فاعليةُ برنامجِ التواصل عن طريق تبادُل الصُّور (PECS) في تنميةِ بعض مهاراتِ التواصل لطلَّاب اضطرابِ طيفِ التوحُّد بدولةِ قطر

عبد المنصف عبد المنعم حامد بدر

دكتوراه الفلسفة في التربية، جامعة العلوم الإسلامية الماليزية؛ أخصائي تربية خاصة، إدارة التربية الخاصة والتعليم الدامج، وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي، الدوحة-قطر

a.badr@edu.gov.qa

ملخص

نظرًا لما يعانيه أطفال اضطراب طيف التوحد من ضعف واضح في التواصل بصفة عامة، والتواصل اللفظي وغير اللفظي بصفة خاصة، وكذلك التواصل الاجتماعي، مما ينتج عنه ظهور بعض المشكلات السلوكية لدى هؤلاء الأطفال؛ فقد هدف البحثُ إلى مناقشة أثر استخدام نظام التواصل عن طريق تبادل الصور (PECS) في تحسُّن مهارات التواصل (اللفظي، وغير اللفظي، والاجتماعي) للأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد، واعتمد البحث على المنهج شبه التجريبي، وتمثلت أدوات الدراسة في برنامج نظام التواصل عن طريق تبادل الصور (PECS)، ومقياس مهارات التواصل لاضطراب طيف التوحد، مستخدمًا التحليل الإحصائي لتحليل البيانات باستخدام اختبار ويلكوكسون (Wilcoxon)، بصفتِه أحدَ الأساليب، وبلغ مجتمع البحث (184) من الأطفال التوحديين الملتحقين بمدارس الدمج ومدارس الهدايات لذوي الاحتياجات الخاصة بدولة قطر، مستخدمًا عينة عشوائية قوامها (14) طفلًا، واستُخدمت المجموعة الواحدة، فتقدمت المجموعة التجريبية للاختبار القبلي، وتمثلت الفترة التجريبية في تطبيق البرنامج على المجموعة التجريبية على مدى 40 جلسة تدريبية، وبعد تطبيق البرنامج تقدمت المجموعتان التجريبيتان للاختبار البعدي، وأظهرت نتائج البحث وجود فروق واضحة ودالة إحصائيًا عند مستوى دلالة (0.01) بين متوسطات درجات المجموعة التجريبية على مقياس مهارات التواصل لاضطراب طيف التوحد، وكانت هذه النتائج لصالح الاختبار البعدي؛ إذ أوضحت النتائج عدم وجود فروق واضحة ودالة عند مستوى دلالة (0.05) بين متوسط درجات المجموعة التجريبية على مقياس مهارات التواصل لاضطراب طيف التوحد في الاختبارين البعدي والتتبعي، وتؤكد النتائج أهمية تدريب الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد غير الناطقين على برنامج التواصل عن طريق تبادل الصور (PECS)، وذلك بهدف تحسين مهارات التواصل لديهم.

الكلمات المفتاحية: نظام التواصل عن طريق تبادل الصور، التواصل، اضطراب طيف التوحد، مدارس ذوي الاحتياجات الخاصة بدولة قطر

للاقتباس: بدر عبد المنصف عبد المنعم حامد. (2024). فاعليةُ برنامجِ التواصل عن طريق تبادُل الصُّور (PECS) في تنميةِ بعض مهاراتِ التواصل لطلَّاب اضطرابِ طيفِ التوحُّد بدولةِ قطر. مجلة العلوم التربوية، جامعة قطر، 24(1)، 43-64. https://doi.org/10.29117/jes.2024.0157

© 2024، بدر، الجهة المرخص لها: مجلة العلوم التربوية، دار نشر جامعة قطر. نُشرت هذه المقالة البحثية وفقًا لشروط Creative Commons Attribution-NonCommercial 4.0 International (CC BY-NC 4.0). تسمح هذه الرخصة بالاستخدام غير التجاري، وينبغي نسبة العمل إلى صاحبه، مع بيان أي تعديلات عليه. كما تتيح حرية نسخ، وتوزيع، ونقل العمل بأي شكل من الأشكال، أو بأية وسيلة، ومزجه وتحويله والبناء عليه، طالما يُنسب العمل الأصلي إلى المؤلف. https://creativecommons.org/licenses/by-nc/4.0


 

The effectiveness of the Picture Exchange Communication System (PECS) in developing some communication skills for students with Autism Spectrum Disorder in Qatar

Abdelmonsef Abdelmonem Hamed Badr

PhD of Philosophy in Education, Islamic Science University of Malaysia; Special Education specialist, Special Education and Inclusive Education, The Ministry of Education and Higher Education, Doha–Qatar

a.badr@edu.gov.qa

Abstract

Due to the clear weakness suffered by children with autism spectrum disorder in communication in general and verbal and non-verbal communication in particular, as well as social communication, which results in the emergence of some behavioral problems in these children, the research aimed to discuss the impact of using Picture Exchanging Communication System (PECS) on improving communication skills (verbal, non-verbal and social) for children with autism spectrum disorder, and the research relied on the semi-experimental approach, and the study tools were represented in Picture Exchanging Communication System (PECS) and the scale of communication skills for autism spectrum disorder, using statistical analysis to analyze data using the Wilcoxon test as one of the methods, and the research community reached (184) autistic children enrolled in integration schools and schools of guidance for people with special needs in the State of Qatar, using a random sample of (14) children, and one group was used, where the experimental group underwent the pre-test, and the experimental period was represented in the application of the program to the experimental group for 40 training sessions, and after the application of the program, the two experimental groups underwent the post-test, and the results of the research showed that there were clear and statistically significant differences at the level of significance (0.01) between the average scores of the experimental group on the scale of communication skills for autism spectrum disorder and these results were in favor of the post-test, as the results showed that there were no clear and significant differences at the level of significance (0.05) between the average scores of the experimental group on the scale of communication skills for autism spectrum disorder in post-test and tracking test, and the results confirmed the importance of training nonspeaking children with autism spectrum disorder (PECS) in order to improve their communication skills.

keywords: Picture Exchange Communication System (PECS); Communication; Autism spectrum disorder; Special needs schools in the State of Qatar

 

Cite this article as: Badr, A.H.B. (2024). The effectiveness of the Picture Exchange Communication System (PECS) in developing some communication skills for students with Autism Spectrum Disorder in Qatar. Journal of Educational Sciences, Qatar University, 24(1), pp. 43-64.   https://doi.org/10.29117/tis.2024.0157

© 2024, Badr, licensee, JES & QU Press. This article is published under the terms of the Creative Commons Attribution-NonCommercial 4.0 International (CC BY-NC 4.0), which permits non-commercial use of the material, appropriate credit, and indication if changes in the material were made. You can copy and redistribute the material in any medium or format as well as remix, transform, and build upon the material, provided the original work is properly cited. https://creativecommons.org/licenses/by-nc/4.0

 

 


 

مقدمة

ازدادت في الأعوام القليلة الماضية نِسبُ انتشار اضطراب طيف التوحد بوضوحٍ في العديد من دول العالم ومنها دولة قطر؛ الأمر الذي يتطلب مزيدًا من استخدام عدد من البرامج المتخصصة في تأهيل هؤلاء الأطفال وتنمية مهاراتهم بوجهٍ عام ومهارات التواصل بوجهٍ خاص، مما يؤهلهم للتواصل والاندماج مع أسرهم خاصة، ومع أفراد المجتمع المحيطين بهم عامةً، بما ينعكس على جودة حياة هؤلاء الأطفال وأسرهم. ومن أبرز الأعراض لدى الأطفال المصابين باضطراب طيف التوحد هروبُ الطلبة من المواقف الاجتماعية، وقصور التفاعل الاجتماعي، والسلبية نحو الآخرين؛ إذ يظهر عليهم عدم رغبتهم في المشاركة في ألعاب أقرانهم، وضعف في التفاعل بينهم وبين أسرهم مع تجنبهم أي حوارات أسرية، وضعفٌ واضح في الاستجابة للمثيرات التي تحيط بهم.

إن مشكلات اللغة لدى حالات الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد تتمثل في مشكلات التواصل وفي الكلام وفى ضعف النمو اللغوي، دون أن يكون هناك تدخل مبكر يعوض هذا القصور لدى الطفل، وأيضًا استخدام الكلمات بطريقة متكررة والترديد الآلي لما يقوله المحيطون به، وكذلك عدم القدرة على بدء الحوار أو الاستمرار فيه على نحوٍ طبيعي، وصعوبة الاتصال غير اللفظي من حيث الإشارات والإيماءات والتعبيرات الوجهية، ورغم أن الأطفال المصابين باضطراب طيف التوحد يظهر عليهم الصمت، فإن بعضهم الآخر بعد تعرضهم لبرامج التدريب والتأهيل المكثف والمخصص لهذه الفئة، يستطيعون أن يطوروا ويحفزوا اللغة لديهم بدرجةٍ كبيرة.

إن اضطرابات التواصل بصفة عامة واضطرابات التواصل عند الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد بصفة خاصة من أهم الاضطرابات التي تؤدي إلى ظهور العديد من المشكلات والسلوكات الأخرى، التي تؤثر في الطفل بوجهٍ عام، ولمَّا كان التواصل يتمثل في نوعين هما التواصل اللفظي والتواصل غير اللفظي، فإن ضعف هاتين المهارتين يُظهر على الطفل الكثير من المشكلات السلوكية مثل البكاء والعناد والعدوان وسلوكات إيذاء نفسه وإيذاء المحيطين به، وكذلك الاضطرابات التي تواجه الطفل في قدرته على التواصل مع الآخرين. ولمواجهة مشكلات التواصل من خلال التدخل المبكر، فإن من الضروري أن يشتمل العلاج على برامج متخصصة لتنمية قدرات الطالب في التواصل (المناصير والزريقات، 2019).

وتوضح (الرفاعي، 2019) أن القصور الذي يظهر على الأطفال المصابين باضطراب طيف التوحد من خلال ضعف التواصل والتفاعل الاجتماعي؛ ينجُم عنه قصور في أنواع التواصل الاجتماعي التي لا تتوافق مع مراحل الطفل اللاحقة، فيتضح هذا القصور في استخدام بعض من السلوكات وأنواع التواصل غير اللفظية التي تكون على شكل قصور في التواصل البصري، وأيضًا ضعف في استخدام الإشارات، وعدم القدرة على قراءة تعبيرات الوجه، إضافة إلى عدم قدرة الطفل على تكوين علاقات. ومن خلال دراسة العديد الدراسات السابقة، ظهر أن مشكلة الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد هي معاناتهم من قصور في بعض مهارات التواصل، وهذا ما أوضحته دراسة تشي (Chi, 2019) وكذلك دراسة لورد وجونز (Lord & Jones, 2012اللتين أشارتا إلى أن هؤلاء الأطفال يعانون من اضطرابات في التواصل والتغيرات المزاجية، ونوبات الصراخ، والسلوك العدواني، وإيذاء الذات، والنشاط الحركي المفرط، والبرود الانفعالي. والبرامج العلاجية يمكن الاعتماد عليها في علاج الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد، الأمر الذي دفع إلي البحث عن وسيلة للتدخل ببرنامج بيكس الذي يأخذ بيد الطفل اضطراب طيف التوحد إلى عالم الأسوياء، ويرفع من كفاءة علاقة الطفل بالمحيطين به.

وقد تزايدت في الآونة الأخيرة الأبحاثُ والبرامج التي تساعد أطفال اضطراب طيف التوحد على التواصل مع الآخرين، ولمَّا كان معظم الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد يعانون من قصور في التواصل اللفظي وغير اللفظي وأيضا في التواصل الاجتماعي، فإن من أهم هذه البرامج نظام التواصل عن طريق تبادل الصور (PECS)، الذي يعتمد على تبادل الصور بهدف مساعدة أطفال اضطراب طيف التوحد على التواصل مع الآخرين، ولا شك أن تقديم مثل هذه البرامج قد يساعد أطفال اضطراب طيف التوحد على التواصل مع الآخرين، كما يساعدهم على بناء علاقات مع محيطهم الاجتماعي؛ مما يحسن التواصل الاجتماعي لديهم.

مشكلة البحث

إن معدلاتِ انتشار اضطراب طيف التوحد تتزايد في سرعة ملحوظة؛ فقد أشارت إحصائياتُ التقارير الصادرة لعام 2022 عن مركز السيطرة على الأمراض والوقاية (Center for Disease Control and Prevention CDC) إلى أن طفلًا واحدًا من بين 44 طفلًا يكون مصابًا باضطراب طيف التوحد بالولايات المتحدة الأمريكية، وأشارت منظمة الصحة العالمية إلى معاناة طفل واحد من بين كل 160 طفلًا من اضطراب طيف التوحد (World Health Organization, 2019)، وأشارت آخر الإحصائيات بدولة قطر، بحسب تقرير دولة قطر الأولي حول تنفيذ الاتفاقية الدولية لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة للعام 2021/2022، إلى إن أعداد الأطفال المصابين باضطراب طيف التوحد بدولة قطر 823 طفلًا، موزعين بين طلاب مدمجين بالمدارس العادية وطلاب ملتحقين بمدارس متخصصة لذوي الاحتياجات الخاصة.

وقد عرَّفت الجمعية الأمريكية للطب النفسي (American Psychiatric Association, 2013, 53) اضطراب طيف التوحد في دليلها التشخيصي والإحصائي الخامس للاضطرابات العقلية DSM-5 بأنه اضطراب نمائي عصبي يتسم بالقصور المستمر في التفاعل الاجتماعي والتواصل بجميع أشكاله. كما أشارت العديد من الدراسات، مثل دراسة الزريقات (2016) ودراسة عبدالله وأبو الحسن وفتحي (2015)، إلى أن من أهم سمات اضطراب طيف التوحد هروبَ الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد من المواقف الاجتماعية، وقصور التفاعل الاجتماعي والتواصل مع المحيطين بهم من الأطفال الآخرين؛ إذ يظهر عليهم عدم الدافعية في مشاركة أقرانهم ألعابهم، وقصور واضح في التواصل بينهم وبين ذويهم مع تجنُّبهم أي تواصل أسري، وكذلك ضعف واضح في الاستجابة للمثيرات المحيطة بهم؛ لذلك تظهر الحاجة إلى دراسة فاعلية البرامج التي تساعد الطفل ذا اضطراب طيف التوحد على التواصل بجميع أشكاله، سواء كان التواصل اللفظي أو غير اللفظي أو التواصل الاجتماعي، ومن هذه البرامج نظام التواصل عن طريق تبادل الصور (PECS). ولكن هل هذا البرنامج سيساعد الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد على علاج مشكلات التواصل سواء التواصل اللفظي أو التواصل غير اللفظي؟ وهل سيكون لهذا البرنامج أثر في مهارات التواصل الاجتماعي لهؤلاء الأطفال؟

أهداف البحث

1.    مناقشة أثر استخدام نظام التواصل عن طريق تبادل الصور (PECS) في تحسُّن مهارات التواصل (اللفظي) للأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد.

2.    اختبار أثر استخدام نظام التواصل عن طريق تبادل الصور (PECS) في تحسُّن مهارات التواصل (غير اللفظي) للأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد.

3.    تحليل أثر استخدام نظام التواصل عن طريق تبادل الصور (PECS) في تحسُّن مهارات التواصل (الاجتماعي) للأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد.

4.    التعرف على أثر استخدام نظام التواصل عن طريق تبادل الصور (PECS) في تحسُّن مهارات التواصل (الدرجة الكلية) للأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد.

5.    متابعة أثر استخدام نظام التواصل عن طريق تبادل الصور (PECS) في تحسُّن مهارات التواصل (الدرجة الكلية) للأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد بعد شهرين من التدريب على البرنامج.

أسئلة البحث

1.    هل توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات رتب درجات المجموعة التجريبية في القياسين القبلي والبعدي على مقياس مهارات التواصل (اللفظي) للأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد؟

2.    هل توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات رتب درجات المجموعة التجريبية في القياسين القبلي والبعدي على مقياس مهارات التواصل (غير اللفظي) للأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد؟

3.    هل توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات رتب درجات المجموعة التجريبية في القياسين القبلي والبعدي على مقياس مهارات التواصل (الاجتماعي) للأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد؟

4.    هل توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات رتب درجات المجموعة التجريبية في القياسين القبلي والبعدي على مقياس مهارات التواصل (الدرجة الكلية) للأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد؟

5.    هل توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات رتب درجات المجموعة التجريبية في القياسين البعدي والتتبعي على مقياس مهارات التواصل (الدرجة الكلية) للأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد؟

أهمية البحث

تكمن أهمية البحث في الفائدة التي ستقدمها للعاملين في مجال التربية الخاصة بصفة عامة ولأسر الأطفال من ذوي اضطراب طيف التوحد بصفة خاصة؛ إذ تحاول الدراسة أن تقدم حلًا لمشكلة التواصل مع الأطفال من ذوي اضطراب طيف التوحد؛ فإن هذه الأسر تعاني من العديد من المشكلات بسبب وجود طفل من ذوي اضطراب طيف التوحد بين أفراد الأسرة، وإذا ما تركت هذه المشكلات دون حل، فإن آثارها السلبية ستكون كبيرة في أفراد الأسرة ويمتد تأثيرها في المجتمع؛ نظرًا لزيادة عدد الأطفال من ذوي اضطراب طيف التوحد.

ويأتي هذا البحث استجابةً لما نادى به التربويون والعاملون في مجال التربية الخاصة من ضرورة وجود العديد من البرامج التأهيلية التي تساعد الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد على تحسين مهارات التواصل لديهم؛ إذ تقدم هذه الدراسة التجريبية إجابة عن أثر نظام التواصل عن طريق تبادل الصور (PECS) في تنمية مهارات التواصل، المتمثلة في مهارة التواصل اللفظي، ومهارة التواصل غير اللفظي، ومهارة التواصل الاجتماعي.

فروض البحث

 اطَّلع الباحث على عدد من الدراسات السابقة في هذا الموضوع، مثل دراسة عبد الله وأبو الحسن وفتحي (2015)؛ لبناء فرضيات الدراسة، وبناءً على الأسئلة السابقة وُضعت الفرضيات التالية، وهي جميعًا فرضيات صفرية واختُبرت عند مستوى دلالة (0.05)، وهي على النحو التالي:

1.    لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات رتب درجات المجموعة التجريبية في القياسين القبلي والبعدي على مقياس مهارات التواصل (اللفظي) للأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد.

2.    لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات رتب درجات المجموعة التجريبية في القياسين القبلي والبعدي على مقياس مهارات التواصل (غير اللفظي) للأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد.

3.    لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات رتب درجات المجموعة التجريبية في القياسين القبلي والبعدي على مقياس مهارات التواصل (الاجتماعي) للأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد.

4.    لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات رتب درجات المجموعة التجريبية في القياسين القبلي والبعدي على مقياس مهارات التواصل (الدرجة الكلية) للأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد.

5.    لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات رتب درجات المجموعة التجريبية في القياسين البعدي والتتبعي على مقياس مهارات التواصل (الدرجة الكلية) للأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد.

مصطلحات البحث

نظام التواصل عن طريق تبادل الصور (PECS) Picture Exchange Communication System: هو نظام يعتمد على تبادل الصورة بهدف تعبير الطالب عن الحاجات الأساسية والتواصل مع الآخرين، ويعد طريقةَ تواصلٍ بديلةً للأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد، من خلال الاندماج في أنشطة، أو تتابعٍ معين للصور التي تحفز الطفل للتواصل مع الآخرين باستخدام عملية التعزيز، ويطبق هذا البرنامج على ست مراحل على نحوِ ما ذكره كلٌّ من فيليبين وريزك وواتسن (Flippin, Reszka, & Watson, 2010).

التعريف الإجرائي: هو برنامج لتنمية مهارات التواصل اللفظي وغير اللفظي والتواصل الاجتماعي للأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد غير الناطقين، ويعتمد على تبادل الصور بين الطفل ذوي اضطراب طيف التوحد مع الآخرين، ويطبق هذا البرنامج على ست مراحل.

مهارات التواصل: هي المهارات التي يستعملها الطفل للتعبير عن رغباته، سواء باستخدام اللغة "تواصل لفظي"، أو دون استخدام اللغة "تواصل غير لفظي" (الزريقات، 2016).

اضطراب طيف التوحد: تعرِّفه الجمعية الأمريكية للطب النفسي بانه اضطراب نمائي عصبي يتميز بالقصور المستمر في التفاعل الاجتماعي والتواصل، بالإضافة إلى وجود مجموعة من السلوكات والاهتمامات والأنشطة النمطية التي تؤثر في الأداء الاجتماعي والوظيفي للطفل، وكذلك في الأداءات الحياتية الأخرى المهمة، وتظهر هذه الأعراض في مرحلة الطفولة المبكرة (American Psychiatric Association, 2013, 53).

 وتعرف الجمعية الأمريكية للتوحد (2018) اضطرابَ طيف التوحد بأنه نوع من الاضطرابات النمائية التي تظهر خلال مرحلة الطفولة المبكرة؛ نتيجة لاضطرابات عصابية تؤثر في قدرة الفرد على التواصل والتفاعل مع الآخرين، ويمكن التعرفُ عليه من خلال مجموعة معينة من السلوكات، وهو عبارة عن حالة طيف تؤثر في الأفراد بصورة مختلفة وبدرجات متفاوتة، ولا يوجد سبب واحد معروف للتوحد.

الأطفال ذوو اضطراب طيف التوحد: هم الأطفال المشخصون باضطراب طيف التوحد ولديهم تأخر في النطق (غير ناطقين)، وتتراوح أعمارهم بين (8-15) عامًا، والملتحقين بالمدارس المتخصصة ومدارس الدمج الحكومية وبرامجه بدولة قطر.

الدراسات السابقة

ويؤكد ريشو وآخرون (Reichow et al., 2018) أن النظام المعتمِد على تبادل التواصل من خلال الصور هو أحد الأساليب العلاجية للأطفال الذين يعانون من مشاكل التواصل؛ لأن الأطفال المصابين بالتوحد يتعلمون من خلال رؤية التواصل على نحوٍ رئيس من خلال استخدام التعزيزات الجسدية والاجتماعية؛ فإن المعاناة التي يعيشها الطفل المصاب بالتوحد في عملية التقليد اللفظي والحركي، بالإضافة إلى قصوره في علم المبادرة، هو ما يدفع الخبراء إلى استخدام نظام الصورة الذي يحفز الأفراد على التواصل مع الآخرين باستخدام عملية التعزيز.

تبحث دراسة جرانيتش (Granich, 2016) في تعليم الأطفال المصابين بالتوحد ذوي الأداء الضعيف، سواء كانوا يستخدمون نظام اتصالات تبادل الصور (PECS) أو لا من خلال الصور والعبارات، أو يدركون العلاقات التي تربط بين الصور والرموز واللغة من ناحية والأشياء من ناحية أخرى. يهتم هذا البحث بالوقت الذي يبدأ فيه الطفل إدراك الصور والتميز بينها ثم الربط بين الكلمات على هيئة صورة تستطيع أن تعبر عن رغباته، إذ يدرَّب الأطفال المصابون باضطراب طيف التوحد على بعض الكمات من خلال ربط الصورة بالكلمة، وتسمية الصورة التي تعبر عن الكلمة، من خلال تكرار الدمج بين الكلمة والصورة التي تعبر عنها هذه الكلمة، فتعرَض في البداية الصورةُ الحقيقية للشيء الذي لم يروه من قبل، ويطلب منهم الرجوع إليها مرة أخرى. اشتملت العينة على (5) أطفال مصابين بالتوحد، تراوحت أعمارهم بين (3-8) سنوات، و(5) أطفال عاديين ذوي أداء ضعيف، وتراوحت أعمارهم بين (18-24) شهرًا، وطُبق البرنامج لمدة (6) أشهر، وأكدت نتائج الدراسة أن الأطفال العاديين الذين يبلغون 6 سنوات يتضمن اختيارهم دائمًا الشيء الحقيقي ولا يختارون الصورة بمفردهم. أما الطفل المصاب بالتوحد، فهو يربط الكلمة بالصورة، وليس بالشيء نفسه؛ فقد كان الأطفال الذين لديهم خبرة في برنامج نظام تبادل الصور (PECS) أكثر ميلًا للإشارة إلى الصورة فقط. وأكدت الدراسة أن الأطفال ذوي الخبرة مع PECS غير متحيزين في اختيار أي صورة في التجربة بوجهٍ عام، والنتائج تؤكد أيضًا أن التنسيق بين الكلمات والصور مع الأطفال المصابين بالتوحد والأطفال العاديين ذوي الأداء الضعيف، وخاصة أولئك الذين يستخدمون نظام التواصل عن طريق تبادل الصور يُظهر علاقة ارتباطية وليست مرجعية، وهذا يتعارض مع النتائج التي حُصل عليها للأطفال العاديين الذين تتراوح أعمارهم بين (3-8) سنوات.

تبين دراسة دنيشفر وآخرين (Daneshvar et al., 2019) مقارنة فاعلية استراتيجيتين، هما: التدخل باستخدام برنامج بيكس المصور، والقصص الاجتماعية؛ لتعليم مهارات التواصل لأربعة أطفال مصابين باضطراب طيف التوحد. استُخدم تصميم علاجات بديلة تكيفية مع تحكم أساسي إضافي متعدد، واستُهدفت مهارتان اجتماعيتان لكل من المشاركين الأربعة، واحدة تحت كل حالة تدخل، يتعلمون السلوكات الاجتماعية المستهدفة مع القصص الاجتماعية، وتدعم النتائج استخدام برنامج بيكس المصور لتعليم المهارات الاجتماعية للأطفال المصابين بالتوحد.

كما هدفت دراسة فليبين وآخرين (Flippin et al., 2010) إلي إعداد برنامج لتحفيز تبادل الصور بصفتِه وسيلةً لتدريب الأطفال التوحديين، ويعتمد هذا البرنامج على نظام تحليل السلوك التطبيقي، وفي هذا البرنامج يدرَّب الأطفال ذوو اضطراب طيف التوحد على تبادل الصور المرغوبة، أو على تكوين جمل بسيطة بواسطة الصورة أو الرمز، وهذا البرنامج يُعنى بتحفيز الطفل واستثارة اللغة قبل إخراج الاستجابة للمثير والأسئلة والرغبات البسيطة، كما يدرَّب هؤلاء الأطفالُ على التفاعل والتواصل من خلال الصور أو الرموز للأطفال التوحديين. وقد طُبق هذا البرنامج التدريبي على (10) أطفال من ذوي اضطراب طيف التوحد، تتراوح أعمارهم بين (5-9) سنوات في فترة زمنية تبلغ (5) أشهر بواقع (4) جلسات في الأسبوع، ومجموعة من الأطفال ذوي الإعاقة الذهنية، وأظهرت نتائج الدارسة وجود تحسن واضح للأطفال التوحديين في التواصل من خلال الصور وتمكُّنَهم من التعبير عن رغباتهم على نحو أكثر فاعلية.

هدفت دراسة (السرور وعميرة، 2018) إلى التعرف على أثر تدريب أسر الأطفال المصابين باضطراب طيف التوحد غير الملتحقين بمراكز التربية الخاصة في تحسين مهارات التواصل والتفاعل الاجتماعي. وقد استخدمت الباحثتان المنهج التجريبي، وتكونت عينة الدراسة من (10) أسر لأطفالٍ ذوي اضطراب طيف التوحد. وأوضحت نتائج البحث وجود فروق ذات دلالة إحصائية على أبعاد مقياس مهارات التواصل والتفاعل الاجتماعي، وكانت الفروق لصالح القياس البعدي، وأوصت الدراسة بتقديم دورات للأسر لرفع مهارات الأطفال التواصلية.

إجراءات البحث

 أدوات الدراسة

أ. برنامج (PECS)

صمم الباحث برنامجًا يعتمد على نظام التواصل عن طريق تبادل الصور (PECS)، فيدرَّب الأطفالُ على التواصل وتبادل الصورة بطريقة عملية للتعبير عن رغبات الطفل والتواصل مع المحيطين به. وقد صمم هذا البرنامج كلٌّ من أندى بوندي ولوري فروست في عام 1994م، واعتمد على أن يكون طريقةً وأسلوبًا للتواصل يستعين به الأطفال المصابون باضطراب طيف التوحد. ويطبَّق البرنامج على ست مراحل، وقد صمم الباحث البرنامج وفقًا لهذه المراحل.

الهدف العام من البرنامج: يهدف البرنامج إلى تدريب الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد على استخدام الصور للتعبير عن الحاجات الأساسية بهدف التواصل مع الآخرين. وقد تحدَّد المحتوى الحالي في ضوء الاعتبارات التالية، وهي: الإطار النظري للدراسة، والاطلاع على العديد من الكتابات الخاصة بنظام التواصل عن طريق تبادل الصور (PECS)، وكذلك الاطلاع على بعض البرامج التدريبية المتعلقة باستخدام هذا النظام؛ حتى يتمكن الباحث من معرفة أهم الفنيات التي استخدمتها تلك البرامج والاستفادة منها في البرنامج الحالي. ثم عرض البرنامج التدريبي على مجموعة من المحكمين والمختصين في التربية الخاصة وقد أقرُّوا بصلاحية هذا البرنامج.

ويتكون البرنامج التدريبي من (40) جلسة تدريبية بواقع ثلاث جلسات في الأسبوع، ومدة كل جلسة بين (15-20 دقيقة)، وفيما يلي وصفًا لجلسات البرنامج التدريبي على نظام التواصل عن طريق تبادل الصور (PECS) للأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد، موضحًا فيه عنوان الجلسة، والهدف من الجلسة، والفنيات المستخدمة في الجلسة، وزمن كل جلسة.

ب. مقياس مهارات التواصل لاضطراب طيف التوحد (إعداد: الباحث)

ظهرت الحاجة لدى الباحث إلى إعداد مقياس مهارات التواصل؛ نظرًا لأن غالبية المقاييس التي اهتمت بهذه المسألة تناولت أبعادًا مختلفة عن أبعاد الدراسة الحالية؛ ومن ثم أعدَّ الباحث هذا المقياس ليركز على أبعاد الدراسة الحالية. ويهدف المقياس إلى قياس جودة الحياة لأسر الأطفال التوحديين، ويتضمن ثلاثة أبعاد فرعية، وهي: (مهارة التواصل اللفظي مهارة التواصل غير اللفظي مهارة التواصل الاجتماعي).

خطوات بناء المقياس:

أعدَّ الباحث مقياسَ مهارات التواصل لأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد، وقد اتبع الباحث في بنائه الخطواتِ التالية:

الخطوة الأولى:

حدَّد الباحث أبعادَ مهارات التواصل كما يتضمنها المقياس الحالي، بناءً على المفاهيم الأساسية لمهارات التواصل، والدراسات السابقة المتصلة بها، ومنها: مقياس مهارات التواصل لأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد (أحمد، 2020).

أجرى الباحث دراسةً استطلاعية في صورة سؤال عام، وذلك للاستفادة منها في صياغة فقرات المقياس، وقد اشتملت الدراسة الاستطلاعية الأولية على هذا السؤال: ما أهم مهارات التواصل لأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد، التي من خلالها يمكن تحفيز مهارات التواصل لديهم؟ وفي ضوء ذلك، أعدَّ الباحث الصورة الأولية للمقياس، التي اشتملت على اقتراح لثلاثة أبعاد لمهارات التواصل، وهي: مهارة التواصل اللفظي، ومهارة التواصل غير اللفظي، ومهارة التواصل الاجتماعي.

الخطوة الثانية:

عُرضت الصورة المبدئية للمقياس على مجموعة من المختصين من هيئة التدريس في مجالَي علم النفس والصحة النفسية، وقد اشتملت على التعريف الإجرائي لمهارات التواصل لذوي اضطراب طيف التوحد، وتعريف كل بُعد من أبعاد المقياس، في ضوء ما يلي:

1.   تحديدِ البنود غير الواضحة.

2.   علاقةِ البند بالبُعد الذي ينتمي إليه من خلال تعريف البُعد الإجرائي.

3.   الصياغةِ المناسبة لكل بند من البنود.

الخطوة الثالثة:

وفي ضوء توجيهات السادة المحكمين، أعاد الباحث صياغة بعض الفقرات، وحذف بعضها التي لم تصل نسبة الاتفاق فيها إلى 80٪، وبناءً على هذا العرض أصبح عدد بنود المقياس (38)، بدلًا من (40).

الخطوة الرابعة: حساب الصدق والثبات

للتأكد من صلاحية المقياس، طبَّق الباحث المقياسَ على عينة استطلاعية قوامها (15) من الأطفال ذوي اضراب طيف التوحد، وذلك لحساب صدق المقياس وثباته.

الاتساق الداخلي:        

وهذا بهدف التأكد من صدق المقياس، فحسبَ الباحث الاتساقَ الداخلي عن طريق معاملات الارتباط بين درجة كل فقرة من فقرات المقياس والدرجة الكلية للفقرة التي تنتمي إليها الفقرات، كما حسبَ اتساق أبعاد المقياس فيما بينها من جهة، وبالمقياس ككل من جهة أخرى، إذ يبقِي الباحث على الفقرات والأبعاد التي تظهر ارتباطًا دالًا إحصائيًا، ويتضح ذلك في الجدول التالي:

جدول (1): معاملات الارتباط بين أبعاد مقياس مهارات التواصل بعضها ببعض، وبينها وبين الدرجة الكلية للمقياس (ن=15)

الأبعاد

مهارة التواصل اللفظي

مهارة التواصل غير اللفظي

مهارة التواصل الاجتماعي

الدرجة الكلية للمقياس

مهارة التواصل اللفظي

ـــ

 

 

 

مهارة التواصل غير اللفظي

0.870**

ـــ

 

 

مهارة التواصل الاجتماعي

0.835**

0.837**

ـــ

 

الدرجة الكلية للمقياس

0.928**

0.878**

0.950**

ـــ

** دالة عند مستوى 0.01           * دالة عند مستوى 0.05

يتضح من جدول (1) أن معاملات الارتباط بين أبعاد مهارات التواصل بعضها ببعض ذات دلالة إحصائية واضحة عند مستوى 0.01، كما أن ارتباط الأبعاد بالدرجة الكلية للمقياس دال إحصائيًا أيضًا عند مستوى 0.01، مما يدل على الاتساق الداخلي لأبعاد مهارات التواصل وللمقياس ككل، وهو ما يعطي مؤشرًا على صدق المقياس.

كما حُسب معامل الارتباط بين استجابات الآباء والأمهات على الفقرات الفردية والزوجية باستخدام معادلة سبيرمان-براون، جيتمان، ويوضح الجدول التالي معاملات الثبات باستخدام طريقة التجزئة النصفية:

جدول (2): معاملات ثبات مقياس مهارات التواصل (الأبعاد، الدرجة الكلية) بطريقة التجزئة النصفية (ن=15)

أبعاد المقياس

معامل الثبات

سبيرمان براون

جيتمان

مهارة التواصل اللفظي

0.759

0.744

مهارة التواصل غير اللفظي

0.774

0.722

مهارة التواصل الاجتماعي

0.821

0.789

الدرجة الكلية للمقياس

0.926

0.926

يتضح من جدول (2) تقارُبُ قيم معاملات الثبات باستخدام معادلتي سيبرمان -براون وجيتمان، كما أن معامل الثبات الكلي للمقياس مرتفع إلى حد كبير، مما يدل على ثبات المقياس.

معادلة ألفا كرونباخ Cronbach Alfa Coefficient:

اعتمد الباحث على معادلة ألفا كرونباخ في حساب معامل الثبات للمقياس، ويتضح من جدول (3) أن معامل الثبات الخاصة بأبعاد مهارات التواصل والدرجة الكلية عالٍ على نحوٍ واضح، مما يؤكد ثبات المقياس. ولمَّا كان الباحث قد حذف مفردات من المقياس بسبب عدم ارتباطها إحصائيًا بدرجة البُعد الذي تنتمي إليه، فقد كان لذلك تأثير واضح وإيجابي في قيمة معامل ألفا، وهو ما وضحه الباحث في حساب الاتساق الداخلي وفق الجدول التالي:

جدول (3): معاملات ثبات مقياس مهارات التواصل (الأبعاد، الدرجة الكلية) باستخدام معادلة ألفا كرونباخ (ن=15)

أبعاد المقياس

معامل الثبات

مهارة التواصل اللفظي

0.771

مهارة التواصل غير اللفظي

0.711

مهارة التواصل الاجتماعي

0.797

الدرجة الكلية للمقياس

0.940

بعد عرض المقياس على مجموعة المحكمين وحساب الصدق والثبات، اتضحت الصورة النهائية للمقياس، وقد تكوَّن من 38 فقرة موزعة على ثلاثة أبعاد فرعية، وذلك بعد حذف الفقرات التي حُذفت بعد حساب معاملات الارتباط؛ فقد اتضح عدم ارتباطها بالدرجة الكلية للبعد الذي تنتمي إليه.

تصحيح المقياس

استخدم الباحث مقياس ليكرت الخماسي لقياس فقرات الاستبانة؛ فالدرجة 1 تعني إطلاقًا، والدرجة 2 تعني نادرًا، والدرجة 3 تعني أحيانًا، والدرجة 4 تعني غالبًا، والدرجة 5 تعني دائمًا، وبذلك تصبح الدرجة الصغرى للمقياس ككل 38 درجة، والدرجة العظمى 190درجة، وتدل الدرجة المرتفعة على تمتُّع الطفل ذي اضطراب طيف التوحد بمهارات تواصل، وتدل الدرجة المنخفضة على قصور في مهارات التواصل.

مجتمع الدراسة وعينتها

مجتمع البحث

تكوَّن مجتمع البحث من طلاب مشخَّصين باضطراب طيف التوحد، تتراوح أعمارهم بين (7-13) عام، ملتحقين بالمدارس المتخصصة ومدارس برامج الدمج الحكومية بدولة قطر. وتختلف نسب انتشار اضطرب طيف التوحد في دولة قطر عن نسبة انتشارها في الدول العربية؛ فقد بيَّن التقرير الأولي لدولة قطر حول تنفيذ الاتفاقية الدولية لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة لعام 2019/2020 أعداد الطلبة ذوي الإعاقة المدموجين بالمدارس للعام، فكانت تبلغ (5886) طالبا وطالبة، وبلغ عدد الطالبات (2231) طالبة، في حين بلغ عدد الطلاب (3655) طالبا، وتعد مراكز الدمج ومدارسه من أكبر المراكز، وهي تستقبل العديد من حالات ذوي اضطراب طيف التوحد، ويبلغ عدد الطلاب ذوي اضطراب طيف التوحد داخل المراكز وفقا للإحصائيات المسجلة للعام الأكاديمي 2020/2021 2180 طالبًا.

أ. عينة البحث

تكونت العينة الأساسية من (14) طالبًا مشخصين باضطراب طيف التوحد، تتراوح أعمارهم بين (7-13) عامًا، وهم ملتحقون بالمدارس المتخصصة ومدارس برامج الدمج الحكومية بدولة قطر. وقد اختار الباحث عينة البحث عشوائيًا من خلال المجموعة الواحدة، التي تلقت برنامج التواصل عن طريق تبادل الصور (PECS).

ب. حدود الدراسة

طُبِّق البحث الحالي على مجموعة من الطلاب ذوي اضطرب طيف التوحد، ملتحقين بمدارس الدمج وبرامجه بدولة قطر. وطُبق برنامج (PECS) في مدى زمني بلغ أربعة أشهر للعام الأكاديمي 2020/2021.

الأساليب الإحصائية

استخدم الباحث مجموعة من التحليلات الإحصائية، من بينها الإحصاء الوصفي ومعادلة ألفا كرونباخ ومعامل ارتباط سبيرمان براون وجيتمان؛ وذلك لاختبار صدق المقياس والتأكد من صلاحية استخدامه، كما استخدم الباحث اختبار ويلكوكسون (Wilcoxon) بصفته أحد الأساليب الإحصائية للمقارنة؛ بهدف التعرف على دلالة الفروق بين متوسطات درجات المجموعة التجريبية على مقياس مهارات التواصل لأطفال اضطراب طيف التوحد وأبعاده في القياسين القبلي والبعدي.

نتائج الدراسة ومناقشتها

للتأكد من فروض الدراسة، استخدم الباحث اختبار ويلكوكسون (Wilcoxon)؛ وذلك بهدف التعرف على دلالة الفروق بين متوسط رتب درجات المجموعة التجريبية على مقياس مهارات التواصل لأطفال اضطراب طيف التوحد وأبعاده في القياسين القبلي والبعدي.

جدول (4): نتائج اختبار ويلكوكسون وقيمة Z ودلالتها الإحصائية للفروق بين متوسطات درجات المجموعة التجريبية في القياسين القبلي والبعدي على مقياس مهارات التواصل لأطفال اضطراب طيف التوحد

أبعاد المقياس

القياس

المتوسط

الرتب

العدد

متوسط الرتب

مجموع الرتب

قيمة Z

مستوى الدلالة

مهارات التواصل اللفظي

القبلي

 

البعدي

14.14

 

17.21

السالبة

2

1.50

3.00

- 2.835

0.005 **

الموجبة

10

7.50

75.00

التساوي

2

 

 

مهارات التواصل غير اللفظي

القبلي

 

البعدي

13.93

 

16.29

السالبة

2

1.50

3.00

- 3.005

0.003 **

الموجبة

11

8.00

88.00

التساوي

1

 

 

مهارات التواصل الاجتماعي

القبلي

 

البعدي

13.93

 

16.21

السالبة

1

2.00

2.00

- 3.067

0.002**

الموجبة

12

7.42

89.00

التساوي

1

 

 

الدرجة الكلية لمهارات التواصل

القبلي

 

البعدي

13.36

 

15.86

السالبة

2

1.50

3.00

- 3.156

0.002**

الموجبة

12

8.50

102.00

التساوي

ــ

 

 

الدرجة الكلية لمهارات التواصل

البعدي

 

التتبعي

12.71

 

15.14

السالبة

2

1.50

3.00

3.054

//0.234

الموجبة

11

8.00

88.00

التساوي

1

 

 

** دالة عند مستوى 0.01                    * دالة عند مستوى 0.05            // غير دالة إحصائيًا

ويشير جدول (4) من خلال نتائجه إلى وجود فروق واضحة ذات دلالة إحصائية عند مستوى 0.01، بين متوسطات رتب درجات المجموعة التجريبية على مقياس مهارات التواصل لأطفال اضطراب طيف التوحد وأبعاده في القياس القبلي والقياس البعدي، وكانت الفروق لصالح القياس البعدي. وبالرجوع إلى متوسط درجات المجموعة التجريبية في القياسين القبلي والبعدي، يتضح أن النتائج تظهر فروقًا واضحة بين متوسط رتب الدرجات؛ فمتوسط رتب الدرجات على القياس البعدي أعلى من متوسط رتب الدرجات في المقياس القبلي في مهارة التواصل اللفظي على مقياس مهارات التواصل لأطفال اضطراب طيف التوحد، وهذا يوضح أن تلك الفروق كانت لصالح القياس البعدي، ولهذا يرفض الباحث الفرض الصفري الأول ويقبل الفرض البديل، وهذا ما يتضح في الشكل رقم (1) الذي يوضح متوسطات رتب درجات المجموعة التجريبية على مهارات التواصل اللفظي لمقياس مهارات التواصل لأطفال اضطراب طيف التوحد في القياسين القبلي والبعدي.

شكل (1): متوسطات رتب درجات المجموعة التجريبية على مهارات التواصل اللفظي لمقياس مهارات التواصل لأطفال اضطراب طيف التوحد في القياسين القبلي والبعدي

كما يبين جدول (4) وجود فروق واضحة ذات دلالة إحصائية عند مستوى 0.01 بين متوسطات رتب درجات المجموعة التجريبية على مقياس مهارات التواصل لأطفال اضطراب طيف التوحد وأبعاده في القياس القبلي والقياس البعدي، وظهر أن هذه الفروق لصالح القياس البعدي، كما يتضح للباحث أن متوسطات درجات القياس البعدي أعلى منها في القياس القبلي في مهارة التواصل غير اللفظي على مقياس مهارات التواصل لأطفال اضطراب طيف التوحد، وهذا يدل على أن تلك الفروق لصالح القياس البعدي؛ ولهذا يرفض الباحث الفرض الصفري الثاني ويقبل الفرض البديل، وهذا ما يتضح في الشكل رقم (2) الذي تبين نتائجه متوسط رتب درجات المجموعة التجريبية على مهارات التواصل غير اللفظي لمقياس مهارات التواصل لأطفال اضطراب طيف التوحد في القياسين القبلي والبعدي.

شكل (2): متوسطات رتب درجات المجموعة التجريبية على مهارات التواصل غير اللفظي لمقياس مهارات التواصل لأطفال اضطراب طيف التوحد في القياسين القبلي والبعدي

ويتضح من جدول (4) أن النتائج تظهر وجود فروق واضحة تتميز بدلالة إحصائية عند مستوى 0.01، بين متوسط رتب درجات المجموعة التجريبية على مقياس مهارات التواصل لأطفال اضطراب طيف التوحد وأبعاده في القياس القبلي والقياس البعدي، وأوضحت هذه النتائج أن الفروق لصالح القياس البعدي، كما أن هذه النتائج أوضحت أن متوسطات هذه الرتب في القياس البعدي أكبر منها في القياس القبلي في مهارة التواصل الاجتماعي على مقياس مهارات التواصل لأطفال اضطراب طيف التوحد، وهذا يدل على أن تلك الفروق لصالح القياس البعدي؛ ولهذا يرفض الباحث الفرض الصفري الثالث ويقبل الفرض البديل، وهذا ما يتضح في الشكل رقم (3) الذي يظهر متوسطات رتب درجات المجموعة التجريبية على مهارات التواصل الاجتماعي لمقياس مهارات التواصل لأطفال اضطراب طيف التوحد في القياسين القبلي والبعدي.

شكل (3): متوسطات رتب درجات المجموعة التجريبية على مهارات التواصل الاجتماعي لمقياس مهارات التواصل لأطفال اضطراب طيف التوحد في القياسين القبلي والبعدي

كما يشير جدول (4) في نتائجه إلى وجود فروق واضحة ودالة عند مستوى 0.01، بين متوسط رتب درجات المجموعة التجريبية على مقياس مهارات التواصل لأطفال اضطراب طيف التوحد وأبعاده في القياس القبلي والقياس البعدي، وتظهر النتائج أنها لصالح القياس البعدي، كما يظهر لنا أن متوسطات درجات القياس البعدي تزيد عنها في القياس القبلي في مهارة التواصل غير اللفظي على مقياس مهارات التواصل لأطفال اضطراب طيف التوحد، وهذا يدل على أن تلك الفروق لصالح القياس البعدي؛ ولهذا يرفض الباحث الفرض الصفري الرابع ويقبل الفرض البديل، وهذا ما يتضح في الشكل رقم (4) الذي يبين متوسطات رتب درجات المجموعة التجريبية لمقياس مهارات التواصل لأطفال اضطراب طيف التوحد في القياسين القبلي والبعدي.

شكل (4): متوسطات رتب درجات المجموعة التجريبية لمقياس مهارات التواصل لأطفال اضطراب طيف التوحد في القياسين القبلي والبعدي

كما يبين جدول (4) من خلال النتائج عدم وجود فروق واضحة ودالة عند مستوى 0.05، بين متوسط هذه الرتب لنتائج المجموعة التجريبية على مقياس مهارات التواصل لأطفال اضطراب طيف التوحد وأبعاده في القياسين البعدي والتتبعي، ومن خلال تتبُّع النتائج يظهر لنا أن متوسطات رتب درجات القياس البعدي في مستوى القياس البعدي في الدرجة الكلية على مقياس مهارات التواصل لأطفال اضطراب طيف التوحد أعلى منها في القياس القبلي؛ ولهذا يقبل الباحث الفرض الصفري الخامس، وهذا ما يتضح في الشكل رقم (5) الذي يوضح متوسطات رتب درجات المجموعة التجريبية لمقياس مهارات التواصل لأطفال اضطراب طيف التوحد في القياسين البعدي والتتبعي.

شكل (5): متوسطات رتب درجات المجموعة التجريبية لمقياس مهارات التواصل لأطفال اضطراب طيف التوحد في القياسين البعدي والتتبعي

وتتفق نتائج هذا البحث مع نتائج بعض الدراسات، منها دراسة دينشيفر وآخرين (Daneshvar et al., 2019)، ودراسة جرانتش (2016، Granich)، ودراسة ريتشو وآخرين (Reichow et al., 2018)، ودراسة السرور وعميرة (2018)، ويُرجع الباحث هذه النتائج في ضوء الأثر الإيجابي إلى فاعلية برنامج التواصل عن طريق تبادل الصور (PECS)؛ فقد اتضح من النتائج أثر البرنامج في تنمية مهارات التواصل بصفة عامة ومهارات التواصل اللفظي وغير اللفظي والتواصل الاجتماعي بصفة خاصة لدي عينة من أطفال اضطراب طيف التوحد.

كما يعزو التطور الذي ظهر على أطفال المجموعة التجريبية إلى أثر برنامج التواصل عن طريق تبادل الصور (PECS)، وقد ظهر ذلك من خلال التقليل من استخدام الصور، وتحفيز التواصل اللفظي وغير اللفظي للأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد، كما أنه يقلل من الضغوط الأسرية الناتجة عن عدم استطاعة أفراد الأسرة فهْم ابنهم، وهو ما كان يشكل التحدي الأساسي لهذه الأسر في التواصل مع أطفالهم المصابين باضطراب طيف التوحد.

وتبيَّن من خلال تطبيق برنامج بيكس فاعليةُ هذا البرنامج في تطوير مهارات التواصل لدى أطفال المجموعة التجريبية؛ فقد اعتمد البرنامج على جلسات محددة وبسيطة تناسب الطلبة ذوي اضطراب طيف التوحد وتناسب قدراتهم. كما يرجع الباحث هذه النتائج إلى أن برنامج بيكس يتميز بالوضوح في مراحله، ويعمل على تقديم التعزيز الفوري والمناسب؛ إذ إن البرنامج التدريبي يتميز بتشجيع الأطفال على تشكيل سلوك معتمدًا على فنيات منها التلقين والتقليد والنمذجة، كما أن برنامج بيكس يتميز بفاعليته في رفع مستوى الأطفال لتنمية مهارات التواصل بوجهٍ عام؛ فإن مراحل البرنامج بسيطة وتعمل على مساعدة الأطفال على التطور من مرحلة إلى مرحلة أعلى لتنمية مهارات التواصل من خلال استخدام الرموز والصور بصفتها وسيلة جيدة وبديلة للتواصل.

كما تبين من خلال تطبيق برنامج التواصل عن طريق تبادل الصور (PECS) تفاعلُ الأسر على نحوٍ واضح؛ نظرًا لما قدمه برنامج التواصل عن طريق تبادل الصور في تحسين مهارات التواصل بوجهٍ عام بين هذه الأسر وأطفالهم، مما انعكس بوضوح على استمرارهم في تنمية مهارات أطفالهم باستخدام الصور، وتشجيعهم المستمر على تحسين اللغة لدي أطفالهم من خلال عمليات الاستثارة اللفظية التي يشجعها البرنامج، وكذلك إكساب أطفالهم للمفردات الجديدة من خلال ربط الصورة بالكلمة مما يعمل على زيادة الحصيلة اللغوية لدى أطفالهم.

التوصيات

ضرورة تقديم برنامج التواصل عن طريق تبادل الصور للأطفال المصابين باضطراب طيف التوحد غير الناطقين؛ إذ إنه يساعد هؤلاء الأطفال على تحسين مهارات التواصل اللفظي وغير اللفظي لديهم وأيضا مهارات التواصل الاجتماعي، كما نوصي بأهمية مشاركة أسر ذوي اضطراب طيف التوحد مع وسائط المجتمع كافة في عمل خطة مناسبة للتدخل المبكر؛ وذلك بهدف مواجهة الضغوط الاجتماعية التي تنتج عن تنمية مهارات هؤلاء الأطفال، وأيضًا ضرورة التوعية بنوعية الأنشطة التي تقدم لهؤلاء الأطفال في المدراس والمراكز المتخصصة، وكذلك ضرورة إعداد كوادرَ متخصصةٍ في هذه البرامج المتخصصة و مؤهلة للعمل مع الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد.

الخاتمة

إن تقديم خدمات التدخل المبكر للأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد بشكل ممنهج يعتمد على مواطن القوة ومناطق الاحتياج ويناسب حالة كل طفل؛ يمثل التحدي الأهم في تنمية مهارات الأطفال بصفة عامة ومهارات التواصل والتفاعل الاجتماعي عند هؤلاء الأطفال بصفة خاصة، وهذا ينعكس بالطبع على باقي المهارات عند الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد. ومن ثَمَّ فإن مساعدة الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد في تقديم برامج محكمة ومعتمدة لهم تعمل على تحسين مهارات التواصل والتفاعل الاجتماعي لديهم بوجهٍ عام ومهارات التواصل اللفظي وغير اللفظي بوجهٍ خاص؛ يمثل الحلقة الأهم والأكبر في مساعدة أسر الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد على تنمية مهارات أطفالهم ومساعدة هؤلاء الأطفال على التواصل مع الآخرين وبناء علاقات مع محيطهم الاجتماعي، مما يحسن التواصل الاجتماعي لديهم، ويزيد من جودة حياة أسرهم، ويجعلهم قادرين على استكمال تنمية باقي المهارات عند أطفالهم، بما يمكِّنهم من العيش باستقلالية ويوفر لهم سبل التواصل والاندماج في المجتمع المحيط.

المراجع

أولًا: العربية

أحمد، فايزة إبراهيم عبد اللاه. (2020). فعالية برنامج بيكس المصور في تنمية بعض مهارات التواصل لأطفال اضطراب طيف التوحد. مجلة الفنون والأدب وعلوم الإنسانيات والاجتماع، (50)، 131-156.

الرفاعي، عالية حسن. (2019). الاحتياجات التدريبية لأمهات الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد: دراسة ميدانية في مراكز التربية الخاصة في محافظة دمشق. مجلة جامعة تشرين للبحوث والدراسات العلمية، 41(2)، 721-743.

الزريقات، إبراهيم عبد الله. (2016). التوحد: السلوك والتشخيص والعلاج. دار وائل للنشر والتوزيع، عمان، الأردن.

السرور، ناديا هايل وعميرة، ميرفت. (2018). أثر تدريب أمهات الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد غير الملتحقين في مراكز التربية الخاصة في تحسين مهارات التواصل والتفاعل الاجتماعي. مجلة جامعة فلسطين للأبحاث والدراسات، 8(1)، 88-119.

عبد الله، عادل وأبو الحسن، سميرة وفتحي، هدى. (2015). فعالية برنامج تدريبي في تنمية مهارات التواصل اللفظي لدى الأطفال ذوي اضطراب التوحد. مجلة التربية الخاصة، كلية علوم الإعاقة والتأهيل، جامعة الزقازيق، 4(11)، 310-330.

المناصير، أحمد أمين والزريقات، إبراهيم عبد الله. (2019). تقييم الأداء الاجتماعي والسلوكي لدى الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد والأطفال ذوي الإعاقة العقلية في الأردن: دراسة مقارنة. مجلة الجامعة الإسلامية للدراسات التربوية والنفسية، غزة، 27(2)، 694-710.

ثانيًا:

References:

 ʻAbd Allāh, ʻĀdil wa Abū al-Ḥasan, Samīrah wa Fatḥī, Hudá. (2015). Effectiveness of a training program on enhancing verbal communication skills in children with autism (in Arabic). Majallat al-Tarbiyah al-khāṣṣah, Kullīyat ʻulūm al-iʻāqah wa-al-taʼhīl, Jāmiʻat al-Zaqāzīq, 4(11), 310-330.

Aḥmad, Fāyizah Ibrāhīm ʻAbd al-Lāh. (2020). Effectiveness of the picture pix program in developing communicative skills in children with autism spectrum disorder (in Arabic). Majallat al-Funūn wa-al-adab wa-ʻulūm al-Insānīyāt wa-al-ijtimāʻ, (50), 131-156.

al-Manāṣīr, Aḥmad Amīn wālzryqāt, Ibrāhīm ʻAbd Allāh. (2019). Evaluation of social and behavioral performance in children with autism spectrum and children with intellectual disabilities in Jordan: A Comparative Study (in Arabic). Majallat al-Jāmiʻah al-Islāmīyah lil-Dirāsāt al-Tarbawīyah wa-al-nafsīyah, Ghazzah, 27(2), 694-710.

al-Rifāʻī, ʻĀliyah Ḥasan. (2019). Training needs for mothers of children with autism spectrum: Disorder and its relation with some variables (in Arabic). Majallat Jāmiʻat Tishrīn lil-Buḥūth wa-al-Dirāsāt al-ʻIlmīyah, 41(2), 721-743.

al-Surūr, Nādiyā Hāyil wa ʻUmayrah, Mīrfit. (2018). Athar tadrīb ummahāt al-aṭfāl dhawī iḍṭirāb ṭayf al-tawaḥḥud ghayr almltḥqyn fī marākiz al-tarbiyah al-khāṣṣah fī taḥsīn mahārāt al-tawāṣul wa-al-tafāʻul al-ijtimāʻī (in Arabic). Majallat Jāmiʻat Filasṭīn lil-Abḥāth wa-al-Dirāsāt, 8(1), 88-119.

Alzurayqāt, Ibrāhīm ʻAbd Allāh. (2016). al-tawaḥḥud: al-sulūk wa-al-tashkhīṣ wa-al-ʻilāj (in Arabic). Dār Wāʼil lil-Nashr wa-al-Tawzīʻ, ʻAmmān.

American Psychiatric Association. (2013). DSM-5. Bmj, 346.

Chaidi, I. & Drigas, A. (2020). Autism, expression, and understanding of emotions: Literature review. International Journal of Online and Biomedical Engineering (iJOE), 16(02), 94-111.

Chi, I. A. Y. (2019). Improving the social communication skills of children with autism through video self-modelling: An early efficacy study using single subject design [A master’s thesis of Science in Speech and Language Sciences]. University of Canterbury. http://dx.doi.org/10.26021/6782

Daneshvar, S. D., Charlop, M. H., & Berry Malmberg, D. (2019). A treatment comparison study of a photo activity schedule and Social Stories for teaching social skills to children with autism spectrum disorder: Brief report. Developmental Neurorehabilitation, 22(3), 209-214. doi:10.1080/17518423.2018.1461947

Flippin, M., Reszka, S., & Watson, L. R. (2010). Effectiveness of the picture exchange communication system (PECS) on communication and speech for children with autism spectrum disorders: A meta-analysis. American journal of speech-language pathology, 19(2), 178-195. doi:10.1044/1058-0360(2010/09-0022)

Granich, J., Dass, A., Busacca, M., Moore, D., Anderson, A., Venkatesh, S., . . . Whitehouse, A. J. O. (2016). Randomised controlled trial of an iPad based early intervention for autism: TOBY playpad study protocol. BMC pediatrics, 16(1), 167-167. doi:10.1186/s12887-016-0704-9

Lord, C. & Jones, R. M. (2012). Annual research review: Re‐thinking the classification of autism spectrum disorders. Journal of Child Psychology and Psychiatry, 53(5), 490-509.

Reichow, B., Hume, K., Barton, E. E., & Boyd, B. A. (2018). Early intensive behavioral intervention (EIBI) for young children with autism spectrum disorders (ASD). The Cochrane Database of Systematic Reviews, 5(5), CD009260-CD009260. doi:10.1002/14651858.CD009260.pub3

World Health Organization. (2019). Global status report on alcohol and health, 2018.

تاريخ التسليم: 2/1/2022

تاريخ استلام النسخة المعدلة: 21/6/2022

تاريخ القبول: 29/6/2022