تاريخ الاستلام: 23 فبراير 2023
تاريخ التحكيم: 20 مارس 2023
تاريخ القبول: 29 أكتوبر 2023
زاهر بن مرهون بن خصيف الداودي
أستاذ اللسانيات المشارك، قسم اللغة العربية، كلية الآداب والعلوم الاجتماعية، جامعة السلطان قابوس – سلطنة عمان
zaher@squ.edu.om
سعت هذه الدراسة إلى دراسة صورة الآخر في عادات أهل عمان وتقاليدهم في الخطاب السياحي «رحلة مشبوهة من الهند إلى إنجلترا صورة عن الخليج في أوائل القرن التاسع عشر كيف شوه الرحالة الإنجليز تاريخ الخليج بأفكارهم المغلوطة أنموذجا»، ذلك أن دراسة الإنسان في الحقيقة هي دراسة الإنسانية جمعاء، وبما أن المكان له قيمة ثقافية تنبع من امتزاج الناس وتقاليدهم وطريقة تفكيرهم، وهو ما يعرف بحفريات المكان الذي يميز الشخصية دون غيرها، فقد هدفت الدراسة إلى إبراز صورة الآخر في عادات أهل عمان وتقاليدهم عند هايد، وهل استطاعت هذه الصور أن تكون مصدر جذب سياحي لمنطقة الخليج العربي، لا سيما مسقط؟ وكيف استطاع هايد أن يوظف عادات الإنسان العماني وتقاليده وسلوكياته لتكون مصدر جذب سياحي للخليج العربي؟ لا سيما أن العادات والتقاليد تمثل عنصر تشويق لاكتشاف الآخر، ذلك أن الخطاب في بعض أشكاله عنصر رئيس من عناصر الاتصال اللغوي السياحي؛ بامتلاكه استراتيجيات استطاع بها أن يحول عنصر السرد إلى أداة للتعبير عن جماليات المدينة التي زارها، معبرًا عن سلوكيات قاطنيها، ومعبرًا عن أبعادها المختلفة.
وقد اعتمدت الدراسة على المنهج الوصفي التحليلي، فتتبع الباحث التقرير ووقف عند أهم العادات والتقاليد التي ركز عليها هايد في خطابه؛ لتكون مصدرًا من مصادر جذب السياحة أو نفورها، وقد خرجت الدراسة بمجموعة من النتائج أهمها: أن هايد اعتمد في إبراز صورة الآخر على تصوير المعالم التي يشاهدها، مما أسهم في تصحيح صورة المتلقي، وتعزيز الجانب الثقافي.
الكلمات المفتاحية: صورة الآخر، العادات والتقاليد، الخطاب السياحي، سلطنة عمان
للاقتباس: الداودي زاهر بن مرهون بن خصيف. »صورة الآخر في عادات أهل عمان وتقاليدهم في الخطاب السياحي «رحلة من الهند إلى إنجلترا لويليام هايد» أنموذجًا«. أنساق في الآداب والعلوم الإنسانية، المجلد الثامن، العدد 1، 2024، ص115-130. https://doi.org/10.29117/Ansaq.2024.0200
© 2024، الداودي، الجهة المرخص لها: كلية الآداب والعلوم، دار نشر جامعة قطر. نُشرت هذه المقالة البحثية وفقًا لشروط Creative Commons Attribution-NonCommercial 4.0 International (CC BY-NC 4.0). تسمح هذه الرخصة بالاستخدام غير التجاري، وينبغي نسبة العمل إلى صاحبه، مع بيان أي تعديلات عليه. كما تتيح حرية نسخ، وتوزيع، ونقل العمل بأي شكل من الأشكال، أو بأية وسيلة، ومزجه وتحويله والبناء عليه، طالما يُنسب العمل الأصلي إلى المؤلف. https://creativecommons.org/licenses/by-nc/4.0
Received: 23 February 2023
Reviewed: 20 March 2023
Accepted: 29 October 2023
Zahir Marhoon Khusaif Al-Dawoodi
Associate Professor of Linguistics, College of Arts and Social Sciences, Arabic Language Department, Sultan Qaboos University–Sultanate of Oman
zaher@squ.edu.om
This study aimed to explore the representation of the Other in the customs and traditions of Oman's people within the touristic discourse, using "A Suspicious Journey from India to England – An Early 19th Century Gulf Portrait by William Heid" as a case study. Recognizing that the study of humanity is, in essence, the study of all human beings and considering that place holds cultural value emanating from the amalgamation of people's customs, traditions, and ways of thinking—known as the site's stratigraphy, which distinguishes one personality from another—the research sought to highlight the image of the Other in the customs and traditions of Oman as portrayed by Heid. It questioned whether these portrayals could serve as a tourist attraction for the Arabian Gulf region, particularly Muscat, and how Heid managed to employ the Omani people's customs, traditions, and behaviors as a tourist attraction for the Arabian Gulf. Given that customs and traditions represent an intriguing element for discovering the Other, the discourse in some of its forms is a principal component of linguistic communication in tourism. Through strategic use, it transforms the narrative element into a tool for expressing the aesthetics of the visited city, portraying the behaviors of its inhabitants and its various dimensions.
The study adopted a descriptive analytical approach, where the researcher examined the report and focused on the key customs and traditions highlighted by Heid in his discourse; these serve either as sources of tourist attraction or repulsion. The study concluded that Heid relied on depicting the landmarks he observed, contributing to correcting the receiver's image and enhancing the cultural aspect.
Keywords: The Other's Image; Customs and Traditions; Touristic Discourse; Sultanate of Oman
Cite this article as: Al-Dawoodi, Z.M.K. "The Image of the Other in the Customs and Traditions of the People of Oman in the Tourism Discourse: 'A Journey from India to England by William Heid' as a Case Study". Ansaq in Arts and Humanities, Vol. 8, Issue 1, 2024, pp. 115-130. https://doi.org/10.29117/Ansaq.2024.0200
© 2024, Al-Dawoodi, licensee, College of Arts and Sciences & QU Press. This article is published under the terms of the Creative Commons Attribution-NonCommercial 4.0 International (CC BY-NC 4.0), which permits non-commercial use of the material, appropriate credit, and indication if changes in the material were made. You can copy and redistribute the material in any medium or format as well as remix, transform, and build upon the material, provided the original work is properly cited. https://creativecommons.org/licenses/by-nc/4.0
الخطاب السياحي ممارسة ثقافية وفكرية، فالخطاب السياحي بطريقته التعبيرية التي يسلكها منتج الخطاب تجمع بين الممارسة اللغوية والثقافية لإقناع المنتج والتأثير فيه، وقد شكل الخطاب في بعض أشكاله عنصرًا رئيسًا من عناصر الاتصال اللغوي السياحي؛ بامتلاكه استراتيجيات استطاع بها أن يحول عنصر السرد إلى أداة للتعبير عن جماليات المدينة التي زارها، معبرًا عن سلوكيات قاطنيها، ومعبرًا عن أبعادها المختلفة، مما دفع المتلقي إلى الاهتمام به، والاطلاع عليه؛ لأهميتها البالغة على المستوى السياحي، واحتوائه على العناصر الاستراتيجية التي تثير اهتمامه وتقنعه.
وبما أن التقرير وسيلة من وسائل التواصل، وأداة فعالة من أدوات الإقناع والتأثير، لكونه يبرز حقائق الموضوع الذي يُعد فيه، ويبين حيثياته وأبعاده المختلفة، فهو اتصال لغوي بين المنتج والمتلقي، تتباين صيغته بناء على الغرض الذي أعد من أجله، فقد رأت هذه الدراسة أن تقف عند أهم تقرير من التقارير التي أعدها الملازم الإنجليزي ويليام هايد، وهو تقرير اهتمت الوثيقة بنشره، لكونه كما ترى مقدمة الوثيقة ليس وصفًا لأحد الرحالة، وإنما هو تقرير أعده ضابط إنجليزي كان جاسوسًا مكلفًا برصد القلاع وجمع أكبر قدر من المعلومات عن موانئ المنطقة والقوى البحرية في الخليج، وأيًا كان نوع هذا التقرير، وأيًا كان من أعده، فقد كان مصدرًا مهمًا من مصادر الكتب والمؤلفات التي كتبت عن منطقة الخليج العربي، ومع أن هذه الوثيقة رأت أن هذا التقرير تضمن الكثير من الأخطاء اعتمدت عليها الكتب والمؤلفات دون تحليل، أو فهم وتمحيص، فإن هذه الدراسة رأت من الضرورة بمكان أن تقف عند هذا التقرير لتتبين طبيعة الخطاب السياحي فيه، ذلك أن السياحة بمفهومها الواسع لا تقتصر على السفر من منطقة إلى أخرى وقضاء مدة زمنية في فندق معين، أو زيارة قرية تراثية في منطقة معينة، وإنما تخطت تلك الحدود الضيقة، واهتمت بكل مكان تؤثر فيه وتتأثر به، وهذا التقرير يبرز طبيعة رحلة الضابط الإنجليزي ويليام هايد، أيًا كانت طبيعة رحلته وهدفها، ومن هنا استوحيت إشكالية هذه الدراسة، ذلك أن التقرير فن من الفنون التعبيرية، التي تتطلب من المنتج حكمة بالغة واستراتيجية في إقناع متلقيه، فإلى أي مدى يمكن أن تُعد مثل هذه الكتابات خطابًا سياحيا؟ وما أبرز العوامل التي تهيأت لمثل هذا الخطاب ليكون خطابًا سياحيا يروج للسياحة في منطقة معينة، ويدفع منتجه إلى زيارة هذه المنطقة التي أعد فيها التقرير؟
ونظرًا لتشعب الزوايا التي يمكننا أن نتناول بها هذا الموضوع (الخطاب السياحي في التقرير) فإن هذه الدراسة قد اقتصرت على صورة الآخر في العادات والتقاليد في الخطاب السياحي «رحلة مشبوهة من الهند إلى إنجلترا صورة عن الخليج في أوائل القرن التاسع عشر كيف شوه الرحالة الإنجليز تاريخ الخليج بأفكارهم المغلوطة أنموذجا»، وقد ركزت الدراسة على هذه الصورة؛ لاهتمام الرحالة الإنجليزي هايد بالملاحظات الدقيقة عن سلوك الإنسان؛ لأن دراسة الإنسان في الحقيقة هي دراسة الإنسانية جمعاء، وبما أن المكان له قيمة ثقافية تنبع من امتزاج الناس وتقاليدهم وطريقة تفكيرهم، وهو ما يعرف بحفريات المكان الذي يميز الشخصية دون غيرها، فقد هدفت الدراسة إلى إبراز صورة الآخر في عاداته وتقاليده عند هايد، وهل استطاعت هذه الصور أن تكون مصدر جذب سياحي لمنطقة الخليج؟ وكيف استطاع هايد أن يوظف العادات والتقاليد وسلوكيات الإنسان لتكون مصدر جذب سياحي للخليج العربي؟ لا سيما أن العادات والتقاليد تمثل عنصر تشويق لاكتشاف الآخر، فهي عند السائح تمثل عنصرًا من عناصر الغرابة، ولعل السائح قد كون فكرة عن شعوب أو عن أقوام قبل زيارته لهم، ثم تصحح هذه الصورة عند الزيارة أو عندما يتلقى أخبارًا ممن يثق بهم في أحاديثهم، كما أن العادات يمكن تقسيمها إلى قسمين لتعكس أحوال المجتمعات وطبيعة البشرية، فهناك عادات تخص المجتمع بأسره، وهناك عادات تخص فئة معينة من المجتمع، وهناك عادات تخص أناسًا دون غيرهم، مما ينتج عنها رسم صورة الآخر وتعيين دلالاته لكونه غيرًا مخالفًا للسائح، مما يدفع إلى اتخاذ موقف منه، فيدفع إلى زيارة المنطقة أو الابتعاد عنها.
وبما أن الفرصة قد أتيحت لويليام هايد للبقاء في مسقط مدة زمنية أطول، فاستثمرها في زيارة المحافظات القريبة منها، وبعض الشخصيات الفذة، فقد زار الإمام، كما زار محافظة الداخلية، وبعض الحدائق والعيون الحارة ذات الفائدة الصحية، وقد هيأت له هذه الزيارات الاحتكاك بالمجتمع العماني كثيرًا، مما جعله يسجل عن سكان مسقط، والمناطق التي زارها في سلطنة عمان الكثير من السلوكيات والعادات والتقاليد، ولم يثنه هذا الوصف عن وصف الطبيعة المكانية والجوانب التاريخية التي تتصل بالمدينة والمناطق التي زارها، إلا أنه عند زيارته للمدن الأخرى في دول الخليج ركز في تقريره على وصف طبيعة المكان وتضاريسه أكثر من وصف سلوكيات الإنسان وتقاليده، وهذا ما دفع الباحث إلى الاعتماد في أمثلته، التي يقتبسها من تقرير ويليام هايد، على سلوكيات الإنسان وتقاليده وعاداته في مدينة مسقط، والمناطق التي زارها ويليام هادي؛ لأن العادات والتقاليد أكثر بروزًا في عادات الإنسان وتقاليده.
وقد اعتمدت الدراسة على المنهج الوصفي التحليلي، فتتبع الباحث التقرير ووقف عند أهم العادات والتقاليد التي ركز عليها هايد في خطابه، لتكون مصدرًا من مصادر جذب السياحة أو نفورها.
وللوقوف عند أهم هذه الجوانب فقد رأى الباحث أن يقسم الدراسة إلى مباحث عدة، فعرف الخطاب، والسياحة، ثم الخطاب السياحي، لننظر هل يمكننا أن نعد السياحة وما يرتبط بها من منتوج لغوي خطابا، ثم خصص الباحث مبحثًا للعادات والتقاليد عند هايد، وقسمها إلى عادات وتقاليد جماعية، وعادات وتقاليد فردية، وقسم كل نوع من هذه الأنواع حسب تقرير هايد إلى صورتين فشمل كل نوع من الأنواع صورتين مختلفتين، صورة حميدة مقبولة، وصورة مذمومة، وبين الباحث قيمة هذه الأنواع ودورها في المستوى السياحي، لتشكل عنصرًا من عناصر الجذب من عدمه، حسب رأي هايد.
مصطلح الخطاب من المصطلحات التي شاع استخدامها في اللسانيات المعاصرة، بل إنه أصبح من المصطلحات الأكثر تداولا واستعمالا فيها، خاصة مع ظهور التيارات التداولية؛ فهو يشكل تقاطعا بين الحقل اللساني والحقول المعرفية الإنسانية الأخرى، وقد تعددت - بناء على هذا التقاطع - مفاهيمه واختلفت دلالاته باختلاف تصورات المهتمين به، وتباين مرجعياتهم المعرفية.
فقد مثل الخطاب عند هاريس وحدة لسانية قوامها سلسلة من الجمل المتعاقبة، وعرفه بأنه: «ملفوظ بديل أو متتالية من الجمل تكون مجموعة منغلقة يمكن من خلالها معاينة بنية سلسلة من العناصر بواسطة المنهجية التوزيعية، وبشكل يجعلنا نظل في مجال لساني محض» (يقطين 17). فالخطاب بهذا التعريف قد يكون ملفوظا[1] بدل الجملة، أو نصا مكتوبا، ليشكل الملفوظ وحدة دلالية متكاملة، ليس لها طول محدد، فقد يتكون الملفوظ من جملة، أو من سلسلة من الجمل أو نص متكامل.
وقد وسع هاريس حدود البحث اللساني فجعله يتعدى حدود الجملة إلى الخطاب، فقارب تعريف بلومفيلد للجملة بأنها «أكبر وحدة قابلة للوصف النحوي» (عزام 13)، وذلك حين اهتم بالعلاقات التوزيعية بين الجمل، فعرف الخطاب بأنه: «ملفوظ طويل أو متتالٍ من الجمل تكون مجموعة منغلقة يمكن من خلالها معاينة بنية سلسلة من العناصر بواسطة المنهجية التوزيعية» (يقطين 17)، فطبق تصوره التوزيعي على الخطاب لتصبح كل العناصر تعبيرا عن انتظام معين يكشف عن بنية الخطاب، ليكشف لنا بذلك أن تحليل الخطاب يبحث في كيفية إنجازه، فعدت الوحدات التي تتجاوز الجملة ملفوظات، أي أنها وحدة لسانية متجاوزة للجملة.
وقد تجاوز بنفنست مفهوم الملفوظ لكونه منجزا كلاميا منغلقا على ذاته، إلى مفهوم التلفظ الذي عرفه على أنه «تسخير اللغة بواسطة الفعل الفردي للاستعمال» (مانغونو 52)، فرأى أن اللسان نسق من العلامات المستخلصة بواسطة إجراءات صارمة، في حين أن الخطاب ما هو إلا تجل لهذا اللسان وإنجاز له في عملية التواصل (يقطين 18). وقد عد الخطاب في ظل هذا التقابل بديلا اصطلاحيا للكلام في ثنائية سوسير «اللغة والكلام»، التي رأى فيها أن اللغة نظام من القيم الافتراضية الموجودة في ذهن الجماعة البشرية الناطقة بها، وهي تقابل الكلام أو الخطاب، أي الاستعمال الفردي لذلك النظام، وقد اقترح غيوم - بناء على هذا التقابل - استعمال مصطلح الخطاب بدل مصطلح الكلام.
وقد اقترح مانغونو تعريفًا للخطاب معتمدًا على الخصائص التي تميز هذا المفهوم، ولعل أهم هذه الخصائص الافتراض التركيبي للخطاب، وقد رأى أن الخطاب هو استعمال لبنى من مستوى غير مستوى الجملة، أي أنه لم يعتمد على تتابع الكلمات لتكون في حجم أكبر من الجملة؛ فيمكننا بهذا التصور أن نعد الأمثال خطابًا؛ لأنها تشكل وحدة متكاملة، مع أنها في كثير من الأحيان ما هي إلا جملة، إلا أن قواعد تنظيمها تشكل خطابًا يختلف عن مستوى الجملة.
ولعل الخطاب بهذه الصورة بنية لغوية تخضع لقواعد صارمة في التشكيل تخضع في اتساقها إلى حصيلة تفاعل اللغة مع سياق الإبلاغ والتواصل، وبذلك تتقاطع في تكوينه عناصر لسانية وأخرى غير لسانية، وهي علاقة ترتكز على مستوى التجميع لوحدات الخطاب وتشكل دلالتها (عبد الجليل 34). وقد أصبح الخطاب شاملا للجملة، فكل خطاب يمثل مجموعة من الجمل، وأصبحت التواصلية معيارا للخطابية، فالخطاب الذي لا يحمل في طياته علاقة تواصلية هدفها تحقيق التواصل لا يعد خطابًا، مع إقصاء معيار الحجم من تحديد الخطاب، ويختلف من حيث نمطه فيكون خطابًا سرديًا أو خطابًا وصفيا، أو خطابًا حجاجيًا فنيًا أو خطابًا علميًا إلى غيرها من الأنماط الخطابية المعروفة.
السياحة صناعة تساعد على بناء عالم أفضل لتعزيزها فرص التفاهم والسلام بين شعوب العالم، فهي تصور خبرة اتصال السائح أو الرحالة بثقافة معينة أو بثقافات متعددة، فالسياحة ظاهرة إنسانية نشأت منذ خلق الله الأرض ومن عليها، فالإنسان منذ أزمان طويلة في حركة دائمة بين السفر والتنقل بحثًا عن استقراره وأمنه وسعيا إلى رزقه، وقد ارتبط المصطلح الآن بتحقيق المتعة والاستجمام والراحة (أحمد 21)، وقد تشعبت فروع السياحة وتعددت، وتداخلت في مجالات الحياة، فظهرت السياحة العلاجية[3]، والسياحة الثقافية[4]، والسياحة الرياضية[5]، والسياحة الدينية[6]، وغيرها من أنواع السياحة، بل مع التطور العلمي ظهر لدينا السياحة الإلكترونية[7]، فلم تعد السياحة تهتم بالسفر إلى بلد ما لقضاء عدة ليال في فندق معين، مع التجوّل بين المعالم الأثرية لتلك البلاد، وإنما تخطت السياحة تلك الحدود الضيقة، واهتمت بكل مكان تؤثر فيه وتتأثر به.
وقد عرف كل من كرافت وهانزكير السياحة على أنها «مجموعة الظواهر والعلاقات الناجمة عن السفر، بشرط البعد عن الموطن الأصلي للسائح والبقاء غير الدائم خارج وطنه، وألا يكون مرتبطًا بأي نشاط للكسب، فالسفر بغية العمل لا يعد سياحة». وهذا التعريف أسهم في التفريق بين السياحة والهجرة، فالهجرة حركة طويلة الأمد يصحبها تغيير لمحل الإقامة، وعرفها ماينيسون ووال على أنها «حركة مؤقتة للأفراد إلى جهات بعيدة عن أماكن عملهم وإقامتهم العادية» (أحمد 12-13).
وللسياحة بُعد معرفي ثقافي، فهي تسهم في ترسيخ الجانب الثقافي والفني والتاريخي والجمالي للبلد الذي يقصده السائح، فيحمل السياح معهم بعض المفاهيم الثقافية والمهارات المحلية، والمهارات، والفنون المرتبطة بها، مما ينتج عنه التلاقح الثقافي بين السائح والبلد الذي زاره، وهذا يتفق مع ما نص عليه تعريف قاموس لاروس (Larousse)، فقد عرف السياحة على أنها عملية سفر قصد الترفيه عن النفس، فهي مجموعة من الإجراءات التقنية، المالية والثقافية المتاحة في كل دولة أو في كل منطقة والمعبر عنها بعدد السياح (الحوري والدباغ 47).
بناء على التعريفات السابقة للخطاب، والسياحة؛ فإننا نستطيع أن نعرف الخطاب السياحي على أنه: بنية لغوية تخضع لقواعد صارمة في التشكيل تخضع في اتساقها إلى حصيلة تفاعل اللغة مع سياق الإبلاغ والتواصل، تصور خبرة اتصال السائح أو الرحالة بثقافة معينة أو بثقافات متعددة؛ للوصول إلى ذهنية المستقبل وشد انتباهه، بدمج ذاتيته داخل موضوعية الواقع والتاريخ وما هو اجتماعي وسياسي، فالسائح يشرك جماعته فيما شاهده، وكأنه يوجههم إلى أن ينتقلوا إلى تلك البلاد انتقالًا بالخيال اعتمادا على الخطاب، معبرًا عن التفاعل الثقافي بين الذات والآخر، مستدعيًا المرجعية الثقافية ذات المعالم الواضحة، والقواعد المحددة، ضمن منظومة متكاملة من القيم المعرفية والذوقية والجمالية؛ فالسائح يطلع على عوالم ويشاهد أممًا وأقوامًا ويعرف شؤونا وأحوالًا، فينقلها إلى القارئ معتمدًا على الإمتاع والإتحاف، فالخطاب السياحي إنباء عن ثقافة السائح في جهوده؛ ليرسم صورة الآخر، ويعين مواطن المغايرة له والاختلاف عنه.
الخطاب السياحي – كما عرفناه - خطاب التفاعل الثقافي بين الذات والآخر، فالخطاب السياحي خروج مؤقت عن الذات الجمعية، وتمثيل الآخر لدى السائح، فكل ثقافة تحمل صورة معينة للآخر، والآخر ما هو إلا ما تراه الذات أنه مختلف عنها أو مخالف لها، فالآخر هو الذي يخالف الذات الجمعية، وتحكم باختلافه عنها في نظام حياتها، في لسانها ودينها، في عاداتها وتقاليدها، وفي سلوكياتها، وغيرها من القيم الأخرى، لتشكل منظومة متكاملة من القيم الدينية والمعرفية والذوقية الجمالية، ومع هذه المنظومة تتشكل ملامح الشخصية عند الإنسان، ويتحدد فعله ووجوده (بنسعيد 11-12).
وعند قراءة تقرير ويليام هايد[8] «رحلة مشبوهة من الهند إلى إنجلترا صورة عن الخليج في أوائل القرن التاسع عشر»[9]، فإننا نجد أن هذه المذكرات تحكمها أمشاج غريبة من العواطف والأحكام، ليكون الغير موضع غربة وموطن دهشة ومحل تعجب، وهذا ما يدل على ضرورة التلازم بين السياحة والطرافة، فهي تجمع الإفادة بالإخبار عما يراه السائح، راصدًا العجيب والغريب، فلكل بلد خصيصة تميزه عن البلد الآخر بحكم ثقافته، وامتزاجه بعادات الناس وتقاليدهم، وطرائق تفكيرهم ووعيهم، وقد استطاع كاتب هذه المذكرات أن يبرز عددًا من العادات والتقاليد المتوارثة التي ميزت المدينة التي زارها، وبين مدى ارتباط العادات والتقاليد بطرائق التفكير، وحل المشكلات التي يقع فيها الإنسان، فالمجتمعات تتمايز بتمايز عاداتها وتقاليدها، واختلاف مكوناتها الثقافية والحضارية، وتعد العادات والتقاليد ركيزة من مرتكزات بناء شخصية الفرد؛ لارتباطه بها في بيئته ومجتمعه (الأحمد 7)، وقد قسمت العادات والتقاليد إلى نوعين، عادات جماعية تمثل مجموعة الأفعال والأعمال، والسلوك الذي ينشأ في قلب الجماعة بصفة تلقائية لتحقيق أغراض تتعلق بسلوك الجماعة وأوضاعها، وعادات فردية ترتبط بالأفراد أكثر من ارتباطها بالجماعة، وقد تكون هذه العادات الفردية عادات إيجابية، وقد تكون عادات سلبية (مدبولي 79-80).
وقد عبر بهذا المفهوم «العادات والتقاليد» عن ارتباط الإنسان بتراثه المادي الروحي، ومحاولة بث الحياة فيه من جديد بإعادة إنتاجه ماديا أو روحيا في المناسبات المختلفة، وفي بعض الطقوس الشعبية، ويبقى راسخا في أذهان الجماعة، فيدرك الفرد أن عليه الامتثال الاجتماعي لمعايير مجتمعه وممارسته لأنماط السلوك الشائعة عند جماعته، وأنه سيتعرض للنقد أو للعقاب عند مخالفته تلك الأنماط (هولنكرس 125؛ عطية 48).
إن المتتبع لتقرير ويليام هايد، يلحظ أن هذه العادات لم تكن نمطية موحدة، وإنما نجدها متفاوتة في التحسين والتقبيح بحسب الجنسيات الموجودة في المجتمع الذي يصفه هذا السائح، ويمكن تبرير ذلك بوصفه للمنطقة التي نزل فيها عند عودته من الهند مارًا بالخليج العربي، فيصف عمان بقوله: «وكانت عمان بلاد العلم والمعرفة والقصص الرومانسية وأشياء غريبة مما أثار في قلبي روح الاستطلاع، ... وعندما نزلت الشاطئ وجدت كلا من دار الجمارك والقصر والمنطقة المجاورة مكتظة بالعرب من كل مكان وقبيلة، ومعهم اليهود والهندوس، والبلوش والأتراك، والأفريقيون، ...» (هايد 106).
وقد اعتمد هايد على لفظة مكان، ولفظة قبيلة؛ لأن المكان الواحد في عمان وخارجها يضم قبائل شتى، ثم وظف كلمة قبيلة، وهذا ما يدل على أن العادات قد تتغير بناء على المكان، وبناء على القبيلة، فيشتركان في عادات ويختلفان في عادات أخرى، ويمكن رد ملامح العادات والتقاليد الجماعية إلى صورتين جامعتين:
تكاد هذه الصورة تكون خالية من التحامل المتعمد والتشويه المقصود، وهذا ينطبق على العربي، ونجد ذلك في خطاب هايد في قوله: «نزلت الشاطئ وجدت كلا من دار الجمارك والقصر والمنطقة المجاورة مكتظة بالعرب من كل مكان وقبيلة، ومعهم اليهود والهندوس، والبلوش والأتراك، والأفريقيون، وكل منهم يحمل سلاحًا، وكان العربي يحمل حسب تقاليد قبيلته نوعًا من الرماح والجندي البلوشي العاري الصدر نوعا من السكين المنحني أو السيف، والبدوي يلبس غترة مخططة حول الرأس وهو خشن في منظره أو مراقبته، وعيناه ملتهبتان سريعتا النظرات ووجهه قلق، ويبدو كأنه السيد على ما يراه حوله دون منافس، وهو خارج القانون أو الانضباط، ويتناثر شعره الأسود مع الرياح مما يزيد في خشونة منظره» (هايد 107).
وقد وظف هايد كلمة «الانضباط» بعد كلمة القانون ليشعر القارئ أن المقصود بالقانون الانضباط والالتزام، وليس المقصود بالقانون القانون الإجرامي، وقد بين أن حمل السلاح هنا عادة ليس القصد منها الحرب أو الاعتداء على الأفراد، وهذا باب من أبواب تحسين صورة الآخر، ويدل على ذلك قوله: «وتجولت بين هؤلاء الناس المتعددي الألوان والأجناس والصفات وأنا أجنبي غريب يتجول بينهم وكل واحد منهم مزود بسلاح سبق أن استخدمه بعنف في مناسبات عديدة، لكني لم أتعرض لأدنى تصرف غير لائق منهم قط» (هايد 107).
وهذا ما يشعر المتلقي بباب الاطمئنان نحو الآخر، لا سيما أن ما يبحث عنه السائح أيًا كان قصده الأمن والأمان، لأنه لا يقبل أن يعيش في باب القلق والخوف.
ولم تكن هذه الصورة مقصورة على اللباس التقليدي، وإنما امتدت لتشمل القيم النبيلة، والشعائر الدينية[10]، ويتبين ذلك من قول ويليام هايد: «وسرعان ما رتب لي الوكيل (غلام اننداس) مرشدًا وخادمًا وواصلت جولتي في البلد معهما ظهرًا فزرت السوق مرة ثانية، وكذلك قريتين صغيرتين ومسجدا سمح لي بالدخول إليه دون اعتراض خلاف التقاليد المتبعة في الأماكن الأخرى، وينتمي المساقطة إلى مذهب الإباضية أوبوجاسية، (ويسميهم البعض الخوارج) والإباضيون متسامحون إلى درجة كبيرة وبسطاء في سلوكهم وسيرتهم ولا يبدون أي تفرقة بين دين وآخر، ولا يفرقون بين آل البيت النبوي» (هايد 104).
وقد خصت هذه العادات فئة معينة، أو طائفة معينة، وهم الإباضية الذين عرف عنهم التسامح والبساطة في السلوك، وتشكل هذه الصورة بابا من أبواب الترويج السياحي لهذه المدينة، لا سيما عند السائح الأجنبي الذي قد لا يدين بدين الإسلام، ولا يتبع مذهبهم، وكأن هايد يخبر بصورة غير مباشرة متلقيه أن عليهم عند زيارة هذه المدينة أن يبقوا على سجيتهم، وألا يتكلفوا فهم مقبولون على الصورة التي هم عليها.
ولعل أفضل ما رسمه ويليام هايد عن مسقط، وبعض المناطق التي زارها في هذه الصورة الأخلاق الفاضلة، وحسن المعاملة، ويتضح ذلك في مواضع شتى في تقريره، من ذلك قوله: «ولما نزلت الشاطئ في 14 نوفمبر صباحًا وأنا في زي رسمي تلقيت احترامًا واهتمامًا من الناس أكثر مما تلقاه منهم ربان السفينة، ولم أشعر بأي صعوبة في الوصول إلى الإمام وأفسح الخدم الطريق لي حيث كان الإمام جالسًا في شرفة مفتوحة يهتم بالأعمال الرسمية وحوله الوكلاء والكتاب وعدد من العبيد، كان الإمام هو السيد سعيد وهو في خريف العمر، وحسن المنظر، وحسن السلوك» (هايد 108).
ولم تقتصر هذه المعاملة على الضيوف، أو على من هم في مستواهم، وإنما شملت المعاملة الحسنة العبيد كذلك، فقد صور ذلك هايد عندما درس حياة العبيد في البيوت وسلوكيات أسيادهم، فذكر المعاملة اللطيفة التي يبديها أهالي مسقط لعبيدهم، فقد قال: «وفي مسقط رأيت أن العبيد يتلقون دون شك معاملة لطيفة وإنسانية، وكانت أشق الأعمال التي يقومون بها هي تسيير القوارب الصغيرة لنقل الركاب إلى السفن وهو عمل يعطي قسطًا من الراحة وليس بشاق عليهم، ويعيش العبيد في مسقط مع أسيادهم ويأكلون ويشربون معهم ومثلهم ولا يعرضون للبيع مرة ثانية إلا في حالات سوء سلوكهم أو سوء تصرفهم، وفي الحقيقة إن كان العبد صادقا وفيا فإن سيده يقدره تقديرا بالغا ولا يفارقه إلا في حالات استثنائية ولا يسلمه إلا لصديق حميم له على المستوى الشخصي» (هايد 108).
فمثل هذه المعاملة الحسنة تدفع الآخر إلى الإقبال على زيارة هذه المنطقة، إذ يمكنه التعايش بينهم أيًا كانت طبقته الاجتماعية، فويليام هايد في خطابه هذا ينقل بصورة غير مباشرة إلى متلقيه باب الألفة التي يستطيع أن يتمتع بها سكان هذه المدينة، والسائح فيها، وبصورة غير مباشرة يبلغ المتلقي فيها «كن من تكون» سيدًا أو عبدًا فإنك مرحب بك في هذه المدينة، ولن تلقى إلا كل ود واحترام فيها.
وتنطبق هذه الصورة على الأفريقي، فشاعت صورة التوحش، وغلبة الجهل، وكونه منبعا للشرور والمفاسد، ويتضح ذلك في خطاب هايد: «وتجولت بين هؤلاء الناس المتعددي الألوان والأجناس والصفات وأنا أجنبي غريب يتجول بينهم وكل واحد منهم مزود بسلاح سبق أن استخدمه بعنف في مناسبات عديدة، لكني لم أتعرض لأدنى تصرف غير لائق منهم قط حتى صادفت الأرقاء الأفريقيين الذين كانوا يعملون في حارة وراء المدينة، واعتبر هؤلاء أنني رجل غير مسلح ووجهوا إلي نظرات وكلمات حقيرة مهينة، ولما أشرت إلى المسدس الذي كان مخبئا في حزامي لزموا الصمت وكثيرا ما يتعرض الأجانب غير المسلحين الذين يصادفون هؤلاء العبيد خارج المدينة لأعمال النهب والاغتصاب» (هايد 107).
فقد نظر ويليام هايد إلى الأفريقيين نظرة ازدراء، فوصفهم بالرق؛ ليس للونهم كما يتبين ذلك من الوصف السابق، لأنه وصف متعددي الألوان بالناس، في حين أنه جرد الأفريقيين من الإنسانية ووصفهم بالرق، ومما يدل على هذا، ما ربطه بهم من عادات النهب والسرقة والاغتصاب، فهم منبع الشر والفساد، ومما يدل على ذلك أيضًا أنه وسمهم بالعبيد تأكيدًا على الجملة السابقة؛ لذا فإن عليك أيها المتلقي أن تحذر كل الحذر من هذه الفئة التي تشكل عائقًا في زيارتك هذه المدينة، وقد طمأن المتلقي بأن ربط هؤلاء العبيد الأفريقيين بخارج المدينة، فلا وجود لهم داخلها.
وقد صور هايد الأفريقي على أنه مهان محتقر، لا حيلة له ولا قوة حتى في اختيار لباسه، من ذلك أنه قال: «ورأيت حوالي عشرين أو ثلاثين عبدًا أفريقيًا جاءوا عبر الصحراء من زنجبار مصطفين على جانبي السوق وظهر بأنهم روضوا أنفسهم على قبول وضعهم، ولم يكونوا يلبسون إلا قطعة قماش حول الوسط فقط استجابة لرغبة أسيادهم وزبائنهم، ورأيت الزبائن يمشون أمامهم ويختبرون أجسادهم وجلودهم بأصابعهم بدقة بالغة ...» (هايد 107).
وقد اعتمد خطاب ويليام هايد على الترويض، والقبول، وهذا يعكس ألا حول لهم ولا قوة، إلا قبول هذا الوضع على كره منهم، فما هو إلا وضع الاستبداد واستنقاص للإفريقيين حتى في طريقة عرضهم للبيع، فما هم إلا سلعة تعرض في الأسواق، وتختبر أجسادهم مثلما تختبر بقية السلع، ومع أن الحق تبارك وتعالى كرم بني آدم حين قال عز من قائل: ﴿۞وَلَقَدۡ كَرَّمۡنَا بَنِيٓ ءَادَمَ وَحَمَلۡنَٰهُمۡ فِي ٱلۡبَرِّ وَٱلۡبَحۡرِ وَرَزَقۡنَٰهُم مِّنَ ٱلطَّيِّبَٰتِ وَفَضَّلۡنَٰهُمۡ عَلَىٰ كَثِيرٖ مِّمَّنۡ خَلَقۡنَا تَفۡضِيلٗا٧٠﴾ [الإسراء: 71] إلا أننا لم نلحظ في هذه الصورة أي باب من أبواب التكريم، فلم نجد إلا صورة العبودية الحقة التي تهان فيها كرامة الإنسان، حتى في لباسهم.
والعادات الفردية ظاهرة شخصية يمكن أن تمارس في حالات العزلة عن المجتمع، وهي عادات فردية تسهم في نجاح المرء وانسجامه في الحياة (مدبولي 79)، وقد رسم لنا ويليام هايد صورة الآخر في عاداته وتقاليده الفردية، ويمكننا تقسيم هذه العادات إلى صورتين:
وتتضح هذه الصورة في تقرير ويليم هايد، وفي وصف بعض الشخصيات، منها: «شاهدت هذا الملاح يلزم الهدوء والاعتماد على النفس بشجاعة في مواجهة خطر بالغ، ممثلا البواسل والأبطال الذين تدوم ذكرى أعمالهم الجليلة ومثابرتهم إلى الأبد، وكنا في ذلك الوقت نمسك بخيط ضئيل من الأمل تحت تصرف القضاء والقدر الذي قد يقضي بالموت أو الحياة، وإن فترة انتظار المجهول مخيفة أكثر من مواجهة الموت نفسه» (هايد 112).
لقد اعتمد هايد على هذا الوصف ليدلل على ما بدأ به تقريره من ضرورة اختيار ربان السفينة بتأن، وباهتمام بالغ، وذلك حين قال: «ولما خرجت من خيمتي رأيت السفينة (فضل كريم) بعيدة عن الشاطئ ووجدتني في موقف حرج جدًا إذ شعرت بضرورة اختيار ربان السفينة باهتمام بالغ بدلًا من الاهتمام بنوع السفينة، وهذا درس يجب أن يتعلمه المسافرون الآخرون جيدًا؛ لأنني سبق أن تعرضت لعدة مشاكل ومتاعب بسبب اختياري هذه السفينة مرات عديدة» (هايد 103-104).
وهذه العبارات حركت عنصر التشويق عند المتلقي؛ لاكتشاف أهم المتاعب والمشاكل التي تعرض لها المنتج، مما يدفعه إلى مواصلة القراءة، فأشرك بذلك متلقيه فيما شاهده، طالبًا منهم أن يسافروا سفرته بالخيال عن طريقه، بين مجهول يشعر فيه منتج الخطاب بالقلق الذي ينقله إلى متلقيه، بين موت محدق، وحياة يرجوها.
وقد تعددت الصور القبيحة المرذولة في خطاب ويليام هايد، فبعض هذه الصور تخص الفرد نفسه ولا تسيء إلى الآخرين، ومن هذه الصور ما ذكره ويليام هايد عن بعض العاملين في السفينة التي استأجرها، وهم يتظاهرون بأنهم ركاب أو سياح، وليسوا عاملين فيها، وذلك حين يقول: «لقد وجدت بعد وقت قصير أن المسؤول عن الأثاث والشحن اسمه سيد قادر ومعه اثنان من المعاونين الأتراك ذوي ذكاء وخبرة فوق العادة وكان لديهم معلومات وملاحظات قيمة ومتنوعة وكان واحد منهم يتكلم الفرنسية بطلاقة ويتظاهر في تصرفاته بأنه أوروبي واكتشفت فيما بعد أن كثيرًا من الناس يمارسون هذا التظاهر ويتجول بيننا عدد من الناس من هذا النوع بحرية كاملة وهم ذوو لحية وعمامة ويتظاهرون بأنهم مسافرون، وليسوا مستخدمين في السفينة» (هايد 105).
في حين أن بعض هذه الصور صور تمس جانب معاملتها مع الآخر، ومما يميز هذه الصورة القبيحة في خطاب هايد أنها شخصية تشعر بالندم، وتعود إلى أصل فطرتها الخيّر، ولعل خير مثل على ذلك، قوله: «وكما عرفت فيما بعد فإن ربان السفينة لم يكن على علم بما يدور حوله أو مستعدًا ليرحب بنا على متن السفينة، حتى إنه لم يكن يعرف سببًا لوجودي هناك وتجاهل إشاراتنا له، وعلى كل حال عندما ركبت السفينة أخيرًا وتعرفت عليه اعتذر لي ودعاني إلى كابينته وقدم لي الشراب» (هايد 104).
وهذا الربان نفسه هو الذي أرسى السفينة في موضع عرضها للخطر، في حين أن مساعده نصحه بعدم الوقوف، ويتبين ذلك في قوله: «وللعلم فإن ربان السفينة كان مصرًا على اختيار مرسى السفينة منذ البداية وكان قد فقد أعصابه الآن كئيبا وحزينا للغاية ونموذجا مجسدا لليأس وفقدان الأمل وينوح على حظه السيء والخسائر المرتقبة التي سوف يتكبدها، وكانت السفينة تنجرف نحو الصخور دون أن يستطيع أحد التحكم فيها، وواجهت خطرًا محققًا فعلا وكان زميله واقفا معه وهو يدخن ولا يبالي بما يحدث حوله وكأنه يعكس نوعًا من الثقة والأمل كبحار محنك ...، وقدم الرجلان مثالين متباينين في مواجهة الخطر ولولا الملابسات الخطرة لهذه الدرجة لكان الوضع يثير الضحك...» (هايد 111).
إن العنصر المشترك بين صورتي التقبيح والتحسين في الخطاب السياحي نزوع إلى اقتناص كل ما يدخل في نطاق العجائبي والغرائبي، فالمنتج في الخطاب السياحي يعيش رحلته مرتين على الأقل، مشاهدًا مختبرا أهوالها معانيا مشاقها، ويعيشها مخبرًا عنها، ويوجب عليه الخطاب أن يخاطب متلقيه خطابًا ممتعًا وأن يتخير لهم من الأمور غريبها وعجيبها.
الشعائر ليست إلا طقوسًا اجتماعية، تهدف إلى تعيين أهمية المناسبة، وقد أورد هايد في خطابه بعض المعتقدات والطقوس التي تمارس عند وقوع بعض الكوارث، ولعل أهمها: «وسمعت تفاسير كثيرة لأسباب تعرضنا لهذه المشاكل أثناء حركتنا المتعرجة التي نقلتنا خارج نطاق حماية الخليج المذكور لكن الأتراك لا يفكرون بطريقتنا، وفي رأيهم أن السبب راجع لسوء حظنا وأنه يعود إلى الجرائم والذنوب التي ارتكبها واحد ما على متن السفينة من بين أفراد الطاقم أو الركاب، وقال فضل كريم بأنه عقاب فرضه الرسول الكريم ﷺ على الجاني، واقترح الوضوء على الجميع في صباح 12 نوفمبر، وكان البحر قادرًا على تنظيف المعاصي مهما كان حجمها، وقال الأتراك بأنه ما دام الجاني موجودًا على متن السفينة فقد تتعرض للكوارث المفاجئة. وعندما تحسن الطقس في 12 نوفمبر، شاهد الأتراك عربيًا ويهوديًا يغيبان عن موقع سارية المركب فاتهموهما بالذنوب والمنكرات ...، وكان هو التفسير الوحيد للحادث الذي قدمه هذا الرجل المسن وأصبح الحادث نسيا منسيا بعد بضع ساعات» (هايد 108).
قد صور ويليام هايد في خطابه خبرة اتصال بثقافات عدة جمعتها دول الخليج لا سيما مسقط، عن طريق علاقته مع ربان السفينة، ولقائه بالإمام السيد سعيد، والتقائه ببعض القرويين، وعن طريق رحلته البحرية، ورحلته البرية من مسقط إلى بعض القرى في عُمان، فصور ثقافاتهم ومعتقداتهم، فشكل تفاعلا ثقافيا بين الذات والآخر، فأشرك جماعته فيما شاهده وكأنه يريد لهم أن يسافروا سفرته معبرا عن وصاياه في اختيار ربان السفينة، وقد اتضح ذلك في بيان العادات والتقاليد في شعب معين، أو قبيلة معينة، والمقارنة بينها وبين الشعب الذي يقابله والقبيلة التي تقابلها، بل رسم ذلك مع الأفراد أنفسهم فبين الصورة الحسنة لفرد معين، في حين بين ما يقابلها من صور سيئة، مما أسهم في الترويج للجانب السياحي في الخليج العربي، لا سيما في مسقط.
وقد اعتمد ويليام هايد في إبراز صورة الآخر على تصوير المعالم التي يشاهدها، مما يسهم في تصحيح صورة المتلقي، وكأن المتلقي يعيش معه الحدث وينصهر فيه، تاركًا انطباعًا جميلًا في ذهنيته، مما أسهم في تعزيز الجانب الثقافي.
استطاع ويليام هايد أن يبث في نفسية المتلقي ما يجب على السائح أن يهتم به حال رغبته في السياحة، وأهمُّه اختيار القائد المناسب في الرحلة، وما يجب أن يتميز به من خبرة ودراية وقدرة على مواجهة الصعوبات، فاستطاع أن ينقل المتلقي بذهنيته إلى ما قد يلقاه من مصير مجهول نتيجة عدم تقيده بالاختيار الصحيح.
أولًا: العربية
الأحمد، خالد عواد. عادات ومعتقدات في محافظة حمص. منشورات الهيئة العامة السورية للكتاب، وزارة الثقافة، دمشق، 2011.
أحمد، منال، وشوقي عبد المعطي. دراسة في مدخل علم السياحة. ط1، دار الوفاء لدنيا الطباعة، الإسكندرية، 2010.
أحمد، هيام سالم زيدان. «الآثار الاقتصادية لتنمية السياحة العلاجية في مصر - دراسة ميدانية». المجلة العلمية لقطاع كليات التجارة، جامعة الأزهر، ع19، يناير 2018.
بنسعيد، سعيد. أوروبا في مرآة الرحلة. سلسلة بحوث ودراسات رقم 12، منشورات كلية الآداب والعلوم الإنسانية، 1995.
الحوري، مثنى طه، والدباغ؛ إسماعيل محمد علي. مبادئ السفر والسياحة. ط1، مؤسسة الوراق للنشر والتوزيع، عمّان، الأردن، 2001.
درويش، كمال؛ والحماحمي، محمد. رؤية عصرية للترويج وأوقات الفراغ. مركز الدراسات للنشر، القاهرة، مصر، 1997.
السيسي، ماهر عبد الخالق. مبادئ السياحة. ط1، مجموعة النيل للطباعة، القاهرة، 2001.
عبد الجليل، منقور. النص والتأويل دراسة دلالية في الفكر المعرفي التراثي. ديوان المطبوعات الجامعية، الجزائر، 2010.
عبيدات، محمد. التسويق السياحي. ط3، دار وائل للنشر، عمّان، 2008.
عزام، محمد. فضاء النص الروائي. ط1، دار الحوار للنشر والتوزيع، سوريا، 1996.
عطية، عاطف. المجتمع الدين والتقاليد، بحث في إشكالية العلاقة لين الثقافة والدين والسياسة. جروس برس، لبنان، 1993.
عيساني، عامر؛ وبوراوي، عيسى. «التسويق الإلكتروني كآلية لتفعيل وترقية خدمات المؤسسات السياحية». مجلة الحقوق والعلوم الانسانية، جامعة زيان عاشور، الجلفة، ع18، 2014.
عيسى، حسام عبد الحليم. «السياحة ودورها في مجال التنمية الاقتصادية والاجتماعية». بحث مقدم إلى المؤتمر السنوي الثالث للقانون بكلية الحقوق في الفترة من 26 – 27 إبريل 2016، كلية الحقوق، جامعة طنطا، 2016.
غرانت، كريستينا فيلبس. بادية الشام، ترجمة: خالد أحمد عيسى وآخرون. دار رسلان، دمشق، 2011.
كافي، مصطفى يوسف. السياحة البيئية المستدامة، تحدياتها وآفاقها المستقبلية. دار مؤسسة رسلان للطباعة والنشر والتوزيع، سوريا، 2014.
مانغونو، دومينيك. المصطلحات المفاتيح لتحليل الخطاب، ترجمة: محمد يحيائن. ط1، منشورات الاختلاف، الجزائر، والدار العربية للعلوم ناشرون، بيروت، 2007.
محمد، تهاني عبد السلام. الشباب والترويج والحياة. دار المعارف، القاهرة، 1973.
مدبولي، جلال. الاجتماع الثقافي. دار الثقافة للطباعة والنشر، القاهرة، 1979.
معتوق، فريدريك. المجتمع والتاريخ. جروس برس، طرابلس، 1991.
هايد، ويليام. «رحلة مشبوهة من الهند إلى إنجلترا صورة عن الخليج في أوائل القرن التاسع عشر، كيف شوه الرحالة الإنجليز تاريخ الخليج بأفكارهم». الوثيقة، مركز عيسى الثقافي، مركز الوثائق التاريخية، مج12، ع24، يناير، 1994.
هولنكراس، آيكة. قاموس مصطلحات الأنثروبولوجيا والفلكلور، ترجمة: محمد الجوهري، وحسن الشامي. ط2، دار المعارف، القاهرة، 1973.
ويكيبديا الموسوعة الحرة، (https://ar.wikipedia.org/wiki)، تاريخ الاسترداد 10/1/2023.
يقطين، سعيد. تحليل الخطاب الروائي (الزمن، السرد، التبئير). ط4، المركز الثقافي العربي، الدار البيضاء، 2005.
ثانيًا:
References:
al-Aḥmad, Khālid ʻAwwād. ʻĀdāt wa-muʻtaqadāt fī Muḥāfaẓat Ḥimṣ (in Arabic). Manshūrāt al-Hayʼah al-ʻĀmmah al-Sūrīyah lil-Kitāb, Wizārat al-Thaqāfah, Dimashq, 2011.
Aḥmad, Manāl Shawqī ʻAbd al-Muʻṭī. dirāsah fī madkhal ʻilm al-Siyāḥah (in Arabic). 1st ed., Dār al-Wafāʼ li-Dunyā al-Ṭibāʻah, al-Iskandarīyah, 2010.
Aḥmad, Hiyām Sālim Zaydān. al-Āthār al-iqtiṣādīyah li-Tanmiyat al-Siyāḥah al-ʻilājīyah fī Miṣr - dirāsah maydānīyah (in Arabic). al-Majallah al-ʻIlmīyah li-qiṭāʻ Kullīyāt al-Tijārah, Jāmiʻat al-Azhar, al-ʻadad 19, Yanāyir 2018.
Binsaʻīd, Saʻīd. Ūrūbbā fī Mirʼāt al-Riḥlah (in Arabic). Silsilat Buḥūth wa-dirāsāt raqm 12, Manshūrāt Kullīyat al-Ādāb wa-al-ʻUlūm al-Insānīyah, 1995.
alḥwry, Muthanná Ṭāhā, wa al-Dabbāgh, Ismāʻīl Muḥammad. ʻAlī Mabādiʼ al-safar wa-al-Siyāḥah (in Arabic). 1st ed., Muʼassasat al-Warrāq lil-Nashr wa-al-Tawzīʻ, ʻAmmān, al-Urdun, 2001.
Darwīsh, Kamāl, Muḥammad alḥmāḥmy. ruʼyah ʻaṣrīyah lil-tarwīj wa-awqāt al-farāgh (in Arabic). Markaz al-Dirāsāt lil-Nashr, al-Qāhirah, Miṣr, 1997.
al-Sīsī, Māhir ʻAbd al-Khāliq. Mabādiʼ al-Siyāḥah (in Arabic). majmūʻah al-Nīl lil-Ṭibāʻah, al-Qāhirah, 2001.
ʻAbd al-Jalīl, Manqūr. al-naṣṣ wa-al-taʼwīl dirāsah dalālīyah fī al-Fikr al-maʻrifī al-turāthī (in Arabic). Dīwān al-Maṭbūʻāt al-Jāmiʻīyah, al-Jazāʼir, 2010.
ʻUbaydāt, Muḥammad. al-Taswīq al-siyāḥī (in Arabic). 3rd ed., Dār Wāʼil lil-Nashr, ʻAmmān, 2008.
ʻAzzām, Muḥammad. faḍāʼ al-naṣṣ al-riwāʼī (in Arabic). 1st ed., Dār al-Ḥiwār lil-Nashr wa-al-Tawzīʻ, Sūriyā, 1996.
ʻAṭīyah, ʻĀṭif. al-mujtamaʻ al-Dīn wa-al-taqālīd, baḥth fī Ishkālīyat al-ʻalāqah Limīn al-Thaqāfah wa-al-dīn wa-al-siyāsah (in Arabic). Jarrūs Bris, Lubnān, 1993.
ʻysāny, ʻĀmir, wa Būrāwī, ʻĪsá. "al-Taswīq al-iliktrūnī ka-ālīyah li-tafʻīl wa-tarqiyat khidmāt al-muʼassasāt al-siyāḥīyah" (in Arabic). Majallat al-Ḥuqūq wa-al-ʻUlūm al-Insānīyah, Jāmiʻat Zayyān ʻĀshūr, al-Jaflah, al-ʻadad al-thāmin ʻashar, 2014.
ʻĪsá, Ḥusām ʻAbd al-Ḥalīm. "al-Siyāḥah wa-dawruhā fī majāl al-tanmiyah al-iqtiṣādīyah wa-al-Ijtimāʻīyah" (in Arabic). baḥth muqaddam ilá al-Muʼtamar al-Sanawī al-thālith lil-qānūn bi-Kullīyat al-Ḥuqūq Jāmiʻat Ṭanṭā, fī al-fatrah min 26-27 Ibrīl 2016.
Grant, krystynā Fīlibus. bādiyat al-Shām (in Arabic). tarjamat: Khālid Aḥmad ʻĪsá wa-ākhir, Dār Raslān, Dimashq, 2011.
Kāfī, Muṣṭafá Yūsuf. al-Siyāḥah al-bīʼīyah al-mustadāmah, taḥaddiyātuhā wa-āfāquhā al-mustaqbalīyah (in Arabic). Dār Muʼassasat Raslān lil-Ṭibāʻah wa-al-Nashr wa-al-Tawzīʻ, Sūriyā, 2014.
Mānghwnw, Dominique. al-muṣṭalaḥāt al-mafātīḥ li-taḥlīl al-khiṭāb (in Arabic). tarjamat Muḥammad yḥyāʼn, 1st ed., Manshūrāt al-Ikhtilāf, al-Jazāʼir, al-Dār al-ʻArabīyah lil-ʻUlūm Nāshirūn, Bayrūt, 2007.
Muḥammad, Tahānī ʻAbd al-Salām. al-Shabāb wa-al-tarwīj wa-al-ḥayāh (in Arabic). Dār al-Maʻārif, al-Qāhirah, 1973.
Madbūlī, Jalāl. al-ijtimāʻ al-Thaqāfī (in Arabic). Dār al-Thaqāfah lil-Ṭibāʻah wa-al-Nashr, al-Qāhirah, 1979.
Maʻtūq, Frīdrīk. al-mujtamaʻ wa-al-tārīkh (in Arabic). Jarrūs Bris, Ṭarābulus, 1991.
heid, wylyām. "Riḥlat mashbūhah min al-Hind ilá Injiltrā Ṣūrat ʻan al-Khalīj fī awāʼil al-qarn al-tāsiʻ ʻashar, Kayfa shwh al-raḥḥālah al-Injilīz Tārīkh al-Khalīj bʼfkārhm". (in Arabic). al-wathāʼiqa, Markaz ʻĪsá al-Thaqāfī, Markaz al-wathāʼiqa al-tārīkhīyah, al-mujallad 12, al-ʻadad 24, Yanāyir, 1994.
hwlnkrās, āykh. Qāmūs muṣṭalaḥāt al-anthrūbūlūjiyā wālflklwr (in Arabic). tarjamat Muḥammad al-Jawharī Wa Ḥasan al-Shāmī, ṭ2, Dār al-Maʻārif, 1973.
Yaqṭīn, Saʻīd. taḥlīl al-khiṭāb al-riwāʼī (al-zaman, al-sard, altbʼyr) (in Arabic). 4th ed., al-Markaz al-Thaqāfī al-ʻArabī, al-Dār al-Bayḍāʼ, 2005.
[1]- يعرف الملفوظ بأنه كل جزء من أجزاء الخطاب ينجزه متكلم بحيث يكون هناك وقف قبل هذا الجزء وبعده من لدن المتكلم (مانغونو 51).
[2]- يشير قاموس (OXFORD) إلى أن مصطلح "سائح" استخدم لأول مرة في اللغة الإنجليزية عام 1800، وأن مصطلح "السياحة" استخدم فعليا عام 1811 (درويش والحماحمي 248).
[3]- تعرف السياحة العلاجية على أنها: انتقال الفرد من دولته إلى دولة أخرى خلال فترة زمنية مؤقتة لا تقل عن 24 ساعة، ولا تزيد عن 12 شهرًا بهدف الوقاية أو العلاج من مرض ما، وقد تكون أسباب شفائه بيئية تعتمد على عناصر البيئة الطبيعية، وقد تكون طبية تعتمد على الأجهزة والخبرة الطبية (أحمد 74).
[4]- تعرف السياحة الثقافية على أنها: كل استجمام يكون الدافع الرئيسي فيه هو البحث عن المعرفة باكتشاف تراث عمراني، على غرار المعالم التاريخية والدينية، أو تراث روحي على غرار التقاليد والعادات الوطنية والمحلية؛ فهي تجسيد فعلي للأبعاد الإنسانية والاجتماعية التي تتمثل في معرفة ثقافات أخرى تختلف عن ثقافات السائح (كافي 93-94).
[5]- تعرف السياحة الرياضية بأنها: السياحة التي ينتقل فيها الفرد بصفة مؤقتة من البلد المقيم فيه إلى بلد آخر بهدف المشاركة في المنافسات الرياضية أو حضورها، وما يصاحبها من نشاطات مختلفة (محمد 219).
[6]- تعرف السياحة الدينية بأنها: السياحة التي تمارس فيها النشاطات والتعاليم الدينية والفقهية، وتقتصر على المناطق ذات الأماكن الدينية وذات التاريخ الديني القديم التي تجذب السواح من مختلف أنحاء العالم كما هو الحال في أقطار الوطن العربي لكونها مهد الديانات السماوية (السيسي 55)، وتهدف إلى التعرف على الأماكن المقدسة وتاريخها بما تمثله من قيم روحية لهذا الدين أو المعتقد. (عبيدات 141).
[7]- مفهوم السياحة الإلكترونية من المفاهيم الحديثة التي تتداخل مع مفهوم التجارة الإلكترونية، ويشير هذا المصطلح إلى استخدام الأعمال الإلكترونية في السفر والسياحة، واستخدام تقنية الشابكة من أجل تفعيل عمل الموردين السياحيين والوصول إلى تسهيلات أكثر فعالية للمستهلكين السياحيين، فهو نمط سياحي تنفذ بعض معاملاته بين مؤسسة سياحية وأخرى، أو بين مؤسسة سياحية وسائح، باستخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات (عيسى 7)، وقد عرفت المؤسسة الدولية السياحة الإلكترونية على أنها "تلك الخدمات التي توفرها تكنولوجيا المعلومات والاتصال بغرض إنجاز الخدمات السياحية والفندقية وترويجها عبر مختلف الشبكات المفتوحة والمغلقة، اعتمادًا على مبادئ التجارة الإلكترونية وأسسها"، وتتعدى السياحة الإلكترونية مفهومها إلى أبعد من ذلك، فهي تشمل السياحة المتنقلة (m-tourisme) المستخدمة للأجهزة الإلكترونية الجوالة ومنها الهواتف المحمولة والمفكرات الإلكترونية المحمولة وغيرها (عيساني وبوراوي 8).
[8]- ويليام هايد (William Heid) (1789-1825): ضابط بريطاني كان يعمل في مؤسسة مدارس العسكرية ضمن شركة الهند الشرقية، نظم رحلة من ساحل مليبار وهي مقاطعة في الهند إلى القسطنطينية. زار في هذه الرحلة مناطق وبلدانًا عديدة، وسجل مذكرات رحلته ونشرها عام 1817م. ويكيبديا الموسوعة الحرة، (https://ar.wikipedia.org/wiki)، تاريخ الاسترداد 10/1/2023.
[9]- أبحر الملازم (وليم) أو ويليام هايد تاركًا مدينة كانور، ليصل إلى ساحل مليبار الهندي، وهناك رسا قاربه في منتصف شهر أيلول، وزار أماكن عدة في الهند ومنها بومباي، ومكث فيها فترة من الزمن، قدم عنها وصفًا دقيقًا عن سكانها وتجارتها والقوات العسكرية التي فيها، وأعدادهم، وصنوفهم، وأسلحتهم، ومراكبهم، حتى غادرها على متن قارب عربي وصفه بالبائس، وكان على متنه مسافرون يتحدثون بلغات مختلفة، وينتمون إلى عدة قوميات، منهم اليهود، والفرس، متجها إلى مسقط التي تقع شمال شرق الساحل العربي، فنزل فيها وتجول في شوارعها، فكتب في يومياته واصفًا أسواقها، ودائرة الجمارك، والمناطق المجاورة، وشارعها الرئيس، وذكر عشائرها، وحكامها، وما شاهده فيها من أقليات وأجناس، واصفًا عاداتهم وتقاليدهم، ولباسهم، ثم غادرها مواصلًا رحلته عبر الخليج العربي، واصفًا التجارة، وأنواع البضائع، والسفن، الموجودة في هذا الخليج، ونزل في العراق، ومدنها المختلفة (البصرة، ثم بغداد، وكردستان، وأربيل والسليمانية، والموصل، ونصيبين، وماردين) ثم اتجه إلى القسطنطينية عاصمة الدولة العثمانية آنذاك (غرانت 91).
[10]- المظهر الغالب للشعائر الدينية أنها من طبيعة دينية، تندرج في جانب منها على مجموعة من المحرمات المقدسة المعروفة باسم "التابو". (معتوق 116).