx?id=2909098&language=ar

يوسف، عثمان. (2020). اتجاهات الطلاب نحو التعليم الإلكتروني في ظل جائحة فيروس كورونا: دراسة تطبيقية على عينة من طلاب كلية الاتصال والإعلام بجامعة الملك عبد العزيز-جدة. مجلة الحكمة للدراسات الإعلامية والاتصالية، 8(2)، 34-66.

ثانيًا:

References:

Abakumova, I., Zvezdina, G., Grishina, A., Zvezdina, E., & Dyakova, E. (2020). University students' attitude to distance learning in situation of uncertainty. In E3S Web of conferences (Vol. 210, p. 18017). EDP Sciences.

Abdul Majeed, H. & Ani, M. (2015). Interactive e-learning (in Arabic). Academic Book Center, Amman, Jordan. Retrieved from https://drive.google.com/file/d/12WX4KVZIsYb4TRC3WxXUQx0K7-7G2hgx/view

Ag-Ahmad, N. (2020). Open and distance learning (odl): Preferences, issues and challenges amidst Covid-19 pandemic. Creative Practices in Language Learning and Teaching (CPLT)8(2), 1-14. Retrieved from https://ir.uitm.edu.my/id/eprint/50708/1/50708.pdf

Al-Etribi, S. (2019). Teaching by imagination: E-learning strategy and learning tools. (in Arabic). El Araby for Publishing and Distribution, Cairo.

Al-Ghamdi, A. (2020). Attitudes of students and faculty members at the Higher Institute for the Promotion of Virtue and Prevention of Vice towards teaching Sharia sciences courses using the Blackboard e-learning management system (in Arabic). Journal of the College of Education: Mansoura University. (111), 451–503.

Al-Ghamdi, S. & Al-Ruwaily, S. (2020). The reality of the use of digital learning in science and mathematics teaching from the teacher's viewpoint. (in Arabic). Journal DIRASSAT in Humanities and Social Sciences, (3)27, 14-39.

Alhouti, I. (2020). Education during the pandemic: The case of Kuwait. Journal of Professional Capital and Community, 5(3/4) pp. 213-225. https://doi.org/10.1108/JPCC-06-2020-0050

Ally, M. (2011). Foundations of educational theory for online learning. In T. Anderson & F. Elloumi (eds.), Theory and practice of online learning (2nd). Athabasca, Alberta, Canada: Athabasca University Press 3-32.

Al-Mutairi, B. (2021). The effectiveness of e-learning in light of the spread of the Corona pandemic from the point of view of high school students in the Farwaniya area in the State of Kuwait (in Arabic). College of Education Journal- Assiut University. 37(2), 284- 308.

Alsalmi, J. (2020). Electronic learning in information studies education: Evaluating the experience of the Information Studies Department at Sultan Qaboos University (in Arabic). Journal of Information Studies & Technology (JIS&T). 2(9), 102-132.

Alsayed. M., Ammar, S., & Hassan, A. (2021). Dictionary of educational and psychological sciences terms (in Arabic). Publications of the Arabic Language Academy, Damascus. Syria.

Al-Wajeez Dictionaries. (2002). Retrieved from https://ijssp.com/single-blog.php?s=41

Ben Sayeh, S. (2021). Students' attitudes towards Internet-based self-education in light of the COVID-19 pandemic (in Arabic). The Scientific Journal of Science and Technology for Physical and Sports Activities. 1(18), 59-71.

Bozkurt, A. & Sharma, R. C. (2020). Emergency remote teaching in a time of global crisis due to Corona Virus pandemic. Asian Journal of Distance Education, 15(1), i-vi. https://doi.org/10.5281/zenodo.3778083

"Dr. Al-Mudhaf: The start of the experimental study on July 19 this year" (in Arabic). (2020, July 6). The Public Authority for Applied Education and Training website. Retrieved from http://www.paaet.edu.kw/mysite/Default.aspx?tabid=36&mid=920&newsid920=16680&language=en-US

Flowers, L. O., White, E. N., Raynor, J. E., & Bhattacharya, S. (2012). African American students’ participation in online distance education in STEM Disciplines: Implications for HBCUs. SAGE Open.

Fryer, L. K. & Bovee, H. N. (2016). Supporting students' motivation for e-learning: Teachers matter on and offline. The Internet and Higher Education, 30, 21-29. https://doi.org/10.1016/j.iheduc.2016.03.003

Ghalem, I. & Ayache, S. (2020). Obstacles of E-learning during the emerging crisis of the Corona epidemic in Arab universities (in Arabic). Journal DIRASSAT in Humanities and Social Sciences, 27(3), 239-258.

Harhash, M. & Youssef, M. (2021). Attitudes of the Faculty of Agriculture student towards e-learning in light of the spread of the Corona pandemic: A field study at Damanhour University 2020/2021. (in Arabic). Alexandria Journal of Scientific Exchange. 42(2), 1153-1177.

Hodges, C., Moore, S., Lockee, B., Trust, T., & Bond, A. (2020). The difference between emergency remote teaching and online learning. Educause Review. Retrieved from https://er.educause.edu/articles/2020/3/the-difference-between-emergency-remote-teaching-and-online-learning

International Labour Organization. (2020). Remote work during the COVID-19 pandemic and beyond: A scientific guide (Translated by: Bassam Abu Al-Dhahab) (in Arabic). Arab Institute for Occupational Health and Safety, Damascus. Retrieved from https://www.ilo.org/wcmsp5/groups/public/---arabstates/---ro-beirut/documents/publication/wcms_777123.pdf

Kmtor, A., Essam & Herbabi, H. (2017). The reality of using virtual classrooms in distance education programs from the viewpoint of faculty members at Sudan Open University (in Arabic). Journal of the Association of Arab Universities for Education and Psychology. 15(1), 45 - 75. Retrieved from http://search.shamaa.org/PDF/Articles/SYAaujep/AaujepVol15No1Y2017/aaujep_2017-v15-n1_045-077.pdf

Kurniawati, T.A. (2020). Students’ perceptions on online learning during Covid-19 pandamic: A case study of Universitas Malikussaleh students. Advances in social science, Education and humanities research. (495), 46-50.

"Kuwaiti Minister of Education: The end of the academic year (2019/2020) and the remaining curriculum transferred to 2020/2021" (in Arabic). (2020, July 16) Kona. Retrieved from https://www.kuna.net.kw/ArticleDetails.aspx?id=2909098&language=en

Male, H., Murniarti, E., Simatupang, M., Siregar, J., Sihotangm H., & Gunawan, R. (2020). Attitude of undergraduate students towards online learning during COVID-19 pandemic. PalArch’s Journal of Archaeology of Egypt, 17(4), 1628-1637.

Miqdadi, M. (2020). Perceptions of high school students in government schools in jordan to use distance education in light of the corona crisis and its developments (in Arabic). Arab Journal for Scientific Publishing, 19(2).

Safi, L. (2020). The reality of using virtual electronic education at the Algerian University under the Corona pandemic: Field study on sample of students of the faculty of humanities and social sciences at Larbi Tebessi University (in Arabic). Journal DIRASSAT in Humanities and Social Sciences, (3)27, 40-57.

Sharif, B. (2020). The reality of university students’ attitudes towards employing digital platforms in university education in the Kingdom of Saudi Arabia - Taiba University as a model (in Arabic). Taibah University Journal of Arts and Humanities. (2), 352-406.

Unesdoc.Unesco.org. 2020. Managing High-Stakes Assessments and Exams During Crisis. Retrieved from https://unesdoc.unesco.org/ark:/48223/pf0000373387

Walliman, N. (2011). Research methods: The Basics. Routledge, London, UK.

World Health Organization (2020, October 12). Coronavirus disease (Covid-19) (in Arabic). Retrieved from https://www.who.int/en/emergencies/diseases/novel-coronavirus-2019/question-and-answers-hub/q-a-detail/coronavirus-disease-covid-19

Yousef, O. (2020). Students' attitudes towards e-learning in light of the Corona virus pandemic: An applied study on a sample of students at the College of Communication and Media at King Abdulaziz University – Jeddah (in Arabic). Al-Hikma Journal for Media and Communication Studies, 8(2), 34-66.

Yurdal, m. O., Sahin, e. M., Kosan, a. M. A., & Toraman, c. )2021). Development of medical school students’attitudes towards online learning scale and its relationship with e-learning styles. Turkish online journal of distance education22(3), 310-325. Retrieved from https://dergipark.org.tr/en/download/article-file/1857762

تاريخ الاستلام: 6/3/2022

تاريخ التحكيم:23/7/2022

تاريخ القبول: 27/7/2022