أنســـــــــاق
في الآداب
والعلوم الإنسانية
الاستلام: 12 مارس 2025 التحكيم: 1 أبريل 2025 القبول: 27 أبريل 2024
سعيد شاهين علاني
رئيس قسم الإعلام، قسم الإعلام، كلية الآداب، جامعة الخليل–فلسطين
هدفت الدراسة كشف الدور الذي لعبته وتلعبه وسائل الإعلام الإسرائيلية المرئية بما فيها الشبكات الاجتماعية في توسيع نطاق نشر خطاب الكراهية للفلسطيني وتجذيره في الوعي الجمعي لدى الجمهور الإسرائيلي، وبالتالي المساهمة في التشجيع على ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية، التي تجري حتى لحظة إعداد هذه الدراسة في قطاع غزة من خلال تتبع نشر تصريحات لمسؤولين إسرائيليين وانخراط الجسم الصحفي الإسرائيلي في فبركة سردية كاذبة تقوم على شيطنة الفلسطيني ونزع صفة الإنسانية عنه، وبالتالي التشجيع على قتل المدنيين من أطفال ونساء ورجال ومرضى وتدمير لكل مظاهر الحياة بلغ ضحايا هذه الجريمة أكثر من 47000 شهيد و111000 جريح وحالة تجويع غير مسبوقة، وفقًا لوزارة الصحة الفلسطينية في غزة.
واعتمدت الدراسة المنهج التحليلي النوعي للعديد من التصريحات التي وردت في قنوات التلفزة والشبكات الاجتماعية مستخدمة أداة الملاحظة وتمثل مجتمع الدراسة في المادة والمحتوى الرقمي المنشور عبر الإعلام المرئي الإسرائيلي والمواقع الإلكترونية والصفحات الاجتماعية. استخدمت الدراسة عينة قصدية من المواد الإخبارية والمنشورات والتصريحات لدى النخب الإسرائيلية المختلفة. وخلصت الدراسة إلى مجموعة من النتائج أهمها أن الإعلام الإسرائيلي يسهم في نشر خطاب الكراهية ضد الفلسطينيين، وأن المادة والمحتوى الرقمي والتصريحات التي تنتشر في الإعلام الإسرائيلي تعمل على نزع صفة الإنسانية عن الفلسطيني من خلال التحريض ونشر خطاب الكراهية الممزوج بالعبارات التوراتية، وقد أوصت الدراسة بضرورة ملاحقة الصحفيين المشاركين في حملة التحريض عبر الملاحقات القضائية الدولية وعدم التعامل مع المؤسسات الإعلامية والمنظومة الإعلامية الإسرائيلية التي تشجع على كراهية الفلسطيني.
الكلمات المفتاحية: التغطية الإخبارية، حرب غزة، الإعلام الإسرائيلي، الإبادة الجماعية
للاقتباس: علاني، سعيد شاهين. »التغطية الإخبارية الإسرائيلية للحرب على غزة 2023-2024 وعلاقتها بجريمة الإبادة الجماعية - دراسة تحليلية نوعية«. مجلة أنساق في الآداب والعلوم الإنسانية، المجلد التاسع، العدد الأول، 2025. https://doi.org/10.29117/Ansaq.2025.0222
© 2025، علاني، الجهة المرخص لها: كلية الآداب والعلوم، دار نشر جامعة قطر. نُشرت هذه المقالة البحثية وفقًا لشروط Creative Commons Attribution-NonCommercial 4.0 International (CC BY-NC 4.0). تسمح هذه الرخصة بالاستخدام غير التجاري، وينبغي نسبة العمل إلى صاحبه، مع بيان أي تعديلات عليه. كما تتيح حرية نسخ، وتوزيع، ونقل العمل بأي شكل من الأشكال، أو بأية وسيلة، ومزجه وتحويله والبناء عليه، طالما يُنسب العمل الأصلي إلى المؤلف. https://creativecommons.org/licenses/by-nc/4.0
Ansaq
in Arts and Humanities
Received: 12 March 2025 Peer-reviewed: 01 April 2025 Accepted: 27 April 2025
Said Shaheen Alani
Head of the Media Department, Media Department, Faculty of Arts, Hebron University–Palestine
This study examines the role of Israeli media, including social media, in spreading and reinforcing hate speech against Palestinians. It explores how this media influences public perception in Israel and contributes to encouraging acts of genocide, which continue in Gaza at the time of this study. The research highlights how Israeli officials' statements are widely shared and how Israeli media creates a false narrative that dehumanizes Palestinians. This portrayal leads to the justification of violence against civilians, including children, women and men, as well as the destruction of essential infrastructure. According to the Palestinian Ministry of Health in Gaza, more than 47,000 people have been killed, 111,000 injured, and severe starvation has been reported.
The study adopted the qualitative analytical approach, utilizing direct observation to analyze statements from television channels and social media platforms. The research focuses on Israeli media content, including online publications and social media posts, with an intentional sample consisting of news reports, statements, and posts from Israeli public figures. The study shows that Israeli media plays a key role in spreading hate speech against Palestinians and dehumanizing them through incitement and religious references. The study recommends pursuing legal action against journalists engaged in incitement campaigns through international legal mechanisms and boycotting Israeli media institutions and networks that promote hatred against Palestinians.
Keywords: News coverage; Gaza war; Israeli media; Genocide
Cite this article as: Alani, S.S. "The Israeli News Coverage of the War on Gaza (2023-2024) and Its relation to Genocide – A Qualitative Analytical Study." Ansaq in Arts and Humanities, Vol. 9, No. 1, 2025, https://doi.org/10.29117/Ansaq.2025.0222
© 2025, Alani, S.S., licensee, College of Arts and Sciences & QU Press. This article is published under the terms of the Creative Commons Attribution-Noncommercial 4.0 International (CC BY-NC 4.0), which permits non-commercial use of the material, appropriate credit, and indication if changes in the material were made. You can copy and redistribute the material in any medium or format as well as remix, transform, and build upon the material, provided the original work is properly cited. https://creativecommons.org/licenses/by-nc/4.0
في مواجهة العاصفة، قام مؤخرًا 800 من العلماء البارزين وخبراء الإبادة الجماعية، بما في ذلك علماء يهود، بدق ناقوس الخطر، محذرين العالم من إبادة جماعية وشيكة تلوح في الأفق في قطاع غزة على أيدي القوات الإسرائيلية. هذه الدعوة الواضحة للعمل هي غير مسبوقة، تماما مثل الوضع المأساوي الذي حذرت منه، ويبدو أن نداءهم وجد صدىً لدى بعض الدول كجنوب أفريقيا (عادل وغلاغر).
تتزامن هذه الدراسة مع المرافعة التي قدمتها جنوب أفريقيا امام محكمة العدل الدولية بشأن اتهامها إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية في غزة؛ حيث لجأت في مرافعتها إلى توثيق تصريحات لمسؤولين إسرائيليين من كافة المستويات عبروا فيها عن نيتهم إبادة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة عبر وسائل الإعلام الإسرائيلية المتعددة، التي بدورها وفي غالبيتها تبنت السردية الرسمية لأحداث 7/10/2023 كمبرر للقيام بأعمال الإبادة في غزة دون التدقيق في صدقيتها.
وقد شكل السابع من أكتوبر 2023 منعطفا خطيرا في طريقة تغطية وسائل الإعلام الإسرائيلية لكفاح الشعب الفلسطيني من أجل حقوقه، وجعل هذا الإعلام وخاصة المرئي والرقمي منه وكأن الصراع بدأ مع الفلسطينيين منذ ذلك اليوم وبات بوقا للحكومة المتطرفة في إسرائيل وأداة لنقل أيديولوجيتها الشوفينية الكارهة للفلسطيني، لذا تسلط هذه الدراسة الضوء على كيفية نقل الإعلام المرئي والرقمي الإسرائيلي للحرب والدور الذي ساهمت به في نشر ثقافة الكراهية والعنف والتحريض على الفلسطينيين.
كانت قد عالجت مجموعة من الدراسات البحثية الإبادة وتغطية وسائل الإعلام لها وبعضها الاخر تناولت تغطية وسائل الإعلام الإسرائيلية للقضية الفلسطينية في مراحل متعددة في محاولة منها لإظهار أسس وأطر وأساليب التغطية، التي تسلكها هذه الوسائل في تناولها لدور الإعلام في المساهمة في التشجيع على الإبادة وبث الكراهية والتحريض على الآخر وبعضها تناول تغطية الإعلام الإسرائيلي لصورة الفلسطيني، وشكل الخطاب الذي تنهجه في المعالجة منذ تأسيس دولة الاحتلال عام 1948 الموجه للفلسطيني والعربي والعالمي وتحديدًا الغربي منه وحتى اليوم.
ركزت دراسة (Hefti and Jonas 23) على أن حرية التعبير ضرورية في أي مجتمع ديمقراطي ومع ذلك، فإن خطاب الكراهية، الذي يتم التعبير عنه في سياق مشحون سياسيًا يمكن أن يحرض على «جريمة الجرائم» - الإبادة الجماعية. ولا يمكن خدمة الديمقراطية إذا تم التلاعب بحرية التعبير كأداة للتحريض على انتهاك حقوق الإنسان، ويجب فرض حدود على وسائل الإعلام في التمتع بحرية التعبير وتسعى هذه الورقة إلى تبيان هذه الحدود باستخدام حالة دور وسائل الإعلام في الإبادة الجماعية في رواندا. يُظهر المثال الرواندي كيف يمكن لوسائل الإعلام التلاعب بشعب بأكمله لارتكاب جرائم بشعة. كما يوضح أن سياق الاضطرابات السياسية يمكن أن يشكل أرضًا خصبة للتحريض على الإبادة الجماعية. وفي الوقت الحالي.
في حين تناولت دراسة (الطويسي 11) تغطية الإعلام الغربي لحرب إسرائيل على غزة 2023، الحرب في عصر ما بعد الحقيقة ويقدم فيها قراءة مبدئية لكيفية تغطية الإعلام الغربي للأسابيع الثلاثة الأولى بعد السابع من أكتوبر؛ حيث تتناول الورقة السلوك الإعلامي الجديد لإعلام عصر ما بعد الحقيقة ووصف حينها بـ«عام الأكاذيب»؛ حيث تقود الأكاذيب والانفعالات والمعتقدات الاتجاه السائد في الإعلام، بعيدًا عن الحقائق. وتوصلت الدراسة إلى أن هناك حالة من الإغراق الإعلامي في تغطية أحادية الاتجاه للأحداث تعمل على تصنيع الإجماع أو الاتفاق على رواية واحدة.
وأبرز (الطويسي 11) في دراسته هذه دور الهاسبرا (وهي كلمة عبرية تعني تفسيرًا وشرحًا تقوم بهما إسرائيل في معركة الاستحواذ على الرأي العام وتبرير ممارساتها الوحشية والتصدي لنزع الشرعية عنها كما تدعي) الإسرائيلية والتي بدأت بهجوم دعائي غير مسبوق خلق تأييدًا عالميًّا كبيرًا للرواية الإسرائيلية مع أحداث السابع من أكتوبر، ثم أخذت تتراجع في العالم بعد انكشاف زيفها. وتوصلت الدراسة إلى أن المحتوى الرقمي المؤيد للفلسطينيين كان أكثر مشاهدة وتأثيرا، وأن الدعاية الإسرائيلية تخسر هذه الحرب في معظم أنحاء العالم، وتحديدًا في الغرب.
أما دراسة (العرفي والميلادي 19) فتحاول التعاملَ مع مسألة حذف المحتوى الفلسطيني في شبكات التواصل الاجتماعي من مدخل نظرية التأطير الإعلامي مع التركيز على أساليب هذا الحذف ومداخله والأسس التي تتحكَّم فيه، والكيفيات التي يحاول بها الفلسطينيون تحدي إجراءات هذه الشبكات، ومواصلة نضالهم ضمن إطار الصراع المتواصل في الزمان وانتقاله إلى أماكن وفضاءات جديدة (الإنترنت) وما يرتبط بها من مواقع ووسائط أصبحت اليوم تشهد إقبالًا واسع النطاق من قِبَل الرأي العام العالمي. وخلصت الدراسة إلى أن الطرق التي يبتدعها الفلسطينيون لمواجهة غيرهم (التضييق الرقمي) من شأنها أن تخلق مجتمع معرفة جديدًا؛ ففي خضم هذه المقاومة ترتسم لغة جديدة ورموز تعبيرية تفرض صلاحيتها الدراسية من منظور تحليل الخطاب والدراسات اللسانية والثقافية.
وفي كتاب (Mpambara and Monique 28) أورد الدور الذي لعبته وسائل الإعلام الرواندية في الحرب الأهلية وتشجيع الصحف والإذاعات الموالية لإبادة التوتسي، وانتهت الدراسة إلى ضرورة تحلي وسائل الإعلام بالأخلاقية المهنية ونبذ خطاب الكراهية والتحريض.
وبينت دراسة (Thompson 455) حجم جريمة الإبادة التي ارتكبت في رواندا، وراح ضحيتها مئات الاف من النساء والأطفال والرجال وكيف أسهمت وسائل الإعلام في التحريض عليها، إلى جانب عجز الأمم المتحدة عن منع وقوعها داعيا إلى إصلاح المنظمة الدولية والعبر التي يجب استخلاصها.
وجاءت دراسة (Schwitz and Levine 22) لتتعقب التاريخ السياسي لمصطلح الإبادة الجماعية في القانون والفقه القضائي مستحضرة إلى الذهن محارق البشر، وجبال الجماجم أثناء الحقبة النازية في أوروبا والخمير الحمر والبوسنة وكوسوفا ورواندا، ويركز على خطورة المصطلح قانونيا وما يمكن أن يسببه لضحايا الإبادة ويضاعف أعدادهم ومقياس الإبادة الجماعية. وتخرج الدراسة بالقول إنه من الضروري توسيع التفاهمات الاجتماعية ومن ضمنها تعريفات قانونية للإبادة الجماعية، سيؤدي دورًا مهمًا في النضال من أجل إجبار إسرائيل والولايات المتحدة وعدد كبير من الحكومات الأخرى على إنهاء القمع الوحشي الممنهج وطويل الأمد للسكان، والامتثال للقانون الدولي.
في حين تناولت دراسة (عبد العظيم 23) جريمة الإبادة الجماعية التي تحصل في فلسطين في القرن العشرين من خلال قيام إسرائيل بقتل العرب كليا أو جزئيا مستخدمة المنهج الوصفي التحليلي، وخلصت إلى أن إسرائيل ارتكبت الإبادة بحق الفلسطينيين من خلال تدمير بيوتهم وتهجيرهم وقتل آلاف منهم.
وقد أبرز شلايفر في كتابه «صورة العدو: الدعاية في الصراع العربي الإسرائيلي»، أنّ هناك تنسيقًا بين المصادر الإعلامية والقيادة السياسية الإسرائيلية لضمان توحيد رسائلهم ووضوحها. وقد لعبت وسائل الإعلام المرئية أدوارًا مهمة في نشر الدعاية الإسرائيلية، وغالبًا ما تصور هذه الدعاية الفلسطينيين بأنهم يستخدمون صورًا معادية للسامية وشبيهة بالنازية، وبأنهم «وحوش بشرية»، وأنهم «عدوانيون ومتطرفون» (Schleifer 126).
حاول باين في ورقته المعنونة «وسائل الإعلام كأداة للحرب» تسليط الضوء على أهمية الدور الذي تؤديه وسائل الإعلام في تسويق الحرب والعنف من قبل وسائل الإعلام، وخلص الباحث إلى أن وسائل الإعلام أصبحت قوة دافعة رئيسية للعديد من الصراعات والأزمات السياسية في جميع أنحاء العالم، وأن لدى وسائل الإعلام –لا سيما الرسمية منها- تقنيات إقناع مختلفة تتعلق بسياساتها التحريرية في تغطية الأحداث، والمساهمة في السيطرة على الرأي العام، وكذلك فرض الأيديولوجية السائدة على الجماهير، وللقوة الخطابية الإعلامية العديد من تقنيات الإقناع بما في ذلك الحجج والوعود التي تشجع المتلقين على بناء تمثيلات عقلية مرغوبة، ويعد التحكم في الإدراك الجمعي أثناء الصراعات والحروب هدفًا مهمًا للمجموعة المهيمنة كما يشير الباحث. يتم ذلك من خلال الترويج لخطابها الخاص مع مواجهة أيديولوجية الخصم في نفس الوقت (Payne 19).
تمت الاستفادة من الدراسات السابقة في بناء هيكل الدراسة الحالية من الناحية المنهجية والمعرفية، واختلفت عنها في أنها لأول مرة تتناول دور الإعلام الإسرائيلي في التشجيع على الإبادة، وتشابهت مع دراسات أخرى تناولت دور وسائل الإعلام في التحريض على جريمة الإبادة الجماعية، كما حصل في رواندا (دراسة Mpambara & Monique)، في حين ناقشت دراسات أخرى طبيعة جريمة الإبادة من منظور قانوني، مثل دراسة مارك ليفاين، وإيريك شفيتس، وركّز بعضها الآخر على طريقة تعاطي الإعلام الإسرائيلي والغربي مع أحداث السابع من أكتوبر، وأشارت أخرى (كدراستي الطويسي وشلايفر) إلى ارتكاب إسرائيل إبادة جماعية قبل السابع من أكتوبر، وتشابهت غالبية الدراسات في منهجها الاستقرائي التحليلي الذي يلتقي مع الدراسة الحالية.
تعدّ معركة الإعلام بإشكاله المتعددة واحدة من المعارك الحاسمة في طبيعة الصراع الفلسطيني– الإسرائيلي، لكون هذا الصراع منذ بداياته بُني على سردية إعلامية كاذبة (هاسبرا) تبنتها الحركة الصهيونية وحفرتها على مدار عقود في ذهنية الوعي الجمعي للغرب المتنفذ والداعم لهذه الحركة منذ نشأتها.
ولم يمتلك الفلسطيني أدوات إعلامية تؤهله لمواجهة هذه الرواية بنفس القدر الذي امتلكته الصهيونية لعوامل كثيرة، منها السياسي، والثقافي، والتعليمي والمادي، وقد قامت الهاسبرا الصهيونية على قواعد أساسُها نفي الفلسطيني واقتلاعه من أرضه وتجريده من إنسانيته، وظل هذا النهج راسخا في التغطية الإخبارية لوسائل الإعلام الإسرائيلية وصولا إلى 7 أكتوبر من العام 2023، والذي شهد تصعيدا خطيرا في طبيعة هذا الخطاب المبني على رواية تم تضخيمها «لدعشنة ووحشنة» الذاتية الفلسطينية ونزع الإنسانية عنها.
وقد كانت الدعاية في الصراع العربي الإسرائيلي وما زالت أداة مؤثرة في يد إسرائيل في تشكيل التصورات الدولية (المجتمع الدولي) والمحلية (المجتمع الإسرائيلي) وتعزيز رواياتها الخاصة على المستويات الأمنية والسياسية والأيدولوجية، وشمل استخدام الدعاية في هذا السياق مجموعة من وسائل الإعلام من وسائل الإعلام التقليدية إلى المنصات الرقمية الحديثة.
ولا شك أن العوامل السياسية والعسكرية لعبت دورا هاما في تشكيل التغطية الإعلامية الإسرائيلية للحرب على غزة بعد 7 أكتوبر؛ حيث سعت كل من الحكومة الإسرائيلية والجيش كمؤسسة عسكرية للسيطرة على الرواية الأمنية والنفسية والإعلامية التي ترافقت مع أعمال الإبادة الجماعية ضد السكان المدنيين في قطاع غزة، ومن هذا المنطلق تكمن مشكلة الدراسة في الكشف عن دور التغطية الإعلامية الإسرائيلية المرئية والرقمية في المساهمة في جريمة الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في قطاع غزة.
تسعى هذه الدراسة البحثية إلى تحقيق الأهداف التالية:
1. تحليل التغطية الإعلامية لوسائل الإعلام الإسرائيلية للحرب على غزة واتجاهاتها والمضامين التي تحملها تجاه الذات الفلسطينية.
2. معرفة المرتكزات التي تقوم عليها هذه التغطية وعلاقتها بالرواية الأمنية والعسكرية والسياسية وحجم النفوذ الحكومي المفروض لتبني هذه السردية.
3. تبيان الرواية المرادفة لهذا النوع من التغطية من خلال وسائل إعلام إسرائيلية أكثر موضوعية في نظرتها للحرب.
4. تحديد مستوى خطاب الكراهية للفلسطيني في هذه التغطية بما تحمله هذه التغطية من تحريض والدعوة إلى إبادة الفلسطيني من خلال نزع الإنسانية عنه.
5. معرفة الأطر الإخبارية التي قدمها الإعلام الإسرائيلي في تناوله للحرب على غزة بعد السابع من أكتوبر.
في محاولة الكشف عن اتجاهات التغطية الإخبارية الإسرائيلية للحرب على غزة وأبعادها على الذات الفلسطينية تم صياغة الفرضية الآتية: هناك علاقة قوية بين ما يبثه وينشره الإعلام الإسرائيلي التقليدي والجديد وحالة التحريض والكراهية المتفاقمة ضد الفلسطينيين من جهة، والتشجيع على جريمة الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين الأبرياء في غزة.
وفي ضوء ذلك، تسعى الدراسة للتحقق من الأسئلة الآتية:
1. ما ملامح خطاب الكراهية الذي يدعو إلى الإبادة الجماعية عبر وسائل الإعلام الإسرائيلية؟
2. ما المرتكزات الأيديولوجية التي استندت اليها التغطية الإخبارية الإسرائيلية للحرب؟
3. ما حجم التوافق بينها وبين الرواية السياسية والعسكرية للإحداث؟
4. كيف جرى تجنيد الإعلام الإسرائيلي لصالح السردية الأمنية؟
5. كيف تم تأطير صورة الذات الفلسطينية في الخطاب الإعلامي الإسرائيلي؟
6. ما حجم تأثير الرقابة العسكرية في تغطية الحرب على غزة؟
1.5.1 الأهمية العلمية:
ستساعد هذه الدراسة الباحثين والمختصين في مجال الإعلام التعرف على الدور الذي لعبه الإعلام الإسرائيلي في التحريض ضد الفلسطينيين، ودوره في رفع وتيرة الأعمال العدائية وحرب الإبادة التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة ومناطق من الضفة الغربية، إلى جانب رفع منسوب الكراهية على أساس عرقي وديني. كذلك تساعد الدراسة في تبيان أهمية التحليل العلمي لاتجاهات التغطية الإخبارية للإعلام الإسرائيلي ومدى خطورة أنماط التغطية والخطاب الذي تسوقه وسائل الإعلام الإسرائيلية للجمهور الإسرائيلي وللعالم. كذلك فإنّ ندرة الدراسات التي تتناول اتجاهات التغطية الإعلامية الإسرائيلية للحرب على غزة بعد السابع من أكتوبر ودور هذه التغطية في تبرير الجرائم والإبادة المرتكبة بحق الشعب الفلسطيني.
1.5.2 الأهمية التطبيقية:
تقوم هذه الدراسة على فهم آلية عمل الإعلام الإسرائيلي أثناء الحروب التي تشنها دولة الاحتلال الإسرائيلي وعلاقته بالمنظومة الأمنية والعسكرية من خلال النتائج التي ستخرج بها الدراسة وتمكننا هذه الدراسة أيضًا من فهم مدى خطورة هذه التغطية من ناحية التشجيع على ارتكاب جرائم ضد الإنسانية ترقى إلى مستوى الإبادة الجماعية والتطهير العرقي.
1.5.3 منهجية الدراسة:
تقع هذه الدراسة ضمن البحوث النوعية التي تستند إلى المنهج التحليلي النوعي القائم على «دراسة المادة الإعلامية التي تقدمها الوسيلة بهدف الكشف عمّا تريد هذه الوسيلة أن تبلغه لجمهورها، ويساعد المضمون في تحليل الموضوعات بطريقة تفصيلية للتعرف على اتجاهات الوسيلة» (سمير 195).
يهدف التحليل النوعي إلى فحص الخطاب الإعلامي المقدم من قبل وسائل الإعلام الإسرائيلية بعد أحداث السابع من أكتوبر بغرض التعمق في فهم الرسائل التي تسعى هذه الوسائل لنقلها إلى جمهورها. يتم في هذا السياق استخدام تحليل المضمون لاستجلاء النقاط الدقيقة والمحددة في المواضيع المطروحة للكشف عن المواقف والاتجاهات التي تعبر عنها هذه الوسائل. حيث تم تتبع ورصد أقوال ومنشورات وتصريحات وأحاديث مسؤولين ونخب سياسية وإعلامية تم نشرها وبثها في الإعلام الإسرائيلي التقليدي والجديد على شكل عينة قصدية في الفترة من 7/10/2023 إلى منتصف العام 2024، وفي ملحق البحث عينة من العبارات التي احتوتها مواد إعلامية متنوعة وردت في مقالات وبرامج إخبارية وتقارير وأخبار ومنشورات على منصات التواصل على لسان صحفيين ومذيعين ومسؤولين وكتاب أعمدة تضمنت 30 مفردة وعبارة من مجموع عينة بلغت 500 مادة إعلامية ومحتوى في القنوات والصحف والشبكات الاجتماعية جرى رصدها في تقارير صدرت عن مؤسسات مختصة في متابعة الإعلام الإسرائيلي، ومن بينها وكالة الانباء والمعلومات الفلسطينية( وفا)، منظمة «القانون من أجل فلسطين»، ومؤسسة دراسات فلسطينية وغيرها من المؤسسات الإعلامية التي تمت الاستعانة بها.
اتسم هذا الخطاب بالتنكر لحقوق الشعب الفلسطيني وتشويه صورته على مدار عقود، لكن ما يميز الخطاب المصاحب لهذه الحرب (2023) أنه رفع من منسوب خطاب الكراهية المتضمن مفردات معادية للفلسطينيين وللذات الفلسطينية، ويلحظ أنه معبأ بكمية هائلة من الكراهية وصولًا إلى دعوات الإبادة والتطهير العرقي، وهو ما تسعى هذه الدراسة إلى تناوله وتحليله، بالإضافة إلى التعرف على الأساليب والاتجاهات التي تسلكها وسائل الإعلام الإسرائيلية في تغطيتها للحرب على غزة 2023، التي تختلف عن سابقاتها من الحروب من ناحية فداحة الخسائر البشرية والمادية وكثافة النيران المستخدمة من قبل دولة الاحتلال الإسرائيلي بحق قطاع غزة.
وتعتمد السردية الإسرائيلية في علاقتها مع الفلسطيني والأخر على الدعاية (الهاسبرا) القائمة على دور الضحية والمظلومية الكبيرة ومضامينها الأساسية: المحرقة ومعادة السامية والاضطهاد لليهود. «ويصور الإعلام الإسرائيلي قيام دولة على أنه يمثل حركة تحرير وطني، وليست حركة توسع تستهدف إيجاد حل وحيد للأقليات اليهودية التي تعاني من حركة اللاسامية، وهو يعكس ذلك (الاعتذارات الصهيونية) التي تعتبر أن قيام دولة اليهود في فلسطين جاء تخليصًا لأنفسهم بعد أن عانوا ردحًا من الزمن من الاستعمار البريطاني» (الرفوع 63).
ويبرز في السردية الإسرائيلية الإعلامية دومًا أن «الفلسطيني هو المعتدي، والإسرائيلي هو المعتدى عليه، فما يحدث في الأراضي الفلسطينية اعتداء من الفلسطينيين ضد الجنود الإسرائيليين، والفلسطينيون بدأوا الحروب، والإسرائيليون يدافعون عن أنفسهم، وتقدم وسائل الإعلام الإسرائيلية ممارسات الجيش الإسرائيلي كرد فعل على العنف الفلسطيني» (أبو عرجة والكعابنة 13).
وتبقى هذه السردية هي نهج دولة الاحتلال الإسرائيلي على مدار عقود قبل التأسيس وبعده، تنخفض حدتها وتتنامى وتقوى مع تصاعد النضال الفلسطيني واشتداد وتيرة الانتهاكات الجسيمة، التي ترتكبها قوات الاحتلال ومستوطنيه، فقد اعتمدت الرواية التي تبنتها وسائل الإعلام وكانت منسجمة ومتكاملة مع الرواية الأمنية والسياسية لأحداث السابع من أكتوبر من العام 2023، والتي سمتها حركة حماس ب طوفان الأقصى على سردية هدفت إلى «شيطنة ودعشنة» الفلسطيني ونزع صفة الإنسانية عنه عبر أحداث وقعت ولكنها وضعت بقوالب صممت خصيصا لتبرير رد إسرائيلي كبير بحجة الدفاع عن النفس ضد قطاع غزة، الذي تديره حركة حماس منذ العام 2007.
تقول الرواية الإسرائيلية إن فصائل المقاومة الفلسطينية، وعلى رأسها كتائب عز الدين القسام، قد هاجموا منطقة غلاف غزة، وقتلوا المدنيين، واغتصبوا النساء، وبقروا بطونهم، وحرقوا وقطعوا رؤوس الأطفال، واختطفوا المدنيين وحرقوا البيوت وهاجموا سيادة الدولة الإسرائيلية، التي يعترف العالم بحدودها، ومسوا بالدولة التي تتمتع بقيم الحرية والديمقراطية، وبالتالي لا بد من القضاء عليهم وإلا سوف يصلون إلى عواصم الدول الأوروبية ويقضون على الحضارة الغربية.
هذه الرواية تبنتها وسائل الإعلام الإسرائيلية دون أدنى حد من التشكيك في مدى صدقها، وبدأت الماكينة الإعلامية تسوقها للداخل الإسرائيلي وللعالم، وعلى أثرها بدأ يتشكل توجه عسكري للقضاء على ما يسمونه بالإرهاب الفلسطيني الذي تمثله غزة على دولة إسرائيل، وتصوغ رواية تدعم فكرة أن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي بدأ من لحظة شن حركة حماس معركة طوفان الأقصى، أي من السابع من أكتوبر 2023.
لذا باتت التغطية الإعلامية الإسرائيلية للحرب على غزة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 موضع اهتمام ونقاش كبيرين في الحقل البحثي والأكاديمي، وسوف تستكشف هذه الورقة العلمية مختلف جوانب التغطية الإعلامية الإسرائيلية، بما في ذلك تغطية الأحداث ودور الصحفيين وتأثير العوامل السياسية والعسكرية على التغطية الإعلامية. كما ستناقش الورقة تأثير هذه العوامل على تصور الجمهور الإسرائيلي للصراع ومصداقية وسائل الإعلام الإسرائيلية في نقل الأخبار للجمهور الداخلي والخارجي.
وأوضحت تغطية الأحداث خلال الحرب على غزة قضية استدعت اهتمام الباحثين، وأصبحت محط شك الرأي العام العالمي، الذي لم يعد رهينا لوسائل الإعلام التقليدية، التي تقع تحت نفوذ اللوبيات الصهيونية بشكل أو آخر، والتي تناقضت سرديتها مع سردية وسائل الإعلام الجديدة وتحديدا شبكات التواصل الاجتماعي؛ حيث قدمت وسائل الإعلام الإسرائيلية والدولية روايات متناقضة مع حقيقة ما جرى على أرض الواقع، بينما ركزت بعض وسائل الإعلام العربية والدولية على الجانب الإنساني ومعاناة المدنيين، في الجانب الآخر ركزت وسائل الإعلام الإسرائيلية على الجوانب الأمنية لإسرائيل والحاجة إلى الانتقام في شكل رد قوي. وقد أدى هذا الاختلاف في التغطية إلى إعادة صياغة الوعي الجمعي الغربي والدولي، وفي كثير من الأحيان نفي لرواية هذه الوسائل ومدى دقة وموضوعية المعلومات المقدمة.
ولا شك أن العوامل السياسية والعسكرية لعبت دورا هاما في تشكيل رؤية استراتيجية للتغطية الإعلامية الإسرائيلية للحرب على غزة وسعت كل من الحكومة الإسرائيلية والجيش للتحكم في الرواية الأمنية وتفاصيلها عن طريق السماح بوصول معلومات دون غيرها لوسائل الإعلام، وحجب أخرى ومنع وصول الصحفيين الأجانب والعرب إلى مناطق القصف والاستهداف، باستثناء بعض الصحفيين الإسرائيليين المرافقين للوحدات العسكرية.
وتعمدت إسرائيل في الوقت نفسه استهداف الصحفيين الفلسطينيين وعائلاتهم بشكل مباشر، للحيلولة دون وصول الحقيقة للعالم حول حجم الانتهاكات الصارخة للقانون الإنساني الحربي والدولي وفظاعة جرائم الإبادة الجماعية للمدنيين الفلسطينيين.
العمى الإعلامي الذي أصاب وسائل الإعلام الإسرائيلية بكل أنواعها باستثناء القليل جدا منها، جعلها أسيرة بل بوقًا للمتطرفين والعنصريين من النخب السياسية والإعلامية والأمنية للجهر بتوجهاتهم العنصرية وبث خطاب الكراهية المستند لدعاية سوداء اتجاه الفلسطينيين. وعلى الرغم من خطاب الكراهية، الذي نفثت به القنوات والمحطات والمواقع والمنصات الإسرائيلية، «فإن مفهوم الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي لم يعد مفهومًا تقليديًّا، بل عرف نقلة نوعية على مستوى الإستراتيجيات والسياسات الخطابية؛ الأمر الذي من شأنه أن يعدل موازين القوى بين الطرفين، لأنه ينبني على الرمز والكلمة والفعل التعبيري القولي. هذا فضلًا عن أن درجة تلقيه وطريقته قد سجلت تحولًا كبيرًا، وأصبح بذلك للفلسطينيين وقضيتهم مساندون أكثر عددًا بعيدًا عن منطق الاصطفاف الذي ركز عليه الطرف الفلسطيني في بداية مساره النضالي» (العرفي والميلادي 19).
مما لا شك فيه أن الدعاية هي أحد أهم الأسس التي أرتكز عليها الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي، والتي قادتها الحركة الصهيونية منذ مؤتمرها الأول في بازل وأشرف عليها ووضع لبناتها قادة الحركة الصهيونية وكبار منظريها، الذين كانوا من أهم الصحفيين في تلك الحقبة ومنهم ثيودر هرتسل، ويهودا الكلعي، وموشيه هس، ودافيد فولفسون، وحاييم وايزمان، وديفيد بنغريون، وناحوم سوكولوف، وجابوتينسكي... وغيرهم.
وقد ارتكزت هذه الدعاية على عنصر المظلومية (الضحية) ضحية الاضطهاد ثم الهولوكوست فيما بعدهم في كل كتاباتهم، ومن خلال التركيز على هذا الخطاب الممزوج بالرواية التوراتية (شعب الله المختار) وأرض الميعاد لجمع شتات اليهود وبناء دولة تكون الضامن لحمايتهم عبر نشر الأكاذيب وتزييف التاريخ لصالح تحقيق أهداف الحركة مستخدمين الماكينة الإعلامية عبر الإليجارشية الإعلامية لتوطين هذه الرواية (السردية) في الوعي الجمعي لدى اليهود أولا ثم الرأي العام الأوروبي والأمريكي ثانيا. وذهب الخطاب الإعلامي إلى حد «التأكيد على ضعف ارتباط الفلسطينيين بأرضهم وتاريخهم من خلال التشكيك برواية هذا الشعب عن نفسه وعن أرضه، وأن تلك العلاقة علاقة طارئة بلا جذور بينما علاقة اليهود بهذه الأرض هي علاقة مقدسة وسماوية» (عوض 21).
وقد أثبتت الدراسات أن الإعلام الإسرائيلي له ارتباطات متينة بالمؤسسة الأمنية والعسكرية والسياسية والاقتصادية، وقد ثبت أن هذه النخب لها سطوة على ما ينشر ويبث من خلال التنسيق والتكامل بين الوحدات الإعلامية لهذه المؤسسات ولجنة محرري الصحف والإذاعة والتلفزة والناشطين والمؤثرين والمدونين وشركات العلاقات العامة الإسرائيلية والمناصرة لإسرائيل، بحيث «تبدو إسرائيل وكأنها تدار من قبل مجموعات محددة بسبب ما يربطها من علاقات وتفاهمات، وخاصة فيما يتعلق بالموضوع الفلسطيني» (هاليفي 123).
وظهر جليًا في السنوات العشر الأخيرة جنوح المجتمع الإسرائيلي نحو التشدد والتطرف اتجاه الفلسطيني من خلال الخطاب المتطرف الذي تطرحه النخب السياسية، والتي تميل إلى الفاشية والعنصرية، وما يدلل على ذلك هو بروز اليمين المتشدد والصهيونية الدينية «الفاشية» من أمثال رئيس الوزراء الإسرائيلي الحالي بنيامين نتنياهو زعيم حزب الليكود، الذي يحكم لأكثر من 18 عامًا وهي سابقة في تاريخ دولة الاحتلال التي تدّعي الديموقراطية وقادة حزبي القوة اليهودية الذي يتزعمه بن غفير وعاميحاي الياهو وحزب الصهيونية الدينية، بزعامة سموتريتش وانكفاء ما يسمى باليسار الإسرائيلي بل اختفائه عن الساحة السياسية، الأمر الذي يشير إلى هيمنة الخطاب العنصري والمتطرف اتجاه الفلسطينيين بحيث «بات الخطاب الصهيوني هو المهيمن على ثقافة المؤسسة الإسرائيلية برمتها، وعدم وجود منافسين حقيقيين لهذا الخطاب المهيمن بين مؤسسات الإعلام العاملة في إسرائيل» (روعيه 62).
وتشير صحيفة هآرتس الإسرائيلية إلى أنّه «كلّما ازدادت سياسة القمع الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ازدادت نسبة خضوع محرري الأخبار لإملاءات الجيش»، وتستسلم المؤسسات الإعلامية لهذا الخطاب بشكل إرادي «بسبب الشعور الجمعي بالحصار وبأنّ الدولة تعيش في خطر دائم، وكذلك بسبب أنّ فكرة الصهيونية فكرة مقبولة لدى معظم الجمهور الإسرائيلي، الذي يعتقد أن دولته ستمنع عنه كارثة شبيهة بكارثة المحرقة النازية» (غنايم 259).
وقد انقاد الإعلام الإسرائيلي لهذا الطرح والذي بدوره ارتكز على تلك المنطلقات التي أسست وروّجت لها الحركة الصهيونية، وتضمنت هذه الدعاية خطابا للكراهية ضد العربي والفلسطيني دفع إلى ممارسات بدأت بالعنف وانتهت بجرائم وتشريد شعب بأكمله من أرضه عام 1948 بدعم من قوى استعمارية حينها.
ولا يمكن للعنف أن يتصاعد دون دعاية قائمة على الكراهية، وقد أثبتت تجارب عديد من الشعوب التي ارتكبت بحقّها جرائم إنسانية وتطهير عرقي أنّ وسائل الإعلام كان لها دور كبير في الترويج للكراهية والدعوة للقتل، وهذا ما حصل في ألمانيا في فترة الحكم النازي على يد وزير الدعاية ومؤسسها جوزيف جوبلز، وهو «الداهية صانع أسطورة الكذب للزعيم الألماني أدولف هتلر ووزير الدعاية إبان الحزب النازي في ألمانيا محترف الخطابات الحماسية وإطلاق الشعارات الرنّانة، مختلق الأكاذيب وتكرارها حتى يصدقها الناس وتصبح حقيقة مطلقة، حتى باتت قاعدة (اكذب ثم اكذب حتى يصدقك الناس) من أكثر القواعد استخدامًا في الحقل الإعلامي» (محمود).
وهذا ما قامت عليه الدعاية الصهيونية في سرديتها الزائفة «شعب بلا أرض، أرض بلا شعب» وقد ركّزت دعاية جوبلز من الحديث عن السلام كما تفعل الدعاية الصهيونية، وفي الوقت نفسه كانت تعدّ الجيش لمهاجمة الشعوب الأخرى وتعلي من شأن العرق الآري وتحطّ من إنسانية باقي الشعوب، وذات الشيء تقوم به الدعاية الصهيونية التي تعلي من شأن اليهودي بترديد مقولة «شعب الله المختار»، وتحتقر العرب وتصفهم بالمتخلفين والمخربين وتنظر لهم بشكل دوني. كما وعمدت الدعاية الألمانية إلى «الربط بين الديانة اليهودية والنزعة الرأسمالية»، بحيث إن «الدين اليهودي يشجّع على تراكم رأس المال قبل الموت، لأنّ امتلاك المال والجاه والغنى يضمن مرتبة روحية أفضل عند الخالق في عالم بعد الموت، وبالتالي فإنّ اليهودية هي على تضاد جوهري مع أي نظام اجتماعي تشاركي، والرأسمالية هي نزعة بنيوية في الثقافة اليهودية، في تبرير نظري محكم للإبادة» (ضفة ثالثة). وصولًا إلى قتل ملايين اليهود أثناء الحرب العالمية الثانية سعيًا لاجتثاث العرق السامي من أوروبا ككل ضمن ما يعرف بالهولوكوست أو المحرقة اليهودية.
وحدث ذلك أيضًا في البلقان ثم رواندا في تسعينات القرن الماضي وميانمار بداية القرن الحالي؛ حيث يشير مونيك أليكسس واينيس مبامبارا في تقرير بعنوان «تجربة الإعلام الرواندي في الإبادة» إلى أن «صحيفة كانجورا أطلقت النار على مروج كانجوكا التوتسية من خلال نشرها الوصايا العشر للهوتو، والتي كانت تحريضًا حقيقيًا على الكراهية والتمييز ضد التوتسي، ومن ضمن الوصايا العشر الوصية الأخيرة، التي تدّعي أنّه يجب على أي هوتو أن يدرك أن المرأة التوتسية أينما كانت تعمل لصالح مجموعتها العرقية من التوتسي، ولذلك فإن أي هوتو يتزوج امرأة من التوتسي يكون خائنًا، ومن لا ينشر هذه الأيديولوجية فهو أيضًا خائن» (Mpambara and Monique 15).
وكان للإذاعة دور مهمٌ في تعميم ثقافة الكراهية ونشرها على نطاق واسع في التجربة الرواندية التي سبقت ورافقت الإبادة بحق التوتسي «كانت إذاعة RTLM تحت سيطرة الحكومة، مما خلق مناخًا مواتيًا لنشر خطاب الكراهية وتشجيع جمهور واسع من الهوتو على قتل التوتسي عبر بث مفتوح لجمهورها لنقل معلومات مغلوطة لم يتم التدقيق فيها من قبل القائمين على الإذاعة والدعوة إلى قتل جميع الانكوناتي أي التوتسي من خلال ترديد عبارات تحض على كراهيتهم» (Hefti and Jonas 37).
ومن تجربة الإعلام الرواندي في الإبادة، «قامت إذاعة RTLM في برامجها من التأثير على شباب الهوتو وتوجيههم إلى كراهية التوتسي بأساليب مختلفة، وكونها انفردت بالتغطية الخبرية فقد سهّل ذلك انتشار الكراهية وازدادت دعوات السكان من الهوتو إلى اتخاذ إجراءات بحق التوتسي عبر تجنيد مئات آلاف الشباب لقتل الانكوتاني، أي التوتسي كونهم عرقية واحدة ويكفي النظر إلى أنفه الصغير وطوله ليتم القضاء عليه» (Mpambara and Monique 15).
وللوصول إلى الشروع في أعمال الإبادة تسعى وسائل الإعلام عبر استخدام ممنهج للدعاية القائمة على خطاب الكراهية المتضمن بثّ الإشاعات والتضليل الإعلامي، وعدم احترام كرامة الإنسان، والوصم والتحقير، والدعوة للانتقام والإقصاء وصولا إلى العنف ثم التحريض على القتل.
ويعرف مصطلح خطاب الكراهية بانه مصطلح «يستخدم لوصف مجموعة واسعة من خطابات أو كلمات مهينة جدا، من الكراهية والتحريض على العنصرية والعرقية والدينية والجنسية والسياسية، وصولا إلى السباب والتشهير، مرورا بأشكال التحيز المتفاقمة. وعندما يستخدم الإعلام مختلف الوسائل الكلامية والسمعية والبصرية للتصدي للآخر وتصويره بأبشع الصور والهجوم عليه، فإن الصراع يشتد أكثر وتشتد التعبئة وتتعمق الهوة بين الطرفين» (صدقة ونادر ومخايل 72).
من هنا، يمكن تعريف خطاب الكراهية بشكل عام بأنه «بث الكراهية والتحريض على النزاعات والصراعات الطائفية والإقليمية الضيفة والتحريض على إنكار الآخر وإنسانيته وتهميشه، ونشر الفتنة واستخدام أساليب الفزعة واختيار الكلمات النابية، والصوت العالي ضد طائفة دينية أو عرقية والحضّ على العنف واتهام الطرف الآخر بالخيانة والفساد» (العقاربة).
وتمثل الكراهية شعورًا هدامًا؛ إذ إن الإنسان يولد محبًا للحياة وقابلا للآخر، إلا أن «ثمة عوامل مجتمعية داخلية وخارجية تجعله يفضل خطاب الكراهية والتطرف على حساب الحياد، وبالضرورة سيكون لذلك تأثيرات فتاكة على المجتمعات» (صدقة ونادر ومخايل 72).
ودائما ما يكون «خطاب الكراهية أداة لتحفيز المشاعر وإثارتها وتعبئتها في اتجاه معين، فيصبح تحريضا وحشدا بما ينشئ سلوكا وثقافة واقتناعا بالتمييز والعنصرية وانتقاصا للحقوق ممن وجّه الخطاب إليهم، وهنا تكمن خطورة هذه الخطابات، خاصة إذا وجدت منابر إعلامية أو بيئة تواصل خصبة تؤكد عليها، وتزيد من انتشارها» (الأمم المتحدة).
من المعروف أن خطاب الكراهية هو أي خطاب يحرض على الكراهية ضد مجموعة من الناس، ويسعى إلى قمع الآراء المتعارضة من خلال إقصاء أو إلغاء حقوق الأفراد على أساس العرق أو الجنس أو الدين أو اللون. وقد لا يقتصر خطاب الكراهية على وسائل الإعلام، لكنه موجود أيضًا في العديد من السياقات السياسية والاجتماعية والدينية (James 481).
وترتبط وسائط الإعلام ارتباطا وثيقا بالنظام السياسي القائم الذي تعمل فيه، لذلك فإن بعضهم يؤثر على بعض بشكل كبير وينعكس ذلك في أدوارهم ووظائفهم ومواقفهم وطبيعة الخطاب الأيديولوجي الذي يتبناه كل من المستوى السياسي والإعلامي، ويشير فيلو بأن الجمهور عادة يتلقى الرسائل الإعلامية دون وعي ومن الخطأ الافتراض أن الجمهور يكون نشطا في تفسير محتوى الأخبار، بحيث إنهم يبنون معانيهم وافتراضاتهم الخاصة حول ما يعتبر مقبولًا أو مناسبًا أو - على الأقل - موصى به من قبل النخبة السياسية (Philo 382).
ويقترح برايس وتوكسبري أيضًا أن المواطنين يفضلون دائمًا تقييم قادتهم السياسيين على أساس القصص والأحداث التي تحظى بأكبر قدر من الاهتمام في الأخبار، فقد أصبحت وسائل الإعلام أداة سياسية لممارسة السيطرة الأيديولوجية، وتعبئة الرأي العام بما يتماشى مع التوقعات على المستوى السياسي، وهذا الدور النشط لوسائل الإعلام في أوقات الصراع والحروب يثير الجدل حول طبيعة الخطاب الإعلامي وكيفية توظيفه من قبل النخبة السياسية والعسكرية معا (Price and Tewksbury 207).
أمّا العلاقة بين خطاب الكراهية والتحريض على الإبادة الجماعية فهي علاقة معقدة وضبابية وهناك عمومًا خط رفيع بينهما، في حين أن خطاب الكراهية لا يحرض دائمًا على الإبادة الجماعية، إلا أنه يمكن أن يخلق بيئة مواتية لمثل هذه الأعمال، وبالتالي من المهم معالجة خطاب الكراهية واتخاذ خطوات لمنع تحوله إلى عنف أكثر خطورة. في حالات معينة، لا يلزم أن يكون التحريض مرتبطا بدعوة صريحة ومباسرة إلى الإبادة الجماعية فقد يعتبر تشكيل حملة دعائية ممنهجة لتجريد جماعة ما من إنسانيتها أيضا نوعًا من التحريض المباشر (Hakim 83). ويتسق هذا الطرح مع مفهوم متعدد المراحل للإبادة الجماعية، يبدأ بنزع الصفة الإنسانية المنتظم عن جماعة ما. وهذا يقودنا إلى اعتبار أن حملة الخطابات الضمنية قد تحرض على الإبادة الجماعية بفاعلية أكبر من الدعوة الصريحة في حالات كثيرة.
ويُعدّ التحريض على الإبادة الجماعية جريمة خطيرة تنطوي على التشجيع أو الترويج المتعمد للإبادة الجماعية. وتعرف الإبادة الجماعية بأنها التدمير المتعمد، كليا أو جزئيا، لجماعة قومية أو إثنية أو عرقية أو دينية. ويمكن أن يتخذ التحريض على الإبادة الجماعية أشكالًا عديدة، بما في ذلك الخطب والكتابات وأشكال الاتصال الأخرى التي تدعو إلى تدمير مجموعة معينة أو تعززها. ومفهوم التحريض على الإبادة الجماعية معترف به في القانون الدولي منذ سنوات عديدة. وتجرم اتفاقية الأمم المتحدة لعام 1948 التحريض المباشر والعلني على ارتكاب الإبادة الجماعية. ويعترف نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية أيضا بأن التحريض على الإبادة الجماعية جريمة ضد الإنسانية.
أمّا لغة الكراهية بحسب ريختر وبارنيا فهي مصطلح يستخدم لوصف اللغة التي تشوه سمعة الجماعات أو تجردها من إنسانيتها على أساس هويتها القومية أو العرقية أو الدينية أو العرقية أو السياسية. وينطوي التجريد من الإنسانية، على وجه الخصوص، على استخدام الاستعارات والمجاز، التي تثير الشعور و«الاشمئزاز والكراهية» تجاه المجموعة المستهدفة (Richter and Barnea 7).
وغالبًا ما يكون استخدام خطاب الكراهية غير الإنساني مقدمة للإبادة الجماعية، ويشير خطاب الكراهية إلى الكلمات المستخدمة للاستخفاف بالمجموعات أو شيطنتها أو قولبتها على أساس هويتها؛ لذلك يعتبر فوستين أنّ تحديد خطاب الكراهية والتحريض ومنعهما أمر ضروري لمنع الإبادة الجماعية قبل وقوعها (Faustin 16).
في الجانب المقابل، من المهم ذكره بأن لغة الكراهية والتحريض لا تؤدي جميعها بالضرورة إلى الإبادة الجماعية، وقد تحدث الإبادة الجماعية دون أي دليل على لغة الكراهية أو التحريض. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يحدث التحريض دون استخدام لغة الكراهية اللاإنسانية، ويمكن أن توجد لغة الكراهية دون أي تحريض. في حين أنه قد يكون هناك تمييز قانوني بين الاثنين، فإن عواقبهما غالبًا ما تكون هي نفسها (Davies 26). لكن تشكل لغة الكراهية والتحريض خطرًا أكبر للإبادة الجماعية، لا سيما عندما تنشأ من أنظمة استبدادية تستخدم الإكراه والتوجيه والتعليمات للسيطرة على سكانها. وقد يرتكب الجناة أيضًا الإبادة الجماعية دون لغة كراهية خارجية صريحة أو تحريض علني، مثل استغلال المجاعة لتجويع السكان الذين يعتبرونهم أعداء لإخفاء نواياهم.
يعرّف تشالك وجوناسون الإبادة الجماعية بأنها عمليات قتل جماعي من جانب واحد بقصد تدمير مجموعة معينة، مع الاعتراف أيضًا بتدمير الثقافة كجريمة منفصلة تسمى «الإبادة العرقية» (Chalk and Jonassohn 480)، وفي الجهة المقابلة تنتقد الباحثة هيلين فين تعريفات تشالك وجوناسون للإبادة الجماعية بسبب المبالغة في التأكيد على دور الدولة كجاني، وبدلًا من ذلك تعرف الباحثة الإبادة الجماعية على أنها عمل مستدام وهادف لتدمير مجموعة جسديًا من خلال حظر تكاثرها البيولوجي والاجتماعي بغض النظر عن الاستسلام أو عدم وجود تهديد من جانب الضحية (Fein 120).
كذلك انتقد كوبر وبارتا الطرح القائل بأن الإبادة الجماعية تحدث فقط كهجوم منهجي وترعاه الدولة (Kuper; Barta 16)، مما يسلط الضوء على أهمية الاعتراف بأعمال الإبادة الجماعية الأخرى. ويرى بارتا أنّ الإبادة الجماعية بأنها إما ارتكبتها دولة إبادة جماعية أو مجتمع إبادة جماعية، مميزًا بين الإبادة الجماعية المتعمدة التي تقودها الدولة والضغوط المجتمعية بفعل التحريض وخطاب الكراهية الذي ينشأ في مجتمع معين، والذي يكون ممهدا ومؤشرا أوليا على الإبادة الجماعية الحقيقة. بذلك يصبح مفهوم «النية للإبادة» عاملا آخر لتصنيف الإبادة الجماعية على أساس خطورة الفعل والقول معا.
وفي دراسة كلفرويل تشير إلى إن الإجراءات التي اتخذتها قوات الاحتلال الإسرائيلية خلال الحرب على غزة عام 2014، يمكن اعتبارها أعمال إبادة جماعية بموجب القانون الدولي. ويحدد التحليل الحالات التي تحرض فيها الجهات الفاعلة على العنف، وتستخدم الأسلحة المحظورة، وتستهدف بشكل مباشر المدنيين والمناطق المأهولة بالسكان. وتشير الدراسة إلى أن قتل أعضاء جماعة ما، رغم أنه أكثر جوانب الإبادة الجماعية وضوحًا، ليس مطلوبا قانونا لحدوث الإبادة الجماعية. حتى لو لم يُقتل شخص واحد، فلا يزال من الممكن الاعتراف بالإبادة الجماعية بموجب القانون الدولي. وتقر الدراسة البحثية بأن المجتمع الدولي أشار في المقام الأول إلى هذه الأفعال على أنها «جرائم حرب» و«جرائم ضد الإنسانية»، ولكنها تجادل بأن هذه الهجمات تشكل أعمال إبادة جماعية. وتوضح الدراسة أيضا أن قلة الأبحاث حول النكبة، أو الهجرة الفلسطينية في عام 1948، سمح للرواية الصهيونية بالبقاء دون التشكيك فيها إلى حد كبير، مما أدى إلى إنكار مأساة الفلسطينيين، كإبادة جماعة، خلال تلك الفترة من قبل المجتمع الدولي. كذلك يمكن استخدام أفعال الجناة المزعومين وأقوالهم كمؤشر للاستدلال على نيتهم للإبادة جماعة. وتخلص الدراسة إلى أن الإجراءات التي تم اتخاذها خلال الحرب على غزة عام 2014 يمكن اعتبارها أعمال إبادة جماعية، بناءً على الطبيعة المنهجية والمنظمة للعنف الذي ترتكبه الجهات الحكومية الإسرائيلية ضد السكان المدنيين الفلسطينيين (Culverwell 121).
وتعتبر الدراسة أن «القصد» أو «النية» من تدمير جماعة ما معترف به بموجب القانون الدولي في سياق الإبادة الجماعية. ولكي تعتبر هذه الأفعال «كليًا أو جزئيًا» إبادة جماعية، يجب أن يكون «القصد» أو «النية" منها تدمير عدد كبير من الأفراد من تلك الجماعة. فتدمير جماعة (بكاملها) يعني الإبادة الكاملة للجماعة أو إبادتها. أّمّا تدمير جماعة (جزئيًا) يعني التدمير المتعمد لعدد كبير من الأفراد من تلك المجموعة. ويعترف القانون الدولي بأن التدمير المادي أو البيولوجي لمجموعة ما، سواء كان تدميرًا كاملًا أو جزئيًا، يشكل إبادة جماعية. وتشمل الأفعال المحددة التي يمكن أن تسهم في تدمير جماعة «كليا أو جزئيا» استخدام لغة مهينة، وحجم الأفعال وطابعها المنهجي، ونوع الأسلحة المستخدمة، ومدى الضرر الجسدي، واستهداف ممتلكات الجماعة، والتناسب النسبي لمحاولة التدمير أو تحقيقه. ويمكن أيضًا إثبات نية إبادة مجموعة من الناس من خلال الخطاب التحريضي أو الدعاية التي تحض على الكراهية، والتي تحدد نبرة الإفلات من العقاب وتخلق ظروفًا تسهل الإبادة الجماعية (Culverwell 120).
أكدت المواثيق والتشريعات الدولية رفضها خطاب الكراهية، والحرص على قبول الآخر، والتعايش معه وعدم إنكاره، إذ إن الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة في ديسمبر 1948، الذي تناول الفرد بطابع شمولي بعيدا عن معتقده وعرقه وجنسه، لتأتي المادة الأولى، منه بنص: «يولد جميع الناس أحرارًا ومتساوين في الكرامة والحقوق، وهم قد وهبوا العقل والوجدان وعليهم أن يعاملوا بعضهم بعضًا بروح الإخاء» (الأمم المتحدة).
كما أن المادة الثانية نصت على: «لكلِّ إنسان حقُّ التمتُّع بجميع الحقوق والحرِّيات المذكورة في هذا الإعلان، دونما تمييز من أيِّ نوع، ولا سيما التمييز بسبب العنصر، أو اللون، أو الجنس، أو اللغة، أو الدِّين، أو الرأي سياسيًّا وغير سياسي، أو الأصل الوطني أو الاجتماعي، أو الثروة، أو المولد، أو أيِّ وضع آخر» (الأمم المتحدة).
في هذا السياق، يسعى حكيم في دراسته المعنونة «كيف يمكن لشركات منصات التواصل الاجتماعي أن تكون متواطئة في التحريض على الإبادة الجماعية» أن يوضح مفهوم التحريض على الإبادة الجماعية كجريمة عن طريق دراسة الأطر القانونية لاتفاقية الإبادة الجماعية، والنظامين الأساسين للمحكمة الجنائية الدولية، ونظام روما الأساسي. وفي حين تجرم اتفاقية الإبادة الجماعية والنظامان الأساسيان للمحكمة الجنائية الدولية التحريض على الإبادة الجماعية باعتباره جريمة، فإن نظام روما الأساسي يسرد التحريض في المادة الخامسة والعشرين المعنونة «المسؤولية الجنائية الفردية»، وليس في المادة الخامسة المعنونة «الجرائم التي تدخل في اختصاص المحكمة». غير أن التعليق على قانون المحكمة الجنائية الدولية (CLICC) يتخذ موقفا مفاده أن التحريض على الإبادة الجماعية «جريمة» بموجب نظام روما الأساسي، وليس شكلا من أشكال المسؤولية الجنائية. ويستنتج الباحث أن التحريض الإعلامي يمكن وينبغي أن يُعامل كجريمة استنادًا إلى التاريخ وقانون المعاهدات والسوابق ذات الصلة (Hakim 83).
وحيث يجرّم النظامان الأساسيان للمحكمة الجنائية الدولية، وهما النظام الأساسي ونظام روما الأساسي، التحريض على الإبادة الجماعية، بحيث ينص النظام الأساسي في المادة السادسة على أن «تحريض شخص آخر على ارتكاب جريمة إبادة جماعية يعد جريمة إبادة جماعية». كما نص نظام روما الأساسي في المادة الخامسة والعشرين على أنه «يمكن محاكمة أي شخص يرتكب أو يأمر أو يساعد أو يحرض على ارتكاب جريمة تدخل في اختصاص المحكمة». بينما يسرد نظام روما الأساسي التحريض على الإبادة الجماعية في المادة الخامسة والعشرين، وهي المادة التي تتناول المسؤولية الجنائية الفردية. وينص نظام روما الأساسي في الفقرة الثالثة من هذه المادة على أنه «يمكن محاكمة أي شخص يرتكب أو يأمر أو يساعد أو يحرض على ارتكاب جريمة تدخل في اختصاص المحكمة». وللمحكمة الجنائية الدولية اختصاص النظر في قضايا الإبادة الجماعية وجرائم الحرب والجرائم المرتكبة ضد الإنسانية، وهي تفسر القانون الدولي في تحقيقاتها ومحاكماتها. ومع ذلك، ليس لها ولاية قضائية على دولة إسرائيل.
كما درجت العادة لم تتغير السياقات التي يتناول فيها الإعلام الإسرائيلي طبيعة الصراع بل تفاوتت حدة هذا الخطاب طبقا للأحداث الكبرى مثل انتفاضة الأقصى وحروب غزة المتتالية وصولا إلى معركة طوفان الأقصى وما تبعها من حرب إبادة بلغت حصيلتها عشرات آلاف الشهداء والجرحى والمفقودين إلى جانب تشريد أكثر من مليون وثمانمائة ألف مواطن فلسطيني وتحويل قطاع غزة إلى منطقة غير قابلة للحياة عبر تدمير المدارس والجامعات والمؤسسات الصحية والدينية واستهداف الصحفيين، والقائمة تطول.
وانتهج الإعلام الإسرائيلي في تغطيته التضليل أسلوبًا ناجحًا لتعمية الجمهور عن فهم جذور المشكلة وتاريخها؛ ليرسخ في عقلية الإسرائيلي أنّ التاريخ في الصراع مع الفلسطيني بدأ منذ السابع من أكتوبر، ليظهر أن الفلسطيني دائما هو المعتدي الإرهابي المتعطش لإراقة الدم والقتل في نظرة بهيمية له أمام «الإسرائيلي البريء!».
واختلطت التغطية الإعلامية بالدعاية، بحيث «مرّت الحملات الدعائية الإسرائيلية بثلاث مراحل خلال الشهرين الأولين من عمر هذه الحرب، ففي المرحلة الأولى، شكّل الهجوم الدعائي الأول الرد المباشر في محاولة لتفسيرِ ما حدث في فجر السابع من أكتوبر، وخلق إجماع عالمي حول الرواية الإسرائيلية، ثم انتقلت الدعاية الإسرائيلية في المرحلة الثانية إلى تبرير هجوم إسرائيل الجوي المتوحش وحربها (الأخلاقية)، وفي المرحلة الثالثة، انتقلت الدعاية الإسرائيلية إلى تبرير عمليات التهجير القسري والبحث عن بناء تصور للنصر» (الطويسي 16).
هذه هي الصورة التي غمرت وسائل الإعلام الإسرائيلية على اختلاف أنواعها وملأت الدنيا بصور قتل الفلسطينيين «للأبرياء الإسرائيليين»، ولم تكتفِ بذلك؛ بل راحت تبث وتنشر صورًا مفبركة لما جرى داخل غلاف غزة، وظهرت مراسلة قناة I24 الإسرائيلية نيكول زيديك لتنشر رواية حيكت من قبل الأجهزة الأمنية والعسكرية بتوجيهات من الحكومة الإسرائيلية؛ حيث «عمدت إلى نقل تصريحات عن مسؤولين إسرائيليين، جاء فيها أنّهم عثروا على جثث لأربعين رضيعًا برؤوس مقطوعة في مستوطنة كفار عزا».
ومن الأساليب التي انتهجها الإعلام الإسرائيلي:
3.1.1 التحريض والكراهية:
رافقت هذه التغطية خطابا إعلاميا دعائيا شكلت وتيرة التحريض والكراهية للفلسطينيين فيه خطوة غير مسبوقة في تاريخ الحروب الدعائية في مقابل صورة إسرائيل الضحية، في حين وصفت الفلسطيني وكعادتها، لكن بصورة أكثر توحشًا لأجل «شيطنته ودعشنته» ونزع صفة الإنسانية عنه وتبرير جريمة الإبادة بحقه على «أنه (الإرهابي)، و(البربري)، و(القاتل)، و(المخرب)، و(عدو الحضارة الإنسانية)، و(مغتصب النساء)، و(المتوحش)، و(قاطع رقاب الأطفال) ... إلخ» (الطويسي 15).
وأبرزت وسائل الإعلام الإسرائيلية وشبكات التواصل الاجتماعي تصريحات وزير الامن الداخلي الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير، والتي تندرج في سياق تشجيعه على كراهية الفلسطيني والتحريض ضده بتأجيج الكراهية الدينية من خلال اقتحام المسجد الأقصى بقوله: «جبل الهيكل هو المكان المقدس بشكل أكبر للشعب اليهودي، ويجب تعزيز قادة الشرطة والشرطيين الذين يعملون بجد على تمكين صعود آمن لليهود» متفاخرًا بوصول أعداد المقتحمين للمسجد الأقصى بستة الاف مستوطن، وهذا ما سلط الضوء عليه الكاتب ارئيه الداد في صحيفة معاريف (Eldad).
وواصل بن غفير عبر صفحته الشخصية على منصة فيسبوك تحريضه ضد الفلسطينيين من خلال إصداره قرارات بمنع المرابطين في المسجد الأقصى والاعتداء عليهم وتشجيع ذلك قائلًا: «عمل ممتاز قام به مقاتلو الجيش ضد إحدى مثيرات الشغب من المرابطات اللاتي قمن بعرقلة صعود اليهود إلى جبل الهيكل» (Bengvir).
كما طالب الصحفي والمحلل السياسي أمير رابابورت الذي يعمل في موقع (israeldefense) بإعادة احتلال قطاع غزة بالكامل حتى لو كان الثمن باهظًا (Rapaport)، تماشيًا مع دعوات المتطرفين من اليمين إلى إعادة الاستيطان وتهجير الفلسطينيين من أرضهم.
وعمدت صحيفة «يسرائيل هيوم» إلى تسليط الضوء على الأصوات المحرضة على الفلسطينيين ومنحهم مساحة كبيرة في التغطية الإخبارية؛ حيث أوردت وكالة الانباء والمعلومات الفلسطينية في تقريرها الـ(329) توثيقا لعدد من الكتاب في هذه الصحيفة ومن بينهم دافيد بارون ونداف هعساني الذي كتب «طالما غزة قائمة، فلن يكون هناك (باري)، ولن يكون هناك أي حفلات في (رعيم). الكثيرون الذين شاركوا في خداع أنفسهم بمؤامرة الاحتيال الذاتي على مدى عقود أخيرة أخيرًا بدأوا يفهمون ذلك» (وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية - وفا).
و«أورد موقع (والا) العبري العديد من التصريحات للساسة الإسرائيليين، الذين يحرضون على الفلسطينيين أمثال بيني أشكنازي الذي قال: من يقوم عن قصد بمساندة العدو ضد إسرائيل، فالحكم عليه – إعدام أو سجن مؤبد» (Ashkenazi).
وجاء في موقع ynet دعوة صريحة من وزير الطاقة الإسرائيلي يسرائيل كاتس الذي قال فيها: «وقّعت على أمر يفرض على شركة الكهرباء قطع الكهرباء عن غزة. ما كان لن يعود مجددًا» (Azolai).
وكل ذلك مصحوب بمنتجات دعائية من أفلام وفيديوهات وصور مروّعة، ونجحت هذه الدعاية في الأسابيع الثلاثة الأولى لعدة عوامل؛ منها عامل أوّل متمثل في السرد الدعائي المباشر الذي أغرقت إسرائيل فيه العالم بما حدث في السابع من أكتوبر، على أنه صدمة كبرى، وقد ساعد هذا العامل بقوة في «خلق حالة الاصطفاف الدولي الكبيرة خلف إسرائيل، وأوجد المسوغ السياسي والأخلاقي لعملية «السيوف الحديدية»، ومنها عامل ثانٍ ساعد من خلال الاستثمار الكبير في البيئة الرقمية» (Martin, Goujard and Fuchs).
أما «العامل الثالث فتمثل في الاستثمار في صورة الجيش الإسرائيلي في العالم؛ فقد صورت الدعاية الإسرائيلية العملية العسكرية بأنها عملية احترافية ومخطط لها بدقة، ولا تستهدف المدنيين، وأن الجيش الإسرائيلي قادر على تحقيق أهدافه في الدفاع عن النفس ضمن معايير حقوق الإنسان والقانون الدولي» (The intercept).
وجنّدت إسرائيل في سبيل إنجاح سرديتها في مواجهة السردية الفلسطينية كبريات الصحف والقنوات الغربية والمواقع الشبكية، سعيًا نحو حشد الرأي العام الغربي والعالمي ضد الفلسطينيين العزل والمحاصرين في قطاع غزة منذ ما يزيد عن 18 عامًا، إذ يمكن ملاحظة ذلك، عبر عناوين الصحف في تلك الدول. هكذا، جاء عنوان صحيفة «ديلي ميل» (Daily Mail): «أطفال بُترت رؤوسهم: 40 طفلًا قتلوا رميًا بالرصاص»، حسب ادعاءاتها. أما ذا تايمز البريطانية، فكتبت على صفحتها الأولى، «حماس تذبح حناجر الرضع». وعلى ضوء ذلك، «أجرى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اتصالًا بالرئيس الأمريكي جو بايدن، نقل عبرها إشاعته للأخير ليسهم في انتشار الخبر كالنار في الهشيم. وبعد اتصال نتنياهو، خرج بايدن، متحدثًا أمام قيادات للجالية اليهودية في الولايات المتحدة، مؤكدًا لهم صدمته من المشاهد التي رآها» (العربي).
وقد ابتعد الإعلام الغربي عن المهنية في التغطية منحازا بشكل أعمى للخطاب والرواية الإسرائيلية؛ حيث أظهر «تحليل لإنترسبت للتغطية الإعلامية الرئيسية أن تغطية نيويورك تايمز وواشنطن بوست ولوس أنجلوس تايمز للحرب الإسرائيلية على غزة تعكس تحيزًا ثابتًا ضد الفلسطينيين، كما أنّ وسائل الإعلام المطبوعة، التي تلعب دورًا مؤثرًا في تشكيل وجهات النظر الأمريكية حول الصراع الإسرائيلي الفلسطيني لم تُعِر سوى القليل من الاهتمام للتأثير غير المسبوق لحملة الحصار والقصف الإسرائيلية على الأطفال والصحفيين في قطاع غزة. وأظهرت ازدواجية معايير تجسد مواقف حكوماتها مبتعدة عن قيم الصحافة التي تتغنى بها، كما هي حكوماتها التي لم تتحمل أي مسؤولية في تقصي الحقيقة لمقتل عشرات آلاف من الأطفال والنساء، وقد ركزت هذه المنابر الغربية بشكل غير متناسب على الوَفَيات الإسرائيلية في الصراع من خلال استخدام لغة عاطفية لوصف عمليات قتل الإسرائيليين، في حين تجاهلت بشكل سافر مقتل الفلسطينيين الذين جرّدتهم من إنسانيتهم، إذ اعتبرت موتهم أمرًا يوميًّا وطبيعيًّا للغاية لدرجة أن الصحفيين ينقلون خبره كما لو أنهم ينقلون أخبار الطقس» (TRT عربي).
3.1.2 التضليل والتشويه الممنهج:
وقد مارس الإعلام الإسرائيلي التقليدي والجديد التضليل الممنهج لأحداث الحرب وأسبابها مركزا على أعراضها، كما تبنت الرواية الرسمية من صحف إلى إذاعات وقنوات تلفزة ومواقع إلكترونية، وخضعت لرقابة عسكرية صارمة وفلترة غير مسبوقة واكتفت بما يسمح به تحت بند (سمح بالنشر) للحفاظ على معنويات الجيش والجبهة الداخلية وتماسك الرواية ضمن تأطير يحفظ استمرار العمليات وبقاء تماسك حكومة الائتلاف.
ووظفت الأدوات والأموال والضغط، لكي تبقى هذه السردية راسخة دون أدنى حد من التشكيك عبر الناطقين الرسميين باسم الحكومة والخارجية والجيش والأمن والدبلوماسيين وأركان الحكومة والصحافيين اليمينيين.
وعمدت إسرائيل على تبرير هجماتها وحربها «الهمجية» وأعمال الإبادة من خلال الارتكاز على مبدأ حق الدفاع عن النفس والدفاع عن السيادة وحماية مواطنيها واستخدام أساليب التهديد لكل من يتعاطف مع التطهير العرقي والمذابح الجماعية التي ترتكب في قطاع غزة متهمين إياهم بمعاداة السامية ومحاولة نزع الشرعية عن دولة إسرائيل وتهديد اليهود في العالم مذكرين دوما بالهولوكوست.
إلى جانب ذلك ردد هذا الإعلام الإسرائيلي دعوة اليمين المتطرف والحكومة والجمهور اليميني بضرورة اعتماد سياسة الاغتيالات والتصفيات للقادة الكبار في المقاومة الفلسطينية، والتي تصفهم بأنهم هم من يقفون وراء أحداث 7 أكتوبر (عملية طوفان الأقصى).
وقد اعتمدت التغطية أساليب التشويه للفلسطينيين من خلال إظهارهم بأنهم إرهابيون يتعطشون لسفك الدماء ويعشقون الموت، ولا بد من تهجيرهم حتى ينعم الشعب اليهودي بالسلام والأمن والديموقراطية، التي تجسد قيم الغرب المتحضر.
وتتطابق اتجاهات التغطية الإخبارية للإعلام الإسرائيلي لحرب غزة إلى حد كبير مع تغطيته لأحداث أخرى لها علاقة بجوهر الصراع الفلسطيني الإسرائيلي؛ حيث يصف سلمان ناطور التغطية الإعلامية لانتفاضة الأقصى، التي تتشابه مع تغطية حرب غزة 2023 قائلًا: «العنف هو صناعة فلسطينية والجيش هو المعتدى عليه وفي حالة دفاع عن النفس والمراسلون هم المراسلون العسكريون والناطقون بلسان الجيش والتي تعتبر روايتهم صادقة لا تقبل النقاش، كما تقدم الضحايا الفلسطينيين على أنهم أرقام بدون أسماء ولا أهل ولا تفاصيل، والبيوت التي تقصف هي ثكنات للتنظيم، ولا يتورع الإعلام الإسرائيلي عن بث الأكاذيب» (ناطور 56).
3.1.3 الدعوة للإبادة:
ومن خلال الرصد لهذه التغطية يتبين أنّ الخطاب المعتمد في الإعلام الإسرائيلي عدائي للفلسطينيين وهجومي وتجرده من صفة الإنسانية وتستكثر عليه أبسط الحقوق وتسيطر عليه نزعة الانتقام من الفلسطينيين، ما يدلل على ذلك الكم المتكرر من التصريحات على لسان مسؤولين حكوميين بدءًا من رئيس الوزراء الإسرائيلي مرورًا بوزراء ائتلافه الحاكم، وصولًا إلى رئيس الدولة هيرتسوغ ونخب متعددة يصفون الفلسطينيين «بالحيوانات البشرية» التي لا تتطلب رأفة ولا رحمة من صغيرهم حتى كبيرهم، وأوردت بلا تحفظ تصريحات المتطرفين ودعواتهم.
ودعا العديد من الصحفيين والسياسيين والمحللين الإسرائيليين إلى إبادة الفلسطينيين، وبرزت دعوات في معظم وسائل الإعلام وعلى الصفحات الاجتماعية تنادي بمحو غزة والفلسطينيين، ومن بينها القناة 13 المؤيدة لليمين المتشدد، التي بثت على موقعها ونشرت تصريحًا يهدد بالإبادة «طالما أنه ما زالت هناك هياكل وثقافة فاسدة في غزة، وأيضًا في رام الله، فلن تستمر دولة إسرائيل بالوجود؛ لذا يجب على أي جهد يسعى إلى تدميرنا والاستيلاء على مكاننا أن يكون مهددًا بإبادته»، و«يجب محو غزة، هذا يعني إما نحن أو هم» (Mahalooz).
ومن أبرز العبارات المعبأة بالكراهية والتحريض ما ورد على لسان يؤاف غلانت وزير الجيش الإسرائيلي؛ إذ قال: «نتعامل مع حيوانات بشرية ونتصرف على هذا الأساس وسوف نبيد كل شيء»، ويشير فيها إلى الفلسطينيين وتحديدًا في قطاع غزة.
في حين تناول رئيس وزراء دولة الاحتلال الإسرائيلي ما جرى من منظور ديني استعلائي في مؤتمر صحفي بثته وسائل الإعلام الإسرائيلية والعالمية قائلًا: «الصراع قائم بين أبناء النور وأبناء الظلام، بين الإنسانية وشريعة الغاب»، وكان يقصد الفلسطينيين.
و«كشفت صحيفة إنترسبت (The Intercept) الأمريكية أن تطبيق (فيسبوك) وافق على سلسلة إعلانات نشرتها مجموعة (إيه دي كان) الإسرائيلية اليمينية، التي تضم ضباط مخابرات سابقين، وفي هذه الإعلانات تجرد الفلسطينيين من إنسانيتهم وتدعو لقتلهم، ومحتوى بعضها يدعو بشكل مباشر لقتل المدنيين الفلسطينيين، بينما يدعو بعضها أيضًا يدعو إلى «محرقة بحق الفلسطينيين»، والقضاء على «النساء والأطفال وكبار السن في غزة»، كما سمحت إدارة الموقع بمنشورات أخرى يصف بعضها أطفال غزة بأنهم «إرهابيون مستقبليون»، ويتضمن عبارات مسيئة للعرب والفلسطينيين» (الجزيرة).
و«أورد موقع تايم أوف إسرائيل (The Times of Israel) تصريحات لوزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير أيّد فيها دعمه لفكرة إعادة توطين الفلسطينيين من قطاع غزة في الخارج، معلنًا أن الحرب تمثل فرصة للتركيز على تشجيع هجرة سكان غزة» (سكاي نيوز عربية - أبوظبي).
واستدعى نتنياهو في مؤتمر صحفي نقلته وسائل الإعلام الإسرائيلية «نبوءة إشعياء» في إطار سعيه لمواصلة حرب الإبادة على قطاع غزة، وقال: «نحن أبناء النور بينما هم أبناء الظلام، وسينتصر النور على الظلام». وأضاف نتنياهو: «سنحقق نبوءة إشعياء، لن تسمعوا بعد الآن عن الخراب في أرضكم، سنكون سببا في تكريم شعبكم، سنقاتل معا وسنحقق النصر». كما استدعى نصا دينيا آخر، حين قال: «يجب أن تتذكروا ما فعله عماليق بكم، كما يقول لنا كتابنا المقدس» (العدم).
و«أذاعت هيئة البث الإسرائيلية أغنية بمناسبة اليوم العالمي للطفولة عبر ظهور أطفال إسرائيليين تتراوح أعمارهم بين 5 و12 عامًا، على شاشات الإعلام العبرية، وهم يؤدون أغنية قد تبدو للوهلة الأولى عادية، لكنها ليست كذلك، لأن كلماتـها تحث على قتل الفلسطينيين وتدمير ديارهم وتخريب ممتلكاتهم لتستغل آلة الحرب الإسرائيلية الطفولة، كعادتها بأبشع الطرق، لتحول البراءة إلى وسيلة تغذي فيها غريزتـها المتعطشة لدماء الفلسطينيين» (العربي).
و«قالت صحيفة هآرتس أنّ عاميخاي إلياهو وزير شؤون القدس والتراث الإسرائيلي أدلى بتصريح غريب دعا فيه إلى إسقاط سلاح نووي على قطاع غزة» (الأناضول).
وفي خطاب مصور على وسائل الإعلام الإسرائيلية لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وصف الشعب الفلسطيني بأنهم «أبناء الظلام»؛ استنادًا إلى نص في التوراة، بينما وصف الشعب الإسرائيلي بأنهم «أبناء النور»، ووصف دان غيلرمان، السفير الإسرائيلي السابق لدى الأمم المتحدة، الفلسطينيين بأنهم «حيوانات غير إنسانية». وفي تعبير وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت في خطاب مصور عبر وسائل الإعلام الإسرائيلية، تجاوزت كلماته حدود اللباقة بعبارته: «نحن نقاتل ضد الحيوانات البشرية» (العيسائي).
ولتسليط بعض الضوء على الإعلام الإسرائيلي يكفي أن نستعيد وصف البروفيسور الإسرائيلي الراحل زئيف شتيرنهل، وهو من أبرز المتخصّصين في موضوع الفاشية، سلوك المثقفين والإعلاميين خلال «عملية الجرف الصامد» العسكرية الإسرائيلية ضد قطاع غزة عام 2014 بأنه يحيل إلى سلوك القطيع. ففي سياق مقابلة أجرتها معه صحيفة «هآرتس» في شهر آب/أغسطس 2014، رأى شتيرنهل أن ما اتّسمت به تلك الحرب كان سلوك المثقفين في إسرائيل، وبرأيه «ما حدث عندنا هو التزام مطلق بالخط الرسمي من جانب معظم المثقفين والسير مع القطيع» (كناعنة 80).
وبذلك تشمل التكتيكات الشائعة المستخدمة في الدعاية الإسرائيلية أثناء الحروب شيطنة العدو، والتلاعب بالصور والرموز، ونشر المعلومات المضللة، واستخدام النداءات العاطفية للتأثير على الرأي العام الداخلي والخارجي. ومن الجدير ذكره أن الدعاية الإسرائيلية ركّزت أيضا خلال حرب «طوفان الأقصى» على تصوير القادة الفلسطينيين – سواء السياسيون منهم أم العسكريون – على إظهارهم في صورة سلبية وشيطنتهم؛ حيث عمدت إلى تصويرهم على أنهم شخصيات «جبانة» يختبئون في الأنفاق وليس قادة «سياسيين شرعيين».
وقد أورد الباحث في ملحق الدراسة عينة قصدية من فئات التحليل حوت نحو 30 عبارة وردت على لسان صحفيين ومسؤولين سياسيين ومحللين وكتاب أعمدة.
1. الخطاب الإعلامي لوسائل الإعلام الإسرائيلية يقوم على الهاسبرا المعبئة بالأكاذيب والتضليل لهندسة العقول وصناعة وعي جمعي داعم لجرائم إسرائيل بحق الفلسطينيين.
2. مضمون الخطاب ومحتواه مشجع على الكراهية للفلسطيني والانتقام منه منذ عقود، وقد ارتفع منسوب الكراهية والتحريض على قتل الفلسطيني بشكل غير مسبوق بعد السابع من أكتوبر 2023.
3. يستمر الإعلام بتبني السردية الأمنية والعسكرية والتستر على جرائم الجيش وأجهزة الامن دون أدنى حد من المهنية والأخلاقية في التعاطي مع الحرب.
4. تستمر المعالجة الإخبارية لحرب الإبادة بالتستر على ضحايا الإبادة والحط من إنسانيتهم في الوقت، الذي تتعامل مع الضحايا الإسرائيليين على أن كل فرد منهم يسمو على آلاف الفلسطينيين، وهنا تتجلى الشوفينية والعنصرية بكل صورها.
5. استضافة المؤيدين لحرب الإبادة واستبعاد أي صوت ينادي بوقف الإبادة في غزة.
6. قلة قليلة جدا من الصحفيين الإسرائيليين الذين يجهرون بالحقيقة ومن بينهم الصحفي جدعون ليفي.
7. هناك تفاوت في مستوى التغطية الداعية إلى التحريض والكراهية على الفلسطيني وإبادته.
يتبن من خلال النتائج أعلاه ومن خلال رصد ما نقلته ونشرته وسائل الإعلام الإسرائيلية على مدار أكثر من ستة أشهر وعرض للمضامين التي تحملها من صور وفيديوهات وعبارات على يد ولسان شريحة واسعة من النخب، أن بعض من وسائل الإعلام الإسرائيلي تسهم بشكل كبير على كراهية الفلسطيني وإبادته استنادًا إلى أيديولوجية صهيونية مقيتة تجذر الكراهية في المجتمع الإسرائيلي الذي يجنح إلى التطرف والتزمت انطلاقًا من مفاهيم توراتية وخطاب يقوم على نفي الآخر ضمن مبرات التهديد الوجودي الذي يمثله الفلسطينيون.
وقد اختلفت مستويات التحريض وتفاوتت بين وسائل إعلام وأخرى؛ حيث تبين من خلال المتابعة والرصد أن شبكات التواصل الاجتماعية والمنصات الرقمية بلغت مستويات التحريض والكراهية والدعوة إلى الإبادة مستويات غير مسبوقة، في حين تفاوتت هذه القضية في الإعلام التقليدي كقنوات التلفزة والصحف التي تدور في فلك اليمين الإسرائيلي المتشدد مثل: القناة 14 وإسرائيل هيوم ويديعوت أحرونوت، وبعض الإذاعات التي تؤيد المستوطنين وتتلقى دعمًا مباشرًا من الوزيرين إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش وبعض صقور اليمين الإسرائيلي الفاشي، في حين أن قلة من الصحف والقنوات الفضائية أخذت موقفا مهنيا إلى حد ما كصحيفة هآرتس اليسارية والقناة 12 التي انتقدت الدعوات إلى العنف وقتل الفلسطينيين والعنصرية.
وبات خطاب الكراهية ركيزة أساسية توظف لإبادة الشعب الفلسطيني وتهجيره بشكل قسري أو طوعي على كافة المستويات السياسية والإعلامية؛ حيث رُصِدت مئات بل آلاف المواد التي تدعو إلى التحريض والكراهية والإبادة ليس فقط بعد السابع من أكتوبر بل قبل ذلك بعقود، ولكن بمستويات متفاوتة بينتها عملية الرصد في تقارير المؤسسات المعنية بمتابعة تغطية الإعلام الإسرائيلي التقليدي والجديد (وفا، الجزيرة، المركز العربي للأبحاث، مركز أبحاث الجزيرة، قناة الغد، مسار، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، إلى جانب وسائل الإعلام العربية والإقليمية والدولية) قبل السابع من أكتوبر وبعده، وقد تبين للباحث أن من أبرز الصحفيين والكتاب والمحللين الذين يمتازون بعدائهم للفلسطينيين: بن درور، إيهود يعاري، داني كشمارو (مذيع في القناة 12)، آساف جيبور (كاتب في مكور ريشون)، تسفيكا يحزكيلي (مذيع في القناة 13 ومحلل في القناة I24 )، وعددًا آخر من الصحفيين، ومن أبرز وسائل الإعلام في هذا الشأن: القناة 14، صحيفة يسرائيل هيوم، مكور ريشون، يدعيوت أحرنوت ومعاريف – المؤيدتان لليمين المتطرف – وغيرها من وسائل الإعلام والمنصات الرقمية. وتلتقي هذه الدراسة مع معظم الدراسات السابقة في أن الإعلام يسهم من خلال الخطاب الذي يقدمه في نشر الكراهية والتشجيع على الإبادة. ومن هذه الدراسات: دراسة عبد العظيم، وأيضًا: Mpambara and Monique; Schwitz and Levine; Schleifer; Payne; Hefti and Jonas; Thompson... وغيرهم. وعليه، فقد قد خرجت الدراسة بمجموعة من التوصيات، أهمها:
1. ضرورة رصد المحتوى والمضامين التي تصدر من وسائل الإعلام الإسرائيلية التقليدية والجديدة منها المحرضة على الفلسطيني وفضح هذه الممارسات والسلوكيات الإعلامية أمام المنظمات الصحفية الدولية.
2. تقديم شكاوى ضد الصحفيين والناطقين والمؤسسات الإعلامية الإسرائيلية، التي تمارس وتبث وتنشر خطاب الكراهية والتحريض على الفلسطينيين وملاحقتهم أمام المحاكم الدولية.
3. الدعوة لفرض عقوبات دولية على كل من شارك في جرائم الاحتلال من خلال التحريض على قتل الفلسطينيين عبر وسائل الإعلام الإسرائيلية والدولية.
4. فرض عقوبات على وسائل الإعلام الإسرائيلية المنخرطة في التحريض وبث خطاب الكراهية.
5. وضع استراتيجية إعلامية فلسطينية وعربية لمواجهة خطاب الكراهية في الإعلام الإسرائيلي، والتصدي لها على مستوى العالم.
يتضح من خلال الأطر الثلاثة المذكورة أعلاه، أن الإعلام الإسرائيلي، بالإضافة إلى ما صدر على لسان بعض الكتاب والمراسلين والمذيعين والنخب السياسية والمثقفة وقادة الأحزاب والناطقين الرسميين والمؤثرين عبر شبكات التواصل، ومن خلال نقل التصريحات الممزوجة بخطاب الكراهية والانتقام والدعوة لهما، ... كل ذلك قد أسهم بشكل مباشر وغير مباشر في التشجيع على الإبادة بحق الشعب الفلسطيني عامة والغزيين خاصة.
TRT عربي. «انحياز كامل لإسرائيل.. إعلام الغرب مستمر بتجاهل الإبادة الجماعية في غزة». 11/1/2024، استرجع بتاريخ: 29/1/2024. https://www.trtarabi.com/explainers/%D8%A7%D9%
أبو عرجة، تيسير والكعابنة، فرح. «أطر المعالجة الاخبارية لتطورات القضية الفلسطينية في قناة مكان 33 الإسرائيلية خلال عام 2018». مجلة اتحاد الجامعات العربية لبحوث الإعلام وتكنولوجيا الاتصال، جامعة القاهرة، ع6 (2021). مسترجع من http://search.mandumah.com/Record/1151961
الأمم المتحدة. الإعلان العالمي لحقوق الإنسان 1948. 24/1/2024. https://www.un.org/ar/about-us/universal-declaration-of-human-rights
الأناضول. «وزير إسرائيلي يكرر دعوته لإسقاط سلاح نووي على غزة». 24/1/2024. استرجع بتاريخ: 29/1/2024. https://www.aljazeera.net/news/2024/1/24
الجزيرة. «فيسبوك يقر نشر إعلانات تدعو لإبادة الفلسطينيين وقتل ناشط داعم لغزة». 22/11/2023. استرجع بتاريخ: 29/1/2024. https://www.aljazeera.net/news/2023/11/22/%D9%81%D9%8A
الرفوع، عاطف. الإعلام الإسرائيلي ومحددات الصراع. المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت، 2004.
روعيه، إسحق. سبعة مستهلات للتمعن في الإعلام والصحافة. بن يهودان ريخس، القدس، 1994.
سكاي نيوز عربية-أبوظبي. «بن غفير : الحرب فرصة لتشجيع هجرة سكان غزة». 1/1/2024. استرجع بتاريخ: 29/1/2024. https://www.skynewsarabia.com/middle-east/1681850
سمير، حسين. بحوث الإعلام. عالم الكتب، القاهرة، 1995.
صدقة، جورج ونادر جوسلين ومخايل، طوني. التحريض الديني وخطاب الكراهية. مؤسسة مهارات، بيروت، 2015. https://maharatfoundation.org/media/1278/undp-religious-hatred-speech.pdf
ضفة ثالثة. «برلين في فترة الحكم النازي: بين الدعاية والإرهاب». 24/8/2023، استرجع بتاريخ: 21/1/2024. https://diffah.alaraby.co.uk/diffah/herenow/2023/8/24
الطويسي، باسم. «الدعاية في الحرب على غزة 2023 :كيف خسرت إسرائيل سرديتها؟». تحليل سياسات، المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، 2023. https://www.dohainstitute.org/ar/Lists/ACRPS-PDFDocumentLibrary/propaganda-in-the-war-on-gaza-how-israel-lost-the-narrative.pdf
عادل، إحسان وغلاغر، كاثرين. «الإبادة الجماعية المستمرة في غزة: دعوة للعمل العالمي الفوري». القانون من أجل فلسطين، 13/11/2023، استرجع بتاريخ: 29/1/2024. https://2h.ae/nZCC
عبد العظيم، عبد العظيم أحمد. «الإبادة الجماعية في فلسطين ...دراسة في جغرافية الجريمة». ندوة «جغرافية الجريمة»، قسم الجغرافيا، كلية الآداب جامعة المنيا، مصر، 2014.
العدم، محمود. «كيّ الوعي.. أساطير توراتية تشرّع لقادة إسرائيل إبادة الفلسطينيين». شبكة الجزيرة، 23/11/2023. استرجع بتاريخ: 29/1/2024. https://www.aljazeera.net/news/2023/11/21.
العربي. «تفاخر بالقتل.. أغنية لأطفال إسرائيليين تدعو إلى الإبادة في غزة». 22/11/2023. استرجع بتاريخ: 29/1/2024. https://www.alaraby.com/news/%D8%AA
–––. «كيف خدع الإعلام الغربي العالم وزيّف حقائق العدوان الإسرائيلي في غزة؟». 13/10/2023. استرجع بتاريخ: 29/1/2024. https://www.alaraby.com/news/%D9%83
العرفي، أنوار والميلادي نور الدين. «الحرب على السردية الفلسطينية: محاصرة المحتوى الفلسطيني على شبكات التواصل الاجتماعي». مجلة الجزيرة لدراسات الاتصال والإعلام، مركز الجزيرة للدراسات، ع2 (30 يوليو 2023). https://studies.aljazeera.net/ar/article/5703
العقاربة، فاطمة. التصدي لخطاب الكراهية عبر الإنترنت. مركز هيا للسياسات العامة، عمان، 2015.
عوض، أحمد رفيق. لغة الخطاب الإعلامي الإسرائيلي: عملية السور الواقي نموذجًا. مكتب الشؤون الفكرية والدراسات، جامعة القدس، 2006.
العيسائي، شيماء. «السياق الأوسع للغة اللاإنسانية في وسائل إعلام الاحتلال الإسرائيلي في حرب غزة». معهد الجزيرة للإعلام، 26/11/2023، استرجع بتاريخ: 29/1/2024. https://institute.aljazeera.net/ar/ajr/article/2437
غنايم، محمد حمزة. وجهًا لوجه، سجالات مع مثقفين يهود. مدار، رام الله، 2001.
كناعنة، أفنان. «صحافيون في المرمى 2: صحافيّو 48 والقدس في مواجهة تحدّيات المهنة منذُ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023».: المركز العربي للحريات الإعلامية والتنمية والبحوث، الناصرة، 2024.
ليفاين، مارك وشفيتس، إيريك. «فلسطين وإسرائيل وشعرية الإبادة الجماعية». ترجمة محمد المحفلي، المستقبل العربي، ع473 (2017). https://lucris.lub.lu.se/ws/portalfiles/portal/48484402/Israel_Palestine_and_the_Poetics_of_Genocide.pdf
محمود، خالد وليد. «من غوبلز إلى الدعاية السيبرانية». القدس العربي، 15/9/2021. استرجع بتاريخ: 20/1/2024. https://2h.ae/BKUh
ناطور، سلمان. الإعلام الإسرائيلي والانتفاضة، قضايا إسرائيلية. مدار، رام الله، 2001.
هاليفي، حافا عتسوني. صلة النخبة والديموقراطية في إسرائيل. سفريات بوعاليم، تل أبيب، 1993.
وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا). «إعلام الاحتلال الإسرائيلي: تصاعد حاد في التحريض والعنصرية ضد الشعب الفلسطيني». وزارة الإعلام الفلسطينية، رام الله، 2024. https://www.wafa.ps/Pages/Details/109065
References
"The intercept. Prisoners, Propaganda, and the Battle Over the Gaza War Narrative." 29/11/2023, accessed 29/1/2024. https://theintercept.com/2023/11/29/intercepted-israel-palestine-prisoner-hostage
‘Abd al-‘Aẓīm, ‘Abd al-‘Aẓīm Aḥmad. "Al-ibāda al-jamā‘iyya fī Filasṭīn... Dirāsa fī jughrāfiyyat al-jarīma," (in Arabic), Nadwat "jughrāfīyah al-jarīmah", Qism al-jughrāfiyā, Kullīyat al-Ādāb Jāmiʻat Al-Minya, Egypt, 2014.
‘Ādil, Iḥsān and Ghālāghar, Kāthirīn. "Al-ibāda al-jamā‘iyya al-mustamirra fī Ghazza: Da‘wa lil-‘amal al-‘ālamī al-fawrī," (in Arabic), Al-Qānūn min ajl Filasṭīn, 13/11/2023. Accessed 29/1/2024. https://2h.ae/nZCC
‘ar-Rufū, ‘Āṭif. Al-i‘lām al-Isrā’īlī wa-muḥaddidāt aṣ-ṣirā‘ (in Arabic), Beirut: Al-Mu’assasa al-‘Arabiyya li-ad-Dirāsāt wa-an-Nashr, 2004.
‘Awaḍ, Aḥmad Rafīq. Lughat al-khiṭāb al-i‘lāmī al-Isrā’īlī: ‘Amaliyat al-Sūr al-Wāqī numūdhajan (in Arabic), Al-Quds: Jāmi‘at al-Quds, 2006.
al-‘Adam, Maḥmūd. "Kay al-wa‘ī.. Asāṭīr Tawrātiyya tusharri‘u li-qudāt Isrā’īl ibādat al-Filasṭīniyyīn," (in Arabic), 21/11/2023. Accessed 29/1/2024. https://www.aljazeera.net/news/2023/11/21
Al-‘Arabī. "Kayfa khada‘a al-i‘lām al-Gharbī al-‘ālam wa-zayya faḥā’iq al-‘udwān al-Isrā’īlī fī Ghazza?," (in Arabic), 13/10/2023. Accessed 28/1/2024. https://www.alaraby.com/news/%D9%83
–––. "Tafākhur bil-qatl.. Ughniyya li-aṭfāl Isrā’īliyyīn tad‘ū ilā al-ibāda fī Ghazza," (in Arabic), 22/11/2023. Accessed 29/1/2024. https://www.alaraby.com/news/%D8%AA
al-‘Isā’ī, Shaymā’. "As-siyāq al-awsā‘ li-lughat al-lā-insāniyya fī wasā’il i‘lām al-iḥtilāl al-Isrā’īlī fī ḥarb Ghazza," (in Arabic), Ma‘had al-Jazīra lil-I‘lām, 26/11/2023. Accessed 29/1/2024. https://institute.aljazeera.net/ar/ajr/article/2437
al-‘Urfī, Anwār and al-Mīlādī, Nūr ad-Dīn. "Al-ḥarb ‘alā as-sardiyya al-Filasṭīniyya: Muḥāṣarat al-muḥtawā al-Filasṭīnī ‘alā shabakāt at-tawāṣul al-ijtimā‘ī," (in Arabic), Majallat al-Jazīra li-Dirāsāt al-Ittiṣāl wa-al-I‘lām, issue 2, 30/1/2023.
Al-Anāḍūl. "Wazīr Isrā’īlī yukarrir da‘watuhu li-’isqāṭ silāḥ nūwī ‘alā Ghazza," (in Arabic), 24/1/2024. Accessed 29/1/2024. https://www.aljazeera.net/news/2024/1/24/
Al-Jazīra. "Faysbūk yaqirr nashr i‘lānāt tad‘ū li-ibāda al-Filasṭīniyyīn wa-qatl nāshiṭ dā‘im li-Ghazza," (in Arabic), 22/11/2023. Accessed 29/1/2024. https://www.aljazeera.net/news/2023/11/22/%D9%81%D9%8A
Al-Umam al-Muttaḥida. Al-I‘lān al-‘ālamī li-ḥuqūq al-insān, 1948 (in Arabic), Accessed 24/1/2024. https://www.un.org/ar/about-us/universal-declaration-of-human-rights
Ashkenazi, Beni. https://news.walla.co.il/item/3699273. 21/10/2024, accessed 20/4/2025.
aṭ-Ṭuwaysī, Bāsim. "Ad-da‘āya fī al-ḥarb ‘alā Ghazza 2023: Kayfa khasirat Isrā’īl sardiyyatahā?," (in Arabic), Taḥlīl siyāsāt, 2023.
Azolai, Moran. https://www.ynet.co.il/blogs/israelunderattack/article/sjodczyba. 7/10/2023, accessed 20/4/2025.
Barta, T. "Relations of genocide: land and lives in the colonization of Australia. Genocide and the modern age: etiology and case studies of mass death." (1987): 16.
Bengvir, Itamar. https://www.facebook.com/ibengvir. 9/10/2023, accessed 20/4/2025.
Chalk, F. and Jonassohn, K. "The History and Sociology of Genocide: Analyses and Case studies." (1990).
Culverwell, S. M. "Israel and Palestine-An analysis of the 2014 Israel-Gaza war from a genocidal perspective." (2017).
Davies, T. E. "How the Rome Statute weakens the international prohibition on incitement to genocide." (2009).
Eldad, Aryeh. "In those days, at this time: Itamar Ben Gvir ascended the Temple Mount. Blessed. https://www.maariv.co.il/journalists/article-970526 7/10/2023, accessed 20/4/2025.
Faustin, M. "Preventing genocide by fighting against hate speech." (2016).
Fein, H. "Genocide: A Sociological Perspective." (1990).
Ghanāyim, Muḥammad Ḥamza. Wajhan li-wajh, sijālāt ma‘a muthaqqafīn Yahūd, (in Arabic), Ramallah: Madār, 2001.
Hakim, N. "How social media companies could be complicit in incitement to genocide." (2020).
Hālīvī, Ḥāfā ‘Atsūnī. Ṣilat an-nukhba wa-ad-dīmūqrāṭiyya fī Isrā’īl (in Arabic), Tel Aviv: Safrīyāt Bū‘ālīm, 1993.
Hefti, Angela and Jonas, Laura Ausserladscheider. "From Hate Speech to Incitement to Genocide: The Role of the Media in the Rwandan Genocide." Boston University International Law Journal, 2020.
Isḥāq Rū‘iyya. Sab‘at mustahallāt lil-tama‘‘un fī al-i‘lām wa-ṣ-ṣaḥāfa, (in Arabic), Al-Quds: Bin Yehūdhān Rīkhs, 1994.
James, B. J., and Potter, K. "Hate crimes: Criminal Law and Identity Politics." (2000).
Kanā‘na, Afnān. "Ṣaḥāfiyyūn fī al-marmā 2: Ṣaḥāfiyyū 48 wa-al-Quds: fī muwājahat taḥaddiyāt al-mihna mundhu 7 Tishrīn al-Awwal/October 2023," (in Arabic), Al-Nāṣira: Al-Markaz al-‘Arabī lil-ḥurriyyāt al-i‘lāmiyya wa-at-tanmiyya wa-al-buḥūth, 2024.
Kuper, L. "Genocide: Its political use in the twentieth century." (1981).
Mahalooz. News 13 reporter Almog Boker: "Erase Gaza. It's either us or them". https://www.instagram.com/mahalooz.il/p/CyRpGnToi5N. 12/10/2023, accessed 20/4/2025.
Maḥmūd, Khālid Walīd. "Min Gūbalz ilā ad-da‘āya as-saybarāniyya," (in Arabic), al-Quds al-ʻArabī, 15/9/2021. Accessed 20/1/2024. https://www.alquds.co.uk/%D9%85%D9
Martin, Liv; Goujard, Clothilde and Fuchs, Hailey. Israel Floods Social Media to Shape Opinion around the War. 17/10/2023. Accessed: 29/1/2024. http://tinyurl.com/4pk2rtus
Mpambara, Ines and Monique, Alexis. The Rwanda media experience from the genocide. Rwanda: International Media support, 2003.
Nāṭūr, Salmān. Al-i‘lām al-Isrā’īlī wa-al-intifāḍa: Qadhāyā Isrā’īliyya (in Arabic), Ramallah: Madār, 2001.
Payne, K. "The media as an instrument of war." (2005).
Philo, Greg. "Message Received: Glasgow Media Group Research 1993-1998." 1999).
Price, V. and Tewksbury, D. "News values and public opinion: A theoretical account of media priming and framing." In G. A. Barett & F. J. Boster (Eds.), Progress in communication sciences: Advances in persuasion. 13. Advances in persuasion. (1997).
Rapaport, Amir. "war Column: The Likely Scenario - The IDF Will Demand to Conquer Gaza. Even at a Heavy Price." https://www.israeldefense.co.il/node/59808. 8/10/2023, accessed 20/4/2025.
Richter and Barnea. "Tehran's genocidal incitement against Israel." (2009).
Ṣadaqah, Jūrj wa-Nādir jwslyn wmkhāyl, Ṭūnī. At-taḥrīḍ ad-dīnī wa-khiṭāb al-karāhiya (in Arabic), Beirut: Mu’assasat Mahārāt, 2015.
Samīr, Ḥusayn. Buḥūth al-i‘lām (in Arabic), Al-Qāhira: ‘Ālam al-Kutub, 1995.
Schleifer, R. "The enemy’s image. Propaganda in the Arab–Israeli conflict. Enemy images in war propaganda." (2012): 107-126.
Schwitz, Eric and Levine, Mark. "Palestine, Israel and the Poetics of Genocide." The Arab future (2017): 22.
Thompson, Allan . The Media and the Rwanda Genocide with a Statement of Kofi Annan. Ed. Allan Thompson. Vol. 1. London: Ploto Press, 2007.
TRT ‘Arabī. "Inḥiyāz kāmil li-Isrā’īl.. I‘lām al-Gharb mustamir bi-tajāhul al-ibāda al-jamā‘iyya fī Ghazza," (in Arabic), 11/1/2024. Accessed 29/1/2024. https://www.trtarabi.com/explainers/%D8%A7%D9%
Wakālat al-Anbā’ wa-al-Ma‘lūmāt al-Filasṭīniyya (WAFA). "I‘lām al-iḥtilāl al-Isrā’īlī: Taṣā‘ud ḥād fī at-taḥrīḍ wa-ar-raṣīṣ ‘alā ash-sha‘b al-Filasṭīnī," (in Arabic), Ramallah: Wizārat al-I‘lām al-Filasṭīniyya, 2024.
الرقم |
نوع الوسيلة |
التاريخ |
فئة التحليل |
عنوان المادة/ المحتوى |
عنوان المادة/المحتوى باللغة العربية |
رابط المادة |
1 |
israeldefense |
8/10/2023 |
تحريض |
טור מלחמה: התרחיש הסביר - צה״ל ידרש לכבוש את עזה. גם במחיר כבד |
سيتعيّن على الجيش الإسرائيلي احتلال غزة، حتى وإن كان الثمن باهظًا |
https://www.israeldefense.co.il/node/59808 |
2 |
.israelhayom |
9/10/2023 |
تحريض |
הצביעות במיטבה: מזכ"ל האו"ם "מודאג מהמצור על עזה" |
النفاق في أبهى صوره: الأمين العام للأمم المتحدة «قلق من الحصار على غزة» |
https://www.israelhayom.co.il/news/geopolitics/article/14690648 |
3 |
Mahalooz
|
12/10/2023 |
تحريض ودعوة للإبادة |
כתב חדשות 13, אלמוג בוקר: "למחוק את עזה, זה או אנחנו או הם" | מה הלוז |
مراسل أخبار 13، ألموغ بوكر: «يجب محو غزة، إما نحن أو هم» | ما الخطة؟ |
https://mahalooz.co.il/archives/53159?utm_source=chatgpt.com |
4 |
walla |
21/10/2024 |
تحريض |
גזר דין מוות על סיוע לאויב: הסעיף השנוי במחלוקת - שאולי יופעל נגד המרגלים למען איראן |
حكم بالإعدام بتهمة تقديم المساعدة للعدو: البند المثير للجدل – الذي قد يُفعّل ضد الجواسيس لصالح إيران |
https://news.walla.co.il/item/3699273 |
5 |
Ynet |
11/11/2024 |
تحريض |
לאחר שהאשים את צה"ל בפשעי מלחמה: עופר כסיף הורחק לחצי שנה מהמליאה
|
بعد أن اتهم الجيش الإسرائيلي بارتكاب جرائم حرب: عوفر كسيف تم إبعاده عن الهيئة العامة للكنيست لمدة ستة أشهر |
|
6 |
maariv |
11/10/2024 |
تحريض |
"אפס סובלנות": סטודנטים הביעו תמיכה בחמאס וכך הגיבו באוניברסיטה | חדשות מעריב |
«صفر تسامح»: مع كل من عبر عن دعمه من الطلاب لحماس |
|
7 |
israelhayom |
26/10/2023 |
دعوة للإبادة |
عن عودة الكلمات والمعركة من أجل الحضارة |
https://www.israelhayom.co.il/magazine/hashavua/article/14755439 |
|
8 |
walla |
21/10/2024 |
التحريض وكراهية |
גזר דין מוות על סיוע לאויב: הסעיף השנוי במחלוקת - שאולי יופעל נגד המרגלים למען איראן |
الإعدام لكل من يدعم إيران من الجواسيس |
|
9 |
Ynet & maariv |
7/10/2023 |
الدعوة للإبادة |
Energy Minister orders cessation of electricity supply to Gaza: "What was - will not be |
تأكيد وزير الطاقة على قطع الكهرباء عن غزة «وما كان، لن يعود» |
https://www.ynet.co.il/blogs/israelunderattack/article/sjodczyba https://www.maariv.co.il/breaking-news/Article-1043279
|
10 |
Ynet & يوتيوب |
13/12/2023 |
الدعوة للإبادة |
From fuel to aid trucks: This is how the "red lines" set by the government were crossed in the war |
من الوقود إلى شاحنات المساعدات: هكذا تم تجاوز «الخطوط الحمراء» التي وضعتها الحكومة في الحرب |
|
11 |
فيس بوك ويوتيوب |
9/10/2023 |
الاعتداء |
סגולה לחיילים שנמצאים בחזית | הרב שמואל אליהו | תשפ"ד |
القتل صفة محببة للجنود في الخطوط الأمامية |
|
12 |
Ch. 10 القناة العاشرة |
17/7/2024 |
كراهية |
Ben Gvir shouted to Tibi and Odeh: "Get out, terrorists" - and the plenary erupted • Watch |
بن غفير صاح على تيبي وعودة: «اخرجوا أيها الإرهابيون» - والهيئة العامة انفجرت |
|
13 |
Maariv صحيفة معاريف |
17/10/2023 |
كراهية |
"It brings joy": Sister in Bnei Zion arrested following post supporting terrorist organization |
«هذا يجلب الفرح».. شقيقته في بني صهيون اعتُقلت بعد منشور يدعم منظمة إرهابية |
|
14 |
inn |
11/7/2024 |
كراهية وتحريض |
ח"כ אלמוג כהן נלחם בכנסת ובבתי המשפט נגד אלו שבוחרים לסייע למחבלים, ומזהיר מפני עצימת עין שעלולה להוביל לאסון הבא. |
النائب ألموغ كوهين يقاتل في الكنيست والمحاكم ضد من يختارون مساعدة الإرهابيين، ويحذر من تغاضي قد يؤدي إلى الكارثة القادمة |
|
15 |
يوتيوب |
20/11/2023 |
تحريض |
אלמוג כהן הגיב למשפחות החטופים: "אין לכם סמכות על כאב! חברי החטוף עדיין בעזה". |
ألموغ كوهين رد على عائلات المخطوفين: «ليس لديكم الحق في التحكم بالألم! صديقي المخطوف لا يزال في غزة» |
https://www.youtube.com/watch?v=aGdpNrxO5bg
|
16 |
Ch.14 القناة 14 |
26/7/2024 |
تحريض وكراهية ودعوة للإبادة |
אורית סטרוק: "שליחת חיילים לחזית וסיכון חייהם על מנת להעביר את עזה לרשות הפלסטינית היא פעולה לא מוסרית ולא אחראית. הרשות הפלסטינית תומכת בטרור ומשלמת משכורות למחבלים". |
أوريت ستروك: «إرسال الجنود إلى الجبهة وتعريض حياتهم للخطر من أجل نقل غزة إلى السلطة الفلسطينية هو عمل غير أخلاقي وغير مسؤول. السلطة الفلسطينية تدعم الإرهاب وتدفع رواتب للإرهابيين» |
|
17 |
إسرائيل هيوم israelhayom |
2024 |
تحريض وكراهية |
לימון סון הר: "הרשות הפלסטינית היא נאצית. העברת השליטה אליה והזרמת כסף בינלאומי לתוכה תביא לנו אירועים דומים למה שאנו חווים היום ביהודה ושומרון. כמובן שלא אהיה חלק מהמדיניות הזו" |
ليمن سون هار: «السلطة الفلسطينية نازية. نقل السيطرة إليها وضخ أموال دولية إليها سيؤدي إلى أحداث مشابهة لما نعيشه اليوم في يهودا والسامرة. وبالطبع، لن أكون جزءًا من هذه السياسة» |
https://www.israelhayom.co.il/magazine/hashavua/article/14755439 |
18 |
Ynet |
5/11/2023 |
دعوة للإبادة |
A nuclear bomb on Gaza? Minister Eliyahu said that "this is one way", and was suspended from government meetings |
الوزير الياهو: إلقاء قنبلة نووية على غزة وهذه إحدى الطرق، وتم تعليقه من اجتماعات الحكومة |
|
19 |
ch10 القناة العاشرة |
1/11/2023 |
تحريض |
Galant: Immediately transfer the funds to the PA • Smotrich: Fund our enemies in Judea and Samaria? |
غالانت: يجب تحويل الأموال إلى السلطة فورًا، وسموتريتش يرد: هذا تمويل للإرهابيين |
|
20 |
موقع كالكاليست calcalist |
21/11/2024 |
تحريض على السلطة الفلسطينية |
Smotrich promotes steps to economically collapse the Palestinian Authority |
سموتريتش يروج لاتخاذ خطوات تؤدي إلى الانهيار الاقتصادي للسلطة الفلسطينية |
|
21 |
مكور ريشون makorrishon |
5/11/2023 |
كراهية |
"מקור ראשון" פרסם מאמר תחת הכותרת: "אלפי פועלים פלסטינים עדיין עובדים בישראל" |
مكور ريشون نشر مقالًا بعنوان: «آلاف العمال الفلسطينيين لا يزالون يعملون في إسرائيل» |
|
22 |
Ynet واي نت
|
9/12/2023 |
تحريض وكراهية ضد العمال الفلسطينيين |
למה הם עדיין באים, ולמה אנחנו צריכים לפתור את הבעיות שלהם? |
لماذا يأتي العمال الفلسطينيين إلينا وهم يقتلوننا |
|
23 |
إنستغرام |
16/10/2023 |
تحريض على الأسرى الفلسطينيين |
חלק מהכסף הזה הולך ישירות למחבלים בכלא. |
جزءٌ من الأموال التي تصل للسلطة الفلسطينية يُستخدم لدفع رواتب الإرهابيين من الأسرى والمعتقلين |
|
24 |
منصة X |
12/3/2024 |
تحريض على الإبادة |
האם איננו יכולים לשלוח את D9 ליישר את הבניינים עד היסוד לפני שנשלח את בנינו להילחם? |
يمكننا إرسال D9 لهدم مباني الفلسطينيين قبل إرسال أبنائنا للقتال في غزة |
|
25 |
يوتيوب |
15/12/2023 |
تحريض على العنف |
"אני רוצה לשמוע מטוסי קרב טסים מעל עזה כל הזמן!" |
«أريد أن أسمع طائرات مقاتلة تحلق فوق غزة طوال الوقت!» |
|
26 |
Ynet |
4/1/2024 |
تحريض ضد الأونروا لمنع المساعدات |
מחופשים לטרוריסטים: אונר"א חייבת להיעלם ביום שאחרי המלחמה |
متنكرين كإرهابيين: يجب أن تختفي الأونروا في اليوم التالي للحرب |
|
27 |
makorrishon |
17/12/2023 |
التحريض على الإبادة |
"אנחנו נמצאים במלחמה קיומית שאסור לנו לשכוח." |
«نحن في حرب وجودية لا يجوز لنا أن ننسى» |
|
28 |
صحيفة معاريف |
4/1/2024 |
تحريض ضد الأونروا لمنع المساعدات |
disguised as terrorists: UNRWA must be made invisible the day after the war |
متنكرين كإرهابيين: يجب أن تختفي الأونروا في اليوم التالي للحرب |
https://www.maariv.co.il/journalists/opinions/Article-1065362 |