تاريخ الاستلام: 03 أبريل 2023
تاريخ التحكيم: 27 أبريل 2023
تاريخ القبول :16 يونيو 2023
اختصاصي تطوير مهني، معهد تدريب المعلمين، مؤسسة الإمارات للتعليم، ومحاضر غير متفرغ، جامعة حمدان بن محمد الذكية–الإِمَارات العربِيَّة المُتَّحِدة
تبحث هذه الدراسة في السمات اللغوية في بنية الخطاب المتطرف عبر مواقع التواصل الاجتماعي لمجموعة من خطابات تنظيم الدولة (داعش) من خلال البحث في مستويات دلالية وتركيبية، وحصر التكرارات والتكثيفات لوحدات معجمية محددة، والنظر في استخدامهم لأدوات واستراتيجيات خطابية ترتكز على مخزونهم اللغوي، وما يحمله من دلالات وإيقاعات صوتية، أو اختياراتهم المتعمدة لبنية شبكة العلاقات التركيبية وما تتضمنه من انحرافات أسلوبية عن مستوى التعبير المعياري؛ لمعرفة التفكير وما وراء الألفاظ التي يمكن تحليلها عبر ما يعرف بالبصمة الأسلوبية (Stylistic Footprint)، وتُظهر نتائج هذا التحليل العملي أن البحث عن بنية الفكر المتطرف المتجسد في بنية خطاب لغوي، جانب مهم في التحقيقات الجنائية؛ للكشف عن إشارات تحذيرية تسبق وقوع عمل من أعمال العنف أو قد تتنبأ به في بعض الحالات، كما تفيد في تطوير روايات مضادة وفعّالة تكون أكثر إقناعًا لمواجهة الخطاب المتطرف، من خلال دراسة السمات الأسلوبية للغة التطرف.
الكلمات المفتاحية: الخطاب السيبراني، التقنيات اللغوية، البصمة الأسلوبية، التطرف، مواقع التواصل الاجتماعي
للاقتباس: شاهين، أحمد فهد. »الخصائص الأسلوبية للغة الخطاب المتطرف في الفضاء السيبراني "خطاب داعش أنموذجًا"«. أنساق في الآداب والعلوم الإنسانية، المجلد الثامن، العدد 1، 2024، ص67-88. https://doi.org/10.29117/Ansaq.2024.0198
© 2024، شاهين، الجهة المرخص لها: كلية الآداب والعلوم، دار نشر جامعة قطر. نُشرت هذه المقالة البحثية وفقًا لشروط Creative Commons Attribution-NonCommercial 4.0 International (CC BY-NC 4.0). تسمح هذه الرخصة بالاستخدام غير التجاري، وينبغي نسبة العمل إلى صاحبه، مع بيان أي تعديلات عليه. كما تتيح حرية نسخ، وتوزيع، ونقل العمل بأي شكل من الأشكال، أو بأية وسيلة، ومزجه وتحويله والبناء عليه، طالما يُنسب العمل الأصلي إلى المؤلف. https://creativecommons.org/licenses/by-nc/4.0
Received: 03 April 2023
Reviewed: 27 April 2023
Accepted: 16 June 2023
Ahmad Fahid Shahin
Training and Development Specialist, Emirates Schools Establishment, Teachers Training Institute; Part-time Lecturer, Hamdan Bin Mohammed Smart University–United Arab Emirates
This study delves into the linguistic characteristics within the structure of extremist discourse across social media platforms, focusing on a collection of speeches by the Islamic State organization (ISIS). The research aims to uncover the thought process and the underlying meanings that can be analyzed through what is known as the Stylistic Footprint. That is done by examining semantic and syntactic levels, identifying repetitions and intensifications of specific lexical units, and considering their use of rhetorical tools and strategies grounded in their linguistic repertoire—which encompasses connotations and phonetic rhythms, or their deliberate choices in the structure of syntactic relation networks including stylistic deviations from the standard expression level.
The findings of this analysis highlight that exploring the extremist thought structure embodied in linguistic discourse is a crucial aspect of criminal investigations. It aids in identifying warning signals that precede or potentially predict acts of violence in some instances. Furthermore, it contributes to developing more convincing counter-narratives to combat extremist discourse by studying the stylistic features of the extremist language.
Keywords: Cyber discourse; Linguistic techniques; Stylistic Footprint; Extremism; Social media platforms
Cite this article as: Shahin, A.F. "Linguistic Stylistics of Extremist Discourse in the Digital Realm: Analyzing ISIS's Rhetoric". Ansaq in Arts and Humanities, Vol. 8, Issue 1, 2024, pp. 67-88. https://doi.org/10.29117/Ansaq.2024.0198
© 2024, Shahin, licensee, College of Arts and Sciences & QU Press. This article is published under the terms of the Creative Commons Attribution-NonCommercial 4.0 International (CC BY-NC 4.0), which permits non-commercial use of the material, appropriate credit, and indication if changes in the material were made. You can copy and redistribute the material in any medium or format as well as remix, transform, and build upon the material, provided the original work is properly cited. https://creativecommons.org/licenses/by-nc/4.0
عند دراسة بنية لغة الخطاب السيبراني المتمثلة في لغة وسائل التواصل الاجتماعية وتحليلها، وجب الارتكاز على السمات اللغوية لدوافع الاختيار العقلاني وآلية استثمار المخزون اللغوي وتوظيفه في الخطاب الرقمي، التي تعكس رؤى ثاقبة للاستراتيجيات اللغوية والخطابية المستخدمة للترويج للأيديولوجيات المتطرفة، والمتضمنة لميزات أسلوبية يمكن تحليلها في علم اللغة الجنائي، أو التعامل معها آليًا عند معالجة اللغة الطبيعية (NLP) لفهم اللغة البشرية وتفسيرها، ومن تلك الاستراتيجيات الترميز القائم على تقسيم النص إلى وحدات وأجزاء، مثل: الكلمات أو العبارات أو الجمل، فغالبًا ما تستخدم النصوص الراديكالية مفردات متخصصة للإشارة إلى المعرفة الداخلية وتعزيز سلطة المتحدث أو الكاتب، وقد تتضمن المفردات أيضًا المصطلحات الفنية المتعلقة بالإيديولوجيا أو الحركة، بالإضافة إلى الكلمات التي أعيد تعريفها وغُيرت دلالتها والمستمدة من سياقات خاصة ثقافية وتاريخية... كما قد ينظر إلى عدد الكلمات في الجملة، والتراكيب اللغوية وترتيبها وتسلسلها وترابطها أي (أبنية الجمل) فلغة الخطاب المتطرف تعتمد على أبنية معقدة لجمل النص لجعل حججها تبدو أكثر تعقيدًا وموثوقية، ويمكن أن يتضمن ذلك استخدام جمل طويلة وجمل متعددة وترتيب غير عادي للكلمات، وأدوات بلاغية مثل التكرار والاستعارة والمبالغة ليعزز الخطاب المتطرف حججه ويناشد العواطف، ويمكن استخدام هذه الأدوات والاستراتيجيات لخلق شعور بالإلحاح لدى المتلقي أو مقابلة (الأنا) (بالآخر) وتشويه صورة الآخر.
تلك الأدوات والاستراتيجيات يمكن تحليلها عبر ما يعرف بالبصمة الأسلوبية التي يتبنى الأفراد من خلالها اللغة والقيم والأيديولوجيات الخاصة بمجموعة أو جماعات أو مجتمعات ينتمون إليها، في سياق الخطاب المتطرف على مواقع التواصل الاجتماعي، تلك اللغة «التي تصدر عن طبقات الرغبة واللاوعي» (المسدي 63) عند منشئ النص، فلكل شخص مفرداته ومعجمه الخاص الذي تكوّن منذ طفولته، والذي اندمج بالزمان والمكان وطبيعة الأحداث إسهامًا في تشكيل بنائه اللغوي، الذي يعد أساسًا ودليلًا جنائيًّا لإثبات الشّبهة لمرتكبي الجرائم الإلكترونية، والمتجسدة في طلبات الفدية أو التجنيد أو المضايقة أو التحرش أو الاحتيال أو رسائل التّهديد والتشهير... (العصيمي 2020) وغيرها من الجرائم اللغوية الإلكترونية التي عُرفت بوصفها جزءًا من «الإرهاب السيبراني»، القائم على «استخدام العنف المتعمد ضد أشخاص أو مجموعات أو أنظمة تكنولوجيا المعلومات بطريقة مباشرة أو ضمنية لأهداف سياسية عسكرية أو دينية أيديولوجية أو اجتماعية عاطفية» (أبو السعود 2017) تلك اللغة تعد من الأدلة المباشرة التي يمكن من خلالها تمييز مواقف ونيات الجماعات المتطرفة وتقييمها، تلك اللغة هي مادة دراسة علم اللغة الجنائي (Crimino linguistics)والمعروف باللسانيات الجنائية، الذي يتناول دراسة الخصائص اللغوية للمراسلات والمحادثات والتحقيقات الجنائية، وتحليلها لغويًا من حيث الأصوات والدلالة والبراغماتية... واكتشاف آلية عمل اللغة في تكوين البصمة اللغوية للجاني، والمكوَّنة من أصغر وحدة للصوت انتهاء بالجمل، ومن المهم في هذا المجال أن يكون لدى الدارس فهم قوي للسياق الثقافي واللغوي والتاريخي الذي تستخدم فيه اللغة، مما قد يساعد في ضمان تحليل الأدلة اللغوية وتفسيرها تفسيرًا دقيقًا، «فعينة من الأدلة اللغوية تفتح قضية جنائية ضد مشتبه به مثل: لهجة شخصية أو استخدام المشتبه به لنوع من الكلمات والعبارات أو لتركيب لغوي معيّن، يتكرّر لديه بصورة خاصّة» (Drommel 15)، (نقلًا عن: نادر الفقرة 3) مما يسهم في تحديد أنماط أو خصائص كتابة منشئ النص.
وقد أشار بعض الباحثين «إلى أن (6500) كلمة كافية لتسريب هوية المؤلف وكشفها، (McDonald et al. 310)؛ ففي جامعة (Drexel) الأمريكية استطاع باحثون عام (2012) تحديد هوية أشخاص في منتديات متعددة على الإنترنت عبر مقارنة ما يكتبونه بأسمائهم الوهمية مع ما يكتبونه بأسمائهم الحقيقية على مدوّناتهم أو وسائل التواصل الاجتماعي» (Proceedings of the 9th USENIX Security Symposium Denver 13)، وذلك من خلال البحث عمّا يعرف بقياس الأسلوب، أو البصمة الأسلوبية أو التنميط الجنائي، الذي يعد أداة سلوكية ذات نهج استقصائي تهدف إلى التنبؤ بالخصائص الأسلوبية للأشخاص المتطرفين من خلال تواتر اللغة المستخدمة (الاختيار) وإيثار المنشئ وتفضيله لهذه الاختيارات، وكيفية اقتران الكلمات داخل الخطاب (التراكيب)، بما يناسب المقام الذي يرغب منشئ الخطاب التعبير عنه، مما يسمح بتقييم مستوى تطرف مستخدم ما لمواقع التواصل الاجتماعي، وقد ساعد في ذلك خوارزميات حاسوبية أنشئت لمحاولة تحديد هوية مؤلف مجهول لنص يتضمن خطاب كراهية أو تطرف.
قدّم المركز العالمي لمكافحة الفكر المتطرف (اعتدال) جهودًا كبيرة في مجال محاربة الفكر المتطرف، ومن ذلك الدراسة التي جاءت بعنوان: (التحليل المعجمي لخطاب داعش، مقاربة إحصائية) التي تناولت عينة من خطب صوتية ومرئية لقادة (داعش) بهدف التعرف على الأساليب اللغوية التي تميزهم عن غيرهم من قيادات التنظيمات الأخرى، حيث تكشف دراسة الأساليب اللغوية توجهات قادة داعش، والهوية اللغوية لكل واحد منهم، ومدى التشابه أو الاختلاف القائم فيما بينهم، وأظهرت الدراسة التشابه والاختلاف اللغوي بن القادة، من حيث المفردات والكلمات المشتركة والمختلفة بينهم، والكلمات المتسلسلة المتكررة.
وفي دراسة قدمها ويليامز وتزاني Williams & Tzani (2022) تناولا الحديث عن الارتفاع المطرد للأفراد الذين أصبحوا متطرفين من خلال التعرض للنقاش المتطرف على الإنترنت، مع سهولة التواصل مع المستخدمين الآخرين التي يوفرها الإنترنت، وهي تعد عاملًا رئيسًا في عملية تطرف هؤلاء الأفراد، وتطرقت الدراسة إلى البحث في استخدام اللغة في الفضاء الإلكتروني المتطرف، وتوصل الباحثان إلى أن هناك خمسة أساليب لغوية بارزة يتبناها المتطرفون عبر الإنترنت: الخوارزمية، والصراع، والكراهية، والإيجابية، والتجنيد. وأظهرت نتائج الدراسة أن الغرض الرئيس للغة المتطرفة على الإنترنت هو تشكيل تصورات المستخدمين لرؤية المجموعة المرتبطة بهم من منظور إيجابي، مع تأطير سلبي في الوقت نفسه لمعارضة الجماعة الخارجية، ثم يلي ذلك تشجيع الصراع ضد الأعداء المتصورين للأيديولوجيات التي يتم الترويج لها.
وتحت عنوان: (تحليل الخطاب الإعلامي لتنظيم الدولة الإسلامية «داعش»: قناة الخلافة الإسلامية على اليوتيوب أنموذجًا) تناولت الباحثة سلافة الزعبي عناصر الخطاب الإعلامي لتنظيم داعش وكيفية توظيفه للتأثير في الجمهور من خلال تحليلها للأطر الإعلامية، وخلصت الدراسة إلى أن خطاب التطرف لدى داعش ركز على الدعوة للانتقام والقتل وأن خطاب الكراهية وجّه للجمهور عامة، مع استخدام المصطلحات التحريضية والاستناد إلى الأطر المرجعية الدينية والعسكرية.
أما دراسة شلبي (تسويق الخطاب الديني المتطرف لتنظيم الدولة الإسلامية داعش: مجلة دابق نموذجًا) فقد خلصت إلى أن الفكر المتطرف يميل إلى رفض الآخر وعدم الاعتراف به واعتماده على الخطاب الديني للإقناع والحجة والمنطق، وكيف سوقت داعش لخطابها الديني المتطرف؟ وما معايير تطرفه؟ وما الاستراتيجيات التي لجأت إليها لإقناع الآخرين به؟
في ضوء ما سبق، جاءت هذه الدراسة للإجابة عن مجموعة من الأسئلة البحثية لمعالجة بعض الثغرات في أدبيات خطاب التطرف المعاصرة ودراستها دراسة لغوية، في ظل منهج علمي قائم على تحليل عناصر النص وإحصاء المظاهر والسمات اللغوية (الأسلوبية) للخطاب المتطرف، وقد قادنا ذلك إلى السؤال البحثي المركزي وهو: هل يمكن القول بأن للسمات الأسلوبية للخطاب المتطرف قالبًا لغويًا خاصًا به؟ أم أننا أمام خطاب تجديدي إبداعي؟ سنحاول الإجابة عن هذا السؤال من خلال محاولة الإجابة عن بعض الأسئلة البحثية الأكثر تحديدًا وهي:
– ما السمات والأنماط اللغوية في الخطاب المتطرف؟
– كيف تستخدم اللغة لبناء أيديولوجيات التطرف والإقناع؟
– هل هناك تقاطع وتداخل بين لغة خطاب التطرف وخطاب الكراهية أو التحريض على العنف؟
– ما دور التحليل اللغوي للخطاب المتطرف في منع أيديولوجيات التطرف والإقناع؟
– هل يمكن استخدام التحليل اللغوي للخطاب المتطرف لتحديد العنف المتطرّف والتطرّف ومنعِهما؟
طالع الباحث عينة لغوية من مجموعة خطب تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام (داعش)، المنتشرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، كخطبة البغدادي (الدم الدم الهدم الهدم وإن الله يعلم وأنتم لا تعلمون)، (وسلسلة دين من؟) للعدناني، ورسالة (القادة النوارس بهجر فساد المدارس) التي قدمها المقدسي، (والقسطاس العدل في جواز قتل أطفال ونساء الكفار معاقبة بالمثل) لأبي الحسن الأزدي، وجزء من كتاب (مد الأيادي لبيعة البغدادي) لأبي همام الأثري، وبعض المنشورات التي صدرت عن التنظيم (كمجلة دابق).
يمكن استجلاء بنية الخطاب المتطرف من خلال تلك السمات الأسلوبية والأنماط اللغوية التي جعلت منه انعكاسًا لصورة صاحبه دون انفصال بينهما لدرجة يصبح فيها النص كاشفًا عن نيات صاحبه وتوجهاته، (سليمان 13) والسؤال المطروح هنا أيُمكن القول بأن للسمات الأسلوبية للخطاب المتطرف قالبًا لغويًا خاصًا به؟ أم أننا أمام خطاب تجديدي إبداعي؟ تعرض هذه الدراسة بعض أدوات وتقنيات تحليل الخطاب (Discourse Analysis) ذات الأثر في تقصي الجرائم السيبرانية، التي تركّز على كيفية إسهام اللغة في تطوير أنظمة تحقيق يمكن أن يكون لها تطبيقات عملية للقضايا المتعلقة بجرائم الفضاء الإلكتروني ومنها: دراسة السمات اللغوية لبنية الخطاب المتطرف عبر مواقع التواصل الاجتماعي من حيث التكرار لآلية الاختيار والتركيب...عبر منهج تحليلي إحصائي قائم على حصر التكرارات اللغوية لصيغ أو أنواع معينة من الكلمات كالصفات، والأفعال، والظروف، والحروف،...، كذلك رصد الجمل وطولها ونوعها من حيث الاسمية والفعلية والظرفية والإنشائية والخبرية، وترتيب الخطاب وانسجامه مع معيارية اللغة ودلالته المضمونية الواضحة والأدلة والتحليلات والحجج والمبررات «أي الطرق التي يستخدم بها الكاتب اللغة للإقناع والتلاعب بالأفراد والفئات الاجتماعية على حد سواء» (Meriel & Bloor 1).
تتنوع وسائل الترغيب والإقناع والتلاعب بالعواطف في بنية الخطاب السيبراني المتضمن لإشارات لغوية تحذيرية تسبق وقوع عمل من أعمال العنف أو قد تتنبأ به في بعض الحالات، سعيًا لغسيل العقول والتأثير فيها، في ظل منهج تخطيطي وتنظيم دعائي وفكر سيبراني قائم على أهداف وأدوات ومراحل كما هو الحال في خطابات بعض الجماعات المتطرفة، للحصول على التأييد وتشويه صورة الآخر، في بنية متنوعة وقوالب لغوية لنسيج الخطاب على شكل إشاعات وأدلة واستشهادات وحجج وبراهين وروابط زائفة لمجموعة من المرتكزات الدينية أو السياسية أو الاقتصادية بطريقة مباشرة أو غير مباشرة أو إيحائية، ظهرت في صور تكرارات وتكثيفات دلالية في قوالب أدبية وثقافية أو عبارات وخطب إقناعية أو مشاهد تضليلية أو ألعاب إلكترونية... تتضمن عند تحليلها كثافة في وحدات معجمية وأساليب وتراكيب لغوية... ذات مركزية عالية، تعكس صورة واضحة للمعجم اللغوي للفكر المتطرف أو الجاني ومستواه الثقافي والاجتماعي...من خلال رصد العدد الإجمالي لمرات حدوث كل عنصر معجمي أو تركيب أو أسلوب ومرجعية بعض المفاهيم ودلالاتها، «وتشكل هذه الأساليب التعبيرية أنماطًا إحصائية محددة في النص... ويظهر الخيار في اللغة على مستويات عديدة، بما في ذلك النحو والكلمات والحروف والمعاني ويظهر كنمط ثابت من الخيارات...» (أولسون 2008) مما يعطي مؤشرًا واضحًا عن تنميط النص وكاتبه، وغايته من مخاطبة المستهدفين مرارًا وتكرارًا «فإذا كررت فقد قررت المؤكد وما عَلقَ به في نفس السامع ومكنته في قلبه وأمطت شبهة ربما خالجته أو توهمت غفلة أو ذهابًا عمّا أنت بصدده فأزلته» (ابن يعيش 2/111 - 112)، سعيًا لإضعاف الذات والثقة بالنفس وتزييف الوعي، مما يوقع المتلقي في التدليس والإيهام أو يدفعه للاقتناع والانقياد والانصياع والتأييد... دعمًا للآراء والأفكار المسمومة. واستنادًا إلى ما تقدّم سيتم العمل على استنطاق نص من خطبة (أبي بكر البغدادي) في مستويين دلالي وتركيبي وحصر التكرارات؛ للوقوف على هيئة الخطاب والفكر المتطرف وتحديد السمات والأنماط اللغوية لذلك الخطاب الهادف إلى اكتساب تأييد الناس والمبايعة.
ونورد فيما يلي نموذجًا عمليًا للغة الخطاب السيبراني المتطرف.
«... فإن من سنة الله تبارك وتعالى وحكمته أن تختلط صفوف المؤمنين والمجاهدين بمن ليسوا منهم وبالمنافقين، وما كان الله عز وجل، ليدع الصف المسلم مختلطا بأولئك المنافقين والأدعياء، المستترين بمظهر الإسلام، المتوارين خلف دعوى الإيمان... فلا بد أن يصهر الصف؛ ليخرج منه الخبث، ويضغط لتتهاوى اللبنات الضعيفة... ولا يتوقف الصراع بين الحق والباطل، وتمضي سنة التدافع والصراع مستمر والفتنة والابتلاء والتمحيص دائم، إلا أن العاقبة للمتقين، والفوز والفلاح للمؤمنين الصادقين الصابرين، وإن المجاهد في سبيل الله لن تزيده المحن إلا نقاوة وصفاء، ولا الشدائد إلا عزيمة وثباتا، فاصبروا يا أيها المجاهدون في الدولة الإسلامية... ولا تحزنوا من خذلان القريب وتواطؤ الأعداء، ولا تهولنكم الحملة الشرسة ضد الدولة، فإن الله عز وجل ينصر جنده ويدافع عن الذين آمنوا، ولا تروعنكم عظم الفرى والتهم، وما تواطأ عليه أعداء الإسلام وتواصلوا به ضدكم، فإن الله عز وجل يعلم المفسد من المصلح، ويعلم المجاهد من المدعي، ويعلم الصادق من الكاذب، ويعلم المخلص من المنافق... أنتم اليوم رأيتم بعض بأسنا، ورأيتم الفرق بين الأمس واليوم، فقد كنتم بالأمس قبل قتالنا تجولون آمنين تنامون مطمئنين، فأصبحتم في هذا الخوف والوجل وتسهرون وتحرسون مترقبين، وها هي الدولة تمد لكم يدها لتكفوا عنها فتكف عنكم؛ لنتفرغ للنصيرية والروافض، وإلا فاعلموا أن في الدولة رجالا لا ينامون على ضيم مجربين عرفهم القاصي والداني... النصيرية تسفك دماءكم، وتنتهك أعراضكم، وتهدم بيوتكم بزعم قتل الإرهاب لحمايتكم، اليهود والصليبيون يتآمرون على الإسلام، ويكيدون للمجاهدين ويحاربونهم، متباكين عليكم متاجرين بدمائكم وقضيتكم، الطواغيت من حكام بلاد المسلمين يشترون الذمم، ويجندون الأذناب، ويصنعون الأتباع بزعم إغاثتكم، اللصوص والسراق وقطاع الطرق ينهبون أموالكم وخيراتكم، ويمصون دماءكم ... أما نحن فلا يسعنا إلا أن نقول: لكم الدم الدم والهدم الهدم... وأخيرا هذه رسالة نوجهها لأمريكا، فلتعلمي يا حامية الصليب، أن حرب الوكالة لن تغني عنك في الشام كما أنها لم تغن عنك في العراق، وعما قريب ستكونين في المواجهة المباشرة مرغمة بإذن الله، وإن أبناء الإسلام قد وطنوا أنفسهم لهذا اليوم» ((https://cutt.us/PUj5t.
جاءت مضامين بنية الخطاب السيبراني المتطرف في النص السابق محمّلة بالدلالات الضمنية الحاثة على اكتساب تأييد الناس كافة للأفعال المتطرفة؛ سعيًا للتأثير والإقناع... وقد كشفت دوافع الاختيار العقلاني للعلامات اللغوية، وآلية استثمار المخزون اللغوي وتسلسله غاية الخطاب ودلالته، في التركيز على العواطف واستمالة العقول والتأثير في النفوس؛ فالدم الدم والهدم الهدم وإن الله يعلم وأنتم لا تعلمون «مفتاح النص في خطاب العقول وتجنيدها وغاية خطاب (الناس كافة ليكفوا عنهم)، التي تعد نواة النص ومرتكزه، فيدور في فلكها ما تبقى من القضايا اللفظية والدلالية، التي تحمل في طياتها إشارات وتوجيهات ذات بعد براغماتي، تصب في الفكرة الرئيسة للنص؛ ضمن تأطير إيديولوجي ثنائي القطب يصف (نحن) في قوله: (أما نحن...) مقابل (الآخر) المنافقين والنصيرية والروافض واليهود والنصارى والحكام الظالمين وأمريكا، في ضوء تسلسل خطابي وإقناع إيحائي بعبارات ذات دلالات فضفاضة، تقف على وتر العاطفة فتثير في عقل المتلقي حالة من التأييد والاقتناع، «فما كان الله عز وجل ليدع الصف المسلم مختلطًا»، فلا بد من إخراج الخبث وهدم اللّبنة الضعيفة - المنافقين - وتوحيد الصف، فالصراع بين الحق والباطل مستمر وهكذا «تمضي سنة التدافع والصراع... والفتنة والابتلاء والتمحيص دائم، إلا أن العاقبة للمتقين والفوز والفلاح للمؤمنين الصادقين الصابرين»، فتسلسل الخطاب والقوة الفاعلة في بنيته ترسم لنا خريطة لأنماط لغوية ذات حقول دلالية مختلفة، تشير إلى صفات المضمّنين في الخطاب ومدى التبادل والتأثير بينهم كما هو موضح في المخطط الآتي:
شكل (1): مخطط الأنماط اللغوية في الخطبة (مخطط تنظيمي يوضح الأنماط اللغوية ذات الحقول الدلالية المختلفة الواردة في النص التي تشير إلى صفات المضمنين في الخطاب ومدى التبادل والتأثير بينهم)
فبؤرة النص ومرتكزه تدور حول فكرته الموجهة «للناس كافة ليكفوا عنهم»، ويؤازروهم ويساندوهم، وقد ساند ذلك مقدمة بنيت على ثنائية الدم الدم والهدم الهدم طلبًا للمبايعة والاتحاد أي «أني أُبايِعُكَ على أن دَمي في دمكِ وَهَدْمِي في هَدْمك، قاله عطاء بن مصعب، ونصب (الدم) على التحذير، أي احذر سفكَ دمي، فإن دمي دمُك وكذلك هدمي هدمك» (الميداني 256) وقد وضع منشئ الخطاب الطريق واضحًا أمام الناس كافة محاولًا تغيير القناعات ومذكرًا بقوة أتباعه وبأسهم «أنتم اليوم رأيتم بعض بأسنا...، ورأيتم قدرتنا على القتال والحرب ورأيتم ما فعلت النصيرية والروافض واليهود والنصارى والحكام الظالمون، وهنا جاءت لغة الخطاب دالة على تماسك موضوعه ودورانه حول بؤرته الأساسية، فبنية النص ذاته تنسجم وتتدرج في الحديث عن «المنافقين والمجاهدين...»، كما في المخطط السابق، فكانت الأساليب اللغوية خادمة للمعنى المراد، ومن ذلك ما نجده في النص من متلازمات ثنائية كالدم والهدم، والمؤمن المجاهد، والحق والباطل، والفتنة والابتلاء، والفوز والفلاح، والمحن والشدائد، وخذلان وتواطؤ، والفرى والتهم، والمفسد والمصلح، والصادق من الكاذب، والمخلص والمنافق، والأمس واليوم، وآمنين مطمئنين، والخوف والوجل، لتكفوا عنها فتكف عنكم، والقاصي والداني، وسفك الدماء والقتل والإرهاب، ويشترون الذمم ويجندون الأتباع واللصوص، والسراق وقطاع الطرق، وختمها بما بدأ به الدم الدم الهدم الهدم، فقد جمع بين التوازن الصوتي والتكثيف الدلالي وخاصة في تكرار الطباق في بنية الخطاب: (كالحق والباطل، والمفسد والمصلح، والمجاهد والمدعي، الصادق والكاذب، المخلص والمنافق، الأمس واليوم، القاصي والداني) فالجمع بين الأمور المتضادة يقوي المعنى المراد ويعززه. وقد انعكست صورة البنية الفكرية المتطرفة والحالة النفسية المضطربة الداعية إلى التجنيد والمبايعة في مفردات النص وتراكيبه ومضامينه وتسلسل بنيته اللغوية الكبرى البارزة في صورة من الاختيار والتركيب والتوظيف استنادا إلى اختلاف جهات الحديث في النص التي جاءت على النحو الآتي:
جدول (1): شبكة المفردات وتقابل الأفعال
الفئة |
شبكة المفردات وتقابل الأفعال |
المنافقون |
منافقون، أدعياء، «مستترين» بمظهر الإسلام، «متوارين» خلف دعوى الإيمان، هم الخبث، هم اللبنة الضعيفة، هم الباطل. |
المجاهدون |
فهم الحق، ولهم الفوز، والفلاح، هم المؤمنون، الصادقون، الصابرون، المجاهدون، أهل نقاء، أهل صفاء، أهل عزيمة والثبات. |
الناس عامة |
كانوا آمنين، كانوا مطمئنين، أصبحوا في خوف ووجل. |
النصيرية والروافض |
تسفك الدماء، تنتهك الأعراض، تهدم البيوت، تزعم حماية الناس. |
اليهود والصليبيون |
يكيدون للمجاهدين ويحاربونهم، يتباكون على الناس، يتاجرون بدماء الناس وقضيتهم. |
الطواغيت من الحكام |
يشترون الذمم، يجندون الأذناب، يصنعون الأتباع، يزعمون إغاثة الناس، لصوص، سراق، قطاع طرق، ينهبون أموال الناس وخيراتهم، يمصون دماء الناس. |
أمريكا |
حامية الصليب. |
كما تنوعت صور التكرار في بنية الخطاب السابق بين تكرار محض تام تكررت فيه الألفاظ والحروف، وآزرت مضمون الخطاب - تأييد الإجرام والتطرف ومبايعته - وأكسبته قوة تأثيرية ومثاله: (الدم (4) مرات، الهدم (4) مرات، يعلم (5) مرات، التوكيد بأنّ (9) مرات، حرف الجر من (9) مرات، لفظ الجلالة الله (6) مرات، الإسلام (4) مرات، النفي بلا (7) مرات، أداة الحصر إلا (5) مرات، المجاهد (4) مرات، حرف الجر في (7) مرات، الدولة (4) مرات، اليوم (3) مرات، دمائكم (3) مرات).
وقد تكرر عنصر سبق استعماله في النص، ولكن بصيغ وأشكال مختلفة، وهو ما عرف بالتكرار الاشتقاقي القائم على الاستعمالات المختلفة للجذر اللغوي، ومثاله: (يعلم تعلمون اعلموا فلتعلمي، إسلام إسلامية، يدافع التدافع). أما التكرار بالترادف أو شبه الترادف ويسمى أيضًا التكرار غير الصريح الذي يعد من أكثر التكرارات دورانًا في النصوص، الذي يضفي حركة بين عناصر الخطاب فلا تتكرر بذات الصيغ، بل بصيغ مغايرة، وهذا ما نجده في: (نقاوة وصفاء، واللصوص والسراق وقطاع الطرق، والمنافقون المتوارون خلف دعوى الإيمان المتسترون بمظهر الإسلام الأدعياء، والمفترون الكاذبون، والقتلة المجرمون، والفسق والفجور).
وقد جاء التكرار كذلك في صورة «تكرار اسم شامل عام يحمل أساسًا مشتركًا بين عدة أسماء ومن ثم يكون شاملًا لها» (علي 404)، كالدلالة العامة للفظة دولة أو مجاهد أو مؤمن، فهي ألفاظ عامة تفسر وتؤول بدلالات مختلفة، «وقد تتكرر قضية بجمل وعبارات مختلفة عن بعضها، وهو ما عرف بـ«التكرار القضوي» (خطابي 1991)، المتمثل في عبارات توصف بكونها مفاتح فهم المضمون العام الذي يتوخاه منشئ النص، كقضية إخراج المنافقين من الصف المسلم: فقد تختلط صفوف المؤمنين والمجاهدين، وهذا من سنة الله في كونه لكن الله لن يدع الصف المسلم مختلطًا، فسيصهر الصف ليخرج منه الخبث، ويضغط لتتهاوى اللبنات الضعيفة.
ومن أشكال هذا التكرار تأكيد منشئ الخطاب أن المؤمن المجاهد له الفوز والفلاح فهو صاحب النقاء والصفاء الصادق الثابت على الحق المنصور من الله، كذلك جاء وصف القوة الفاعلة في الخطاب مكررًا بمضمون مناقض لعبارات تشير إلى الخير والسلام والقوة والأمان للجماعة المتطرفة عند مقارنتها بمن يسفكون الدماء وينتهكون الأعراض ويهدمون البيوت ويتآمرون على الإسلام ويكيدون للمجاهدين ويحاربونهم ويتاجرون بدماء الناس وقضيتهم، ويشترون الذمم، ويجندون الأذناب، ويصنعون الأتباع، ويمصون دماء الناس وينهبون أموالهم، فهم لصوص وسرّاق وقطاع طرق، كل ذلك بزعم قتل الإرهاب وإغاثة الناس وحمايتهم... (أما نحن) وهنا تظهر المقارنة منتهى الخطاب وغايته للتأثير والإقناع وصولًا إلى المبايعة. ولا يتوقف تحليل بنية الخطاب على الملاحظات اللغوية لمكونات النص، بل يتجاوزها إلى محاولة الكشف عن الرسائل المراد تسريبها إلى المتلقي (الدلالة)، التي تظهر في علاماته اللغوية من خلال حساب التردد النسبي وتكرار للألفاظ والتراكيب التي يتم إبرازها للتنبيه والتأكيد في أكثر من موضع وقد جاءت على النحو الآتي:
التأكيد على المبايعة والتأييد: الدم - الدم - الهدم - الهدم - الحق - الفوز - الفلاح - نقاوة - صفاء - ثبات - جند الله - مؤمنون - مصلحون - مجاهدون - صادقون - مخلصون - أصحاب بأس - لا ينامون على ضيم - الدم - الدم - الهدم - الهدم.
التأكيد على حرب أعداد الدولة من منافقين ونصيرية وروافض...: منافقين - أدعياء - «مستترين» بمظهر الإسلام - «متوارين» خلف دعوى الإيمان - الخبث - اللبنة الضعيفة - الباطل - مفسدون - مدعون - كاذبون - منافقون - تسفك الدماء - الإرهاب - تنتهك الأعراض - تهدم البيوت - يتآمرون على الإسلام - يكيدون - متباكين - يشترون الذمم - يجندون الأذناب - يصنعون الأتباع - اللصوص - السراق - الطواغيت - قطاع الطرق - ينهبون الأموال والخيرات - يمصون الدماء.
والناظر في بنية الخطاب السابق يدرك ما لجأ له المتكلم من استخدامٍ لتقنيات اللغة في إقناع المتلقي ببؤرة الخطاب ومحوره، وقد برز ذلك في صورة انحراف عن النموذج الأساسي للتعبير اللغوي الخالي من المؤكدات، التي تعد صورة من صور التكرار وإعادة اللفظ والمعنى «وجَدْوَى التأكيدِ أنك إذا كرّرتَ؛ فقد قررتَ المؤكَّدَ، وما علق به في نفسِ السامع، ومكّنتَه في قلبه، وأمطتَ شُبْهةً، رُبَّما خالجته، أو توهمتَ غَفْلةٌ وذَهابًا عمّا أنت بصَدده، فأزلتَه. وكذلك إذا جئتَ بـ «النَّفْس» و«العَين»، فإنّ لظانّ أن يظُنّ حينَ قلتَ: «فعل زيدٌ» أن إسنادَ الفعل إليه تجوُّزٌ، أو سَهْوٌ، أو نِسْيانٌ. و«كُلٌّ» و«أَجْمَعُونَ» يُجدِيان الشُمولَ والإحاطة» (ابن يعيش، ج2، 111 - 112)، وقد دخل في الكلام لإخراج الشك ونفي الإنكار ودفع التوهم والتردد، وهذا هو غاية الخطاب ومطلبه بما يتركه من أثر انفعالي في نفس المتلقي لاستمالته، في إطار تركيبي لجمل تكاد تكون على مستوى واحد في الطول مع كثرة المؤكدات، وهذا إظهار لشدة الانفعال لما يعلمه من إنكار كافة الناس لأفعالهم، «وفي هذه الحال يحسن توكيده له ليتمكن من نفسه ويحل فيها اليقين محل الشك» (عتيق 49)، فجاء التوكيد على النحو الآتي: «الدم الدم الهدم الهدم، فإن من سنة الله تبارك وتعالى، أن العاقبة للمتقين، وأن المجاهد في سبيل الله لن تزيده المحن، فإن الله عز وجل ينصر جنده، إن في الدولة رجالا لا ينامون على ضيم، إن حرب الوكالة لن تغني عنك في الشام...».
أما ختام الخطاب فقد جاء متممًا ومؤكدًا لمطلعه من حثّ عامة الناس على المبايعة والتكاتف مع أتباعه في محاربة أعداء الله، فاختار من معجمه اللغوي لفظة «أبناء» الدالة على الانتماء والولاء وقرنها «بالإسلام» مركزا بذلك على قضية النص وجوهره وبؤرته ومحوره المتجسدة في كسب التأييد الشعبي من عامة الناس، فالاختيار اللغوي على المستوى الرأسي والأفقي للنص يعتمد على الدلالة اللغوية والرسائل المراد إيصالها للمتلقي، وقد كان حريًا بمنشئ النص أن يختار من معجمه اللغوي في خاتمة خطابه ألفاظًا أخرى بناء على اختياراته المعجمية التي تكررت في جسد النص، فقد كرر لفظة المجاهدين (6) مرات، في مقابل المؤمنين التي تكررت (3) مرات، إلا أنه اختار لفظة «أبناء» وقرنها «بالإسلام» في مواجهة أعدائه تأكيدًا لغاية الخطاب وفكرته.
تستخدم الجماعات المتطرفة اللغة بطرائق مختلفة لبناء أيديولوجياتها وإقناع الناس، اعتمادًا على بعض الاستراتيجيات الرئيسة القائمة على استخدام لغة انفعالية استفزازية لاستنباط استجابة عاطفية قوية لدى المتلقي، فغالبًا ما يستخدم الخطاب المتطرف لغة مشحونة عاطفيًا من خلال اعتماده على ما يأتي:
استخدامهم لأسلوب الوصف من خلال كلمات اختيرت بعناية لخلق تجربة حسّية لدى المتلقي، ورسم صورة أكثر واقعية من شأنها غمر المتلقي في تجربة محددة، وإنشاء سرد ثري وجذاب يَخلق ردّ فعل عاطفيًّا وانفعالًا قويًّا يحرك المشاعر والعواطف، فالوصف لا يترك تفصيلًا في مشهد ما إلا ذكره وجسده في ذهن المتلقي، وهو «طريقة تعبير غايتها المحاكاة وتمثّل المرئيات واللامرئيات تمثيلًا حسيًا» (سابق 21)، ربما جاء ذلك مما ذهب إليه قدامة بن جعفر عندما عرّف الوصف بأنه: «ذكر الشيء بما فيه من الأحوال والهيئات» (جعفر 130)؛ مما يوقع المتلقي في التدليس والإيهام أو يدفعه للاقتناع، والتأييد، وخلق شعور لدى المتلقي بالحاجة إلى عمل أمر ما والإلحاح لاتخاذ إجراء على الفور، في مقابل حرص منشئ الخطاب المتطرف على تقديم أيديولوجياته على أنها الحل العقلاني والوحيد لمشكلة ما، ومثال ذلك «شهادة العدناني الناطق الرسمي لداعش في وصف البغدادي بأنه من سلالة آل البيت الأطهار، عالم عابد مجاهد وجلد وإقدام وطموح فيه حلم وتواضع وذكاء وإصرار» (الأثري 9) وإطلاقهم أوصافًا منها: إخواني المجاهدين، والحرب الشرسة الضروس، وقيود الذل، والدعوات السلمية، والأسود الجياع، والشرطة الحثالة، والدولة الإسلامية، ويقتل أعداءه الممتنعين، وبقوانينهم الكافرة، والغربيين الكفرة، والمحبة الفطرية، والقيود الشرعية...
ومن الاستراتيجيات والأدوات المستخدمة في لغة الخطاب المتطرف لغة المبالغة في التعبير عن وجهات النظر ومهاجمة الخصوم أو السخرية منهم، واستخدام لغة التشويه والتدليس في تمثيل الأفراد والجماعات والطوائف الدينية أو خصومهم بشكل عام وتصويرهم بأنهم الأشرار الكفار المنافقون... ومثال ذلك قولهم: «لنتفرغ للنصيرية والروافض... النصيرية تسفك دماءكم، وتنتهك أعراضكم، وتهدم بيوتكم بزعم قتل الإرهاب لحمايتكم، اليهود والصليبيون يتآمرون على الإسلام، ويكيدون للمجاهدين ويحاربونهم، متباكين عليكم متاجرين بدمائكم وقضيتكم، الطواغيت من حكام بلاد المسلمين يشترون الذمم، ويجندون الأذناب، ويصنعون الأتباع بزعم إغاثتكم، اللصوص والسراق وقطاع الطرق ينهبون أموالكم وخيراتكم، ويمصون دماءكم»... إن لغة السخرية والتشويه هنا تثير لدى المتلقي استجابة عاطفية قوية للتفكير أو القيام برد فعل ما، ومن تلك الأمثلة على لغة السخرية والتشويه والتدليس في تمثيل الخصوم التي يستعين بها الفكر المتطرف:
جدول (2): لغة الهجوم أو السخرية
الأسلوب |
المثال |
لغة الهجوم أو السخرية والتدليس |
الأكراد الملحدون |
الكردية الإلحادية |
|
الشيعة الرافضية |
|
شيعة الشر |
|
قوم يعبدون الشيطان (اليزيديين) |
|
الطواغيت من حكام بلاد المسلمين |
|
اللصوص والسراق وقطاع الطرق ينهبون أموالكم وخيراتكم ويمصون دماءكم |
|
سلطة المرتدين |
|
الدمى المتحركة |
|
) #فلنقترح_طريقة_لإعدام_الطيار_الأردني_الحقير، و#معا _لقتل_معاذ ( |
|
الناتو الصليبي |
|
إن حلفاء تنظيم القاعدة يسعون إلى رعاية الصليبي البريطاني .../ الائتلاف الصليبي |
|
أبناء الكلاب والقرود/ كلاب أهل النار |
|
الشياطين |
|
المرتدين/ الكفار/ مشرك |
|
الزنادقة/ اليهودي/ المحتل |
|
الرجس/ المخادع |
|
عدو الله/ الكافر/ أعداء الله/ العدو |
|
لقتل الناس كلهم خير من أن يحكم الطواغيت البلاد (النجدي، 1437: 7) |
|
الرافضة/ الروافض/ نصيري/ الصفويون/ الفرس |
وقد تستخدم الجماعات المتطرفة لغة تبسّط القضايا المعقدة وتقدّم أيديولوجيتها بطريقة واضحة وبسيطة تتضمن استخدام الجمل القصيرة والكلمات الشائعة بحيث تنسجم مع عامة المستهدفين مما يجعل رسالتهم أكثر سهولة وجاذبية للأشخاص الذين قد لا يكون لديهم فهم عميق للقضايا المعنية، وتجنب المصطلحات الفنية أو المفردات المتخصصة وتقسيم المفاهيم المعقدة إلى أجزاء أبسط مما يسهل فهم الخطاب، يتضمن ذلك تقسيم الجمل المعقدة إلى جمل أقصر واستخدام العناوين والنقاط لتنظيم المعلومات واختزال المشكلات المعقدة إلى شعارات بسيطة، وبذلك تستخدم اللغة لتكون أداة لدعم التطرف والمتطرفين وخلق شعور بهوية المجموعة والتضامن معها، ومن ذلك:
جدول (3): تبسيط القضايا المعقدة
الأسلوب |
المظهر |
المثال |
تبسيط القضايا المعقدة |
الجمل القصيرة |
الكفر بالطاغوت من شروط لا إله إلا الله، فلا يصح الإسلام إلا به، فواجب تكفير وبغض وعداوة الكافرين... |
فاعلموا أن لنا جيوشا في العراق، وجيشا في الشام من الأسود الجياع، شرابهم الدماء، وأنيسهم الأشلاء، ولم يجدوا فيما شربوا أشهى من دماء الصحوات، والله لنسجننهم ألفا ثم ألفا... (العدناني archive.org) |
||
ومما قال العدناني الناطق الرسمي السابق لداعش في وصف البغدادي: عالم عابد مجاهد، رأيت فيه عقيدة وجلد وإقدام وطموح أبي مصعب، مع حلم وتواضع أبي عمر، مع ذكاء وإصرار وصبر أبي حمزة، وقد عركته المحن وصقلته الفتن... (الأثري 9) |
||
استخدام العناوين والنقاط لتنظيم المعلومات |
سيجد مسلمو الغرب أنفسهم أمام خيارين: إما يرتدون عن الإسلام ويعتنقون دين الكفر... إما يقومون بالهجرة إلى الدولة الإسلامية ليحصنوا أنفسهم ضد الاضطهاد.... (مجلة دابق، العدد 7) |
|
على ما يواجهونه في هذه الحرب الشرسة الضروس، التي جعلت طريقين لا ثالث لهما؛ إما طريق كفر وردة، وإما توحيد وإيمان (الأثري 3) |
||
اختزال المشكلات المعقدة إلى شعارات بسيطة |
الخلافة / عودة الخلافة |
|
الطوفان |
||
نداء الهجرة |
||
الأمة المقدسة |
||
دولة الإسلام |
||
الكفر بالطاغوت |
||
الولاء والبراء |
||
#باقية - و - تمتد |
||
البيعة |
||
الجهاد |
||
تحرير فلسطين |
||
الشرعية |
||
الإمامة |
||
جعل رزقي تحت ظل رمحي |
وغالبًا ما تستخدم الجماعات المتطرفة لغة مضللة لنشر الدعاية والمعلومات أو المبالغة في حجم المشكلة للتلاعب بمعتقدات الناس وتصوراتهم من خلال اعتمادها على مبررات دينية أيديولوجية لأفعالهم وتوجهاتهم، مما يضفي على خطابهم إحساسًا بالسلطة الأخلاقية والشرعية، ويمكن أن يجعلها أكثر إقناعًا للأشخاص الذين يشاركونهم نظرتهم الدينية أو الأيديولوجية للعالم، ومن تلك الأمثلة على الحجج الدينية التي يستعين بها الفكر المتطرف:
جدول (4): استخدام لغة مضللة لنشر الدعاية والمعلومات والتلاعب بمعتقدات الناس وتصوراتهم
الأسلوب |
المظهر |
مثال |
لغة مضللة لنشر الدعاية والمعلومات والتلاعب بمعتقدات الناس وتصوراتهم |
مبررات دينية |
«من عادى لي وليًا فقد آذنته بالحرب» (مجلة دابق، العدد 7) |
«إذا تمكنت من قتل أمريكي غير مؤمن وخاصة الفرنسيين الحاقدين - والقذرين، أو الأستراليين، أو الكنديين، أو أي شخص غير مؤمن من الكفار الذين يشنون الحرب، بمن فيهم من مواطني الدول التي دخلت في ائتلاف ضد الدولة الإسلامية، ثم الاعتماد على الله، وقتله بأي طريقة. اقتل الكافر إن كان مدنيًا أو عسكريًا، لأن لهما نفس الحكم» (Dabiq 9) |
||
«ما وجدوا طريقا لحرب الإسلام والمسلمين إلا سلكوه... (وانصرنا على القوم الكافرين)». |
||
«الطواغيت لا يرضون ولن يرضوا أبدا إقامة مدارس على منهاج النبوة في بلادنا التي يحكمونها بقوانينهم الكافرة ويتحكمون سياساتها ويتسلطون على شعوبها ويطوعونهم لخدمة أسيادهم من الغربيين الكفرة وهذا مصداقا (هكذا) لقوله تعالى: ﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ يُنفِقُونَ أَمۡوَٰلَهُمۡ لِيَصُدُّواْ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِۚ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيۡهِمۡ حَسۡرَةٗ ثُمَّ يُغۡلَبُونَۗ وَٱلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ إِلَىٰ جَهَنَّمَ يُحۡشَرُونَ٣٦﴾ [الأنفال: 36]» (المقدسي 2) |
||
«بعثت بين يدي الساعة بالسيف حتى يعبد الله وحده لا شريك له، وجعل رزقي تحت ظل رمحي...) استشهدوا بهذا الحديث لتبرير القتل وجعل الدولة المتطرفة وسيلة للنهب وأن الله لم يبعثه بالسعي في طلب الدنيا ولا لجمعها واكتنازها ولا الاجتهاد في السعي في أسبابها وإنما بعثه داعيا إلى توحيده بالسيف...» (مجلة دابق، 10) |
||
«تبرير سفك الدماء والاستشهاد بقوله تعالى: ﴿وَإِنۡ عَاقَبۡتُمۡ فَعَاقِبُواْ بِمِثۡلِ مَا عُوقِبۡتُم بِهِۦۖ...﴾ [النحل: 126]» (الأزدي 6) |
||
يقتبس داعش عبارات من عمل لدوغلاس وأوليفنت وبراين فيشمن، حقيقة الدولة الإسلامية في العراق والشام، لتعزيز شرعية الدولة الإسلامية: «الدولة الإسلامية في العراق والشام ليست مجرد حبر على ورق...» (مجلة دابق، العدد 1) |
||
التحريض على الخروج على ولاة الأمر وتكفيرهم: ﴿وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِيَآءُ بَعۡضٍۚ إِلَّا تَفۡعَلُوهُ تَكُن فِتۡنَةٞ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَفَسَادٞ كَبِيرٞ٧٣﴾ [الأنفال: 73] (مجلة دابق، العدد 2) |
||
التفكير بأن الدين الإسلامي دين جهاد بالسيف للدعوة إلى الإسلام: ﴿فَإِذَا لَقِيتُمُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ فَضَرۡبَ ٱلرِّقَابِ حَتَّىٰٓ إِذَآ أَثۡخَنتُمُوهُمۡ فَشُدُّواْ ٱلۡوَثَاقَ فَإِمَّا مَنَّۢا بَعۡدُ وَإِمَّا فِدَآءً حَتَّىٰ تَضَعَ ٱلۡحَرۡبُ أَوۡزَارَهَاۚ ذَٰلِكَۖ وَلَوۡ يَشَآءُ ٱللَّهُ لَٱنتَصَرَ مِنۡهُمۡ وَلَٰكِن لِّيَبۡلُوَاْ بَعۡضَكُم بِبَعۡضٖۗ وَٱلَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ فَلَن يُضِلَّ أَعۡمَٰلَهُمۡ٤﴾ [محمد: 4] (مجلة دابق، العدد 7) |
||
غلاف مجلة دابق العدد الأول: «لا تقوم الساعة حتى تنزل الروم بالأعماق أو بدابق...» |
||
غلاف مجلة دابق العدد الرابع: «ثم هدنة تكون بينكم وبين بني الأصفر...» |
||
غلاف العدد الثامن: «يا ابن حوالة إذا رأيت الخلافة نزلت الأرض المقدسة فقد دنت الزلازل» |
||
مجلة دابق العدد الثاني عشر: الافتتاحية ﴿وَظَنُّوٓاْ أَنَّهُم مَّانِعَتُهُمۡ حُصُونُهُم﴾ موضوعات العدد: ﴿مَثۡنَىٰ وَثُلَٰثَ وَرُبَٰعَۖ﴾ 19-22 ﴿وَأَمَّا بِنِعۡمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثۡ﴾ 29-32 ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ قُوٓاْ أَنفُسَكُمۡ وَأَهۡلِيكُمۡ نَارٗا﴾ 33-35 ﴿تَحۡسَبُهُمۡ جَمِيعٗا وَقُلُوبُهُمۡ شَتَّىٰۚ﴾ 43-46 ﴿مِّنَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ رِجَالٞ﴾ 55-57 الغلاف: «لا تقوم الساعة حتى يحسر الفرات عن جبل من ذهب» |
استخدام العلامات اللغوية بدلالات محددة تعكس أيديولوجيات الخطاب المتطرف وتوجهاته، ويعد ذلك أسلوبًا متعمدًا للتلاعب والسيطرة على معتقدات الآخرين ومواقفهم، فقد يقوم الفكر المتطرف بإعادة تعريف أو الانحراف بالدلالة المعجمية العرفية قصدًا؛ لخلق رؤية مشوهة للعالم وتعزيز أيديولوجياته، ومثال ذلك:
جدول (5): استخدام العلامات اللغوية بدلالات محددة تعكس أيديولوجياتهم وتوجهاتهم
الأسلوب |
المثال |
استخدام العلامات اللغوية بدلالات محددة تعكس أيديولوجياتهم وتوجهاتهم |
الشهيد لقتلاهم |
تسمية الحرب على الإرهاب «إرهاب الدولة» |
|
حرب على الإرهاب يسمونها «قمع أو إرهاب دول أو تقييد الحريات» |
|
يطلقون على أفعالهم «جهادًا أو دفاعًا عن النفس» |
|
يسمون سياسات الدول «انبطاحًا» |
|
خسائرهم تضحيات بطولية |
|
الانتماء الوطني «أمر مخالف للشريعة وثنية جديدة» |
|
الوطنية كفر بواح وقد ورد في شريط لداعش (هذه عقيدتنا) ما يأتي: «ونؤمن أن العلمانية على اختلاف راياتها وتنوع مذاهبها كالقومية والوطنية والعبثية هي كفر بواح، مناقض للإسلام ومخرج من الملة» (انظر: الإدريسي، هذه عقيدتنا) |
|
الصهيو-صليبية |
من خلال البحث تبين أن الخطاب المتطرف يميل إلى احتواء عدد كبير من «تراكيب المتلازمات اللفظية» أو «المصاحبات»، والمرتبطة بشكل كبير بالفكر المتطرف، والهادفة إلى تعزيز رسالة المتحدث وإقناع المستمعين بتبني وجهة نظره، فهي تعمل كنوع من الدعم أو التكملة للرسالة الرئيسة التي يتم نقلها، مما قد يؤكد ويعزز طبيعتها المتطرفة من خلال تكوين صورة أكثر اكتمالاً لموقف أو موضوع محدد ومثال ذلك:
جدول (6): المتلازمات اللفظية أو المصاحبات Collocations
الأسلوب |
المثال |
المتلازمات اللفظية أو المصاحبات |
«أسود الدولة/ أسود الغد» |
«الدولة الإسلامية» |
|
«راية الخلافة/ جنود الخلافة» |
|
«أرض كفر» |
|
«الغربيين الكفرة» |
|
«سكب الدماء» |
|
«بذل النفوس» |
|
«الأسود الجياع/ أسود الدولة» |
|
«أنصار الدولة» |
|
«جنود الإرهاب» |
باستخدام هذه الاستراتيجيات اللغوية وغيرها، يمكن بناء أيديولوجيات الخطاب المتطرف وإقناع المتلقين بمعتقدات أو أفكار معينة، ومن المهم أن نكون على علم ودراية بهذه الاستراتيجيات من خلال اعتمادنا على لغة نقدية تحليلية لمعرفة متى يتم استخدام وتوظيف اللغة للتلاعب أو الإقناع.
تتقاطع لغة الخطاب المتطرف مع أشكال أخرى من الخطاب كخطاب العنف أو الكراهية، والمتمثلة في الدعوة إلى العنصرية أو التمييز على أساس العرق والأصل القومي والإعاقة والانتماء الديني والحالة والتوجه الجنسي والجنس والأمراض الخطيرة، وجاءت تلك الهجمات الرقمية في صورة من «خطابات العنف أو الخطابات غير الإنسانية، والقوالب النمطية الضارّة والخطابات المضللة والتنوير العلمي المضاد والبيانات الدونية، والتعبير عن الازدراء، والاشمئزاز أو الفصل، والشتم والدعوة إلى الاستبعاد» (CS: HFR).
وتتشارك الجماعات المتطرفة الإيديولوجيات أو الاستراتيجيات مع الجماعات الأخرى التي تنخرط في خطاب الكراهية أو التحريض على العنف، كما يعد خطاب التحريض على العنف العامل المشترك بين خطاب التطرف وخطاب الكراهية، فالخطاب المتطرف قد يحرّض بشكل مباشر على العنف ضد الأفراد أو الجماعات، من خلال لغة تشجع على الكراهية والعنف ونزع صفة الإنسانية عن أفراد أو جماعات معينة، والسعي إلى فك الارتباط ونزع الصفة الإنسانية (Bandura 193-209) ابتداء من إعادة الهيكلة المعرفية للسلوك اللاإنساني، من خلال التبرير الأخلاقي للسلوك الضار تجاه الآخرين ووصفه بأنه يخدم غرضًا نبيلًا أو أخلاقيًا، وأن الشخص الذي يتلقى السلوك هو أقل من الآخرين، وبالتالي لا يستحق نفس المعاملة التي يجب أن يتلقاها الآخرون، كما يلجأ منشئ الخطاب إلى استخدام ما يسمى باللغة المضللة القائمة على أن الأفعال تأخذ مظهرًا مختلفًا عندما يتم تسميتها ببساطة بشكل مختلف ومثال ذلك: تسمية الإرهاب بمسمى الجهاد أو الدفاع عن النفس والحرب على الإرهاب يسمونها قمعًا أو إرهاب دول أو تقييد الحريات... يمكن للتسمية المجازية الإيجابية أن تجعل أفعالهم تبدو أكثر احترامًا ويمكن أن يقلل من المسؤولية الشخصية، ومن الأساليب المستخدمة في فك الارتباط ونزع الصفة الإنسانية أسلوب المقارنة، وتقوم هذه الآلية على فكرة أن بعض السلوكيات المدمرة ينظر إليها على أنها أكثر صوابًا عندما تتناقض مع سلوك غير أخلاقي أسوأ (Frissen & d’Haenens 6-7) وتتقاطع لغة خطاب التطرف ولغة خطاب الكراهية أو التحريض على العنف في اعتمادها واستخدمها المبادئ الدينية والأيديولوجيات كوسيلة لتبرير السلوكيات المستهجنة والمدمرة (Rapoport, D. C, ed) مما يضفي على خطابهم إحساسًا بالسلطة الأخلاقية والشرعية لأعمال العنف ويخلق مناخًا يسهل عليهم تبرير أعمالهم، ويشجع الآخرين على الانخراط في السلوك العنيف، ضمن تأطير إيديولوجي ثنائي القطب يصف (نحن) مقابل (الآخر) مما يعزز الشعور بالانتماء الجماعي، أو الطائفي، أو الحزبي، أو القبلي... ويشجع الاعتقاد بتفوق ووجوب تفوق (نحن) على (الآخر).
يمكن أن يكون التحليل اللغوي للخطاب المتطرف أداة قيمة في التعامل مع الهجمات الإرهابية والتطرف من خلال تحديد علامات التحذير من الهجمات الإرهابية المحتملة والسلوك المتطرف، فمن خلال تحليل اللغة التي تستخدمها الجماعات المتطرفة في دعايتها ومواد التجنيد ومنشورات وسائل التواصل الاجتماعي، على سبيل المثال، يمكن تمييز أنماط اللغة التي تمجد العنف أو تعزز التطرف كمؤشرات محتملة للنشاط المتطرف، مما يساعد في تطبيق القانون ومنع التطرف العنيف ومن جهة أخرى يساعد التحليل اللغوي للخطاب المتطرف في تطوير خطاب مضاد يتحدى أيديولوجيتها ويقوضها اعتمادًا على فهمهم اللغوي لآلية عمل الخطاب المتطرف في جذبها المستهدفين، وقد عملت مجموعة من الحكومات والمنظمات الدولية في بناء خطابات مضادة للتطرف والعنف ومن ذلك: السكينة Assakina (المملكة العربية السعودية) http://en.assakina.com، وصوت الحكمة (منظمة التعاون الإسلامي OIC) http://www.oic-cdpu.org، ومركز صواب SAWAB (الإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية) https://twitter.com/sawabcenter ، والرابطة المحمدية للعلماء المسلمين (المملكة المغربية) http://www.arrabita.ma/default.aspx، واعتدال ( المملكة العربية السعودية) https://etidal.org .
فالخطاب المضاد يقوم بتصحيح ما يقدمه أهل التطرف من الأفكار ويسعى لإظهار الأخطاء والافتراءات والادعاءات الكاذبة لديهم، وفضح الخرافات ونظريات المؤامرة والعيوب والتناقضات في أيديولوجياتهم المتطرفة سواء أكان في المواضيع السياسية أم الاجتماعية أم الدينية، لذا وجب أن يقوم الخطاب المضاد على الأدلة والحقائق، في مناشدة عواطف المستهدفين وأخلاقهم، ولا يكون ذلك إلا من خلال دراسة السمات الأسلوبية للغة الخطاب المتطرف، وصياغة خطاب أكثر إقناعًا للأفراد المعرّضين للتطرف وتقديم بديل أكثر إيجابية من الرسالة المتطرفة، وخطابات استباقية أكثر جاذبية من الإرهاب تتضمن الحديث عن السلام والحوار بين الأديان وتعزيز الخطاب الديني المتسامح وتعزيز قيم التعايش وترسيخ قيم المواطنة وتسليط الضوء على العواقب السلبية للأعمال المتطرفة.
إن البحث في بنية الخطاب السيبراني يساعد في الكشف عن بنية الفكر المتطرف المتجسد في خطاب لغوي يتضمن إشارات تحذيرية تسبق وقوع عمل من أعمال العنف أو قد تتنبأ به في بعض الحالات، مما يسهم في منع وقوع جريمة أو معرفة مرتكبها، وهناك حاليًا مشاريع بحثية تهدف إلى الكشف عن المحتوى المتعلق بالعنف والتطرف وتحليله في مواقع التواصل الاجتماعي، عبر استخدام خوارزميات حاسوبية تساعد في تصنيف المحتوى النصي لمواقع التواصل الاجتماعي ومعرفة منشئ النص بناء على حساب التردد النسبي لألفاظ وتراكيب تظهر في صور تكرارات وتكثيفات دلالية لوحدات معجمية معينة... أي ما يعرف بالبصمة اللغوية، في إطار من التحديات المحيطة باللغة المستخدمة في بيئات مجتمعات التواصل الاجتماعي، وخاصة أننا نتعامل مع لغة ديناميكية شديدة الانسيابية وسريعة الحركة والتطور، مما يفرز أنماطًا لغوية جديدة للاستعمال اللغوية والمختلطة بأبعاد براغماتية على شكل اختصارات واستخدامات لأرقام ورموز، فضلًا عن الثنائية والازدواجية في التعبير اللغوي، مما يشكل تحديًا لآليات وأطر معالجة اللغة وتحليلها، في ظل غياب هياكل لغوية محددة وقوالب أسلوبية يمكن تطبيق خوارزميات البحث لحصرها، وعلى هذا النحو، فإن أي دراسة للحديث عن البصمة والسمات الأسلوبية للخطاب المتطرف يجب أن تكون مستمرة وقابلة للتكيف.
وقد نجحت منهجية هذه الدراسة القائمة على مقاربات انتقائية تحليلية إحصائية لبنية الخطاب السيبراني عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وحصر السلوكات اللغوية بطريقة إحصائية لمختلف الأفكار والمكونات والملامح والصفات، من خلال البيانات اللغوية المتمثلة في أدوات ومعايير التحليل التركيبية والدلالية، - في تقديم رؤى نوعية لآليات تحديد لغة الخطاب المتطرف استنادًا إلى معايير التحليل اللغوي وسماته الأسلوبية، إلا أن ما تقدمه اللغة من تقنيات تسهم بشكل كبير في الكشف عن العنف والتطرف اللغوي السيبراني في مواقع التواصل الاجتماعي، بطريقة مباشرة تشمل تعبيرات وإشارات عامة للعنف والتطرف، أو غير مباشرة تشير إلى القيام بأفعال واستخدام تراكيب لغوية سياقية دالة على العنف والتطرف، أو إيحائية توضح الرسائل المراد تسريبها للمتلقي، - تحتاج المزيد من البحث والتفصيل، فالبحث في مجال اللسانيات الجنائية العربية ما يزال بكرًا لم يمسّ إلا مسًّا عامًا لا مباشرًا، ونحن بحاجة إلى دراسة بنية الخطاب السيبراني ورسم خريطة للأنماط اللغوية المتطرفة والمنتشرة، وتعزيز الفهم المتعمق للتطرف السيبراني، وبيان مناطق ودرجات التأثير للغة المتطرفة على كافة فئات المجتمع، ويمكن أن يساعد علم اللغة الجنائي في إنشاء ملفات تعريف لغوية للمشتبه بهم أو الضحايا أو الشهود، بناءً على استخدامهم للغة، كما يمكن استخدام هذه النظم اللغوية في التحليل لتحديد محتوى البيانات النصية وتوجهاتها واكتشاف اللغة المتطرفة وتصنيفها تلقائيًا بناءً على خصائصها الأسلوبية، كالتكرار مثلًا ودراسة تواتر وتوزيع الكلمات أو العبارات في الخطاب المتطرف، ويعد ذلك خطوة مهمة نحو مكافحة انتشارها على مواقع الشبكات الاجتماعية، مما قد يساعد في تحديد مؤلف نص أو خطاب معين، أو تحديد خصائص مجموعة معينة من الناس، ومن خلال تحليل هذه السمات الأسلوبية، يمكن للباحثين اكتساب رؤى ثاقبة للاستراتيجيات المستخدمة لتعزيز أيديولوجيات العنف والتطرف وتحديد التقاطع والتداخل بين تلك الخطابات، مما يساعد في توجيه الجهود لمكافحة انتشار مثل تلك الخطابات.
أولًا: العربية
ابن يعيش. أبو البقاء يعيش بن علي بن يعيش، شرح المفصل. عالم الكتب، بيروت، 1997م.
أبو السعود، أحمد ناصر. «الإرهاب الإلكتروني». الموسوعة السياسية. تاريخ الاطلاع على الرابط 1/1/2022 https://bit.ly/2EVTSqf..
أبو الفرج، قدامة بن جعفر. نقد الشعر. ط1، مطبعة الجوائب، قسطنطينية، 1302هـ.
الأثري، أبو همام. رفع الهمم في مواجهة الأمم. ط1، [د.ن]، 2014م.
–––. مد الأيادي لبيعة البغدادي. 1434هـ. [نسخة إلكترونية] على الرابط المختصر: https://2h.ae/BTNo.
الإدريسي، خالد ميار. الولاء الوطني في الخطاب المتطرف دراسة نقدية لدعوى تكفير الانتماء للوطن. صدرت ضمن كتاب جماعي، عن الرابطة المحمدية للعلماء ورابطة العالم الإسلامي، 2018م.
الأزدي، أبو الحسن. «القسطاس العدل في جواز قتل أطفال ونساء الكفار معاقبة بالمثل». شبكة أنصار المجاهدين، 1432هـ.
إليزابث بودين بارون، تود س. هلموس، مادلين ماغنوسون، زيف وينكلمان. دراسة الشبكات الداعمة والمعارضة للدولة الإسلامية في العراق وسوريا عبر تويتر. مؤسسة RAND، 2016م.
أولسون، جون. علم اللغة القضائي مقدمة في اللغة والجريمة والقانون، ترجمة محمد ناصر الحقباني. جامعة الملك سعود، الرياض، 2008م.
تنظيم الدولة الإسلامية. الحملة الصليبية الفاشلة The Failed CRUSADE». مجلة دابق، العدد الرابع، ذو الحجة 1434هـ.
–––. «الطوفان The Flood». مجلة دابق، ع2، رجب 2014.
–––. «عودة الخلافة The Return Of Khilafah». مجلة دابق، ع1، رمضان 1435هـ.
–––. «من النفاق إلى الردة: اختفاء المنطقة الرمادية From Hypocrisy to Apostasy: The Extinction of the Grayzone». مجلة دابق، ع7، صفر 2015م.
خطابي، محمد. لسانيات النص مدخل إلى انسجام الخطاب. المركز الثقافي العربي، بيروت،1991م.
الزعبي، سلافة فاروق. «تحليل الخطاب الإعلامي لتنظيم الدولة الإسلامية = داعش: قناة الخلافة الإسلامية على اليوتيوب أنموذجًا». مجلة قضايا التطرف والجماعات المسلحة، ع4، المركز الديمقراطي العربي للدراسات الاستراتيجية والسياسية والاقتصادية، الجزائر، 2020م.
سابق، مديحة. فعاليات الوصف وآلياته في الخطاب القصصي عند «سعيد بوطاجين». جامعة الحاج لخضر باتنة، الجزائر، 2012م.
سليمان، فتح الله. الأسلوبية: مدخل نظري ودراسة تطبيقية. مكتبة الآداب، القاهرة، 2004م.
شلبي، أشرف إسماعيل. «تسويق الخطاب الديني المتطرف لتنظيم الدولة الإسلامية داعش: مجلة دابق نموذجًا». مجلة كلية الآداب جامعة بور سعيد، ع18، 2021م.
عبد الله النجدي. رسالة لأهلنا في المغرب الإسلامي وتبيينا لحالهم ونصرة الخلافة الإسلامية. مؤسسة البتار الإعلامية، 1437هـ.
عتيق، عبد العزيز. علم المعاني. دار الآفاق العربية، القاهرة، 2004م.
العصيمي، صالح. اللسانيات الجنائية ومجالاتها وتطبيقاته. ط1، الرياض، مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز الدولي لخدمة اللغة العربية، 2020م.
علي، محمد. المعنى وظلال المعنى أنظمة الدلالة في العربية. دار المدار الإسلامي، بيروت، 2007م.
محمد العدناني. سلسلة دين من؟. [نسخة إلكترونية]، على الرابط: https://archive.org/details/1-1432 استرجع بتاريخ: 21/04/2022.
المسدي، عبد السلام. الأسلوبية والأسلوب. ط3، الدار العربية للكتاب، تونس، 1982م.
المقدسي، أبي محمد عاصم. إعداد رسالة القادة النوارس بهجر فساد المدارس. منبر التوحيد والجهاد [نسخة إلكترونية]، على الرابط المختصر: https://2h.ae/WoIg.
الميداني، أبو الفضل أحمد بن محمد بن إبراهيم. مجمع الأمثال الباب الثامن فيما أوله دال، تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد. دار المعرفة، بيروت، 2004م.
ثانيًا:
References:
Abd Allāh al - Najdī, Risālat lʼhlnā fī al-Maghrib al-Islāmī wtbyynā lḥālhm wa - nuṣrat al-khilāfah al-Islāmīyah, (in Arabic) Muʼassasat al - battār al - Iʻlāmīyah, 1437.
Abū al-Faraj, Qudāmah ibn Jaʻfar. Naqd al-shiʻr. (in Arabic), 1st ed, Maṭbaʻat al-Jawāʼib, Qusṭanṭīnīyah, 1302.
Abū al-Saʻūd, Aḥmad Nāṣir. "Al-irhāb al-iliktrūnī". al-Mawsūʻah al-siyāsīyah. (in Arabic), Tārīkh al-iṭṭilāʻ: 1/1/2022, https://bit.ly/2EVTSqf.
al-Atharī, Abū Hammām. Madd al-Ayādī lbyʻh al-Baghdādī. 1434AH. (in Arabic), [nuskhah iliktrūnīyah] rābṭ al-māddah https://2h.ae/BTNo.
–––. Rafʻ al-himam fī muwājahat al-Umam. (in Arabic), 1st ed., 2014. [D. N]
al-Azdī, Abū al-Ḥasan. "al-Qisṭās al-ʻAdl fī jawāz qatl Aṭfāl wa-nisāʼ al-kuffār mʻāqbh bālmthl". (in Arabic), Shabakah Anṣār al-mujāhidīn, 1432AH.
ʻAlī, Muḥammad. al-maʻná wa-ẓilāl al-maʻná anẓimat al-dalālah fī al-ʻArabīyah. (in Arabic), Dār al-Madār al-Islāmī, Bayrūt, 2007.
al-Idrīsī, Khālid Mayyār. al-Walāʼ al-Waṭanī fī al-khiṭāb al-mutaṭarrif dirāsah naqdīyah li-daʻwá takfīr al-intimāʼ lil-waṭan. (in Arabic), ṣadarat ḍimna Kitāb jamāʻī, ʻan al-Rābiṭah al-Muḥammadīyah lil-ʻUlamāʼ wa-Rābiṭat al-ʻālam al-Islāmī, 2018.
al-Maqdisī, Abī Muḥammad ʻĀṣim. iʻdād Risālat al-qādah al-Nawāris bhjr fasād al-Madāris. (in Arabic), Minbar al-tawḥīd wa-al-jihād [nuskhah iliktrūnīyah] https://2h.ae/WoIg.
al-Masaddī, ʻAbd al-Salām. al-uslūbīyah wa-al-uslūb. (in Arabic), ṭ3, al-Dār al-ʻArabīyah lil-Kitāb, Tūnis, 1982.
al-Maydānī, Abū al-Faḍl Aḥmad ibn Muḥammad ibn Ibrāhīm. Majmaʻ al-amthāl al-Bāb al-thāmin fīmā awwalihi Dāl, (in Arabic), taḥqīq Muḥammad Muḥyī al-Dīn ʻAbd al-Ḥamīd. Dār al-Maʻrifah, Bayrūt, 2004.
al-ʻUṣaymī, Ṣāliḥ. al-lisānīyāt al jināʼīyah wa majālātuhā wa taṭbīqātuhu, (in Arabic), 1st ed., al - Riyāḍ, Markaz al - Malik ʻAbd Allāh ibn ʻAbd al-ʻAzīz al-dawlī li - Khidmat al-lughah al-ʻArabīyah, 2020.
al-Zuʻbī, Sulāfah Fārūq. "taḥlīl al-khiṭāb al-Iʻlāmī li-tanẓīm al-dawlah al-Islāmīyah = Dāʻish : Qanāt al-khilāfah al-Islāmīyah ʻalá al-Yūtiyūb unamūdhajan". (in Arabic), Majallat Qaḍāyā al-taṭarruf wa-al-jamāʻāt al-musallaḥah, Issue 4, al-Markaz al-dīmuqrāṭī al-ʻArabī lil-Dirāsāt al-Istirātījīyah wa-al-siyāsīyah wa-al-iqtiṣādīyah, al-Jazāʼir, 2020.
ʻAtīq, ʻAbd al-ʻAzīz. ʻilm al-maʻānī. (in Arabic), Dār al-Āfāq al-ʻArabīyah, al-Qāhirah, 2004.
Awlswn, Jūn. ʻilm al-lughah al-qaḍāʼī muqaddimah fī al-lughah wa-al-jarīmah wa-al-qānūn, (in Arabic), tarjamat Muḥammad Nāṣir al-Ḥaqbānī. Jāmiʻat al-Malik Saʻūd, al-Riyāḍ, 2008.
Bandura, A. “Moral Disengagement in the Perpetration of Inhumanities”. Personality and Social Psychology Review 3, 1999.
Community Standards: Hate speech, Facebook, retrieved 13 July 2021, https://www.facebook.com/communitystandards/hate_speech.
Drommel, R, Sprachprofiling – Grundlagen und Fallanalysen zur Forensischen Linguistik, frank & timme, 2015.
Frissen, T, & d’Haenens, L. Legitimizing the Caliphate and its politics. Moral Disen - gagement Rhetoric in ISIL’s Dabiq. Retrieved from , 2017 https://www.researchgate.net/publication/320456087_Legitimizing_the_Caliphate_and_its_politics_Moral_Disengagement_Rhetoric_in_ISIL’s_Dabiq.
Ibn Yaʻīsh. Abū al-Baqāʼ Yaʻīsh ibn ʻAlī ibn Yaʻīsh, sharḥ al-Mufaṣṣal. (in Arabic), ʻĀlam al-Kutub, Bayrūt, 1997.
Ilīzābīth bwdyn bārwn, tawaddu S. hlmws, mādlyn māghnwswn, zayf wynklmān. dirāsah al-Shabakāt al-dāʻimah wa-al-muʻāraḍah lil-dawlah al-Islāmīyah fī al-ʻIrāq wa-Sūriyā ʻabra tūwītar. (in Arabic), Muʼassasat RAND, 2016.
Khaṭṭābī, Muḥammad. Lisānīyāt al-naṣṣ madkhal ilá insijām al-khiṭāb. (in Arabic), al-Markaz al-Thaqāfī al-ʻArabī, Bayrūt, 1991.
Maṣlūḥ, Saʻd. fī al - naṣṣ al - Adabī dirāsah uslūbīyah iḥṣāʼīyah, (in Arabic), 2nd ed., ʻAyn lil - Dirāsāt al - Insānīyah wa - al - Ijtimāʻīyah, al - Qāhirah, 1993.
Meriel, B, and Thomas Bloor, The Practice of Critical Discourse Analysis: An Introduction. UK: Education, 2007.
Muḥammad al-ʻAdnānī. Silsilat dīn min? https://archive.org/details/1-1432, (in Arabic), Tārīkh al-iṭṭilāʻ 21/24/2022.
Proceedings of the 9th USENIX Security Symposium Denver, Colorado, USA August 2000.
Rapoport, D. C., ed. The morality of terrorism: Religious and secular justification. Elmsford, NY: Pergamon, 1982.
Sābiq, Madīḥah. faʻālīyāt al-waṣf wa-ālīyātuhu fī al-khiṭāb al-qiṣaṣī ʻinda «Saʻīd Būṭājīn». (in Arabic), Jāmiʻat al-Ḥājj Lakhḍar Bātnah, al-Jazāʼir, 2012.
Shalabī, Ashraf Ismāʻīl, "Taswīq al-khiṭāb al-dīnī al-mutaṭarrif li-tanẓīm al-dawlah al-Islāmīyah Dāʻish: Majallat Dābiq namūdhajan", (in Arabic), Majallat Kullīyat al Ādāb, Jāmiʻat Būr Saʻīd, Issue 18, 2021.
Sulaymān, Fatḥ Allāh. al-uslūbīyah: madkhal naẓarī wa-dirāsat taṭbīqīyah. (in Arabic), Maktabat al-Ādāb, al-Qāhirah, 2004.
Tanẓīm al-dawlah al-Islāmīyah. "al-ṭūfān The Flood". (in Arabic), Majallat Dābiq, Issue 2, Rajab 2014AH.
–––. "From Hypocrisy to Apostasy: The Extinction of the Grayzone, (in Arabic). Majallat Dābiq, Issue 7, Ṣafar 2015AH.
–––. "The Failed CRUSADE", (in Arabic). Majallat Dābiq, Issue 4, Dhū al-Ḥujjah 1434AH.
–––. "The Return of Khilafah". (in Arabic) Majallat Dābiq, Issue 1, Ramaḍān 1435AH.
The Failed Crusade, Journal of Dabiq, Issue 4, September – October 2014.
Thomas James Vaughan Williams & Tzani, Calli. How does language influence the radicalisation process? A systematic review of research exploring online extremist communication and discussion, Behavioral Sciences of Terrorism and Political Aggression, DOI: 10.1080/19434472.2022.2104910, 2022.
W.E. McDonald, Sadia Afroz, Aylin Caliskan, Ariel Stolerman, and Rachel Greenstadt, Use Fewer Instances of the Letter “i”: Toward Writing Style Anonymization K Andrew - Drexel University, Philadelphia, 2012.
Williams, T. J. V., & Tzani, C. How does language influence the radicalisation process? A systematic review of research exploring online extremist communication and discussion. Behavioral Sciences of Terrorism and Political Aggression, 2022, 1–21. https://doi.org/10.1080/19434472.2022.2104910