تقديرات معلمي الصفوف المبكرة في الأردن للتعليم عن بعد في ظل جائحة كورونا

محمد خالد محمد الزعبي

أستاذ مساعد في كلية العلوم التربوية في الجامعة الإسلامية بولاية مينيسوتا الأمريكية

alzubi99@yahoo.com

ملخص

هدفت الدراسة إلى الكشف عن تقديرات معلمي الصفوف المبكرة في الأردن للتعليم عن بعد في ظل جائحة كورونا واختلاف ذلك وفق عدد من المتغيرات. اتبعت الدراسة المنهج الوصفي المسحي فطبقت استبانة مكونة من (35) فقرة بعد إجراءات الصدق والثبات على عينة الدراسة، التي تكونت من (300) معلمًا ومعلمة من معلمي الصفوف المبكرة في محافظة إربد ومعلماتها، اختيروا بالطريقة العشوائية البسيطة، وبنسبة (25%) من مجتمع الدراسة الكلي البالغ عددهم (1204) معلمًا ومعلمة. وقد أظهرت نتائج الدراسة أن تقديرات معلمي الصفوف المبكرة في الأردن للتعليم عن بعد قد جاءت بدرجة متوسطة وبمتوسط حسابي (51.2)، وقد أظهرت النتائج عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى الدلالة (0.05=α) في تقديرات أفراد عينة الدراسة للتعليم عن بعد، تعزى إلى أثر متغير (النوع الاجتماعي)، في حين أظهرت النتائج وجود فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى الدلالة (0.05=α) في تقديرات أفراد عينة الدراسة للتعليم عن بعد، تعزى إلى أثر متغير (المؤهل العلمي)، وجاءت الفروق لصالح (الدراسات العليا)، كما أظهرت النتائج وجود فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى الدلالة (0.05=α) في تقديرات أفراد عينة الدراسة للتعليم عن بعد، تعزى إلى أثر متغير (الخبرة التدريسية)، وجاءت الفروق لصالح الخبرة التدريسية (10 سنوات فأكثر). وقد قدم الباحث عددًا من التوصيات، كان من أهمها تحسين التعليم عن بعد في الأردن من خلال تطوير "منصة درسك" التابعة لوزارة التربية والتعليم.

الكلمات المفتاحية: معلمي الصفوف المبكرة، التعليم عن بعد، التعليم الإلكتروني، الأردن، جائحة كورونا

للاقتباس: الزعبي، محمد. "تقديرات معلمي الصفوف المبكرة في الأردن للتعليم عن بعد في ظل جائحة كورونا"، مجلة العلوم التربوية، العدد 22 (2023)

https://doi.org/10.29117/jes.2023.0125

© 2023، الزعبي، الجهة المرخص لها: دار نشر جامعة قطر. تم نشر هذه المقالة البحثية وفقًا لشروط Creative Commons Attribution-NonCommercial 4.0 International (CC BY-NC 4.0). تسمح هذه الرخصة بالاستخدام غير التجاري، وينبغي نسبة العمل إلى صاحبه، مع بيان أي تعديلات عليه. كما تتيح حرية نسخ، وتوزيع، ونقل العمل بأي شكل من الأشكال، أو بأية وسيلة، ومزجه وتحويله والبناء عليه؛ طالما يُنسب العمل الأصلي إلى المؤلف.

 


 

Perceptions of Early Grade Teachers in Jordan concerning Distance Education in Light of The Corona Pandemic

Mohammad Khaled Mohammad Al-Zubi

Assistant Professor, College of Educational Sciences, The Islamic University in the American state of Minnesota

 alzubi99@yahoo.com

Abstract

The study aimed to reveal the estimates of early grade teachers in Jordan about distance education in light of the Corona pandemic, and the differences in that according to a number of variables. The study followed the descriptive survey method; a questionnaire consisting of (35) Items or statements was applied after the validity and reliability procedures on the study sample, which consisted of (300) male and female teachers of the early grades in Irbid Governorate, who were chosen by simple random method and at a rate of (25%) of the study population whose total number was (1204) male and female teachers. The results of the study showed that the estimates of early grade teachers in Jordan about distance education came to a medium degree and an arithmetic mean (51.2), and the results showed that there were no statistically significant differences at the significance level (α = 0.05) in the estimates of the study sample members about distance education due to to the effect of a variable (gender), while the results showed that there were statistically significant differences at the significance level (α = 0.05) in the estimates of the study sample members about distance education due to the effect of a variable (educational qualification) and the differences came in favor of (higher studies), The results also showed that there were statistically significant differences at the significance level (α = 0.05) in the estimations of the study sample members about distance education due to the effect of a variable (teaching experience). The differences came in favor of the teaching experience (10 years or more). The researcher presented a number of recommendations, the most important of which was the improvement of distance education in Jordan through the development of the "Your Lesson Platform" run by the Ministry of Education.

Keywords: Early grade teachers; Distance education; E-learning; Jordan; Corona pandemic

Cite this article as: Al-Zubi M., "Perceptions of Early Grade Teachers in Jordan concerning Distance Education in Light of The Corona Pandemic", Journal of Educational Sciences, Issue 22, 2023

https://doi.org/10.29117/jes.2023.0125

© 2023, Al-Zubi M., licensee QU Press. This article is published under the terms of the Creative Commons Attribution-NonCommercial 4.0 International (CC BY-NC 4.0), which permits non-commercial use of the material, appropriate credit, and indication if changes in the material were made. You can copy and redistribute the material in any medium or format as well as remix, transform, and build upon the material, provided the original work is properly cited.

 

 


 

مقدمة

في ظل ما يشهده العالم من أزمة ربما تكون هي الأخطر في زماننا المعاصر، وهي جائحة كورونا، أصبحت ممارسة الأنشطة مثل التعليم والعمل من ضمن الأساليب الرئيسة التي لجأت إليها الدول لمواجهة تداعيات انتشار جائحة كورونا، فكان لا بدَّ من طرق مبتكرة لمواصلة التعليم والعمل، ووسائل آمنة بالمقابل للمحافظة على الصحة العامة وعدم الإسهام في انتشار الوباء. فكان الخيار المتاح والناجع هو استثمار التقنية وتطويرها لخدمة البشرية وخاصة في مجال التعليم والتعلم؛ إذ أتاح التقدم التقني الكبير في مجال الاتصالات إمكانية إدارة دورة تعليمية كاملة دون وجود الطلاب والمعلمين في حيز ضيق من المساحة، وأتاح أيضًا اتخاذُ الجهات المسؤولة للتدابير الاحترازية بفرض حظر التجوال اللجوءَ إلى التعليم عن بعد، وذلك بما قد وفرته التقنية الرقمية من وسائط جديدة مرنة في التعليم واستراتيجيات تدريس لم تكن معروفة من قبل، ورغم كل الفوائد الإيجابية المتعددة التي يحققها التعليم عن بعد، فإنه يواجه عدة عقبات وخاصة في الدول النامية التي لا تتوفر لديها تقنية حديثة ومتطورة، وفي الوقت نفسه فقد أدت هذه التقنية إلى ظهور تحديات لدى المدارس والتعليم العام، وخاصة في المراحل الدراسية ذات الخصوصية والحساسية الشديدة، ومنها طلبة الصفوف المبكرة من التعليم العام موضوع هذه الدراسة. والأردن - شأنه شأن سائر الدول - تأثر بتداعيات جائحة كورونا على جميع القطاعات ومن ضمنها قطاع التعليم، وهو ما اضطر الدولة الأردنية إلى التحول إلى نظام التعليم الإلكتروني "التعليم عن بعد" في جميع المدارس والجامعات بموجب قرار الدفاع رقم (7) لعام 2020، مما أوجد الحاجة الملحة لدى وزارة التربية والتعليم في الأردن إلى الاستفادة من برامج التعليم عن بعد، والحاجة إلى تفعيل التعامل مع التعليم الإلكتروني ضمن هذه الظروف المستجدة؛ منعا من التقارب الجسدي أو الاختلاط ما بين الطلبة من جهة، والمعلمين والطلبة من جهة أخرى؛ خوفًا من انتشار فيروس كورونا المستجد. لذلك تعد ممارسة التعليم عن بعد مبادرة اضطرارية فرضتها الظروف الراهنة للإسهام في استمرار العملية التعليمية من جهة، والمحافظة على سلامة الطالب والمعلم والأسرة الأردنية التي لا تكاد تخلو واحدة منها من طالب أو معلم من جهة أخرى؛ للخروج من هذه الظروف الطارئة والاسثنائية بأقل الخسائر صحيًا واقتصاديًا وتعليميًا.

إن كل ذلك يتطلب ضرورة استخدام أنماط تعليمية حديثة تخدم المنظومة التعليمية بطريقة مبتكرة تحررها من قيود الزمان والمكان وتعالج مشكلاتها الاقتصادية والتعليمية (Riche & Cowan, 2009)، وذلك لتحسين فرص التعليم لهؤلاء الطلاب من التقنيات التعليمية التي يمكن من خلالها تقديم الدروس المباشرة والمحاضرات على الإنترنت، ويتوفر فيها العناصر الأساسية التي يحتاج إليها المعلم والمتعلم وتعتمد على أسلوب التعليم التفاعلي "تقنية الفصول الافتراضية" (Florence & Michele, 2014). فهي بيئة تعلم وتعليم تفاعلية تحتوي على مجموعة من الأنشطة التي تحاكي أنشطة الفصل الفيزيقي المعتاد، ويقوم بها معلم وطلاب تفصل بينهم حواجز مكانية، ولكن يعملون في الوقت نفسه بغض النظر عن أماكن وجودهم (الحسيني، 2012).

وقد بيَّن الراضي (2010) أن التعليم عن بعد هو أحد جوانب التعليم الإلكتروني، وفي كلتا الحالتين فإن المتعلم يتلقى المعلومات من مكان بعيد عن المعلم (مصدر المعلومات)، وعندما نتحدث عن التعليم الإلكتروني فليس حتمًا أن نتحدث عن التعليم الفوري المتزامن (Online learning)، بل قد يكون التعليم الإلكتروني غير متزامن. فالتعليم الافتراضي هو أن نتعلم المفيد من مواقع بعيدة لا يحدها مكان ولا زمان بواسطة الإنترنت والتقنيات.

وقد جاءت هذه الدراسة للتعرف إلى واقع تطبيق نظام التعليم الإلكتروني "التعليم عن بعد" باستخدام المنصات التي طرحتها وزارة التربية والتعليم، وهي (Microsoft Teams, Noor Space, Darsak) من خلال الكشف عن تقديرات معلمي الصفوف المبكرة بخصوصها. ونموذجًا لهذا، فقد كانت مدارس التربية والتعليم في مديريات التربية والتعليم في الأردن مجبرة على تطبيق التعليم عن بعد في ظل جائحة كورونا؛ لمواكبة المستجدات التي فرضتها الجائحة على كل مفاصل الحياة ومن بينها التعليم، ولمحاولة سد النقص الحاصل في التعليم بسبب إغلاق المدارس لفترات طويلة، إضافة إلى دمج التقنية الحديثة في العملية التعليمية حتى تُؤتي تلك الجهود أُكُلها.

يعد التعليم عن بعد أحد النماذج التي تهتم بمساعدة الفرد على الحصول على المعرفة والعلم اللذين يحتاج إليهما، وهو يعمل على توفير فرص التعليم ونقل المعرفة إلى المتعلمين وتطوير مهاراتهم في مختلف التخصصات. ويعتمد التعليم عن بعد على صيغة التعليم الذاتي التي تركز على الدارسين، وتعمل على إيصال المعرفة إلى المتعلمين مهما تكُن ظروفهم الاجتماعية والاقتصادية، ومهما تكُن مدة انقطاعهم عن التعليم النظامي أو تكن المسافة الجغرافية بين مكان إقامتهم ومركز التعليم عن بعد؛ تحقيقًا لمبدأ تكافؤ الفرص التعليمية وديمقراطية التعليم (تمام، 2010).

مفهوم التعليم عن بعد

لقد تعددت التعريفات التي وضعت لمفهوم التعليم عن بعد؛ فقد عرفته الجمعية الأمريكية للتعليم عن بعد بأنه "توصيل المواد التعليمية أو التدريبية عبر وسيط تعليمي إلكتروني يشمل الأقمار الصناعية، وأشرطة الفيديو، والأشرطة الصوتية، والحاسبات، وتقنية الوسائط المتعددة، أو غيرها من الوسائط المتاحة لنقل المعلومات" (العمري، 2002: 71). كما عرفه (الموسى ومبارك، 2005: 51) بأنه "نظام تقوم به مؤسسة تعليمية تعمل على إيصال المادة التعليمية أو التدريبية إلى المتعلم في أي مكان وفي أي وقت عن طريق وسائط اتصال متعددة"، في حين عرفه (الأخرس، 2018: 34) بأنه "نمط من التعليم يعاد فيه إخراج المواد التعليمية بشكل إلكتروني، ثم تُنشر باستخدام أية وسيلة تقنية؛ من أجل تعزيز الاتصال بين المعلمين والمتعلمين والمؤسسة التعليمية برمتها، بحيث يمكن للطلبة التفاعل مع المحتوى التعليمي في أي وقت بما يتناسب واحتياجاتهم التعليمية".

ومن خلال التعريفات السابقة يظهر أن التعليم عن بعد لا يتطلب التفاعل المباشر بين المعلم والمتعلم فحسب، بل يمكن للطالب اختيار الوقت المناسب للتفاعل مع المحتوى التعليمي، وبهذا يسهم التعليم عن بعد في التغلب على مشكلة الزمان والمكان؛ لأنه يوفر للطالب حرية التفاعل مع المحتوى التعليمي في أي وقت.

ويعرف الباحثُ التعليمَ عن بعد بأنه "تلك العملية التي تجري بواسطة إحدى التقنيات الحديثة، التي تعتمد على مبادئ التعليم الذاتي وتفريد التعليم والاستقلالية في التعليم - أي إن الطالب هو المعلم والمتعلم في آن واحد -وتنقل عملية التعليم من مكان محدد كالمدارس إلى مكان وجود المتعلم".

أسس التعليم عن بعد

 للتعلم عن بعد أسس يقوم عليها، ومن أبرزها - كما حددها القلا والأحمد وأبو عمشة (2005) - الأسس التربوية: كالنظر إلى التعليم بصفته عملية مستمرة مدى الحياة، وأن النمو العقلي والقدرة على التعليم لا يتوقفان عند سن معينة، بل إن أي إنسان وإن تقدمت سنُّه يستطيع أن يتعلم إذا أعطي الوقت الكافي والبنية الاجتماعية والنفسية المناسبة للتعلم؛ وأن المدرسة ليست المكان الوحيد الذي يمكن أن يتعلم فيه الفرد، وعلى ذلك فيمكن لهذا الفرد أن يتعلم داخل المنزل أو خارجه؛ وأن دور المعلم في العملية التعليمية دور مساعد تكميلي وليس جوهريا؛ وأن الهدف من العملية التعليمية هو تزويد المتعلمين بالقدرات والمهارات والاتجاهات التي تساعدهم على ممارسة حياتهم اليومية والعملية على نحو أفضل، وهذا على عكس النظرة التقليدية للتعليم التي تنص على ضرورة إعداد الفرد للمستقبل بحشو ذهنه بالمعلومات؛ وأن المتعلم الكبير قادر على تحمل المسؤولية وإدارة تعلمه إدارة ذاتية رغم عدم وجود المعلم إلى جانبه. ثم هناك الأسس الاقتصادية: التي فرضتها قلة الموارد المالية المخصصة للإنفاق على التعليم الرسمي ومحدوديتها، بالإضافة إلى تسارع الثورة العلمية التقنية المعاصرة ورفع معدلات الطلب على التعليم، مما أدى إلى الاتجاه إلى التعليم عن بعد والتعليم الافتراضي ليكون مرحلة متقدمة من التعليم عن، بعد مستخدمًا أحدث وسائل الاتصال الحديثة. وتوجد كذلك الأسس التقنية: التي فرضتها التطورات المتلاحقة على التقنية التعليمية وساعدت كثيرًا في ترسيخ فكرة التعليم عن بعد، وفتح المجال أمام من لا تمكنهم ظروفهم الاجتماعية والاقتصادية أو الجغرافية من مواصلة دراستهم عن طريق المؤسسات التعليمية التقليدية. وأخيرا فثم الأساس المتمثل في مبدأ التعليم للجميع: الذي ينص على أن التعليم حق لكل مواطن، ويجب ألا ينتزع منه لأي سبب من الأسباب، أو في أي مرحلة من مراحل العمر، وعلى أن سلب هذا الحق يعد كسرًا لأهم الدعائم التي تقوم عليها النظم الديمقراطية.

أهمية التعليم عن بعد

تكمن أهمية التعليم عن بعد في أنه يمنح الطلاب العديد من المزايا، ومن أبرزها توفير فرصة للدراسة في العمل، وإمكانية الدراسة في الأوقات التي يحددها الطالب نفسه، والتقليل من عدد مرات الحضور إلى المدرسة (Hannay & Newvine, 2006 كما أن التعليم الإلكتروني يحث الطالب على طلب المساعدة الإلكترونية بمفرده بعيدًا عن زملائه في البيئة التعليمية، مقارنة بالفصل التقليدي الذي يجبره على طلب المساعدة التعليمية من الآخرين، والاستفادة من الإمكانات التعليمية التي يوفرها التعليم الإلكتروني من التواصل مع المتخصصين أو الاستعانة بمواقع تعليمية، أو عقد حلقات تعلم تعاوني مع بقية زملائه، مما ينمي لدى الطلبة عدة مهارات، مثل: طلب المساعدة، والبحث عن المعلومات، وتعلم الأقران (Wang & Newlin, 2002).

مشكلات التعليم عن بعد

ورغم المزايا التي يوفرها التعليم عن بعد، فإن هناك بعض المشكلات التي تنجم عنه، منها مشكلة الحفاظ على المعايير الأكاديمية المتعلقة بالجودة، التي تمثل المشكلة الرئيسة التي تواجه التعليم عن بعد خاصة في غياب جلسات التدريس والتعليم الرسمي، والتفاعل الوثيق والمنتظم بين المعلم والمتعلم، وتوجيه المعلم الفوري وإرشاده المباشر للمتعلم (Rashid & Rashid, 2011). وتؤكد نتائج العديد من الدراسات، مثل دراسة (Van de Vord, 2010)، ودراسة (Klímová, 2015) أن المشكلة الأساسية في التعليم عن بعد تكمن في عدم توفر الخبرة التقنية الكافية لطرفي عملية التعليم (المعلم والطالب)؛ فمعظمهم ليس لديه خبرة تقنية كافية لهذا النوع من التعليم. وفي السياق ذاته يشير (McPhee, 2012) إلى أن هذا النوع من التعليم يحتاج إلى إعداد مواد تعليمية عالية الجودة من جهة، كما يتطلب أن يتابع الطلبة عملية التعليم على نحو منتظم ومستمر من جهة أخرى.

مبررات التحول إلى التعليم عن بعد

لقد تغير العالم في الآونة الأخيرة بسبب انتشار جائحة فيروس كورونا المستجد؛ فانتقل العالم من التواصل الواقعي المباشر إلى الافتراضي، وتحتم على الكثير من الناس استخدام وسائل التواصل المختلفة لاستكمال حياتهم اليومية. وقد طال تأثير جائحة كورونا الأنظمة التعليمية في جميع أنحاء العالم، مما أدى إلى إغلاق المدارس والجامعات على نطاق واسع. وحسب تقرير لليونسكو في مارس 2020، فقد أعلنت الحكومات في 73 دولة إغلاق المدارس، من بينهم 56 دولة أغلقت المدارس إغلاقا كاملا في كل البلاد، وقد أثر هذا الإغلاق في قرابة 421 مليون متعلم على مستوى العالم. وللحد من توقف العملية التعليمية، أوصت منظمة اليونسكو باستخدام برامج التعليم عن بعد والتطبيقات والمنصات التعليمية المفتوحة، التي يمكن للمدارس والمعلمين استخدامها للوصول إلى المتعلمين. ومن هنا بدأت دعوات التعليم عن بعد تجتاح العالم لمواجهة تداعيات جائحة كورونا. ولذلك اتجهت الأنظمة والمؤسسات التعليمية للبحث عن التطبيقات والبرامج التي تساعد المتعلمين في التعليم عن بعد لتيسير العملية التعليمية.

الدراسات السابقة

لم تمض أيام على تفشي الجائحة حتى صدر حجم هائل من المقالات والدارسات والأبحاث على نحو يتواصل يومًا بعد يوم، وقد كان لقطاع التعليم - حسب تتبع الباحث - حصيلة مهمة من البحوث والدراسات عن آثار الجائحة في التعليم، إلى أخرى ترصد استجابة طلابها، ودراسات أخرى تقف على الرهانات والتحديات والمعيقات والمشكلات التي تعيق تحقيق النتائج المرجوة من التعليم عن بعد، مع وضع الحلول المناسبة لسد الفجوة ما بين التعليم المباشر والتعليم عن البعد. وقد حاولت الدراسة الحالية الوقوف على عينة منها، مرتبة زمنيًا من الأقدم إلى الأحدث، وهي على النحو الآتي:

أجرى حناوي ونجم (2019) دراسة هدفت إلى الكشف عن مدى جاهزية المدارس لتطبيق التعليم عن بعد في محافظة نابلس من وجهة نظر المعلمين، ولتحقيق هدف الدراسة اختيرت عينة عشوائية مكونة من (120) معلمًا ومعلمة في محافظة نابلس، وأظهرت النتائج أن معيقات تطبيق التعليم عن بعد كانت عالية على صعيد كفايات المعلمين في تطبيق هذا النوع من التعليم في مدارس محافظة نابلس.

وفي مقال لمجموعة من الباحثين (Hodges et al., 2020) في جامعات أمريكية، نبهوا مبكرًا إلى ضرورة التفريق بين التعليم عن بعد الذي يخطَّط له، وبين التعليم عبر الإنترنت استجابة للطوارئ (ERT Emergency Remote Teaching)، وقد أطلق المقال على عملية التحول إلى التعليم الإلكتروني مصطلح "الهجرة المفاجئة"، كما خلص إلى أنه يجب على الجامعات التي تعمل على التعليم في أثناء الجائحة تجنب المساواة والمقارنة بينهما خلال عملية التقويم؛ حتى تكون الجامعة على استعداد أفضل للاحتياجات المستقبلية لتطبيق التعليم عبر الإنترنت في حالات الطوارئ. وقد رأى المقال أن هذا التهديد قد وضع مؤسسات التعليم أمام تحديات فريدة، وأوصاها برفع ذلك التهديد عن طريق القيام بمبادرات استثنائية لم يسبق لها القيام بها من قبل، بخصوص التعليم وإتاحة الدروس، ورغم أن ذلك مرهق فإن الجامعة ستخرج منه بفرص لتقويم مدى قدرتها على الحفاظ على استمرارية التعليم في حالات الطوارئ.

وقد أجرى ولفانج وآخرون Wolfgang et al., 2020)) دراسة تقويم الطلبة والتكيف مع التعليم عن بعد في ظل Covid-19، في برنامج مشترك بين ثلاث جامعات فرنسية ألمانية سويسرية، أجروها بعد 3 أسابيع من تعليق الدراسة في 11 مارس 2020، على (157) فردا من الجامعات الثلاث، واستخدمت المقارنات والمؤشرات الإحصائية، وأظهرت نتائج الدراسة أن الطلبة يعتقدون أن الأساتذة ملتزمون بشدة بالتكيف مع التعليم عن بعد، ويعملون على تسهيل عملية انتقال الطلبة إلى بيئة التعليم الجديدة، وأن الطلبة يعيشون حالة من الضغط جراء التعامل مع الوضع الجديد بسبب العبء الثقيل الذي يتحملونه من عدم التنسيق بين المواد في المهام المطلوبة، كما يرى الطلبة أن الجلسات التي يقضونها في التعليم عن بعد يجب ألا تتجاوز الساعتين؛ لأنها تصبح غير فعالة.

وأجرى الزبون (2020) دراسة هدفت إلى الكشف عن فاعلية التعليم عن بعد، مقارنة بالتعليم المباشر، في تحصيل طلبة الصف الأول ثانوي في مادة اللغة العربية في الأردن، اتبع الباحث المنهج الوصفي الارتباطي، ولتحقيق هدف الدراسة اختار الباحث عينة عشوائية مكونة من (35) طالبا من مدرسة جبة الثانوية للبنين للعام الدراسي 2020، من خلال مقارنة تحصيلهم في مادة اللغة العربية في الفصلين الأول والثاني في (النحو، والصرف، والبلاغة والنقد، وقضايا أدبية)، وقد أشارت النتائج إلى تفوق طريقة التعليم المباشر مقارنة بالتعليم عن بعد في تحصيل أفراد عينة الدراسة.

وأجرت الجعافرة (2020) دراسة هدفت إلى التعرف على اتجاهات معلمي اللغة الإنجليزية بخصوص برامج التعليم عن بعد في مديرية التربية والتعليم في قصبة الكرك، واتبعت الباحثة المنهج الوصفي، ولتحقيق أهداف الدراسة طورت استبانة مكونة من (27) فقرة تمثل اتجاهات المعلمين بشأن استخدام برامج التعليم عن بعد، ووُزعت على عينة من معلمي اللغة الإنجليزية ومعلماتها وعددهم (160) معلما ومعلمة، وقد أظهرت نتائج الدراسة أن اتجاهات معلمي اللغة الإنجليزية بشأن استخدام برامج التعليم عن بعد جاءت إيجابية، كما أظهرت عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية تعزى إلى متغير (النوع الاجتماعي)، ووجود فروق ذات دلالة إحصائية تعزى إلى متغير (الخبرة التدريسية)، لصالح الخبرة (10 سنوات فأكثر).

وأجرى مغربة ومجاهد والحدابي والعبدي والسودي وكرشوم (2020) دراسة هدفت إلى تحديد متطلبات استخدام التعليم الإلكتروني بالجامعات اليمنية لمواجهة جائحة كورونا، من وجهة نظر أعضاء هيئة التدريس والطلبة بجامعة عمران، واستخدم الباحثون المنهج الوصفي، ولتحقيق هدف الدراسة استُخدمت الاستبانة وقد تكونت من (46) فقرة طبقت على عينة عشوائية مكونة من (66) عضوَ هيئةِ تدريس، و(238) طالبًا وطالبة، وأظهرت نتائج الدراسة أن جميع متطلبات التعليم الإلكتروني حصلت على درجة أهمية مرتفعة، كما كشفت نتائج الدراسة عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى الدلالة (0.05=α) بين إجابات العينة بخصوص متطلبات التعليم الإلكتروني بالجامعات اليمنية لمواجهة جائحة كورونا، تبعًا لمتغيرات (النوع، والكلية، والدرجة العلمية، وسنوات الخبرة)، في حين وجدت فروق تبعا لمتغير (المستوى التعليمي).

وأجرى Kvavadze & Basilaia (2020) دراسة هدفت إلى "الوقوف على تجربة الانتقال من التعليم في المدراس إلى التعلم عبر الإنترنت خلال انتشار وباء فيروس كورونا في جورجيا"، استندت إلى إحصائيات الأسبوع الأول من عملية التدريس في إحدى المدارس الخاصة وتجربتها في الانتقال من التعليم وجهًا لوجه إلى التعليم الإلكتروني خلال جائحة كورونا، وقد ناقشت نتائج التعليم عبر الإنترنت، واستُخدمت مِنصَّتا Page Edu وsuit-G في العملية التعليمية، واستنادًا إلى إحصائيات الأسبوع الأول من عملية التدريس عبر الإنترنت توصل الباحثان إلى أن الانتقال بين التعليم التقليدي والتعليم عبر الإنترنت كان ناجحًا، ويمكن الاستفادة من النظام والمهارات التي اكتسبها المعلمون والطلاب في فترة ما بعد الوباء في حالات مختلفة، مثل ذوي الاحتياجات الخاصة الذين هم بحاجة إلى ساعات إضافية، أو من خلال زيادة فاعلية التدريس الجماعي، أو زيادة الاستقلالية لدى الطلاب والحصول على مهارات جديدة.

وأجرى ابداح (2020) دراسة هدفت إلى استكشاف مدى فاعلية التعليم عن بعد، من وجهة نظر مدرسي المرحلة الثانوية في العملية التعليمية في المملكة الأردنية الهاشمية والجمهورية العربية السورية خلال جائحة كورونا، ودراسة دلالة الفروق في فاعلية التعليم عن بعد تبعا لمتغيرات (النوع الاجتماعي، والاختصاص، وسنوات الأقدمية). اتبع الباحث المنهج الوصفي التحليلي، ولتحقيق أهداف الدراسة أعد الباحث إلكترونيا استبانة لاستقصاء آراء المدرسين في فاعلية التعليم عن بعد، وطبقها على عينة عشوائية مكونة من (300) مدرس ومدرسة في المملكة الأردنية الهاشمية في محافظة إربد، و(300) مدرس ومدرسة في الجمهورية العربية السورية من محافظة حلب. وأظهرت نتائج الدراسة أن فاعلية التعليم عن بعد في فترة جائحة كورونا جاءت أدنى من المتوسط لدى عينة الدراسة، كما أظهرت وجود فروق ذات دلالة إحصائية في مدى فاعلية التعليم عن بعد في العملية التعليمية تعزى إلى عامل (الدولة) ولصالح المملكة الأردنية الهاشمية، كما أظهرت النتائج وجود فروق ذات دلالة إحصائية في مدى فاعلية التعليم عن بعد في العملية التعليمية تعزى إلى عامل (النوع الاجتماعي) ولصالح الإناث، كما أظهرت وجود فروق ذات دلالة إحصائية في مدى فاعلية التعليم عن بعد في العملية التعليمية تعزى إلى عامل (الاختصاص) لصالح التخصصات النظرية، إضافة إلى وجود فروق ذات دلالة إحصائية في مدى فاعلية التعليم عن بعد في العملية التعليمية تعزى إلى عامل (الأقدمية) لصالح (من 5 إلى 10 سنوات)، تليها (أقل من 5 سنوات)، ثم (أكثر من 10 سنوات).

وأجرى الجراح (2020) دراسة هدفت إلى التعرف على واقع التعليم الإلكتروني في برنامج التعليم عن بعد في ظل جائحة كورونا، من وجهة نظر الطلبة في الأردن بين النظرية والتطبيق. واتبع الباحث المنهج الوصفي التحليلي، فأعدَّ استبانة إلكترونية تضمنت (20) فقرة وُزعت إلكترونيًا على عينة عشوائية مكونة من (1200) طالبًا وطالبة، وقد خلصت نتائج الدراسة إلى أهمية استخدام التعليم الإلكتروني في برامج التعليم عن بعد، وإلى وجود صعوبات تحول دون استخدام التعليم الإلكتروني في برامج التعليم عن بعد، كما أظهرت النتائج عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى الدلالة (0.05 = α) بين استجابات أفراد عينة الدراسة لواقع التعليم الإلكتروني في برامج التعليم عن بعد، تعزى إلى متغير (النوع الاجتماعي).

وأجرى أبو شخيدم وعواد وخليلة والعمد وشديد (2020) دراسة هدفت إلى الكشف عن فاعلية التعليم الإلكتروني في ظل انتشار فيروس كورونا، من وجهة نظر المدرسين في جامعة خضوري، ولتحقيق أهداف الدراسة اتبع الباحث المنهج الوصفي التحليلي، وتكونت عينة الدراسة من (50) عضوًا هيئة تدريس في جامعة خضوري، ممن قاموا بالتدريس خلال فترة انتشار فايروس كورونا من خلال نظام التعليم الإلكتروني، وجُمعت البيانات اللازمة باستخدام استبانة طُبقت على عينة الدراسة، وكشفت نتائج الدراسة أن تقويم عينة الدراسة لفاعلية التعليم الإلكتروني في ظل انتشار فيروس كورونا من وجهة نظرهم كان متوسطًا، وجاء تقويمهم لمجال استمرارية التعليم الإلكتروني، ومجال معيقات استخدام التعليم الإلكتروني، ومجال تفاعل أعضاء هيئة التدريس مع التعليم الإلكتروني، ومجال تفاعل الطلبة في استخدام التعليم الإلكتروني متوسطًا.

وأجرى السبيعي والقباطي (2020) دراسة هدفت إلى "التعرف على واقع استخدام التعلم المدمج من وجهة نظر معلمي اللغة العربية ومعلماتها في تدريس طالب المرحلة الابتدائية"، ولتحقيق أهداف الدراسة استخدم الباحثان المنهج الوصفي، وطبقا مقياس واقع التعلم المدمج على عينة عشوائية قوامها (250) معلمًا ومعلمة من معلمي اللغة العربية ومعلماتها في المرحلة الابتدائية بمحافظة بيشة، وتوصلت الدراسة إلى النتائج التالية: أن درجة واقع التعلم المدمج لدى معلمي المرحلة الابتدائية ومعلماتها بمحافظة بيشة جاءت بدرجة متوسطة، كما جاءت درجة معوقات التعلم المدمج بدرجة عالية، وتشير النتائج إلى عدم وجود فروق بين متوسطات استجابات المعلمين والمعلمات لواقع التعلم المدمج ومعوقاته تعزى إلى اختلاف الجنس.

وأجرى Yulia (2020) دراسة سعت إلى توضيح تأثير جائحة كورونا في إعادة تشكيل التعليم في إندونيسيا، واستخدم الباحث المنهج الوصفي، واستخدم الاستبانة أداةً لجمع البيانات، وأوضح أنواع التعلم واستراتيجياته التي يستخدمها المدرسون في العالم عبر الإنترنت بسبب إغلاق الجامعات؛ للحد من انتشار فيروس كورونا الوبائي، كما وضحت الدراسة مزايا استخدام التعلم من خلال الإنترنت وفاعليته، وخلصت الدراسة الى وجود سرعة عالية لتأثير وباء كورونا في نظام التعليم؛ إذ تراجع أسلوب التعليم التقليدي لينتشر بدلًا منه التعلمُ من خلال الإنترنت؛ لكونه يدعم التعلم من المنزل، ومن ثمَّ يقلل اختلاط الأفراد ببعضهم، ويقلل انتشار الفيروس، وأثبتت الدراسة أهمية استخدام الاستراتيجيات المختلفة لزيادة سلاسة التعليم من خلال الإنترنت وتحسينه.

وأجرت العيد، وئام وبدوان، خديجة (2021) دراسة هدفت إلى تقصي "تقويم الصفوف الافتراضية في التعليم عن بُعد، من وجهة نظر معلمي الرياضيات ومشرفيها في محافظات غزة في ظل جائحة كوفيد-19"، واستخدمت الباحثتان المنهج الوصفي، واختيرت عينة عشوائية طبقية من معلمي الرياضيات في المدارس الحكومية في محافظات غزة، بلغ عددهم (97) معلمًا ومعلمة، منهم (43) معلمًا ومعلمة للمرحلة الأساسية العليا، و(54) معلمًا ومعلمة للمرحلة الثانوية، وعينة عشوائية بسيطة من مشرفي الرياضيات وبلغ عددهم (12) مشرفًا، واقتصرت أداة الدراسة على استبانة من إعداد الباحثتين. وأظهرت النتائج عدم وجود فروق بين متوسطي تقديرات معلمي الرياضيات ومعلماتها في مرحلتي التعليم الأساسية العليا والثانوية على محاور الاستبانة (مدى التوظيف، والإيجابيات، والسلبيات)، وعدم وجود فروق بين متوسطي تقديرات معلمي الرياضيات ومشرفيها، مع وجود فروق بين متوسطي تقديرات معلمي الرياضيات ومعلماتها على محور معوقات توظيف الصفوف الافتراضية لصالح المعلمات، إضافة إلى وجود فروق بين متوسطي تقديرات معلمي المراحل التعليمية (الأساسية العليا والثانوية) على محور ايجابيات توظيف الصفوف الافتراضية لصالح معلمي المرحلة الثانوية.

التعقيب على الدراسات السابقة

-       يظهر من خلال استعراض الدراسات السابقة ذات العلاقة بالدراسة الحالية أن التعليم في الفصول التقليدية (التعليم المباشر) كان ذا فاعلية أكبر، ونتائجه أفضل في تحصيل الطلبة من التعليم في الفصول الافتراضية (التعليم عن بعد/التعليم الإلكتروني)، في حين أن التعليم عن بعد كان أكثر مرونة في إتاحة الفرصة للطلبة للتعلم في الأوقات المناسبة لهم، وأكثر مناسبة لتهيئة الطلبة للتعلم الذاتي والاستقلالية في التعليم. كما أظهرت بعض الدراسات وجود مشكلات ومعيقات تقف حائلًا أمام نجاح التعليم عن بعد، وخاصة فيما يتعلق بالبنية التحتية والتكلفة العالية، وكفايات المعلمين والطلبة وأولياء أمورهم، بالإضافة إلى المناهج التعليمية الحالية غير المصممة للتنفيذ عبر منصات التعليم الإلكتروني.

-      اتفقت معظم الدراسات السابقة مع الدراسة الحالية في تناولها للتعليم عن بعد، إلا أنها اختلفت في عدة محاور، أهمها أن هذه الدراسة قد تناولت مرحلة مهمة من مراحل التعليم الأساسية، وهي مرحلة الصفوف المبكرة.

-       تتفق الدراسة الحالية مع بعض الدراسات السابقة في استخدامها للمنهج الوصفي، كدراسات الجعافرة (2020)، ومغربة وآخرين (2020)، وYulia (2020)، والسبعي والقباطي (2020)؛ وفي استخدامها للاستبانة لتكون أداة الدراسة، كدراسات ابداح (2020)، وYulia (2020)، والجراح (2020)، وأبو شخيدم وآخرين (2020)؛ وفي تناولها للتعليم عن بعد، كدراسات حناوي ونجم (2019)، والزبون (2020)، وBasilaia & Kvavadze (2020). في حين اختلفت الدراسة الحالية مع بعض الدراسات السابقة في المنهج المستخدم، كدراسة أبو شخيدم وآخرين (2020)؛ إذ اتبع المنهج الوصفي التحليلي. وبعض الدراسات اختلفت في استخدام أدوات الدراسة لتحقيق أهداف الدراسة والوصول إلى نتائجها، كدراسة (Wolfgang et al., 2020) التي استخدمت المقارنات والمؤشرات الإحصائية.

-      وقد استفاد الباحث من الدراسات السابقة في الجانب النظري من الدارسة، وكيفية بناء أداة الدراسة، واختيار منهجية البحث، وعينة الدراسة، وطرق تحليلها، والإجابة عن أسئلة الدراسة، ومناقشة نتائجها، كدراسة الجعافرة (2020).

-       وفي نهاية استعراضنا للدراسات السابقة، نرى أن الدراسة الحالية تنفرد عن غيرها من الدراسات السابقة في تناولها لمرحلة هامة من التعليم، وهي الصفوف المبكرة، والكشف عن واقع التعليم عن بعد في ظل جائحة كورونا من وجهة نظر معلميهم، الذين كانوا أحد الشركاء الحقيقيين في تحقيق الأهداف المرجوة من العملية التعليمية، وتنفيذ برامج التعليم عن بعد، والأخذ بأيدي طلبتهم في تحمل أعباء التدريس.

مشكلة الدراسة وأسئلتها

لقد ألقت جائحة كورونا بظلالها على كل نواحي الحياة، وخلقت من الصعوبات والمعيقات ما يحول دون السير الطبيعي لكل نواحي الحياة الاقتصادية والاجتماعية والتعليمية، مما أثر بشكل أو بآخر في سير القطاعات الحياتية المختلفة ومن ضمنها قطاع التعليم، الذي تأثر تأثرًا كبيرًا بتداعيات جائحة كورونا ومن ثمَّ انعكس على طلبة المدارس، وخاصة طلبة الصفوف المبكرة؛ لما لهذه المرحلة من حساسية شديدة ووضع خاص مقارنة ببقية الصفوف؛ لكونها مرحلة تأسيسية لا بدَّ من توفر جميع شروط التعليم والتعلم وأدواتهما فيها حتى تُؤتي عملية التعليم أُكُلها، وخاصة التعليم المباشر بوجود المعلم، ومن هنا كان لزامًا الوقوف على تقويم التعليم عن بعد في ظل جائحة كورونا.

وقد انطلق الباحث في دراسته هذه من دراسة رمضان (2020)، التي أشارت إلى أن استخدام نمط التعليم عن بعد يُعد أحد الوسائل الناجحة في التعامل مع مشكلات التعليم الناتجة عن جائحة كورونا. ومن دراسة أويابة وصالح (2020) التي أشارت إلى أن هناك معوقات مادية وبشرية تحد من تفاعل الطلبة مع منصات التعليم عن بعد، أبرزها عدم توفر الإنترنت، وعدم توفر أجهزة التعليم عن بعد، وضعف مهارات استخدام الحاسوب والتطبيقات، وانقطاع شبكة الإنترنت. ومن دراسة آل عبد الكريم (2019) التي أظهرت أن من ايجابيات استخدام نهج التعليم عن بعد، في مدارس التعليم العام الأهلية في الرياض، أنه يرفع مستوى ثقافة الطلاب في مهارات الحاسب الآلي، كما يقدم المادة العلمية بطريقة مشوقة، ويساعد الطلبة فيها على الإبقاء على أثر التعلم لمدة أطول، ويقدم التغذية الراجعة الفورية والمستمرة للمتعلم.

ومن خلال ما تقدم، تحددت مشكلة الدراسة الحالية في محاولة الإجابة عن الأسئلة الآتية:

1.    ما تقديرات معلمي الصفوف المبكرة في الأردن للتعليم عن بعد في ظل جائحة كورونا؟

2.     هل توجد فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى الدلالة (α=0.05) بين الأوساط الحسابية لتقديرات أفراد عينة الدراسة حول تقديرات معلمي الصفوف المبكرة في الأردن حول التعليم عن بعد في ظل جائحة كورونا، تعزى إلى اختلاف متغيرات (النوع الاجتماعي، والمؤهل العلمي، والخبرة التدريسية)؟

أهداف الدراسة

هدفت الدراسة إلى الآتي:

-       الكشف عن تقديرات معلمي الصفوف المبكرة في الأردن للتعليم عن بعد في ظل جائحة كورونا.

-       معرفة إن كان هناك فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى الدلالة (0.05=α) بين الأوساط الحسابية لتقديرات أفراد عينة الدراسة - تقديرات معلمي الصفوف المبكرة في الأردن - للتعليم عن بعد في ظل جائحة كورونا، تعزى إلى اختلاف متغيرات (النوع الاجتماعي، والمؤهل العلمي، والخبرة التدريسية).

أهمية الدراسة

تكمن أهمية الدراسة في كونها دراسة تتناول موضوعًا طارئًا وجديدًا ولم يكن في الحسبان، وقد فرض على كثير من الدول إغلاق المدارس، والبحث عن بدائل للتعليم المباشر الذي كان يجري في المدارس، واللجوء إلى التعليم عن بعد في ظل جائحة كورونا، التي غيرت كثيرًا من العادات وصور التفاعل الاجتماعي بين أفراد المجتمع الواحد، وعلى المستويات والمجالات كافة ومن ضمنها الجانب التعليمي والتدريسي. هذا بالإضافة إلى تناولها مرحلة حساسة من التعليم متمثلة في الصفوف المبكرة، التي يوليها المسؤولون أهمية كبيرة؛ لكونها مرحلة تأسيسية يُبنى عليها مستقبل الطالب في المراحل الدراسية التالية. كما تبرز أهميتها من أنها من الدراسات الأولى - في حدود علم الباحث - التي تتناول تقديرات معلمي الصفوف المبكرة في الأردن للتعليم عن بعد في ظل جائحة كورونا.

كما تكمن أهميتها فيما قد تتوصل إليه من نتائج قد تسهم في توجيه أنظار أصحاب القرار في المؤسسات التعليمية، بجميع مستوياتها العلمية، إلى وضع التشريعات وإجراء التعديلات المناسبة لتحسين التعليم عن بعد، وتذليل المعوقات والتحديات التي تواجه المعلمين والطلبة وأولياء أمورهم في استخدام برامج التعليم عن بعد، والوصول إلى أفضل الحلول والبدائل لتحسين التعليم عن بعد، وبما يتناسب ويتلاءم مع المرحلة الأساسية من التعليم وخاصة طلبة الصفوف المبكرة. هذا بالإضافة إلى تبني التعليم الإلكتروني ليكون مكملًا للتعليم المباشر؛ لتفادي الحالات الطارئة التي قد تواجهها أنظمة التعليم في الدول من جهة، ومسايرة التقدم العلمي والتطورات المتلاحقة في برامج التعليم - وخاصة التعليم الإلكتروني - من جهة أخرى، وللوصول من جهة ثالثة إلى ما يسمى بالتعليم المدمج (الهجين) الذي يجمع ما بين التعليم المباشر والتعليم الإلكتروني.

حدود الدراسة

-       الحدود الموضوعية: الكشف عن تقديرات معلمي الصفوف المبكرة في المدارس الحكومية للتعليم عن بعد.

-       الحدود المنهجية: المنهج الوصفي المسحي.

-       الحدود البشرية: عينة من معلمي الصفوف المبكرة في المدارس الحكومية التابعة لمديريات التربية والتعليم في محافظة إربد.

-       الحدود المكانية: اقتصرت الدراسة على جميع المدارس الحكومية التابعة لمديريات التربية والتعليم في محافظة إربد.

-       الحدود الزمنية: الفصل الدراسي الثاني 2020/2021.

مصطلحات الدراسة وتعريفاتها الإجرائية

التقديرات للتعليم عن بعد(إجرائيًا): هي الدرجة التي يعطيها معلمو الصفوف المبكرة لكفاءة برامج التعليم عن بعد.

التعليم عن بعد (اصطلاحًا): عرفته العريني بأنه "نمط تدريسي معتمد على التعليم الذاتي ومساند بالتقنية الحديثة، ويسعى للإتقان والعمل على نقل المادة التعليمية والتفاعل الأكاديمي المباشر وغير المباشر بين المعلم وطلابه، وبين الطلبة وبعضهم، متخطيا العوائق الزمانية والمكانية" (العريني، 1426هـ: 35). وعرفه عامر بأنه "نظام تعليمي جماهيري مفتوح للجميع لا يقيد بوقت ولا بفئة من المتعلمين، ولا يقتصر على مستوى أو نوع من التعليم؛ فهو يناسب طبيعة المجتمع وحاجات أفراده وطموحاتهم" (عامر، 2007: 22). كما عرفه Younis Bani بأنه "أسلوب من أساليب التعليم القائم على توظيف التكنولوجيا (شبكة الإنترنت، والأقمار الصناعية) في إعطاء الدروس للطلبة، مع وجود المدرس في مكان بعيد عن الطلبة باستخدام الوسائط المتعددة" (Younis Bani, 2006: 19).

معلمو الصفوف المبكرة(إجرائيًا): وعرفهم الباحث بأنهم جميع المعلمين والمعلمات الذين يدرِّسون طلبة الصفوف المبكرة (الأول، والثاني، والثالث) في المدارس الحكومية في الأردن.

منهجية الدراسة وإجراءاتها

يتناول هذا الجزء وصفًا لمنهج الدراسة، ومجتمعها وعينتها، وطريقة اختيارها، وأداة الدراسة، وإجراءاتها، وتصميمها، والمعالجة الإحصائية التي استخدمت في استخلاص نتائجها.

منهج الدراسة

اتبعت الدراسة المنهج الوصفي نمط الدراسات المسحية لملاءمته لطبيعة هذه الدراسة.

مجتمع الدراسة

تكون مجتمع الدراسة من جميع معلمي الصفوف المبكرة ومعلماتها البالغ عددهم (1204) معلمًا ومعلمة، في المدارس الحكومية في مديريات التربية والتعليم للواء بني كنانة وقصبة إربد ولواء بني عبيد في محافظة إربد، وذلك حسب الإحصائيات الرسمية لأقسام التخطيط التابعة لتلك المديريات للعام الدراسي 2020/2021.

عينة الدراسة

تكونت عينة الدراسة من (300) معلما ومعلمة، اختيروا بالطريقة العشوائية البسيطة بنسبة مئوية بلغت (25%) من مجتمع الدراسة الكلي. وطُبقت أداة الدراسة (الاستبانة) بعد أن حُولت إلى رابط إلكتروني، ومن ثم وُزعت على عينة الدراسة في بداية الفصل الدراسي الثاني 2020/2021، عن طريق وسائل الاتصال والتواصل لمديريات التربية والتعليم في محافظة إربد، وأبقيَ على الرابط لمدة ثلاثة أسابيع، حتى جُمعت كامل عينة الدراسة من دون أي فاقد، والجدول رقم (1) يوضح توزيع عينة الدراسة حسب متغيرات الدراسة:

جدول (1): التكرارات والنسب المئوية حسب متغيرات الدراسة

 

الفئات

التكرار

النسبة

النوع الاجتماعي

 

ذكر

168

56.0

أنثى

132

44.0

المؤهل العلمي

 

بكالوريوس

126

42.0

دراسات عليا

174

58.0

الخبرة التدريسية

 

 

أقل من 5 سنوات

40

13.3

من 5 أقل من 10 سنوات

71

23.7

10 سنوات فأكثر

189

63.0

المجموع

300

100.0

أداة الدراسة

لجمع بيانات الدراسة والإجابة عن أسئلتها وتحقيق أهدافها، روجِع الأدب النظري والدراسات السابقة ذات الصلة بموضوع الدراسة الحالية، كدراسات المحمادي (2020)، والجعافرة (2020)، والقحطاني (2020) لتطوير أداة الدراسة (الاستبانة)، وقد تكونت بصورتها الأولية من (43) فقرة، وفقًا لتدريج ليكرت الخماسي، وهو (بدرجة مرتفعة جدًا، بدرجة مرتفعة، بدرجة متوسطة، بدرجة منخفضة، بدرجة منخفضة جدًا)، حُولت إلى قيم عددية كما يلي (5، 4، 3، 2، 1) على الترتيب للفقرات الموجبة و(1، 2، 3، 4، 5) للفقرات السالبة.

صدق محتوى أداة الدراسة

كان التحقق من صدق محتوى الأداة عن طريق عرضها على عدد من المحكمين من ذوي الخبرة والاختصاص في مجال الدراسة؛ لإبداء آرائهم في السلامة اللغوية لصياغة الفقرات، ومدى ملاءمة الفقرات للدراسة التي أدرجت ضمنها، وفي ضوء اقتراحاتهم أُجريت التعديلات اللازمة من حذف وإضافة وإعادة صياغة، وفقًا لما اتُّفِق عليه وبنسبة اتفاق بلغت (80%)، وأصبحت الاستبانة في نسختها النهائية مكونة من (35) فقرة.

صدق بناء أداة الدراسة

استُخرجت مؤشرات صدق البناء للأداة، من خلال استخراج معاملات ارتباط الفقرة مع الدرجة الكلية للأداة، في عينة استطلاعية من خارج عينة الدراسة تكونت من (30) معلمًا ومعلمة من معلمي الصفوف المبكرة ومعلماتها في مديريات التربية والتعليم في محافظة إربد، وقد تراوحت معاملات ارتباط الفقرة مع الدرجة الكلية للأداة ما بين (0.38-0.86)، والجدول رقم (2) يوضح ذلك:

جدول (2): معاملات الارتباط بين الفقرة والدرجة الكلية للأداة

رقم الفقرة

معامل الارتباط

رقم الفقرة

معامل الارتباط

رقم الفقرة

معامل الارتباط

1

.720**

13

.730**

25

.430*

2

.750**

14

.640**

26

.710**

3

.640**

15

.430*

27

.660**

4

.620**

16

.710**

28

.660**

5

.740**

17

.440*

29

.790**

6

.420*

18

.380*

30

.540**

7

.780**

19

.470**

31

.660**

8

.390*

20

.400*

32

.790**

9

.420*

21

.530**

33

.800**

10

.540**

22

.860**

34

.740**

11

.460*

23

.600**

35

.500**

12

.730*

24

.530**

 

 

*دالة إحصائيا عند مستوى الدلالة (0.05).

**دالة إحصائيا عند مستوى الدلالة (0.01).

وتجدر الإشارة إلى أن جميع معاملات الارتباط كانت ذات درجات مقبولة ودالة إحصائيا، ولذلك لم تُحذف أي من هذه الفقرات.

يبين الجدول رقم (2) أن معاملات ارتباط فقرات أداة الدراسة الموجهة لمعلمي الصفوف المبكرة ومعلماتها مع المجموع الكلي للأداة، قد تراوح ما بين (0.38-0.86)، وقد كانت جميعها ذات دلالة إحصائية عند مستوى الدالة (0.05=α)، وبهذا يمكن القول إن الأداة تتمتع بصدق بناء مرتفع ومقبول في مثل هذا النوع من الدراسات الإنسانية.

ثبات الأداة

للتأكد من ثبات أداة الدراسة، فقد كان التحقق بطريقة الاختبار وإعادة الاختبار (test-retest) بتطبيق الأداة، وإعادة تطبيقها بعد أسبوعين على مجموعة من خارج عينة الدراسة مكوَّنة من (30) معلمًا ومعلمة، ثم حساب معامل ارتباط بيرسون بين تقديراتهم في المرتين إذ بلغ (0.91). كما حُسب معامل الثبات بطريقة الاتساق الداخلي حسب معادلة كرونباخ ألفا، وقد بلغ (0.87) وعدت هذه القيم ملائمة لغايات هذه الدراسة.

متغيرات الدراسة

-       النوع الاجتماعي، وله فئتان (ذكر، وأنثى).

-       المؤهل العلمي، وله فئتان (بكالوريوس، ودراسات عليا).

-       الخبرة التدريسية، ولها ثلاثة مستويات (أقل من 5 سنوات، ومن 5 أقل من 10 سنوات، و10 سنوات فأكثر).

-       تقديرات معلمي الصفوف المبكرة في المدارس الحكومية للتعليم عن بعد.

المعيار الإحصائي

اعتُمد سلم ليكرت الخماسي لتصحيح أدوات الدراسة، بإعطاء كل فقرة من فقراته درجة واحدة من بين درجاته الخمس (بدرجة مرتفعة جدًا، بدرجة مرتفعة، بدرجة متوسطة، بدرجة منخفضة، بدرجة منخفضة جدًا)، وهي تمثل رقميًا (5، 4، 3، 2، 1) على الترتيب، وللحكم على قيم المتوسطات الحسابية للفقرات والمجالات والأداة ككل، اعتُمد المعيار الإحصائي باستخدام المعادلة الآتية:

طول الفئة =   = 1.33 =     

ومن ثم ستكون درجة الالتزام ثلاثة على النحو الآتي:

·     درجة منخفضة من (1- أقل 2.33).

·     درجة متوسطة من (2.343.67).

·     درجة مرتفعة من (3.68-5).

المعالجة الإحصائية

للإجابة عن أسئلة الدراسة استُخدمت التحليلات الإحصائية المناسبة بعد إدخال البيانات على جهاز الحاسوب؛ لتحليلها باستخدام برنامج (SPSS) ومعالجتها إحصائيًا، وهي على النحو الآتي:

-       للإجابة عن السؤال الأول، الذي نصه: "ما تقديرات معلمي الصفوف المبكرة في الأردن للتعليم عن بعد في ظل جائحة كورونا؟"، استُخرجت المتوسطات الحسابية والانحرافات المعيارية لتقديرات معلمي الصفوف المبكرة في الأردن للتعليم عن بعد في ظل جائحة كورونا.

-       للإجابة عن السؤال الثاني، ونصه: "هل توجد فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى الدلالة (0.05=α) بين الأوساط الحسابية لتقديرات أفراد عينة الدراسة - تقديرات معلمي الصفوف المبكرة في الأردن - للتعليم عن بعد في ظل جائحة كورونا، تعزى إلى اختلاف متغيرات (النوع الاجتماعي، والمؤهل العلمي، والخبرة التدريسية)؟"، استُخرجت المتوسطات الحسابية والانحرافات المعيارية لتقديرات معلمي الصفوف المبكرة في الأردن للتعليم عن بعد في ظل جائحة كورونا حسب متغيرات (النوع الاجتماعي، والمؤهل العلمي، والخبرة التدريسية)، ولبيان دلالة الفروق الإحصائية بين المتوسطات الحسابية استُخدم تحليل التباين الثلاثي، ولبيان الفروق الزوجية الدالة إحصائيًا بين المتوسطات الحسابية استُخدمت المقارنات البعدية بطريقة شيفيه (scheffe).

نتائج الدراسة وتفسيرها

أولا: النتائج المتعلقة بسؤال الدراسة الأول وتفسيرها

ونصه: ما تقديرات معلمي الصفوف المبكرة في الأردن للتعليم عن بعد في ظل جائحة كورونا؟

للإجابة عن هذا السؤال استُخرجت المتوسطات الحسابية والانحرافات المعيارية لتقديرات معلمي الصفوف المبكرة في الأردن للتعليم عن بعد في ظل جائحة كورونا، والجدول رقم (3) يوضح ذلك:

جدول (3): المتوسطات الحسابية والانحرافات المعيارية لتقديرات معلمي الصفوف المبكرة في الأردن
للتعليم عن بعد في ظل جائحة كورونا (مرتبة تنازليًا حسب المتوسطات الحسابية)

الرقم

التقدير

المتوسط الحسابي

الانحراف المعياري

الرتبة

المستوى

25

يُمكِّن التعليم عن بعد الطلبةَ من تكرار مشاهدة الدروس السابقة أكثر من مرة.

3.98

.9230

1

مرتفع

20

توفر عملية التعليم عن بعد الجهد ومصاريف الذهاب إلى المدرسة.

3.60

1.101

2

متوسط

21

تخفف الاختبارات عن بعد من توتر طلبة الصفوف المبكرة.

3.46

1.211

3

متوسط

26

تتوفر مجموعة كافية من البرامج والتطبيقات الحاسوبية التي تساعد الطلبة في التعليم عن بعد.

3.17

1.158

4

متوسط

31

يتميز التعليم عن بعد باستخدام بيئة تعليمية مرنة من حيث زمان التعلم ومكانه.

3.05

1.212

5

متوسط

23

تتوافق الاختبارات المدرسية مع محتوى المادة الدراسية ذاتها في التعليم عن بعد.

3.01

.9750

6

متوسط

24

يوفر التعليم عن بعد الجمع ما بين الدراسة وإنجاز مهام وواجبات خاصة بالطلبة وعائلاتهم.

2.96

.9440

7

متوسط

3

يؤدي التعليم عن بعد إلى تنمية المهارات التقنية والتقنيات الحديثة في التعليم لدى طلبة الصفوف المبكرة.

2.95

1.137

8

متوسط

28

يتميز المحتوى التعليمي للتعلم عن بعد بالتنوع ما بين (نصوص ثابتة، ورسوم متحركة، وفيديوهات، وعروض تقديمية، وأصوات، وخرائط).

2.92

1.093

9

متوسط

12

ينمي التعليم عن بعد في الطلبة رغبتهم في الاستمرار فيه، بالإضافة إلى التعليم المباشر بعد انتهاء جائحة كورونا (أي ما يعرف بالتعليم المدمج).

2.86

1.102

10

متوسط

32

يوفر التعليم عن بعد للطلبة أدوات التعليم الذاتي ومصادره، ومن ثم الاستقلالية في التعليم.

2.79

1.180

11

متوسط

5

يُكسب التعليم عن بعد طلبة الصفوف المبكرة خبرات جديدة ومطورة في مجال التعليم.

2.68

1.186

12

متوسط

14

يغطي التعليم عن بعد محتوى المادة الدراسية تغطية كاملة.

2.67

1.139

13

متوسط

4

يسد التعليم عن بعد الفجوة الحاصلة في التعليم بسبب إغلاق المدارس لفترات طويلة.

2.65

1.041

14

متوسط

18

يساعد التعليم عن بعد على إدارة الوقت وسرعة إنجاز المهام بالنسبة إلى الطلبة وأولياء أمورهم.

2.61

1.117

15

متوسط

8

يسهم التعليم عن بعد في توفير بدائل متعددة للتفاعل ما بين المعلم والطلبة.

2.49

1.187

16

متوسط

34

يساعد التعليم عن بعد في تحقيق مبدأ تفريد التعليم والتمايز ما بين الطلبة.

2.48

1.026

17

متوسط

1

تتميز برامج التعليم عن بعد وأدواته بسهولة الاستخدام بالنسبة إلى طلبة الصفوف المبكرة.

2.40

1.063

18

متوسط

6

يؤثر التعليم عن بعد في التحصيل الدراسي للطلبة مقارنة بالتعليم المباشر.

2.40

1.428

18

متوسط

29

يحقق التعليم عن بعد الأهداف التعليمية المطلوبة من المواد الدراسية.

2.38

.9930

20

متوسط

9

يشتت التعليم عن بعد أذهان الطلبة ويقلل من تركيزهم في أثناء الدروس.

2.35

1.251

21

متوسط

27

تعرض أدوات التعليم عن بعد المعلومات بطريقة أكثر إثارة من التعليم المباشر.

2.28

1.052

22

منخفض

7

يشجع التعليم عن بعد المتعلمين على المشاركة في الأنشطة التعليمية.

2.27

1.055

23

منخفض

33

يساعد التعليم عن بعد على إثارة الدافعية لدى الطلبة وتحفيزهم على التعلم.

2.17

1.060

24

منخفض

22

تعد عملية التعليم عن بعد ذات كفاءة عالية في توصيل المعلومات على نحو دقيق وواضح لجميع الطلبة.

2.16

1.054

25

منخفض

2

يلبي التعليم عن بعد احتياجات طلبة الصفوف المبكرة للتعلم الفردي.

2.08

.9940

26

منخفض

35

تعد عملية التعليم عن بعد أصعب من عملية التعليم المباشر بالنسبة إلى طلبة الصفوف المبكرة.

2.08

1.246

26

منخفض

13

يراعي التعليم عن بعد الفروق الفردية بين الطلبة ومستوياتهم المتفاوتة.

2.04

1.134

28

منخفض

30

ينمي التعليم عن بعد جميع الجوانب التربوية للطلبة، كالصفات الشخصية والسلوكيات الإيجابية التي كانت تنمى بالتعليم المباشر.

1.98

.9670

29

منخفض

10

يزيد اهتمام المعلم بطلبة الصفوف المبكرة في بيئة التعليم الصفية عن اهتمامه بهم في بيئة التعليم عن بعد.

1.91

1.285

30

منخفض

16

تجري عملية تقويم الطلبة في التعليم عن بعد على نحو عادل.

1.87

1.016

31

منخفض

11

تؤثر عملية التعليم عن بعد في صحة الطلبة ونفسيتهم؛ نتيجة للجلوس لفترات طويلة أمام أجهزة التعليم عن بعد وتطبيقاته.

1.86

1.022

32

منخفض

17

يزيد شعور الطلبة بالعزلة عن الأقران في التعليم عن بعد.

1.80

.9350

33

منخفض

19

يتحدث الطلبة وأولياء أمورهم على نحو سلبي عن التعليم عن بعد.

1.74

.9380

34

منخفض

15

يزيد التعليم عن بعد من شعور الطلبة وأولياء أمورهم بعدم المصداقية في الاختبارات.

1.66

1.039

35

منخفض

 

الدرجة الكلية

2.51

.6170

 

متوسط

يتبين من جدول (4) أن "تقديرات معلمي الصفوف المبكرة في الأردن للتعليم عن بعد في ظل جائحة كورونا" قد جاءت بدرجة متوسط بمتوسط حسابي عام بلغ (2.51) وانحراف معياري (0.617 وقد تراوحت المتوسطات الحسابية ما بين (1.66-3.98).

وقد يعزو الباحث هذه النتيجة إلى الفرق الكبير والشاسع ما بين التعليم المباشر الذي هو أصل التعليم المعتاد والحالة الطبيعية له التي اعتمدتها معظم الأنظمة التربوية والتعليمية في العالم بأسره، مقارنة بالتعليم عن بعد الذي هو حديث من حيث الممارسة والتطبيق، رغم أنه من حيث المبدأ ليس وليد اللحظة، وإنما له جذوره وتطبيقاته في كثير من المؤسسات التربوية والتعليمية العالمية، وقد كان له الفضل الكبير في توسيع دائرة التعليم وزيادة نسبة المنتسبين إليه. وقد يعزو الباحث استجابات عينة الدراسة، التي جاءت بدرجة متوسطة، إلى نتائج الطلبة في الاختبارات المتنوعة التي أجروها على طلبتهم، وأفادت بتدني أداء الطلبة، كما أظهرت فجوة مرتفعة ما بين يملكه الطلبة فعلًا وبين ما يجب أن يملكوه من معارف ومهارات، وبناءً على الفترة القصيرة التي طُبق فيها التعليم عن بعد تكوَّن التصور العام لدى المعلمين عن تلك التجربة الجديدة بالنسبة إليهم وإلى طلبتهم، مما حدا إلى تكون النتيجة متوسطة حسب وجهة نظرهم.

كما أظهرت النتائج أن الفقرة رقم (25) التي نصها: "يُمكِّن التعليم عن بعد الطلبة من تكرار مشاهدة الدروس السابقة أكثر من مرة" جاءت في المرتبة الأولى بمتوسط حسابي بلغ (3.98) وانحراف معياري (.923 وجاءت الفقرة رقم (20) التي نصها: "توفر عملية التعليم عن بعد الجهد ومصاريف الذهاب إلى المدرسة" في المرتبة الثانية بمتوسط حسابي بلغ (3.60) وانحراف معياري (1.101)، وجاءت الفقرة رقم (21) ونصها: "تخفف الاختبارات عن بعد من توتر طلبة الصفوف المبكرة" في المرتبة الثالثة بمتوسط حسابي بلغ (3.46) وانحراف معياري (1.211)، في حين جاءت الفقرة رقم (15) ونصها: "يزيد التعليم عن بعد من شعور الطلبة وأولياء أمورهم بعدم المصداقية في الاختبارات" في المرتبة الأخيرة بمتوسط حسابي بلغ (1.66) وانحراف معياري (1.039). وبلغ المتوسط الحسابي لتقديرات معلمي الصفوف المبكرة في الأردن للتعليم عن بعد في ظل جائحة كورونا ككل (2.51) وبانحراف معياري (.617).

وقد يعزو الباحث نتيجة الفقرة رقم (25) إلى خاصية مهمة في "منصة دَرسَك" التابعة لوزارة التربية والتعليم الأردنية، وهي أن الدروس المصورة تبقى متوفرة على المنصة لفترات طويلة مما يسمح للطلبة وأولياء أمورهم بالعودة إليها متى اقتضت الحاجة إلى ذلك، وهذه أيضًا من ايجابيات التعليم عن بعد بوجه عام. وقد يعزو الباحث نتيجة الفقرة رقم (20) إلى إيجابيات التعليم عن بعد، مثل توفير الجهد والوقت والمال؛ لأن تلك الصورة من التعليم لا تتطلب الذهاب إلى المدرسة أو أي صورة من صور المؤسسات التعليمية، وتسمح بالبقاء في المنزل، مما يوفر على المتعلم الجهد والوقت بالإضافة إلى المصاريف التي ترتبط بالذهاب إلى المدرسة، من مواصلات وطعام وشراب وتجهيزات تعليمية وتوابع أخرى يفرضها التعليم المباشر. وقد يعزو الباحث نتيجة الفقرة رقم (21) إلى أن الاختبارات بوجه عام وفي الوضع الطبيعي جديدة لطلبة الصفوف المبكرة؛ بحكم أنهم في بداية السلم التعليمي، مما يجعلهم متوترين وغير مستعدين دراسيًا ونفسيًا لأداء أي نوع من أنواع الاختبارات؛ فهم بحاجة إلى مساندة ومساعدة من شخص كبير يستطيع تبسيط أسئلة الاختبار وتقريب الإجابة إليهم، وهذا قد يجدونه في منازلهم وبرفقة أولياء أمورهم، وقد جاءت هذه النتيجة بناءً على ذلك.

في حين يعزو الباحث نتيجة الفقرة رقم (15) - التي جاءت في المرتبة الأخيرة وتشير إلى إحدى سلبيات التعليم عن بعد، وهي نتيجة طبيعية وأمرٌ أقلقَ القائمين على العملية التعليمية، وهي صعوبة ضبط الاختبارات وضمان مصداقيتها - إلى سبب قد يكون واضحًا للجميع ومتفقًا عليه من جميع أطراف العملية التعليمية، من مسؤولين ومشرفين ومعلمين ومهتمين وحتى من أولياء الأمور أنفسهم، وهو مساعدة أولياء الأمور أو القائمين على تدريس أبنائهم الطلبة في حل أسئلة الاختبارات، وقد يذهب الأمر في بعض الحالات إلى أبعد من ذلك، وهو أن يؤدي ولي الأمر الاختبار بنفسه أو أن يُوكل الأمر إلى معلم مقابل مبلغٍ من المال، وهنا قد وقعنا في جريمة تربوية وأخلاقية ومهنية وقانونية أيضًا، مما يؤثر في مصداقية الاختبارات ونتائجها وفي الحصول على الأداءات والنتاجات المطلوبة التي صُممت الاختبارات لقياسها، مما سيؤثر على نحو أو آخر في تحقيق الأهداف المرجو تحقيقها في الطلبة، وهو ما سينعكس بالمقابل سلبًا على الطلبة أنفسهم.

وقد اتفقت هذه النتيجة مع نتيجة دراسة أبو شخيدم وآخرين (2020)، التي أظهرت أن تقويم عينة الدراسة لفاعلية التعليم الإلكتروني في ظل انتشار فيروس كورونا من وجهة نظر المدرسين قد جاءت متوسطة. كما اتفقت مع نتيجة دراسة السبيعي والقباطي (2020)، التي أظهرت أن درجة واقع التعلم المدمج لدى معلمي المرحلة الابتدائية ومعلماتها بمحافظة بيشة جاءت بدرجة متوسطة، في حين اختلفت مع نتيجة دراسة Kvavadze & Basilaia (2020)، التي أفادت بأن الانتقال من التعليم التقليدي إلى التعليم عبر الإنترنت كان ناجحًا. كما اختلفت مع نتيجة دراسة ابداح (2020)، التي أظهرت نتائجها أن فاعلية التعليم عن بعد في فترة جائحة كورونا جاءت أدنى من المتوسط.

ثانيًا: النتائج المتعلقة بسؤال الدراسة الثاني وتفسيرها

ونصه: هل توجد فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى الدلالة (0.05=α) بين الأوساط الحسابية لتقديرات أفراد عينة الدراسة للتعليم عن بعد في ظل جائحة كورونا تعزى إلى اختلاف متغيرات (النوع الاجتماعي، والمؤهل العلمي، الخبرة التدريسية)؟

للإجابة عن هذا السؤال استُخرجت المتوسطات الحسابية والانحرافات المعيارية "لتقديرات معلمي الصفوف المبكرة في الأردن للتعليم عن بعد في ظل جائحة كورونا"، حسب متغيرات (النوع الاجتماعي، والمؤهل العلمي، والخبرة التدريسية)، والجدول رقم (4) يوضح ذلك:

جدول (4): المتوسطات الحسابية والانحرافات المعيارية لتقديرات معلمي الصفوف المبكرة في الأردن للتعليم عن بعد في ظل جائحة كورونا حسب متغيرات الدراسة

المتغير

المتوسط الحسابي

الانحراف المعياري

العدد

النوع الاجتماعي

ذكر

2.59

.6390

168

أنثى

2.41

.5750

132

المؤهل العلمي

بكالوريوس

2.34

.5570

126

دراسات عليا

2.63

.6320

174

الخبرة التدريسية

أقل من 5 سنوات

2.26

.6210

40

من 5 إلى 10 سنوات

2.32

.4650

71

 10 سنوات فأكثر

2.63

.6360

189

يبين الجدول رقم (4) تباينًا ظاهريًا في المتوسطات الحسابية والانحرافات المعيارية "لتقديرات معلمي الصفوف المبكرة في الأردن للتعليم عن بعد في ظل جائحة كورونا"؛ بسبب اختلاف فئات متغيرات (النوع الاجتماعي، والمؤهل العلمي، والخبرة التدريسية). ولبيان دلالة الفروق الإحصائية بين المتوسطات الحسابية، استُخدم تحليل التباين الثلاثي الموضح في جدول رقم (5).

جدول (5): تحليل التباين الثلاثي لأثر متغيرات الدراسة في تقديرات معلمي الصفوف المبكرة في الأردن للتعليم عن بعد في ظل جائحة كورونا

مصدر التباين

مجموع المربعات

درجات الحرية

متوسط المربعات

قيمة ف

الدلالة الإحصائية

النوع الاجتماعي

.2750

1

.2750

.8030

.3710

المؤهل العلمي

4.372

1

4.372

12.768

.0000

الخبرة التدريسية

5.587

2

2.794

8.159

.0000

الخطأ

101.005

295

.3420

 

 

الكلي

113.978

299

 

 

 

يتبين من الجدول رقم (5) الآتي:

-       عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى الدلالة (0.05 = α) تعزى إلى أثر النوع الاجتماعي؛ فقد بلغت قيمة ف (0.803) وبدلالة إحصائية بلغت (0.371). ويرى الباحث أن "تقديرات معلمي الصفوف المبكرة في الأردن للتعليم عن بعد" لم تختلف حسب متغير (النوع الاجتماعي)؛ إذ إن رؤية كل من الذكور أو الإناث متكافئة تجاه الدرجة المتوسطة للتعليم عن بعد في المدارس الحكومية في الأردن. وقد يعزو الباحث هذه النتيجة إلى أن طبيعة العمل في المدارس الحكومية في الأردن واحدة ومتشابهة في متطلبات المهنة فيها، سواء كانت مدارس الذكور أو مدارس الإناث، مما حدا إلى ألا تظهر فروق تعزى إلى متغير (النوع الاجتماعي). وقد اتفقت هذه النتيجة مع نتيجة دراسة الجراح (2020)، التي أظهرت نتائجها عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين استجابات أفراد عينة الدراسة لواقع التعليم الإلكتروني في برامج التعليم عن بعد، تعزى إلى متغير (النوع الاجتماعي). كما اتفقت مع دراسة السبيعي والقباطي (2020)، التي أظهرت عدم وجود فروق بين متوسطات استجابات المعلمين والمعلمات لواقع التعلم المدمج ومعوقاته، تعزى إلى اختلاف الجنس (النوع الاجتماعي). كما اتفقت مع دراسة الجعافرة (2020)، التي أظهرت عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية تعزى إلى متغير (النوع الاجتماعي)، في حين اختلفت مع دراسة ابداح (2020)، التي أظهرت نتائجها وجود فروق ذات دلالة إحصائية في مدى فاعلية التعليم عن بعد في العملية التعليمية، تعزى إلى عامل (النوع الاجتماعي) ولصالح الإناث. كما اختلفت مع دراسة العيد، وثام وبدوان، وخديجة (2021)، التي أظهرت نتائجها وجود فروق بين متوسطات تقديرات معلمي ومعلمات الرياضيات على محور معوقات توظيف الصفوف الافتراضية، عُزيت إلى عامل الجنس (النوع الاجتماعي) لصالح المعلمات.

-       وجود فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى الدلالة (0.05=α) تعزى إلى أثر المؤهل العلمي؛ فقد بلغت قيمة ف (12.768) وبدلالة إحصائية بلغت (0.000)، وجاءت الفروق لصالح (الدراسات العليا). ويرى الباحث بناءً على هذه النتيجة أن معلمي الصفوف المبكرة قد اختلفت آراؤهم بناءً على متغير (المؤهل العلمي)، بين من يحمل درجة البكالوريوس ومن يحمل الشهادات العليا، وجاءت النتيجة لصالح الدراسات العليا. وقد يعزو الباحث هذه النتيجة إلى امتلاك أصحاب الشهادات العليا المهارات التقنية الحديثة، التي لها صلة مباشرة بالتعليم عن بعد، فضلًا عن امتلاكهم للاستراتيجيات التعليمية الحديثة التي لا يقوم التعليم عن بعد إلا بها، ولا يصح إلا عن طريقها، وكذلك إلى ما لديهم من حصيلة معرفية ومقدرة على التعامل مع الطلبة في هذه الظروف الاستثنائية، التي أجبرت الأنظمة التربوية والتعليمية على اعتماد التعليم عن بعد، ولهذه الأسباب فقد جاءت الفروق لصالحهم. وقد اتفقت هذه النتيجة مع نتيجة دراسة مغربة وآخرين (2020)؛ إذ أظهرت نتائج الدراسة وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين إجابات عينة الدراسة بخصوص متطلبات التعليم الإلكتروني بالجامعات اليمنية لمواجهة جائحة كورونا تبعا لمتغير (المستوى التعليمي).

-       وجود فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى الدلالة (0.05=α) تعزى إلى أثر الخبرة التدريسية؛ فقد بلغت قيمة ف (8.159) وبدلالة إحصائية بلغت (0.000)، ولبيان الفروق الزوجية الدالة إحصائيًا بين المتوسطات الحسابية، استُخدمت المقارنات البعدية بطريقة شيفيه، كما هو مبين في الجدول رقم (6):

جدول (6): المقارنات البعدية بطريقة شيفيه لأثر الخبرة التدريسية في تقديرات معلمي الصفوف المبكرة في الأردن
 للتعليم عن بعد في ظل جائحة كورونا

 

 

المتوسط الحسابي

أقل من 5 سنوات

من 5 إلى 10 سنوات

 10 سنوات فأكثر

الخبرة التدريسية

أقل من 5 سنوات

2.26

 

 

 

من 5 إلى 10 سنوات

2.32

-0.06

 

 

10 سنوات فأكثر

2.63

-0.37*

-0.31*

 

*    دالة عند مستوى الدلالة (0.05=α).

يتبين من الجدول رقم (6) وجود فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى الدلالة (0.05=α) بين (10 سنوات فأكثر) من جهة، وكل من (أقل من 5 سنوات) و(5-9) من جهة أخرى، وجاءت الفروق لصالح (10 سنوات فأكثر). ويرى الباحث بناءً على هذه النتيجة أن معلمي الصفوف المبكرة قد اختلفت آراؤهم بناءً على متغير (الخبرة التدريسية) بين المستويات المشار إليها سابقا، وجاءت النتيجة لصالح الخبرة الأطول. وقد يعزو الباحث هذه النتيجة الطبيعية إلى مقدار ما اكتسبه المعلمون والمعلمات من حصيلة معرفية وخبرات تدريسية ومعرفة بطرق التعامل مع الطلبة، وامتلاكهم للمهارات والاستراتيجيات التدريسية المتنوعة، هذا بالإضافة إلى أن معظم من لديهم خبرة طويلة في التدريس ويحملون شهادات دراسية عليا دبلوم تربوي عالي، ماجستير، دكتوراه قد أثرت دراساتهم بصورة أو بأخرى في توسيع خبراتهم التربوية المتنوعة والتدريسية الحديثة والنفسية وحتى التقنية وتعميقها، وهو ما لا بدَّ منه لنجاح التعليم عن بعد، مما حدا إلى أن تأتي الفروق لصالح أصحاب الخبرة الطويلة مقابل المستويات الأخرى. وقد اتفقت هذه النتيجة مع نتيجة دراسة الجعافرة (2020)؛ فقد أظهرت نتائج الدراسة وجود فروق ذات دلالة إحصائية تعزى إلى متغير (الخبرة التدريسية) لصالح الخبرة (10 سنوات فأكثر (، في حين اختلفت مع دراسة ابداح (2020)، التي أظهرت نتائجها وجود فروق ذات دلالة إحصائية في مدى فاعلية التعليم عن بعد في العملية التعليمية، تعزى إلى عامل (الأقدمية) لصالح (من 5 إلى 10 سنوات).

نتائج الدراسة

أسفرت الدراسة الحالية عن النتائج التالية:

-       أن تقديرات معلمي الصفوف المبكرة في الأردن للتعليم عن بعد في ظل جائحة كورونا قد جاءت بدرجة متوسطة، بمتوسط حسابي عام بلغ (2.51) وانحراف معياري (.617)، وقد تراوحت المتوسطات الحسابية ما بين (1.66-3.98).

-       وجود تباين ظاهري في المتوسطات الحسابية والانحرافات المعيارية "لتقديرات معلمي الصفوف المبكرة في الأردن للتعليم عن بعد في ظل جائحة كورونا"؛ بسبب اختلاف فئات متغيرات الدراسة (النوع الاجتماعي، والمؤهل العلمي، والخبرة التدريسية).

-       عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى الدلالة (0.05=α)، تعزى إلى أثر النوع الاجتماعي؛ إذ بلغت قيمة ف (0.803) وبدلالة إحصائية بلغت (0.371).

-       وجود فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى الدلالة (0.05=α)، تعزى إلى أثر المؤهل العلمي؛ فقد بلغت قيمة ف (12.768) وبدلالة إحصائية بلغت (0.000)، وجاءت الفروق لصالح (الدراسات العليا).

-       وجود فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى الدلالة (0.05=α)، تعزى إلى أثر الخبرة التدريسية؛ إذ بلغت قيمة ف (8.159) وبدلالة إحصائية بلغت (0.000)، ولبيان الفروق الزوجية الدالة إحصائيا بين المتوسطات الحسابية استُخدمت المقارنات البعدية بطريقة شيفيه، وقد تبين وجود فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى الدلالة (0.05=α) بين (10 سنوات فأكثر) من جهة، وكل من (أقل من 5 سنوات) و(5-10) من جهة أخرى، وجاءت الفروق لصالح (10 سنوات فأكثر).

التوصيات

في ضوء نتائج الدراسة يوصي الباحث بالآتي:

-       تحسين التعليم عن بعد في الأردن من خلال تطوير "منصة درسك" التابعة لوزارة التربية والتعليم لتصبح أكثر فاعلية، وذلك بفتح قنوات تفاعلية ما بين المعلم وطلبته، وجعلها أكثر إثارة وتحفيزًا للطلبة، وأكثر تلبيةً لحاجاتهم ومراعاة للفروق الفردية بينهم.

-       تزويد المعلمين بالخبرات اللازمة للتعلم عن بعد - من التدرب على التقنيات الحديثة في التعليم والتعليم، ومواكبة طرق التدريس وأساليبه واستراتيجيات التقويم الحديثة - لتحسينها وتجويدها وحتى تؤتي أكلها وتحقق النتائج المرجوة منها.

-       الاستفادة من التجارب والخبرات العالمية في توظيف برامج التعليم عن بعد في المدارس الحكومية في الأردن.

-       تعديل المناهج الدراسية بما يتوافق مع التطورات العلمية والتقنية المتلاحقة، بما يسمح باستخدام التقنيات الحديثة في التعليم، وخاصة فيما يتعلق بالتعليم الإلكتروني، مع ضرورة تدريب الطلبة على تلك التقنيات من خلال مادة الحاسوب أو من خلال المواد الدراسية الأخرى.

-       تقوية الاتجاه الايجابي بشأن استخدام برامج التعليم عن بعد لدى المعلمين والطلبة وأولياء أمورهم.

المقترحات

-       إجراء دراسات مماثلة لمعرفة تقدير الطلبة أو أولياء أمورهم أو المشرفين التربويين للتعليم عن بعد.

-       القيام بمزيد من الدراسات المتخصصة في مجال تطوير برامج التعليم عن بعد، وتصميم منصات تعليمية تعلمية أكثر تفاعلية وكفاءة وإنتاجية، وفي مجال برامج التعليم الإلكتروني لتصبح أكثر مرونة وسهولة لطلبة الصفوف المبكرة.


 

المراجع

أولًا: العربية

ابداح، علاء فريد. (2020). فاعلية استخدام التعليم عن بعد من وجهة نظر مدرسي المرحلة الثانوية في فترة جائحة كورونا: دراسة مقارنة بين المملكة الأردنية الهاشمية والجمهورية العربية السورية. المركز القومي للبحوث عزة، مجلة البحوث التربوية والنفسية، 4(42): 134-150.

أبو شخيدم، سحر وعواد، خولة وخليلة، شهد والعمد، عبد الله وشديد، نور. (2020). فاعلية التعليم الإلكتروني في ظل انتشار فيروس كورونا من وجهة نظر المدرسين في جامعة فلسطين التقنية (خضوري). المجلة العربية للنشر العلمي، مركز البحث وتطوير الموارد البشرية، 2(21): 365 -389.

الأخرس، يوسف. (2018). أثر تطبيق استراتيجية التعليم الإلكتروني على التحصيل الدراسي في مادة الرياضيات في الصفوف الأساسية في محافظة العاصمة من وجهة نظر معلمي ومعلمات الرياضيات. مجلة دراسات العلوم التربوية، 45(4): 70-80.

آل عبد الكريم، مشاعل عبد العزيز. (2019). واقع استخدام التعليم الإلكتروني في مدارس المملكة الأهلية بمدينة الرياض. المؤسسة العربية للتربية والعلوم والآداب، المجلة العربية للآداب والدراسات الإنسانية، (10): 63-92.

أويابه، صالح وأبو القاسم الشيخ، صالح. (2020). تقييم التعليم عن بعد في ظل (COVID-19) من وجهة نظر الطلبة: دراسة حالة بجامعة غرادية بالجزائر. مركز البحث وتطوير الموارد البشرية، مجلة دراسات في العلوم الإنسانية والاجتماعية، 3(3): 133-157.

تمام، شادية عبد الحليم. (2010). الجودة في برامج التعليم المفتوح في ضوء الاتجاهات العالمية والاحتياجات العالمية والاحتياجات المحلية. ط1، المكتبة العصرية للطباعة والنشر، القاهرة، مصر.

الجراح، فيصل صالح. (2020). واقع التعليم الإلكتروني في برنامج التعليم عن بعد في ظل جائحة كورونا المستجد من وجهة نظر الطلبة في الأردن بين النظرية والتطبيق. المركز القومي للبحوث عزة، مجلة البحوث التربوية والنفسية، 4(44): 101-113.

الجعافرة، حنان محمد. (2020). اتجاهات معلمي اللغة الإنجليزية حول برامج التعليم عن بعد في مديرية التربية والتعليم في قصبة الكرك. المركز القومي للبحوث عزة، مجلة البحوث التربوية والنفسية، 4(33): 77-91.

الحسيني، فايزة أحمد. (2012). استخدام الفصول الافتراضية في تدريس التاريخ وأثرها على التحصيل وتنمية مهارات التفكير الناقد وبعض مهارات التواصل الإلكتروني لدى الطالبات والمعلمات بكلية التربية. جامعة عين شمس، مجلة الجمعية التربوية للدراسات الاجتماعية، (45): 24-49.

حناوي، مجدي ونجم، روان. (2019). جاهزية معلمي المرحلة الأساسية الأولى في المدارس الحكومية في مديرية تربية نابلس لتوظيف التعليم الإلكتروني "الكفايات والاتجاهات والمعيقات". مجلة الجامعة العربية الأمريكية للبحوث، 5(12): 12-138.

الحنيطي، عبد الرحيم. (2004). معايير الجودة والنوعية في التعليم المفتوح والتعليم عن بعد. منشورات الشبكة العربية للتعليم المفتوح، عمان، الأردن.

الراضي، أحمد علي. (2010). التعليم الإلكتروني. ط1، دار أسامة للنشر والتوزيع، عمان، الأردن.

رمضان، محمد جابر. (2020). دور التعليم عن بعد في حل إشكاليات وباء كورونا المستجد. جامعة سوهاج، المجلة التربوية، (77): 1531-1543.

الزبون، خالد عودة. (2020). فاعلية التعليم عن بعد مقارنا بالتعليم المباشر في تحصيل طلبة الصف الأول ثانوي في مادة اللغة العربية في الأردن. المؤسسة العربية للتربية والعلوم والآداب، المجلة العربية للتربية النوعية، 4(14): 201-219.

السبيعي، علي والقباطي، علي. (2020). واقع استخدام التعلم المدمج من وجهة نظر معلمي ومعلمات اللغة العربية في تدريس طالب المرحلة الابتدائية. المجلة العربية للنشر العلمي، مركز البحث وتطوير الموارد البشرية، 2(21): 553- 577.

عامر، طارق عبد الرؤوف. (2007). التعليم عن بعد والتعليم المفتوح. دار اليازوري العلمية للنشر والتوزيع، الأردن.

العريني، سارة إبراهيم. (1426هـ). التعليم عن بعد. مطابع الرضا، الرياض، السعودية.

العمري، علاء الدين. (2002). التعليم عن بعد باستخدام الإنترنت "دراسة نقدية". اللجنة الوطنية القطرية للتربية والثقافة والعلوم، مجلة التربية، 31(143): 268-250.

العيد، وئام وبدوان، خديجة. (2021). تقييم توظيف الصفوف الافتراضية في التعليم عن بعد من وجهة نظر معلمي ومشرفي الرياضيات في محافظات غزة في ظل جائحة كوفيد-19. مجلة الجامعة الإسلامية للدراسات التربوية والنفسية، 4(29): 25-50.

القحطاني، أمل والشحي، حياة وامباسي، عزة وابن ناصر، علياء. (2020). الدافعية ودورها في تفعيل عملية التعلم عن بعد لدى طلاب التعليم الأساسي في ظل جائحة كورونا من وجهة نظر أولياء الأمور والمعلمين. مجلة القراءة والمعرفة، جامعة عين شمس، كلية التربية، الجمعية المصرية للقراءة والمعرفة، (229): 275-298.

القلا، فخرالدين والأحمد، أمل وأبو عمشه، عدنان. (2005). تقنيات التعليم الذاتي والتعليم عن بعد. منشورات جامعة دمشق، كلية التربية، دمشق، سوريا.

المحمادي، غدير علي. (2018). تقويم واقع استخدام نظام التعليم الإلكتروني (EMES) في برنامج التعليم عن بعد بجامعة الملك عبد العزيز من وجهة نظر الطلاب. جامعة بابل، مجلة كلية التربية الأساسية للعلوم التربوية والإنسانية، (39): 177-196.

مغربه، فهد ومجاهد، فائز والحدابي، عبد السلام والعبدي، منصور والسودي، مبروك وكرشوم، عبد الله. (2020). متطلبات التعليم الإلكتروني بالجامعات اليمنية لمواجهة جائحة كورونا من وجهة نظر الأساتذة والطلبة بجامعة عمران. مجلة مركز جزيرة العرب للبحوث التربوية والإنسانية، 1(6): 1-31.

الموسى، عبد الله والمبارك، أحمد. (2005). التعليم الإلكتروني: الأسس والتطبيقات. مؤسسة شبكة البيانات، الرياض، السعودية.

ثانيًا: الأجنبية

References:

Abdāḥ, ʻAlāʼ Farīd. (2020). Fāʻilīyat istikhdām al-Taʻlīm ʻan baʻda min wijhat naẓar Mudarrisī al-marḥalah al-thānawīyah fī fatrat jāʼḥh kwrwnā: dirāsah muqāranah bayna al-Mamlakah al-Urdunīyah al-Hāshimīyah wa-al-Jumhūrīyah al-ʻArabīyah al-Sūrīyah (in Arabic). al-Markaz al-Qawmī lil-Buḥūth ʻAzzah, Majallat al-Buḥūth al-Tarbawīyah wa-al-nafsīyah, 4 (42): 134-150.

Abū Shkhydm, Saḥar wʻwād, Khawlah wkhlylh, Shahd wālʻmd, Allāh wshdyd, Nūr. (2020). Fāʻilīyat al-Taʻlīm al-iliktrūnī fī ẓill intishār fyrws kwrwnā min wijhat naẓar al-Mudarrisīn fī Jāmiʻat Filasṭīn al-Tiqniyah (Khaḍḍūrī) (in Arabic). al-Majallah al-ʻArabīyah lil-Nashr al-ʻIlmī, Markaz al-Baḥth wa-taṭwīr al-mawārid al-basharīyah, 2(21): 365-389.

Āl ʻAbd-al-Karīm, Mashāʻil ʻAbd-al-ʻAzīz. (2019). Wāqiʻ istikhdām al-Taʻlīm al-iliktrūnī fī Madāris al-Mamlakah al-Ahlīyah bi-madīnat al-Riyāḍ (in Arabic). al-Muʼassasah al-ʻArabīyah lil-Tarbiyah wa-al-ʻUlūm wa-al-Ādāb, al-Majallah al-ʻArabīyah lil-Ādāb wa-al-Dirāsāt al-Insānīyah, (10): 63-92.

al-Akhras, Yūsuf. (2018). Athar taṭbīq istirātījīyah al-Taʻlīm al-iliktrūnī ʻalá al-taḥṣīl al-dirāsī fī māddat al-riyāḍīyāt fī al-ṣufūf al-asāsīyah fī Muḥāfaẓat al-ʻĀṣimah min wijhat naẓar Muʻallimī al-riyāḍīyāt (in Arabic). Majallat Dirāsāt al-ʻUlūm al-Tarbawīyah, 45(4): 70-80.

al-ʻArīnī, Sārah Ibrāhīm. (1426 AH). al-Taʻlīm ʻan baʻda (in Arabic). Maṭābiʻ al-Riḍā, al-Riyāḍ, al-Saʻūdīyah.

al-Ḥunayṭī, ʻbdālrḥym. (2004). maʻāyīr al-jawdah wālnwʻyh fī al-Taʻlīm al-maftūḥ wa-al-taʻlīm ʻan baʻda (in Arabic). Manshūrāt al-Shabakah al-ʻArabīyah lil-taʻlīm al-maftūḥ, ʻAmmān, al-Urdun.

al-Ḥusaynī, Fāyizah Aḥmad. (2012). istikhdām al-Fuṣūl al-iftirāḍīyah fī tadrīs al-tārīkh wa-atharuhā ʻalá al-taḥṣīl wa-Tanmiyat mahārāt al-tafkīr al-nāqid wa-baʻḍ mahārāt al-tawāṣul al-iliktrūnī ladá al-ṭālibāt wa-al-muʻallimāt bi-Kullīyat al-Tarbiyah(in Arabic). Jāmiʻat ʻAyn Shams, Majallat al-Jamʻīyah al-Tarbawīyah lil-Dirāsāt al-ijtimāʻīyah, (45): 24-49.

al-ʻĪd, Wiʼām wbdwān, Khadījah. (2021). Taqyīm Tawẓīf al-ṣufūf al-iftirāḍīyah fī al-Taʻlīm ʻan baʻda min wijhat naẓar Muʻallimī wmshrfy al-riyāḍīyāt fī Muḥāfaẓāt Ghazzah fī ẓill jāʼḥh kwfyd-19 (in Arabic). Majallat al-Jāmiʻah al-Islāmīyah lil-Dirāsāt al-Tarbawīyah wa-al-nafsīyah, 4(29): 25-50.

al-Jaʻāfirah, Ḥanān Muḥammad. (2020). Ittijāhāt Muʻallimī al-lughah al-Injilīzīyah ḥawla Barāmij al-Taʻlīm ʻan baʻda fī Mudīrīyat al-Tarbiyah wa-al-taʻlīm fī Qaṣabat al-Karak(in Arabic). al-Markaz al-Qawmī lil-Buḥūth ʻAzzah, Majallat al-Buḥūth al-Tarbawīyah wa-al-nafsīyah, 4(33): 77-9.

al-Jarrāḥ, Fayṣal Ṣāliḥ. (2020). wāqiʻ al-Taʻlīm al-iliktrūnī fī Barnāmaj al-Taʻlīm ʻan baʻda fī ẓill jāʼḥh kwrwnā almstjd min wijhat naẓar al-ṭalabah fī al-Urdun bayna al-naẓarīyah wa-al-taṭbīq(in Arabic). al-Markaz al-Qawmī lil-Buḥūth ʻAzzah, Majallat al-Buḥūth al-Tarbawīyah wa-al-nafsīyah, 4(44): 101-113.

al-Maḥmādī, Ghadīr ʻAlī. (2018). Taqwīm wāqiʻ istikhdām Niẓām al-Taʻlīm al-iliktrūnī (EMES) fī Barnāmaj al-Taʻlīm ʻan baʻda bi-Jāmiʻat al-Malik ʻAbd-al-ʻAzīz min wijhat naẓar al-ṭullāb(in Arabic). Jāmiʻat Bābil, Majallat Kullīyat al-Tarbiyah al-asāsīyah lil-ʻUlūm al-Tarbawīyah wa-al-insānīyah, (39): 177-196.

al-Mūsá, Allāh wālmbārk, Aḥmad. (2005). al-Taʻlīm al-iliktrūnī: al-Usus wa-al-taṭbīqāt. Muʼassasat (in Arabic). Shabakah al-bayānāt, al-Riyāḍ, al-Saʻūdīyah.

al-Qaḥṭānī, Amal wālshḥy, ḥayāt wāmbāsy, ʻAzzah wa-Ibn Nāṣir, ʻAlyāʼ. (2020). aldāfʻyh wa-dawruhā fī Tafʻīl ʻamalīyat al-taʻallum ʻan baʻda ladá ṭullāb al-Taʻlīm al-asāsī fī ẓill jāʼḥh kwrwnā min wijhat naẓar awliyāʼ al-umūr wa-al-muʻallimīn (in Arabic). Majallat al-qirāʼah wa-al-maʻrifah, Jāmiʻat ʻAyn Shams, Kullīyat al-Tarbiyah, al-Jamʻīyah al-Miṣrīyah lil-qirāʼah wa-al-maʻrifah, (229): 275-298.

al-Qullā, fkhrāldyn wālʼḥmd, Amal wʼbwʻmshh, ʻAdnān. (2005). Tiqniyāt al-Taʻlīm al-dhātī wa-al-taʻlīm ʻan buʻd (in Arabic). Manshūrāt Jāmiʻat Dimashq, Kullīyat al-Tarbiyah, Dimashq, Sūriyā.

al-Rāḍī, Aḥmad ʻAlī. (2010). al-Taʻlīm al-iliktrūnī (in Arabic). Ṭ1, Dār Usāmah lil-Nashr wa-al-Tawzīʻ, ʻAmmān, al-Urdun.

al-Subayʻī, ʻAlī wālqbāṭy, ʻAlī. (2020). wāqiʻ istikhdām al-taʻallum almdmj min wijhat naẓar Muʻallimī wmʻlmāt al-lughah al-ʻArabīyah fī tadrīs Ṭālib al-marḥalah al-ibtidāʼīyah(in Arabic). al-Majallah al-ʻArabīyah lil-Nashr al-ʻIlmī, Markaz al-Baḥth wa-taṭwīr al-mawārid al-basharīyah, 2(21): 553-577.

al-ʻUmarī, ʻAlāʼ al-Dīn. (2002). al-Taʻlīm ʻan baʻda bi-istikhdām al-intirnit "dirāsah naqdīyah"(in Arabic). al-Lajnah al-Waṭanīyah al-Qaṭarīyah lil-Tarbiyah wa-al-Thaqāfah wa-al-ʻUlūm, Majallat al-Tarbiyah, 31(143): 268-250.

Alzbwn, Khālid ʻAwdah. (2020). fāʻilīyat al-Taʻlīm ʻan baʻda muqāranan bi-al-taʻlīm al-mubāshir fī taḥṣīl ṭalabat al-ṣaff al-Awwal thānawī fī māddat al-lughah al-ʻArabīyah fī al-Urdun (in Arabic). al-Muʼassasah al-ʻArabīyah lil-Tarbiyah wa-al-ʻUlūm wa-al-Ādāb, al-Majallah al-ʻArabīyah lil-Tarbiyah al-nawʻīyah, 4(14): 201-219.

ʻĀmir, Ṭāriq ʻbdālrʼwf. (2007). al-Taʻlīm ʻan baʻda wa-al-taʻlīm al-maftūḥ (in Arabic). Dār al-Yāzūrī al-ʻIlmīyah lil-Nashr wa-al-Tawzīʻ, al-Urdun.

Awyābh, Ṣāliḥ wʼbwālqāsm al-Shaykh, Ṣāliḥ. (2020). Taqyīm al-Taʻlīm ʻan baʻda fī ẓill (COVID-19) min wijhat naẓar al-ṭalabah: dirāsah ḥālat bi-Jāmiʻat Ghirādīyah bi-al-Jazāʼir (in Arabic). Markaz al-Baḥth wa-taṭwīr al-mawārid al-basharīyah, Majallat Dirāsāt fī al-ʻUlūm al-Insānīyah wa-al-Ijtimāʻīyah, 3(3): 133-157.

Bani Younis, A. (2006). Perceptions of faculty members in Jordanian universities towards the degree of achieving the goals of distance learning and its obstacles. Unpublished master thesis, Yarmouk University, Irbid, Jordan.

Basilaia, G., &Kvavadze, D. (2020) Transition to Online Education in Schools during a SARS-CoV-2 Coronavirus (COVID-19) Pandemic in Georgia, Pedagogical Research 2020, 5(4), 2-9.

Florence M. & Michele A. P. (2014) Use of synchronous virtual classroom: Why, who, and how? Department of instructional technology foundation and secondary education university of North Carolina at Wilmington Merlot, Journal of Online Learning and Teaching, 10(2).

Hannay, M., Newvine, T. (2006) Preception of distance learning: A comparison of online and traditional learning. Journal of Online Learning and Teaching. 2005. ISSN 1558-9528.

Ḥinnāwī, Majdī wnjm, Rawān. (2019). Jāhzyh Muʻallimī al-marḥalah al-asāsīyah al-ūlá fī al-Madāris al-ḥukūmīyah fī Mudīrīyat tarbiyat Nābulus li-tawẓīf al-Taʻlīm al-iliktrūnī "al-kifāyāt wa-al-ittijāhāt wa-al-muʻīqāt" (in Arabic). Majallat al-Jāmiʻah al-ʻArabīyah al-Amrīkīyah lil-Buḥūth, 5(12): 12-138.

Hodges, C. B., Moore S. K., Lockee, B., Trust T., & Bond A. (27/03/2020). The Difference Between Emergency Remote Teaching and Online Learning, EDUCAUSE Review. https//er.educause.edu/articles/2020/3/the-difference-between-emergency-remoteteaching-and-online-learning.

Klimová F. B. (2015). Teaching and learning enhanced by information and communication technologies. Procedia – Social and Behavioral Sciences. Volume 186. 2015. ISSN 1877-0428.

Maghribih, Fahd wmjāhd, Fāʼiz wālḥdāby, ʻAbdussalām wālʻbdy, Manṣūr wālswdy, Mabrūk wkrshwm, Allāh. (2020). Mutaṭallabāt al-Taʻlīm al-iliktrūnī bi-al-jāmiʻāt al-Yamanīyah li-muwājahat jāʼḥh kwrwnā min wijhat naẓar al-asātidhah wālṭlbh bi-Jāmiʻat ʻUmrān (in Arabic). Majallat Markaz Jazīrat al-ʻArab lil-Buḥūth al-Tarbawīyah wa-al-insānīyah, 1(6): 1-31.

Ramaḍān, Muḥammad Jābir. (2020). Dawr al-Taʻlīm ʻan baʻda fī ḥall ishkālīyāt wabāʼ kwrwnā almstjd (in Arabic). Jāmiʻat Sūhāj, al-Majallah al-Tarbawīyah, (77): 1531-1543.

Rashid, Nadia and Rashid, Muhammad. (2012). Issues and problems in distance education. Turkish Online Journal of Distance Education-TOJD 13(1), 20-26.

Rich, L. L., Cowan, W., Herring, S. D., & Wilkes, W. (2009). Collaborate, engage, and interact in online learning successes with Wikis and Synchronous Virtual Classrooms at Athens State University [Electronic version]. Journal of Bibliographic Research, 7, 14.

Tammām, Shādiyah ʻbdālḥlym. (2010). al-jawdah fī Barāmij al-Taʻlīm al-maftūḥ fī ḍawʼ al-Ittijāhāt al-ʻĀlamīyah wa-al-iḥtiyājāt al-ʻĀlamīyah wa-al-iḥtiyājāt al-Maḥallīyah (in Arabic). Ṭ1, al-Maktabah al-ʻAṣrīyah lil-Ṭibāʻah wa-al-Nashr, al-Qāhirah, Miṣr.

UNECO. (March 19, 2020) ‘COVID-19 eduatioal disruptio and respose’ Retrieved from https//en.unesco.org/covid19/educationresponse. accessed October 1, 2020.

Van de Vord, R. (2010). Distance students and online research Promoting information literacy through media literacy. The Internet and Higher Education. 13(3), 2010. ISSN 1096-7516.

Wang, A, Y, and Newlin, M H. (2002). Predictors of web-student performance, the role of self-efficacy and reasons for taking an on-line class. Computers in Human Behavior, 18(2), 151-163.

Wolfgang Schmid-Grotjohann, Imen Ben-Slimčne, Véronique Caron, & Jörg Wombacher (April 2020). Distance Learning in an Extraordinary Circumstance (COVID-19). An Initial Assessment of Student Experience and Coping. Preprint. DOI- Research Gate 10.13140/RG.2.2.17040.15369.

Yulia, H. (2020). Online learning to prevent the spread of pandemic Corona Virus in Indonesia. Eternal English Teaching Journal, 11(1).

تاريخ التسليم: 31/5/2021

تاريخ استلام النسخة المعدلة: 17/9/2021

تاريخ القبول:12/10/2021